عجزت اربي عيالي ..احس انهم ضايعين ..شوفوا كيف متأثرين باللي حولهم...!(1,2,3)

الملتقى العام

.

(بسم الله الرحمن الرحيم)
...

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبة وسلم ..تسليما كثيرا..
~. استغفر الله الذي لاإله إلا هو الحي القيوم واتوب اليه.~




:. غالياتي.:




اتعلمن مايؤرق مضجعي حقا..هو تربية فلذات اكبادنا واخواننا ..وخاصة المراهقين منهم ..والله انني ادعو لكل أم لديها الاثنين والثلاثة في عمر المراهقه وفي هذا العصر المتلاطمة امواجه..


فكل يوم ابحث عن طريقة تساعد كل ام على تربيتهم التربية الدينيه الصحيحه ..التي تغرس فيهم الثوابت فلايبدلهم مكان ولازمان..


فمن منظوري الشخصي اننا في حاجة لبرمجة دينيه..نغرس فيهم القيم الدينيه في العقل الباطن فلا يؤثر عليه شيء ابدا ولايتغير ابدا بحول من الله وقوته..


ومع البحث المستمر لم اجد الا طريقه دينيه بحته او نفسيه بحتة ..اريد ان اجمع الاثنتين لتكون اعمق واصدق واثبت في نفوسهم وعقولهم...

فمن هنا..
سأنقل لكم..كل يوم..اعتبرنها دوره نفسيه للتربيه الصحيحيه على ضوء الكتاب والسنة..


كلمات من شيخ اجد في كلماته الحكمه ..الحكمه التي من وجدت فيه فقد أوتي خيرا كثيرا..

المهم لن اخبركم من الشيخ ولا موقعه ...سأدرج لكم كل اسبوع موضوع له..واعتبروها دوره مجانيه ...

ووالله ياغاليات ان الدورات النفسيه لاتقدم الا بمبلغ وقدره ..وهنا سأتيكم بها مجانا..


فحادثي نفسك بامور قبل قراءتها ..

اجلس على النت ساعات الا اضع نصف ساعه لقراءة ماينفعني في تربية ابناءي ويجعلني مميزة في التعامل معهم ويدل على انني انسانه واعيه بما يدور حولي ولأنني لست ممن يتحدث ويقول..

كل المراهقين ضائعين ..كل الابناء غير مسيطر عليهم ..كل الابناء يكذبون ..كل الابناء ضعيفي الشخصيه كل الابناء يرفعون اصواتهم على والديهم ..فتبقى مكتوفه الايدي..يائسة من حديث من حولها فتجد صعوبه في جبر ماانسكر من تربيتها بسبب احباط من حولها...


انفضي غبار الوهن واليأس


إن لم تنفعك الدوره لم تضرك..وثقي انها ستقدم الكثير وان لم تلحظيه الان ستجدين نفسك تتغيرين مع الزمن ..حقا..لان من هذه الكلمات تحادث العقل الباطن اولا....


من تحب ابناءها ؟؟

من تخاف عليهم ؟؟

من تشعر انها قادره على تربيتهم ؟؟

من هي الايجابيه ؟؟؟

من هي المتفائله ؟؟

من هي قوية الشخصية التي لاتريد ان تنجرف وراء الامهات الكسالى ؟؟

من هي التي على الاقل تفعل ماعليها وتتوكل على الله وان لم يهتدي ابناؤها فقد ابرت ذمتها وفعلت ماتستطيع..؟

من التي ستصلح الامة بأبناءها؟

الإجابة انت وستكونين المربيه الصالحه بإذن الله ...

لنبدأ سويا..وحتى انا إلى الان لم أبدا بالقراءه وسأبدأ معكم وسأجرب ما أقرأه على من هم حولي..

ولنضع التجارب هنا..


كفانا كسل ..لعبنا وسهرنا وتحدثنا الى متى ؟؟

لنغير مرة لعلنا نجد السعاده الحقيقيه الابديه..


لنتوكل على الله ..




السؤال الان ..

هل انتن جاهزات؟؟

متى شعرتن انكن جاهزات لذلك فأسادرجه الموضوع اليوم ان شاء الله

كل اسبوع موضوع..لاتستعجلن بالقراءه وتمعن في الكلمات لانها من ذهب حقا..

والتعليق هنا ان شاء الله وبعدها سأدرج موضوعا اخر في الاسبوع القادم ان شاء الله كل يوم احد.





هنا ستكون دورات معا ..وبعد كل دوره صوت الشيخ معها ..
استمعن واقرأن في وقت واحد تركيز رااائع..

..

..التنسيق الرائع للموضوع كان بيد الحبيبه ورده الجوري
حرمت يديها عن النار يارب.

......
44
19K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
..الدوره الاولى.].





"هناك محاور كثيرة..تربيه ايمانيه وخلقيه وعقليه"

أولا : التربيه الايمانيه..~

المشكلة الأولى ..التي يعاني منها الآباء في هذا الزمان تربية الأولاد..



كلكم يعلم أن التمام عددي والكمال نوعي ، إذاً حينما يؤكد الله سبحانه وتعالى أن هذا الدين كاملٌ تام معنى ذلك أنه منهجٌ كامل ، وجزء من حياة الإنسان أولاده .. فلا بدّ من أن نجد في منهج الله إما في الكتاب الذي هو الأصل الأول أو في السنة التي هي الأصل الثاني أو هي تبيان للأصل الأول ، لابدّ من أن نجد في منهج الله تفاصيل وإرشادات وتوجيهات في تربية الأولاد ،
ولا أبالغ إذا قلت : إن المشكلة الأولى .. الأولى ..
التي يعاني منها الآباء ولا سيّما في فساد الزمان تربية الأولاد .




"لو طبق المسلمون منهج الله عز وجل لكانوا في حال غير هذا الحال!


إذا سألت الأَب عن ابنه سيتكلم كلاماً تنقطع له نياط قلبه يقول لك: آه .. ابني ليس على ما أريد ، لوجود حواجز كثيرة ، لوجود مطبات كثيرة ، توجد مغريات كثيرة ، فساد عريض وفتن يقظة ، توجد شهوات مستعرة ، يوجد رفقاء سوء كثيرون ، توجد أعمال فنية منحطة ساقطة ، كل شيء يدعو إلى الدنيا ، كل شيء في آخر الزمان يدعو إلى المعصية ، يدعو إلى زينة الدنيا ، وإلى البعد عن الله عزّ وجلَّ ، لذلك لا أُبالغ إن قلت : إنّ أكبر مشكلةٍ يعاني منها الآباء اليوم تربية أولادهم ، وقد يغيب عن الأذهان أن في الكتاب والسنّة توجيهات ، لو طبقها الآباء لكان أولادهم قرَّةَ عينٍ لهم .. طبعاً أقول هذا الكلام ولا أُعمّم ، لأن هناك حالات خاصة .


مثلاً سيدنا نوح ، ابنه لم يكن على ما يريد ، فهذه حالة خاصة ، وهذه الحالات لا تأخذ الأحكام العامة ، الأصل أن هناك منهجاً في دين الله عزّ وجلَّ وفي كتاب الله وفي سنةِ رسولهِ لو طُبِّق لكان المسلمون بحالٍ غير هذه الحال .

.

~أعظم عمل على الإطلاق تنشئة الأولاد التنشئة الإيمانية


لكنَّ المشكلة أن الأب المؤمن قد يصطلح مع الله في الأربعين ، معنى ذلك أنه فرط في تربية أولاده ، معاناته الآن ؟ لا لأن هذا المنهج غير كامل ، بل لأنه عرفه متأخراً ، وقد يعرف منهج الله في سنٍ مبكرة لكنه مشغولٌ بأعماله ونشاطاته خارج البيت ، فإذا أهمل أولادهُ كانوا عبئاً عليه.



إخواننا الكرام .. كما قلت في الدرس الماضي ، والله لا أبالغ وليس من شأني المبالغة ..
لكن والله لا أرى عملاً أعظم ولا أشرف ولا أنفع ولا أسعد من أن يعكف الأَبُ على تنشئة أولاده التنشئة الإيمانية ؛ لأنهم إذا كبروا كانوا قرَّة عينٍ له ، فلا شيء يسعدني كأن أرى أباً متقدماً في السِّن ، وحوله أولاده يحفونه ويبادرون إلى تنفيذ أمره ، يجلُّونه ، يحترمونه ، يكرّمونه ، يقدِّمون كلَّ ما يسعده ، هذه من سعادة المرء في الدنيا ، أن تكبر سنُّه وحوله أولادٌ ربَّاهم تربيةً إيمانية ، فكلُّ التعب الذي تبذله وأنت تربي الأولاد ؛ والله تقبضه ملايين الأضعاف في شيخوختك .



وهناك أبناء والله بلاء من الله ، أعرف أباً أقسم بالله : إن مات ابنه فسيقيم مولداً في بيته احتفالاً بموته ، هؤلاء الأولاد أصبحوا كثيرين تجد الولد غيظاً لوالديه ، يتفنن في إغاظة أبيه وأمه (يتفنن) فتارةً يغيظهما في استهلاك الطاقات بلا طائل ، أو بالتهام الطعام بلا مبرر ، بجلب رفاقه إلى البيت ، وتارةً يغيظهما بنظره الذي يشدُّه إليهما ، أو بتطاوله عليهما ، أو بوقوعه في بعض العادات السيّئة ، ولا يبالي ، والويل للأب إذا تكلّم كلمة ، ينبحت عليه ابنه وينفجر وكأنّ الأب ابنٌ والابن أب .


..المسجد هو مكان لتربية الأولاد ولتنشئة الدعاة ولأداء الصلوات..

فيا أيها الأخوة الكرام ..
هذا الجامع بيت الله ، وأقل ما في هذا المسجد الصلاة .. أكثر ما فيه العلم ، فأنت تصلي في أي مكان ، في الطريق تصلي أو في حديقة أو في البيت ، لكنّ بيت الله منارة علم بالأساس أو لِنَقُل هو جامعة ، فالمسجد له رسالة أغفلناها الآن ، فنحن نشأنا على أن الجامع للصلاة ، لكن المسجد له رسالة .. اقرؤوا كتب التربية الإسلامية ، اقرؤوا عن دور المسجد في الإسلام .. فهو مكان لتربية الأولاد ، ولتنشئة الدعاة ، ولأداء الصلوات ، مكان لفهم كتاب الله ، ولحل قضايا المسلمين ، مكان للقضاء ، للشورى .. هذا بيت الله .. فيجب أن يستوعب كلَّ مشكلات الإخوان ، فابنك مشكلة يجب علينا أن نستوعبها ، والله ما معهد تحفيظ القرآن وما الأرض التي ألحقت به إلا من أجل أن يُشدَّ الطفل إلى بيت الله ، فأرجو الله سبحانه وتعالى أن تنقلب هذه الدروس إلى ممارسات تعيشونها في بيوتكم .
الولد الصالح لا يعدله شيءٌ في الدنيا .. فهو استمرار لوجودك .


_ الأبوة مسؤولية كبيرة فمن فاته شيء عليه أن يستدركه بأولاده ..

على كلٍ الدروس كثيرة حول هذا الموضوع, لكن أبرز الموضوعات ..
تربية ابنك تربيةً إيمانية .. التربية الإيمانية ، هناك التربية الخلقية ، وهناك التربية العقلية ، والاجتماعية ، والجسمية ، والعلمية ..
الأُبوة مسؤولية ، فقط هكذا تزوجنا ورُزِقْنا أولاداً ؟!

الأُبوة مسؤولية كبيرةٌ جداً ، وإن كان قد فات الإنسان شيء فعليه أن يستدركه في أولاده ، فكل إنسان يتمنى أن يطبق خبرته المتراكمة في أوَّل حياته .. لكن هيهات ، هذه الخبرات التي تنامت وتراكمت في أربعين أو خمسين سنة يتمنى كل أب أن يعرفه وهو في مقتبل حياته .. فإن فاته ذلك فليعطها ابنه ، والابن استمرار لوجود الأب .



أعرفُ صديقاً مقيماً في مصر ويعمل في شركة كبرى ، وصاحب هذه الشركة مسلم وله أولاد ، فذات مرَّة حضر ابن صاحب الشركة إلى مصر وسأل صديقي : أين قبر محمد ؟ .. مهندس كبير درس في أوروبا ويحمل أعلى الشهادات وهو في القاهرة ومسلم ابن مسلم ابن مسلمة ويسأل أحد موظفيه : أين قبر محمد ؟ .. فقال له صديقي : مَن محمد ؟ فقال له : النبي ! .. قبر النبي في المدينة وليس في القاهرة (إنسان يسأل سؤالاً جاداً) أحياناً الآباء يعلمون أولادهم كل شيء إلا معرفة الله ، يعلّمه أصول الطعام لو دُعِيَ إلى مائدة ، ينظر إلى ثياب ابنه ويقول له : ليس فيها تناسب ، ويعنفه .. أما إذا ترك الصلاة فليست مشكلة ، أما إذا ارتكب مخالفة في ثانويات الحياة المدنيَّة المعاصرة يقيم عليه النكير .


تعريف التربية الإيمانية )

فيا أيها الأخوة الأكارم ...
نعني بالتربية الإيمانية : أن تربط ابنك بأصول الدين وبفروعه وأن تلقنه حقائق الإيمان .. الإيمان بالله خالقاً ومربياً ومسيراً ، الإيمان بالله موجوداً وواحداً وكاملاً ، الإيمان بأسمائه الحسنى كلِّها ، الإيمان بأنبيائه ورسله ، الإيمان بكتبه المنزَّلة على رسله ، الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشرِّه من الله تعالى ، هكذا فلابدّ من جهدٍ ولابدّ من وقتٍ ولابدّ من ملاحظةٍ ولابدّ من محاضرةٍ ولابدّ من وعظٍ ولابدّ من إرشادٍ .



وعلى الأب أن يعتني بتربية ابنه تربيةً إسلامية ، فلابدّ من تعليمه ومراقبته ، ومطالبته ومتابعته للصلاة والصوم والحج والزكاة ، هذا إذا كان مستطيعاً ، وفي السن التي كلِّف بها ، فكلكم يعلم أن هذا الدين عقيدة وعبادة وأخلاق ومعاملات .. عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق ، فلابد من أن يرعى الأب ابنه في هذه الكليَّات الأربع التي يتألَّف منها الإسلام .



أخطر سنٍ لتلقِّي العادات والمبادئ والقيم هو التعليم الابتدائي :



قد يقول أحدكم : هذا كلام فأين الدليل ؟ ..
أي إنسان مهما علا شأنه فما قيمة كلامه إن لم يأتِ بالدليل القرآني أو النبوي؟
روى الحاكم عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال :
(( افتحوا على صبيانكم أوّل كلمةٍ بلا إله إلا الله ))



لمجرد أن يولد المولود افتح عليه بكلمة لا إله إلا الله ، وكلَّما تقدّم العلم اكتشف أن السِّن التي يلقن فيها الابن مبادئ الدين تناقصت .. كلما تطور العلم السِّن نزلت ، حتى إنني عثرت على كتاب في علم النفس ألَّفه صديقٌ لي وأنا لا أتهمه بضعف الضبط في نقل أفكاره ، فقد قرأت في كتابه شيئاً لا يصدَّق : أن الأمَّ التي تقرأ القرآن ، يخرج ابنها من بطنها متعلقاً بالقرآن ، وهو في بطن أمِّه ، والله الموضوع معقّد وطويل وقرأته وأعجبت به ، وذكرت بعض ما فيه في إحدى الخطب ، والآن لا تحضرني التفاصيل، لكن لو أن الأمَّ حملت بابنها راضيةً ، لكانت حركاته في بطنها من أعذب الحركات ، ولو أنَّها حملته كرهاً ، وكانت ترفض أن تحمله ، وتتمنى أن تسقطه .. هذا الموقف الرافض ينعكس على الابن مشاكسةً وحركاتٍ مؤلمةً في بطنها ، تلاوتها لكتاب الله تنعكس عليه ، فقد كنت لا أصدِّق أن تربيةَ الابن تبدأ وهو في البطن .


. شيء كان غائباً عني والأخ الكريم مؤلف الكتاب يؤكدُّ هذا ببحوث أجنبية ، والذين اكتشفوا هذه البحوث ليسوا مسلمين ولا يعرفون كلام الله إطلاقاً ، على كلٍّ : الذي أعرفه سابقاً من دراستي في التربية : أن أخطر سنٍ في تلقِّي العادات والتقاليد والمبادئ والقيم هو التعليم الابتدائي بل والحضانة .

~من طبق تعاليم النبي و أقام الصلاة و تلا القرآن جعل بيته جنة في الدنيا ..

حدثنا أحد إخواننا الدعاة أن له ابناً في إحدى دور الحضانة التي لها توجيه إسلامي جيِّد ، ففي إحدى المرات استيقظوا من نومهم متأخرين وليس هناك متسع من الوقت لتناول الطعام ، فصنع له شطيرة وقال له : يا بني كُلْها في الطريق .
فنظر إليه ابنه وقال : يا أبت قال عليه الصلاة والسلام :

(( الأكل في الطريق دناءة ))




عمره أربع سنوات لقَّن أباه درساً لا ينسى ، لاحظْ : الصغار إن علّمتهم تجدهم متمسكين بما تعلموا ، مثلاً هناك تعليمات حول النظافة ، تنظيف الأسنان ، خلْع الثياب وطيِّها وتعليقها ، فلو أن الأب والأم اعتنوا عناية بالغة في تلقين أولادهم هذه الأُصول لاستراحوا وأراحوا ، فعندما يتكاسلون في تعليم أبنائهم الأشياء البديهيَّة في الحياة فالبيت ينشأ في فوضى لا نهاية لها ، وعندئذٍ خذ منهم المشاكل طوال حياتهم ، شيء غير معقول ، فوضى .


أما لو أن الأم والأب اعتنوا بتربية الأولاد وبتلقينهم العادات الصحيحة وبأصول وفن الحياة ، فهذا شيء مريح جداً .. فالإسلام هو الحياة حقيقةً ، البعض يظن أن الإسلام هو حياة ما بعد الموت .. الجنة تبدأ في الدنيا ، كنت أقول لكم دائماً : في الدنيا جنَّةٌ من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة ، فالمؤمن بيته جنَّة ، البيت جنَّة ولو كان صغيراً ، أخشن الطعام ، مع أخشن الأثاث مع أضيق المساحات ، بالإيمان وبتطبيق تعاليم النبي العدنان وبإقامة الصلوات وبتلاوة القرآن .. هذا مما يجعل البيت جنَّة في الدنيا .






~على الأهل أن يلقنوا ابنهم مبادئ الدين منذ حداثة عمره..


إذاً النبيّ عليه الصلاة والسلام أمرنا أن نفتح على صبياننا أول كلمةٍ بلا إله إلا الله ، أحياناً بعض إخواننا يضعون أولادهم في حضانة لها توجيه إسلامي ، يأتي الطفل ويقرأ لك سورة مثلاً عمَّ يتساءلون مع الحركات الإيمائية ، تجده يبادر إلى القراءة وإلى الصلاة فيمتلئ قلب الأب والأم بالسرور ، فلو تابعنا هذه التربية بحيث ينشأ الطفل في رحاب القرآن وفي رحاب سنَّة النبي وعلى حبِّ النبي ، فهذا شيءٌ لا يصدق ، فأنا لا أعتقد أن هناك شيئاً يسعد الآباء كأن يكون الأبناء على ما يرضي الله عزَّ وجلَّ .



كذلك لا تنسوا أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يؤذِّن في أذن المولود اليمنى ، ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى ، أي كأنك تلقِّن هذا الطفل المولود حديثاً مبادئ الدين ، الطفل عنده التقليد أغلب من العقل ، المغرب العربي بأكمله عندهم أساس من أسس التربية .. أنّ الطفل لابدَّ من أن يحفظ القرآن ، يحفظه في سِنيِّ حياته الأولى ، فإذا ما كبرت سنُّه بدأ يعقل معانيه ، لكن حفظ القرآن قوّم لسانه ، أعطاه الآداب ، ففي تدريس اللغة العربية يجب الإكثار من النصوص ، ممارسة النصوص وقراءتها وتحليلها وشرحها ، لا تقوى اللغة إلا بالنصوص ، فهل بعد كتاب الله نص ؟! .. هكذا عُلِّمنا في الجامعة أن أعلى كلامٍ في اللغة العربيَّة كلام الله وبعده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فعندما يحفظ الطفل ستمئة صفحة من كتاب الله غيباً ، هذا الطفل إذا تكلَّم يتكلَّم بلغة قرآنية وهو لا يدري .

~العاقل من قام بتعليم ابنه و تأديبه دون تعنيف..



إذا قرأ الإنسان قرآناً كثيراً ، في حديثه اليومي مع أصدقائه في سهرة يقول لك في مناسبة ما :

(سورة محمد)

هذه عبارة قرآنية ، أو يقول لك في معرض آخر :

(سورة آل عمران)


هذه كذلك عبارة قرآنية ، إذا دققنا في إنسان يقرأ القرآن بشكل مستمر ، واستمعنا لحديثه العادي في بيته مع زوجته وأولاده ، ومع أصدقائه ، وفي سهراته ، تجد أنّ أربعة أخماس عباراته قرآنية ، فهل يوجد أفصح من كلام الله عزَّ وجل ؟
الشيء الثاني يا إخواننا الكرام يجب أن تعرِّفه بالحلال والحرام ، تقول له : هذه حرام وهذه حلال ، هذه قد نهى النبي عنها ، هذا كذب ، أو غش مثلاً ، الطفل يجرِّب كلَّ شيء فإذا وجدت منه مخالفة فأدّبه وبدون تعنيف ، فالنبي قال :
((علِّموا ولا تعنفوا فإنَّ المعلم خيرٌ من المعنف ))
( الجامع الصغير : عن أبي هريرة )



~موضوع الحلال والحرام بالكلام والتصرفات مهم جداً عند تربية الولد !


لكنّ الأب والأم في مراقبة دائمة ، فإذا تكلم الابن بكلمة غير لائقة يجب التوجيه بنعومة ، عاد مرة أخرى توجيه ثانٍ ، ثمّ عاد مرةً ثالثة ؛ يجب أن يكون هناك شيء من العقاب . المرة الأولى توجيه ، المرة الثانية توجيه مع تأنيب ، مرتان ثم عقاب .
فعندما ينتبه الأب لهذه الأمور تجد أن الطفل ليس عنده كلمةٌ غير لائقة أبداً ، كنت في إحدى المرات في مدرسة ثانوية ولم يكن عندي دوام في هذا الوقت ، وكان بعض الشباب الذين يعملون في حرفة الدهان يقومون بدهان المدرسة ، فسمعت منهم كلاماً بذيئاً ، شيئاً لا يعقل ، فإذا كان الشاب غير مربى وتركْته يتكلم فيا لطيف .. الحجر يخجل من سماع ما قاله هؤلاء الشباب بينما إذا كان الابن مربَّى تجد منه الحياء والأدب والإحساس حتى لو تركته مع رفاقه .


إذاً موضوع الحلال والحرام بالكلام وبالتصرفات مهم جداً ، أحياناً تجد جلسةً غير أديبة ، ويوجد جلسة فيها أدب ، أحياناً ارتداء الثياب فيها أدب ، أحياناً البعض يرتدي المعطف بدون أن يرتدي أكمامه هذا التصرف فيه كِبر ، هناك جلسات أو حركات أو تصرفات كلها غير لائقة ، فإن وجدت شيئاً من ذلك فعليك المراقبة والمتابعة وسؤال وجواب وتعليم .. هكذا قال النبي ، وهكذا علمنا ، وهذه من السنة وهذه خلاف السنة .
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)




1 ـ أن يفتح عليهم بكلمة لا إله إلا الله :
أيها الأخوة الكرام من أولى واجبات الأب تجاه أولاده ، أن يفتح عليهم بكلمة لا إله إلا الله .
2 ـ أنيؤذن في أذنهم اليمنى و يقيم الصلاة في أذنهم اليسرى :
والأذان في أذنهم اليمنى والإقامة في الأذن اليسرى.
3 ـ أن يعرف ولده بالحلال و الحرام :
ثمّ تعريف الولد بالحلال والحرام .
4 ـ الأوامر التعبدية يؤمر بها الطفل تأديباً لا تكليفاً ويتابعه أبوه :
طبعاً الصلاة والصوم والحجِّ والزكاة هذه أركان الإسلام .. لكنَّ الحج سابق لأوانه وهو على المستطيع بالطبع ، وكذلك الصيام فقد يكون في سنٍ صغيرةٍ ، لكن الصلاة هي الفرض المتكرر الذي لا يسقط بحال ، فهل يا ترى الطفل في سن السابعة مكلفٌ بالصلاة ؟ نقول: نعم .. يوجد تكليف ويوجد تأديب ، يؤمر بالصلاة تأديباً .. فمن المستحيل أن الطفل يلتزم بالصلاة فجأةً ،
مثلاً .. في الواحد والثلاثين من كانون الأول أصبح عمره ثلاث عشرة سنة تماماً ..
إذاً في الأول من كانون الثاني يجب عليه أن يصلي فليس هذا معقولاً .



يجب أن تأمره بالصلاة في السابعة ، هذا الأمر أمر تأديبي وكذلك الصيام ، وقد رأيت بالحجِّ أطفالاً صغاراً يرتدون ملابس الإحرام ، وهذا شيء جميلٌ ، فقد أخذهم أبوهم إلى الحجِّ وألبسهم ثياب الإحرام أثناء الطواف ، فتعويد الطفل على الصلاة والصيام والحجِّ شيء مهم جداً ..
بعض الإخوة يجعل ابنه يدفع صدقة ليدرِّبه على العطاء

.. أعطِ فلاناً ، يكلفه بدفع زكاة ماله على كلٍ الأوامر التعبدية كالصلاة والصيام والحجِّ يؤمر بها الطفل تأديباً لا تكليفاً ويتابعه أبوه .

(( مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ.... ))


( سنن أبي داود عن عمرو بن شعيب )


هذا توجيه النبيّ اللهم صلِّ عليه

.

~ تأديب الطفل على حبّ رسول الله بأن تعلِّمه شمائل النبيّ وأخلاقه السَّمحة ورحمته بالصغار :

الآن كما قال عليه الصلاة والسلام : يجب أن يؤدَّبَ الطفلُ على حبِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى حبِّ آلِ بيته ، وعلى تلاوة القرآن الكريم .. كيف يؤدَّب الطفل على حبِّ رسول الله ؟
كنت بالمسجد الحرام في بعض الحجج وكان بين المغرب والعشاء مجلس علم فجلست لأستمع ، فقال المدرِّس هداه الله : إن إنساناً قتل ابنه من شدَّة حبِّه لرسول الله ، لأنه رفض أن يأكل اليقطين وقد كان النبيُّ يحبُّ اليقطين ، ليس بهذه الطريقة يحبُّ ابنك رسول الله ، يحبه بأن تذكر له شمائله ، ومحبته للصغار وكيف كان يسلِّم على الصبيان ، كان إذا مشى في الطريق يقول : السلام عليكم يا صبيان . كيف كان عليه الصلاة والسلام يتحبَّبُ إلى الصغار

، كيف أجاز أحد الصغار ليكون مع المجاهدين وردَّ الآخر ، وحينما تألَّم الآخر دعاهم إلى أن يصطرعا أمامه ، هذا اهتمام بالغ.. والحقيقة لا تنمو شخصيَّة الطفل إلا إذا احترمتَه وقدَّرتَ مشاعره واستمعت إلى شكواه .



هناك معلمون إذا اشتكى له طالبٌ على زميله فيضرب الاثنين معاً .. الشاكي والمشكو أَرْيَح له ! . فهذا خطأ كبير جداً ، طفل قد علَّق الآمال عليك والتجأ لك وجعلك حَكَماً وقاضياً فتضربه بالإضافة إلى أنَّه مظلومٌ ؟


هذا الصغير صغيرٌ في نظر الناس ؛ ولكنه كبيرٌ عند الله ، فهو من عباده الصغار ، فالإصغاء للطفل ، وأنا أتمنى ممن يأتي بابنه للمسجد أن يعتني به كثيراً أتمنى أن يكرَّم الطفل في المسجد إلى أعلى درجة ، فإن وقف في الصَّف الأول فاتركه في أول صف ، واجعله في مكانه ، ولا يؤخِّرْ أحد طفلاً عن الصف الأوَّل ، اجعله يشعر أن هذا البيت بيت الله وهو فيه مكرَّم .. فالتأديب على حب رسول الله أن تعلِّمه شمائل النبيّ وأخلاقه السَّمحة ورحمته بالصغار ونزوله إلى مستواهم ..
وقوله عليه الصلاة والسلام :
(( من كان له صبيٌّ فليتصابَ له )) .
.

المؤمن الحقيقي هو الذي يؤدب ابنه على حبِّ النبيّ وحبِّ آل بيته وتلاوة القرآن :



الحديث الشريف :
(( أدِّبوا أولادكم على ثلاث خصال : حبِّ نبيِّكم وحبِّ آلِ بيته وتلاوة القرآن فإنَّ حملة القرآن في ظلِّ عرش الله يوم لا ظلَّ إلا ظلَّه مع أنبيائه وأصفيائه )) .
(رواه الطبراني)



آلِ بيته : إمَّا أنهم الذين من نسل النبيِّ عليه الصلاة والسلام ، وهم قلَّة بالطبع ، أو كلُّ تقيٍ من آلِ البيت كما قال عليه الصلاة والسلام(شرحاً للحديث الشريف) ، أيّ علِّمه الأدب مع العلماء ، فإن رأى إنساناً كبيراً في السّن له مكانةٌ دينيةً علِّم ابنك أن يحترمه ، أن يحبه ، أن يتقرَّب منه

، وأن هؤلاء العلماء منارات الهدى ومصابيحها . فأدِّبه على حبِّ النبيّ وحبِّ آل بيته وتلاوة القرآن ، هذا النصِّ النبويّ .. فإنَّ حَمَلَةَ القرآن في ظلِّ عرش الله يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه مع أنبيائه وأصفيائه .


(الأساليب التربوية أساسها التشجيع والتكريم والدفع والاحترام)

كنت أدرِّس في صف فعرض نص قرآني ، فعندما درسنا النصّ الأول فالطلاب أشاروا إلى طالب وقالوا : يا أستاذ هذا يجوِّد القرآن . فقلت له : اقرأ . فوجدت أن القراءة رائعة جداً ، ومنذ ذلك الوقت كان لهذا الطالب مكانةٌ عندي خاصَّة إكراماً لإتقانه قراءة القرآن ، فشعر أن له مكانةً كبيرةً جداً لا لشيء إلا لأنَّه يتقن قراءة القرآن . إذا قرأ طالب القرآن فلا تضربْه ، يجب أن يكون في حِرْز ، فالقرآن كرَّمه ، كرَّمه من أن يُضرب..

وقل له : لولا أنك تحفظ كتاب الله لضربتك ، عرِّفه أنّ حفظ كلام الله حفظه من الضرب ، فإن أخطأ وكان حافظاً جزءاً أو ثلاثة فتريَّثْ في معاقبته نظير حفظه لكتاب الله ، فيشعر بأنَّه قام بعملٍ عظيم ، فأكثر الأساليب التربوية أساسها التشجيع والتكريم والدفع والاحترام .


~على كل مؤمن أن يعلم أولاده سيرة النبي الكريم و سير أصحابه :

طبعاً يتفرع عن تأديب الأولاد على ثلاث خصال كما قال عليه الصلاة والسلام : حبِّ نبيِّكم . يتفرَّع عن هذا أن تعلِّمه سيرة النبيّ ، لذلك الصغير لو ألزمته بكتاب فقه يتململ ، ألزمه بكتاب سيرة يُسَرُّ ، فلا أرى موضوعاً أقرب إليهم من سيَر أصحاب رسول الله ، لأنهم شباب كيف أحبوه ؟ وكيف آمنوا به ؟ وكيف قدموا له الغالي والرخيص ؟ وكيف استقاموا على أمر الله؟ و كيف أحبهم النّبي وكيف كرَّمهم ؟ فإن الموضوع الأوَّل للصغار هو السيرة .. سيرة النَّبي وسيرة أصحابه ، أتمنى أن لا يخلو بيت من كتاب سيرة أو من كتاب سيَر الصحابة الكرام ، فأحياناً الأب يجلس مع أولاده ويأخذ الكتاب ويقرأ لهم قصَّة


..ثماني صفحات في ساعة من الزمن ، قرأ جملتين وعلَّق عليهما ووجَّههم حتى شعر أن هذا الموضوع قد استوعبوه ، ألم يقل النّبي : أدِّبوا أولادكم على حبِّ نبيِّكم ، كيف يحبُّ ابنك نبيَّه ؟ أن تعلِّمه سيرة النَّبي ، وسيرة أصحابه ، بالمناسبة سيرة أصحاب النَّبي فيها أيضاً سيرة النَّبي

، فلا يوجد صحابي لم يتعامل مع النَّبي ، فأغلب الظّن أن سيَر أصحاب رسول الله متضمِّنة لسيرة رسول الله بشكلٍ موسَّع أو مُقْتَضب .
يقول سيِّدنا سعد بن أبي وقَّاص : " كنَّا نعلِّم أولادنا مغازي رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم كما نعلمهم السورة من القرآن الكريم " .



~القصَّة هي أحد الأساليب التربويَّة الناجحة :

دقِّقوا في ذلك فكل أب الآن مكلَّف في أن يضع بين يدي أولاده كتاب سيرة وكتاباً لسيَر صحابة رسول الله ، وإذا تمكَّن أن يلقي عليهم درساً أو يقرأ لهم قصة كل أسبوع ، فالقصَّة ممتعةٌ جداً لا جهد فيها وحفظها سهل ولا ينسونها أبداً


، فليلاحظ من يعطون الدروس للطلاب أن ثلاثة وتسعين بالمئة من جزئيَّات الدرس ينساها الطالب بعد حين ، قالوا : بعد سبعة أيام .. ولا يبقى سوى سبعةٍ بالمئة مما قرؤوه ، والآن ألقِ عليهم قصَّة ودَعْهم ستَّة أشهر ثم اسألهم عنها ، فسيعيدونها كلمةً كلمةً ودقيقةً دقيقة.. والله عزَّ وجلّ قال :
(سورة يوسف)


الله جعل القصَّة أحد الأساليب التربويَّة الناجحة ، لذلك فالأب مهما كانت ثقافته متدنِّية يمكنه أن يقرأ قصَّة لأولاده ، أو إذا كان ابنه متفوقاً في القراءة يقول له : اقرأ لنا يا بنيّ عن سيدنا سعد . فقرأ الابن ، وعلَّق الأب تعليقين أو ثلاثة ، فإذا لم يجلس الأب مع أولاده في الجمعة ساعة من الزمن فهذه مشكلة ! فأجمل موضوع وأقرب موضوع وأسهل موضوع وأمتع موضوع هو سيَر صحابة رسول الله ، هكذا وجَّهنا النَّبي قال

:
(( أدِّبوا أولادكم على ثلاث خصال .. حبِّ نبيِّكم وحبِّ آلِ بيته وتلاوة القرآن ))



~الموضوعات الأساسية للطفل هي الصلاة و السيرة و التلاوة..
إن صعب عليك أن تدرِّس السيرة ، فيوجد لدينا أكثر من سبعين شريطاً مسجَّلة عليهم سيرة رسول الله وصحابته ، فأسمِعْهم شريطاً في كل سهرة أو في كل أسبوع ، قل لهم : تعالوا نستمع عن سيدنا أسامة بن زيد ، فإمّا أن تتلو عليهم أنت سيرة صحابيِّ جليل أو أسمعْهم سيرة صحابيّ ، أي اجلس معهم في الأسبوع ساعة من الزمن واسمع منهم ، اسمع تعليقاتهم

، اسمع قراءتهم ، هل القراءة صحيحة ؟ أنت اقرأ لهم ، اسمعوا شريطاً ، فلابدَّ من جلسة لله مع أولادك وإلا أصبح البيت قطعة من الجحيم .




إذاً التوجيه الثاني : أدِّبوا أولادكم على حبِّ نبيكم وحبِّ آلِ بيته. أي الرسول وآل بيته وصحابته والعلماء والدعاة والشيوخ إلى يوم القيامة ، أي الذين يمثلون هذا الدين ، وتلاوة القرآن : إذا أردت أن تدرِّس الصغار فلتدرسهم تلاوة القرآن وتحفيظه وتسميعه والسيَر والصلاة هذه الموضوعات الأساسية للطفل ، صلاة وسيرة وتلاوة .


سيدنا سعد يقول : " كنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلِّمهم السورة من القرآن " .

~تعليم القرآن هو أساس التعليم لأنه يؤدّي إلى تثبيت العقيدة ورسوخ الإيمان ..

الإمام الغزالي يوصي في إحيائه بتعليم القرآن للأطفال وتحفيظه ، وأوضّحُ أنّ تعليم القرآن هو أساس التعليم في جميع المناهج الدراسيَّة في مختلف البلاد الإسلامية ، لأنَّه شعارٌ من شعائر الدين يؤدّي إلى تثبيت العقيدة ورسوخ الإيمان .



لاحظ أنَّ السور التي قرأتَها وحفظتَها في سنٍ مبكِّرة لا تزال حتّى الآن تحفظها ، لأن العلم في الصغر كالنقش في الحجر ، والعلم في الكبر كالكتابة على الماء ، إن سَمع خطبة يقول : ما شاء الله . وإن سألته : ماذا قال الخطيب ؟ يقول : والله لا أتذكَّر شيئاً منها . والعلم في الكبر كالكتابة على الماء ، لا يتذكر كلمة واحدة أو حرفاً منها ، لكن الخطبة كانت ناجحةً جداً هكذا يقول.
ابن سينا نصح في كتابه السياسة ، بالبدء بتعليم الطفل القرآن الكريم بمجرَّد استعداده جسمياً وعقلياً لهذا التعليم . كانت تجري مسابقات لحفَّاظ القرآن الكريم ، فمرّة كان أصغر طفل حافظاً خمسة أجزاء ، وطوله يبلغ ستين سنتيمتراً ، أوقفوه على الكرسي ليتسلَّم الجائزة من وزير الأوقاف


، وبالطبع لا يقرأ ولا يكتب وقدموا له حلوى هدية ، وطفل عمره تسع سنوات حافظاً للقرآن بكامله ، شيء رائع جداً .. طفل يحفظ القرآن بكامله هل هي قضيَّة سهلة ؟ هذا طفل يجب أن يكرَّم .


~لابد لكل طفل من مثل أعلى و المثل الأعلى له هو النبي الكريم ..

يروى أنَّ الفضل بن زيد رأى مرَّة ابن امرأة من الأعراب أُعجب بمنظره ، فسألها عنه ؟ فقالت : " إذا أتمَّ خمسَ سنوات أسلَمته إلى المؤدِّب فحفِظَ القرآن فتلاه ، وعلَّمه الشعر فرواه ، ورُغِّب في مفاخر قومه ، ولُقِّن مآثر آبائه وأجداده ، فلمَّا بلغ الحُلم حملته على أعناق الخيل فتمرَّس وتفرَّس ولبس السلاح

، ومشى بين بيوت الحيّ وأصغى إلى صوت الصَّارخ " (من باب المروءة) هذه أعرابية هكذا تعلِّم ابنها ، هذه تربية أعرابية من البادية ، الآن يتعلَّم ويعرف أسماء الفنَّانات والفنَّانين ولاعبي الكرة ، وكل الأخبار غير الحسنة يحفظها عن ظهر قلب .
حديث دقيق جداً يا إخواننا الكرام

: أدِّبوا أولادكم على حبِّ نبيِّكم ، معنى ذلك أن الطفل لابدَّ له من مَثَلٍ أعلى ، يحتاج إلى مُثُل ، فالنبيّ هو المثل الأعلى وصحابته والعلماء و التّابعون ، والأبطال والأشخاص الأفذاذ هؤلاء اقرأ له في سيرتهم ، والقرآن الكريم ، يَنْمُ وتَقوَ لغته ويستقِم لسانه .

~كل مولود يولد على الفطرة ..

إخواننا الكرام
: الطفل على الفطرة :
(( كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ ))



أي أن بُنْيته النفسيَّة متوافقة مع الشرع مئة بالمئة ، فهناك آباء يحافظون على هذه الفطرة ويرقَون بها إلى الصبغة ، وهناك آباء يشوِّهون هذه الفطرة ، وهم في حقِّ أولادهم -والله- مجرمون ، كلُّ مولودٍ يولد على الفطرة ، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه ، ولكن لم يقل يُسْلمانه لماذا ؟! لأنه في الأصل مسلم هو على الفطرة ، لأنَّ الفطرة دين الله :

(سورة الروم)

الأب مسؤول عن كلِّ حركات ابنه وسكناته قبلَ سنِّ البلوغ :

يقول الإمام الغزالي : " الصبيُّ أمانةٌ عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرةٌ نفيسة ، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة ، وإن عُوِّد الشرَّ وأُهمل إهمال البهائم شقيَ وهلك وصيانته بأن يؤدِّبه وأن يهذِّبه وأن يعلِّمه محاسن الأخلاق " .
ألا تستمعون لأطفال في الطرقات يتكلمون بكلمات من الوقاحة والبذاءة بحيث إن الإنسان يكاد يخرج من جلده منه ، أين أبوه هذا ؟ أبوه قد شوَّهه ، ألقاه في الطريق وسمح له أن يجالس رفقاء السوء فشوَّهه .

إذاً فمهمتنا كيف تَسَلَّمنا هذا الطفل ؟ تسلَّمناه على الفطرة ، فمهمَّة الأبِ بادئ ذي بدء أن يحافظ على فطرته ، إذا كان عالماً يرقى بها إلى الصِّبغة ، قال تعالى :

(سورة البقرة )


الفطرة صفحةٌ بيضاء لكنَّ الصبغة كمالٌ في كمال ، لذلك فالأب الذي يرسل ابنه إلى مدارس أجنبية ، أو إلى مدارس ليست على ما يرضي الله عزَّ وجلَّ ،

أو يسمح لابنه مثلاً بأن يذهب إلى بلاد بعيدة وهذه البلاد لا تعرف الله أبداً ، فسينشأُ نشأةً سيِّئة وسيتربى تربية سيِّئة ، فلذلك الأب مسؤول عن كلِّ حركات ابنه وسكناته قبلَ سنِّ البلوغ ، سيتحاسب حساباً شديداً ، الأُبوَّة مسؤوليَّة والأُبوَّة أمانة ، هذا الطفل أمانةٌ عند والديه .


من أنشأ ابنه على العمل بوقت مبكر سيبارك الله له و من أهمل ابنه فسيدفع الثمن باهظاً :

في إحدى المرَّات شخص له عندي قضية فقلت له : متى نلتقي ؟ فقال لي أنا موجود باكراً . قلت له الساعة التاسعة مثلاً . قال : لا ، الساعة السادسة أكون بمكتبي . فسألته عن السبب . فقال لي : إنَّ والدي عندما كان عمري خمس أو ست سنوات كان يوقظني يومياً لأُصلِّي الفجر معه في المسجد ، فذهبت معي عادةً إلى الآن .. يستيقظ قبل الفجر ويصلّي ويجلس ليعمل ،
(بورك لأُمَّتي في بكورها) ،

عمره الآن ستون سنة . يحضر إلى مكتبه الساعة السادسة صباحاً ، والناس كلها تأتي لأعمالها ما بين الساعة تسعة إلى الساعة الثانية عشرة ، هذه من آثار تربية والده ، فإذا نشَّأْتَ ابنك على العمل بوقت مبكر ، فهكذا ينشأ .

. على الصلاة في المسجد ، على صلاة الفجر ، وإذا وجد إهمالاً يدفع الإنسان الثمن باهظاً .

~الإنسان مادام قلبه ينبض فهو قادر على تصحيح كل تقصير في حياته..

لا تنسوا أنَّ أخطر موضوع في حياة الإنسان هو : تربية الأولاد ، وأنَّ المنهج الدينيّ وأنّ القرآن والسُّنة فيه من التوجيهات الدقيقة ما يعجب لها الإنسان ،


هل في ديننا هذه الدرجة من التوجيهات ؟! نعم ، وإن شاء الله سأستعرضها كلَّها في هذه الدروس ، قد نبقى مع هذا الموضوع عدَّة دروس ، أو قد يكون عدَّة أشهر مع هذا الموضوع ، وهو يهمُّ كلّ أب وكلّ شاب على أبواب الزواج حتى يربي أولاده ، وإذا حضر معنا طفلٌ صغير فيرى نعمة ربَّه ، يرى هل يا ترى يتربى تربية صحيحة ، حتى يربِّي أولاده في الكبر تربية صحيحة ؟


على كلٍ أرجو أن تكون هذه الدروس منطلقاً لنا جميعاً لتربية أولادنا ، وإن وجد إنسان مقصِّر سابقاً فمن الآن نحن نبدأ ، وإن وُجِد تقصيرٌ من الآن يصحَّح ما دام القلب ينبض ، فما دمنا أحياء فنحن في فسحةٍ.
والحمد لله رب العالمين.


http://nabulsi2.com/sound/07tarbia/3awlad/Awl01-10/Awlad02.MP3


,,/إلى هنا انتهت الدوره الاولى,.



انا مثلكم لم يتسنى لي القراءه وسأبدأ معكم ..
ولاتستعجلوا هي الان دوره ايمانيه وهناك المزيد من الدورات..
اعتبروها دورة لتغيير ذاتك اولا ومن ثم ابناءك..لكن بالمجان ..ولا نذهب للاخرى الا وقد استفدنا من التربية الايمانيه ..نحن امهات لجيل المستقبل..تتقطع قلوبنا وابناءنا يتيهون امام اعيننا ..المخدرات وانتشرت والفاحشة وانتشرت ..ليست سلبيه مادمت سأغير وسأصلح ولن تتكلن على انفسكن توكلن على الحي القيوم نحن نقوم بالاسباب..ولاتنسين الدعاء ..(هنا 3 دورات فقط)
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
..




(التربية الخلقيه)..(ظاهرة الكذب)

تعليقي: (صفة الصدق ماأن يتصف بها ولدك فلاخوف عليه وثقي به بإذن الله ..
لذلك كانت اول صفه تعالج هي الكذب)
.

(بسم الله الرحمن الرحيم)

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

..

..الإيمان حسن الخلق~



أيها الأخوة الكرام مع الدرس الثالث من دروس تربية الأولاد في الإسلام ، في الدرس الماضي تحدَّثنا عن التربية الإيمانيَّة ، وكيف أنَّ الأبَ المسلم عليه أن ينشئ أولاده تنشئة إيمانيَّة وذكرت لكم قصصاً ونصوصاً من الكتاب والسنَّة ، تؤكِّد هذا التكليف للآباء ، وبيَّنتُ أيضاً أن الأُبوَّة مسؤوليَّةٌ كبيرة ، وهاأنذا اليوم أنتقل إلى موضوع التربيَّة الخلُقيَّة .

أيُّها الأخوة الكرام .. الإيمان كما قال عليه الصلاة والسلام :
(( الإيمان حسنُ الخلُق ))

..

لمجرَّد أن تلغيَ الأخلاق من الدين لم يبقَ من الدين شيء ، فالإيمان حسن الخلق ، وهناك أحاديث كثيرة جداً وصحيحة وقد أجمع عليها علماء الأحاديث ، بل إنَّ أكثرها مما اتَّفق عليه الشيخان ، هذه الأحاديث تؤكِّد أنَّ حسن الخلق هو أعظم ما في الإيمان ، وأعظم ما في الإسلام ، وأنَّه إذا ذهب ذهب كلُّ شيء .


..كل أب مسلم عليه أن يغرس في نفس ابنه مجموعة قيم أخلاقية ..

الحقيقة فضلاً عن أنَّ الأَب المسلم يربّي ابنه كما قلت في الدرس الماضي على الإيمان بالله والإيمان برسوله وكتبه وباليوم الآخر ، وعلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان ، ويربِّي ابنه على حبِّ نبيِّه وعلى تلاوة القرآن ، فضلاً عن كلِّ ذلك ، هناك مجموعة قِيَم خلقيَّة لا بدَّ من أن ينتبه الأبُ إلى غرسها في نفس ابنه ، لذلك أروي لكم هذه القصَّة ولعلَّها مفيدةٌ جداً :


قال سهل بن عبد الله التُستُريّ : كنت ابن ثلاث سنين أقوم بالليل ، فأنظُر إلى صلاة خالي محمد بن سِوار ، فقال لي يوماً : ألا تذكر الله الذي خلقك ، قلت : كيف أذكره ؟ قال قل بقلبك عند تقلُّبك في فراشك ثلاث مرَّاتٍ من غير أن تحرِّك به لسانك : الله معي ، الله ناظرٌ إلي ، الله شاهدي . فقلت ذلك ليالَي ثمَّ أعلْمته ، فقال : قل في كلِّ ليلة سبعَ مرَّات . فقلت ذلك ثمَّ أعلْمته ، فقال : قل ذلك في كلّ ليلة إحدى عشرة مرَّة ، فقلته.. ففي الليلة الثالثة قال : وقع في قلبي حلاوة الذكر،
وقع في قلبي حلاوته فلمَّا كان بعد سنة قال لي خالي : احفظ ما علَّمتك ودُم عليه إلى أن تدخل القبر فإنَّه ينفعك في الدنيا والآخرة .

قال : فلم أزل على ذلك سنين فوجدّت لذلك حلاوة في سرِّي ، ثمَّ قال لي خالي يوماً : يا سهل ، من كان الله معه ، ومن كان الله ناظراً إليه ، ومن كان الله شاهده أيعصيه ؟! إيَّاك والمعصية .


وبهذا التوجيه السديد والترويض المستمر ، والتربية الإيمانيَّة الحقَّة ، أصبح سهل رحمه الله من كبار العارفين ، ومن رجال الله الصالحين ، بفضل خاله الَّذي أدَّبه وعلَّمه وربَّاه .

..

الحياة لا تصلح إلا بالإيمان :

كثيراً ما نشاهد أشخاصاً متدينين صالحين جدَّاً يقول لك أحدهم : الفضل لعمِّي ، الفضل لخالي ، الفضل لوالدي ، الفضل لعمَّتي ، الفضل لوالدتي ، شيء لا يقدَّر بثمن أن يلهمك الله تربية طفل صغير ، ابناً كان أو غير ابن .

. فهذا أصبح من كبار العارفين بهذا التوجيه اللطيف : الله معي ، الله ناظر إلي ، الله شاهدي.
اكتفى منه أولَ الأمر أن يقولها وهو في الفراش ، ثمَّ رفع العدد إلى أن أصبحت هذه الكلمة كلمة ثابتة في حياة هذا الغلام ، فلمَّا نشأ عليها قال : من كان الله معه ، ومن كان الله ناظراً إليه ، ومن كان الله شاهده أيعصيه ؟! قال : لا .. قال : إيَّاك أن تعصيه .


على كلٍ هناك نقطة مهمة جداً .. أنّ الحياة لا تصلح إلا بالإيمان ، أحياناً الإنسان يشعر أنَّ هناك قيوداً تقيِّده ، أي إذا كان الإيمان قيداً ، والاستقامة قيداً ، أنت قيِّدت بهذا القيد لكنَّ الله عزَّ وجلَّ من أجلك قيَّد لك مليار إنسان ،

ما هو السِّر أنَّك إذا تعاملت مع مؤمن فأنت مرتاح لا تخاف ؟ لا تخاف أن يغشَّك ، أو أن يكذب عليك ، أو أن يخونك ، أو أن يأخذ ما ليس له منك ، هذه الطمأنينة دخلت عليك لأنك مقيَّد ، ولأن الله عزَّ وجلَّ قيَّد مليار إنسان من أجلك ، وحياتنا لا تستقيم إلا بهذه الطريقة ، تتعامل مع الناس جميعاً

، هؤلاء الذين تتعامل معهم إن كانوا مؤمنين فهم مقيَّدون مثلك ، يخافون الله ، لا يأخذون ما ليس لهم ، يخافون أن يكذبوا ، أو أن يغشّوا ، أو أن يحيفوا على أحد ، فكما أنت مقيَّد هم مقيَّدون من أجلك .

..

- سعادة الإنسان في الحياة الدنيا مرتبطة بعلاقته بمن حوله ..

لذلك يقول أحد الأُدباء الغربيِّين : لمَ تشكِكون في الله ، ولولاه لخانتني زوجتي ، ولولاه لسرقني خادمي ، أحد أسباب سعادتك في الحياة الدنيا أنَّ هؤلاء الذين تعيش معهم وترتاح إليهم وتطمئن إلى علاقتك بهم الإيمان قيَّدهم ، و خوْفهم من الله جعلهم يستقيمون في تعاملهم معك ، فأنت قيَّدت نفسك لكنَّ الله عزَّ وجلَّ قيَّد لك كلّ المسلمين ، فهم مقيَّدون من أجلك .

..

لا وجود للأخلاق دون اعتقادات ثلاثة :

1 ـ وجود الله :
يقول بعض الفلاسفة أيضاً : إنَّه لا وجود للأخلاق دون اعتقادات ثلاثة ـ كلمة دقيقة جداً كنت أقولها كثيراً من قبل ـ لا وجود للأخلاق دون اعتقادات ثلاثة :وجود الله .
2 ـ خلود الروح بعد الموت :
وخلود الروح بعد الموت (أي النفوس).
3 ـ الحساب بعد الموت :
والحساب بعد الموت . أي إن الله موجود ، وهناك حياة أبديَّة وفيها سيحاسب الإنسان عن كلِّ ما اقترفت يداه . إذا أيقنت أن الله موجود ، ويعلم ، وسيحاسب ، وهناك حياةٌ بعد الحياة ، لا بدَّ من أن تستقيم على أمره ، ولا بدَّ من أن تكون أخلاقياً .
..

~لا وجود للأخلاق دون إيمانٍ بوجود الخالق و بأبديَّة الحياة و علم الله..

الأخلاق في بعض تعاريفها : هي عملية خوف أولاً (انضباط) بعد حين تنقلب إلى عمليَّة متعة ، عندما يألف الإنسان الأخلاق لا يستطيع أن يحيد عنها . وهذا من عظمة الله عزَّ وجلَّ ، الشيء في أوله صعب ،

لكن بعد حين يصبح جزءاً من كيانك ، فدائماً الصعوبة تكون في أول الأوامر فقط ، في التمرُّس بها ، لكن بعد حين تغدو متعة لك ، المؤمن بعد حين قضيَّة الجهاد انتهت بالنسبة له ، أن يجاهد نفسه وهواها ، أن يبذل جهوداً كبيرة ليغضَّ من بصره ولضبط لسانه فلا ، أصبحت استقامة لسانه وجوارحه جزءاً من كيانه وهذا معنى قول الله عزَّ وجلَّ .

(سورة البقرة)

أنت بالصبر تكفُّ شهوتك عمَّا حرَّم الله ، لكنَّك بالصلاة ترقى إلى مستوى الشرع ، عندئذٍ لو سمح لك أن تفعل ما كان منهياً عنه لا تفعل ، الإنسان أحياناً يمتنع عن المعاصي خوفاً ، ولكن بعد حين يمتنع عنها اشمئزازاً ، وهذه علامة طيِّبة في الإنسان . فهذا الفيلسوف يقول :
لا وجود للأخلاق دون إيمانٍ بوجود الخالق ، وإيمان بأبديَّة الحياة ، وإيمان بعلم الله (أنه يعلم ) ، وبالجزاء الأبديّ .

..

~ رأى علماء النفس أن هناك أربعة نماذج للأشخاص هي ..

1 ـ النموذج العصبي :
أيُّها الأخوة ... أحياناً يتلفَّظ الإنسان بكلمات لها معنى دقيق ، يقول لك : فلان لو لم يكن مؤمناً مع هذا الذكاء وتلك الحيوية لكان مجرماً ، لكنَّ الإيمان سما به فِعلاً ، بعض الأشخاص عندهم مزاج عصبي ، والبعض مزاجهم شهواني ، وأشخاص عندهم مزاج شيطاني ، والبعض عندهم تلبُّد ، هذا بعض آراء علماء النفس بوجود أربعة نماذج : نموذج عصبي ، وآخر شهواني ، ونموذج شيطاني ، والنموذج الرابع خامل مسالم ، فالإنسان دون إيمان يمكن أن يكون من النموذج العصبي وهذا يميل للسيطرة والاستعلاء والقهر


، الإيمان يقيده ، ويسمو به ، مع وجود هذا النموذج أو هذا الميل الجارف للسيطرة والتنكيل بالآخرين والاعتداد بالقوَّة ، ونشوة الظفر .. هذا نموذج وهو دون الإيمان مخيف ، وكلُّكم يرى بأمِّ عينه ماذا يجري في العالم ، فمن علامات قيام الساعة أنَّه موتٌ كعقاص الغنم ، لا يدري القاتل لمَ يُقتل ، ولا يدري المقتول فيمَ قُتل . لم يرتكب جريمة ،

يقولون لك : مئات القتلى ومئات الجرحى ، الجثث في الطرقات بعضها فوق بعض ، فلماذا القتل ؟! هذا نموذج فيه عصاب وبالطبع دون إيمان .


2 ـ النموذج الشهواني :
وهناك نموذج شهواني ينغمس في الشهوات المحرَّمة إلى قمَّة رأسه ، أي يصبح زيراً للنساء، وأشد انحرافاً من الزنى (خمور على نساء على مخدرات على...) والعياذ بالله .


3 ـ النموذج الشيطاني :
وهناك نموذج آخر شيطاني ، أي إذا أوقع الأذى بالناس يشعر بالنشوة ، إيقاع الأذى ، التفريق بين الأحبَّة ، إثارة المشكلات ، إفساد العلاقات ،لا يوجد مكاسب من ورائها ، هذا نموذج شيطاني .


4 ـ النموذج البليد :
وهناك نموذج بليد وجوده كغيبته لا يقدم ولا يؤخِّر، لا يحرِّك ساكناً ، لا أحد يعرفه إذا وجد ولا إذا غاب ، هذا نموذج .
..

~المؤمن الحقيقي هو كل إنسان يؤْثِرُك على نفسه و يهتم بك..
هذه النماذج الأربعة دون إيمان مخيفة الأول ميِّت كحيّ ، والثاني مجرم ، والثالث ينغمس في وحول الشهوات إلى قمَّة رأسه ، والرابع مؤذٍ ، أمَّا الإيمان ـ فيا الله ـ يصبح الإنسان كتلة من الخير ، كتلة عطاء ، المؤمن إن صاحبته تنتفع به ، إن ماشيته تنتفع به ، وإن أصغيت إليه أو عاملته تنتفع به ، إن جاورته تنتفع به ، سيدنا أبو حنيفة له جار مغنٍ ، وقد أوقع به أشدَّ الأذى وكان يغني طوال الليل ولا ينام ويقول :


أضاعوني وأيَّ فتىً أضاعوا ليوم كريهةٍ وطعان خلس وسَداد ثَغرٍ
وقع هذا المغني في قبضة الشرطة ، فذهب سيدنا أبو حنيفة النعمان بذاته إلى المحتسِب ليشفع له ، لأنَّه جار وله حقّ عليه فلمَّا عاد معه إلى البيت

(وقد أكبر المُحتسب وهو مدير للشرطة مجيء أبي حنيفة ودخوله عليه فأطلق سراح كلّ من اعتقل إكراماً له ) وفي الطريق قال له : يا فتى هل أضعناك ؟! تقول طوال الليالي أضاعوني وأيّ فتىً أضاعوا .. هل أضعناك يا فتى

هذا هو المؤمن ، بعيداً عن التعريفات الدقيقة للمؤمن ، المؤمن إنسان محبوب كيفما تعاملتَ معه ، تعامل تجاري ، تعامل سكني ، جوار ، تعامل في السفر ، أصغيت له ، حدَّثته .. إن حدَّثته يصغ ِلك ، يهتمّ بك ، إن أصغيت له تنتفع بعلمه ، إن ماشيته تربح لأنه يؤْثِرُك على نفسه دائماً هذا هو الإيمان .

..

~الإنسان من دون إيمان يميل إلى السيطرة و الاستعلاء و القهر..

لذلك دون إيمان هناك نماذج موجودة في المجتمع وهذا شيء معروف ، وكل عصر وكل مكان وكل زمان وكل حيّ يوجد شخص غارق في الزنى إلى قمَّة رأسه ، وبالخمور وبالمخدرات ، وبالانحراف الجنسي ،

وهناك شخص هدفه الأوَّل السيطرة والاستعلاء والقهر وإخضاع الناس له هذه شهوته ، وشخص آخر هدفه الإيقاع بين الناس أي إيقاع الشقاق والعداوة بين الناس ، ينقل كلاماً من جهة لجهة ، دائماً يتشفَّى بإفساد ذات البين ، وشخص بليد لا يقدِّم ولا يؤخِّر
..

..الدين خلق و عطاء و تسامح و ذوق~

أمَّا عندما تدخل إلى عالم الإيمان فهذه النماذج غير موجودة ، هناك نموذج موحَّد ، إنسان عقله نامٍ وإدراكه عميق وشعوره دقيق ونفسه عامرة بالإيمان ، وسلوكه منضبط بالإسلام ، أساس حياته العطاء ، والدعوةُ إلى الله عزَّ وجلَّ ، بنى حياته على العمل الصالح .. هذا الإيمان.

إخواننا الكرام ... لمجرَّد أن تُلغي الأخلاق من الدين ألغيتَ الدين كلُّه ، الدين كلُّه خلق ، الدين كلُّه فهم وذوق وعطاء وتسامح ، هذا الذي تسمعونه من خلافات دينيَّة في العالم وقتل .. هذا ليس من الدين في شيء .

..

..أعظم عطاء يعطيه الإنسان لابنه هو الأدب الحسن~



الآن إلى بعض النصوص التي تؤكِّد التربية الخلُقيَّة ، الدرس الماضي كنَّا بالتربية الإيمانيَّة الآن بالتربيَّة الخلقيَّة :
(( مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ ...... ))
(رواه الترمذي عن أيوب بن موسى)

العوام يقولون : المُرَبَّى غالي .. الطفل المربى عنده حياء ، كلماته كلُّها مضبوطة ، الإنسان لو مشى في أحد الأزقَّة وسمع كلام الأطفال غير المهذبين .. والله يتكلمون بكلامٍ الحائطُ يخجَل منه ، الحجر يخجل وليس الأشخاص ، إذا مرت بالطريق امرأة مثلاً أو معها بناتها ،

أو شاب مهذَّب يسمعون كلاماً الإنسان يستحي أن يتذكَّره ، لذلك أعظم عطاء تعطيه لابنك الأدب الحسن ، الطفل الأديب لا يقدَّر بثمن ، ولكنَّه محصِّلة جهود جبَّارة بذلها أبوه في تربيَّته ، محصلة ملاحظة ومتابعة ومحاسبة مستمرَّة ، محصِّلة اهتمام وعناية .

(( مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ ...... ))
نحل بمعنى أعطى ، إذاً أعظم عطاء تعطيه إلى ابنك أن تؤدبه الأدب الحسن ، لماذا ارتقى النبيُّ إلى سدرة المنتهى ؟ ولماذا كان قمَّة البشر ؟ ، قالت له : ما هذا الأدب !! قال : أدَّبني ربِّي فأحسن تأديبي .
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)


~ موقف سيدنا يوسف من إخوته موقف يَنِمُ عن خلق حسن ..
..

كلكم تعرفون ذلك عن سيدنا يوسف عندما دخل السجن وأُلقي في الجبَّ أيهما أخطر ؟ الجب طبعاً ، فالسجن فيه طعام ، أمَّا الجُبُّ فيه موت، فلمَّا خرج من السجن وأصبح عزيز مصر واستقبل إخوته الذين تآمروا عليه وألقوه في غيابة الجب وذكر فضلَ الله عليه ماذا قال ؟ قال :

( سورة يوسف )

لماذا لم يذكر الجب ، قيل : لئلا يذكِّر إخوته بجريمتهم ، وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن ، لم يذكر الجبُّ أبداً ، والأغربُ من ذلك لم يعزُ الخطيئة إليهم .

. قال : ﴿ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ﴾.. أيإننا لم نفعل شيئاً ولكنَّ الشيطان دخل بيننا ، والأمر ليس كذلك .. فهم ائتمروا عليه ، ﴿ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ﴾ . ما هذا الأدب !! النبيِّ الكريم مرة قال له (وأعتقد أبو سفيان القائل) يا ابن أخي ما أعقلك ، ما أكرمك ، ما أحكمك ، ما أوصلك .

..

..التربية لابدَّ لها من طول نَفَس لأن المعلم أفضل من المعنف ~

ما هذا الكرم وما هذا الأدب وما هذا الوفاء وما هذا البر !! .. قال له : ما أعقلك وما أرحمك وما أحكمك وما أوصلك .
مازلنا مع كلام رسول الله والنبيُّ عليه الصلاة والسلام لا ينطقُ عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى .

ولا تنسَوا قول سيدنا سعد بن أبي وقَّاص : " ثلاثةٌ أنا فيهنَّ رجل وفيما سوى ذلك فأنا واحدٌ من الناس ، واحدة منها : ما سمعتُ حديثاً من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلا علمت أنَّه حقٌ من الله تعالى .

(( أَكْرِمُوا أَوْلاَدَكُمْ، وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ ))

( مسند ابن ماجة : عن الحارث بن النعمان )

كل كلمة حاسبْه عليها ووجهْه إليها .. هكذا خطأ ، هذه حرام ، وهذه يتكلَّم الناس عليك . التربية لابدَّ لها من طول نَفَس ، فالرجل الذي نفسه قصير مشكلته كبيرة لأنه يربِّي بالضرب ، قال عليه الصلاة والسلام :

(( علِّموا ولا تُعنِّفوا فإنَّ المعلِّمُ خيرٌ من المعنِفَ ))

( الجامع الصغير : عن " أبي هريرة " )

النتائج الإيجابيَّة الطيِّبة التي يجنيها المعلِّم أروَع بكثير من التي يجنيها المعنِّف ، هذا الذي يستخدم الضرب في كلِّ أمر من أمور التربية ، هذا ليسَ معلِّماً بل معنِّفاً ، والمعنِّف لا يحبُّه النبيّ عليه الصلاة والسلام ، لأنه لا يكون الرفق في شيءٍ إلا زانه ، ولا ينزع من شيءٍ إلا شانه.

..

..من حق الولد على والده أن يحسن أدبه و يحسن اختيار اسمه ~

حديث ثالث .. وأخرج عبدُّ الرزَّاق وسعيد بن منصور وغيرهما من حديث عليٍّ رضيَ الله عنه : " علِّموا أولادَكم وأهليكم الخيّرَ وأدِّبوهم " ، الخيّرَ هو : الإيمان والطاعة لله ،
ففي هذا الحديث إشارة إلى التربية الإيمانيَّة والتربية الخلُقيَّة في آنٍ واحد .
(( من حقِّ الولَدِ على الوالدِ أن يُحسِنَ أدبه وأن يُحسِنَ اسمَه ))

(أخرجه البيهقيّ عن ابن عبّاسٍ)

..
ما أسماك أبوك ؟ قال له : زعيتر . ما هذا الاسم ؟! توجد أسماء لطيفةٌ جداً ، أسماء دينيَّة وأسماء أخلاقيَّة ، مثل : كامل ، سعيد ، حسام اسم فيه شجاعة ، فعلى الأب أن يعتني بأسماء أولاده لأنَّ هذا الاسم سيكون متداولاً .. أعرف صديقاً لي اسمه : عدوان ، وآخر اسمه : حرب .

(( كُلُّ غُلامٍ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَيُمَاطُ عَنْهُ الأذَى وَيُسَمَّى ))

( مسند أحمد عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ )

(( الغلامُ يُعَقُّ (أي تذبح له العقيقة) في اليوم السابع ، ويُسمَّى ، ويُماط عنه الأذى ، فإذا بلغ ستَّ سنين أُدِّب ، وإذا بلغ تسعَ سنين عُزل عن فِراشه ، فإذا بلغ ثلاثَ عشَرَة سنة ضُرِبَ على الصلاة والصوم ، فإذا بلَغَ ستَّ عشرة زوَّجه أبوه ، ثمَّ أَخذَ بيده وقال : قد أَدَّبتُكَ وعلَّمتُك وأنكحتُك أعوذ بالله من فتنتِكَ في الدنيا وعذابك في الآخرة ))

(رواه ابن حِبَّان عن أنسٍ)

هذا توجيه النبيِّ في السنة السادسة يؤدَّب أي إن الطفل إذا دخلَ التعليم الابتدائي يحاسب على كل كلمة ، وعلى كل هفوة ، وعلى كل نظرة ، يحاسب على شيء ليس مِلكه في حوزته ، يحاسب عن كلِّ انحراف .

..
~ أخطر نقاط في تربيّة الأولاد الخلُقيَّة أربع صفات..

إخواننا الكرام ... أخطر نقاط في تربيّة الأولاد الخلُقيَّة أربع صفات : ظاهرة الكذب ، وظاهرة السرِقة ، وظاهرة السباب والشتائم ، وظاهرة الميوعة والانحلال . فهذه هي الأمراض الأربعة الفتَّاكة بالشباب وبالصِغار .

1 ـ ظاهرة الكذب.
نبدأ أولاً بظاهرة الكذب وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلَّم :
(( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا أؤتمن خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ....))
(رواه البخاري ومسلم عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو)

يعنينا من هذا الحديث : إذا حدَّثَ كذَب .. لي قريب ربَّى ابنه على الصدق بجهود جبَّارة ، ويسكن في بلد غير بلد والدته ، فلما جاء ليزور والدته ومعه أولاده ، فالجَدة قالت للصغير : اسكت مساء سنخرج معاً ، فسكت .. وفي المساء انتظر وقد لبس ثيابه فلم يجد أي تحرُّك من الجدَّة فقال لها : أنتِ كاذبة .

..الكذَّاب لا ينظُر الله إليه ولا يكلِّمه وله عذابٌ أليم ~

والله أنا أرى أنَّ من أخطر المضاعفات الناشئة في نفس الطفل إذا وعدْته وأخلفت ، إذا وعدْته فلابدَّ من أن تنجز وعدك ، لأنَّك إذا أخلفت وعدك علَّمته الكذب عمليّاً .. درس عمليّ في الكذب لا يُنسى قد لقّنته له ، بالطبع لن يقول لك كذَّاب بل سيسكت ، عرفك أنّك كاذب ، فلا يهم الكلام ولكنّ المهم الحقيقة .


(( ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ شَيْخٌ زَانٍ وَمَلِكٌ كَذَّابٌ وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ ))

( صحيح مسلم عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ)


الكذَّاب لا ينظُر الله إليه ولا يكلِّمه وله عذابٌ أليم .
(( عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا .... ))

(رواه الشيخان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ)

أي إنّ هذا الإنسان إن رأينا حالة صحيفته نجد مكتوباً فيها : كذّاب ، له صحيفة ( إضبارة) عند الله عزَّ وجلَّ مكتوب فيها كذّاب .

..

~ الصدقُ أمانة والكذب خيانة ..

أيُّها الأخوة الكرام ... الكذب خيانة ، يقولُ عليه الصلاة والسلام :
(( كَبُرت خيانةً أن تُحدِّث أخاك بحديث هو لك به مصدِّق وأنت له به كاذب ))
( الجامع الصغير : عن سفيان بن أسيد )

الكاذب يشعر أَنَّهُ يخون ، قال لك : انصحني . وعندك قطعة قماش فاسدة لونها سيئ فقلت له : هذه أحسن شيء . والمشتري صدَّقك ، هو لك مصدَّق لأنه طلب منك أن تنصحه وأنت له به كاذب ، فقد خُنتَه .. فالنبيّ سمَّى الكذب خيانة وقال : الصدقُ أمانة والكذب خيانة.

الآن عليه الصلاة والسلام من وسائله في تربيَّة الأطفال على الصدق :
(( قَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا فَقَالَتْ هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ قَالَتْ أُعْطِيهِ تَمْرًا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ ))

( سنن أبي داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ )

لذلك رضيَ الله عن علماء الحديث هذا الذي جاءَ من المدينة المنوَّرة إلى البصّرة ليتلقَّى حديثاً عن أحد الرواة ، هذا الرّاوي كذَب على فرسه لا على طفلٍ صغير ، فقد رفع ثوبه موهماً فرسه أنَّ به شعيراً كي تُقبِلَ عليه ، فتقدَّم فإذا بالثوب لا شعير فيه ، فرجع من توِّهِ

.. ليس ما بين ساحة المرجة وحيّ المهاجرين ، جاء من المدينة المنورة إلى البصرة ليتلقى حديثاً عن أحد الرواة ، لم يكن الطيران موجوداً ، فلمَّا رآه يكذب على فرسه اتهمه بالكذب ولم يسأله شيئاً ، فالنبيّ عليه الصلاة والسلام لمّا رأى هذه المرأة تقول لغلامها الصغير : تعال أُعطكَ . قال : ماذا أردّتِ أن تعطيه ؟ قالت : أُعطيه تمراً . فقال عليه الصلاة والسلام : أما إنَّك لو لم تعطه شيئاً كُتبت عليكِ كذبة .

..
..الإنسان الصادق لا يقدر بثمن~

قصةٌ بعضكم يعرفها .. أنَّ العالم الربَّاني الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله يروي قصَّةً طريفةً عن الصِّدق قال : بنيتُ أمري من حينُ ما نشأتُّ على الصدق ، وذلك أَنّي خرجت من مكَّةَ إلى بغداد أطلُبُ العلمُ ، أعطتني أُمّي أَربعين ديناراً أستعينُ بها على النفقة ، وعاهدتني على الصدق

، فلمّا وصلنا إلى أرضِ همدان خرجَ علينا جماعةٌ من اللصوص (قطّاع الطريق) ، فأَخذوا القافِلة فمرَّ واحدٌ منهم وقال لي : ما معك ؟ قلتُ : أربعون ديناراً . فظنَّ أني أَهزأُ بهِ فترَكني ، فرآني رجُلٌ آخر قال : ما معك ؟ فقُلت له أَربعونَ ديناراً . فأَخذني إلى كبيرهم (كبير اللصوص) فصاحَ
.. فسألني فأَخبرته . قالَ : يا غلام ما حملَكَ على الصدق ؟ قُلتُ عاهدْتُ أُمّي على الصدق فأَخافُ أن أخون عهدها ، فأخذت الخشيَةَ رئيس اللصوص ، فصاح ومزَّق ثيابه وقال : أنت تخافُ أن تخونَ عهدَ أُمِّك وأنا لا أَخافَ أن أَخونَ عهد الله


، ثمَّ أمَر بردِّ ما أخذوه من القافلةِ كلِّها وقال : أنا تائبٌ لله على يدِكَ يا غُلام . هذا الغلام أصبح الشيخَ العارفَ بالله الجليل عبد القادر الجيلاني ، فقالَ من مع كبير اللصوص : أنتَ كبيرُنا في قطعِ الطريق وأنتَ اليوم كبيرُنا في التَوْبَة ، فتابوا جميعاً على يدي رئيسهم قاطع الطريق .

..

..الصدق مع الناس ينقُلُك إلى الصدق مع نفسك ثم مع الله~

أحياناً بموقف أخلاقي لا يعلم إلا الله ما نتائجه ، عصابة من اللصوص وقطّاع طريق تسلُب أموال المسافرين ، تعجَبُ من طفل صادق الحديث ، أمّا الآن فقد اختلف الوضع ، فتابوا جميعاً ببركة الصدق ، مما ينفع في هذه المناسبة أنَّه إذا لاحظ الأب أنَّ ابنه يكذب يجب أن يتابع الأمر ولا يتساهل


، أحياناً الأب يحسن الظَّن ويتساهل ، فقد حضر للبيت وهو متعب وسمع ابنه يروي قصَّةً كاذبة ويتركه ، لكن حينما يحمل الأب ابنه على الصدق ويتعب بالتحقيق والتدقيق والنصيحة والمتابعة لعلَّه بعد حين يقطِفُ ثماراً يانعة .

الإنسان الصادق لا يقدَّر بثمن ، فشيء عظيم أن تكون صادقاً ، فالصدق مع الناس ينقُلُك إلى الصدق مع نفسك ، ثمَّ تنتقِلُ إلى الصدقُ مع الله ، يوجد صدق مع الله ، وأحياناً يكون الإنسان صادقاً مع نفسه فلا يحاول أن يوهم نفسه أوهاماً غير صحيحة ، يبدأُ صدقُه مع الناس ، ثمَّ مع نفسه ، ثمَّ مع الله .

..

..الإنسان يشقى بشقاء أولاده ويسعدُ بانضباطهم~

إن شاء الله في درس قادم نتابع ظاهرة السرقة ، وظاهرة الميوعة والسباب والشتائم ، هذه مما يعانيه المجتمع المسلم ، فيكفي أن تمشي في طريق وتسمع السباب المنحطَّ ، والشتائم ، والميوعة ، والخلاعة ، والتشبُّه بالفتيات ، وإن وجد طريق فيه من الجنسين اسمع ماذا يقول طرفٌ لطرفٍ آخر


.. هؤلاء أولاد مسلمون كلُّهم ، فبلادنا إسلاميَّة والحمد لله ، هذه تربية ؟ لذلك المؤمن يتميَّز بتربية أولاده ، انتبه ، حاسب ، دقِّق ، اجلس معهم وإلا كما قلت لكم دائماً : الإنسان يشقى بشقاء أولاده ويسعدُ بانضباطهم ، فالمتزوِّج الذي رُزق بأولاد يبدأُ من الآن ، ومن لم يتزوَّج فليصممُ على أنه إذا أنجبَ أولاداً فسوف يربيهم هكذا ، والله سبحانه وتعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .
والحمد لله رب العالمين

http://nabulsi2.com/sound/07tarbia/3awlad/Awl01-10/Awlad03.MP3

- انتهت الدوره الثانيه..
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
..الدوره الثالثه.].







( التربية الخلقيّة )
(ظاهرة السرقة - ظاهرة السباب والشتائم - ظاهرة الميوعة والانحلال)


(بسم الله الرحمن الرحيم)

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا أتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .





..القسوة البالغة من الآباء تحمل الأبناء على الكذب~

أيُّها الأخوة الكرام : مع الدرس الرابع من دروس تربية الأولاد في الإسلام ، وقد كنَّا في الدرس الماضي في موضوع التربية الخُلقيَّة ، وقد ذكرت لكم أنَّ من المفاسد الخطيرة التي تصيب أولاد المسلمين .. ظاهرة الكذب وقد تحدَّثنا عنها ، والآن نتحدَّث عن ظاهرة السرقة

، لكن أودُّ أن أذكر عنها شيئاً دقيقاً هو أنَّ الأب القاسي على أولاده يدفعُهم إلى الكذب ، فحينما يكون العقابُ أليماً يلجأُ الطفلُ إلى الكذب لينجوَ من العقاب بحكمِ الدفاعِ عن نفسه ، أمّا إذا كان الأب متفهماً لابنه فإنه يُشعِرَهُ أنَّ الصدقَ منجاة ، وأنَّه إذا أخطأ ينبغي أن يذكر خطأه ، وأنَّ الأبَ لا يملك إلا أن ينصحهُ ويبيِّن له .


إن القسوة البالغة من الآباء كثيراً ما تحمل الأبناء على الكذب ، لينجوَ الطفلُ من عقاب الأب ، هو لا ينوي أن يكذب ولكن يريد أن ينجوَ من العقاب الأليم ، ولذلك فإن أحد أسباب الكذب قسوة الآباء في معاملة أولادهم المذنبين ، وأُذكِّركم دائماً بالحديث الشريف :
((علِّموا ولا تعنِّفوا )) .
( الجامع الصغير : عن " أبي هريرة " )





~ ظاهرة الكذب أحياناً تعود إلى المربي ..

رُبَّما كان التعنيف أسهل ولكنَّ التعليم يحتاج إلى نفسٍ طويل .. ويحتاج إلى بيان ، وإلى حنان ، و إلى صبر وتروِّ ، و إلى تأنٍِّ ، والثمارُ اليانعة التي يقطفها المعلِّم لا تُقدَّر بثمن ، أمَّا الثمار التي يقطفها المعنِّف رُبَّما أَدَّت إلى الكذب، وإلى تركِ المنزل ، وإلى الخوفِ من الأب ، وإلى أن يصبح وجود الأب في البيت مكروهاً ، وإذا خرج الأب من بيته تنفَّس أولاده الصُعداء فإذا عاد صارجوُّ البيت عبوساً قمطريراً ، فأنت لا تنجح كأبٍ إلا إذا كان دخولك إلى البيت عيداً لهم ، وعُرساً ، وإلا إذا كان غيابك مأساة ، وهذا هو الأب الناجح .


والإنسان حينما يرعى أولاده وأهلهُ ، أقول لكم دائماً هذا الكلام : الغيرُ أنت له وغيرُك له ، لكنَّ أولادك من لهم ومن يرعاهم ، ومن يعلِّمهم ، ومن يحرِصُ على مستقبلهم غيرُك ؟ أنت أبوهم .. بحكم أبوَّتك وحكم المسؤوليَّة التي أُنيطت بك ، فلذلك ظاهرة الكذب أحياناً تعود إلى المربي توجد عندنا قاعدة في التربية ربَّما نفعتنا هنا

: يجب أن يوقن المعلِّم أنَّ أكثر المشكلات التي يعاني منها في تربية تلاميذه تعودُ إليه ، فلو كان ليِّناً صار الصف فوضى وإذا صار فوضى اشتدَّ اضطراب المدرِّس وكان عنيفاً جداً معهم ، لينهُ سبَّب الفوضى ، والفوضى سبَّبت له هذه الشدَّة النفسيَّة ، وهذه سببت له القسوة البالغة في معاملته ، فلذلك ترى المعلِّم الناجح لا يعزوها إليهم ، بل يعزو أخطاء تلاميذه إليه .





..بطولة الإنسان أن يجمع بين الرغبة و الرهبة معاً أثناء التربية~

الأب الناجح كُلَّما رأى من ابنه انحِرافاً أو تقصيراً أو خُروجاً لا ينبغي له أن يقول :
يا أخي جيل صعب .

. لا تقل ذلك ، بل اتَّهم نفسك واتَّهم أسلوبك في التربية ، واتَّهم تقصيرك مع أبنائك قبل أن تتهم الأبناء هذا هو الأصل ، أي إنَّ أخطاءَ الأولاد تُعزى إلى إهمال الآباء ، أو إلى لينِهم الشديد ، أو إلى قسوتهم البالِغة ،( لا تكُن ليِّناً فتعصر ولا قاسياً فتُكسر)

فليس من الصعوبة أن تكون قاسياً ، ولا أن تكون ليِّناً فكلاهما سهل ، ولكنَّ الصعوبة البالغة أن يحارَ ابنُك فيك ، لين يشفُّ عن رحمة وقسوة تشِفُّ عن حزم،
وهكذا علَّمنا الله عزَّ وجلَّ .. والأنبياء الكرام يعبدون الله رغباً ورهباً ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك ، وربنا عزَّ وجلَّ يعاملك معاملةً ترى أنَّه رحيم رحيم ، فإذا توسَّعت في الرَّحمة وتجاوزتَ الحدود رأيت قسوةً لا حدود لها ، ربُّنا عزَّ وجلَّ يؤدِّبك ،


لا يريدك أن تكون منبسطاً إلى درجة التجاوز ، ولا منقبضاً إلى درجة اليأس ، بل يُريدُك أن تكون راغِباً وراهِباً ، راجياً وخائِفاً. وهذا هو الأكمل
(لا تكن ليِّناً فتعصر ولا قاسياً فتكسر )


هذا الكلام موجَّه للأبِّ ، وللمعلِّم ، ولمدير الدائرة ، ولمدير الثانويَّة ، ولأيِّ منصب قيادي ، من السهل أن تكون عنيفاً ، ومن السهل أن تكون ليِّنا ، ولكنَّ البطولة أن تجمع بينهما ، وأن يحارَ فيكَ مرؤوسوك ، أي ليِّن وقاسٍ .. حازم ورحيم .





..ظاهرة السرقة و صحبة قرناء السوء شيء خطير جداً في المجتمع~

والآن ننتقل إلى ظاهرة السرقة .. من قبل سنتين أو ثلاث لزم المسجِد شاب قد أقبل على الدين إقبالاً عجيباً ، والله حين أُحدِّثه كنت أرى الدموع تنهمر على خدِّه
، وحينما كان يجلس في الدرس أشعر أنَّه يتلقَّف العلم بشغفٍ عجيب ، ثمَّ فجأةً غاب عن الأبصار ، سألتُ عنه .. فقيل لي : إنه في السجن . قلتُّ : لم ؟! قيل : قبل أن يتوب إلى الله كان له رفقاء منحرفون ، أو بالأصح كانوا عصابة سرقة ، فمرَّة كان معهم فكلَّفوه أن يقف في هذا المكان ليرقُبَ شيئاً ما ،

وصعدوا إلى البيت إلى الطابق الثالث ، وسرقوا بيتاً ، وأُحيلوا إلى محكمةٍ ميدانيَّة فأقرّوا عن زميلهم الذي وقف على الطريق يراقب لهم شيئاً ما ، فكان نصيبه ثماني سنوات سجن ، والآن هو في السِّجن .
وصحبة قرناء السوء شيء خطير جداً ،

لا شيء يشغل الآباء كأن ترى من هو صديق ابنك ؟ ولا يوجد عمل أعظم من هذا العمل ، فلا شيء تسعد به في الدنيا سوى أن تربِّي ابنك ، فمثلاً إن وجدَّت مع ابنك ممحاة جديدة فاسأله من أين ؟ هذا اليوم لم يأخذ منك مصروفاً ، فمن أين أحضرتها يا بنيّ ؟ أغلب الظَّن أن رفيقه أعطاه إياها ، وأنت قبلت هذا الكلام .. لا هذا كلام غير صحيح ،

ولو كلَّفك أن تذهب إلى المدرسة وتطلب إحضار رفيقه وتسأله مرَّة واحدة فيتعلَّم الابن أنَّه قبل أن يكذب يعدَّ للألف ، ودائماً الآباء يجدون مع أبنائهم إمَّا مالاً أو حاجات أو أقلاماً أو دفاتر، فيوجد آباء لا يسألون أبداً ولا يهتمُّون ، فيطرح الأب سؤالاً فيتلقى جواباً تقليدياً .. وجدها في الطريق ، أو رفيقه أعطاه إياها ، فأين أنت سائر ، هذا قبول ساذج ، فيجب أن تحقّق .



..الأمانة و الصدق و العفاف أشياء لا تُجزأ ~

يقولون عن إنسان بدأ حياته سارقاً ، ثمَّ تلبَّس بجريمة قتل ، وأذكر قصَّة تقليديَّة صيغت في خمسين بيتاً من الشعر ، فيوم أن حكم على هذا السارق القاتل بالقتل وجيء به إلى المشنقة ، والمألوف فيمن سيشنق أن يسأل : هل لك من طلب ؟ فقال : نعم أُريدُ أن أرى أُمِّي . وهو طلب معقول ، فتوقَّف تنفيذ حكم الإعدام وجيء بأُمِّه ، وهكذا تُروى القصَّة وهكذا صيغت شعراً يقول لها:


يا أمِّي مُدّي لسانك كي أُقبِّله ، فلمَّا مدَّت لسانها قطعه ، وقال : لو لم يكن هذا اللسانُ مشجعاً لي في الجرائم ما فقدّتُ حياتي . هذا الرجل سرق بيضة في صغره من بيت الجيران ، فالأمُّ حينما رأته أتى ببيضة أكبرت عمله وفرحت لأنه أصبح رجلاً فقد أحضر معه بيضة ، وهذه البيضة جرَّت إلى دجاجة ، ثمَّ إلى حاجات ، ثمَّ أصبح محترفاً للسرقة ، ثمَّ تلبَّس بجريمة قتل ، فحكم عليه بالإعدام ، فقال لأُمِّه :

لو لم يكن هذا اللسان مشجِّعاً لي في الجرائم ما فقدتُ حياتي






والآن أقول لكم : الأب الذي يغضُّ النظر عن غرضٍ أو حاجةٍ عند ابنه .. يجب أن يسأله : من أين جئت بها ؟ فيجيب : اشتريتها . فتسأله : من أعطاك المال ؟ .. لأنَّ معظم النار من مستصغر الشرر . ويقولون : أمَّهات الفضائل .. الصدق والأمانة . تذكَّروا قول سيِّدنا جعفر عندما سأله النجاشي ملك الحبشة عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال :


أيُّها الملك كنَّا قوماً أهل جاهليَّة ، نعبدُ الأصنام ، ونأتي الفواحش ، ونسيءُ الجوار ، ويأكل القويُّ منَّا الضعيف ، ونقطعُ الرَّحم . تكلَّم عن الجاهليَّة ، قال : حتَّى بعث الله فينا رجُلاً نعرف أمانته وصدقه وعفافه .

. وهذه أُمَّهات الفضائل ، وبصراحة أقول لكم : من عنده أمانةٌ وصدق

، ولم يكن عنده عفاف ..بالتعبير الشائع (نفسه خضراء) .. لأن غضُّ البصر أمانة ، أيضاً هناك قاعدةٌ في الأخلاق : إن الأخلاق لا تُجزَّأ .. فالأمين على أموال الناس أمينٌ على أعراضهم في الوقت نفسِه ، فالذي يخونُ الناس في أعراضهم ليس بعيداً أن يخونهم في أموالهم ، فالأمانة لا تجزَّأَ .


~ على الأب أن يبين لابنه الخطأ قبل إنزال العقاب به ..
إذاً الشيء الّذي أتمناه أن تراقب .. أحياناً الابن يسرق دون أن يكون سارقاً ، أي توجد عنده رغبةُ تملُّك دون أن يعي ، فقد يزور أقاربه فيجد لعبة تعجبه فيأخُذها ، أو يجد حاجةً فيضعها في جيبه ويذهب ، فلا تعدُّه سارقاً ..لا ، ولكن نبِّهه وقل له : هذه ليست لك . علّمه قبل أن تعاقبه
، وبالمناسبة فكثيرٌ من الآباء يُنزِلون أشدَّ العقاب بأولادهم قبل أن يبيِّنوا لهم أن هذا ممنوع . وعندنا قاعدةً في الدين : لا معصية دون تكليف وهو لم يكلَّف .. ليست هناك معصية فالأب الذي ينهال ضرباً على ابنه لأنَّه رأى معهُ حاجةً ليست له ، فقبل أن يضربه يجب أن يبلِّغه ويقول له : يا بني هذه ليست لك ، وهذه مخالفة للشرع ، والله عزَّ وجلَّ هكذا علَّمنا : أدُّوا الأمانات إلى أهلها ، لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ، ذكِّره بالآيات وبالأحاديث ، وبيِّن له .. ثمَّ حاسبه ، ولا تحاسب قبل أن تبيِّن ، ولا تنزل العقاب قبل أن تشرح ، وقبل أن تبيِّن أمر الله عزَّ وجلَّ .



~ أسباب انتشار ظاهرة السرقة بين الأولاد..
الآباء يستثقلون التحقيق في حاجات يجدونها مع أبنائهم :

إذاً أحد أسباب انتشار ظاهرة السرقة بين الأولاد ، أن الآباء يستثقلون التحقيق في حاجات يجدونها مع أبنائهم ، وقد يسألون فيأتي جوابٌ ساذج ،


أو جواب تقليدي ، إنّه التقطها من الطريق أو أعاره إياها صديقه في المدرسة ، فيقتنع الأب بهذا الجواب ، ولا يتابع التحقيق ، أمَّا الأب الذي يخاف على مستقبل أولاده ، فيتابع التحقيق إلى أن يضع يده على حقيقة ما جرى ، ثمَّ يوجِّه ثمَّ يحاسب .

وسيدنا عمر رضي الله عنه أصدر قانوناً يمنع غشَّ اللبن بالماء ، القصَّة المشهورة : وهي أنَّ الأمَّ التي أرادت أن تخلط اللبن بالماء ليزداد ثمنه ، ورفضت ابنتها ذلك ، قالت أمَّها : إنَّ عمرَ لا يرانا يا بنيَّتي . فقالت ابنتها : إن كان أميرُ المؤمنين لا يرانا ، فربُّ أميرُ المؤمنين يرانا .



~الإنسان يتحرَّك إمَّا بوازع باطني أو برادع خارجيّ..

فأنت عندما تنمِّي الوازع الباطني عند ابنك ، هذا أرقى من أن تنمِّي الوازع الخارجي ، وسأقول لكم نقطةٌ دقيقة : الإنسان يتحرَّك إمَّا بوازع باطني أو برادع خارجيّ . فلو فرضنا من باب المثل المضحك : أن أحدَ الأشخاص يسبح في المسبح ، وأراد أن يتبوَّل لم يحدث شيء ، ولم يشعر به أحد ، الآن يقال إنَّ بعض المسابح أضيفت لمائه مادةٌ تتفاعل مع البول ، فإذا فعلها أحد السابحين ، طفت حوله دائرةٌ بنفسجيَّة اللون ، ويوجد حارس معه مكبِّر شديد للضوء ، فيأخذونه ويدخلونه غرفةً خاصَّة على مدخل هذا المسبح ، ومعلق على جدرانها عباراتٌ قاسية جدَّاً بحقِّه .. وضع المادَّة التي تتلون مع البول في المسبح هذا رادع خارجي ، وأُوربَّا كلُّها والغرب كلُّه النظام الدقيق المطبَّق عليهم أساسه الرادع الخارجي .
فلمّا قطعت الكهرباء عنهم ليلةً ، تمَّت في هذه الليلة مئتا ألف سرقة ، السرعة الآن في الطرقات .. يوجد رادار مخفي يكشف السرعة الفائقة ، فاخترعوا جهازاً يشوِّش على الرادار ، فاخترعت الدولة جهازاً يكشف عن أجهزة التشويش ، فالحياة الغربيَّة كلَّها ، والحياة المادِّية كلُّها ، وحياة أهل الإعراض عن الله ، أساسها الرادع الخارجيّ ، ولكنَّ الدين الإسلاميّ إضافةً لوجود الرادع الخارجيّ هناك أساس الالتزام الوازع الباطنيّ ، فالمربِّي الناجح يربي أبناءه على الوازع الباطنيّ قبل أن يربِّيهم على الوازع الخارجيّ .. فالوازع الباطنيّ ، علِّمه الخوف من الله عزَّ وجلَّ ، علِّمه أنَّ الله يراقبه ، وعلِّمه الخشيةَ من الله دون رقيب .




..المؤمن الحقيقي هو المؤمن الذي يخشى الله في سره قبل علانيته~
المثل الشهير الذي تعرِفونه والذي رويته كثيراً ، عندما رأى سيدنا عبد الله بن عمر راعياً ومعه شياه فقال له : بعني هذه الشاة وخذ ثمنها ، يريد أن يمتحنه . قال له : ليست لي . قال له : قل لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب . قال : ليست لي . قال له : خذ ثمنها . قال له : والله إنّي لفي أشدُّ الحاجة إلى ثمنها ، ولو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدَّقني فإنِّي عنده صادقٌ أمين ، ولكن أين الله ؟!
يا إخواننا الكرام هذا الراعي وضع يده على جوهر الدِّين ، عندمَّا تقول لي : أين الله ؟ أَعدُّك فقيهاً وأَعدُّك عالماً ، ومتديناً حقيقياً ، وإن كانت معلوماتك قليلةً جداً ، وطالما أنك قلت : أين الله ؟ فقد وضعت يدك على جوهر الدين ، هذا هو الدين . (ركعتان من ورِع خيرٌ من ألف ركعةٍ من مخلِّط ) إلى أن تراقب الله ، وإلى أن تخشاه في سرِّك قبل علانيتك .
من لم يكن له ورعٌ يصدُّه عن معصية الله إذا خلا ، لم يعبأ الله بشيءٍ من عمله . عوِّد نفسك أن تقول : أين الله ؟ المؤمن يؤَدِّي ما عليه دون قضاء ، ويؤدِّي ما عليه دون إزعاج ، لأنَّه يعرفُ أين الله ، الله مراقب .




..من الظواهر السيئة أيضاً الكلام البذيء والسباب والشتائم ~

توجد عندنا ظاهرةٌ أُخرى سيِّئة جداً .. الكلام البذيء والسباب والشتائم ، فالحقيقة ولو كان الكلام فيه قسوة .. أن أحد أكبر أسباب بذاءة لسان الصغار ، هو أنَّ الأب أحياناً يتكلَّم كلاماً بذيئاً إمَّا في ساعة غضبه الشديد ، أو في ساعة انبساطه ، فالكلمات البذيئة التي يقولها الأب في البيت مازحاً أو جاداً ، غاضباً أو راضياً ، هذه تُحفَر في نفس الأبناء ، فهل من الممكن أن طفلاً يسبُّ الدين ؟ نعم .. إذا سمعها من أبيه ، وهل من الممكن أن طفلاً يتكلَّمَ بأسماء العورات صراحةً ؟ نعم .. إذا سمعها من أبيه . فأوَّل سببٍ رئيس لبذاءة اللسان ولظاهرة السباب والشتائم .. هو الأب نفسه .
(الحمَّى : الحرارة ) ، ما رضيَ النبيّ من ابنته أن تلعن الحمَّى فإذا كان الأب يلعن كلَّ شيء والأمَّ تلعن كلَّ شيء مع كلام مجاوزٍ للحدود ، وهذا الطفل موجود ويسمع ، والطفل يتكلّم بما يسمع .



~أوَّل أسلوب في تربية الأقوال تهذيب اللسان.

إذاً أوَّل أسلوب في تربية الأقوال تهذيب اللسان أن يكون الأبُ والأمُّ على أعلى مستوى من تهذيب اللسان ، هناك كلمات ليست معصية .. مثلاً أين هو وماذا يفعل ؟ أُجيب : والله في الحمام ، هذه كلمة لطيفة ، توجد أسماء أخرى مثلاً : يتوضَّأ أيضاً كلمة لطيفة . ومثلاً ألبسته الداخليَّة تلوثت هذه أحلى من كلمات أُخرى ، وبالمقابل يمكن أن تعوِّد ابنك أن يتكلَّم الكلمات التي يقولُها معظم الناس بأسمائها الصريحة .. فهبط بذلك مستواه .
ولم يتكلَّم كلمة تثير الشهوة ، والقرآن كلُّه آداب وحياء ، الكلمة التي لا أُطيقها أن يقول الإنسان : لا حياء في الدين ويتكلّم أشكالاً وألواناً ، الدين كلُّه حياء ، وهذه الكلمة : لا حياء في الدين بمعنى أنَّك ينبغي أن تسألَ عن حكمٍ فقهيّ . فلو رأى مثلاً ماءً شفافاً على ثيابه الداخليَّة ترى هل يحتاج إلى غسل ؟ نقولُ له : لا هذا ليس منيّاً هذا مذيّ ، فإذا استحى الإنسان أن يسأل إمّا أن يقع بالشك في صلاته ، أو يرهق نفسه بما لم يكلِّفه به الشرع ، فكلَّما رأى هذا السائل يغتسل ، لا ليست له حاجةٌ في الاغتسال بل يجزئه الوضوء ، هذا معنى لا حياء في الدين ، واسأل على انفراد ، بعض الناس يشترون كتاباً فقهيّاً ويضعه في البيّت ، فمهما طرأ عليه من أسئلة يجد الجواب فيه ، وبذلك حُلّت القضيَّة .



~من أسباب الكلام البذيء و السباب و الشتائم ..

1 ـ المربي نفسه :

أوَّل نقطةٍ إذاً : الكلام البذيء ، السباب ، الشتائم ، هبوط مستوى الكلام .. يعودُ في بعض أسبابه إلى المربّي ، إلى الأمِّ والأب .

2 ـ الخلطة الفاسدة بأولاد الأزِقَّة :

وفي أسباب أُخرى يعودُ إلى الخلطة الفاسدة بأولاد الأزِقَّة والله يسمع الإنسان من أولاد الأزقَّة كلاماً شَهِدَ الله أن الحجر يستحي منه ، تجد رجُلاً في الستين من عمره يخجل منه ، طفلٌ صغيرٌ يتكلَّم كلاماً بذيئاً ، فأين أبوه وأين أهله ؟ فالعوام يقولون : المربَّى غالٍ ، أما هذا فلا شأنَ له لا عند الله ولا عندَ الناس .





..شهادةُ المرأة أولادها~

أحياناً يخطر في بالي أن الأب قيمته الحقيقيَّة : أولاده ، والأم قيمتها الحقيقيَّة : أولادها ، فلو كانت معها أعلى شهادة علميَّة ، وأولادها مهملون فهي جاهلة ، ويوجد بالجيل السابق أمَّهات وكلكم تعرفون ذلك ، عندهن حرصٌ على أولادهن ، وعلى تربيتهن وعلى تهذيبهن وعلى تأديبهن مع أنَّهن أُميَّات - عندهن حرصٌ بالغ لا حدود له ، فأقول لكم : شهادةُ المرأة أولادها .



-توجيهات النبيُّ في هذا الموضوع~

1 ـ احترام الطرف الآخر :

سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر ، فالَّذي يحضرني الآن أنَّ معظم الناس إذا حاورَ إنساناً يستخدمَ أساليب التجريح مثل : أنت لا تفهم ، ماذا تفهم عن هذا الموضوع ؟ هذا سباب .. لكنَّ الإنسان الرَّاقي يدير المناقشة عشر ساعات ولا يتكلَّم كلمةً واحدةً فيها جرحٌ للطرف الآخر ، من أين هذا الأدب نقتبسه ؟ من القرآن :

(سورة سبأ)

أعوذ بالله .. النبيُّ يجرم ؟! قال :هذا من تأديب القرآن للنبيّ ،
دائماً احترم الطرف الآخر لا تسألون عمَّا أجرمنا ولا نسأل عما تعملون وقال تعالى :

(سورة سبأ)