omahmad_21
omahmad_21
والزبير بن العوام - رضي الله عنه - (الذي عدله عمر - رضي الله عنه - بألف فارس) كان ناتج تربية أمه صفية - رضي الله عنها - بعد أن مات أبوه وهو صغير. عن عروة ابن الزبير، أن الزبير كان طويلاً تخُط رجلاه الأرض إذا ركب الدابة، أَشْعَر، وكانت أمه صفية تضربه ضرباً شديداً وهو يتيم، فقيل لها: قتلتِه، أهلكتِه! قالت:
إنما أضربه لكي يدبّ *** ويَجُرَّ الجيش ذا الجلب

فماذا كان بعد؟ قال الثوري: هؤلاء الثلاثة أحد نجدة الصحابة: حمزة، وعلي، والزبير. وعن عروة قال: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف: إحداهن في عاتقه؛ إن كنتُ لأدخل إصبعي فيها، ضُرب اثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك. ولا تنسَ أنه اليتيم الذي كانت أمه تضربه!

خلق الله للحروب رجالاً *** ورجالاً لقصعةٍ وثريدِ!
omahmad_21
omahmad_21
الإمام الأوزاعي - رحمه الله - مات والده وهو صغير، فربّته أمـه. نقـل الذهـبي في ترجمته عن العباس بن الوليد قال: ما رأيت أبي يتعجب من شيء تعجُّبَه من الأوزاعي، فكان يقول: سبحانك تفعل ما تشاء! كان الأوزاعي يتيماً فقيراً في حِجر أمه تنقله من بلد إلى بلد، وقد جرى حلمك فيه أن بلَّغته حيث رأيتُه. يا بني! عجزت الملوك أن تؤدب نفسها وأولادها؛ أدب الأوزاعي نفسَه!
omahmad_21
omahmad_21
الإمام الشافعي، - رحمه الله -: قال الحميدي: سمعت الشافعي يقول: كنت يتيماً في حِجر أمي، ولم يكن عندها ما تعطي المعلِّم، وكان المعلم قد رضي مني أن أقوم على الصبيان إذا غاب، وأخفف عنه. فأي شيء كان الشافعي بعد ذلك؟ قال عبد الله ابن الإمام أحمد لأبيه: أي شيء كان الشافعي؛ فإني سمعتك تكثر الدعاء له؟! فقال له: يا بني! كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس؛ فانظر هل لهذين من خَلَف أو عنهما عِوض؟
omahmad_21
omahmad_21
الإمام أحمد، - رحمه الله -: قال المروذي: قال لي أبو سراج ابن خزيمة: كنت مع أبي عبد الله في الكُتَّاب، فكان النساء يبعثن إلى المعلم: ابعث إلينا بابن حنبل ليكتب جواب كتبهم، فكان إذا دخـل إلـيهن لا يـرفع رأسه ينـظر إليهـن. قال أبو سراج: فقال أبي (وذكره)، وجعل يعجب من أدبه وحُسْن طريقته. فقال لنا ذات يوم: أنا أنفق على وُلْدي وأجيئهم بالمؤدبين على أن يتأدبوا، فما أراهم يفلحون، وهذا أحمد بن حنبل غلام يتيم، انظر كيف يخرج! وجعل يعجب.
omahmad_21
omahmad_21
وغير هؤلاء كثير؛ كالقاسم بن محمد، وابن الجوزي، وغيرهم من السلف عاشوا اليتم، لكنهم أناروا الدنيا بالعلم والفهم، ولم يكن اليتم عائقاً لهم عن النهوض، بل ربما كان دافعاً لهم. وإذا أردت أمثلة حاضرةً قريبةً فهي غير قليلة أيـضاً، أمثال: صِدِّيق حسن خان، وعبد الرحمن السعدي، وعبد الله القرعاوي، ومحمد الأمين الشنقيطي، وعبد العزيز ابن باز، - رحمهم الله -.