الجيل الجديد .
الجيل الجديد .
(56-57) عودة إلى مخاطبة المكذّبين بالتحدي والحسم تثبيتا لقلب الرسول صلى الله عليه وسلم يأمره الله تعالى بأن يتحداهم بحقيقة يدركونها ويعترفون بها وهي أنهم مهما دعوا الأولياء الذين يتخذونهم من دون الله تعالى في حال البلاء، فإن هؤلاء عاجزون عن كشفه أو حتى عن مجرد تحويله إلى غيرهم. ويستطرد القرآن لبيان حقيقة أخرى أنكى وهي أن هؤلاء الأولياء أنفسهم يتسابقون إلى مرضاة الله وحده فيرجون رحمته ويخافون عذابه. ======== (58-60) يذكّر سبحانه بأن القرى والأمم جميعا وكل شيء في الدنيا، سيفنى بحلول يوم القيامة فهذا مصير كل حي. كما أن هذا الهلاك يعجّل الله به خاصةً للقرى التي تطلب من رسلها المعجزات ثم لا تؤمن مثل ثمود. وقد كانت قريش تطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم معجزة حسية، مثل تحويل الصفا ذهبا وإحياء الموتى ولكن الله تعالى، رحمة بهم، لم يستجب لهم لأن تكذيبهم بعد إرسالها يعني هلاكهم العاجل ولأن معجزة القرآن الكريم الخالدة فيها الكفاية. أما معجزة الإسراء والمعراج المادية التي اشتملت على رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لنماذج من أهل النار فلم تكن دليلا على صدق الرسالة بل جعلها الله كما جعل شجرة الزقوم التي ذكرها في القرآن من باب التخويف والفتنة للناس. وقد ارتدّ البعض بسببها، بينما ثبت آخرون. فاللهم اجعلنا ممن يعتبرون ويذّكّرون وينتفعون بالآيات والذكر الحكيم ========== 61 - 65 تبدأ هذه الآيات مقطعا جديدا يركّز على تأكيد كرامة الإنسان وتعزيز مناعته. فأهم ما يميزه هو تكريمه بنفخة الروح التي نفخها الله تعالى فيه والتي كانت السبب في حسد إبليس له وتكبّره عن إطاعة أمر الله للملائكة بالسجود لآدم عليه السلام. ومن خلال عرض قصة بدء الخلق هذه ندرك كيف أن الحسد والكبر هما منبع الشرور والآثام جميعا وتختتم الآيات ببيان طريق الوقاية من حبائل الشيطان وهو الاعتصام بالله .. نعم الوكيل. =========== (66-69) يبدأ سبحانه بتصوير نعمة تسخير البحر للإنسان ليبتغي من فضله تعالى ثم يبيّن كيف أن هذه النعمة قد تتحول إلى نقمة في لحظة فيصبح الإنسان كالريشة في مهب الريح وحينها لا يجد عاصما إلا الله. وقد تواترت القصص على بيان الأثر الذي يحدثه تعرض الإنسان للأخطار في البحر خاصة. ومن ذلك ما يروى في قصة إسلام عكرمة بن أبي جهل. فقد ذهب فارا من رسول الله بعد الفتح، وركب البحر إلى الحبشة فجاءتهم ريح عاصف فقال القوم بعضهم لبعض إنه لا يغني عنكم إلا أن تدعو الله وحده فقال عكرمة في نفسه والله لئن كان لا ينفع في البحر غيره فإنه لا ينفع في البر غيره اللهم لك علي عهد لئن أخرجتني منه لأذهبن فأضعن يدي في يديه ، فلأجدنه رءوفا رحيما فخرجوا من البحر فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه رضي الله عنه وأرضاه ========= وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) ثم خصّ سبحانه بالذكر بعض ألوان تكريم بني آدم على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم وعقائدهم ومنها حملهم في البر والبحر وإتاحة الرزق الطيب لهم وتفضيلهم على كثير ممن خلق سبحانه تفضيلا واسعا غير محدود. ولا شك أن إيراد نعمة حرية الحركة في أول النعم المفصّلة فيه دلالة على أهميتها في تحقيق آدمية الإنسان وعلى أن حرمانه منها من أشنع ألوان الظلم بحقه. فاللهم حرّر الأسرى، وطهّر المسرى وفرّج عن المستضعفين في كل مكان. ========== (71-72) توزع صحائفالاعمال ، ناطقة بما فعلوه باستخدام نعمة العقل التي ميّزهم الله تعالى بها من بين سائر الخلق وشاهدة على حرية الاختيار التي منحت لهم. فإن كانوا من أهل اليمين، فسيفرحون بما وفقهم الله إليه من الطاعات وأنعم عليهم من اتباع الرسل والكتب المنزلة. فإن من طمس نور عقله، وعمي عن آيات الله وبيناته وهداه فسيلاقي جزاء هذا وفاقا. وهي دعوة أيضا إلى أداء الشكر على هذه النعم السابغة الظاهرة والباطنة، وإلى عدم الغفلة عن هذا الشكر. ======= (73-77) يمتنّ الله تعالى على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بنعمة التثبيت في مواجهة تصاعد حملات الترغيب والترهيب من جانب المشركين خاصة في أواخر سنوات دعوته بمكة وقبيل هجرته إلى المدينة. فبفضل الله تعالى وقدرته وحده عصم صلى الله عليه وسلم من فتنة الركون إلى الظالمين في ظل ضعفه وقلّة حيلته خاصة بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجه خديجة رضي الله عنها. وبحماية ربه ونصرته وحده، لم يتأثر عليه السلام أيضا بتهديداتهم ومحاولاتهم استفزازه ليخرج من مكة ذليلا بل خرج فقط عندما أذن الله تعالى له بالهجرة. ======== (78 - 81) الصلاة والقرآن والدعاء مفاتيح عملية للقرب من الله واستمداد القوة منه للثبات على منهجه وللارتقاء في المنزلة، خاصة في الآخرة التي هي خير وأبقى. ======== (82- 84) هنا يبدأ مقطع ختامي في السورة تم التمهيد له في الآيات الأربع السابقة يعنى بجهاد العبادة. يتجه السياق إلى المعالجة القلبية والوجدانية للرسول والمؤمنين من بعده وذلك ببيان أثر القرآن في تنقية القلوب حيث إنه لم ترد لفظة "الشفاء" في القرآن إلا للعسل والقرآن لأن العسل شفاء الأبدان من الأمراض والقرآن شفاء لقلوب المؤمنين الذين يعرفون قيمته. ومن طبيعة الإنسان أنه إذا أنعم الله عليه ونال ما يريد من الدنيا أعرض عن طاعة الله وعبادته غفلةً أو تكبرا وإن أصابته الشدائد والمحن، يئس وقنط أن يعود فيحصل له بعد ذلك خير. ولكن من يتلو القرآن ويهتدي بهدي الله فيه يجد فيه الشفاء من آفتي الكبر والغفلة والرحمة من اليأس والقنوط. ومن هنا تتجلى قيمة الإيمان وما فيه من رحمة في السراء والضراء سواء =========== (85- 88) استطرد سبحانه لبيان أن هذا الأثر سرّ من الأسرار استأثر سبحانه بعلمها كالروح. فلا يستطيع الإنسان أن يفهم سرّ القرآن ولا سرّ الروح لأن العقل البشري محدود، وعلم الإنسان لا يساوي شيئًا في علم الله المطلق. والإنسان لا يدرك أي أمر من الغيبيات إلا بمشيئة الله تعالى وبفضله ورحمته وعن طريق الوحي المنزّل على رسله وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم.
(56-57) عودة إلى مخاطبة المكذّبين بالتحدي والحسم تثبيتا لقلب الرسول صلى الله عليه وسلم ...



(89 - 96)



جاء الكتاب العزيز معجزا، فلم يجد المتعنتون

سوى الجنوح إلى طلب الخوارق المادية سبيلاً

ضاربين بأمثاله الرائعة وحقائقه القائمة وأساليبه المعجزة

عرض الحائط في تبجح وغطرسة واستكبار

وهم يظنون أنهم بذلك يعجزون النبي صلى الله عليه وسلم.

فطلبوا تفجير الأنهار في أزقة مكة

وتحويل جبالها إلى جنات وارفة الظلال

ورمضائها إلى بساتين دانية القطوف...

إلى غير ذلك مما جاء في سياق هذه الآيات.

ولو كان طلب الحق بُغيتهم لاكتفوا بالقرآن

الذي تضمّن كافة أشكال الإعجاز

ولاهتدوا بما علموه وعايشوه وعرفوه عن شخصه عليه السلام.

ولو تفكّروا لأدركوا أن الرسول إنما هو بشر يوحى إليه

فليس إلها حتى يأتي بالخوارق

وليس ملكا لأن الملائكة لا يصلحون للعيش على الأرض.

وبشرية الرسل أمر قدّره الله تعالى

وهو ليس عيبا بحقهم لأن البشر كلهم مكرّمون.

كما أن الهداية من الله تعالى ولا تتوقف على خوارق

وأما الآيات المادية التي أنزلت على الأمم السابقة

فلم تزدهم إلا خسارا ووبالا بإصرارهم على التكذيب بعدها.

وما دامت هذه سنة الله في خلقه

فهو يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن ينهي معهم الجدل

وأن يكل أمره وأمرهم إلى الله الخبير البصير.


========

(97 - 100)

لقد جعل الله للهدى وللضلال سننًا، وهيأ الإنسان ليسير وفقها.

فالذي يستحق هداية الله بمحاولته واتجاهه يهديه الله

والذي يستحق الضلال بإعراضه عن دلائل الهدى وآياته

لا يعصمه أحد من عذاب الله

ويحشر يوم القيامة بصورة مهينة وهو أعمى وأبكم وأصم

ليكون مصيره في النهاية جهنم كلما سكنت زادها الله لهبًا ووهجًا.

وهذه العاقبة المخيفة المخزية استحقوها باستكبارهم

كما قادهم إلى إنكار البعث بعد الممات.

ولو انهم أعملوا عقولهم في خلق السماوات والأرض

لما استبعدوا وقوع البعث

فخالقهما على عِظم حجمهما قادر على أن يخلق مثلهم

ومن ثم فهو اقدر سبحانه على أن يعيدهم أحياء حين يحين أجلهم.

ثم بيّن الله سبحانه أنهم لا يقنعون، بل يبقون على بخلهم وشحهم

حتى لو أعطيت لهم خزائن رحمة الله التي وسعت كل شيء

والتي لا يُخشى نفاذها ولا نقصها.


========


(101- 104)


كما ذُكر المسجد الأقصى

وطرف من قصة بني إسرائيل وموسى في أول السورة

ختمت السورة كذلك بمَثل من قصة موسى وبني إسرائيل.

فإذا كان بنو إسرائيل قد طغوا وأفسدوا مرات من قبل

رغم ما أوتوه من الآيات، فحل بهم العذاب

وإذا كانوا يطغون ويفسدون مرة أخرى حاليا

فسينتظرهم مثله من العذاب

فقد كان هذا أيضا ديدن فرعون وآله قبلهم

حين أعرضوا عن المعجزات التسع

التي جاءهم بها موسى عليه السلام.

العصا واليد والسنين ونقص الثمرات

والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم

وفي هذا إرشاد إلى كون الآيات المادية

لا تغني الكافرين
بل تعجل هلاكهم

وفيه أيضا تحذير للناس جميعا أنهم سيحشرون جميعا يوم القيامة

وقبله أيضا في أرض المنشر والمحشر

منطقة المسجد الأقصى وبيت المقدس

حتى يلاقي كل منهم جزاءه الأوفى.


=========

(105 - 111)

القرآن الكريم كتاب نزل بالحق

على الرسول صلى الله عليه وسلم

وكل ما فيه حق لا خلاف فيه ولا ريب.

جاء ليربّي أمة ويقيم لها نظامًا عمليًا متكاملا

لهذا نزل مفرقًا وفقًا للحاجات الواقعية للأمة

والملابسات التي صحبت فترة التربية الأولى.

وبينما يعرض الرسول صلى الله عليه وسلم

هذا الكتاب الحق على قومه ليختاروا الإيمان به أو عدمه

يوجّه أنظارهم إلى نموذج تلقي أهل العلم بالكتب السابقة

له ويصوّر كيف تفتّحت قلوبهم للحق الذي وجدوه فيه

فأذعنوا له، وسجدوا وخشعوا لله تعالى.

روى مكحول أن رجلا من المشركين

سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول في سجوده :

" يا رحمن يا رحيم "

فقال : إنه يزعم أنه يدعو واحدا ، وهو يدعو اثنين .

فأنزل الله هذه الآية

(
قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ)

وكذا روي عن ابن عباس ، رواهما ابن جرير ..

وقد كانوا كذلك يستهزئون بالنبي صلى الله عليه وسلم

ويؤذونه في صلاته، فأمره الله جلّ في علاه

أن يتوسط في صلاته بين الجهر والخفوت.

وكما بدأت السورة بتسبيح الله تعالى

فقد ختمت بحمد الله وتكبيره وتقرير وحدانيته

وتنزيهه عن الحاجة إلى الولد والشريك والنصير.




الجيل الجديد .
الجيل الجديد .
(89 - 96) جاء الكتاب العزيز معجزا، فلم يجد المتعنتون سوى الجنوح إلى طلب الخوارق المادية سبيلاً ضاربين بأمثاله الرائعة وحقائقه القائمة وأساليبه المعجزة عرض الحائط في تبجح وغطرسة واستكبار وهم يظنون أنهم بذلك يعجزون النبي صلى الله عليه وسلم. فطلبوا تفجير الأنهار في أزقة مكة وتحويل جبالها إلى جنات وارفة الظلال ورمضائها إلى بساتين دانية القطوف... إلى غير ذلك مما جاء في سياق هذه الآيات. ولو كان طلب الحق بُغيتهم لاكتفوا بالقرآن الذي تضمّن كافة أشكال الإعجاز ولاهتدوا بما علموه وعايشوه وعرفوه عن شخصه عليه السلام. ولو تفكّروا لأدركوا أن الرسول إنما هو بشر يوحى إليه فليس إلها حتى يأتي بالخوارق وليس ملكا لأن الملائكة لا يصلحون للعيش على الأرض. وبشرية الرسل أمر قدّره الله تعالى وهو ليس عيبا بحقهم لأن البشر كلهم مكرّمون. كما أن الهداية من الله تعالى ولا تتوقف على خوارق وأما الآيات المادية التي أنزلت على الأمم السابقة فلم تزدهم إلا خسارا ووبالا بإصرارهم على التكذيب بعدها. وما دامت هذه سنة الله في خلقه فهو يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن ينهي معهم الجدل وأن يكل أمره وأمرهم إلى الله الخبير البصير. ======== (97 - 100) لقد جعل الله للهدى وللضلال سننًا، وهيأ الإنسان ليسير وفقها. فالذي يستحق هداية الله بمحاولته واتجاهه يهديه الله والذي يستحق الضلال بإعراضه عن دلائل الهدى وآياته لا يعصمه أحد من عذاب الله ويحشر يوم القيامة بصورة مهينة وهو أعمى وأبكم وأصم ليكون مصيره في النهاية جهنم كلما سكنت زادها الله لهبًا ووهجًا. وهذه العاقبة المخيفة المخزية استحقوها باستكبارهم كما قادهم إلى إنكار البعث بعد الممات. ولو انهم أعملوا عقولهم في خلق السماوات والأرض لما استبعدوا وقوع البعث فخالقهما على عِظم حجمهما قادر على أن يخلق مثلهم ومن ثم فهو اقدر سبحانه على أن يعيدهم أحياء حين يحين أجلهم. ثم بيّن الله سبحانه أنهم لا يقنعون، بل يبقون على بخلهم وشحهم حتى لو أعطيت لهم خزائن رحمة الله التي وسعت كل شيء والتي لا يُخشى نفاذها ولا نقصها. ======== (101- 104) كما ذُكر المسجد الأقصى وطرف من قصة بني إسرائيل وموسى في أول السورة ختمت السورة كذلك بمَثل من قصة موسى وبني إسرائيل. فإذا كان بنو إسرائيل قد طغوا وأفسدوا مرات من قبل رغم ما أوتوه من الآيات، فحل بهم العذاب وإذا كانوا يطغون ويفسدون مرة أخرى حاليا فسينتظرهم مثله من العذاب فقد كان هذا أيضا ديدن فرعون وآله قبلهم حين أعرضوا عن المعجزات التسع التي جاءهم بها موسى عليه السلام. العصا واليد والسنين ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وفي هذا إرشاد إلى كون الآيات المادية لا تغني الكافرين بل تعجل هلاكهم وفيه أيضا تحذير للناس جميعا أنهم سيحشرون جميعا يوم القيامة وقبله أيضا في أرض المنشر والمحشر منطقة المسجد الأقصى وبيت المقدس حتى يلاقي كل منهم جزاءه الأوفى. ========= (105 - 111) القرآن الكريم كتاب نزل بالحق على الرسول صلى الله عليه وسلم وكل ما فيه حق لا خلاف فيه ولا ريب. جاء ليربّي أمة ويقيم لها نظامًا عمليًا متكاملا لهذا نزل مفرقًا وفقًا للحاجات الواقعية للأمة والملابسات التي صحبت فترة التربية الأولى. وبينما يعرض الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب الحق على قومه ليختاروا الإيمان به أو عدمه يوجّه أنظارهم إلى نموذج تلقي أهل العلم بالكتب السابقة له ويصوّر كيف تفتّحت قلوبهم للحق الذي وجدوه فيه فأذعنوا له، وسجدوا وخشعوا لله تعالى. روى مكحول أن رجلا من المشركين سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول في سجوده : " يا رحمن يا رحيم " فقال : إنه يزعم أنه يدعو واحدا ، وهو يدعو اثنين . فأنزل الله هذه الآية (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ) وكذا روي عن ابن عباس ، رواهما ابن جرير .. وقد كانوا كذلك يستهزئون بالنبي صلى الله عليه وسلم ويؤذونه في صلاته، فأمره الله جلّ في علاه أن يتوسط في صلاته بين الجهر والخفوت. وكما بدأت السورة بتسبيح الله تعالى فقد ختمت بحمد الله وتكبيره وتقرير وحدانيته وتنزيهه عن الحاجة إلى الولد والشريك والنصير.
(89 - 96) جاء الكتاب العزيز معجزا، فلم يجد المتعنتون سوى الجنوح إلى طلب الخوارق المادية...


وهنا سأذكر فائدة لطيفة من سورة النجم في ذكر حادثة المعراج

لارتباطها بحادثة الاسراء

سبقت سورة النجم التسبيح في خواتيم سورة الطور

(وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ )

فجاء ذكر النجوم والقسم هو بالنجم في هذه السورة.

هوى: معناه غرَب ومعناه سقط فإذا كان المعنى الأول

في خواتيم سورة الطور (ادبار النجوم) أي غروبها

فهي إذن مرتبطة بالتسبيح ومرتبطة بادبار النجوم

فأصبح هناك تناسق بين ادبار النجوم والنحم إذا هوى.

ثم ناسب افتتاح السورة خاتمتها (فاسجدوا لله واعبدوا)

أولاً لأن السجود هو أهم ركن من أركان الصلاة

والصلاة فُرِضت في المعراج

وهذه السورة بداية رحلة المعراج وختم السورة

بما فُرِض في المعراج.

ومن ناحية أخرى إذا كان هوى بمعنى سقط

والسقوط هوي إلى الأرض فهي مناسبة للحركة

لأن السجود هوي إلى الأرض

وكأنما النجم هوى ليسجد لله تعالى

والسجود أقرب ما يكون إلى الله تعالى

لذا اختار سبحانه أقرب حالة إليه في أقرب معيّة

وهي العروج بالرسول صلى الله عليه وسلم

إلى سدرة المنتهى (أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد)

أقرب حالة من الله لأقرب رحلة إلى الله تعالى.



اختيار سدرة المنتهى:

المنتهى هي آخر شيء وآخر نقطة ومكانها عند جنّة المأوى.

إذ يغشى السدرة ما يغشى:

وفي هذه الآية أمور لا نعرفها نحن فالله أعلم بمجريات

هذه الرحلة وما فيها وما رآه الرسول صلى الله عليه وسلم فيها

وما في السدرة وما يغشاها.

ما زاغ البصر وما طغى:

زاغ من الزيغان وهو الذهاب يميناً وشمالاً

أما الطغيان فهو مجاوزة الحدّ والقدر والتطلع إلى ما ليس له.

بمعنى أنه صلى الله عليه وسلم في رحلته ما مال بصره

ولا جاوز قدره بل وقف في المكان الذي خُصص له

وفي هذا مدح للرسول صلى الله عليه وسلم فقد وقف بصره

في المكان المحدد له مع أن المكان يستدعي أخذ البصر والإلتفات.

وقد سبق أن نفى الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم

الضلال والغواية في الأرض

وكذلك نفى عنه أن يكون زاغ بصره أو طغى في السموات

فهو لم يتجاوز لا في الأرض ولا في السماء

فسبحان الله تعالى وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين.
الجيل الجديد .
الجيل الجديد .
وهنا سأذكر فائدة لطيفة من سورة النجم في ذكر حادثة المعراج لارتباطها بحادثة الاسراء سبقت سورة النجم التسبيح في خواتيم سورة الطور (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ) فجاء ذكر النجوم والقسم هو بالنجم في هذه السورة. هوى: معناه غرَب ومعناه سقط فإذا كان المعنى الأول في خواتيم سورة الطور (ادبار النجوم) أي غروبها فهي إذن مرتبطة بالتسبيح ومرتبطة بادبار النجوم فأصبح هناك تناسق بين ادبار النجوم والنحم إذا هوى. ثم ناسب افتتاح السورة خاتمتها (فاسجدوا لله واعبدوا) أولاً لأن السجود هو أهم ركن من أركان الصلاة والصلاة فُرِضت في المعراج وهذه السورة بداية رحلة المعراج وختم السورة بما فُرِض في المعراج. ومن ناحية أخرى إذا كان هوى بمعنى سقط والسقوط هوي إلى الأرض فهي مناسبة للحركة لأن السجود هوي إلى الأرض وكأنما النجم هوى ليسجد لله تعالى والسجود أقرب ما يكون إلى الله تعالى لذا اختار سبحانه أقرب حالة إليه في أقرب معيّة وهي العروج بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى (أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد) أقرب حالة من الله لأقرب رحلة إلى الله تعالى. اختيار سدرة المنتهى: المنتهى هي آخر شيء وآخر نقطة ومكانها عند جنّة المأوى. إذ يغشى السدرة ما يغشى: وفي هذه الآية أمور لا نعرفها نحن فالله أعلم بمجريات هذه الرحلة وما فيها وما رآه الرسول صلى الله عليه وسلم فيها وما في السدرة وما يغشاها. ما زاغ البصر وما طغى: زاغ من الزيغان وهو الذهاب يميناً وشمالاً أما الطغيان فهو مجاوزة الحدّ والقدر والتطلع إلى ما ليس له. بمعنى أنه صلى الله عليه وسلم في رحلته ما مال بصره ولا جاوز قدره بل وقف في المكان الذي خُصص له وفي هذا مدح للرسول صلى الله عليه وسلم فقد وقف بصره في المكان المحدد له مع أن المكان يستدعي أخذ البصر والإلتفات. وقد سبق أن نفى الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم الضلال والغواية في الأرض وكذلك نفى عنه أن يكون زاغ بصره أو طغى في السموات فهو لم يتجاوز لا في الأرض ولا في السماء فسبحان الله تعالى وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وهنا سأذكر فائدة لطيفة من سورة النجم في ذكر حادثة المعراج لارتباطها بحادثة الاسراء سبقت سورة...


المراجع

تفسير ابن كثير

مشروع تدبر لسورة الاسراء لبعض الاخوات

لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي

جزى الله كل من ساهم في تفسير القرآن وتدبره

وجعل الله ذلك في ميزان حسناتهم جميعا
دونا
دونا
أسأله تعالى أن يزيدك لكتابه
عشقا وعلما وتدبرا وبه متعه وفائده وعملا
um hassan 80
um hassan 80
ماشاء الله لاقوة الا بالله
راااائع ياغالية
سبحان الله ,, سبحان الله
موضوع قيم متكامل





وكأنما النجم هوى ليسجد لله تعالى

والسجود أقرب ما يكون إلى الله تعالى

لذا اختار سبحانه أقرب حالة إليه في أقرب معيّة

وهي العروج بالرسول صلى الله عليه وسلم

إلى سدرة المنتهى (أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد)

أقرب حالة من الله لأقرب رحلة إلى الله تعالى.


سبحانك ربي ,,