تنشأ عن شعور سلبي تجاه النفس ..
وإحساس بالنقص، أو الدونية ..
يجد صاحبها صعوبة في التركيز على ما يجري من حوله ..
يصبح غير قادر على إقامة علاقات اجتماعية..
مع الأقرباء .. أو اكتساب الأصدقاء..
وينتابه تبعاً لذلك الرهبة والتوتر والارتباك وعدم التركيز ..
مما يؤدي إلى ترك آثارا سيئة على نفسيته ..
ويسبب له العديد من المشاكل ..
فيتراجع دوره كفرد فعال في المجتمع .
:
قد يرتكب المرء عملاً سيئاً يندم عليه ويشعر بالخزي أو الاتهام ..
يخجل ويكون خجله حقيقياً لأنه يرتبط بالحقيقة
أما الخجل المرضي فهو شعور زائف لايستند إلى أسباب حقيقية..
ويطلق عليه ..
( العاطفة التي تخبرنا أننا لا شيء )..
هناك فئة من الناس لديهم استعداد مسبق للخجل ..!
كالمتشائمين .. والشاردين ذهنياً .. والانعزاليين
والمتغطرسين ..
..
فالمنعزلون أولئك هم الذين بقلة علاقاتهم الاجتماعية ..
وهؤلاء يتصفون بسلوك مميز ..
فهم إما يكونون مشاكسين في تعاملهم ..
أو عدوانيين ..
أو قد ينغلقوا على أنفسهم في وحدة قاتلة .
..
آما المتشائمون فهم يشكون في كل مبادرات الود أو اللطف تجاههم
ويعتبرون ذلك نوعاً. من النفاق ..
أو أن من وراءه مصلحة ما ..
ويضعون العراقيل النفسية أمام كل باب يلج منه الآخرون إليهم .
..
والشاردون فئة خاصة تعيش في عالم آخر ..
وترفض او تنفر من. إقامة علاقة منطقية مع آمثالهم ..
:
الخجل والحياء ~
هناك بون شاسع بين الحياء والخجل ..
فالأول صفة إيمانية محبوبة ومرغوبة تزين خلق المرء ..
وهي من أبرز الفضائل النفسية ..
..
أما الخجل فصفة نفسية غير مرغوبة ..
تأتي بآثار سلبية على الإنسان ..
والخجولون هم أناس يخفقون في انتهاز الفرص السانحة
فتضيع الكثير من إمكانياتهم ..التي من شأنها أن تحقق ذاتهم
وتظهر قدراتهم ...
ولكن .. يضيع كل ذلك خلف عقدة الخجل..
نوعي الخجل ~
يذكر الأطباء وعلماء النفس..
أن هناك نوعين من الخجل :
أحدهما يدعى ( الخجل العرضي )..
ويأتي عارضاً عند بعض المواقف الحساسة ..
مثلاً يفاجئ الأب ابنته بأن هناك رجل تقدم يطلب يدها لابنه .. !
يسألها الأب مازحاً وهو يراها مرتبكة :
( ها وشتقولين .. ؟!!)
فتحمر خجلاً .. وتغمغم بكلمات غير مفهومة ..
ثم تفرّ إلى مكان آخر فتتوارى ..!
..
أما الآخر فيدعى الخجل البنيوي..
وهو خجل يمنع صاحبه من الجرأة في مخالطة الناس
والحديث معهم ..
يخاف في أن يتلعثم ، أو يسخر منه أحد ..
لذا يتفادى مجابهة الناس ويمتنع عن عقد علاقات اجتماعية .
الطفل والخجل ~
هناك الكثير من الأطفال يتصفون بالخجل ..
يتوارون أمام أي شخص غريب ..ولا يجيبون عند طرح سؤال عليهم
قد يكون الخجل عند الطفل طبيعياً وسرعان مايختفي مع النمو
أو قد يكون صفة ملازمة تعيقه ..
فماهي أهم أسباب الخجل عند الأطفال ؟
والجواب .. توجد عدة أسباب منها :
أسباب بيئية و تتولد في البيت أو المدرسة..
..
وأسباب بيولوجية ومرجعها فسيولوجية الدماغ عند الصغار
التي تهيؤهم للاستجابة لظاهرة الخجل..
..
وأخرى صحية وتأتي من النقص في تغذية الحامل
أو إصابتها بالإرهاق الجسماني والاضطرابات النفسية
و ذلك جميعه من شأنه أن يترك أثره على الجهاز العصبي للجنين
..
إذن ماهي الوسائل لعلاج الطفل وتخليصه من الخجل ودمجه في المجتمع ؟
في الحقيقة هنالك العديد من الطرق ..وأهمها :
/ عدم استعمال القسوة مع الطفل لدى ارتكابه أي خطأ..
لأن ذلك من شأنه أن يؤدي الى فقدان ثقته بنفسه ، ويولّد فيه الخوف ..
..
/ ينبغي عدم إشعار الطفل بالنقص بسبب وجود أي عيب خلقي
كالتأتأه والتلعثم في الكلام ..
..
/ كما يجب عدم تفضيل أو مدح الشخص المتفوق بين الأشقاء
وإهمال الطفل الذي يعاني من الخجل ..
فهذا سيزيد من تفاقم حالته وانطوائه ..
..
/ عدم انتقاد الطفل أو أي من حركاته و تصرفاته أمام الآخرين
أو نعته بأي صفة سلبية وخاصة أمام أصدقائه..
..
/ تجنب إجباره على القيام بشيء لا يحبه ..
...
ومن الإيجابيات التي نتبعها مع الصغير الخجول :
/ الرفق في معاملته و منحه الكثير من الحنان ليشعر بالأمان..
..
/ تنمية الثقة بالنفس لديه بتكليفه بعمل صغير لإظهار الحاجة إليه
وتشجيعه في أي إنجاز يقوم به ومدحه ..
..
/ مساعدته نفسيا في التغلب على المشاكل التي يعاني منها ..
كالتأتأة وغيرها..وتشجيعه ومساعدته للتكيف مع المجتمع..
دون أي خجل من أي عيب يعانيه ..
:
ما ظواهر أزمة الخجل ؟
هي ظواهر معروفة جداً ..وتتفاوت في شدتها بتفاوت درجة الخجل ..
وتشمل :
تعرق الكفين ، وارتجاف الساقين ..
واختناق الصوت فلا يخرج الكلام جيداً ..
النظرات مضطربة والحركات الانفعالية ..
وبتسارع النفَس .. وقد يصاحب ذلك اضطراب في النبض ..
..
عالجي خجلكِ واندمجي في مجتمعكِ~
العلاج للخجل - كما تؤكد الدراسات الحديثة -
يبدأ عن طريق التدريب في عملية التنفس ..
فقد لوحظ أن الخجلين يتنفسون بشكل سيء..
لذا فالنصيحة الأولى لك أن تخصصي خمس دقائق
لتمارين تنفسية عميقة وعادية ..
وليكن تنفسك بطيئاً ورتيباً ..
..
ثم جربي الاسترخاء في أي وقت يناسبك ..
اذهبي إلى مكان هادئ في البيت ذي نور لطيف ..
استلقي على ظهرك على أن تكون يداك مبسوطتان وساقيك مضمومان
ثم حاولي أن تبتعدي عن التفكير في أي شيء..
وركزي انتباهك على نقطة من جسمك ..
مثل الركبة ، أو الساق ..
وأوحي لنفسك أن هذه النقطة تنوء بحملها ومتعبة
وتعاني من ثقل عظيم ..
..
هذه الجلسات عزيزتي ..
يجب أن تكون منتظمة لتحصلي على جدواها
وفي البداية لتستمر من خمس إلى عشر دقائق ..
ثم يمكن تمديدها بعد بضعة أسابيع إلى ربع ساعة ..
..
وهذا التمرس على الاسترخاء يعتبر قد حقق غرضه ..
حين تصبحين قادرة بيسر على إرخاء جسمك
في دقائق معدودة .. وبجهد إرادي بسيط ..
وسترين أن تعودك على الاسترخاء قلل أزمات الخجل لديك
وتبعاً لذلك سيقل ارتباكك ، وضغط آعصابك ..
وستكونين أكثر سعادة ، وأكثر ثقة ..
إذا حققت لنفسك الراحة الضرورية ، وستكتسبين الأصدقاء
..
عالجي في وقت مبكر عقدة الخجل غير الاعتيادية والانعزالية ..
وإلا سيستفحل الخجل أكثر في المستقبل ..
وإن كانت لإحدنا ابنة أو أخت صغيرة خجولة تعجز عن التعبير
فلنجرب إعطائها دروساً في النطق ومخارج الحروف
ولنراقب تماسك شخصيتها ..
ونسهر على انتظام تمارينها وطريقة تنفسها . .
لنساعدها على تأكيد ذاتها وطرد الخجل وبناء ثقتها بنفسها
فالخجل المستفحل مرض يشكل إعاقة ..
أمام انفتاح أبواب النجاح في الحياة ..
عزيزتي :
ادحري الخجل ..
عيشي حياتك بثقة ..
وابنيها على الاعتداد بالنفس ..
تحضي إن شاء الله بحياة مشرقة ..
بعيدة عن ظلمة العزلة والتقوقع ..
وتفوزي بعلاقات اجتماعية سليمة وإيجابية..
مع من يحيطك ..
وبارك فيك ياغالية