omahmad_21
omahmad_21
وعليكم السلام حيات ،،،الحمد لله بخير

أنت كيفك ؟
حيات زوجها
حيات زوجها
الحمدالله طيبه
omahmad_21
omahmad_21
تربية اليتيم .


أ‌. إبراهيم بن صالح الدحيم .




لستُ منزوع العاطفة، ولا مُنْبَتَّ المشاعر حين أنصح لقومي بشيء من الحزم والشدة:

فقَسا ليزدجروا، ومن يكُ حازماً *** فَلْيَقْسُ أحياناً على من يرحم

إن الطبيب وهو يبضع الجرح للمريض لا يمكن أن يوصَم بأنه مجرم يمارس التعذيب. إننا ما لم نعالج قضايانا بشيء من الوضوح والشفافية، ونقف معها على شيء من النصح والمكاشفة؛ فإن مشاكلنا سوف تزداد تعقيداً، وسوف يطفو أثرها على السطح وتفيض منه بعد ذلك، مهما غلَّفناها بغلاف حسنٍ وسترناها عن الأعين. إننا في الحقيقة نعيش مع تربية الأولاد - هذه الأيام - بين يُتْمَيْن: يُتم واقع أفسده التدبير، ويُـتـمٍ صنعته الغفلة وغذَّاه التفريط. ولما رأيت الوضع يزداد تأزماً؛ بريت قلمي، وهززت أناملي، فجرى المداد على الورق يخط بلغة النصح هذا الحديث.
omahmad_21
omahmad_21
أولاً: تربية اليتيم:

لما كان اليتيم ضعيفاً ومَظِنّة للتغرير به والاعتداء عليه من ذوي النفوس الضعيفة والذمم الدنية، دون أن يستطيع أن يدفع عن نفسه شيئاً؛ تولى الله التأكيد على حفظ حقه وماله، ورحمته وإكرامه والعناية به، فقال: {كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} ، وحذّر بأقوى عبارة وأشد خطاب من أكل ماله والاعتداء عليه، فقال: {إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} .


اتقوا الله في ضعاف اليتامى *** وبما يستحل غير الحلالِ
واعلموا أن لليتيم ولياً *** عالماً يهتدي بغير سؤالِ
ثم مال اليتيم لا تأكلوه *** إنَّ مـالَ اليـتـيـم يـرعـاه والــي

وجاء في السنة النبوية الحث على الإحسان إلى اليتيم وكفالته ليكون نوعاً من التعويض عما فقده من رعاية والده له، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «كافل اليتيم - له أو لغيره - أنا وهو كهاتين في الجنة» وأشار مالك بالسبابة والوسطى. وحث - صلى الله عليه وسلم - على المسح على رأس اليتيم وعدَّ ذلك سبباً لرقة القلب؛ فقد شكا رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسوةَ قلبه، فقال: «أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعِمه من طعامك؛ يلِن قلبُك، وتُدرِك حاجتَك».

ولكن هذه العناية من الإسلام باليتيم، وهذا الحث والتأكيد على الإحسان إليه؛ لا يعني أن تنقلب الحال إلى نوع من الإغراق في العاطفة والانجراف وراء رحمة مزعومة، فيقع بسببها إغفال التربية الصحيحة التي يجب أن يقام بها على اليتيم. لقد أرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى المسح على رأس اليتيم كنوع من الرحمة والرأفة والعناية، لا أن يتوجه الجهد كله إلى المسح على بطنه حمايةً له من الجوع، أو يجلل برداءٍ خشية البرد، أو يظلل بكساء وقاية له من حر الشمس: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} .

إن مراد الإسلام من الرحمة والعطف على اليتيم أن يَحِلَّ محلَّ ولد الصلب في النصح له وتوجيهه.
لقد تحولت تربية اليتيم في أحيانٍ كثيرة إلى نوعٍ من الدلال والتغييب التام له عن المسؤولية، مما يجعله يعيش نوع أزمة مع الحياة في مستقبل أمره؛ إذ يبقى ناقص التربية، معدوم التجربة، ضعيف القرار، سطحي التفكير. إننا نخطئ في نظرتنا لليُتم فنتعامل معه على أنه نوع نقصٍ وعيب. لذا؛ فإننا نحاول جاهدين أن نخفيه وأن نقطع كل صلة تذكـر بـه، بل ربما استفاد اليتيم (الألمعي) من لفظة اليتم ورَقَةَ ضـغطٍ واستعطاف لتحقيق مطالبه كيف كانت. بينما لو فهمنا اليُتم على أنه تحمُّل مبكِّر للمسؤولية وأفهمنا اليتيم ذلـك؛ لربما أشعلنا فيه من الرغبة والطموح والرقي شيئاً لا يشعله غيره.
حضرت مرةً رجلاً يعزي أبناء قريب له، فأعجبني من قولـه لهم: إن أباكم لم يمت حين خلّفكم بعده! لقد كنت أحس بنشوة الكلمات ولم تكن قيلت لي؛ فكيف لو كنتُ المخاطَب بها؟!

إنه في بعض الأحيان، قد يكون وجود الأب سبب ركودٍ للابن؛ بسبب الاعتماد الاتكالي عليه، والاكتفاء بترديد مفاخره مع القعود عن محاكاته والسير على طريقته.
إن الـيتم ليـس عيباً ولا نقصاً، وكـيف يكـون عيباً ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عـاش أول حيـاته يتيـماً؟ فقـد توفي أبوه وهـو حِمل فـي بطـن أمه، ثم توفيـت أمه وهو ابن ست سنين. قـال النيسابوري: «قال أهل التحقيق: الحكمة في يُتم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعرف قدر الأيتام فيقوم بأمرهم، وأن يُكْرِم اليتيم المشارك له في الاسم».


قالوا: (اليتيم) فماجَ عطرُ قصيدتي *** وتلفــتت كلماتُـــها تعظـيمَا
وسمعت منها حكمةً أزليةً *** أهدت إليّ كتابَها المرقوما
حسْبُ اليتيمِ سعادةً أن الذي *** نَشَرَ الهدى في الناس عاش يتيمَا!

يكفي اليتيم شرفاً أنه شارك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في وصف اليتيم! والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يصل هذا المفهوم إلى اليتيم فيحس بنشوة المشاركة الكريمة للنبي - صلى الله عليه وسلم -؟ (ولعل في يتمه أسوة للأيتام في كل زمان ومكان؛ ليعرفوا أن اليتم ليس نقمة، وأنه لا يقعد بصاحبه عن بلوغ أسمى المراتب).
إننا لو فهمنا اليُتم على أنه ليس عيباً ولا نقصاً، وأن عدداً من العظماء عاشوا أيتاماً، وأن اليتم ما هو إلا تحمُّلٌ مبكرٌ للمسؤولية؛ فلربما جعلنا من اليتم فرصة قوةٍ وضخٍ تربويٍ، لا فرصة ضعفٍ وانهزامٍ أو ابتزازٍ عاطفيٍ.
omahmad_21
omahmad_21
• أيتام صنعوا التاريخ:

لقد حفِل التاريخ بأناس عاشوا اليتم، ولكنهم ملؤوا الدنيا علماً وجهاداً ودعوةً وعبادةً.
فهذا أبو هريرة - رضي الله عنه - يخبر عن نفسه فيقول: «نشأت يتيماً، وهاجرت مسكيناً، وكنت أجيراً لابنة غزوان بطعام بطني وعُقبة رجلي، أحدو بهم إذا ركِبوا، وأحتطب إذا نزَلوا. فالحمد لله الذي جعل الدين قِواماً، وجعل أبا هريرة إماماً».