عطر الزمن
عطر الزمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته خالد روشه تختلف الرؤى والنظريات حول أساليب العلاج التربوية والنفسية لأطفالنا وأبنائنا الذين قد يعانون من مشكلات مختلفة , ففي حين يرى بعض العلماء أن أساليب المواجهة والتعريف بالمشكلة وتبيين حجمها للطفل دافعا له في سبيل حل مشكلته، فإن آخرين يرون أن التهوين من شأن الأزمات التي يمر بها الطفل وتيسير أثرها هو دافع له في سبيل الحل , وقد انتشرت الطرق التقويمية للعلاج بالنصح المباشر والضبط الانفعالي والتقنين السلوكي والعقاب وغيره مما هو يصب في بوتقة واحدة هي التوجيه المباشر للفعل والمنع المباشر عن الخطأ عن طريق بعض الضغوط الكلامية والتوجيهية وقد يستعمل فيها العنف في بعض الأحيان , ونحن هنا نقدم أنموذجا آخر لعلاج مشكلات الأبناء بأسلوب أسماه المتخصصون بأسلوب " العلاج الملطف " ويمكننا نحن أن نسميه : أسلوب العلاج بالرفق .. ونحاول أن نعرض أهم محاور هذه الطريقة العلاجية فيما يلي : يتركز العمل بهذا الأسلوب في مجال التعامل مع المشكلات النفسية والسلوكية بين أصحاب المشكلات السلوكية كالأبناء المصابين بالعنف في سلوكهم مع الغير وإمراض النطق الناتجة عن الارتباك النفسي وأمراض الانطواء والخجل المبالغ فيه، والخارجين من صدمات انفعالية أو من تعرضوا لمصائب حياتية، بل تتعدى إلى علاج المشكلات الكامنة، مثل : الكذب عند الأطفال والأنانية وحب الامتلاك للأشياء والعجب وحب التميز وغيره.. طريقة إسلامية : تعتبر طريقة العلاج الملطف هي طريقة قد اعتمدتها النظرية التربوية الإسلامية منذ قرون , بل لا نبالغ إذا قلنا إن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قد وضع أسس هذه الطريقة العلاجية بوضوح تام وأصل أصولها وقعد قواعدها وبين طريقة تطبيقها , وهؤلاء العلماء التربويون الغربيون الذين يقدمون هذه الطريقة الجديدة لم يأتونا بما لا نعلم قبل 1426 عاما .. فقد أوصى النبي _صلى الله عليه وسلم_ بالرفق وأمر به ودعا إليه فقال في الصحيح :" ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما منع عن شيء إلا شآنه" وقد كان _صلى الله عليه وسلم_ يحب الرفق في أمره كله , وقال _صلى الله عليه وسلم_ لعائشة كما في صحيح البخاري : يا عائشة إن الله لا يحب القول الغليظ , وقد جرب النبي _صلى الله عليه وسلم_ تجربة تربوية ناجحة يحكيها لنا تابعه الصحابي الجليل أنس بن مالك الذي صار من أهم الشخصيات الإسلامية العالمية المؤثرة بعد ذلك , يقول أنس : " لقد خدمت النبي _صلى الله عليه وسلم_ عشر سنين، فما قال لي عن شيء فعلته لم فعلت ذلك ولا عن شيء لم أفعله لم لم تفعل ذلك، ولم يعبس في وجهي قط ".. فانظر أيها القارئ إلى ذلك التطبيق البديع، وذلك الأثر الرائع الذي تركته تلك الطريقة التربوية المؤثرة في سواء شخصية أنس واستقامتها .. طريقة منهجية مختلفة : بالرغم من بعض الاختلافات الرئيسة بين التعليم الملطف وأساليب العلاج السلوكي الأخرى ، فإن هناك نقاط تماثل تجعل أوجه الشبه بينهما أكثر من أوجه الاختلاف . فالتعليم الملطف ـ مثله في ذلك مثل العلاج السلوكي ـ يبدأ بتحديد المشكلة تحديدا نوعيا ويرسم أهدافا مسبقة للعلاج ، ويستخدم كثيرا من الأساليب الشائعة في العلاج السلوكي كالتدعيم والتجاهل . ومن ثم فإننا نراه مكملا ـ وليس بديلا ـ عن العلاج السلوكي . لكن التعليم الملطف يختلف عن المناهج العلاجية السلوكية التقليدية في جوانب منها : 1ـ أنه يرفض استخدام العقاب تماما ويتجنب استخدام الأساليب التنفيرية في تعديل السلوك بما في ذلك كل أشكال العقاب كتكاليف الاستجابة والإبعاد المؤقت , والنظرية الإسلامية التربوية تثبت العقاب وتقبله لكن تضعه في أسلوب علاجي مختلف قد يلجأ إليه في حالات خاصة. 2ـ يرفض عملية الضبط والتحكم كهدف من الأهداف العلاجية . ويبشر بأن أهداف العلاج يجب أن تكون متجهة لتكوين رابطة وجدانية بين المريض والمربي . 3ـ يتبنى فلسفة المشاركة والاقتناع بكل سلوك يقوم به الطفل ولا يجبره على شيء يفعله بل يترك له حرية الاختيار، ويكون ذلك بعد التوجيه العقلي والبيان الكامل للصواب والخطأ. بعبارة أخرى فعملية العلاج في ضوء هذا المنهج تتجه إلى تكوين صلات وجدانية قوية بالمريض ، وتتبنى وجهة نظر تربوية نحو مشكلاته ، وتركز على التبادل والأخذ والعطاء بين الطفل والمعالج خلال عملية العلاج . 4ـ يراعي العلاج الملطف الشعورية ويجعل لها موقعا قويا في أي خطة علاجية بما في ذلك التركيز على الحب والتقبل والتسامح والدفء وغيره . الفكرة التي يقوم عليها العلاج تقوم هذه الطريقة العلاجية على أساس اعتبار أن كل التفاعلات الإنسانية ـ ناجحة أو فاشلة ـ تعتمد أساساً على اتجاهاتنا ومعتقداتنا وأحكامنا الأخلاقية المتبادلة وجواذبنا الشعورية والوجدانية، ومن ثم فإن كنا نعتقد أن الطفل المشاغب ( مثلا ) هو شخص قد أفسدته التربية والتدليل ، فإن تفاعلاتنا مع هذا الطفل ستتجه في الغالب الأعم إلى الحزم والعقاب وإملاء الأوامر ، وقد يسهم أسلوبنا هذا بدوره في تكوين معتقدات وأحكام لديه يرانا بمقتضاها أننا لا نفهمه وأننا نتسلط عليه ولا نصغي لمشاعره ، ولهذا فإن التفاعل الصحي ستبتره منذ البداية الأحكام والآراء المتبادلة للأشخاص موضوع هذا التفاعل . ويطلق أصحاب التعليم الملطف على هذه المجموعة من القيم الشخصية اسم الوضع القيمي أو الإطار المرجعي الشخصي الذي نسترشد به خلال عملية التفاعل ، والذي من شأنه أن يحكم نشاطاتنا اليومية . والوضع القيمي شيء غير محدد بدقة، فهو كإطار مرجعي يتغير دوماً بحسب ما نواجه من الشخص الذي نتفاعل معه، ومن ثم فهو يتعدل ويتغير عندما نواجه شخصا عدوانيا أو انسحابيا . ومن المهم الانتباه إلى الجهاز القيمي العاطفي لكل شخص خلال عملية التفاعل . هذا الانتباه كفيل بألا يجعل هدفنا هو التركيز على تعديل جانب محدد من السلوك الشاذ ، أو القفز إلى استخدام الأساليب الفنية الجاهزة . إن معرفتنا بهذا للطفل صاحب المشكلة تساعدنا بادئ ذي بدء على إقامة إطار عمل يمكننا من خلاله تقدير نتائج التفاعل ، ومدى استناده إلى المبدأ الرئيسي من مبادئ العلاج المتبادل بدلا من التركيز على الانصياع والطاعة والخضوع . الهدف الرئيس من التعليم الملطف : إن الهدف الرئيس من العلاج الملطف هو تكوين رابطة وجدانية قائمة على مساندة صاحب المشكلة ومن ثم يهدف إلى المعالج هنا إلى تطوير علاقة إيجابية بالطفل قبل الدخول في خطة العلاج . ونتيجة للرابطة الوجدانية التي تتكون تدريجيا مع الطفل ، يتعلم الطفل ثلاثة أشياء، هي : 1ـ إن وجود المربي يرتبط لدى الطفل بالأمان والطمأنينة . 2ـ إن كلماتنا وإيماءاتنا ( بما فيها اللمس ، الابتسام ، والعناق ) تعني الإثابة والمكافأة في ذاتها ، وليس التحكم والرغبة في الضبط . 3ـ إن مكافأة الطفل تأتي من إسهامه ( وليس من مجرد خضوعه ) . وذلك سيجعل من الميسور علينا تحقيق تغيرات إيجابية في تفاعلاتنا مع الطفل . لا أن تكون خططنا قائمة على مجرد رد الفعل ودرء الخطر، فالمربي الذي استطاع أن يبني علاقة دافئة ، سيكون بإمكانه التنبؤ بالسلوك ؛ قبل حدوثه ، وسيكون بإمكانه الاستفادة من هذه الرابطة في أكثر المواقف خطراً وحرجاً . لهذا نجد أن العلاج الملطف غالباً ما يحقق نجاحاً كبيراً في مثل هذه الحالات بالذات . نصائح المتخصصين للمربين في هذا المجال : 1ـ اجعل وجودك مدعما للطفل، وبعبارة أخرى ، يحتاج الوالدان والمشرفون على تربية الطفل إلى أن يجعلوا حضورهم أو وجودهم مع الطفل مرتبطا بالدفء والرعاية والتقبل والاهتمام، ولا يشترط هنا الثواب والهدية، فالغثابة ليست من ضمن وسائل هذه الطريقة العلاجية .. بل لا تكاد تحتاج إليها. 2ـ شجع الطفل على تبادل السلوك التحبيبي والوجداني؛ كالمصافحة الطويلة والابتسامة في الوجه مع النظرة في العين، والتسريب الوجداني لما يمكن أن يكون قد أغضبه أو التفريغ النفسي لمواقف سابقة قد مرت به أو غيره . وكل هذا هنا مرتبط بالنجاح في العلاقة الإيجابية والاتصال ، وليس كمجرد استجابة لسلوك بصفة المعالج السلوكي بأنه سلوك جيد أو غير مرضي . 3ـ أن تكون تفاعلاتنا مع الطفل طبيعية وغير مفتعلة، وناشئة عن قناعة وجدانية من الوالدين والمربين . 4ـ عندما يعزف الطفل عن الإسهام والتفاعل لأي سبب ، يجب على المربين أن يخلقوا الظروف الملائمة التي تدفع الطفل إلى السلوك المطلوب ولا يدفعونه إليه دفعا باستخدام الأوامر والنواهي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته خالد روشه تختلف الرؤى والنظريات حول أساليب العلاج التربوية...
العلاقات الحنونة مع الأطفال ..

هذا الموضوع وجدته في موقع متخصص في التوجيه والإرشار وحبيت انقله هنا للفائده
يُعتبر تعليم الطفل اللغةَ، وإرشاده إلى أساليب التخاطب مع من حوله بأسلوب طبيعي خلال التعاملات اليومية العديدة ـ أعظم هديّة يمكن أن يقدّمها الأهل للطفل. وكذا مساعدته على اكتشاف قدراته واستخدامها إلى أقصى حدٍّ ممكن في طريق تعلّم اللغة والتخاطب، وتذليل العوائق والصعاب واستخدام أفضل الطرق التربوية لتحقيق ذلك.
إن الأطفال يبدءون التواصل منذ اللحظة التي يولدون فيها، وحينما ينمون وتتوفر لديهم فرص للتعلم فإنهم يطورون طرقا للتواصل أكثر وضوحا تحظى بقبول وتفهّم من الآخرين. وهذا يتطلّب معرفة بمراحل نموّهم وبتطوّر إمكانياتهم ويحتاجون إلى وقت لمعرفة ذلك ، وهذا بدوره يؤدي إلى السماح لهم بقيادة الحديث ونمو اللغة وتعميق التجربة.
إن تعلم اللغة يتم ضمن المحادثات الطبيعية المعتادة التي تحدث في ممارستنا اليومية، والطفل لا يستخدم كلمات لم يعتد عليها أو يكررها كثيرا في حياته اليومية لأن الاكتساب تدريجي، واستخدام الحوار مع الطفل يشجّعه على عملية التواصل ، مع الأخذ في الاعتبار تفاوت قدرات الأطفال وإمكانياتهم في الاستجابة والإدراك.
إن فهم وتفسير محاولات الأطفال على التواصل والاستجابة لها، تبعث على الإحساس بالسعادة والرضا، وتدفعهم بشكل رئيس إلى زيادة حماسهم ورغبتهم في التواصل. والطفل لا يتعلم الكلام بالتحدّث إلى نفسه فحسب بل إن قدراته لا تتطوّر إلا من خلال تفاعله مع العالم المحيط به، ويشكّل الوالدان وبقية أفراد الأسرة الجزء الأكبر من ذلك المحيط ولذا فإن طريقة الأم على وجه الخصوص في التعامل مع طفلها ستترك أثرا كبيرا على طريقة تخاطبه، وعليها أن تدرك أهمية الدور الذي تلعبه في حياته وأهمية استجابتها لاحتياجاته واهتماماته.

المنهج التربوي لتشجيع الأطفال على التخاطب:

يرتكز هذا المنهج التعليمي على مفهومين رئيسين بإمكان الأم تطبيقهما وفق خطوتين متتاليتين للتواصل مع طفلها على النحو التالي :
الأولى هي : ( ران ) وتعني راقبي ، انتظري، أنصتي إلى الطفل.
و الثانية هي : ( أتى ) وتعني: اسمحي لطفلك بقيادة الحديث ، تكيفي مع سلوكه لتشاركيه هذه اللحظة ، أضيفي إلى لغته وتجربته خلال هذه اللحظات 0

* والخطوة الأولى تتطلّب وقتا كافيا ومهارة حقيقية لفهم كلام ورسائل الطفل ليتم فك رموز هذه الرسائل، لأن لكل طفل أسلوبه الخاص المكوّن من حركات الجسم والأصوات.
ولكي تتعرفي على طفلك بصورة حقيقية يجب أن تعملي على ملاحظته ومتابعته ثمّ إعطائه الفرصة الكافية للتواصل بطريقته الخاصة، مع الاستماع إليه جيدا، وعندئذ سيدرك مدى اهتمامك وحرصك على الاستماع إليه، وهذا من شأنه المساعدة على التواصل لأن الطفل سيدرك أنّ محاولاته للتواصل تلقى الاهتمام والترحيب منك. وفي هذه الخطوة يمتزج الحنان بالتعلم معاً.
عطر الزمن
عطر الزمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته خالد روشه تختلف الرؤى والنظريات حول أساليب العلاج التربوية والنفسية لأطفالنا وأبنائنا الذين قد يعانون من مشكلات مختلفة , ففي حين يرى بعض العلماء أن أساليب المواجهة والتعريف بالمشكلة وتبيين حجمها للطفل دافعا له في سبيل حل مشكلته، فإن آخرين يرون أن التهوين من شأن الأزمات التي يمر بها الطفل وتيسير أثرها هو دافع له في سبيل الحل , وقد انتشرت الطرق التقويمية للعلاج بالنصح المباشر والضبط الانفعالي والتقنين السلوكي والعقاب وغيره مما هو يصب في بوتقة واحدة هي التوجيه المباشر للفعل والمنع المباشر عن الخطأ عن طريق بعض الضغوط الكلامية والتوجيهية وقد يستعمل فيها العنف في بعض الأحيان , ونحن هنا نقدم أنموذجا آخر لعلاج مشكلات الأبناء بأسلوب أسماه المتخصصون بأسلوب " العلاج الملطف " ويمكننا نحن أن نسميه : أسلوب العلاج بالرفق .. ونحاول أن نعرض أهم محاور هذه الطريقة العلاجية فيما يلي : يتركز العمل بهذا الأسلوب في مجال التعامل مع المشكلات النفسية والسلوكية بين أصحاب المشكلات السلوكية كالأبناء المصابين بالعنف في سلوكهم مع الغير وإمراض النطق الناتجة عن الارتباك النفسي وأمراض الانطواء والخجل المبالغ فيه، والخارجين من صدمات انفعالية أو من تعرضوا لمصائب حياتية، بل تتعدى إلى علاج المشكلات الكامنة، مثل : الكذب عند الأطفال والأنانية وحب الامتلاك للأشياء والعجب وحب التميز وغيره.. طريقة إسلامية : تعتبر طريقة العلاج الملطف هي طريقة قد اعتمدتها النظرية التربوية الإسلامية منذ قرون , بل لا نبالغ إذا قلنا إن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قد وضع أسس هذه الطريقة العلاجية بوضوح تام وأصل أصولها وقعد قواعدها وبين طريقة تطبيقها , وهؤلاء العلماء التربويون الغربيون الذين يقدمون هذه الطريقة الجديدة لم يأتونا بما لا نعلم قبل 1426 عاما .. فقد أوصى النبي _صلى الله عليه وسلم_ بالرفق وأمر به ودعا إليه فقال في الصحيح :" ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما منع عن شيء إلا شآنه" وقد كان _صلى الله عليه وسلم_ يحب الرفق في أمره كله , وقال _صلى الله عليه وسلم_ لعائشة كما في صحيح البخاري : يا عائشة إن الله لا يحب القول الغليظ , وقد جرب النبي _صلى الله عليه وسلم_ تجربة تربوية ناجحة يحكيها لنا تابعه الصحابي الجليل أنس بن مالك الذي صار من أهم الشخصيات الإسلامية العالمية المؤثرة بعد ذلك , يقول أنس : " لقد خدمت النبي _صلى الله عليه وسلم_ عشر سنين، فما قال لي عن شيء فعلته لم فعلت ذلك ولا عن شيء لم أفعله لم لم تفعل ذلك، ولم يعبس في وجهي قط ".. فانظر أيها القارئ إلى ذلك التطبيق البديع، وذلك الأثر الرائع الذي تركته تلك الطريقة التربوية المؤثرة في سواء شخصية أنس واستقامتها .. طريقة منهجية مختلفة : بالرغم من بعض الاختلافات الرئيسة بين التعليم الملطف وأساليب العلاج السلوكي الأخرى ، فإن هناك نقاط تماثل تجعل أوجه الشبه بينهما أكثر من أوجه الاختلاف . فالتعليم الملطف ـ مثله في ذلك مثل العلاج السلوكي ـ يبدأ بتحديد المشكلة تحديدا نوعيا ويرسم أهدافا مسبقة للعلاج ، ويستخدم كثيرا من الأساليب الشائعة في العلاج السلوكي كالتدعيم والتجاهل . ومن ثم فإننا نراه مكملا ـ وليس بديلا ـ عن العلاج السلوكي . لكن التعليم الملطف يختلف عن المناهج العلاجية السلوكية التقليدية في جوانب منها : 1ـ أنه يرفض استخدام العقاب تماما ويتجنب استخدام الأساليب التنفيرية في تعديل السلوك بما في ذلك كل أشكال العقاب كتكاليف الاستجابة والإبعاد المؤقت , والنظرية الإسلامية التربوية تثبت العقاب وتقبله لكن تضعه في أسلوب علاجي مختلف قد يلجأ إليه في حالات خاصة. 2ـ يرفض عملية الضبط والتحكم كهدف من الأهداف العلاجية . ويبشر بأن أهداف العلاج يجب أن تكون متجهة لتكوين رابطة وجدانية بين المريض والمربي . 3ـ يتبنى فلسفة المشاركة والاقتناع بكل سلوك يقوم به الطفل ولا يجبره على شيء يفعله بل يترك له حرية الاختيار، ويكون ذلك بعد التوجيه العقلي والبيان الكامل للصواب والخطأ. بعبارة أخرى فعملية العلاج في ضوء هذا المنهج تتجه إلى تكوين صلات وجدانية قوية بالمريض ، وتتبنى وجهة نظر تربوية نحو مشكلاته ، وتركز على التبادل والأخذ والعطاء بين الطفل والمعالج خلال عملية العلاج . 4ـ يراعي العلاج الملطف الشعورية ويجعل لها موقعا قويا في أي خطة علاجية بما في ذلك التركيز على الحب والتقبل والتسامح والدفء وغيره . الفكرة التي يقوم عليها العلاج تقوم هذه الطريقة العلاجية على أساس اعتبار أن كل التفاعلات الإنسانية ـ ناجحة أو فاشلة ـ تعتمد أساساً على اتجاهاتنا ومعتقداتنا وأحكامنا الأخلاقية المتبادلة وجواذبنا الشعورية والوجدانية، ومن ثم فإن كنا نعتقد أن الطفل المشاغب ( مثلا ) هو شخص قد أفسدته التربية والتدليل ، فإن تفاعلاتنا مع هذا الطفل ستتجه في الغالب الأعم إلى الحزم والعقاب وإملاء الأوامر ، وقد يسهم أسلوبنا هذا بدوره في تكوين معتقدات وأحكام لديه يرانا بمقتضاها أننا لا نفهمه وأننا نتسلط عليه ولا نصغي لمشاعره ، ولهذا فإن التفاعل الصحي ستبتره منذ البداية الأحكام والآراء المتبادلة للأشخاص موضوع هذا التفاعل . ويطلق أصحاب التعليم الملطف على هذه المجموعة من القيم الشخصية اسم الوضع القيمي أو الإطار المرجعي الشخصي الذي نسترشد به خلال عملية التفاعل ، والذي من شأنه أن يحكم نشاطاتنا اليومية . والوضع القيمي شيء غير محدد بدقة، فهو كإطار مرجعي يتغير دوماً بحسب ما نواجه من الشخص الذي نتفاعل معه، ومن ثم فهو يتعدل ويتغير عندما نواجه شخصا عدوانيا أو انسحابيا . ومن المهم الانتباه إلى الجهاز القيمي العاطفي لكل شخص خلال عملية التفاعل . هذا الانتباه كفيل بألا يجعل هدفنا هو التركيز على تعديل جانب محدد من السلوك الشاذ ، أو القفز إلى استخدام الأساليب الفنية الجاهزة . إن معرفتنا بهذا للطفل صاحب المشكلة تساعدنا بادئ ذي بدء على إقامة إطار عمل يمكننا من خلاله تقدير نتائج التفاعل ، ومدى استناده إلى المبدأ الرئيسي من مبادئ العلاج المتبادل بدلا من التركيز على الانصياع والطاعة والخضوع . الهدف الرئيس من التعليم الملطف : إن الهدف الرئيس من العلاج الملطف هو تكوين رابطة وجدانية قائمة على مساندة صاحب المشكلة ومن ثم يهدف إلى المعالج هنا إلى تطوير علاقة إيجابية بالطفل قبل الدخول في خطة العلاج . ونتيجة للرابطة الوجدانية التي تتكون تدريجيا مع الطفل ، يتعلم الطفل ثلاثة أشياء، هي : 1ـ إن وجود المربي يرتبط لدى الطفل بالأمان والطمأنينة . 2ـ إن كلماتنا وإيماءاتنا ( بما فيها اللمس ، الابتسام ، والعناق ) تعني الإثابة والمكافأة في ذاتها ، وليس التحكم والرغبة في الضبط . 3ـ إن مكافأة الطفل تأتي من إسهامه ( وليس من مجرد خضوعه ) . وذلك سيجعل من الميسور علينا تحقيق تغيرات إيجابية في تفاعلاتنا مع الطفل . لا أن تكون خططنا قائمة على مجرد رد الفعل ودرء الخطر، فالمربي الذي استطاع أن يبني علاقة دافئة ، سيكون بإمكانه التنبؤ بالسلوك ؛ قبل حدوثه ، وسيكون بإمكانه الاستفادة من هذه الرابطة في أكثر المواقف خطراً وحرجاً . لهذا نجد أن العلاج الملطف غالباً ما يحقق نجاحاً كبيراً في مثل هذه الحالات بالذات . نصائح المتخصصين للمربين في هذا المجال : 1ـ اجعل وجودك مدعما للطفل، وبعبارة أخرى ، يحتاج الوالدان والمشرفون على تربية الطفل إلى أن يجعلوا حضورهم أو وجودهم مع الطفل مرتبطا بالدفء والرعاية والتقبل والاهتمام، ولا يشترط هنا الثواب والهدية، فالغثابة ليست من ضمن وسائل هذه الطريقة العلاجية .. بل لا تكاد تحتاج إليها. 2ـ شجع الطفل على تبادل السلوك التحبيبي والوجداني؛ كالمصافحة الطويلة والابتسامة في الوجه مع النظرة في العين، والتسريب الوجداني لما يمكن أن يكون قد أغضبه أو التفريغ النفسي لمواقف سابقة قد مرت به أو غيره . وكل هذا هنا مرتبط بالنجاح في العلاقة الإيجابية والاتصال ، وليس كمجرد استجابة لسلوك بصفة المعالج السلوكي بأنه سلوك جيد أو غير مرضي . 3ـ أن تكون تفاعلاتنا مع الطفل طبيعية وغير مفتعلة، وناشئة عن قناعة وجدانية من الوالدين والمربين . 4ـ عندما يعزف الطفل عن الإسهام والتفاعل لأي سبب ، يجب على المربين أن يخلقوا الظروف الملائمة التي تدفع الطفل إلى السلوك المطلوب ولا يدفعونه إليه دفعا باستخدام الأوامر والنواهي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته خالد روشه تختلف الرؤى والنظريات حول أساليب العلاج التربوية...

كيف نربي أبناءنا على النظافة ..؟


كل صبي يحتاج، لكي ينمو بشكل سليم، إلى تربية نفسية قلبية وروحية يتكلف بها أبواه و كل معلم له ومؤدب. فإن أحسنا تعهده فكانا سبب استقامته بما هديا و ربيا، حصلا ثوابا لا ينقطع بدعائه لهما، وكان هو بدوره من السعداء في الدنيا والآخرة. لكن هناك من الأمهات من تغفل عن جانب آخر من التربية لا يقل أهمية عن الوقاية النفسية وهي الوقاية الجسدية، فيؤدي هذا الإهمال إلى مرض الجسم و اعتلال البدن. فللوقاية الجسدية أهمية قصوى ومكانة جليلة. ورعاية جسم الصبي علم يجب على كل أم الإحاطة به، وذلك باستشارة من سبقنها بالتجربة من الأمهات، وبالاطلاع على الكتب و المجلات الخاصة بعلوم طب الأطفال و فنون التربية، أو باستشارة طبيبة ناصحة. فإعداد أجيال قوية مؤهلة لحمل هم الأمة و بناء مستقبلها رهين ببناء أجسام سليمة خالية من الأمراض.

ومما لا شك فيه أن النظافة من أهم جوانب الوقاية الجسدية للطفل. و كلنا يعلم مكانتها في ديننا بحيث و صفها رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنها شطر الإيمان. بل لقد أخبر الصحابة رضي الله عنهم أن الوحي انقطع مدة لأنهم لم ينتبهوا لنظافة جزء بسيط من أصابعهم و هو البراجم . لذلك يجب على الأم أن تحرص على تربية طفلها على النظافة منذ نعومة أظافره، و من الخطأ أن تؤخر ذلك معتقدة أن الوقت لم يحن بعد وأن طفلها ما زال صغيرا لا يدرك، فتكون النتيجة أن تصعب المهمة فيصبح التعليم بعد ذلك معقدا بل دون جدوى.
وكما أن التدرج سنة الله عز وجل في الكون كله، فكذلك يجب على الأم أن تتدرج بطفلها فتبدأ بتعويده على الأساسيات مكتفية في البداية بإعطاء النموذج ثم بعد ذلك باستعمال كل الطرق المشجعة غير العنيفة. و هذه بعض الأمور المساعدة على جعل النظافة سلوكا تلقائيا لدى الطفل:


1ـ تعود الأم طفلها على غسل يديه بالماء و الصابون كلما اتسخت، خاصة قبل الأكل وبعده و بعد استعمال الحمام، معلمة إياه الطريقة التي يجب أن يتبعها مع التأكيد على البراجم، ليرسخ في ذهنه أن النظافة تبدأ من أبسط الأمور. فنظافة الحواس و الأعضاء أول ما يتعلمه الصبي. بهذا تقي الأم طفلها من الإصابة بالأمراض التي تنتقل بواسطة الأيدي، حتى إذا وصل إلى سن التمدرس ازدادت ضرورة المحافظة على هذه العادة.
2ـ تعود الأم الصبي نظافة الأسنان منذ قيامها بذلك عنه يوم بروزها إلى أن يستقل بتسويك نفسه(بالفرشاة ومعجون الأسنان طبعا) ، وتلك سنة نبوية مؤكدة ، من تخلى عنها صغيرا أو كبيرا تلفت مع أسنانه صحته وتأذى من بخره الملائكة والناس.
3ـ تعويد الطفل غسل وجهه حين الاستيقاظ، وهذا مما لا يحبذه الأطفال غالبا، فإذا بلغ السابعة فالطهارة والوضوء والصلاة تحبيبا وترغيبا.
4ـ على الأم أن لا تغفل عن تعليم طفلها تعهد كل أجزاء جسمه بالنظافة- بما فيها الأجزاء الحميمة- حتى إذا وصل إلى سن الحلم وجد نفسه مستعدا للحفاظ على سنن الفطرة التي تعد من أبجديات نظافة المسلم.

-5 تعويد الطفل على احترام نظافة البيت بلطف و خاصة غرفته الخاصة أو التي يتقاسمها مع إخوته. وعلى الأم في البداية أن تكتفي بترغيبه في مساعدتها في ذلك مشجعة إياه، كأن تفتخر بانجازه أمام الآخرين ليشعر بقيمة هذا العمل حتى يتقن القيام بذلك بمفرده.
-6 تربية الطفل منذ الصغر على احترام البيئة وعلى أن الحرص على النظافة لا يقتصر على البيت بل يمتد إلى المحافظة على نظافة الشارع و كل الأماكن العامة من حدائق و شواطئ...الخ.و هكذا تعلمي طفلك أيتها الأم عدم رمي الأزبال أو أغلفة الحلوى و البسكويت كيفما اتفق بل في سلة النفايات.ومن هنا يتعلم أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة و أنها من شعب الإيمان.
وأخيرا، لا ننسى أهمية القدوة في هذا الأمر، فالتربية بلا قدوة سقي بلا بذرة لن يعطي ثمرة بل هو مجرد ماء يصب في الرمال.
واعلمي أيتها الفاضلة أن الطفل صفحة بيضاء قابلة لتلقي أي شيء خيرا كان أو شرا ،و مسؤولية الوالدين لا شك كبيرة في الحفاظ على فطرته السليمة.

يقول الإمام الغزالي رحمه الله في الإحياء: "اعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها. والصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل لكل ما يمال به إليه، فان عود الخير وعلمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك...".
ولا شك أن دورك أيتها الأم أكبر، فأنت حافظة الفطرة وأقرب الناس إلى الطفل وأكثرهم تأثيرا عليه.
أعانك الله وأراك في ولدك ما تحبين وجعله شامة بين أقرانه. آمين.



منقول
عطر الزمن
عطر الزمن



الأستاذ ماهر الملاخ باحث في المجال التربوي



أولاً:كيف نفهم عالم الطفل؟
يظن كثير من الآباء أن مجرد اجتهادهم في تلقين الطفل قيماً تربوية إيجابية، كفيل بتحقيق نجاحهم في مهمتهم التربوية، وعند اصطدام معظمهم باستعصاء الطفل على الانقياد لتلك القيم، يركزون تفسيراتهم على الطفل في حد ذاته، باعتباره مسؤولاً عن ذلك الفشل ولم يكلف أغلبهم نفسه مراجعة السلوك التربوي الذي انتهجه، فأدى ذلك المآل إلى مزيد من توتير العلاقة بينهم وبين أبنائهم.

فأين يكمن الخلل إذن ؟

هل في أبنائنا ؟

أم فينا نحن الكبار؟

أم هو كامن في الوسط الاجتماعي العام ؟

وما هي تلك الحلقة المفرغة في العملية التربوية التي تجعل جهدنا في نهاية المطاف بغير ذي جدوى ؟

وباختصار: كيف نستطيع تنشئة الطفل بشكل يستجيب فيه للقيم التربوية التي نراها، "بأقل تكلفة" ممكنة ؟

وهل نستطيع نحن الآباء أن نحول تربيتنا لأطفالنا من كونها عبأ متعباً ؟ إلى كونها متعة رائعة ؟

هل بالإمكان أن تصبح علاقتنا بأطفالنا أقل توتراً وأكثر حميمية مما هي عليه الآن ؟

هل نكون متفائلين بلا حدود إذا أجبنا عن هذه الأسئلة بالإيجاب ؟

ماذا لو جازفنا منذ البداية، وقلنا بكل ثقة: نعم بالتأكيد نستطيع؟


فتعالوا إذن لنرى كيف نستطيع فعلياً أن:

- نجعل من تربيتنا لأطفالنا متعة حقيقية.

- نجعل أطفالنا أكثر اطمئناناً وسعادة دون أن نخل بالمبادئ التي نرجو أن ينشؤوا عليها.

- نجعل علاقتنا بأطفالنا أكثر حميمية.

- نحقق أكبر قدر من الفعالية في تأثيرنا على أبنائنا ؟


السؤال المطروح بهذا الصدد هو: إذا أردت أن تكون أباً ناجحاً، أو أن تكوني أمّاً ناجحة، فهل عليك أن تضطلع بعلوم التربية وتلم بالمدارس النفسية وتتعمق في الأمراض الذهنية والعصبية ؟؟؟ بالطبع لا.

ما عليك إذا أردت أن تكون كذلك إلا أن تفهم عالم الطفل كما هو حقيقة، وتتقبل فكرة مفادها: أنك لست "أباً كاملاً" وأنكِ لستِ "أمّاً كاملةً"... فتهيء نفسك باستمرار كي تطور سلوكك تجاه طفلك، إذ ليس هناك أب كامل بإطلاق ولا أم كاملة بإطلاق..

كما عليك أن لا تستسلم لفكرة أنك "أب سيء" وأنك "أم سيئة"، فتصاب بالإحباط والقلق فكما أنه ليس هناك أب كامل ولا أم كاملة بإطلاق، فكذلك ليس هناك أب سيء ولا أم سيئة بإطلاق. فالآباء تجاه التعامل مع عام الطفل صنفان غالبان:

الصنف الأول: يعتبر عالم الطفل نسخة مصغرة من عالم الكبار، فيسقط عليه خلفياته وتصوراته.
الصنف الثاني: يعتبر عالم الطفل مجموعة من الألغاز المحيرة والطلاسم المعجزة، فيعجز عن التعامل معه.

إن عالم الطفل في الواقع ليس نسخة مصغرة من عالم الكبار، ولا عالماً مركباً من ألغاز معجزة. بل هو عالم له خصوصياته المبنية على مفاتيح بسيطة، من امتلكها فهم وتفهم، ومن لم يمتلكها عاش في حيرته وتعب وأتعب فما هي إذن مفاتيح عالم الطفل التي بها سنتمكن بها من فهم سلوكه وخلفياته على حقيقتها فنتمكن من التعامل الإيجابي معه ؟




ثانياً: هكذا نفهم عالم الطفل:
لعالم الطفل مفاتيح، لا يدخله إلا من امتلكها، ولا يمتلكها إلا من تعرف عليها، وهي:

1- الطفل كيان إنساني سليم وليس حالة تربوية منحرفة.

2- الواجب عند الطفل يتحقق عبر اللذة أساساً وليس عبر الألم.

3- الزمن عند الطفل زمن نفسي وليس زمناً اجتماعياً.

4- العناد عند الطفل نزوع نحو اختبار مدى الاستقلالية وليس رغبة في المخالفة.

5- الفضاء عند الطفل مجال للتفكيك أي المعرفة وليس موضوعاً للتركيب أي التوظيف.

6- كل رغبات الطفل مشروعة وتعبيره عن تلك الرغبات يأتي أحياناً بصورة خاطئة.

7- كل اضطراب في سلوك الطفل مرده إلى اضطراب في إشباع حاجاته التربوية.
عطر الزمن
عطر الزمن
الأستاذ ماهر الملاخ باحث في المجال التربوي أولاً:كيف نفهم عالم الطفل؟ يظن كثير من الآباء أن مجرد اجتهادهم في تلقين الطفل قيماً تربوية إيجابية، كفيل بتحقيق نجاحهم في مهمتهم التربوية، وعند اصطدام معظمهم باستعصاء الطفل على الانقياد لتلك القيم، يركزون تفسيراتهم على الطفل في حد ذاته، باعتباره مسؤولاً عن ذلك الفشل ولم يكلف أغلبهم نفسه مراجعة السلوك التربوي الذي انتهجه، فأدى ذلك المآل إلى مزيد من توتير العلاقة بينهم وبين أبنائهم. فأين يكمن الخلل إذن ؟ هل في أبنائنا ؟ أم فينا نحن الكبار؟ أم هو كامن في الوسط الاجتماعي العام ؟ وما هي تلك الحلقة المفرغة في العملية التربوية التي تجعل جهدنا في نهاية المطاف بغير ذي جدوى ؟ وباختصار: كيف نستطيع تنشئة الطفل بشكل يستجيب فيه للقيم التربوية التي نراها، "بأقل تكلفة" ممكنة ؟ وهل نستطيع نحن الآباء أن نحول تربيتنا لأطفالنا من كونها عبأ متعباً ؟ إلى كونها متعة رائعة ؟ هل بالإمكان أن تصبح علاقتنا بأطفالنا أقل توتراً وأكثر حميمية مما هي عليه الآن ؟ هل نكون متفائلين بلا حدود إذا أجبنا عن هذه الأسئلة بالإيجاب ؟ ماذا لو جازفنا منذ البداية، وقلنا بكل ثقة: نعم بالتأكيد نستطيع؟ فتعالوا إذن لنرى كيف نستطيع فعلياً أن: - نجعل من تربيتنا لأطفالنا متعة حقيقية. - نجعل أطفالنا أكثر اطمئناناً وسعادة دون أن نخل بالمبادئ التي نرجو أن ينشؤوا عليها. - نجعل علاقتنا بأطفالنا أكثر حميمية. - نحقق أكبر قدر من الفعالية في تأثيرنا على أبنائنا ؟ السؤال المطروح بهذا الصدد هو: إذا أردت أن تكون أباً ناجحاً، أو أن تكوني أمّاً ناجحة، فهل عليك أن تضطلع بعلوم التربية وتلم بالمدارس النفسية وتتعمق في الأمراض الذهنية والعصبية ؟؟؟ بالطبع لا. ما عليك إذا أردت أن تكون كذلك إلا أن تفهم عالم الطفل كما هو حقيقة، وتتقبل فكرة مفادها: أنك لست "أباً كاملاً" وأنكِ لستِ "أمّاً كاملةً"... فتهيء نفسك باستمرار كي تطور سلوكك تجاه طفلك، إذ ليس هناك أب كامل بإطلاق ولا أم كاملة بإطلاق.. كما عليك أن لا تستسلم لفكرة أنك "أب سيء" وأنك "أم سيئة"، فتصاب بالإحباط والقلق فكما أنه ليس هناك أب كامل ولا أم كاملة بإطلاق، فكذلك ليس هناك أب سيء ولا أم سيئة بإطلاق. فالآباء تجاه التعامل مع عام الطفل صنفان غالبان: الصنف الأول: يعتبر عالم الطفل نسخة مصغرة من عالم الكبار، فيسقط عليه خلفياته وتصوراته. الصنف الثاني: يعتبر عالم الطفل مجموعة من الألغاز المحيرة والطلاسم المعجزة، فيعجز عن التعامل معه. إن عالم الطفل في الواقع ليس نسخة مصغرة من عالم الكبار، ولا عالماً مركباً من ألغاز معجزة. بل هو عالم له خصوصياته المبنية على مفاتيح بسيطة، من امتلكها فهم وتفهم، ومن لم يمتلكها عاش في حيرته وتعب وأتعب فما هي إذن مفاتيح عالم الطفل التي بها سنتمكن بها من فهم سلوكه وخلفياته على حقيقتها فنتمكن من التعامل الإيجابي معه ؟ ثانياً: هكذا نفهم عالم الطفل: لعالم الطفل مفاتيح، لا يدخله إلا من امتلكها، ولا يمتلكها إلا من تعرف عليها، وهي: 1- الطفل كيان إنساني سليم وليس حالة تربوية منحرفة. 2- الواجب عند الطفل يتحقق عبر اللذة أساساً وليس عبر الألم. 3- الزمن عند الطفل زمن نفسي وليس زمناً اجتماعياً. 4- العناد عند الطفل نزوع نحو اختبار مدى الاستقلالية وليس رغبة في المخالفة. 5- الفضاء عند الطفل مجال للتفكيك أي المعرفة وليس موضوعاً للتركيب أي التوظيف. 6- كل رغبات الطفل مشروعة وتعبيره عن تلك الرغبات يأتي أحياناً بصورة خاطئة. 7- كل اضطراب في سلوك الطفل مرده إلى اضطراب في إشباع حاجاته التربوية.
الأستاذ ماهر الملاخ باحث في المجال التربوي أولاً:كيف نفهم عالم الطفل؟ يظن كثير من...


إن معظم الآباء والأمهات – بدافع من الحب والعطف – يندفعون لشراء الكثير من اللعب لأطفالهم – على قدر طاقتهم – آملين أن تكون خير معين لهم على الفرح واللعب والمرح،ولإدخال السرور على قلوب أطفالهم،ولكن..هل سأل أحدهم نفسه : لماذا اخترت هذه اللعبة بالذات؟ وهل هي مناسبة لطفلي أم لا؟ وما الهدف المرجو من وراء اللعب بها؟وما فوائدها وما أضرارها؟
ولأننا عادة لا نسأل أنفسنا هذه الأسئلة، فمن الممكن أن نحضر لأطفالنا بعض اللعب التي تضر أكثر مما تنفع، وتهدم أكثر مما تبنى،ولذلك فإن من الأهمية بمكان أن نعرف: ما هي خصائص اللعبة الجيدة والنافعة لأطفالنا؟ !
هناك ثلاثة شروط للعبة الجيدة وهى :
1- ملائمة اللعبة للطفل:
تؤكد الدراسات السيكولوجية أن الأطفال يختلفون فيما بينهم من الناحية الجسمية والعقلية والانفعالية و الثقافية،ولهذا فإن اللعبة المناسبة والتي تلبى حاجات الأطفال سوف تختلف من طفل لآخر، ومن هنا فإن الواجب علينا أن نختار اللعبة المناسبة لمستوى طفلنا العقلي والزمني والثقافي، لأن اللعبة إذا كانت سهلة أكثر من اللازم فإنها تصيب الطفل بالملل، وإذا كانت أعلى من مستوى الطفل فسوف تصيبه بالإحباط، وهذا الإحباط يولد لدى الطفل السلوك العدواني تجاه هذه اللعبة، أو تجاه الأطفال الآخرين، ومن هنا فإن اللعبة الجيدة هي:
أ‌- تناسب الطفل وتنمى قدراته.
ب‌- تولد عنده دافع الاستكشاف.
ج- تدفعه نحو الفرح والمرح و التعلم.
2- جاذبية اللعبة :
إن اللعبة الجيدة هي التي تجذب انتباه الطفل وتنمى عنده دافع الاستكشاف، لذلك يفضل أن تتميز بالغموض والإستثارة اللونية مما يدفع الطفل إلى التفاعل معها واللعب بها، و يساعد على تحقيق الهدف من ورائها وتوثيق الصلة بين الطفل وبين من أحضرها له – فإنه سيعتقد من داخله أن الذي أعطاها له إنما أعطاه شيئاً غالياً و ثميناً.
3- ارتباط اللعبة بواقع الطفل :
إن من الملاحظ أن ثقافة الطفل تفرض عليه مجموعة خاصة من الألعاب، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببيئته التي يعيش فيها، ومجتمعه الذي يحيا فيه، فهناك ألعاب خاصة بأطفال الريف، وثانية خاصة بأطفال المدن، و ثالثة تقتصر على أطفال الصحراء.. وهكذا، و من المعروف أن هذه الألعاب تنتقل بتلقائية وبقوة من جيل إلى آخر، و ذلك لأنها تتناسق مع الواقع الذي يعيش فيه الأطفال، ومن هنا فإن اللعبة الجيدة هي التي تناسب واقع الطفل، وترتبط به ارتباطاً وثيقاً، ولنحذر هنا من الألعاب الدخيلة التي يغزونا بها الغرب، ولا تناسب قيمنا ومعتقداتنا، فتشوه تفكير أطفالنا، و تفقدهم الانتماء لثقافتنا ولديننا.
و إلى جانب هذه الشروط التي يجب أن نراعيها فيما نشتريه لأطفالنا من لعب،هناك أسس علمية من الممكن أن تساعدنا على اختيار أفضل اللعب وأكثرها نفعاً وتأثيراً و هي كالتالي:
أولاً : الأسس النفسية:
- إرضاء دوافع الطفل و حاجاته النفسية : كالحرية والنظام والأمن، والحل والتركيب، والقيادة والاجتماع.
- تهيئة الطفل لاكتساب القدرة على التلقي والتعلم، وذلك بتنمية ميوله ورغباته.
- إتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن حاجاته وميوله ورغباته.
ثانياً : الأسس العقلية:
يجب أن تمكّن الطفل من تطوير قدراته و طاقاته العقلية والإدراكية و تتضمن ما يلي:
- تنمية القدرة على الفهم.
- تنمية الحواس وتدريبها على الإدراك والتعقل.
- توفير فرص الابتكار و الإبداع.
- تنمية قدرة الطفل على التفكير المستقبلي.
ثالثاً : الأسس الاجتماعية:
- تراعى اللعبة الإنتقال من الفردية إلى الجماعية.
- تشجع المشاركة الوجدانية والتضامن والمنافسة.
- تساعد على القيام ببعض الأدوار الاجتماعية.
- تساعد فى الانتقال من الفردية السلبية إلى الروح الجماعية الإيجابية.
رابعاً: الأسس الصحية:
- عدم وجود الحواف والرؤوس الحادة و الشقوق التي قد تجرح الطفل أو تخدشه.
- التأكد من أن اللعبة ليست ثقيلة على الطفل.
- التأكد من أن ألعاب الركوب مستقرة و متوازنة بصورة جيدة.
- ألا تكون اللعبة مصنوعة من مواد سريعة الاشتعال.
- تجنب الألعاب التى تحتوى على قطع صغيرة يمكن أن تبلع، أو تستنشق مع الهواء، أو توضع فى الأذن.
- التأكد من أن جميع الألعاب المطلية ( المدهونة ) مطلية بمواد غير سامة ( تحمل عبارة : غير سام ).
خامساً : الأسس الجمالية:
- ينبغى أن تكون اللعبة متناسقة فى شكلها، وجميلة فى تصميمها وقريبة من الواقع.
- يراعى أن تكون ذات ألوان جذابة ومحببة لنفس الطفل.
- يجب التأكد من أن لها هدفاً جمالياً ( نفسى – أخلاقى – سلوكى ).
والآن عزيزتى الأم : وقبل أن تشترى لعبة لطفلك، عليكى أن تجيبى على هذه الأسئلة :
1- هل تناسب هذه اللعبة مستوى الطفل العقلى والبدنى والثقافى؟
2- هل هى جذّابة وتشد انتباه الطفل؟
3- هل ترتبط بحضارتنا و ثقافتنا وديننا وأخلاقنا؟
4- هل هى خالية من الأفكار السيئة والهدّامة؟
5- هل توفرللطفل فرص الابتكار والإبداع؟
6- هل تساعد الطفل على المشاركة الوجدانية والتضامن والمنافسة و تنقله من الفردية إلى الجماعية؟
7- هل هى آمنة وغير ضارة ( صحياً ) بالطفل؟
8- هل لها هدف جمالى ( نفسى أو سلوكى أو أخلاقى )؟
ملاحظة:
عندما تحصل على 6 إجابات (بنعم ) – كحد أدنى – ويكون السؤال الأول والرابع والسابع من بينها، فإنه يمكنك شراء هذه اللعبة وأنت مطمئن القلب.

منقول للافادة
عطر الزمن
عطر الزمن
:26: