و الآيات من 11 - 15
أي حتى قوله تعالى: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"
في هذه الايات يعالج القران عيبا من عيوبنا وهو العجلة
والتي قد تدفعنا الى ان نضر بأنفسنا
وتأتي الاية التي تليها بلفت أنظارنا الى اية كونية
وهي تعاقب الليل والنهار بحيث لايسبق
احدهما الاخر وفق سنة الله عزوجل
فهذه الاية شأنها شأن كل شيء في هذا الوجود
يسير وفق حكمة الله وامره
وكل مايمر معنا من مصائب ومتاعب وابتلاء
فكله بأمر من الله عزوجل لا يملك الانسان امامه الا الصبر والرضا
وماعليه الا ان يجتهد فيما امره الله ويجتنب مانهاه وتأتي هذه الاية
(وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ (13))
لترسم لوحة امام اعيننا بدقة بالغة وعناية فائقة
فهي تستعير صورة القلادة التي تلزم العنق
لتخبرنا كيف هي اعمالنا تلزمنا ولا تنفك عنا بأي حال من الاحوال
وهي الشيء الوحيد الذي لا يفارقنا حتى في قبورنا
لتقرب هذه اللوحة صورة الحساب دون نقصان
وتكمل الاية اللوحة بمشهد آخر
فيعرض على الانسان كتابه يوم القيامة منشورا مفتوحا له
ليرى كل اعماله مسجلة
وتأتي الاية التي بعدها وفيها لفظ الوِزْر هو الثّقَل العظيم
وإنّما عبّر بهِ ربُّنا هنا عنِ (الإثم) لِتَشْبِيهِ (الإثْمِ) بالحملِ الثّقيل
لِمَا يَجُرُّهُ منَ التّعب لِصاحبهِ في الآخرة
فكما إنّ الحِمْلَ يُتْعِبُ صاحبهُ ويُرهقُ كاهلهُ
فكذلك الإثمَ فإنّهُ يَقْصمُ ظهرَ صاحبه.ومن ثم تأتي هاتين الايتين 16 - 17
لتؤكدان أن الهدى القرآني للفرد
لا ينفي وجود نوع من المسئولية عن المجتمع
فكل راع مسئول عن رعيته والدين النصيحة
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول الدين
وفي الايات من (18 – 21)
ترشدنا إلى أن علينا أن نجعل همنا هو الآخرة، لأنها الباقية.
فاللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا
ولا إلى النار مصيرنا
واجعل الجنة هي دارنا ومستقرنا.
و الآيات من 11 - 15
أي حتى قوله تعالى: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"
في هذه الايات يعالج...
في الاية 22 يبدأ مقطع جديد في سورة الإسراء
بآية تأمرنا بعدم الإشراك بالله
ويختتم بآية مشابهة تأمر أيضا بعدم الإشراك بالله
وبينهما بيان لأهم الوصايا التي يحملها هدي القرآن للبشر
في مقدمة هذه الوصايا يأتي النهي عن اتخاذ آلهة مع الله
فأساس حياتنا هو التوحيد.
وتذكرنا هذه الآية بقوله تعالى:
(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً)
{ الفرقان - 43 }
فهوى الإنسان قد يصبح إلهه إن اتبعه يكون قد أشرك بالله تعالى.
فالإله ليس بالمعنى الضيق شخصا نعبده
بل هو بمفهومه الواسع أي شيء نُطيعه ونتّبعه.
ومن تعلق بغير الله فهو مخذول قد وكِّل إلى ما تعلق به.
ولا ينفع أحد أحدا إلا بإذن الله.
وعلى قدر ما تركه الإنسان من التعلق بربه
وعلى قدر تعلقه بغيره يكون مقدار الخذلان في أمر دينه ودنياه.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته
ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى إما بموت عاجل أو غنى عاجل"
الراوي: عبدالله بن مسعود
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 1645-
خلاصة حكم المحدث: صحيح}
( فتقعد مذموما ) على إشراكك
( مخذولا ) لأن الرب تعالى لا ينصرك
بل يكلك إلى الذي عبدت معه وهو لا يملك لك ضرا ولا نفعا
فتذكري اختي الحبيبة هنا الخذلان الذي يحصل لكل من يشرك بالله
========
بعدما نهانا الله تعالى عن الشرك به، أمرنا بعبادته وحده
فهذه هي دائرة الانتماء الأولى في حياتنا
ويليها مباشرة دائرة الانتماء للوالدين.
وهنا جاء الأمر بالإحسان في معاملتهما
وهو أعلى مراتب التعامل
وبالنهي عن مسهما بأدنى مراتب الأذى
وهو مجرد قول "أف".
وقد وردت الوصية بالوالدين في هذه السورة الكريمة
محفوفة بظلال من الرحمة والرأفة
لافتة إلى ضعف الشيخوخة، ومذكّرة بضعف الطفولة
حتى ترق القلوب التي تقسو بفعل الحياة ومعاركها
فتتوقف عن الأخذ لتتعلم العطاء