على الله جبرُ المكسورين، و طمس جراحهم كأنها لم تكن في يوم، له الحكم وحده و له يرجع الأمر كلّه، إليه الشّكاية وعليه الـمُستعان.
إلى الله بثّ الحزانى مواجدهم، وعليه توكلهم وإليه تفويضهم فيما يعلمونه من مصايب الحياة وما لا يعلمونه، تبارك وتعالى.
على الله كفاية المتوكّلين، حين تفيض المواجع على مراكبهم في لُجج الحياة، و تشرف سُفن أحلامهم على الهلاك، وكفى به وكيلاً.
كفى بالله عليمًا، يعلم ما نبثّه للعالم وما ندفنه في ضلوعنا، يعلم العالم ما يطفح على تقاسيمنا و يعلم هُو ما نكنّ ونخفي، ويعلم كلّ شيء.
كفى به سميعًا، يسمع نبض الأوجاع في صدورنا، يسمعُ الأحلام في سجودنا، يسمع الشّكاية و يكشفُ السّوء، تبارك وتعالى.
كفى بمعيّة الله حين لايكون لك ومعك وبرفقتك أحد، لو فاتتك الدنيا بمن فيها ومعك الكبيرُ العظيم فقرّت عينك بقُربه.
سُبحانه المؤمن، يصدّق ظنونُ عباده فيه، يقوّيك حين تخيب ظنونك في أحبّتك وتتعثّر أفراحك في عمرك: "أنا عند ظنّ عبدي بي".
سبحانه التوّاب، يفرح بك حين تعود إليه مهما كانت جريرتك، ويقبلك حين ينبذك كلّ شيء، كلّ شيء، تبارك التوّاب الغفُور.
سبحانه الكريم، جئناه خماصًا فعدنا مغمورين بالفضل والرّحمة، ما امتدّت له أيادينا إلا وأغاثنا مدده ولطفه، ما جئناه في كسر إلا أوزعنا جبره.
سبحانه الواسع، نضيق بحياتنا وبأحبابنا و بالأرض وما فيها، فنجد السّعة عنده، وفي ظلال مناجاته، وفي تسبيحه وحمده، تبارك وتعالى
سبحانه الفتّاح، يهيئ لنا منفذًا حين نظنّ أن لا خلاص، ومن حيث لا نحتسب! يفتح لنا بابًا إلى ما نتمنّى ونحبّ حين تضيق الدروب.
سبحانه الحفيظ، كان معك في ظلماتك الثّلاث، يسقيك ويطعمك ويرعى نبضاتك حيث لاتمتدّ إليك يد ولا عين، سيحفظ لك ما/من تحبّ، لا تخشَ شيئًا وهو معك.
سُبحانه المقدم و المؤخر، يعلم ما نستقبله في الغد، يختار لنا ما هو جميل، يختار الأصلح لأيامنا وأمنياتنا و حياتنا، لكننا دومًا نستعجل.
سبحانه يحبّ الصابرين، ورزقهم معيته، وجزاهم بما صبروا أنهم الفائزون، وجزاهم جنّة وحريرًا، و يوم يلقونه يوفّيهم أجرهم بغير حساب.
سبحانه، لو خسرت في عُمرك ما خسرت، لو غادرت العمر صِفرًا من كلَ شيء، كفى بربّك، كفى بعبوديّتك له وصبرك لوجهه و رضاه عنك.
سُبحانه

» الطرف الخجول « @altrf_alkhgol_6
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️