قال تعالى ( و السماء ذات الرجع )

ملتقى الإيمان

أي انها ترجع كل ما يرتفع فيها الى الأرض ..ترجع بخار الماء مطرا .. و ترجع الأمواج الاسلكية بانعكاسها من طبقة الأيونوسفير .. و ترجع الأشعة الحرارية تحت الحمراء معكوسة الى الأرض بنفس الطريقة فتدفئ الأرض ليلا ..
كما تعكس و تشتت ما ينقذف اليها من العالم الخارجي لتحمي الأرض من قذائف الأشعة الكونية المميتة و فوق البنفسجية و الشهب و النيازك .

( يكور الليل على النهار و يكور النهار على الليل )
حول كروية الأرض جاءت هذه الآيات الصريحة التي تستخدم لفظ التكوير لتصف انزلاق الليل و النهار كنصفي كرة .

( رب المشارق و المغارب )
( رب المشرقين و المغربين )
لو كانت الأرض مسطحة لكان هناك مشرق واحد و مغرب واحد


( ياليت بيني و بينك بعد المشرقين )
ولا تكون المسافة على الأرض أبعد ما تكون بين المشرقين الا اذا كانت كروية

( و السماء ذات الحبك )
أي ذات الممرات و المسارات و الطرق

(و لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين و ازدادوا تسعا)
يمكنك أيها القارئ أن تتأكد الآن أن ثلاثمائة سنة بالتقويم الشمسي تساوي ثلاثمائة و تسعا بالتقويم القمري باليوم و الدقيقة و الثانية ..



قال تعالى : (هو الذي جعل الشمس ضياء و القمر نورا و قدره منازل لتعلموا عدد السنين و الحساب و ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون ) سورة يونس

تشير الآيتان السابقتان أن الشمس هي مصدر الضوء و سبب ضياء الكون .. اما القمر فهو نور وهو يستمد نوره من الشمس و قد عرف ذلك في الأزمان المتأخرة .


( و جعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آيتها معرضون ) سورة الأنبياء

يحيط بالأرض غلاف غازي يشتمل على الغازات الازمة للحياة , و يمتد حولها إلى ارتفاع كبير يزيد على 500 ميل .
و يبلغ هذا الغلاف من الكثافة درجة تحول دون وصول ملايين الشهب القاتلة يوميا الينا .

ثانيا .. لو نظرنا الى الذرة لوجدناها متعادلة .. حيث أن لها نواة موجبة الشحنة .. و تحيط بها الألكترونات السالبة و هي بالغة الصغر و تدولر في أفلاك متعددة و بين الأثنين فضاء هائل ...و يستحيل تقدير مكان الالكترون في لحظة معينة إلا على وجه الاحتمال .. و هو من فرط سرعته أشبه بسحابة تغلف النواة , و يستطيع الألكترون أن يقفزسبع قفزات عبر سبع أفلاك عبر سبع مستويات من الطاقة ليخرج من نطاق الذرة ليعطي السبع فوتونات التي تؤلف ضوء الشمس ..





و الحرارة الشديدة في باطن الشمس .. تستطيع أن تقشر الألكترونات عن ذراتها للتحول الذرة بذلك الى أيون موجب ..
و تستطيع أكثر من ذلك أن تفك النواة ألى محتوياتها و بذلك تنفرط الذرات الى بلازما أولية .
و اليدروجين يتحول في باطن الشمس بهذه الطريقة الى بلازما أولية , ثم يعاد توليف و تركيب هذه البلازما بالحرارة أيضا الى ذرات جديدة ثقيلة من الهليوم مع اطلاق طاقة تناظر ملايين و بلايين القنابل الأيدروجينية .

و هذه الطاقة التي تأتينا من الشمس على شكل ضوء و حرارة و اشعاعات متنوعة , منها الضار و القاتل ( مثل الأشعة فوق البنفسجية و الأشعة الكونية و أشعة إكس )
و الأشعة فوق البنفسجية و الكونية القادمة الينا من الشمس حينما تصل الى الطبقات العليا من الجو , تضرب ذرات الأكسجين و تقشر الكتروناتها و تحولها الى طبقة الأيونوسفير المكهربة ..
و هذه الطبقة المكهربة تمتص بذلك هذه الأشعة القاتلة و تحمينا منها مثل سقف أو قبة أو مظلة مضروبة فوق لحمايتنا ..
سبحان الله ( وجعلنا السماء سقفا محفوظا )



قال تعالى ( و السماء بنيناها بأييد و إنا لموسعون )

يقول علماء الفلك .. أن دائرة المادة كانت 1000مليون سنة ضوئية في أول الأمر وقد أصبحت هذه الدائرة الآن عشرة أمثال بالنسبة الى الدائرة الأصلية , و هذه العملية من التوسع و الامتداد مستمرة دون توقف .

و يقول ايدنجتون : أن مثال النجوم و المجرات كنقوش على سطح منطاد ( بالون ) من المطاط , وهو ينتفخ باستمرار و هكذا تتباعد جميع الكرات الفضائية و أخواتها بحركات ذاتية في عملية التوسع الكوني .


( فلا أقسم بمواقع النجوم و أنه لقسم لو تعلمون عظيم )

من عجيب هذه الآية أن العلماء الى يومنا هذا مازالوا يجتهدون في أعمق دراسة عرفها علم الفلك ألا وهي ( مواقع النجوم ) و الوقت الذي يتمكن فيه العلماء من فحص النجوم و تحديد مواقعها و رسم خريطة لها سيكون يوما حاسما في تاريخ البشرية

يقول العالم الفلكي جيمس جينز : أن دراسة مواقع النجوم ستمدنا بمفتاح لأجمل منظر رأته أو تراه عين الأنسان.. و ستكمننا من أن ننظر الى السماء العجيبة المترامية فنفهم من معانيها ما لم نكن نفهم .. و لو أمكن رسم مواقع النجوم تفصيلا , لأعطى ذلك تفسيرا لحقيقة الكون .


( و أنه هو رب الشعرى )

ما سر إضافة هذا الكوكب الى الله تعالى ؟؟

اذا فرضنا أن هذه الأرض بحجم الحمصة , تكون مساحة الشمس بالنسبة إليها كمساحة مائدة مستديرة طول قطرها ذراع فرنسية , و تكون مساحة سطح كوكب الشعرى تبلغ مئة ذراع فرنسية بالقياس الى تلك الحمصة ..











قال تعالى ( و ألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم و أنهرا و سبلا لعلكم تهتدون و علامات و بالنجم هم يهتدون )

الرواسي ,, جمع راسية و هي المرساة أي ما يمنع السفينة من التحرك عن مكانها ..
و المعنى أن هذه الجبال تمنع خروج الأرض عن نطاق حركتها الفقانونية التي حددها الله وهي حركة حول محورها و حركة حول الشمس

و لتسهيل الأمر تصور أن سياؤرة تحمل صهريج ماء و تدور بسرعة على محيط دائرة .. لا شك أنها ستنقلب بسبب القوة الطاردة عن المركز و التي تجعل الماء داخل الصهريج يدفع جسم الصهريج للخارج فتنقلب

الكرة الأرضية كصهريج الماء .. جدارها الخارجي قوي و من مواد صخرية و الجزء الأكبر من قلب الكرة في حالة السيولة .. فماذا يحفظ هذا السائل ذو الضغط و الكثافة العاليين ... انه القشرة المتوازنة المتماسكة بسبب سلاسل الجبال الشاهقة الموزعة توزيعا دقيقا .

( ألم نجعل الأرض مهادا و الجبال أوتادا )

هنا يشبه الله الجبال بالأوتاد التي تثبت الخيمة .. فما هو وجه الشبه ؟؟
البروز عن سطح الأرض و الرسوخ فيها
الجزء الأكبر من الوتد يكون في باطن الأرض .. و الجبال كذلك لها جذور تمتد الى مسافات هائلة
درجة الميل عن سطح الأرض .. فكل منهما يميل بمقدار معين حسب موقعه
الأوتاد تحتاج لقوة ضاغطة لتثبيتها في الأرض و كذا الجبال ثبتت بفعل قوة التثاقل بالضغط الرأسي

ذكر الله في الآية السابقة أن الجبال تشبه الوتد و لها جذور ممتدة تحت القشرة الأرضية ..
وجد أن سمك القشرة الأرضية تحت القارات حوالي 5 كم أما سمكها تحت الجبال فيقدر بحوالي 35 كم .. و الجبال تعتبر مساكات للقارت في الصخور السائلة التي توجد تحت القشرة الأرضية الصلبة .. ولولا جذور هذه الجبال لطفت القشرة و سحبت فوق صخور الباطن اللينة ( سيما ) و لإنعدم توازنها و ثباتها فوقها .. ولولا انغراس الجبال في مواد السيما لتحركت الجبال و القارات من أماكنها نظرا لضآلة كثافتها .

( و من الجبال جدد بيض و حمر )

و الجدد في اللغة معناه الشيئ المتجدد
أي أنه مهما استهلك الانسان هذه الجبال أو أثرت عليه عوامل التعرية فإن هذه الجبال تتجدد بصورة بطيئة مع مرور الزمن عن طريق ارتفاع جذورها من أعماق الأرض.

فالأرض يقوم توازنها على أساس الارتفاع و العمق في أجزائها المختلفة حيث أن المادة الأقل وزنا ارتفعت على سطح الأرض و أن المادة الثقيلة أصبحت خنادق هاوية على شكل بحار و محيطات
و قد بحثت حالة 246 جبلا فوجدت أنها موزعة توزيعا جغرافيا مذهلا بحيث تقع على طول دائرتين في شكل سور له ثغرات يحتضن حوضا هائلا تعلوه الكتل الهوائية و تنخفض فيه و تعمل على انتظام دوران الأرض
و الدائرتان الجبليتان احداهما شمالية و الأخرى جنوبية و تتماس هاتان الدائرتان عند خط العرض المار بالبحر الأبيض المتوسط وهي توجد غلبا في أطراف القارات
هذا التوازن موجود في قوانين حركة الأرض رأسيا و أفقيا و اذا نقصت كتلة احدى الجبال بفعل عوامل التعرية لقمته فإن قاعدته ترتفع في منطقة السما اللينة بما يساوي ما نقص منه في القمة , كذلك فإن المناطق التي ترسب فيها مواد التعرية تهبط في الطبقة اللينة السيما
وهكذا يظل مستوى الجبال في توازن مستمر و الأرض في اتزان كذلك

( و الجبال أرساها , متاعا لكم و لأنعامكم )

تعتبر الجبال من مصادر الثروة التي قلما تنضب فهناك جبال الحديد و النحاس و الذهب و سائر الأحجار الكريمة و الرخام المختلف ألوانها .

( و أرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه و ما أنتم له بخازنين )
( و جعلنا فيها رواسي شامخات و أسقيناكم ماء فراتا )

الجبال هي العامل الرئيسي في تخزين المياه و تثبيت التربة ,, و لولا الجبال لذهبت أكثر المياه المتساقطة الى البحر دون أن تخزن في الأرض و لانجرفت معا التربة .. وقد كان الظن سابقا عند العلماء أن المياه الجوفية العذبة متأتية من مياه البحر التي تتسرب الى داخل طبقات الأرض فتتخلص من ملوحتها ثم تتفجر أنهارا
( و جعلنا فيها رواسي شامخات و أسقيناكم ماء فراتا ) و الجبال تلعب دور المصفاة بالنسبة للثلوج التي تكللها و المياه المتساقطة عليها بحيث ترشح المياه بصورة تدريجية بطيئة الى الطبقات الداخلية و الأرض القريبة منها حيث تتخزن مياه جوفية ( و أنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض )

كيف تكونت الجبال ؟؟

تكونت الجبال بطريقتان :
أولا بفعل الضغط الهائل و عوامل جيولوجية أخرى من داخل الأرض و خارجها ,, فبعض الألواح الأرضية تقاربت مع بعضها و تصادمت فغاصت القطعة الأثقل تحت الأقل ثقلا فرفعتها كما ترفع العتلة الصخرة الثقيلة و هكذا ارتفعت الجبال و نصبت تدريجيا بصورة بطيئة على مر ملايين السنين ( و إلى الجبال كيف نصبت )

ثانيا بفعل الإلقاء أي بما تجرفه مياه الأمطار و البحار و المحيطات ( و ألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم )


من احد المنتديات لا اذكر اسمه
0
677

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️