على الله جبرُ المكسورين، و طمس جراحهم

نزهة المتفائلين

على الله جبرُ المكسورين، و طمس جراحهم كأنها لم تكن في يوم، له الحكم وحده و له يرجع الأمر كلّه، إليه الشّكاية وعليه الـمُستعان.
‏إلى الله بثّ الحزانى مواجدهم، وعليه توكلهم وإليه تفويضهم فيما يعلمونه من مصايب الحياة وما لا يعلمونه، تبارك وتعالى.
‏على الله كفاية المتوكّلين، حين تفيض المواجع على مراكبهم في لُجج الحياة، و تشرف سُفن أحلامهم على الهلاك، وكفى به وكيلاً.
‏كفى بالله عليمًا، يعلم ما نبثّه للعالم وما ندفنه في ضلوعنا، يعلم العالم ما يطفح على تقاسيمنا و يعلم هُو ما نكنّ ونخفي، ويعلم كلّ شيء.
‏كفى به سميعًا، يسمع نبض الأوجاع في صدورنا، يسمعُ الأحلام في سجودنا، يسمع الشّكاية و يكشفُ السّوء، تبارك وتعالى.
‏كفى بمعيّة الله حين لايكون لك ومعك وبرفقتك أحد، لو فاتتك الدنيا بمن فيها ومعك الكبيرُ العظيم فقرّت عينك بقُربه.
‏سُبحانه المؤمن، يصدّق ظنونُ عباده فيه، يقوّيك حين تخيب ظنونك في أحبّتك وتتعثّر أفراحك في عمرك: "أنا عند ظنّ عبدي بي".
‏سبحانه التوّاب، يفرح بك حين تعود إليه مهما كانت جريرتك، ويقبلك حين ينبذك كلّ شيء، كلّ شيء، تبارك التوّاب الغفُور.
‏سبحانه الكريم، جئناه خماصًا فعدنا مغمورين بالفضل والرّحمة، ما امتدّت له أيادينا إلا وأغاثنا مدده ولطفه، ما جئناه في كسر إلا أوزعنا جبره.
‏سبحانه الواسع، نضيق بحياتنا وبأحبابنا و بالأرض وما فيها، فنجد السّعة عنده، وفي ظلال مناجاته، وفي تسبيحه وحمده، تبارك وتعالى
‏‏سبحانه الفتّاح، يهيئ لنا منفذًا حين نظنّ أن لا خلاص، ومن حيث لا نحتسب! يفتح لنا بابًا إلى ما نتمنّى ونحبّ حين تضيق الدروب.
‏سبحانه الحفيظ، كان معك في ظلماتك الثّلاث، يسقيك ويطعمك ويرعى نبضاتك حيث لاتمتدّ إليك يد ولا عين، سيحفظ لك ما/من تحبّ، لا تخشَ شيئًا وهو معك.
‏سُبحانه المقدم و المؤخر، يعلم ما نستقبله في الغد، يختار لنا ما هو جميل، يختار الأصلح لأيامنا وأمنياتنا و حياتنا، لكننا دومًا نستعجل.
‏سبحانه يحبّ الصابرين، ورزقهم معيته، وجزاهم بما صبروا أنهم الفائزون، وجزاهم جنّة وحريرًا، و يوم يلقونه يوفّيهم أجرهم بغير حساب.
‏سبحانه، لو خسرت في عُمرك ما خسرت، لو غادرت العمر صِفرًا من كلَ شيء، كفى بربّك، كفى بعبوديّتك له وصبرك لوجهه و رضاه عنك.
‏سُبحانه
0
387

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️