
666 بدون اسم @666_bdon_asm
عضوة جديدة
فكان ابوهما صالحا
كثير من اﻵباء الذين يهتمون بأمر التربية يقصرون اهتماماتهم على متابعة آخر ما توصل إليه علم التربية. وتستشرف عقولهم لمعرفة أسرار الثواب والعقاب وفنون الدافعية ومعالجة اﻷخطاء...وكل ذلك حسن وخاصة إذا استقي من مصادر الشريعة وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم واستنباطات العلماء منها......غير أن القضية اﻷولى واﻷهم قضية "وكان أبوهما صالحًا".!! 1ـ والذي خبث ﻻ يخرج إﻻ نكدا.... معلومة هي قِصّة ذلك الشاب السارق الذي لما أرادوا قطع يده! نادى القاضي وقال: اقطعوا يدّ أمي ﻷنني وأنا صغير سرقت بيضة فتهلل وجهها وضحكت لي؟ تلك القصة يؤيدها ذلك المثال الذي ضربه الله ليبين لنا كيف ﻻ تستوي السنبلة على عودها إﻻ إذا كانت بذرتها صالحة وتربتها صالحة فإذا كانت البذرة فاسدة وتربتها سبخة فأي عود وأي زرع ترجو من وراء ذلك، فقد قال تعالى: "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث ﻻ يخرج إﻻ نكدا". فمن حق البذرة أﻻ توضع إﻻ في أرض طيبة وذلك من حق الولد على والده أن يحسن اختيار أمه، فاﻷب الصالح واﻷم الصالحة ﻻ شك أن ثمرة وذرية ذلك الزواج ستكون صالحة. ـ الثمرة الطيبة المباركة عبد الله بن المبارك فهذا المبارك والد اﻹمام الحجة شيخ اﻹسﻼم عبد الله بن المبارك، كان عبداً رقيقاً أعتقه سيده، ثم عمل أجيراً عند صاحب البستان، وفي يوم خرج صاحب البستان مع أصحاب له إلى البستان وقال للمبارك: ائتنا برمان حلو فقطف رمانات، فإذا هي حامضة، فقال صاحب البستان: أنت ما تعرف الحلو من الحامض؟!! فقال له: أنت لم تأذن لي ﻷعرف الحلو من الحامض.. فقال: أنت من كذا وكذا سنة تحرس البستان وتقول هذا وظن أنه يخدعه،فسأل الجيران، فقالوا: ما أكل رمانة واحدة منذ عمل هنا، فقال له صاحب البستان: يا مبارك ليس عندي إﻻ ابنة واحدة فلمن أزوجها؟ قال المبارك: اليهود يزوجون للمال، والنصارى للجمال، والعرب للحسب، والمسلمون يزوجون للتقوى ـ فمن أي اﻷصناف أنت؟ زوّج ابنتك للصنف الذي أنت منه،فقال: وهل يوجد أتقى منك، ثم زوّجه ابنته. فكان من ثمرة ذلك شجرة يانعة مباركة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، أكﻼً من جهاد، وزهد، وعلم، وصدقة إنه "عبد الله بن المبارك". وهذا والد اﻹمام البخاري يقول عند موته "والله ﻻ أعلم أني أدخلت على أهل بيتي يومًا درهمًا حرامًا أو درهمًا فيه شبه" فجاء حديث الرسول الصحيح مجموع على يد ولده "محمد بن إسماعيل البخاري" أصح الكتب بعد كتاب الله. 2ـ فليتقوا الله وليقولوا قوﻻً سديدًا خلق الله في نفوس عباده محبة الولد، والرغبة في إسعاده، فقلوب اﻵباء مرهفة الحساسية تجاه أبنائهم، شديدة الشغف بهم، قال تعالى "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين.." وقال "المال والبنون زينة الحياة الدنيا" غير أن كثيرًا من اﻵباء يقصرون اهتماماتهم على تأمين حياة راغدة ومعيشة هانئة بجمع المال، وكل ذلك حسن إن كان من حل فقد قال صلى الله عليه وسلم "إنك إن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس "غير أن القضية اﻷولى واﻷهم "وكان أبوهما صالحا". وانظر كيف وصف الله الطريق لمن تملك الخوف قلوبهم على ذريتهم في المستقبل فكانت التقوى والصﻼح هما الطريق. ـ محمد بن المنكدر يصف الطريق ورد عن محمد بن المنكدر أنه قوله لولده والله يا بني إني ﻷزيد في صﻼتي ابتغاء صﻼحك. فانظر كيف كان فقهه رضي الله لقضية صﻼح الذرية، وعلم ما هو الشيء النفيس والغالي الذي يكتنزه لولده حتى ينفعه فيما هو مقبل عليه من العواقب والمشقات. لقد أدرك ابن المنكدر الطريق فهل تبصره أنت. ـ وعمر بن عبد العزيز يضرب المثال ..وهو من هو في زهده وورعه ... مات وما خلف ﻷهل بيته من حطام الدنيا شيئا ... ثم ...يقول العارفون من أهل عصره: قد رأينا أبناء عمر بن عبد العزيز أغنى الناس، ورأينا أبناء عبد الملك بن مروان عالة يتكففون الناس. فترك الحرام وقول المعروف وفعل الخيرات وبذل الصدقات هي اﻷمان لولد تتقلب أحواله في الدهر وأنت ﻻ شك تاركه، ولكن الذي ﻻ يزول، والذي بيده مقادير السماوات واﻷرض وخزائنها إن استودعته وديعتك لن يضيعها. "وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قوﻻ سديدا" 3ـ وكان أبوهما صالحًا رجﻼن أتيا إلى قرية أهلها بخﻼء لم يطعموهما ليجدا جدارًا أصحابه غير موجودين، "صبيان صغيران" يعيشان في مدينة أخرى، فيقيما الجدار ويصلحاه. ـ وقفتان: الوقفة اﻷولى وقفة تأمل لهذا الرجل فانظر إليه وهو واقف في خشوع بين يدي الله في جوف الليل يسيل دمعه من خشية الله، أو استمع لصوته وهو يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر، أو اشعر بصبره على ابتﻼء الله له، أو ترقبه وهو يضع الصدقة في يد يتيم وترقرق عينه من الدمع شفقة عليه. ﻻ شك أن لهذا الرجل سرًا بينه وبين الله رفع من قدره فحفظ الله به ولده، فﻸجله وﻷجل صبياه ابتعث رجلين عظيمين عند الله أحدهما نبي من أولي العزم، واﻵخر قيل فيه إنه بني وقيل إنه كان رجﻼ صالحًا. ـ والوقفة الثانية: أن المال والمنصب والجاه والعقار ﻻ ينفع وحده إن لم يكلله "وكان أبوهما صالحا". ـ وانظر إلى هذا المشهد اﻵخر: فلقد بلغ من خوف أحدهم على ابنه من دواهي الزمان ما حكاه العالم أبو بكر بن يعقوب بن شيبة عن أبيه لما وُلد, فإنه دخل على زوجته فقال: إذا حسبت مولد هذا الفتى فلو عاش كذا وكذا من السنين وقد حسبتها أيامًا وقد عزمت أن أعدّ له لكل يوم دينارًا مُدّة عُمره؟! فإن ذلك يكفي الرجل المتوسط له ولعياله، فأعدّ له "برميﻼً" ومﻸه بالدنانير وتركه في اﻷرض ثم قال لها: أعدّي برميﻼً آخر أجعل فيه مثل هذا يكون له, قال: وما نفعني ذلك مع حوادث الزمان، وقد احتجت إلى ما ترون!! ورأيناه فقيراً يجيئنا بﻼ إزار نقرأ عليه الحديث ونبرّه!! "وأما الجدار فكان لغﻼمين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك" كلمة أخيرة كان أحد العلماء "أبو المعالي الجويني" ينسخ باﻷجرة، ويتكسب وينفق على زوجته الصالحة وابنه الرضيع, وكان قد أوصى زوجته أﻻّ تمكّن أحدًا من إرضاعه، فدخل مرّة وقد أخذته إحدى الجارات فرضع قليﻼً!! فما كان منه إﻻ أن أدخل إصبعه في فيه ولم يزل يفعل ذلك حتى قاء جميع ما شربه وهو يقول: يسهل عليّ أن يموت وﻻ يفسد طبعه بشرب لبن غير أمه!! وانظر كيف لقمة واحدة قد تفسد صاحبها. وكذلك فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما أُتي بتمر الصدقة فأخذ سبطه الحسن بن علي -رضي الله عنهما- تمرة منها وجعلها في فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كخ كخ ليطرحها ثم قال: أما شعرت أنّا ﻻ نأكل الصدقة"!!رواة البخاري. فيا ليت أولياء اﻷمور يحولون بين أوﻻدهما الصغار وبين ما حرّم الله على عباده، فانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم استخرج تمر الصدقة من فم الحسن وهو طفل ﻻ تلزمه الفرائض ولم تجر عليه اﻷقﻼم؛ فاعتني بابنك أن يصله شيء من الحرام حتى لو يجر عليه القلم هكذا كان فهم الصالحون منطق "وكان أبوهما صالحا" وكان أبوهما صالحًا.... ابتغاء نجابة الولد أحمد محمد عمرو
13
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

بنت العييري
•
جزاك الله الف خير كلام رائع الله يجعلنا من الصالحين قال تعالى: ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)ا



جزاك الله خيير الله يصلحلنا النيه والذريه ويجعلل ابناءنا صالحين مصلحين ممن ينفع الاسلام والمسلمين

الصفحة الأخيرة