دونا
دونا
وقفات سريعة (15-22)

(مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) )
ورد في تفسير الاية عدة معان.. نذكر منها:..





قال الفيروز أبادي في كتابه بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز مبينا سر التقديم والتأخير:
قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ {البقرة: 62}
وقال في الحج: وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى {الحج: 17}
وقال في المائدة: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى {المائدة: 69}.


لأن النصارى مقدمون على الصابئين في الرتبة لأنهم أهل الكتب، فقدمهم في البقرة،
والصابئون مقدمون على النصارى في الزمان، لأنهم كانوا قبلهم فقدمهم في الحج،


وراعى في المائدة المعنيين فقدمهم في اللفظ وأخرهم في التقدير
﴿ الصابئون ﴾ هنا مبتدأ، وخبرُه محذوف تقديره "كذلك"
فيكون معنى الكلام على هذا الوجه: إنَّ الذين آمنوا والَّذين هادوا والنَّصارى حكمُهم كذا، والصَّابئون كذلك.


وذكر ابن عاشور في تفسيره : وذِكر المؤمنين واليهود والنصارى والصابئين تقدم في آية البقرة وآية العقود .
وزاد في هذه الآية ذكر المجوس والمشركين ،
لأن الآيتين المتقدمتين كانتا في مساق بيان فضل التوحيد والإيمان بالله واليوم الآخر في كل زمان وفي كل أمة .
وزيد في هذه السورة ذكر المجوس والمشركين لأن هذه الآية مسوقة لبيان التفويض إلى الله في الحكم بين أهل المِلل ، فالمجوس والمشركون ليسوا من أهل الإيمان بالله واليوم الآخر .


«الصابئين» الخارجون من الدين الحق إلى الدين الباطل. وهم قوم يعبدون الكواكب والملائكة
«المجوس» وهم قوم يعبدون الشمس والقمر والنار.



﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسْجُدُ لَهُۥ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِى ٱلْأَرْضِ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ ﴾
لماذا خُصَّت هذه الآيات الكونية(والشمس والقمر والنجوم) بالذكر دون غيرها؟

لأنها قد عُبدت من دون الله، فبين أنها تسجد لخالقها، وأنها مربوبة مسخرة. ابن كثير:3/205.


يقول ابن تيميه : (ومعلوم أن سجود كل شيء بحسبه ليس سجود هذه المخلوقات وضع جباهها على الأرض ) مجموع الفتاوى 21/284 ،
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله : ( وهو سجود الذل والقهر والخضوع فكل أحد خاضع لربوبيته ذليل لعزته مقهور تحت سلطانه تعالى ) مدارج السالكين 1/107 .


والله سبحانه هو الأعلم بكيفية هذا السجود فسائر الكائنات كل له سجود يناسبه ويليق به ، فالواجب على المؤمن أن لا يجعل من جهله بكيفية سجود بعض الكائنات مانعا من التصديق والإيمان بهذا السجود بل الواجب عليه الإيمان بما أخبر الله به من سجود الكائنات له سبحانه .




﴿ فَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ ﴾
‎كيف تكون النار لباساً لأهل النار والعياذ بالله تعالى؟


قال سعيد بن جبير: ثياب من نحاس مذاب، وليس من الآنية شيء إذا حمي أشد حرا منه، وسمي باسم الثياب لأنها تحيط بهم كإحاطة الثياب، وقال بعضهم: يلبس أهل النار مقطعات من نار. القرطبي:15/462.





﴿ كُلَّمَآ أَرَادُوٓا۟ أَن يَخْرُجُوا۟ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا۟ فِيهَا وَذُوقُوا۟ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ ﴾
لماذا يُقال لأهل النار وهم يعذبون: ذوقوا عذاب الحريق؟
‎لأنهم يهانون بالعذاب قولاً وفعلاً. ابن كثير:3/207.
‎ومعنى { كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها } أنهم لشدة ما يغمهم ، أي يمنعهم من التنفس ، يحاولون الخروج فيُعَادون فيها فيحصل لهم ألم الخيبة ، ويقال لهم : ذوقوا عذاب الحريق . ابن عاشور




فائدة

اللهم انا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار..
دونا
دونا
مشاركة جميلة من كنز زوجها الله يجزاها خير



قال الله عزوجل في سورة الحج

(مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15))
أي: من كان يظن أن الله لا ينصر رسوله،
وأن دينه سيضمحل، فإن النصر من الله ينزل من السماء ( فَلْيَمْدُدْ) ذلك الظان ( بِسَبَبٍ)
أي: حبل ( إِلَى السَّمَاءِ) وليرقى إليها ( ثُمَّ لِيَقْطَعْ) النصر النازل عليه من السماء .
( فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ)
أي: ما يكيد به الرسول، ويعمله من محاربته، والحرص على إبطال دينه،
ما يغيظه من ظهور دينه، وهذا استفهام بمعنى النفي
لا يقدر على شفاء غيظه بما يعمله من الأسباب.


ومعنى هذه الآية الكريمة:
يا أيها المعادي للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الساعي في إطفاء دينه،
الذي يظن بجهله، أن سعيه سيفيده شيئا،
اعلم أنك مهما فعلت من الأسباب،
وسعيت في كيد الرسول، فإن ذلك لا يذهب غيظك، ولا يشفي كمدك،
فليس لك قدرة في ذلك، ولكن سنشير عليك برأي، تتمكن به من شفاء غيظك،
ومن قطع النصر عن الرسول -إن كان ممكنا-
ائت الأمر مع بابه، وارتق إليه بأسبابه،
اعمد إلى حبل من ليف أو غيره، ثم علقه في السماء، ثم اصعد به حتى تصل إلى الأبواب
التي ينزل منها النصر،
فسدها وأغلقها واقطعها، فبهذه الحال تشفي غيظك، فهذا هو الرأي:
والمكيدة، وأما ما سوى هذه الحال
فلا يخطر ببالك أنك تشفي بها غيظك،
ولو ساعدك من ساعدك من الخلق.





وهذه الآية الكريمة، فيها من الوعد
والبشارة
بنصر الله لدينه
ولرسوله وعباده المؤمنين ما لا يخفى،
ومن تأييس الكافرين،
الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم،
والله متم نوره، ولو كره الكافرون،
أي: وسعوا مهما أمكنهم.


السعدي :
فائدة نفيسة من سورة الحج
دونا
دونا
بناء بيت الله تعالى في الأرض:-
(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26))
{ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ } أي: هيأناه له، وأنزلناه إياه، وجعل قسما من ذريته من سكانه، وأمره الله ببنيانه، فبناه على تقوى الله، وأسسه على طاعة الله


من اول من بنى الكعبة؟












سار إبراهيم رضي الله عنها بهاجر - بأمر من الله -
حتى وضعها وابنها في موضع مكة وتركهما
ومعهما قليل من الماء والتمر ولما نفد الزاد
جعلت السيدة هاجر تطوف هنا وهناك
حتى هداها الله إلى ماء زمزم
وضرب إسماعيل بقدمه الأرض
وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه
ووفد عليها كثير من الناس


حتى جاء أمر الله لسيدنا إبراهيم
ببناء الكعبة ورفع قواعد البيت،
فجعل إسماعيل يأتي بالحجر وإبراهيم يبني حتى أتما البناء


وقد هدمت الكعبة في التاريخ أكثر من مرة، وكان بناؤها يعاد في كل مرة..
فهي باقية منذ عهد إبراهيم إلى اليوم..
وحين بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تحقيقا لدعوة إبراهيم..
وجد الرسول الكعبة حيث بنيت آخر مرة،
وقد قصر الجهد بمن بناها فلم يحفر أساسها كما حفره إبراهيم.
نفهم من هذا إن إبراهيم وإسماعيل بذلا فيها وحدهما
جهدا استحالت -بعد ذلك- محاكاته على عدد كبير من الرجال..
أي جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما؟
كان عليهما حفر الأساس لعمق غائر في الأرض،
وكان عليهما قطع الحجارة من الجبال البعيدة والقريبة،
ونقلها بعد ذلك، وتسويتها، وبناؤها وتعليتها..
وكان الأمر يستوجب جهد جيل من الرجال، ولكنهما بنياها معا.





(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129)) (البقرة)


إن أعظم مسلمين على وجه الأرض يومها يدعوان الله أن يتقبل عملهما، وأن يجعلهما مسلمين له..
وتبلغ الرحمة بهما أن يسألا الله أن يخرج من ذريتهما أمة مسلمة له سبحانه..
يريدان أن يزيد عدد العابدين الموجودين والطائفين والركع السجود.
إن دعوة إبراهيم وإسماعيل تكشف عن اهتمامات القلب المؤمن..
إنه يبني لله بيته، ومع هذا يشغله أمر العقيدة..
ذلك إيحاء بأن البيت رمز العقيدة.
ثم يدعوان الله أن يريهم أسلوب العبادة الذي يرضاه،
وأن يتوب عليهم فهو التواب الرحيم.
بعدها يتجاوز اهتمامها هذا الزمن الذي يعيشان فيه..
فيدعوان الله أن يبث رسولا لهؤلاء البشر.
وتحققت هذه الدعوة الأخيرة حين بعث محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم..



الحجر الأسود:
انتهى بناء البيت، وأراد إبراهيم حجرا مميزا، يكون علامة خاصة يبدأ منها الطواف حول الكعبة..
أمر إبراهيم إسماعيل أن يأتيه بحجر مميز يختلف عن لون حجارة الكعبة.
سار إسماعيل ملبيا أمر والده..
حين عاد، كان إبراهيم قد وضع الحجر الأسود في مكانه..
فسأله إسماعيل: من الذي أحضره إليك يا أبت؟
فأجاب إبراهيم: أحضره جبريل عليه السلام.



انتهى بناء الكعبة.. وبدأ طواف الموحدين والمسلمين حولها.. ووقف إبراهيم يدعو ربه نفس دعائه من قبل.. أن يجعل أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إلى المكان.. انظر إلى التعبير.. إن الهوى يصور انحدارا لا يقاوم نحو شيء.. وقمة ذلك هوى الكعبة. من هذه الدعوة ولد الهوى العميق في نفوس المسلمين، رغبة في زيارة البيت الحرام.
وصار كل من يزور المسجد الحرام ويعود إلى بلده.. يحس أنه يزداد عطشا كلما ازداد ريا منه، ويعمق حنينه إليه كلما بعد منه، وتجيء أوقات الحج في كل عام.. فينشب الهوى الغامض أظافره في القلب نزوعا إلى رؤية البيت، وعطشا إلى بئر زمزم.




دونا
دونا
الدرس الرابع: وأذن في الناس بالحج


معاني الكلمات:-





لما أخبر تعالى عن حال أهل النار وما هم فيه من العذاب وما أعد لهم من الثياب من النار ،
ذكر حال أهل الجنة - نسأل الله من فضله وكرمه أن يدخلنا الجنة
(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23)
وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24) )
(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ)
أى: وهدى الله- تعالى- هؤلاء المؤمنين إلى القول الطيب الذي يرضى الله- تعالى- عنهم، كأن يقولوا عند دخولهم الجنة:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ )
وهداهم- أيضا- خالقهم إلى الصراط المحمود، وهو صراط الذين أنعم الله عليهم بنعمة الإيمان والإسلام،
فصاروا بسبب هذه النعمة يقولون الأقوال الطيبة، ويفعلون الأفعال الحميدة.
قال الشوكانى: قوله: وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ... أى: أرشدوا إليه.
<الوسيط لطنطاوي>



وقد قال بعض المفسرين في قوله : ( وهدوا إلى الطيب من القول ) أي : القرآن . وقيل : لا إله إلا الله . وقيل : الأذكار المشروعة ،
( وهدوا إلى صراط الحميد ) أي : الطريق المستقيم في الدنيا .
<ابن كثير>



(وهدوا إلى صراط الله الحميد) اضاف الله الصراط إليه، لأنه يوصل صاحبه إلى الله،
وفي ذكر { الحميد } هنا، ليبين أنهم نالوا الهداية بحمد ربهم ومنته عليهم،
ولهذا يقولون في الجنة: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ }
<السعدي>




(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26))
كيف يكون تطهير البيت؟
{ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ } اي: من الشرك والمعاصي، ومن الأنجاس والأدناس
وأضافه الرحمن إلى نفسه، لشرفه، وفضله، ولتعظم محبته في القلوب،
<السعدي>






﴿ وَأَذِّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾
وقد فعل الخليل عليه السلام، ثم من بعده ابنه محمد صلى الله عليه وسلم، فدعيا الناس إلى حج هذا البيت، وأبديا في ذلك وأعادا، وقد حصل ما وعد الله به، أتاه الناس رجالا وركبانا من مشارق الأرض ومغاربها
(ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29))


لم سمي المسجد الحرام بالبيت العتيق؟
قال قتادة: سمي عتيقاً لأن الله أعتقه من أيدي الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه، فلم يظهر عليه جبار قط، وقال سفيان بن عيينة: سمي عتيقاً لأنه لم يملك قط.
<البغوي:3/216.>




﴿ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ ۗ ﴾


كيف يمكن للمسلم أن يكسب الأجر الجزيل بدون أن يعمل شيئاً بجوارحه؟
أي: ومن يجتنب معاصيه ومحارمه، ويكون ارتكابها عظيماً في نفسه (فهو خير له عند ربه)؛ فكما على فعل الطاعات ثواب كثير وأجر جزيل؛ كذلك على ترك المحرمات، واجتناب المحظورات.




<ابن كثير:3/212.>
دونا
دونا
ما دلالة الخطاب بـ (يا أيها الناس) في الحج
(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (27) الحج)
(وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا (97)) آل عمران
بينما الخطاب في الصلاة وغيرها بـ (يا أيها الذين آمنوا)؟
(د.فاضل السامرائى)

الحج يختلف عن كل العبادات. لما قال تعالى (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) هذه دعوة للناس أجمعين للدخول في الإسلام ..كيف؟
الصلاة الصيام والزكاة الديانات مشتركة فيها. وكفار قريش كانوا يصلّوا (وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (35) الأنفال)
فلو قال صلّوا لقالوا إنما نصلي ولو قال زكّوا لقالوا إننا نزكّي ولو قال صوموا لقالوا إننا نصوم،
إذن هذه الدعوات لو قالها لا تكون دعوة للدخول في الإسلام بخلاف الحج.
لم يكن أهل الكتاب من النصارى واليهود يحجون إلى بيت الله الحرام.
فلما قال تعالى (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) معناها كلٌ مدعوون للدخول في الإسلام لأن هذه العبادة الوحيدة التي لم تكن عند أهل الكتاب.
هم كانوا يصلّون ويصومون ويزكّون إلا الحج فلم يكونوا يحجون لمكة. ولذلك هذه دعوة للدخول في دين الله.
الحج يختلف عن بقية العبادات لأن بقية العبادات موجودة. إذن هو دعوة للدخول في الإسلام وإقامة هذه العبادة.