قبل عرض برنامج دعوة للتعايش ظن البعض أن فكرته تقوم علي التعايش بين المسلمين والغرب, وكانت المفاجأة
هي الحديث عن الأئمة الأربعة... فلماذا اخترت هذه الفكرة؟
دعنا نضع قاعدة مهمة, وهي أننا نناقش فكرة الخلاف في الرأي, والتوجه والفكر, فلم أجد أسمي وأرقي نموذج
للخلاف في الرأي مثل الأئمة الأربعة, فهم أولا يضعون منهجا تسير عليه الأمة, وهم مختلفون في فروع في العقيدة,
وليس في أصل العقيدة بالتأكيد, فأي خلاف بيني وبين الآخرين بعد ذلك يمكن التعايش معه لأنني تعلمت كيف تجاوز
هؤلاء الأئمة خلافات في مسائل أصعب وأكثر تعقيدا مما نختلف عليه اليوم.
كما أن خلافاتنا ليست مع الغرب فقط, نحن نعيش في خلافات مع الآخر داخل حدود وطننا بل وداخل أسرنا... انظر
لمشعلي الفتن في لبنان والعراق وفلسطين, وفي كل مكان, هذا لأننا عجزنا عن تطبيق فكرة التعايش مع الآخر.
إذن أنت تتحدث عن الماضي لتسقط ذلك علي الأوضاع الحالية؟
ببساطة شديدة أحاول أن أضع بين يديك قاعدة تستطيع تطبيقها مع نماذج مختلفة ومتعددة, فلو تحدثت عن العراق
ولبنان فهذا يعني أني أوجه كلامي لجمهور معين في قضية محددة, وقد يظن البعض أني لا أخاطبهم, وأن فكرة
التعايش لا تهمهم... أي أني لو تحدثت في قضية معاصرة بالتحديد فهذا يعني أني أعطيك مفتاحا واحدا لباب واحد
ولكني أعطيك نموذجا تستطيع تطبيقه في مختلف جوانب حياتك.
ماقصة اختيارك لتامر حسني لغناء تتر البرنامج ؟
تخيل أن تامر حسني أو أي شاب آخر طلب مني أن أمد يدي له كي أساعده كي يعبر الطريق, هناك حل من ثلاثة
الأول أن أحقق مع تامر وأسأله لماذا تريد أن تعبر الطريق؟ وإلي أين ستذهب؟ وربما أقول له أنا لا أصدق نواياك
وماالذي سيثبت لي أنك ستذهب للمكان الفلاني بعد أن أساعدك؟ بالتأكيد سيتركني ويطلب المساعدة من غيري أو
أن أتجاهله ولا ألتفت إليه.. يعبر الطريق أو لا يعبر لا يهمني , وسيلجأ لغيري أيضا, والحل الثالث أن آخذ بيده و أساعده
لعبور الطريق , ويذهب أينما يشاء.. علي الأقل أنا ساعدت إنسانا مد يده إلي .. فلماذا أندم علي مساعدتي لأي
شاب؟!
ثم أن هناك شبابا كثيرا جدا مؤيدين لاختيار تامر حسني , ومرحبين بشدة لمد أيديهم لمساندة تامر بعد أزمته والأخذ
بيدة فلماذا نسلط الضوء علي الرافضين فقط؟!
لماذا عدت مرة أخري للأسلوب القصصي في تقديم مادتك؟
أنا لا أخجل من أن استخدم أسلوب القصة البسيطة لتبسيط المعني والفكرة للجمهور, وهذا هو دور الدعاة التبسيط
وليس التعقيد, وقد كرمني الله عز وجل بتميزي في هذا الأسلوب... إذن ليس هناك مانع من استخدام وسيلة لجذب
الجمهور... ثم إني أقدم فكرة جديدة لم يتناولها أحد من قبل بهذا الشكل حيث أحكي قصة حياة الأئمة الأربعة من
منظور جديد لم يطرح من قبل في أي كتابات عنهم, وهناك كثير من الشباب يظن منطقة الحديث عن الأئمة الأربعة
هي منطقة محرمة لصعوبتها وشدة تعقيدها, إلا أن البرنامج قدم حياتهم بهدف تقديم كيف استطاعوا التعايش مع
اختلاف الرأي.
ولكن كيف تجاوز عمرو خالد فكرة تأييده وميله لمذهب دون الآخر؟
أنا أتحدث عن تعايش الأئمة في زمن الخلاف, أي أن اصحاب المنهج أنفسهم استطاعوا التعايش مع من خالفوهم في
الرأي, فالأحري أن أتبعهم في نجاحهم في التعايش وتقبل الرأي الآخر, كما أن هدفي من البرنامج هو كيفية التغلب
علي خلافاتنا, وليس الهدف اختلاق الأسباب للاختلاف.. فمن أين أدعو الناس لتجاوز خلافاتهم في الرأي مع الآخرين
والتعايش مع اصحاب الآراء المخالفة... ومن ناحية أخري أقول لهم بالمناسبة أنا اختلف مع رأي فلان ولا أقبله؟! علي
أن أطبق الأمر علي نفسي أولا.
ألا تخشي الانتقادات التي ستوجه إليك خاصة أنك دخلت في منطقة الخلافات بين الأئمة وهي حساسة جدا؟
وما هي الفكرة التي لا تواجه انتقادات؟!! كما أني لم أعرض حياة الأئمة الأربعة لأقول أبو حنيفة أفضل من مالك أو
العكس.... هدفي كان واضحا جدا وهو عرض جوانب من حياة هؤلاء الأئمة, كثير منا لا يعرف عن هؤلاء الأئمة سوي
القشور رغم أن تأثيرهم في حياتنا عظيم جدا, ونحن نعتمد كثيرا علي فكرهم واجتهاداتهم في كثير من مسائلنا
الفقهية, لاحظ أيضا أننا نتحدث عن مبدعين, رجال كانوا يفكرون ليلا ونهارا في مسائل المسلمين بل وتجاوزوا الواقع
وناقشوا أمورا وقضايا لم تحدث حتي يضعوا للناس مناهج للاتباع فيما بعد.. وبالفعل نحن اليوم نتبع مناهجهم التي
وضعوها لنا.
هل جمهورك اختلف بعد دعوتك للتعايش؟
أشعر أني أصبحت أكثر نضجا وجمهور برامجي بدوره يزداد نضجا بنضج الفكرة و الهدف, حتي أن جمهوري من الشباب
شاركوني في كثير من الأمور في برنامج دعوة للتعايش ومن قبله صناع الحياة وبالتأكيد طريقة تفكيرهم اختلفت
ونضجت كثيرا,كما أن هناك فئة جديدة انضمت لجمهور البرنامج وهم من المثقفين وكبار السن وذلك لنضج فكرة البرنامج.
هل تشعر أن فكرة التعايش تهم الأسرة العربية ببساطتها وأسلوب حياتها و مشكلاتها؟
لو وضعنا البرنامج في إطار الخلافات بين الأئمة في مسألة فقهية.. إذن نحن نعرض جوانب جافة قد لا تستوعبها فئات
كثيرة, ولكننا نعرض حياة الأئمة الأربعة , طبيعة حياتهم وتعاملاتهم اليومية مع المحيطين بهم , يعني أنا أتحدث عن
الإمام أحمد بن حنبل قال تزوجت امرأتي منذ 30 سنة , فما اختلفت معها في كلمة إما أن أرضيها وإما أن ترضيني
هذا ليس خلافا فقهيا بين الأئمة وإنما أسلوب حياة رجل مع زوجته.. بمعني أنها قاعدة يتعلم منها الجميع كيفية
التعايش داخل الأسرة , وهذا أمر يهم المثقفين وغير المثقفين.. الشباب والكبار .
هل تشعر أن النطاق الذي يتحدث فيه عمرو خالد بدأ يتسع بشكل كبير وتجاوز الدعوة باقتحام مجالات تنموية أو
سياسية؟
أولا دعنا ندرك أن هناك مفهوما يطلق عليه التنمية بالإيمان أي أن الدين ليس أربع ركعات تصليها في المسجد بخشوع
ودموع, وتخرج من المسجد وكأنك لم تصل.. مهمل في عملك أو دراستك.. تسيء معاملة الآخرين.. علي خلاف
وشجار دائمين مع جيرانك أو أفراد أسرتك أين الإيمان إذن؟ ... ومن هذا المنطلق كانت دعوتي للتنمية بالإيمان .. هذه
التنمية تأخذ شكلا سياسيا .. اجتماعيا.. تنمويا, هذا نجاح في حد ذاته.
هل تري أن المشكلات الاجتماعية يمكن أن نقدم لها حلولا فورية من خلال برنامج واحد؟
أولا أنا لن أقدم حلولا فورية.. لأن المشكلات الاجتماعية تحتاج لمراحل مختلفة من العلاج, ومشكلات العنف الأسري
وانحرافات الأبناء واستعادة الدفء الأسري تلك أمور لا تتلخص في حلقة واحدة ولكنها قضايا تحتاج إلي تحليل ودراسة
لذلك استعنا في مشروع الأسرة بعدد كبير من الخبراء والمتخصصين في المجالات الاجتماعية والنفسية والشئون
الأسرية والتربوية, إذن فأنا لا أقدم حلولا بشكل شخصي .. كذلك مشكلات أسرنا لا يمكن أن نقدم لها حلولا دون
مشاركة وتفاعل جميع أفراد الأسرة , إذن فهو برنامج يحتاج لتفاعل فئات ومستويات مختلفة من الجمهور.
وأخيرا هل ندمت علي شيء ما قدمته في مشوارك الدعوي؟
بالتأكيد هناك أخطاء عديدة نرتكبها جميعا ونعترف بها ونحاول تقويم أنفسنا من خلالها , وأنا أحاول جاهدا أن أستفيد
من تجاربي.
ماهي التجربة التي ندمت عليها؟
لا أحب جلد الذات, ولا أتلذذ بتذكر الأخطاء وتأنيب نفسي عليها.. ولكن تجاربي الناجحة تعلن عن نفسها, وأترجم
الفشل إلي تجربة مفيدة تؤهلني للنجاح مرة أخري.
حوار : خالد بركات
الثلاثاء 1 / 5 / 2007
مجله الشباب
منقووووووووووووووووووووووووووووووووول
زملكاويه @zmlkaoyh
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أم سمر
•
مشكورة على النقل الرائع
تسلمين اختي على هذا الطرح ....
وإن كنت اختلف مع بعض كلام الداعية ...ومقارنته لحال الائمة مع بعض وحال الطوائف في العراق ولبنان ..
الائمة رحمة الله عليهم كانو جميعا ينتمون لنفس المذهب ويعملون تحت نفس الأدلة ..اما حال الطوائف المعاصرة مختلف تماما كل منهم يحمل فكر ويطبق مذهب يختلف عن الاخرين بعضها ديني والاخر سياسي...فكيف يريد منهم التعايش والتقبل ...
اتمنى لو حصر رغبته في التعايش في العمل والبيت والعلاقات الاجتماعية فقط...حتى يبتعد عن الشبهات ...اشعر انها شبيه بالدعوة للتسامح بين الاديان...
انا لا اقول هذه نيته ولا اضعه في ذمتي ولكن كنت اتمنى ان يحدد اكثر مواضيعه حتى لا يلتبس الامر على المتلقي...
ارجو ان تتقبلي مروري بسعة بال...
وإن كنت اختلف مع بعض كلام الداعية ...ومقارنته لحال الائمة مع بعض وحال الطوائف في العراق ولبنان ..
الائمة رحمة الله عليهم كانو جميعا ينتمون لنفس المذهب ويعملون تحت نفس الأدلة ..اما حال الطوائف المعاصرة مختلف تماما كل منهم يحمل فكر ويطبق مذهب يختلف عن الاخرين بعضها ديني والاخر سياسي...فكيف يريد منهم التعايش والتقبل ...
اتمنى لو حصر رغبته في التعايش في العمل والبيت والعلاقات الاجتماعية فقط...حتى يبتعد عن الشبهات ...اشعر انها شبيه بالدعوة للتسامح بين الاديان...
انا لا اقول هذه نيته ولا اضعه في ذمتي ولكن كنت اتمنى ان يحدد اكثر مواضيعه حتى لا يلتبس الامر على المتلقي...
ارجو ان تتقبلي مروري بسعة بال...
الصفحة الأخيرة