مناير العز

مناير العز @mnayr_alaaz

عضوة شرف في عالم حواء

فضلا أيها الرجــــل ... ممنوع الاقتــــــــــراب.. (قصة واقعية)

الأدب النبطي والفصيح

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأعود إليكم بقصة واقعية جديدة أتمنى أن تنال إعجابكم ..وهي مختلفة عن سابقاتها من القصص التي كتبتها

قصتي اليوم ... ستكون بلا حدود زمنية

فلن أقول متى وقعت ؟..

وبلا حدود مكانية

فلن أقول أين وقعت؟

وسأتحفّظ على ذلك لأسباب أمنية < :angry:

وسأتكلم بضمير الأنا .. لأسباب ليست أمنية ولكن ..

لأنها ..

سأترك لكم السبب في نهاية القصة..

أتمنى أن تقضوا معها أوقات سعيدة
:)
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
191
38K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مناير العز
مناير العز
أهذا المكان يسمونه حرم جامعي؟ هذا المكان الذي يغص بفتيات قد لطخن وجوههن وسرحن شعورهن أو نفشنها .. أو لبسن القمصان الخفيفة أو الصارخة الألوان؟

وهذا المكان التاريخي الذي تتراكم في بعض جنباته بقايا من مخلفات وطعام رمت به طالبات العلم

لم أتمالك نفسي من الضحك .. أي حرم وأي علم .. تنعتونه بالجامعي؟؟

ولكن يجب أن لا أستهزئ بعد أن استوقفتني موظفة الأمن لتسألني عن بطاقتي الجامعية .. ولولا تلك الورقة البيضاء الصغيرة لما أذنت لي

فأنا لا أملك بطاقة جامعية .. أنا لست طالبة ولكني خريجة منذ ما يقارب السنتين

كل ما أملك ورقة الأذن من وكيل الجامعة الذي كلمه أبي بخصوص توظيفي فيها فوقّع لي بالأذن بالدخول من أجل تلك الوظيفة

لن أنسى وجه موظفة الأمن وهي تقول: ليس هناك وظائف .. ارجعي ..

فمددت يدي بصمت لترى توقيع الدكتور وكيل الجامعة

فسحبـَتها لتخفض رأسها ثم تقول مشيرة بيدها : من هنا أرأيت؟ هذا مبنى الإدارة حيث مكتب العمادة

فخرجت .. بزهو أمشي فأنا لم أدخل متلصصة ولم أدخل بتذلل .. بل دخلت شامخة برأسي ولن يوقفني أحد سوى مكتب مديرة قسم الموظفات

لا أحد يتخيل مدى عزتي بنفسي .. إلى درجة أني لا أدخل مكانا إلا بثقة أن دخولي في محله وأني لن أُسأل عن سبب دخولي فيه

مشيت أتأمل أرصفة الجامعة المتآكلة وممراتها التي تحفر بعضا منها.. ومبانيها القديمة ..

ليس لك عذر أيتها الجامعة في أن تحتفظي بهذا المنظر القديم والمتآكل ..

فهذهـ المباني ليست أقدم من جامعة أكسفورد أو الجامع الأزهر إن أردنا مثالا عربيا

ومع ذلك فمبانيك تكاد تدخل علم الآثار لكثرة شروخها وتجردها عن لونها

000000000000000
7
مناير العز
مناير العز
هذا المنظر أتصبح به كل يوم .. منظر جامعتي التي تتربع في جانب من المدينة ... وقد عرفتني موظفة الأمن فلم تعد تستوقفني لترى بطاقتي ..

هذهـ الممرات التي لا تليق بأقدام طالبة العلم اعتدت على التهامها بقدميّ .. وفي كل مرة أحمد الله في سري أني لست طالبة وإلا لسُدت نفسي من كثرة ما أتعثر فيها ومن منظرها المتهالك

لقد أرسلتني مديرة التوظيف إلى مبنى قد يكون الأحدث والأرقى في الجامعة ولكنه ليس الأحب إلى نفسي

إنه مبنى الشبكات التلفزيونية .. حيث أعمل مشرفة على طالبات الشبكات

ومع أن الوظيفة لم تعجبني .. فقد قبلت بها وفضلتها على الفراغ الذي أقضيه في المنزل ويحسسني بقلة أهميتي في المجتمع ..

لم تعجبني لا لقلة مردودها المادي ولكن ...... لأن فيها رجال ..

فنحن نحادث الدكتور بشأن الطالبات ونتوسط للطالبات عند الدكتور وهكذا .. وأنسق مواعيد الاختبارات وأجمع البحوث للدكتور .. وكذلك الغياب والأعذار .. وأحيانا أشفع للطالبة عند الدكتور ..فيقبل عذرها لا رحمة بها... ولكن لا يريد أن يرد شفاعتي بها

لقد انضممت إلى مجموعة من الموظفات المتمرسات على هذا العمل .. واللاتي اعتدن على مجابهة الطالبات وتحمل وقاحتهن

واعتدن على عصبية الدكاترة وعلى طلباتهم وأوامرهم التي تكون أحيانا أشبه بالتنكيل

واعتدن على الضجيج والزحام الجامعي

واعتدن على الحضور باكرا والانصراف قبيل أذان العصر

واعتدن على كثرة المشي وطول الوقف لمراقبة الطالبات

باختصار اعتدن على العمل الميداني الشاق

ومع أني أحب العمل الميداني .. إلا أن هذه الوظيفة لم تعجبني قط .. فأنا بين فئتين لا أحب مخالطتهما

الطالبات المتطاولات .. والدكاترة المتجبرين .. وبالطبع ليس كلهم

وغالبا ما تضيع أعصابي بين عصبية الفريقين
7
مناير العز
مناير العز
هذهـ صورة عامة للجو الذي بدأت فيه قصتي

لقد مضت فترة قبل أن تبدأ ... وكانت بدايتها بحضور دكتور سعودي جديد .. لا أدري إن كان قد حصل على الدكتوراه حديثا أم لا؟؟ ولكن شكله يوحي بصغر سنه قياسا بكادر الشيوخ الذين يدرسون في الشبكات التلفزيونية

بعد أن لففت عباءتي ووضعتها في الدولاب بجانب حقيبتي التي لن تر النور إلا في نهاية الدوام الشاق .. وتحتضن خفية جوالي الحديث والمزود بالكاميرا والذي لا أسمح أن يظهر أمام أحد حتى لا يشي بي إلى موظفات الأمن

بعد ذلك ركضت خارجا ومعي ملف للشبكة رقم 1 لآخذ الغياب والحضور قبل مجيء الدكتور ..

استوقفني صوت مديرتنا (مديرة المشرفات): تعالي .. لقد زاد عليك العمل من اليوم
- وكيف؟
- هناك مادة جديدة نزلت في جدولك
- ولماذا؟
- لأنك الأقل نصيبا .. ألا ترين أنك أقل من زميلاتك بحجة أنك جديدة ولم تعتادِ العمل؟
- بلى
- إذن خذي هذا الملف .. فيه أسماء طالبات الدكتور ماجد .. وبعد أن تنتهي من شبكة 1 اذهبي إلى شبكة 7 لتأخذي غياب الطالبات عند الدكتور ماجد
- حاضر

قلتها وقد قطبت جبيني .. فالعمل لا يكاد ينتهي وفوق ذلك يأتون لي بالمزيد !!

بعد أن انتهيت من الشبكة الأولى ذهبت إلى حيث الدكتور الجديد في الشبكة السابعة

- هل حضرت المشرفة ؟ (كان هذا صوت الدكتور قادما من التلفاز عندما دخلت وكان يبدو أنه ينتظر منذ فترة)
- نعم (صوت الطالبات يجيب بعد رأين ملف الحضور والغياب في يدي)
- نعم يا دكتور؟
- من أنت؟
- أنا المشرفة .. وسآخذ الحضور والغياب
- (قاطعني) أقصد ما اسمك حتى أعرف من تعمل معي؟ ( قالها بصوت غاضب)
- مي .. أستاذة مي
- أهلا بك يا أستاذة مي .. ولكن ألا ترين أنك تأخرت.. فالساعة الآن الثامنة وعشر دقائق؟؟
- يا دكتور .. كنت في محاضرة أخرى عند الدكتور سعيد لأسجل حضور طالباته
- عجيب .. هل تشرفين على شبكتين في وقت واحد؟
- وأكثر..
- (بصوت غاضب) ألا يوجد مشرفة مخصصة لهذه الشبكة؟
- هذا النظام يا دكتور..
- ولكن أريد أن تبقي معهن طيلة الوقت للمحافظة على سير المحاضرة
- قد أستطيع بعض الوقت .. لأن البعض الآخر سيكون من حق المحاضرة في شبكة الدكتور سعيد
- لا حول ولا قوة إلا بالله .. سأحاول أن أتفاهم مع مديرة الشبكات .. والآن فلتتفضلي بتسجيل الحضور
- حسنا
7
مناير العز
مناير العز
وتقدمت لتسجيل حضور الطالبات بينما بدأ الدكتور بدرسه وبينما كنت أدور بين مقاعد الطالبات حانت مني التفاتة إلى الشاشة التي يظهر فيها الدكتور ..

وقتها جمدت في مكاني .. فلم أتخيل يوما أن يظهر دكتور جامعي بهذهـ الوسامة والصفاء والأناقة .. حتى إني تخيلت أن هذهـ الشاشات تشترط أن لا يظهر خلفها إلا كل دكتور عجوز أو أشعث الرأس أو أصلع أو الأقل وسامة وجمالا

أحس أني لفتُّ نظر الطالبات بنظراتي الذاهلة إلى الشاشة .. فنظرت حولي لأجد الطالبات مشغولات بالكتابة مع الدكتور ومتابعة الدرس .. فتنهدت لأنهن لم يلحظنني

وأسرعت في عملي لأخرج وأذهب للشبكة الأخرى .. شبكة الدكتور سعيد

وبعد ساعتين من العمل .. أي بعد انتهاء حصة المحاضرة الأولى دخلت على المديرة لأجدها تتكلم مع الدكتور ماجد وتحاول أن تفهمه طريقة العمل لدينا

ثم أشرت لي وقالت : الدكتور يريد محادثتك
أجبت بضيق: وماذا يريد؟ فأنا لا أحب محادثة الرجال
- يريد أن يملي عليك تعليماته
- أف ..(ثم أخذت سماعة الهاتف لأكلم الدكتور)
- أهلا أستاذة مي
- أهلا بك .. (قلتها بجفاف رغم أن صوته كان هادئا ولطيفا)
- لقد فهمتُ من المديرة طريقة عملكم .. وكنت أتمنى أن تبقي معي في المحاضرة لضبط الطالبات .. ولكن لا بأس بنصف الوقت .. وما أريده منك أن تأتي قبل الوقت لتأخذي الغياب ومن ثم تمليني أسماء الطالبات الغائبات ..
- إن شاء الله يا دكتور
- وأيضا لا تسمحي لهن بالأحاديث الجانبية ولا بالأكل أو الشرب
- أكيد هذا شيء ممنوع
- وأيضا أريد منك محاسبتهن على الكتب .. فلا تحضر طالبة بلا كتابها
- حاضر يا دكتور (قلتها وأنا أعرف أن هذا الدكتور سيحملني أحمالا فوق حملي)
- شكرا يا أستاذة مي
- العفو

وبعد أن وضعت السماعة قلت بمسمع من المديرة والموظفات : ألهذا يكلمني؟ أنا أعرف عملي وأعرف واجبي ولا حاجة لي بأن أكلمه عبر الهاتف . . (ثم وجهت حديثي للمديرة) وكان يستطيع أن يملي عليك هذه التعليمات فتعلميني بها !
قالت: ربما أراد التأكيد عليك بنفسه
- ولكن أنا لا أحب الكلام مع الدكاترة
- هذهـ طبيعة عملك .. وعليك أن تقبلي بها

لم أرد عليها ولكني أخذت ملفاتي لأستعد للمحاضرة الثانية فهي على وشك أن تبدأ

كان هذا هو اليوم الأول من مشوار طويل ومن سنة رتيبة مملة وشاقة

ولم يكن لدي أي تصور عما سيحدث من تطورات فيما بعد

وللحديث بقية
ثلاثيات
ثلاثيات
اسلوبك جميل جدا
بس متى تكملين تراني تحمست