عن عيوني لا تغيب -- حب ضائع

الأدب النبطي والفصيح

فتحت النافذة في هذا الصباح بحثاً عن طيفك فغمرني نور الشمس و أيقظني من أحلامي... لست هنا و لن تعود هنا مرة أخرى.. يا له من احساس موجع يقتل الأمل في قلبي..
مشيت بتثاقل الى الحمام لأغسل وجهي و نظرت في المرآة و لكني فجأة وقفت مذهولة.. من هذه المرأة التي أراها؟ هل يعقل بأنني هي؟؟ متى فقدت نفسي و لم أعد أتعرف إليها؟؟
أشحت بوجهي فلا أريد رؤيتها.. أكرهها و أتمنى لو أتخلص منها.. سأكسر كل المرايا حتى لا أراها فهي تذكرني بأنني فقدتك.. تنظر إلي بشفقة و بعتاب و كأنني السبب.. سأحطم كل مرآة تطل منها ..
ماذا سأفعل اليوم؟ كيف سأقضي الساعات الى أن يأتي موعد النوم؟؟ آه, هذه مشكلتي الكبرى كل يوم.. أريد لهذه الساعات أن تنقضي حتى أعود لمخدتي و أراك في أحلامي.. انت هناك دائماً, تبتسم بحنان و تنظر إلي بحب.. أريد أن أكون معك دائماً.. لا أريد أن أستيقظ أبداً..
ليس أمامي سوى أعمال البيت الروتينية علها تنسيني ألمي لبرهة.. أمسكت بأول صحن أمامي في المطبخ و شرعت بتنظيفه و بدأ الماء ينساب ببطء على الزجاج المصقول كشلال صافي يعكس ألوان النافذة الملونة التي تعلوه.. كم هي جميلة هذه الألوان.. تذكرني بك فقد كنت تحبها و تلاحقها و البراءة تشع من عينيك.. لم أدرِ بدموعي تنساب على خدي و يدي ترتجفان إلا عندما وقع الصحن من يدي و هوى على أرضية المطبخ لينكسر الى أشلاء صغيرة كقلبي السقيم و دوى صوته في أرجاء المنزل...
سقطت بعدهاعلى الأرض و بكيت و بكيت.. بكيت كثيراً كما لم أبكِ من قبل.. اليوم فقط تأكدت بأنك لن تعود.. اليوم فقط استوعبت أنك لن تملأ قلبي فرحاً مرة أخرى.. عندما فقدتك لم استطع البكاء لأني لم أستطع أن أصدق بأنك تركت عالمي الى الأبد.. ظننت بأن أذني أصابها الصمم عندما سمعت الخبر, و عيني أصابها العمى عندما رأتك ترحل..
وددت لو اقتلع عيني و أقول لها يا كاذبة.. وددت لو أقطع أذني و أدهسها بقدمي.. كنت متأكدة بأن كل حواسي تكذب علي فأنت لن تتركني.. لن تكسر قلبي و لن تحطم فؤادي.. و لكني اليوم استيقظت.. اليوم عرفت و تأكدت.. أريد أن أعود لأحلامي فأرجوك وافني إليها.. وافني إلى حديقة من الأمل نلعب فيها سوية و ننسى الدنيا و ننسى الآلام و الأحزان..
تعال لنضحك كما كنا نفعل و تنظر إلي بشقاوة و حنان.. تعال إلي لأضمك و أشم رائحة الياسمين التي تحبها في ثيابك.. دعني أقبل وجنتيك و أغوص في مقلتيك فهما طوق نجاتي..
لا أستطيع أن أحيا في هذه الدنيا و أنت لست هنا.. تعال لتأخذني معك و لنمضي في دروب جديدة, أمسك يدك الرقيقة و أشعر بحبك مرة أخرى..
تنبهت فجأة على صوت الهاتف و لم أعد أدري كم لبثت في أحزاني.. فكفكت دموعي و ذهبت لأرد عليه..
- هل استيقظت الآن؟؟
- لماذا؟
- صوتك متعب.. أكنت تبكين؟؟
- .......
- لا بأس البكاء مفيد سيجعلك تخرجين الحزن من قلبك.. لا تكبتي مشاعرك حتى لا تصابي باكتئاب..
- ماذا تريد؟
- لا شيء أطمئن عليك فقط.. لن أتأخر بالعودة فجهزي نفسك سآخذك لنزوره
- نزوره؟؟؟ اليوم؟؟؟
- ألست أنت من طلب مني أن نزوره البارحة؟؟
- حقاً؟؟ لا أذكر.. لا أذكر شيئاً من البارحة سوى وجهه الشاحب..و اليوم فقط تنبهت الى أنني لم أودعه البارحة بل وقفت كصنم أمامه مشدوهة و عقلي متجمد من الصدمة..
- أعرف.. أنا أيضاً أخذت وقتاً لأستوعب بأنه رحل.. ألا زلت تريدين زيارته؟
- حسناً سأجهز نفسي

ماذا سألبس؟؟ أريد أن تراني كما تحبني.. يا ترى ما كان لونك المفضل... الأخضر بالتأكيد فقد كنت دائماً تختار ملابسك خضراء مع اعتراضي الشديد و لكنك كنت تتغلب علي بضحتك البريئة فأرضخ لك في النهاية..
سألبس إذاً ملابس خضراء كما كنت تحب و سأحضر لك زهرتك المفضلة (الياسمين)
خرجت إلى الحديقة لأقطف لك زهور الياسمين فوجدتها بيضاء يانعة تتناثر عليها أشعة الشمس.. قطفت بضعة زهور و لففتها بشريط من الساتان الأخضر و جلست أنتظر زوجي ليقلني إليك..
ها قد أتى فانتظرني.. بعد بضعة دقائق سأقف أمامك و أخبرك بكل ما يجول في نفسي..
كلما اقتربت منك ازدادت سرعة ضربات قلبي.. و هاهي دقات قلبي تعلو حتى أنني أشعر بأن قلبي بدأ ينبض في رأسي.. يا له من صداع رهيب.. و لكن لا بأس, فأنا قادمة..
انشغلت بتعديل الشريط حول الزهور فلم انتبه الى وجود شاحنة كبيرة على المنعطف.. يبدو أنها غيرت اتجاهها فجأة و لم يستطع زوجي تفاديها فصدمت سيارتنا.. أراها و هي تصدم الباب الذي بجانبي و كأنها لقطات بطيئة..تقترب مني و أنا لا زلت أفكر فيك.. أصبحت قريبة جداً و الزجاج يتطاير حولي و لكني لا أسمع شيئاً سوى صوتك..
وقف الجميع فوقي ينادونني و لكني لا أرى أحداً غيرك.. تنظر إلي من السماء و تبتسم و تناديني.. ها أنا قادمة.. مد يدك إلي فأنا قادمة سأكون معك أخيراً كما حلمت.. هذا ليس حلماً, أنا أراك فعلاً و أشعر بيدك الصغيرة على جبهتي..
ابني الحبيب, لم أصل إلى قبرك لأودعك و لكنني وصلت إليك و نسيت كل الألم و الشقاء الذي اعتراني بعد رحيلك.. سأضمك أخيراً و سأرتاح بين ذراعيك إلى الأبد.. لن أفارقك مرة أخرى أبداً...
19
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

*عيــ الكوون ــون*
ابداااااااااااااااااااع

الله يهديك خليتيني مثل هذا :icon33: <<<<<<<<يرضيك؟؟:(

وفي انتظار ابداعك القاااااااادم,,

ودمتِ,,,
ام منــــــــــال
يالله تاثرت مره فعلا عن عيونه لاتغيب
سلمت اناملك اخيتي وانتظر مزيدك وبالتوفيق
عروس الشام
عروس الشام
سلامة قلبك يا عيون الكون :)
و الله أنا كنت أبكي و أنا أكتبها لأني تأثرت جداً بقصة إحدى صديقاتي و كنت أحاول التعبير عن مشاعرها مع بعض الاضافات من عندي طبعاً و النهاية اختراع أيضاً..
الله يخليلي ماما
ابداااااااااااااااااااع الله يهديك خليتيني مثل هذا :icon33: &lt;&lt;&lt;&lt;&lt;&lt;&lt;&lt;يرضيك؟؟:( وفي انتظار ابداعك القاااااااادم,, ودمتِ,,,
ابداااااااااااااااااااع الله يهديك خليتيني مثل هذا :icon33:...
عروس الشام
عروس الشام
الله يخليلك ماما :) تسلمي...