عزيزة

عزيزة @aazyz_1

عضوة شرف في عالم حواء

عجبت لمن يشتري العبيد بماله كيف....

الملتقى العام

حين تتحلى بخلق التواضع ، تكسب كثيراً ، في دنياك قبل أخراك ،
بل يبقى لك هذا الكسب مستمراً حتى بعد موتك ..
تظل في حياتك نموذجاً محبباً ، تشتاقه النفوس ، وتحبه القلوب ،
وتبقى بعد موتك ، ذكرى طيبة تتردد على الألسنة ، وتلهج من أجلك القلوب بالدعاء ..
ولكن حين تصرّ على أن تكون متكبراً ، فإنك لن تضرّ إلاّ نفسك ..
نعم ، قد يخيل إليك الشيطان أنك غدوت ذا شأن ، وأن حضورك له مهابة في القلوب ، وأن منظرك ، غدا وله سحره المدوّي في النفوس ،
ولكن ثق تماماً : إنما تلك كلها تلبيسات إبليس ، ليُزيّن لك طريق الهلكة ،
كما قال تعالى : ( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ )..
ثق أن الوجوه التي تبتسم لك _ في حال تكبّرك _ تمقتك في الحقيقة من كلية قلوبها ، وتدعو عليك في سرها ..
وثق كذلك أن المتكبر في حقيقته ، إنما هو ذليل في قرارة نفسه ، يشعر بالنقص ، فيريد أن يداري نقصه ، بمظاهر الكبر ليس إلاّ ،
أما الإنسان المتواضع فهو عظيم عند الله ، وعند الملائكة ، وعند الناس كذلك ،
ثم أن المتكبر أشبه شيء بالدخان ، يذهب صعداً في السماء ، ثم يغيب في الفضاء ، فلا تراه العيون ،بل هي تتنفس الصعداء لغيابه ..
والمتواضع أشبه شيء بالأرض المباركة الطيبة ، تعطي الناس خيراً كثيرا ، وثمرات شتى ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ..
فلا عجب أن نرى الناس يتعلقون بها ، ويحرصون عليها ، ويقبلون عليها ، ويقاتلون من أجلها ..
المتكبر في الحقيقة ، إنسان مريض نفسياً ، يتعالى وهو محتقر ، وينتفش وهو ممقوت ، ويرى نفسه شيئاً وهو لا شيء ،
قد أصابته آفة الغرور _ والغرور ليس سوى فقاعة ، قد تبدو كبيرة جداً لكنها في حقيقة أمرها ، هواء وخواء ، وأدنى لمسة لها ، تجعلها تتفرقع نـثاراً ..
أما الإنسان الذي يكون التواضع صفته اللازمة فيه ، فإنه مخلوق كريم على الله ، فاستحق منه كل تكريم يليق به ،
فقذف محبته في قلوب الناس شاءوا أم كرهوا ،
فما ازداد الإنسان تواضعاً ، إلاّ زاده الله رفعة ، ذلك أن خلق التواضع درجة عالية في السمو الإنساني ، خليقة أن تجعل هذا الإنسان متشبهاً بالملائكة في صفاتها ..
وهل يكون عالم الملائكة إلاّ النور الخالص ؟! وهل يكره النور إلاّ الخفافيش ..؟!
إذا ما شئتَ أن تزدادَ قدراً ورفعةً فلِنْ وتواضعْ واتركِ الكبر والعجبا
اعلم يا عزيزي ..
أنك حين تنتفش بجسمك كالديك ، فوق الآخرين ، فلن تكسب ودّهم واحترامهم لك ، بل على العكس من ذلك تماماً ،
فالقلوب _ كل القلوب _ تحب من يحسن إليها ، ويتلطف معها ، ويصبر عليها ، ويتواضع لها ،
لذا قيل : الإنسان عبد الإحسان .
وقال بعضهم : عجبت لمن يشتري العبيد بماله ، كيف لا يشتري الأحرار بإحسانه ؟!
وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها : جُبلت القلوب على حبّ من أحسن إليها ..
وفي القرآن الكريم يأتي تقرير لهذه القاعدة :
( هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ ) ..؟؟
والإحسان هاهنا ليس هو الإحسان بالمال فحسب ، فتلك صورة من صور الإحسان الكثيرة ،
وماذا يجدي عند الآخرين أن تحسن إليهم بمالك ، في اللحظة التي تدوس رؤوسهم بنعالك ، وتستذل أرواحهم بتكبّرك وامتنانك ؟!
خير منك _ في قلوبهم _ إنسان لا يعطيهم شيئاً من مال ،
ولكنه يعطيهم الكثير من الحبّ ، والحنان ، والبشاشة ، والمواساة لهم ، ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم ،
ونحو هذه المعاني الرائعة التي لا تزال القلوب جائعة لها ، متعطشة إليها ، محبّة لكل من يتحلّى بها ..
وأخيراً تذكّر كلما حاول الشيطان أن يزيّن لك أن تتكبر على الآخرين :
تذكّر أنك مخلوق من نطفة مهينة ، لو رأيتها ، لتقززت منها ،
وأنك ذات يوم كنت محمولاً في بطن ضيق ، بين رفث ودم ، تتقلب في ظلمات يركب بعضها بعضاً ،

وتذكّر وأنت تتشامخ بجاهك أو وظيفتك أنك قد لا تُمسي إلاّ في طيات القبر تحت التراب ، وساعتها تود ، وتود لو أنك عدت إلى الدنيا ، وتأدبت مع أهلها !؟
وتذكري أيتها الجميلة أن هذا الجمال سيذوى ويذبل ، وربما عصف به مرض مفاجئ
فإذا أنت غير أنت .. امرأة مشوهة دميمة ، تعض بنان الندم لأنها تكبرت بجمالها ذات يوم ، فأذاقها الله لباس الخوف ..
ولنتذكّر جميعا أن الله عز وجل لا يحب المتكبرين ، بل هو يلعنهم ،
ولنتذكر أن الجنة لا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ،
ولنتذكّر أن المتكبرين يوم القيامة يُحشرون في صورة الذّر ، يدوسهم الناس بأقدامهم .. فيا لهوانهم يومها ؟؟! كالذر يداسون بالأقدام !!
فمن أجل دنياك أولاً .. ومن أجل آخرتك ثانياً .. لا ينبغي لك أن تتفرعن متكبراً على سواك ..
قليل من التفكير والتروي والتأمل سيدفعك لا محالة إلى :
أن تتواضع وتتطامن ، وتحمد الله وتشكره على نعمة الإسلام ، وأعظم بها من نعمة ..

تواضعْ تكنْ كالنجمِ لاحَ لناظرٍ على صفحاتِ المـاءِ وهو رفيعُ
ولا تكُ كالدخانِ يعلو بنفسهِ إلى طبقاتِ الجــوّ وهو وضيـعُ

هذا وبالله التوفيق ، ومنه العون ، وإليه المنتهى ..
والحمد لله رب العالمين ..
==


المدن ( بو عبدالرحمن )
8
3K

هذا الموضوع مغلق.

المكافحة الصريحة
السلام عليكم
ما اجمل كلامك يا اخت عزيزه وكلامك كله صحبح
وقانا الله من الكبر و سوء الاخلاق وجعل مثوانا الجنه اجمعين
امين
فراشة في مهب الريح *
سلمت يد الذي خط هذا الموضوع وسلمت يا عزيزة ...

قال تعالى :

{ تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً ولا فساداً والعاقبة للمتقين }

القصص 83

وقال المصطفى عليه الصلاةوالسلام :

جزاك الله كل خير يا عزيزتي :)
em mohamed
em mohamed
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جدير بالاهتمام اختى عزيزه,ويحتاج الى وقفه.
وللاسف تملاء صفة التعالى والكبر بلاد المسلمين,فنرى من ارتفع فى العلم قليلا ينظر الى الناس باستعلاء ومن طرف عينه,ومن تولى منصبا لا يكلم العامه ولا نتحدث عن من امتلك المال والسلطه فهو ليس من كوكبنا بل الصحيح وجود العامه معه ظلم بحقه فهو السيد والكل حقراء!!!!
والعجيب انى لمست فى الكفار عكس ذلك يا سبحان الله...فهم يتعاملون معك بطريقه تجعلك تخجل من نفسك لا يوجد فيها تعال او كبر,بل يطلبون منك ان تناديهم باسمائهم المجرده وبدون القاب من المره الاولى وتجد رئيس الشركه او الجامعه يجلس ويتسامر مع موظفيه ويرفع الكلفه,فى بلدى لم ارى عميد الجامعه الا مره واحده بعد تخرجى...
والمليونير هنا يذهب الى العمل ببنطلون قصير وعلى دراجه مع انه يمتلك افخم لموزين
ولقد راءيت رئيسة قسم الجراحه فى احدى المستشفيات وهى تخرج من المستشفى وتلبس حذاء التزلج وبنطال قصير وخوذه لتعد الى بيتها مع انها تتقاضى نصف مليون دولار سنوى
انا لا ادعو ان نكون مثلهم فى طريقة عيشنا ولكن فى اسلوب تعاملنا مع بعض واحترامنا لحقوق الفرد فنحن اصحاب افضل الرسالات وخير الاديان.:31: :31:
البحار
البحار
قال تعالى:
((ولا تمشِ في الأرض مرحاً،إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً،كلُ ذلك كان سيئهُ عند ربك مكروهاً))

واعتقد ان اول من تبحث عنهم النار يوم القيامة هم المتكبرين..
وهؤلاء لا يعلمون بأن حتى السنابل الفارغة ترفع رأسها عاليا..
بينما السنابل الملأى تنحني بتواضع..
ولتعلم ايها المتكبر بأن أحب الخلق لله هم المتواضعون وانهُ كلما ارتفع الوضيع تكبر:31:
................................................................
يعطيكِ العافية أختي عزيزة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
roseman
roseman
قد تقابل أحد أقاربك في مكان ما فينظر لك وتصافح عيناه عينيك ثم يعطيك ظهره ويمضي وكأنه لم يرك سابقا أو يعرفك او يمت اليك بأي صلة!!
ربما يكون قد ورث من والده مبلغا وقدره «....» وانت كما يقال «على قد الحال» فأنت الآن لا تعني له شيئا سوى علاقة «فاشلة».. وربما لا يكون السر في «الارث» ولكن ربما يكون في تقلده منصبا وظيفيا مرموقا مما يجعلك تزيد حمله وعبئه بمتطلباتك ولا تنفعه إذاً أنت لا تعني له سوى علاقة «خاسرة».
لن نكابر ونقول بأن الفلوس «لا» تغير النفوس ولكن لنقل بأن الفلوس + الشعور بالنقص والناتج عن التربية السلبية هما السبب الرئيسي في توجيه علاقات الفرد نحو ما ترمي له مصالحه فقط دون وجود ما يسمى «بالأخلاق»!!

وشكرا لكي اخت عزيزه على هذا الكلام المعبر وابعدنا الله عن الكبر.



roseman