غيـمة
غيـمة
.. في لحظة غاب فيها الوازع الديني .. ولحظة ترافقها مودعة المراقبة الأسرية .. وأخرى اتكأ العقل فيها زاوية مظلمة تشبه ذاك القلب الذي يحمله .. انقض الذئب على شقيقته كما لو هي فريسة .... لـ تفيق الفتاة على واقع أليم يندى له الجبين ....!! ربما الصورة أبشع من أن أكملها .. ولكني على ثقة بـ أن صورة القساوة في إيطارها قد اكتملت .. أكرر شكري لك يا غيمة ..
.. في لحظة غاب فيها الوازع الديني .. ولحظة ترافقها مودعة المراقبة الأسرية .. وأخرى اتكأ العقل...
يا لها من لحظات قاتله ومميته, قد لا يتحملها حجرنا ذو المشاعر الرقيقة
والعذر معك عندما قلتِ, (الصورة ابشع من أن أكملها)
نعم بالله عليكِ لا تكمليها, كي لا يموت الحجر قبل أن يكمل معنا المسيرة
شكرا لك أنين الشوق, وسننتظر عودتك بلهفة وشوق
غيـمة
غيـمة
موضوع جميل .. من غيمة ماطرة .. كل التقدير ..
موضوع جميل .. من غيمة ماطرة .. كل التقدير ..
حياك, يا ومضة للخير مرت من هنا
وغطى نورها, عنان السماء
سعدت بمرورك أخية
غيـمة
غيـمة



.
.

رأيتها تتهادى في ممرات المشفى, منحية الظهر, كسيرة النفس
ممسكة برفيقتها العصا, تتكيء من حين لحين على طرف الجدار
كان منظرها مؤلم, ويحز في نفس كل إنسان مسلم


قمت إليها من مكاني, عازمة أن أعطيها كل وجداني
قلت لها, هل تسمحين لي بمساعدتك
نظرت إلي بنظرات يائسة, تمثل حياتها البائسة

ثم تركتني واكملت طريقها بوهن وهدوء..!

تعجبت من تصرفها, ولكنني ما لبثت أن قلت, لعلها صماء لا تسمع,
عدت لها وأمسكت بيدها, وقلت أين تريدين الذهاب يا (خالة), فأشارت لي نحو غرفة الانتظار اللتي كنت فيها,


ذهبت بها أليها, واجلستها على كرسي بجانبي
ثم ما لبثت أن التقطت انفاسها, حتى دخلت في حديث مع امرأة اخرى تماثلها بالعمر,

وفي خضم حديثها, قالت لها المرأة من أحضرك إلى هنا,
قالت أتيت مع السائق

قالت: ولم أليس لك أبناء..!!
قالت والدمع يلمع في عينيها, نعم و لا ...!!

قالت لها المرأة كيف ذلك, وظنت أن بها مس من جنون,


قالت نعم ابنائي, لأنهم خرجوا من رحمي
وليسوا كذالك لأنهم خرجوا من قلبي


قالت لها المرأة ولم تقولين ذلك
قالت, لأنني, وبالرغم من كثرتهم لا أراهم,

لا يأتون إلي, لا يعايدونني,

لا ينظرون هل احتاج شيء أم لا

هل غيبني الموت أم لا زلت على قيد الحياة

وإن أتوا فلحاجة تخصهم ,ياخذونها سريعا كما يذهبون سريعا

وبدأت تسرد قصص تدمي القلوب, وتجرح الشعور,


,,صعقت , وذهلت مما سمعت,,

أيعقل أن يكون الحال كما تقول

أيعقل أن تقسى قلوبهم لهذا الحد, غير المعقول

أيعقل أن تهان الأم وتداس مشاعرها من أقرب الناس إليها, أيعقل

يالله, لا أصدق ما أسمعه وآراه



كنت قد أتيت المشفى لألم بسيط في اسناني, فخرجت منه بآلام تقطع قلبي وشرياني
.
.


أذهب يا حجر بعيدا فقد بت أخشى عليك
وكن كما أنت, كن كما أنت
*هنودة كان إسمي*
أعلم تماما يا حجر أن ما رأيته من قساة البشر
جعلك تتمنى أن تكون أقسى حتى تستطيع تحمّل كل هذا
وكيف لا وأنت تتمنى أن تحملك يد صادقة
لترمي بك بكل قوة على كل ظالم وقاس
أعلم يا حجر إنك تريد أن تصيبهم في مقتل يا حجر
فهم من كان عليهم أن ينزعوا الرصاص من الأجساد والقلوب

11-10-2010-16-20-47416

وعلى العكس فحالهم إلا من رحم أصبح يدمي القلوب
لقد أقسموا بالله أنهم سيكونون من الراحمين
ولست أنا فقط من أراهم قد أصبحوا مجرمين
فالكل أصبح يستجير منهم ومن أفعالهم
إنهم من كان يطلق عليهم أجمل مسمى
الرحماء ............................إنهم الأطباء

me

من أصبحوا اليوم من أغنى الأغنياء والأثرياء
فهم من يتفننوا في جمع الثروات والأموال
قبلا كانوا على المرضى يشفقون
واليوم أصبحوا بضعفهم يتندرون

---_1_1

وكل يوم يفكرون كيف لجيوبهم يفرغون
وأصبح المريض الأجمل هو الزبون الذي يدفع أكثر
ألا تذكر يا حجر كيف دخل أبو ربيع للمشفى وكان صحيح الحال
وخرج وهو يعاني من كثير من الأحمال والأثقال التي سببتها
الأمراض وحال الممريضين والممرضات ومعهم الأطباء
خرج وهو يحمل في بطنه المرض وفي قلبه التعب
رأيته أنا وهو ينظر إلى الأفق البعيد وهو يقول هل ياترى سأعود كما كنت قبلا
أما رأيته يا حجر كيف يعاني من قسوة هؤلاء البشر
الذي سلّمهم القلب قبل الجسد

فكانوا بحق جزارين شقوا الجسد والقلب والجيب
فأفرغوها جميعا
فيا رب رحمتك بأبو ربيع
وبي وبالحجر
وبكل من أصابه مرض في زمن كل ما يهم الطبيب كيف يخرج من جيبك الحبيب
ويتركك بلا راحة ولا مال بل كلك جروح وهموم وأوجاع

pain

بإختصار كنت أكلمكم عنهم وعن حال الحجر معهم
ولن أنسى أن أقول أنه ما زال هناك من يحمل مسمى الطبيب الحق
واسأل الله أن لا يرينا وإياكم إلا أمثال هؤلاء
ويبعد عنا وعنكم أولئك اللذين حملوا الشرور والشهادات المساعدة للقتل بدم بارد
سحابة في السماء
شكرا على موضوعك المميز