السيدة ماما

السيدة ماما @alsyd_mama

محررة برونزية

على أبواب الامتحانات (ملف)

الأمومة والطفل

أسرار التفوق الدراسي للأبناء

منى يونس
21/02/2001

يكتسب كتاب "دليل الآباء لتفوق الأبناء" أهمية خاصة؛ لأنه يحتوي على إجابات لعدد لا بأس به من التساؤلات التي تؤرق الوالدين فيما يخص تعليم وتفوق أبنائهم. فالكتاب يؤكد لنا مع كل دراسة أو تجربة ناجحة يسردها أن مفتاح النجاح الدراسي بيد الوالدين، فتفوق الأبناء وتميزهم دراسيًا ليس مستحيلاً إذا أدرك الوالدان أن للنجاح المدرسي "عادات" يمكن اكتسابها بغض النظر عن مستوى المدرسة ومستوى المدرسين.

النجاح.. عادة

في المقدمة يأخذنا الكاتبان: جاك ينج بلود وزوجته مارشا إلى مدارس ما وراء البحار ـ إلى الهند؛ ليقصا علينا تجربة "كيفين" ذلك التلميذ الذي فشل في ترجمة ذكائه إلى نجاح مدرسي، فقد أدرك والداه أن المدارس لا تكافئ سوى أنواع خاصة من الذكاء، مما قد يؤدي إلى الإحباط وتقويض الثقة بالنفس، فعمدا إلى تعليمه كيفية تحديد الأوقات للقيام بواجباته المدرسية، وكيف يصبر ويثابر ويبذل كل طاقة لديه. نجح الوالدان نجاحًا باهرًا، فقد تفوق "كيفين" وحقق في الجامعة أعلى الدرجات، حتى صار مطلوبًا كمهندس ومقاول مبانٍ، حتى قبل تخرجه.

وما قام به والدا "كيفين" يسمى الاستغراق أو المشاركة الإيجابية التي تعتبر بحق مفتاح النجاح، ليس الدراسي فحسب، بل النجاح في الحياة بصورة عامة، ويؤكد لنا الكاتب أنه لا يهم إن كان الوالدان من العاملين أو لا، أو إن كانت مدرسة الابن /الابنة من المدارس الذائعة الصيت أم من المدارس الحكومية المتواضعة، فعن طريق المشاركة الإيجابية، وعن طريق التزام وتكريس الوقت والطاقة عبر فترة طويلة نسبيًّا، سيكسب الابن عادات النجاح المدرسي: المثابرة والعمل الجاد، والتحديد الجيد للأوقات والأولويات، والقدرة على مواجهة المواقف الصعبة دونما ارتباك، وأهم من هذا وذاك: الثقة بالنفس.

الاستغراق الإيجابي

أما الفصل الأول؛ فيشرح فيه الكاتبان حقيقة علمية، توصلت لها الدراسات في الخمس عشرة سنة الماضية: الاستغراق، ومشاركة الوالدين الإيجابية لابنهما لها أكبر التأثير عليه، بخاصة على نجاحه المدرسي، ويسبقان في الأهمية المدرسين ومستوى المدرسة. فالرسالة إذًا واضحة؛ إن كنت ترغب في أن يمضي ابنك بطريقة جيدة في المدرسة فعليك بالاستغراق والمشاركة، بمعنى أن تمنحه الوقت الكافي كل يوم، وعليك العناية والاهتمام بواجباته الدراسية.

من بين تلك الدراسات، دراسة عن عشر عائلات أمريكية سوداء بشيكاغو، من سكان الأحياء الفقيرة متشابهة في معظم النواحي اجتماعيًّا واقتصاديًّا، إلا أن خمسًا من هذه العائلات كان لديها أطفال ضمن أفضل 20% في فصلهم الدراسي، بينما كان أطفال العائلات الخمس الأخرى ضمن أسوأ 20% في الفصل. لقد كان الفرق بين المتفوقين وغير المتفوقين هو ما أداه الوالدان مع أطفالهم، وهو ما لخصه الوالدان في النقاط التالية:

1- التحدث باستمرار مع أطفالهم.

2- التشجيع القوي لمتابعة الأداء الدراسي.

3- إقامة حدود واضحة داخل البيت.

4- خلق بيئة محفزة ومساعدة داخل البيت.

5- متابعة طريق قضاء الأطفال لأوقاتهم وتوجيههم.

وبالتالي، جاءت النتائج؛ لتؤكد أن كافة العائلات مهما كان دخلها أو مستواها التعليمي والمادي والاجتماعي تستطيع أن تتخذ خطوات محددة وواضحة من شأنها أن تساعد الأطفال على التعلم بصورة متميزة.

تعلم المشي.. نموذج يُحتذى

إلا أن السبب الرئيسي لعدم استغراق ومشاركة الوالدين لأبنائهم هو عدم معرفتهما مدى أهمية ذلك لنجاح الطفل في التعليم، فبدلاً من الاستغراق والمشاركة الإيجابية يقوم معظم الآباء بإضاعة الوقت في أعمال لا طائل منها مثل: تعنيف الأطفال، أو أداء الواجب بدلاً منهم، أو الضغط عليهم لكي يحصلوا على الدرجات المرتفعة بأي ثمن، ودفعهم إلى الشعور بالذنب، بل وعقابهم لحصولهم على الدرجات المنخفضة، وهذا أول شيء علينا ألا نقوم به.

ثم ينقلنا الكاتبان إلى الخطوة الثانية؛ ألا وهي "إحياء نموذج مشاركتنا لأطفالنا حينما كانوا يتعلمون المشي". وببساطة في الأسلوب، وبحجة علمية مقنعة للجميع يسأل الكاتبان القارئ: "هل يمكن لك أن تتصور أن تُوقف طفلاً ثم تقول له: امشِ! وعندما يقع تقوم برفعه من على الأرض وتضربه وتقول له: لقد طلبت منك أن تمشي. كلا إنك توقف الطفل إلا أنه يترنح قليلاً في اليوم الأول، فتتملكك الإثارة وتصيح: لقد وقفت لقد وقفت! ثم نقوم بمعانقته وتقبيله أيضًا! وهكذا يومًا بعد يوم، حتى يدرك الصغير أن الأمر يشكل صفقة جيدة، فيبدأ بتحريك رجله أكثر وأكثر، وإن كان يواصل التعثر إلى أن يتمكن من المشي في النهاية".

وبتذكر هذه المواقف، سوف ندرك أن العديد من الأشياء التي يقوم بها الوالدان مفيدة ومؤثرة وصحيحة بمفردات نظرية "التلقين والتعليم".

وعلى ذلك يكون المفهوم الكامل الذي على الوالدين أن يتبنياه هو تشجيع الطفل على القيام بالمجهود بصورة متكررة ومعادة، ويمكن لهذا الأمر أن يتم بطرق متعددة ومتنوعة:

1- أن يُظهر الوالدان الاهتمام والحماس لجهود أطفالهم.

2- إظهار الإثارة والإعجاب تجاه أدنى تقدم يحرزه الطفل.

3- تشجيع كافة الجهود المعادة والمتكررة، وتجاهل كافة المحاولات غير الموفقة أو الفاشلة.

ولو قام الوالدان بتشجيع أطفالهم على هذا النحو، فإنهم بذلك يمارسون عنصرين أساسين، معروفين في علم النفس التربوي:

التدعيم.

التخلص من سلوك ما.

4- التدعيم عن طريق الاهتمام الكامل لكل مجهود يقوم به الطفل، وإبداء الإعجاب عندما يبدي الطفل، ولو أدنى تقدم.

5- التخلص من سلوك ما، وذلك بتجاهل وعدم التعليق على إخفاقات الصغير، والنظر إلى مرات الفشل على أنها خطوات ضرورية من أجل النجاح الحقيقي. إن الآباء، بعدم إبداء اهتمامهم بالفشل، يسمحون بذلك للطفل بألا يعطي لفشله ـ هو الآخرـ أي اهتمام.

ماذا وراء إخفاق الوالدين؟

ولكن لماذا يخفق كثير من الآباء في تحقيق ذلك؟

(1) عدم وضوح أو تحديد الأهداف:

هل هدفنا تحقيق الابن لأعلى الدرجات وتفوقه الدراسي فحسب؟ أم أن هدفنا أبعد من ذلك، وهو بناء شخصية متكاملة، عندها القدرة على مجابهة الحياة، وإثبات ذاتها والتميز في حياتها العامة؟

علينا أن نخفف من اهتمامنا بالنتائج المباشرة للامتحانات، وأن نركز على قيمة "العمل" وليس الدرجات، ونعطي العمل الأولوية الحقيقية. فمجرد أن يصبح العمل الجاد عادةً راسخة لدى أبنائنا، فإن بقية الخصال الطيبة سوف تتحقق تلقائيًّا من كسب المهارة في تلقي العلم إلى زرع الثقة في النفس.

فليس المطلوب التركيز على النتائج أو على الدرجات، بل على "بذل المجهود" والتشجيع والاهتمام بأي مجهود مهما صغر.

(2) الحاجة إلى إعلاء قيمة العمل الجاد بدلاً من الموهبة:

هناك سبب ثانٍ لإخفاق الآباء في مهمتهم هذه، وذلك يكمن في رؤية الآباء لمفهوم الموهبة مقابل العمل الجاد. أظهرت الدراسات أن عددًا لا بأس به من الآباء ما يزالون يرون "الموهبة" والقدرات الشخصية هي المسئولة عن سوء أداء أبنائهم، وما يحتاجه الآباء فعلاً هو إعلاء قيمة العمل الجاد بدلاً من الموهبة. هذه هي النتيجة التي توصل إليها "بنجامين بلوم" حينما اختار 120 شابًا من أكثر الشباب تألقًا والتزامًا، من بينهم: سباحو الأوليمبياد، باحثون ذائعو الصيت، أبطال في التنس، عازفو بيانو، نحاتون حاصلون على أعلى الشهادات وبعض الجوائز.

فبالرغم من أن والديهم قد جاءوا من أوساط اجتماعية واقتصادية مختلفة؛ فإنهم تشابهوا في تقديرهم للعمل الجاد والمثابرة، وتوضيحهم لأولادهم أن المثابرة أهم من الموهبة والمقدرة الشخصية.

التوقعات الإيجابية

ثم يعود بنا الكاتبان مرة أخرى إلى "تجربة تعلم المشي"، فتوقع النجاح (والذي يسميه الكاتب الإيمان بالطفل) من قبل الوالدين، والمعتقدات الإيجابية، والتوقعات والأماني لها أهميتها في مساعدة الطفل على تعلم العمل الجاد، وهذا أحد أهم الأشياء التي على الوالدين التمسك بها؛ فالتوقعات الإيجابية بخصوص الأطفال تقوم بتشكيل الأداء بطريقة قوية وفعالة.

يقول الباحث "ألبرت مصربيان" إن 93% مما نوصله إلى الآخرين، عما نحب أو نكره، لا يكْمُن في الكلمات التي ننطق بها، ولكن في نغمة الصوت وتعبيرات الوجه، فمشاعرنا سرعان ما تصل إلى الطفل حتى دون أن نترجمها إلى كلمات منطوقة، ولكن كيف يمكن تغيير مشاعرنا وصورتنا السلبية إلى مشاعر وتوقعات إيجابية. الأمر سهل: التركيز دائمًا ودومًا بصورة علنية في أثناء حديث الذات بالتركيز على مواطن القوة في الطفل وخصاله الإيجابية. لا بد من أن يتم ذلك عن طريق تمرين جاد للتغيير (حديث النفس أو الذات) بأن يؤكد الوالدان لأنفسهما أن ابنهم طيب، عاطفي، يحبهم ، إيجابي في تعامله مع الآخرين، وأن يُقدِّروا محاولاته لاسترضائهم.

ولكي يكون لهذه الأمور أثرها وفعاليتها؛ ستحتاج إلى ترديدها مرات عديدة؛ ولذا ـ كما ينصحنا الكاتبان ـ عليك بكتابتها وتسجيلها، حتى يمكن لك تذكرها، وعليك بالاحتفاظ بها معك في داخل (جيبيك) أينما ذهبت، وعليك بوضعها في أماكن يمكن لك فيها أن تشاهدها أو تلمحها. قم بقراءتها، ورددها لنفسك. كررها بصوت مرتفع وفي صمت أيضًا، وعندما تردد هذه التوكيدات، رددها مصاحبة للمشاعر بإحساس صادق وكأنك تعنيها فعلاً. عليك ترديدها بأكثر قدر من الإحساس والاقتناع.

إننا جميعًا، كآباء وأمهات، نحتاج إلى توقعات إيجابية وحنان وحب صادق؛ كي ننجح في المشاركة الإيجابية والاستغراق مع أبنائنا، إنه جوهر العلاقة بين الآباء والأبناء.

الباقي في الطريج ان شاء الله
10
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

السيدة ماما
السيدة ماما
أفضل طريقه للمذاكره

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما هي أفضل طريقة للمذاكرة وأنفعها؟ وهل من الأفضل للمذاكرة أن تكون ليل نهار أم نهار ليل، علما بأن المذاكرة في النهار تكون قليلة التركيز، وبالليل يكون الجو هادئا ومن السهل التركيز؟ وجزاكم الله كل الخير.

الجواب
الأخ السائل، قبل أن نتحدث عن أفضل طريقة للمذاكرة علينا أن نحدد أولاً: ما هو الهدف من هذه المذاكرة؟ هل هو الفهم والاستيعاب والخلق والابتكار والإبداع (هذا هو الهدف المثالي) أم هو الحصول على الدرجات (هذا هو للأسف الهدف المهم)؟ خاصة في مرحلة الثانوية العامة؛ لأننا في مجتمعاتنا النامية نعول على أمر الحصول على الدرجات الكثير؛ مما يجعل لهذا الهدف أهمية كبرى.
طريقة الامتحانات في أغلب الأحيان تقيس قوة الحفظ، ولا تركز على الفهم؛ لذا عليك أن تضع هذا الهدف نصب عينيك، وهو أن تحصل على أكبر قدر ممكن من الدرجات، خاصة إن كنت في مرحلة الثانوية العامة، وهناك بعض الوصايا التي نوردها لك:
أولاً: إن الركن الأساسي في قوة المذاكرة هو قوة التركيز والابتعاد عن التشتت، وكلما كان التركيز قويًّا كان الاستيعاب أفضل من ناحية الفهم والحفظ.
وأضرب لك مثلا بما نشاهد من بعض الأفلام والمسلسلات.. ألا ترانا قادرين على سردها لمجرد أننا رأيناها مرة واحدة. أعتقد أن السبب هو أن تركيزنا كان قويًّا ولا يشغله شاغل عند مشاهده هذه الأفلام.
ثانيًا: بما أن المحور الذي تدور عليه كفاءة الاستذكار هو قوة التركيز، فعلينا أن نتعرف على أهم الوسائل التي تزيد قوته، ومن أمثلتها:
1- تهيئة الجو المناسب الذي تقل فيه المشتتات.
2- محاولة إضفاء عنصر التسويق والإمتاع على مناهجنا الدراسية؛ حتى يشعر الإنسان بالمتعة عند الاستذكار، كالاستعانة ببعض البرامج الكمبيوترية أو الألعاب أو المواد الفيلمية أو التطبيقات العملية لهذه المواد.
وأعترف أن هذا في مجتمعاتنا النامية أمر صعب لقصور المناهج الدراسية وامتلائها بالحشو والمعلومات غير المفيدة التي ليست لها تطبيقات تُذكر في الحياة العامة أو العملية؛ مما يجعل الطلاب لا يتذكرونها بعد الانتهاء من دراستها.
3- هناك بعض الأساليب التي تساعد على قوة التركيز، وتختلف حسب طبيعة كل شخص؛ فهناك على سبيل المثال من يذاكر بصوت مرتفع ويرى ذلك أقوى للتركيز، وعلى العكس هناك من يرى الاستذكار بصوت مرتفع مشتتا له ويفضل القراءة الصامتة، وهناك من يفضل الاستذكار بالورقة والقلم وهذه الطريقة ناجحة على مرحلة ما قبل الجامعة، أما في الجامعة فقليلا ما تفيد، وذلك لتمدد المناهج وعدم وجود الوقت الكافي للمذاكرة بهذه الطريقة، ولكن تبقى المذاكرة بهذه الطريقة مهمة على الأقل بذكر العناصر الأساسية والمهمة في الموضوع دون كتابة التفاصيل.
4- من المعلوم أن المذاكرة النهارية أفضل بوجه عام، ولكننا قلنا: إن المحور الذي ندور عليه في عملية الاستذكار هو قوة التركيز؛ فإن كان الليل يحقق ذلك لما فيه من صفاء وسكون وقلة منشطات فلا بأس شريطة أن ننام قدرًا معقولا من الوقت.
5- الاطلاع على الامتحانات السابقة يحدد الطريقة التي تأتي بها الامتحانات، ومن ثم يحدد الطريقة المثلى للمذاكرة، وهناك لكل مادة طريقة مثلها لمذاكرتها؛ فإن كانت الامتحانات على هيئة اختيارات يكون التركيز عندها على القراءة المتكررة وعلى المعلومات بين السطور وحل الاختيارات بصورة مكثفة، وإن كانت الأسئلة على هيئة أسئلة مقال فيكون التركيز على كتابة وتسميع الأسئلة والموضوعات الهامة.. وهكذا.
6- المذاكرة الجماعية مفيدة جدًّا، خاصة في مرحلة الشباب، شريطة أن تكون مع الشباب الجاد المتفوق، على ألا يزيد العدد عن اثنين أو ثلاثة.
7- بقيت الوصية الذهبية في عملية المذاكرة، والتي تغيب عن الكثيرين منا، خاصة في مجتمعاتنا النامية، والتي تجعل عملية التعليم بين طرفين: طرف مرسل وهو المدرس، وطرف مستقبل وهم الطلاب، وهذا خطأ كبير، والصورة المثلى لعملية التعلم أن المدرس ما هو إلا منظم وموجه لهذه العملية، والتلميذ له دور إيجابي بجانب الاستماع؛ فالصورة المثلى لعملية التعلم- وحتى تكون نابضة وممتعة- هي أن تكون عملية استقبال وإرسال يأخذ فيها الطالب ويعطي؛ كأن يتعود الإنسان بشرح بعض المواد الدراسية لمن يصغرونه، وما أمتع وأفيد العودة للاطلاع على هذه المناهج وشرحها للصغار.
إن من يطبق هذه الوصية ويداوم عليها يشعر حقا بلذة العلم ومتعته، ويشعر برغبة أكيدة في اكتساب الجديد من المعلومات، وعوضًا عن ذلك، يلجأ بعض الطلاب إلى شرح بعض الأجزاء الدراسية لزملائهم، وهذه من أفضل الطرق للحفظ والإتقان، ألا ترى المدرس يحفظ الدرس عن ظهر قلب لمجرد أنه قام بشرحه للتلاميذ مرة أو مرتين.
الأخ السائل، هذه وصايا نتمنى أن ينفعك الله بها، وكن على اتصال بنا.
مع تحيات الدكتور إيهاب خليفة من فريق الحلول
ويمكنك الإطلاع على مشاكل حول موضوع الإمتحانات

الباقي في الطريج ان شاء الله
السيدة ماما
السيدة ماما
على أبواب الامتحانات: تنظيم وقت المذاكرة

السؤال
لا أعرف كيف أنظم وقتي لكي أذاكر؛ فما الحل؟

الجواب
المذاكرة من أول العام.. وصفة للتركيز
المذاكرة بين وجود الرغبة وغياب الإدارة
فإننا ننتهز الفرصة لإجابة جديدة على أبواب الامتحانات.
هناك خطوات محددة ومتتالية لتنظيم وقت المذاكرة بإذن الله، وهي:
1) تحديد عدد الساعات المتاحة للمذاكرة، ويكون ذلك بحساب الوقت المتاح للمذاكرة يوميًّا، بعد استبعاد ساعات التواجد في المدرسة وساعات الراحة والنوم، أو أخذ دروس خصوصية، ويتم جمع عدد الساعات المتاحة يوميًّا؛ ولنفترض أنها ستكون 30 ساعة أسبوعيًّا، مع مراعاة أن يكون هناك يوم إجازة من المذاكرة؛ للخروج مع الأصدقاء أو ممارسة الهواية المفضلة..
2) تقسيم عدد الساعات المتاحة على عدد المواد، سواء بالتساوي إذا كانت المواد كلها على نفس الدرجة من الأهمية- مثلاً- من حيث عدد الدرجات الخاصة بكل مادة بالنسبة للجموع الكلي، أو أن تكون إحدى المواد تحتاج إلى اهتمام خاص، سواء لارتفاع درجاتها، أو لكونها تحتاج لمجهود خاص في مذاكرتها لوجود صعوبة خاصة بها؛ فإن هذه المادة قد تتميز في عدد الساعات المخصصة لها، وإذا فرضنا أن عدد المواد خمس مواد، وأنها بنفس الأهمية؛ فإن عدد الساعات المتاحة لكل مادة أسبوعيًّا يكون ست ساعات.
3) يتم توزيع الساعات المتاحة لكل مادة على أيام الأسبوع المتاحة (يوجد يوم إجازة) سواء بالتساوي؛ بحيث يكون ساعة يوميًّا للمادة، أو يمكن تحديد ساعة ونصف أو ساعتين إذا كانت المادة يحتاج استيعابها أكثر من ذلك، وتوزع على أيام الأسبوع تبعًا للجدول الدراسي مثلًا.
4) بعد ذلك يتم التنسيق بين ساعات المذاكرة في اليوم الواحد؛ بحيث توجد فترات راحة بينية تصل إلي 15 دقيقة بين كل مادة وأخرى؛ للاستعداد الذهني لبداية المادة الجديدة، وأيضًا يُراعى ترتيب المواد في اليوم؛ بحيث توضع في أول اليوم المواد التي تحتاج إلي التركيز والانتباه، وتوضع في آخر اليوم المواد التي تنشط الذهن أو التي يحبها الشخص ولا تحتاج منه إلي مجهود كبير.
5) يراعى أن تتم عملية المراجعة للمواد التي تمّ استذكارها مرة كل أسبوعين؛ حتى لا يتم نسيان هذه المواد التي تم مذاكرتها، وذلك بتنظيم المراجعة في يوم محدد كل أسبوعين- مثلا- أو قبل الامتحانات الدورية.
السيدة ماما
السيدة ماما
نصائح ليلة الامتحان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:ـ
الطالب المسلم يتوكّل على الله تعالى في مواجهة اختبارات الدنيا ويستعين به آخذا بالأسباب الشرعية انطلاقا من قول النبي صلى الله عليه وسلم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ" صحيح مسلم حديث رقم 2664.

وإليك -أخي الطالب - بعض النصائح التي قد تفيدك وأنت مقدم على الامتحانات :ـ

- الالتجاء إلى الله بالدعاء بأي صيغة مشروعة كأن يقول ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري .

- أن تستعدّ بالنوم المبكّر والذّهاب إلى الامتحان في الوقت المحدد .

- إحضار جميع الأدوات المطلوبة والمسموح بها ؛ لأنّ حسن الاستعداد يُعين على الإجابة .

- تذكّر دعاء الخروج من البيت : ( بسم الله ، توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل ، أو أَزل أو أُزل ، أو أًظلم أو أُظلم ، أو أجهل أو يُجهل علي ) ولا تنس التماس رضا والديك فدعوتهما لك مستجابة .

- أن تبدأ باسم الله قبل البدء لأنّ التسمية مستحبة في ابتداء كلّ عمل مباح وفيها بركة واستعانة بالله وهي من أسباب التوفيق .

- اتّق الله في زملائك فلا تُثر لديهم القلق ولا الفزع قبيل الاختبار فالقلق مرض معدٍ بل أدخل عليهم التفاؤل بالعبارات الطيبة المشروعة وقد تفاءل النبي صلى الله عليه وسلم باسم سهيل وقال : سهُل لكم من أمركم وكان يُعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع : يا راشد يا نجيح .

فتفاءل لنفسك ولإخوانك بأنكم ستقدمون امتحانا موفقاً بإذن الله.

- ذكر الله يطرد القلق والتوتّر وإذا استغلقت عليك مسألة فادع الله أن يهوّنها عليك وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله إذا استغلق عليه فهم شيء يقول : يا معلّم ابراهيم علمني ويا مفهّم سليمان فهمني .

- اختر مكاناً جيداً للجلوس أثناء الإختبار ما أمكنك ، وحافظ على إستقامة ظهرك وأن تجلس على الكرسيّ جلسة صحيّة .

- تصفح الإمتحان أولا ، والأبحاث توصي بتخصيص 10بالمائة من وقت الامتحان لقراءة الأسئلة بدقة وعمق وتحديد الكلمات المهمة وتوزيع الوقت على الأسئلة .

- خطط لحل الأسئلة السهلة أولاً والصعبة لاحقا ، وأثناء قراءة الأسئلة اكتب ملاحظات وأفكارا لتستخدمها لاحقاً في الإجابة .


- ابتدئ بحلّ الاسئلة السهلة التي تعرفها . ثم اشرع في حلّ الأسئلة ذات العلامات الأعلى وأخّّر الاسئلة التي لا يحضرك جوابها أو ترى أنّها ستأخذ وقتا للتوصّل إلى نتيجة فيها أو التي خُصّص لها درجات اقلّ .

- تأنّّ في الإجابة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " التأني من الله والعجلة من الشيطان . " حديث حسن : صحيح الجامع 3011

- فكّر جيدا في أسئلة اختيار الجواب الصحيح في امتحانات الخيارات المتعددة ، وتعامل معها وفق التالي : إذا كنت متأكّدا من الاختيار الصحيح فإياك والوسوسة ، وإذا لم تكن متأكّدا فابدأ بحذف الاحتمالات الخاطئة والمستبعدة ثمّ اختر الجواب الصحيح بناء على غلبة الظنّ وإذا خمّنت جوابا صحيحا فلا تغيّره إلا إذا تأكّدت أنّه خاطئ - خصوصا إذا كنت ستفقد نقاطا عند الإجابة الخاطئة - ، وقد دلّت الأبحاث على أن الجواب الصحيح غالبا هو ما يقع في نفس الطالب أولا .

- في الإمتحانات الكتابية ، اجمع ذهنك قبل أن تبدأ الاجابة ، واكتب الخطوط العريضة لإجابتك ببضع كلمات تشير إلى الأفكار التي تريد مناقشتها. ثمّ رقّم الافكار حسب التسلسل الذي تريد عرضه.

- أكتب النقطة الرئيسة للإجابة في أول السطر لأنّ هذا ما يبحث عنه المصحح وقد لا يرى المطلوب إذا كان داخل العبارات والسطور وكان المصحح في عجلة .

- خصص 10 بالمائة من الوقت لمراجعة إجاباتك . وتأنّّ في المراجعة وخصوصا في العمليات الرياضية وكتابة الأرقام ، وقاوم الرغبة في تسليم ورقة الامتحان بسرعة ولا يُزعجنّك تبكير بعض الخارجين فقد يكونون ممن استسلموا مبكّرا .

-إذا اكتشفت بعد الاختبار أنّك أخطأت في بعض الإجابات فخذ درسا في أهمية المزيد من الاستعداد مستقبلا أو عدم الاستعجال في الإجابة وارض بقضاء الله ولا تقع فريسة للإحباط واليأس وتذكّر حديث النبي صلى الله عليه وسلم :" وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ . صحيح مسلم وقد تقدّم أوله ".

- اعلم بأنّ الغشّ محرّم سواء في مادة اللغة الأجنبية أو غيرها وقد قال عليه الصلاة والسلام : من غشّ فليس منا ، وهو ظلم وطريقة محرّمة للحصول على ما ليس بحقّ لك من الدّرجات والشهادات ويغرها ، وأنّ الاتّفاق على الغشّ هو تعاون على الإثم والعدوان ، فاستغن عن الحرام يُغْنك الله من فضله وارفض كلّ وسيلة وعرْض محرّم يأتيك من غيرك ومن ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه .
وعليك بإنكار المنكر ومقاومته ما وسعك ولم يضرك ؛ والإبلاغ عمّا تراه من ذلك أثناء الاختبار وقبله وبعده وليس هذا من النميمة المحرّمة بل من إنكار المنكر الواجب .

فانصح من يقوم ببيع الأسئلة أو شرائها أو يقوم بنشرها عبر شبكة الإنترنت وغيرها والذين يقومون بإعداد أوراق الغشّ ، وقل لهم أن يتقوا الله ، وأخبرهم بحكم فعلهم وحكم مكسبهم وأنّ هذا الوقت الذي يقضونه في الإعداد المحرّم لو أنفقوه في المذاكرة الشّرعيّة وحلّ الاختبارات السابقة والتعاون على تفهيم بعضهم بعضا قبل الاختبار لكان خيرا لهم وأقوم من الأعمال والاتفاقات المحرمة .

- تذكّر ما أعددت للآخرة وأسئلة الامتحان في القبر وسُبل النجاة يوم المعاد قال تعالى :" فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ".
السيدة ماما
السيدة ماما
حضور الأب مهم للتفوق الدراسي

الرؤية الإسلامية لا تقدم مسئولية أي من الرجل والمرأة في الأسرة على الآخر، حيث إن مشاركة الأب والأم في التنشئة الاجتماعية والسياسية للطفل هي مشاركة واجبة ولازمة، إذ لا يغني أحدهما عن الآخر، ويشكلان معًا، بالإضافة للأبناء، هيكل السلطة في الأسرة من خلال مسئوليات كل طرف، وهو الهيكل أو البناء الذي لا يكتمل إذا تخلى أحد الأطراف عن واجباته، فالرعاية مسئولية الوالدين معًا وكلاهما "مسئول عن رعيته".

وقد أجريت دراسات حول أثر قيام الأم بمفردها بعملية التنشئة داخل الأسرة وأوضحت النتائج أن ذلك ينعكس بالسلب على شخصية الطفل بسبب عدم توازنها، وهو ما يظهر في غلبة السلوك الطفولي عليه حتى مع نموه في مرحلة المراهقة وميله إلى الاعتماد على الآخرين والخضوع لهم، كما يؤدي أحيانًا إلى العكس أي اتّصاف الطفل بالسلطوية، مع ملاحظة وجود فوارق بين الجنسين.

إن مشاركة الأب في التنشئة بشكل فعال مهمة جدًّا لاستقرار نفسية الطفل، بل إن الخلل في العلاقة بين الطفل وأبيه كما أثبتت بعض الدراسات قد تؤدي إلى نمو شخصية سلبية لا تشعر بجدوى المشاركة في الحياة السياسية نظرًا لعدم جدوى المشاركة في الحياة الأسرية التي يستبد فيها الأب، وسيادة نظرة يائسة من أي تغيير وفاقدة الثقة في القدرة على التأثير في مجريات الأمور العامة.

وإذا كانت نتائج الدراسات تتفاوت فإن مرد ذلك إلى اختلاف الشرائح الاجتماعية محل البحث واختلاف المؤشرات التي يستخدمها الباحثون، بيد أن هذه الدراسات تبقى ذات أهمية في الدلالة على انعكاس أي خلل في بنية السلطة وهيكل الأسرة على الطفل وإدراكه السياسي.

ويأخذ غياب الأب عن عملية التنشئة السياسية صورًا مختلفة، فقد يكون غيابا تامًا فيما يسمى بالأسرة "الأم فقط" أو "الأسرة الأموية" -ونعني هنا بالأمومة ما يقابل لفظ (Maternal) Mother-Only Family، أي الأسرة التي تتولى الأم بمفردها تنشئة الطفل الاجتماعية والسياسية وهو مفهوم يختلف عن مصطلح الأمومة Matriarchy أي سيطرة الأم مع وجود الأب، والذي طرحته كتابات "أنجلز" ومن خلفه من الماركسيين وتلته الكتابات النسوية وتأسس على دراسة القبائل التي ينسب فيها الأطفال للأم خاصة الدراسات الأنثربولوجية، وذلك للتدليل على اصطناعية مؤسسة الأسرة بشكلها السائد، ومعارضة ما يسمى بالأبوية، وهي إشكالية تعكس الصراع والعقلية الثنائية، ولا تثور في الرؤية الإسلامية للأسرة لانضباطها بالشريعة لا بميزان القوة- كما قد يكون غيابًا عن المشاركة في التنشئة رغم الوجود داخل الأسرة الزوجية، ويرجع ذلك لأسباب ثقافية مثل تصور أن مسئولية التنشئة تقع على المرأة فقط أو لأسباب اقتصادية كالانشغال بطلب الرزق طول اليوم، أو السفر للعمل بالخارج فيما يسمى بهجرة العمالة، والذي يؤدي إلى ظاهرة "تأنيث الأسرة" أي انفراد الأم بإدارة الأسرة وتنشئة الأبناء.

وبرغم توفر الدراسات عن الآثار السلبية لمثل هذا الوضع، وإمكانية قياس أثاره بمؤشرات متاحة في الدراسات الاجتماعية، إلا أن البعض ذهب إلى أنه يصعب القطع ما إذا كان أثر هذه الظاهرة سلبيًّا أم إيجابيًا؛ في حين اعتبرها أنصار ما يسمى بتحرير المرأة ظاهرة إيجابية تزيد من سلطة المرأة وتمكنها من إثبات ذاتها، وهي الظاهرة التي تعد في ميزان الرؤية الإسلامية إخلالا بسنة من السنن الاجتماعية، وتدهورًا في بنية الأسرة، ونقصًا للقوامة، وتقصيرًا من جانب الأب في تحمل مسئولياته في عملية التنشئة، وتكليفًا للمرأة بمسئولية مضاعفة قد تشغلها عن المشاركة الاجتماعية والسياسية الأوسع في المجتمع، وإهدارًا لحق الطفل في مناخ أسري ونفسي متوازن، وتجاهلاً لحقوقه الفطرية في التفاعل مع كلا الأبوين وتقويضًا لقواعد الأسرة التي تؤهلها للقيام بدورها السياسي في حفظ القيم الإسلامية وتنشئة الطفل عليها من ناحية، والتصدي لأي انحراف أو تجاوز للمثالية الإسلامية على مستوى المجتمع والدولة من ناحية أخرى.

وتشير نتائج أحدث الدراسات التربوية بالولايات المتحدة الأمريكية إلى مدى تأثير الحالة الاجتماعية وحضور الآباء الفعال على تقدم الأطفال في الأسرة في مراحل التعليم المختلفة بداية من فترة الحضانة الأولى.

فالأطفال الذين ينحدرون من عائلات ثنائية العائل (أب وأم) وُجِد أنهم يتمتعون بقدرات أفضل فيما يتعلق بالقراءة والكتابة، وإجراء العمليات الحسابية عن أقرانهم الذين نشأوا في كنف عائلات أحادية العائل (عائلة بدون أب) حيث تتحمل الأم هنا كافة الأعباء النفسية والاجتماعية والاقتصادية.

كما تشير الدراسة والتي أجراها "جيري وست" مدير أبحاث الطفولة بالمركز القومي للتعليم والإحصاء بواشنطن- إلى أن الحالة التعليمية للأمهات تلعب دورًا كبيرًا في مدى تقدم الطفل في دراسته، فكلما زادت القدرات التعليمية للأم انعكس ذلك إيجابيًّا على الطفل أثناء دراسته، وعلى الرغم من أن نتائج هذه الدراسة قد تبدو طبيعية للبعض حيث إنها تتفق مع النتائج التي تم التوصل إليها مع مراحل سنية متقدمة، إلا أنها تُعد المرة الأولى التي يُلقى الضوء فيها على مدى قدرات الأطفال قبل الالتحاق بأولى مراحل التعليم وهي الحضانة.

فالأطفال غالبًا ما يأتون من مجتمعات وأنماط بيئية مختلفة كما يقول السيد وست، كذا فمن البدهي إجراء مثل هذه الدراسات للتوصل إلى أفضل الطرق لتنمية القدرات التعليمية لهؤلاء الأطفال في أولى مراحلهم الدراسية، ومن المنتظر أن تشمل هذه الدراسة ما يقرب من 22 ألف طفل، وسوف تستغرق حوالي 6 سنوات لتحديد كيف تساهم البيئة الاجتماعية في تنمية قدرات الطفل التعليمية مبكرًا حتى قبل دخوله الحضانة.

وتشير أهم نتائج البحث إلى أن الأطفال الذين ينحدرون من عائلات هجرها الأب وتقوم الأم بمهام العائل الوحيد، يفتقدون إلى بعض القدرات التعليمية التي يتمتع بها أقرانهم الذين ترعرعوا في كنف الأسر ثنائية العائل من الأب والأم، فمن هذا نرى أن قدرات هؤلاء الأطفال على تمييز الأشكال وعد الأرقام من 1 إلى 10 مثلاً بالإضافة إلى ضبط الحروف الأبجدية للغة تقل بشكل كبير مقارنة بأطفال العائلات ثنائية العائل.

وترى ماري إلين هوج أن أعداد النساء اللاتي بدون عائل (أزواج) ويَعُلْن أبناءهم في ازدياد مستمر، وتحديدًا في دول العالم المتقدم كما في أوروبا والولايات المتحدة إلا أن مثل هذه الظاهرة قد تغزو بلدان العالم النامي كما هو مبين في أوراق العمل كمقدمة لمؤتمرات السكان المتتالية.

وتشير هوج إلى مدى الصعوبات الجمة التي تواجهها مثل هؤلاء السيدات في تربية أبنائهم؛ حيث تقع على كاهلهم أعباء مادية جسيمة فضلاً عن الأعباء النفسية في تحمُّل مسئولية الأبناء، مما ينعكس سلبًا على قدراتهم التعليمية أثناء الالتحاق بالحضانة، ومما لا شك فيه أن الأمور تزداد صعوبة إذا كانت هؤلاء الأمهات لا يتمتعن بنصيب كافٍ من التعليم كما يقول مستر وست، ونظرًا لوجود العديد من العوامل المؤثرة فيما يتعلق بتأثير البيئة والتنشئة على قدرات الأطفال التعليمية فيجب إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث في هذا الشأن وخاصة فيما يتعلق بهذه الشريحة الكبيرة من العائلات والتي تعولها النساء.
السيدة ماما
السيدة ماما
أيام قبل الامتحانات: مشاكل وحلول

السؤال
الأستاذة الفاضلة، أمينة أرجو أن ترشدينا للطريقة المثلى في عملية الحفظ والمراجعة؟ هل تنصحين بالفهم أو بالحفظ التام؟ وشكرًا.

الجواب
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شكرا للأخت الكريمة على سؤالها المهم، نقول بأن الأساس في استيعاب أي مادة من المواد هو الفهم، ولكن طبيعة بعض المواد تقتضي منا الحفظ أيضًا مثل حفظ القواعد والقوانين ومواد شعبة القانون أو الفصول، مثل هذه الأمور لا يمكن الاكتفاء فيها بالفهم، ولكن لا بد من الحفظ أيضا.

ولكن طريقة الحفظ تختلف من شخص إلى آخر، فمنا من رزق إمكانات هائلة من الاستيعاب والحفظ وسرعة السيطرة على المعلومات، ومنا من لا يستطيع ذلك بسهولة.

وعلى كل يبقى تنظيم الوقت وحضور المحاضرات كيفما كانت نوعيتها والاستيعاب الجيد للمادة العلمية في وقت إلقائها هذا، بالإضافة إلى المذاكرة أو المراجعة المستمرة، كل ذلك مع الاختيار المناسب للظرفية النفسية والفكرية والجسمية للمذاكرة أو الحفظ والفهم.

*******************

السؤال
كيف أستطيع السيطرة على نفسي، بمعنى آخر كيف أستطيع أن أوفق بين العقلانية والعاطفة؟

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي السائل، إن الله سبحانه وتعالى خلق النفس البشرية مكونة من عقل وجسم وروح، ووضع لنا الحدود التي ينبغي أن يسلكها المسلم حتى يحافظ على توازن مكوناته الشخصية، يعني التوازن بين هذا المثلث المكون من العقل والجسم والروح – العاطفة.

وحقيقة أن عامل النضج العقلي، ونضج التجربة الإنسانية، بالإضافة إلى عامل التواجد الأسري المتزن والمستقر.. كل ذلك يساعد الإنسان وخاصة في مرحلة المراهقة على تحقيق هذا التوازن ذي الطبيعة الصعبة شيئا ما.

فأول شيء أرشدك إليه هو تعرف نفسك أولا وتعرف مكونات شخصيتك، وثانيا تعرف مالك وما عليك، وثالثا تعرف هدفك في الحياة، ولا شك أنك إذا استطعت أن تحدد هذه الأبعاد الثلاثة فستشق طريقك بكل نجاح وتوفيق إن شاء الله.

******************

السؤال
شكر الموقع على هذا الحوار القيم وفي هذه الظروف التي نستعد فيها كتلاميذ للامتحانات، الأستاذة الكريمة أشعر عندما يقترب الامتحان بأني لا أملك مزاجا للمراجعة والإعداد للامتحان.. فما سبب ذلك؟ وبماذا تنصحينني؟


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إن الوضعية التي تشتكي منها أخي الكريم هي حالة كل فرد معرض لتقويم أو امتحان كيفما كان نوعه، فحالة عدم القدرة على التركيز أو حالة انعدام المزاج كما أسميته.. كلها حالات نفسية هروبية منها الشعوري ومنها اللاشعوري، وهل حالة طبيعية جدًّا وتعتبر من إحدى مكانزمات الذات.

لكن كيف يمكن التغلب عليها؟ التغلب عليها يتم بالأمور الآتية:

1- تثبيت النفس واستحضار الذهن أثناء الحفظ والمراجعة ومحاولة الفهم للمادة التي بين أيدينا.

2- وكما سبقت الإشارة إلى ذلك الالتزام بحضور المحاضرات والدروس والاستفسار عن الغامض منها في حينه من طرف المحاضر أو الأستاذ الملقي له.

3-المذاكرة اليومية لما تم أخذه في نفس اليوم، وألا نترك مادة اليوم إلى الغد.

4- بالإضافة إلى التقسيم الجيد للمادة العلمية حسب الوحدات الموضوعية وتدارسها وحدة وحدة. هذا بالإضافة إلى المناقشة الجماعية للمادة العلمية واستجلاء الغامض منها، وكذا الاستعانة بوضع رسوم وخطاطات من شأنها أن تسهل عملية استيعاب هذه المادة.

*******************

السؤال
أنا أم لستة أطفال منهم، ثلاثة في المدرسة الابتدائية، وكم أعاني من المذاكرة معهم بسبب أن ابنتي الصغيرتين لا يعطياني مجالاً؛ وهو ما يؤزم الوضع أيام الامتحانات، فأصبح عصبية فلا أنا بالجالسة معهم ولا هم يستطيعون المذاكرة من غير مرشد.

فماذا تنصحينني أن أفعل في حالتي هذه؟ وكم من الوقت يحتاج الطالب للجلوس للمراجعة؛ لكي يكون ملمًا بكل المواضيع؟ ولك كل الشكر، وآسفة على الإطالة.

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الأخت الكريمة، إن الإشكال الذي طرحته يدخل في حيز مسائل تعليم الأطفال، وتعلمين أختي أن تعليم الصغار هو عملية تتسم بالتعقيد والصعوبة إلى حد كبير، هذا بالإضافة إلى أننا ابتلينا في أنظمتنا التعليمية التي تركز على المعارف دون الاهتمام بباقي مناحي شخصية الطفل؛ فتعليم الطفل ينبغي أن يراعي النضج العقلي والعمر الزمني وأيضا النمو العاطفي للطفل في هذه الفترة من حياته.

فالطفل في مراحل طفولته يميل إلى كثرة اللعب، وتتميز هذه المرحلة بضعف التركيز عند أغلب الأطفال، فما تعانينه أختي أمر طبيعي لا يدعو للقلق، كل ما هنالك عليك أن توفقي بين حاجيات الطفل إلى اللعب وبين متطلبات المرحلة التعليمية التي هو فيها.

كما أنك ينبغي أن تستخدمي الحيل بجميع أنواعها حتى تستطيعي استمالة طفلك إلى تعلم مادة معينة. هذا بالإضافة إلى ضرورة العناية بالظروف الاجتماعية المناسبة -يعني مستقرة- وكذا بالتغذية الجيدة التي تساعد الطفل على التركيز وعلى نموه العقلي بشكل سليم.

فكثير من الصبر أختي وقليل من الانفعال والقلق، وإن شاء الله تحققين من خلال أبنائك ما تطمحين له. وتحياتي لك وتمنياتي لك بالتوفيق.

*********************

السؤال
السلام عليكم، أنا طالب في المرحلة الثانوية، وأعاني من مشكلة عدم القدرة على الجلوس أمام الكتاب، ولا أحب البقاء في البيت وإنما أريد البقاء خارجًا، ليس لوجود مشكلات؛ لأنه والحمد لله لا يوجد، وإنما أحب البقاء خارجًا من الملل.

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، نعم أخي الكريم، إن المكان المناسب له دوره في التركيز واستيعاب المعارف التي نريد تحصيلها، وليس من الضروري أن يكون هذا المكان عبارة عن غرفة خالية أو مكتب مغلق فهناك من يفضل الأماكن الفسيحة كالحدائق والمنتزهات العامة؛ المهم أن يجد الإنسان نفسه في المكان الذي اختاره.

كما ينبغي الإشارة إلى أن عامل الهدوء والضوء المناسب لهما تأثيرهما في اختيار المكان الصالح للحفظ والمذاكرة. وتمنياتنا لك بالتوفيق

******************

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يقال بأن التسميع هو التأمين على المعلومات من النسيان، كيف نستعمل هذه الوسيلة؟ وهل هناك طرق أخرى لتثبيت المعلومات الدراسية؟

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، للتسميع كما تكرمت أهمية كبيرة في ترسيخ القيم المعرفية وتثبيتها في الذاكرة، ويتم ذلك حسب طبيعة المادة العلمية بين ما نأخذه في مراحل التعليم الثانوي وما نتلقاه من محاضرات في الدراسات الجامعية.



ويمكننا أن نتحدث عن نوعين من التسميع:

1- التسميع الشفوي

2- التسميع الكتابي

ولا بأس من التذكير بأهم الأدبيات في كل واحد منهما. فمثلا بالنسبة للتسميع الشفوي إذا كنت تسمع على نفسك يكون جيدا إذا رجعت إلى المادة العلمية في الأجزاء غير المتأكد منها، كما أن التسميع مع الأصدقاء أو مع أي شخص آخر أفضل من التسميع على النفس.

وأنصح بأن يكون التسميع مناقشة مع مجموعة من الأصدقاء تتم من خلالها ترسيخ وتركيز الأمور الصعبة في الاستيعاب وغير الواضحة. كما أننا ننصح أن يتم التسميع في كليات الدرس دون التركيز على بعض الأمور الدقيقة عن أجزائه؛ لأنها في حاجة إلى المزيد من العناية والتركيز والتثبيت.

هذا بالنسبة للتسميع أو المناقشة الشفاهية.. أما التسميع الكتابي فيتم على الشكل التالي، إما بواسطة رسوم بيانية توضيحية، أو بواسطة خطاطات يتم فيها التركيز على أهم جزئيات المادة العلمية المراد مذاكرتها أو استيعابها.