:44: :44: :44:
*** غرفــة الأحزانـــــــــــ ***
كان لي صديق أحبه لفضله وأدبه فكان يروقني منظره و يؤنسني
محضره .قضيت في صحبته عهدا طويلا ما أنكر من أمره شيئا حتى سافرت من القاهرة سفرا
طويلا فتراسلنا حينا ثم انقطعت عني كتبه فرابني من أمره مارابني ثم رجعت فجعلت أكبر همي
أن أراه فطلبته في جميع المواقع التي كنت ألقاه فيها فلم أجده, فذهبت إلى منزله فحدثني
جيرانه أنه هجره من عهد بعيد , وأنهم لا يعرفون أين مصيره ,فوقفت بين اليأس والرجاء
برهة من الزمان , يغالب أولهما ثانيهما حتى غلبه ,فأيقنت أني قد فقدت الرجل وأني لن أجد
بعد اليوم سبيلا إليه.
هنالك ذرفت من الوجد دموعا لا يذرفها إلا من قل نصيبه من الأصدقاء , وأقفر ربعه من
الأوفياء و أصبح غرضا من أغراض الأيام ، لا تخطئه سهمامها , ولا تغبه آلامها :44:
**********
بينا أنا عائد مإلى منزلي في ليلة من ليالي السرار إذ دفعني الجهل بالطريق في هذا الظلام
المدلهم إلى زقاق موحش مهجور يخيل للناظر إليه في مثل تلك الساعه التي مررت فيها أنه
مسكن الجان , أو مأوى الغيلان ،فشعرت كأني أخوض بحرا أسود ، يزخر بين جبلين
شامخين , و كأن أمواجه تقبل بي و تدبر و ترتفع وتنخفض ، فما توسطت لجته حتى سمعت في
منزل من تلك المنازل المهجوره أنّــةً تتردد في جوف الليل ، ثم تلتها أختها ثم أخواتها ، فأثر
في نفسي مسمعها تأثيرا شديدا و قلت : ياللعجب ، كم يكتم هذا الليل في صدره من أسرار
البائسين ، و خفايا المحزونين ، و كنت قد عاهدت الله قبل اليوم ألا أرى محزونا حتى أقف
أمامه وقفة المساعد إن استطعت ، أو الباكي إن عجزت فتلمست الطريق إلى ذلك المنزل حتى
بلغته ، فطرقت الباب طرقا خفيفا فلم يفتح ، فطرقته أخرى طرقا شديدا ففتحت لي فتاة صغيرة لم
تكد تسلخ العاشرة من عمرها ، فتأملتها على ضوء المصباح الضئيل الذي كان في يدها ، فإذا
هي في ثيابها الممزقه ، كالبدر وراء الغيوم المتقطعه ، وقلت لها : هل عندكم مريض ؟ فزفرت
زفرة كاد ينقطع لها نياط قلبها ، و قالت : أدرك أبي أيها الرجل فهو يعالج سكرات الموت
............................................................................
آسفه إني ح أوقف هنا لأني تعبت صراحه ؛ و نكمل بكره إن شاء الله :44:

عصير كوكتيل @aasyr_koktyl
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

:27: الملاك يقرأ قصتي ، يلرب لك الحمد :21: :21: :21:
*************************************
السلام عليكم حبيباتي
نكمل القصة مباشرة : ثم مشت أمامي فتبعتها حتى وصلت إلى غرفه ذات باب قصير مسنم ،
فدخلتها فخيل إلي أني قد انتقلت من عالم الأحياء إلى عالم الأموات ،وان الغرفة قبر و
المريض ميت فدنوت منه حتى صرت بجانبه ، فإذا قفص من العظم يتردد فيه النفس تردد
الهواء في البرج الخشبي . فوضعت يدي على جبينه ففتح عينيه و أطال النظر في وجهي ، ثم
فتح شفتيه قليلا قليلا . و قال بصوت خافت :( أحمد الله فقد وجدت صديقي ) فشعرت كان قلبي
يتمشى في صدري جزعا و هلعا ، و علمت أني قد عثرت بضالتي التي كنت انشدها و كنت
أتمنى ألا اعثر بها و هي في طريق الفناء و على باب القضاء و ألا يجدد لي مرآها حزنا كان في قلبي كمينا ، و بين أضالعي دفينا ، فسألته ما باله ؟ و ما هذه الحال التي صار إليها ؟ و كان
انسه بي أمد مصباح حياته الضئيل بقليل من النور فأشار إلي انه يحب النهوض فمددت يدي
إليه ، فاعتمد عليها حتى استوى جالسا و أنشأ يقص القصة التالية :
*************************************
السلام عليكم حبيباتي
نكمل القصة مباشرة : ثم مشت أمامي فتبعتها حتى وصلت إلى غرفه ذات باب قصير مسنم ،
فدخلتها فخيل إلي أني قد انتقلت من عالم الأحياء إلى عالم الأموات ،وان الغرفة قبر و
المريض ميت فدنوت منه حتى صرت بجانبه ، فإذا قفص من العظم يتردد فيه النفس تردد
الهواء في البرج الخشبي . فوضعت يدي على جبينه ففتح عينيه و أطال النظر في وجهي ، ثم
فتح شفتيه قليلا قليلا . و قال بصوت خافت :( أحمد الله فقد وجدت صديقي ) فشعرت كان قلبي
يتمشى في صدري جزعا و هلعا ، و علمت أني قد عثرت بضالتي التي كنت انشدها و كنت
أتمنى ألا اعثر بها و هي في طريق الفناء و على باب القضاء و ألا يجدد لي مرآها حزنا كان في قلبي كمينا ، و بين أضالعي دفينا ، فسألته ما باله ؟ و ما هذه الحال التي صار إليها ؟ و كان
انسه بي أمد مصباح حياته الضئيل بقليل من النور فأشار إلي انه يحب النهوض فمددت يدي
إليه ، فاعتمد عليها حتى استوى جالسا و أنشأ يقص القصة التالية :

[ منذ عشر سنين كنت اسكن انا و والدتي بيتا
يسكن بجانبه جار لنا من ارباب الثراء و النعمه و كان قصره يضم بين
جناحيه فتاة ما ضمت القصور اجنحتها على مثلها حسنا و بهاء و رونقا
و جمالا ، فألم بنفسي من الوجد بها ما لم استطع معه صبرا ، فما زلت بها
اعالجها فتمتنع ، و استنزلها فتتعذر . و أتأتى إلى قلبها بكل الوسائل فلا أصل
إليه ، حتى عثرت بمنفذ الوعد بالزواج فانحدرت منه إليها فسكن جماحها ، و
أسلس قيادها ، فسلبتها قلبها و شرفها في يوم واحد ، و ماهي إلا أيام قلائل
حتى عرفت أن جنينا يضطرب في أحشائها ، فأسقط في يدي ، و طفقت أرتئي
لها بين أن أفي لها بوعدهاأو أقطع حبل ودها ، فآثرت أخراهما على أولاهما
و هجرت ذلك المنزل الذي كنت تزورني فيه ، و لم أعد أعلم بعد ذلك من أمرها
شيئا .
............................................وللحديث بقيه إن شاء الرحمن:13:
يسكن بجانبه جار لنا من ارباب الثراء و النعمه و كان قصره يضم بين
جناحيه فتاة ما ضمت القصور اجنحتها على مثلها حسنا و بهاء و رونقا
و جمالا ، فألم بنفسي من الوجد بها ما لم استطع معه صبرا ، فما زلت بها
اعالجها فتمتنع ، و استنزلها فتتعذر . و أتأتى إلى قلبها بكل الوسائل فلا أصل
إليه ، حتى عثرت بمنفذ الوعد بالزواج فانحدرت منه إليها فسكن جماحها ، و
أسلس قيادها ، فسلبتها قلبها و شرفها في يوم واحد ، و ماهي إلا أيام قلائل
حتى عرفت أن جنينا يضطرب في أحشائها ، فأسقط في يدي ، و طفقت أرتئي
لها بين أن أفي لها بوعدهاأو أقطع حبل ودها ، فآثرت أخراهما على أولاهما
و هجرت ذلك المنزل الذي كنت تزورني فيه ، و لم أعد أعلم بعد ذلك من أمرها
شيئا .
............................................وللحديث بقيه إن شاء الرحمن:13:


الصفحة الأخيرة
إلى اللقاء في الحلقه القادمه...