(بسم الله الرحمن الرحيم)
...
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبة وسلم ..تسليما كثيرا..
~. استغفر الله الذي لاإله إلا هو الحي القيوم واتوب اليه.~
● ●
:. غالياتي.:

اتعلمن مايؤرق مضجعي حقا..هو تربية فلذات اكبادنا واخواننا ..وخاصة المراهقين منهم ..والله انني ادعو لكل أم لديها الاثنين والثلاثة في عمر المراهقه وفي هذا العصر المتلاطمة امواجه..
فكل يوم ابحث عن طريقة تساعد كل ام على تربيتهم التربية الدينيه الصحيحه ..التي تغرس فيهم الثوابت فلايبدلهم مكان ولازمان..
فمن منظوري الشخصي اننا في حاجة لبرمجة دينيه..نغرس فيهم القيم الدينيه في العقل الباطن فلا يؤثر عليه شيء ابدا ولايتغير ابدا بحول من الله وقوته..
ومع البحث المستمر لم اجد الا طريقه دينيه بحته او نفسيه بحتة ..اريد ان اجمع الاثنتين لتكون اعمق واصدق واثبت في نفوسهم وعقولهم...
فمن هنا..
سأنقل لكم..كل يوم..اعتبرنها دوره نفسيه للتربيه الصحيحيه على ضوء الكتاب والسنة..
كلمات من شيخ اجد في كلماته الحكمه ..الحكمه التي من وجدت فيه فقد أوتي خيرا كثيرا..
المهم لن اخبركم من الشيخ ولا موقعه ...سأدرج لكم كل اسبوع موضوع له..واعتبروها دوره مجانيه ...
ووالله ياغاليات ان الدورات النفسيه لاتقدم الا بمبلغ وقدره ..وهنا سأتيكم بها مجانا..
فحادثي نفسك بامور قبل قراءتها ..
اجلس على النت ساعات الا اضع نصف ساعه لقراءة ماينفعني في تربية ابناءي ويجعلني مميزة في التعامل معهم ويدل على انني انسانه واعيه بما يدور حولي ولأنني لست ممن يتحدث ويقول..
كل المراهقين ضائعين ..كل الابناء غير مسيطر عليهم ..كل الابناء يكذبون ..كل الابناء ضعيفي الشخصيه كل الابناء يرفعون اصواتهم على والديهم ..فتبقى مكتوفه الايدي..يائسة من حديث من حولها فتجد صعوبه في جبر ماانسكر من تربيتها بسبب احباط من حولها...
● انفضي غبار الوهن واليأس ●
إن لم تنفعك الدوره لم تضرك..وثقي انها ستقدم الكثير وان لم تلحظيه الان ستجدين نفسك تتغيرين مع الزمن ..حقا..لان من هذه الكلمات تحادث العقل الباطن اولا....
من تحب ابناءها ؟؟
من تخاف عليهم ؟؟
من تشعر انها قادره على تربيتهم ؟؟
من هي الايجابيه ؟؟؟
من هي المتفائله ؟؟
من هي قوية الشخصية التي لاتريد ان تنجرف وراء الامهات الكسالى ؟؟
من هي التي على الاقل تفعل ماعليها وتتوكل على الله وان لم يهتدي ابناؤها فقد ابرت ذمتها وفعلت ماتستطيع..؟
من التي ستصلح الامة بأبناءها؟
الإجابة انت وستكونين المربيه الصالحه بإذن الله ...
لنبدأ سويا..وحتى انا إلى الان لم أبدا بالقراءه وسأبدأ معكم وسأجرب ما أقرأه على من هم حولي..
ولنضع التجارب هنا..
كفانا كسل ..لعبنا وسهرنا وتحدثنا الى متى ؟؟
لنغير مرة لعلنا نجد السعاده الحقيقيه الابديه..
لنتوكل على الله ..
● ●
السؤال الان ..
هل انتن جاهزات؟؟
متى شعرتن انكن جاهزات لذلك فأسادرجه الموضوع اليوم ان شاء الله
كل اسبوع موضوع..لاتستعجلن بالقراءه وتمعن في الكلمات لانها من ذهب حقا..
والتعليق هنا ان شاء الله وبعدها سأدرج موضوعا اخر في الاسبوع القادم ان شاء الله كل يوم احد.

هنا ستكون دورات معا ..وبعد كل دوره صوت الشيخ معها ..
استمعن واقرأن في وقت واحد تركيز رااائع..
..
..التنسيق الرائع للموضوع كان بيد الحبيبه ورده الجوري
حرمت يديها عن النار يارب.
......
● ●
"هناك محاور كثيرة..تربيه ايمانيه وخلقيه وعقليه"
أولا : التربيه الايمانيه..~
المشكلة الأولى ..التي يعاني منها الآباء في هذا الزمان تربية الأولاد..
كلكم يعلم أن التمام عددي والكمال نوعي ، إذاً حينما يؤكد الله سبحانه وتعالى أن هذا الدين كاملٌ تام معنى ذلك أنه منهجٌ كامل ، وجزء من حياة الإنسان أولاده .. فلا بدّ من أن نجد في منهج الله إما في الكتاب الذي هو الأصل الأول أو في السنة التي هي الأصل الثاني أو هي تبيان للأصل الأول ، لابدّ من أن نجد في منهج الله تفاصيل وإرشادات وتوجيهات في تربية الأولاد ،
ولا أبالغ إذا قلت : إن المشكلة الأولى .. الأولى ..
التي يعاني منها الآباء ولا سيّما في فساد الزمان تربية الأولاد .
●
●
"لو طبق المسلمون منهج الله عز وجل لكانوا في حال غير هذا الحال!
إذا سألت الأَب عن ابنه سيتكلم كلاماً تنقطع له نياط قلبه يقول لك: آه .. ابني ليس على ما أريد ، لوجود حواجز كثيرة ، لوجود مطبات كثيرة ، توجد مغريات كثيرة ، فساد عريض وفتن يقظة ، توجد شهوات مستعرة ، يوجد رفقاء سوء كثيرون ، توجد أعمال فنية منحطة ساقطة ، كل شيء يدعو إلى الدنيا ، كل شيء في آخر الزمان يدعو إلى المعصية ، يدعو إلى زينة الدنيا ، وإلى البعد عن الله عزّ وجلَّ ، لذلك لا أُبالغ إن قلت : إنّ أكبر مشكلةٍ يعاني منها الآباء اليوم تربية أولادهم ، وقد يغيب عن الأذهان أن في الكتاب والسنّة توجيهات ، لو طبقها الآباء لكان أولادهم قرَّةَ عينٍ لهم .. طبعاً أقول هذا الكلام ولا أُعمّم ، لأن هناك حالات خاصة .
مثلاً سيدنا نوح ، ابنه لم يكن على ما يريد ، فهذه حالة خاصة ، وهذه الحالات لا تأخذ الأحكام العامة ، الأصل أن هناك منهجاً في دين الله عزّ وجلَّ وفي كتاب الله وفي سنةِ رسولهِ لو طُبِّق لكان المسلمون بحالٍ غير هذه الحال .
.
~أعظم عمل على الإطلاق تنشئة الأولاد التنشئة الإيمانية
لكنَّ المشكلة أن الأب المؤمن قد يصطلح مع الله في الأربعين ، معنى ذلك أنه فرط في تربية أولاده ، معاناته الآن ؟ لا لأن هذا المنهج غير كامل ، بل لأنه عرفه متأخراً ، وقد يعرف منهج الله في سنٍ مبكرة لكنه مشغولٌ بأعماله ونشاطاته خارج البيت ، فإذا أهمل أولادهُ كانوا عبئاً عليه.
إخواننا الكرام .. كما قلت في الدرس الماضي ، والله لا أبالغ وليس من شأني المبالغة ..
لكن والله لا أرى عملاً أعظم ولا أشرف ولا أنفع ولا أسعد من أن يعكف الأَبُ على تنشئة أولاده التنشئة الإيمانية ؛ لأنهم إذا كبروا كانوا قرَّة عينٍ له ، فلا شيء يسعدني كأن أرى أباً متقدماً في السِّن ، وحوله أولاده يحفونه ويبادرون إلى تنفيذ أمره ، يجلُّونه ، يحترمونه ، يكرّمونه ، يقدِّمون كلَّ ما يسعده ، هذه من سعادة المرء في الدنيا ، أن تكبر سنُّه وحوله أولادٌ ربَّاهم تربيةً إيمانية ، فكلُّ التعب الذي تبذله وأنت تربي الأولاد ؛ والله تقبضه ملايين الأضعاف في شيخوختك .
وهناك أبناء والله بلاء من الله ، أعرف أباً أقسم بالله : إن مات ابنه فسيقيم مولداً في بيته احتفالاً بموته ، هؤلاء الأولاد أصبحوا كثيرين تجد الولد غيظاً لوالديه ، يتفنن في إغاظة أبيه وأمه (يتفنن) فتارةً يغيظهما في استهلاك الطاقات بلا طائل ، أو بالتهام الطعام بلا مبرر ، بجلب رفاقه إلى البيت ، وتارةً يغيظهما بنظره الذي يشدُّه إليهما ، أو بتطاوله عليهما ، أو بوقوعه في بعض العادات السيّئة ، ولا يبالي ، والويل للأب إذا تكلّم كلمة ، ينبحت عليه ابنه وينفجر وكأنّ الأب ابنٌ والابن أب .
..المسجد هو مكان لتربية الأولاد ولتنشئة الدعاة ولأداء الصلوات..
فيا أيها الأخوة الكرام ..
هذا الجامع بيت الله ، وأقل ما في هذا المسجد الصلاة .. أكثر ما فيه العلم ، فأنت تصلي في أي مكان ، في الطريق تصلي أو في حديقة أو في البيت ، لكنّ بيت الله منارة علم بالأساس أو لِنَقُل هو جامعة ، فالمسجد له رسالة أغفلناها الآن ، فنحن نشأنا على أن الجامع للصلاة ، لكن المسجد له رسالة .. اقرؤوا كتب التربية الإسلامية ، اقرؤوا عن دور المسجد في الإسلام .. فهو مكان لتربية الأولاد ، ولتنشئة الدعاة ، ولأداء الصلوات ، مكان لفهم كتاب الله ، ولحل قضايا المسلمين ، مكان للقضاء ، للشورى .. هذا بيت الله .. فيجب أن يستوعب كلَّ مشكلات الإخوان ، فابنك مشكلة يجب علينا أن نستوعبها ، والله ما معهد تحفيظ القرآن وما الأرض التي ألحقت به إلا من أجل أن يُشدَّ الطفل إلى بيت الله ، فأرجو الله سبحانه وتعالى أن تنقلب هذه الدروس إلى ممارسات تعيشونها في بيوتكم .
الولد الصالح لا يعدله شيءٌ في الدنيا .. فهو استمرار لوجودك .
_ الأبوة مسؤولية كبيرة فمن فاته شيء عليه أن يستدركه بأولاده ..
على كلٍ الدروس كثيرة حول هذا الموضوع, لكن أبرز الموضوعات ..
تربية ابنك تربيةً إيمانية .. التربية الإيمانية ، هناك التربية الخلقية ، وهناك التربية العقلية ، والاجتماعية ، والجسمية ، والعلمية ..
الأُبوة مسؤولية ، فقط هكذا تزوجنا ورُزِقْنا أولاداً ؟!
الأُبوة مسؤولية كبيرةٌ جداً ، وإن كان قد فات الإنسان شيء فعليه أن يستدركه في أولاده ، فكل إنسان يتمنى أن يطبق خبرته المتراكمة في أوَّل حياته .. لكن هيهات ، هذه الخبرات التي تنامت وتراكمت في أربعين أو خمسين سنة يتمنى كل أب أن يعرفه وهو في مقتبل حياته .. فإن فاته ذلك فليعطها ابنه ، والابن استمرار لوجود الأب .
أعرفُ صديقاً مقيماً في مصر ويعمل في شركة كبرى ، وصاحب هذه الشركة مسلم وله أولاد ، فذات مرَّة حضر ابن صاحب الشركة إلى مصر وسأل صديقي : أين قبر محمد ؟ .. مهندس كبير درس في أوروبا ويحمل أعلى الشهادات وهو في القاهرة ومسلم ابن مسلم ابن مسلمة ويسأل أحد موظفيه : أين قبر محمد ؟ .. فقال له صديقي : مَن محمد ؟ فقال له : النبي ! .. قبر النبي في المدينة وليس في القاهرة (إنسان يسأل سؤالاً جاداً) أحياناً الآباء يعلمون أولادهم كل شيء إلا معرفة الله ، يعلّمه أصول الطعام لو دُعِيَ إلى مائدة ، ينظر إلى ثياب ابنه ويقول له : ليس فيها تناسب ، ويعنفه .. أما إذا ترك الصلاة فليست مشكلة ، أما إذا ارتكب مخالفة في ثانويات الحياة المدنيَّة المعاصرة يقيم عليه النكير .
تعريف التربية الإيمانية )
فيا أيها الأخوة الأكارم ...
نعني بالتربية الإيمانية : أن تربط ابنك بأصول الدين وبفروعه وأن تلقنه حقائق الإيمان .. الإيمان بالله خالقاً ومربياً ومسيراً ، الإيمان بالله موجوداً وواحداً وكاملاً ، الإيمان بأسمائه الحسنى كلِّها ، الإيمان بأنبيائه ورسله ، الإيمان بكتبه المنزَّلة على رسله ، الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشرِّه من الله تعالى ، هكذا فلابدّ من جهدٍ ولابدّ من وقتٍ ولابدّ من ملاحظةٍ ولابدّ من محاضرةٍ ولابدّ من وعظٍ ولابدّ من إرشادٍ .
وعلى الأب أن يعتني بتربية ابنه تربيةً إسلامية ، فلابدّ من تعليمه ومراقبته ، ومطالبته ومتابعته للصلاة والصوم والحج والزكاة ، هذا إذا كان مستطيعاً ، وفي السن التي كلِّف بها ، فكلكم يعلم أن هذا الدين عقيدة وعبادة وأخلاق ومعاملات .. عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق ، فلابد من أن يرعى الأب ابنه في هذه الكليَّات الأربع التي يتألَّف منها الإسلام .
أخطر سنٍ لتلقِّي العادات والمبادئ والقيم هو التعليم الابتدائي :
قد يقول أحدكم : هذا كلام فأين الدليل ؟ ..
أي إنسان مهما علا شأنه فما قيمة كلامه إن لم يأتِ بالدليل القرآني أو النبوي؟
روى الحاكم عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال :
(( افتحوا على صبيانكم أوّل كلمةٍ بلا إله إلا الله ))
لمجرد أن يولد المولود افتح عليه بكلمة لا إله إلا الله ، وكلَّما تقدّم العلم اكتشف أن السِّن التي يلقن فيها الابن مبادئ الدين تناقصت .. كلما تطور العلم السِّن نزلت ، حتى إنني عثرت على كتاب في علم النفس ألَّفه صديقٌ لي وأنا لا أتهمه بضعف الضبط في نقل أفكاره ، فقد قرأت في كتابه شيئاً لا يصدَّق : أن الأمَّ التي تقرأ القرآن ، يخرج ابنها من بطنها متعلقاً بالقرآن ، وهو في بطن أمِّه ، والله الموضوع معقّد وطويل وقرأته وأعجبت به ، وذكرت بعض ما فيه في إحدى الخطب ، والآن لا تحضرني التفاصيل، لكن لو أن الأمَّ حملت بابنها راضيةً ، لكانت حركاته في بطنها من أعذب الحركات ، ولو أنَّها حملته كرهاً ، وكانت ترفض أن تحمله ، وتتمنى أن تسقطه .. هذا الموقف الرافض ينعكس على الابن مشاكسةً وحركاتٍ مؤلمةً في بطنها ، تلاوتها لكتاب الله تنعكس عليه ، فقد كنت لا أصدِّق أن تربيةَ الابن تبدأ وهو في البطن .
. شيء كان غائباً عني والأخ الكريم مؤلف الكتاب يؤكدُّ هذا ببحوث أجنبية ، والذين اكتشفوا هذه البحوث ليسوا مسلمين ولا يعرفون كلام الله إطلاقاً ، على كلٍّ : الذي أعرفه سابقاً من دراستي في التربية : أن أخطر سنٍ في تلقِّي العادات والتقاليد والمبادئ والقيم هو التعليم الابتدائي بل والحضانة .
~من طبق تعاليم النبي و أقام الصلاة و تلا القرآن جعل بيته جنة في الدنيا ..
حدثنا أحد إخواننا الدعاة أن له ابناً في إحدى دور الحضانة التي لها توجيه إسلامي جيِّد ، ففي إحدى المرات استيقظوا من نومهم متأخرين وليس هناك متسع من الوقت لتناول الطعام ، فصنع له شطيرة وقال له : يا بني كُلْها في الطريق .
فنظر إليه ابنه وقال : يا أبت قال عليه الصلاة والسلام :
(( الأكل في الطريق دناءة ))
عمره أربع سنوات لقَّن أباه درساً لا ينسى ، لاحظْ : الصغار إن علّمتهم تجدهم متمسكين بما تعلموا ، مثلاً هناك تعليمات حول النظافة ، تنظيف الأسنان ، خلْع الثياب وطيِّها وتعليقها ، فلو أن الأب والأم اعتنوا عناية بالغة في تلقين أولادهم هذه الأُصول لاستراحوا وأراحوا ، فعندما يتكاسلون في تعليم أبنائهم الأشياء البديهيَّة في الحياة فالبيت ينشأ في فوضى لا نهاية لها ، وعندئذٍ خذ منهم المشاكل طوال حياتهم ، شيء غير معقول ، فوضى .
أما لو أن الأم والأب اعتنوا بتربية الأولاد وبتلقينهم العادات الصحيحة وبأصول وفن الحياة ، فهذا شيء مريح جداً .. فالإسلام هو الحياة حقيقةً ، البعض يظن أن الإسلام هو حياة ما بعد الموت .. الجنة تبدأ في الدنيا ، كنت أقول لكم دائماً : في الدنيا جنَّةٌ من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة ، فالمؤمن بيته جنَّة ، البيت جنَّة ولو كان صغيراً ، أخشن الطعام ، مع أخشن الأثاث مع أضيق المساحات ، بالإيمان وبتطبيق تعاليم النبي العدنان وبإقامة الصلوات وبتلاوة القرآن .. هذا مما يجعل البيت جنَّة في الدنيا .
~على الأهل أن يلقنوا ابنهم مبادئ الدين منذ حداثة عمره..
إذاً النبيّ عليه الصلاة والسلام أمرنا أن نفتح على صبياننا أول كلمةٍ بلا إله إلا الله ، أحياناً بعض إخواننا يضعون أولادهم في حضانة لها توجيه إسلامي ، يأتي الطفل ويقرأ لك سورة مثلاً عمَّ يتساءلون مع الحركات الإيمائية ، تجده يبادر إلى القراءة وإلى الصلاة فيمتلئ قلب الأب والأم بالسرور ، فلو تابعنا هذه التربية بحيث ينشأ الطفل في رحاب القرآن وفي رحاب سنَّة النبي وعلى حبِّ النبي ، فهذا شيءٌ لا يصدق ، فأنا لا أعتقد أن هناك شيئاً يسعد الآباء كأن يكون الأبناء على ما يرضي الله عزَّ وجلَّ .
كذلك لا تنسوا أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يؤذِّن في أذن المولود اليمنى ، ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى ، أي كأنك تلقِّن هذا الطفل المولود حديثاً مبادئ الدين ، الطفل عنده التقليد أغلب من العقل ، المغرب العربي بأكمله عندهم أساس من أسس التربية .. أنّ الطفل لابدَّ من أن يحفظ القرآن ، يحفظه في سِنيِّ حياته الأولى ، فإذا ما كبرت سنُّه بدأ يعقل معانيه ، لكن حفظ القرآن قوّم لسانه ، أعطاه الآداب ، ففي تدريس اللغة العربية يجب الإكثار من النصوص ، ممارسة النصوص وقراءتها وتحليلها وشرحها ، لا تقوى اللغة إلا بالنصوص ، فهل بعد كتاب الله نص ؟! .. هكذا عُلِّمنا في الجامعة أن أعلى كلامٍ في اللغة العربيَّة كلام الله وبعده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فعندما يحفظ الطفل ستمئة صفحة من كتاب الله غيباً ، هذا الطفل إذا تكلَّم يتكلَّم بلغة قرآنية وهو لا يدري .
~العاقل من قام بتعليم ابنه و تأديبه دون تعنيف..
● ●
إذا قرأ الإنسان قرآناً كثيراً ، في حديثه اليومي مع أصدقائه في سهرة يقول لك في مناسبة ما :
(سورة محمد)
هذه عبارة قرآنية ، أو يقول لك في معرض آخر :
(سورة آل عمران)
هذه كذلك عبارة قرآنية ، إذا دققنا في إنسان يقرأ القرآن بشكل مستمر ، واستمعنا لحديثه العادي في بيته مع زوجته وأولاده ، ومع أصدقائه ، وفي سهراته ، تجد أنّ أربعة أخماس عباراته قرآنية ، فهل يوجد أفصح من كلام الله عزَّ وجل ؟
الشيء الثاني يا إخواننا الكرام يجب أن تعرِّفه بالحلال والحرام ، تقول له : هذه حرام وهذه حلال ، هذه قد نهى النبي عنها ، هذا كذب ، أو غش مثلاً ، الطفل يجرِّب كلَّ شيء فإذا وجدت منه مخالفة فأدّبه وبدون تعنيف ، فالنبي قال :
((علِّموا ولا تعنفوا فإنَّ المعلم خيرٌ من المعنف ))
( الجامع الصغير : عن أبي هريرة )
~موضوع الحلال والحرام بالكلام والتصرفات مهم جداً عند تربية الولد !
لكنّ الأب والأم في مراقبة دائمة ، فإذا تكلم الابن بكلمة غير لائقة يجب التوجيه بنعومة ، عاد مرة أخرى توجيه ثانٍ ، ثمّ عاد مرةً ثالثة ؛ يجب أن يكون هناك شيء من العقاب . المرة الأولى توجيه ، المرة الثانية توجيه مع تأنيب ، مرتان ثم عقاب .
فعندما ينتبه الأب لهذه الأمور تجد أن الطفل ليس عنده كلمةٌ غير لائقة أبداً ، كنت في إحدى المرات في مدرسة ثانوية ولم يكن عندي دوام في هذا الوقت ، وكان بعض الشباب الذين يعملون في حرفة الدهان يقومون بدهان المدرسة ، فسمعت منهم كلاماً بذيئاً ، شيئاً لا يعقل ، فإذا كان الشاب غير مربى وتركْته يتكلم فيا لطيف .. الحجر يخجل من سماع ما قاله هؤلاء الشباب بينما إذا كان الابن مربَّى تجد منه الحياء والأدب والإحساس حتى لو تركته مع رفاقه .
إذاً موضوع الحلال والحرام بالكلام وبالتصرفات مهم جداً ، أحياناً تجد جلسةً غير أديبة ، ويوجد جلسة فيها أدب ، أحياناً ارتداء الثياب فيها أدب ، أحياناً البعض يرتدي المعطف بدون أن يرتدي أكمامه هذا التصرف فيه كِبر ، هناك جلسات أو حركات أو تصرفات كلها غير لائقة ، فإن وجدت شيئاً من ذلك فعليك المراقبة والمتابعة وسؤال وجواب وتعليم .. هكذا قال النبي ، وهكذا علمنا ، وهذه من السنة وهذه خلاف السنة .