em mohamed
em mohamed
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هلا ومليون بكاتبتنا المتميزه منيره ...
سؤالك رائع ووجيه غاليتى
حاولت الاجابه وقررت ان اكتب انى سأكون مثاليه وسأحمل قيمى معى وكل ما تعلمته انا وأولادى سواء للمحيطين بى او لمكان عملى
لكن لاح لى طريقة تعاملهم هناك مع القادم من الغرب ..
تذكرت كيف كانت نظرتى أنا شخصياً قبل الاغتراب لمن يعود لبلده
وكيف كنا نتصيد أخطاءه وهفواته
وكأنه من المفترض ألا يُخطئ ...

ورأيت كيف أن من يعود بعد غربته يحاول ان يحمل معه الايجابيات فى الاشهر الاولى لأقامته بين اهله لكنه تدريجيا ينصهر بينهم وتصيبه العدوى بتصرفاتهم ...
انا لن اقول ان التغيير مستحيل او اننى سأكون من اليوم الاول كما كنت قبل غربتى وان أهتماماتى ستكون سطحيه كالماضى وعلى ان اجامل فلان وعلان على حساب بيتى ووقتى وأن امشى مع ما يوافق الناس
لكن يد واحده لا تصفق كما يقولون
بمعنى حتى وأن صمدت طويلا فصوتى لن يصل ولن اقوم بالتغيير المنشود
لابد من جهود الكثيرين ممن استفادوا وعزموا على حمل ما تعلموه لمجتمعاتهم حتى يكون التأثير ملحوظ

ربما احافظ على طريقتى فى العيش هنا كما هى وبساطتى كما هى
لكن كيف لى أن أغير بأختى وأبنة عمى وسلفتى وزوجة أخى وأعودهم على نفس ما تعودت عليه
وحتى لو أخذوا منى ومن غيرى بعض الايجابيات فهى لن تكفى فى التغيير فى مجتمعاتنا
فلن أستطيع اجبار جارتى مثلا بالعدول عن الأحتفال بزواج ابنها الوحيد فى اكبر القاعات وبرفقة فرقه موسيقيه صاخبه والخ...
ولن استطيع التغيير فى بعض العادات والمواريث الخاطئه فى مجتمعاتنا
والتى يخنقنا معظمها رغم شعورنا انها من الواجب او من نوع المجامله الواجبه لكن لا نستطيع تركها


ايضا فى صعيد العمل كما قالت عروس (كلامك دائما درر يا عروس)
من السهل ان انوى التغيير وأبدأ بنفسى وبالقسم الذى اعمل فيه
لكن الروتين الادارى وتتبع السلم وأنتظار موافقة رئيسك ورئيسك ينتظر موافقة رئيسه وينتهى الامر الى رئيس الوزراء.... راح ينقص من الحماس وتلاقى نفسك تدور بنفس الحلقه المفرغه وبعدها تسلم امرك لله وتقول كما قال السابقون (مجتمعات مت فيها أمل...)
انا لا اتحدث على شيئ صغير مقدور عليه بل اتحدث عن محاولة الرقى والتعامل كما رأيناها هنا
يعنى عندنا علشان تطلعى ورقه تطيح رجولك بس من كلمة تعالى بكرا
بينما هنا كل شيئ ينتهى اما بالهاتف او من النت ...

ومع ذلك سأحاول التغيير فيمن حولى ولكن لا أعلم الى متى سأستمر فى الصمود ...

ويبقى الحديث هنا الى حين موعد التجربه الفعليه
يعنى وقتها تكون التجربه خير برهان...

مع مودتى
منيرة ناصر آل سليمان
مرحبا أم محمد حياك الله تعالى وبارك فيك
كلامك ثمين لكنه يجعلنا نتأرجح بين الامل وفقده !!
أتفهم خطورة الوضع كونك وحيدة ويد واحدة تلوح فقط لاتصفق !
فقط علينا أن نبدأ ونقول يامسهل !
نبدأ بمانستطيعه ولعل عادات المجتمع تتغير خاصة مع هذا الوضع الاقتصادي المقلق نسأل الله تعالى العافية
أوطاننا بحاجة للوعي ، بحاجة لنزرع أفكارا جديدة مستقاة من ديننا الحنيف الذي نرى الغرب يطبقونها ونحن نغبطهم !
لم يا أم محمد نرى كل هذا الكم الهائل من الإخلاص في العمل لدى الغرب ولانراه لدينا !؟
بغض النظر عن الدافعية لديهم كالخوف من فقد الوظيفة أو الخوف من التقصير ومحاسبة الدولة والقوانين لهم !
لم يا أم محمد الناس لدينا والنساء خاصة متفرغات لبعضهن ؟! وهنا ينشغلن بأنفسهن وبتطوير أعامالهن ؟
عذرا عذرا عزيزتي لكأني أفكر معك بصوت مسموع
كما أتمنى ألا يفهم أنني أمتدح النساء هنا وطريقة حياتهن ( ربما أكون اكثر من ذم طريقتهن لكن لايمنع من أخذ الايجابيات التي لمسناها ) شكرا لتواصلك واضافاتك الرائعة .
عروس الشام
عروس الشام
اسمحوا لي أن أعود لأتكلم عن أناس شاهدتهم بعيني يطورون بما تعلموه في الغرب و أتمنى أن يكونوا مثالاً بأن يداً واحدة قد تصفق أحياناً إن كانت ذات عزيمة على التغيير

تدربت في مستشفى الأسد الجامعي في سوريا لفترة من الوقت و تعرفت هناك على دكتورة أخصائية في علم الميكروبات نالت شهادتها من فرنسا.. تساءلت لأول وهلة عندما تعرفت عليها لماذا لم تبق في فرنسا؟ ألم تكن لتحصل على عمل أفضل هناك و تستطيع أن تتميز و تبدع؟
و لكني عندما رأيتها و هي تعمل شعرت بغبائي.. فهي المسؤولة الأولى عن مختبر الميكروبات و قد حولته إلى مختبر يضاهي مختبرات الغرب, لا بالإجهزة و لكن بالنظام الشديد و الدقة المتناهية و النظافة
كنت أدخل إلى المختبر في الصباح فأشعر بالتفاؤل.. تخيلوا مختبراً تأتي إليه عينات البول و البراز - أستميحكم العفو - و مع ذلك أشعر بالتفاؤل بين جنباته من النظافة و الدقة و النظام
كانت تعلمني و تشدد على الدقة كثيراً و تعيد بعض الإختبارات عدة مرات لتتأكد من كل شيء و تشدد على أننا لا نتعامل مع عينات بل نتعامل مع حياة بشر, و اكتشافنا لما أصابهم من مرض قد ينقذ حياتهم
كم كبرت في عيني و كم سعدت لبلدي الذي أنجب هذه الدكتورة و التي لم تتخلى عنه و عادت لتغير و لو فقط ما بين جدران مختبرها

مثال آخر من نفس المستشفى.. طبيب شاب مختص بعلم الأورام كان لديه مريض بسرطان القولون و قد تم استئصاله طبعاً لا بد من فحص أطراف الجزء المستأصل للتأكد بأن السرطان لم ينتشر لأجزاء أخرى من جسد المريض
توقعت أن يعمل على فحص الجزء المستأصل لساعة أو ساعتين ثم يتركه.. و لكني وجدته و قد انهمك في فحص كل مليمتر من قولون طويل, لم يترك به و لا جزءاً واحداً من دون فحص لدرجة بأن الدوام انتهى و لا زال يعمل في مكانه.. حتى أن زميله أتى و طلب منه الذهاب و لكنه قال بأن هذا المريض لا يتأجل فحياته على المحك و لم يبارح مكانه.. و لا أعلم متى انتهى من عمله و لكني شعرت بأنه طبيب حقيقي همه الأول هو صحة مريضه
هذا هو الإخلاص الذي علينا أن نتعلمه و نعمل به


طبعاً الأمثلة كثيرة و رأيت أناس حملوا ما تعلموه و طبقوه في بلادهم فغيروا و لو شيئاً واحداً و لكن هذا الشيء أدى إلى تغيير الكثير من الأشياء تباعاً.. فحياتنا سلسلة إن غيرنا حلقة منها تغيرت باقي الحلقات تباعاً...
رواء الاسلام
رواء الاسلام
اختي العزيزة منيرة
انا بصراحة لم استطع التاثير في مجتمعي بالعكس بدات انا تدريجيا اغير مما اكتسبته هنا لاجاري المجتمع الذي اعيش فيه
و لم استطع الاستمرار طويلا للاسف على هذا المنوال فعدت للغربة من جديد
em mohamed
em mohamed
صبحكم الله بالخير والسرور

بنات الكلام المثالى سهل وأستطيع أن أنسج صفحات فى المثاليه وأننا أفضل من الغرب مليون مره وأن بلادنا أكثر رخاء وأمن وأن عندنا نعمة الأسلام وألى غير ذلك

أيضا الأخلاص والأبداع فى العمل والتغيير الأيجابى موجود عندنا والمتفانيين كثر ودافعهم ليس المردود المادى بل حب التفانى والعطاء حتى وأن لم يجدوا من يثنى عليهم والكثيرون بمجتمعاتنا من درس وعاد وطبق سواء فى تعامله مع المجتمع أو على صعيد المهنه قيم رائعه حتى أن البعض ترى تعامله وكأنه عاش طول عمره بالغرب رغم أنه لم بركب طائره بحياته ...

ما نتحدث عته هو مدى مقدرتنا نحن على التغيير
وهل لدينا الصبر على نقل تجاربنا هنا الى اماكن معيشتنا وعملنا

فى صيف 2006 رجعت لزيارة بلدى وقررت العوده لعملى بالمستشفى بعد انقطاع 7 سنوات عنهم
وجدت صعوبه كبيره فى التأقلم ,تجاوزات كثيره وفقدان لحدود التعامل بين الجنسين لم تكن على ايامى
أتصدقون وقت مرورنا على المرضى علينا أنتظار كل مريض الى أن ينتهى من مكالمته الهاتفيه (الجوال)
وأحيانات اثناء الكشف السريرى يرن جوال المريض يقول أنتظرى أشوى
ويرد على الجوال ويقعد يسولف بالنصف ساعه وأكثر
والمشكله أنه يقول للى على الهاتف أن عندى مرور أطباء بس ما يسكر الخط ولا المتصل يسكر الخط
مره قلت لمريض ممكن تسكر الخط وكمل مكالماتك بعد ما نمشى قال لى ما أقدر بعدين يزعل منى المتصل ...
يعنى اللى ذابحنا هو المجاملات
وهذا هو اللى هدفنا أننا نلغيه
هنا تعودنا ما نجامل ونعتذر ببساطه وبكلمة شكر
لكن على سبيل المثال لو كنتى مشغوله ودقت عليكِ قريبتك أنه بتجيك بعد ساعه تشرب عندك شاهى (هذا لو دقت لأن عندنا يطبون عليكِ مثل القضاء المستعجل...)
هل بأمكانك أن تعتذرى لها وتوضحى السبب وبأسلوب حلو
أو انك راح تحسبى حساب انها راح تزعل منك
ما تقولى انك تقدرى لانك حتكسرى قاعده ماشى عليها المجتمع اللى حتعيشى فيه
أو انك حتحكى بمثاليه
ممكن حتعمليها مره بس بعدها ما راح تقدرى خصوصا لو حكت للكل انك ما تحبين احد يزورك او ان الغربه خلت تتأمركين (صرتى امريكيه...)

مجتمعاتنا واحنا ايضا تربينا على اسعاد الاخرين وأرضاءهم ولو على حساب انفسنا
ممكن الامثله كثيره بس ما تسعفنى الذاكره فى المواقف اللى صعب الواحد يغير فيها ويحمل قيم تعلمها من الغرب لمجتمعاتنا
بس كوننا مجتمعات شرقيه وترابطنا الاسرى غير عنهم فبالتأكيد مع مرور الوقت سنه او اثنين راح ننسى اننا يوم تعلمنا بالغرب

أكرر لا أتحدث عن العطاء المهنى والتنظيم الادارى فقط
بس فيه أشياء دقيقه تحكم تصرفاتنا ما نقدر نعملها أو نغير فيها وفى اللى حولنا ...

غالياتى
الحكايه مثل ما قلت مو أننا متميزون فى اوطاننا أو لا ينقصنا الذكاء
وكمان هنا مو الكل عايشين ببيوت ضيقه بس المهاجرين الجدد والطلبه
بس الكثيرين جدا بيوتهم كبيره وعندهم من يخدمهم ونفس الشيئ ببلادننا مو الكل فى قصور وعندهم خدم ...

أنا معك مليون الميه أننا افضل منهم وأشطر وأذكى بس هم عندهم روتين ماشيين عليه ولازم يتبعوا الخطوات
بس احنا بنكسر الروتين وممشين كل شيئ بالبركه حتى فى ابسط قواعد السلامه (خليها على ربك )....

و من قال ما عندنا عمليات نصب وسرقه ومجرمين...(يمكن هذا بالمدينه الفاضله اللى حكى عنها المنفلوطى)
يمكن هذا هو العيب فينا وفى بلداننا أن القانون بيجى بذيل القائمه وتدخل العادات والعرف والقبليه قبل القانون

على سبيل المثال عندنا ببلدى القبيله اهم شيئ
فمثلا واحد ضرب حد بسيارته خطأ وقتله
حق الدوله أو الحق العام انه يتم حجزه لأيام معينه (بيسموه تحفظ حتى ما يأثروا اهل المغدور منه)
الى ان يتقدم اهل اللى انقتل ويحضروا ورقه أسمها سند صلح
هذه الورقه يروحوا وجهاء قبيلة اللى قتل(احيانا يكون صبى ما وصل للسن القانونيه اللى تعطيه الرخصه ) لعزاء المقتول ويعزوهم طبعا بيكونوا حاملين معهم جاهه من خرفان ورز ومكرونه ووووالخ
بعدها يرجعون 3 يوم العزاء ويقولوا لهم بالحرف الحى فى اللى له وعظم الله اجركم بس ولدنا مسجون واحنا جاهزين لدفع الديه واللى تريدونه احنا جاهزين له بس عطونا السند (سند الصلح)
طبعا هذه العمليه بيسموها (مسار) وهذفها حتى ما حد من اقارب المقتول يأخذ بالثأر ويقتل حد من اقارب القاتل وتصير الحكايه أخذ بالثأر وحرب البسوس او داحس والغبراء ...
يعنى تتسامح القبيلتين وعفا الله عما سلف
ويطلع القاتل بهالورقه وخلص ...
ممكن العمليه حلوه لو اللى قتل ينحكم عليه خصوصا لو القتل سببه استهتار او سرعه جنونيه
بس اللى يصير انه يطلع ومعه وسام بطولى ...
بالمقابل لو هنا اى خطأ بسيط شوفى العقوبه
واللى أمن العقوبه .....

ما بعرف وصلت فكرتى ام لا
بس كل اللى اقصده هو كيف لنا التغيير فى عادات من حولنا حتى ولو بسيطه

مثال ثانى جاء فى بالى
زيارة المريض بالمستشفى
عندنا مفروضه مو لان عيادة المريض وصى عليها الرسول عليه الصلاة والسلام
لا بس خوفاً من زعل المريض
يعنى لو عنده عمليه تلاقى كل افراد القبيله قدام غرفة العمليات
ووقت الزياره زحمه وأزعاج لكل المرضى وكله علشان المريض ما يزعل
وكلهم جالسين على سريره وطابقين على نفسه وبعضهم قام بتهريب وجبه دسمه له تحت العبايه ..
وبكل بلادنا العربيه هالشيئ يصير (امتابعه لطاش ما طاش)
وقليل حد يجيب باقة ورد او يبعث كرت تهنئه بالسلامه (حيقولوا انه متكبر ورافه انفه على الناس)
بينما بأمكان زوار ثقيلى الظل انهم يأجلوا الزياره الى ان تتحسن حال المريض ويرجع لبيته ويقدر يستقبلهم
ممكن حتقولوا انكم بتعملوا هيك
بس ما مدى تأثيرك فى والدك او اخوك او عمك او قريبتك علشان تلغى عادة كتم نفس المريض بالمستشفى وتأجيل زيارتها لحين عودته الى البيت ...

الموضوع مو تتبع أخطاء ونظاره سوداء
هى تراكمات مثل ما بيقولوا كلنا شايفينها والمشكله كلنا بننقدها حتى قبل أغترابنا بس مو قادرين نغيرها
وحتى اللى هناك بينتقدوا الظواهر السلبيه بالمجتمع بس بتلاقيهم بيعملوها

بكرر المثاليه سهله فى الكلام بس التطبيق صعب على الواقع

دمتن بود