
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته..
حياكن المولى ورزقكن من النعم ماتقر به قلوبكن واعينكن
نحمل لكن اليوم بين طيات هذه الصفحات
قبسات من نور اشرقت في سورة المؤمنون..
جمعناها خلال حفظنا للسورة في ملتقى الهمم
راجين ان تشاركننا المتعة و الفائدة..
وان يكتبنا الله من المؤمنون الذين بشرهم الله بالفلاح..
وفقكن المولى ونفع بكن..

سورة المؤمنون:
من السور المكية التي تعالج أصول الدين من التوحيد والرسالة والبعث ونزلت بعد سورة الانبياء.
سُميت بهذا الاسم الجليل تخليداً لهم و إشادة بمآثرهم وفضائلهم الكريمة التي استحقوا بها ميراث الفردوس الأعلى في جنات النعيم.
ومن اسمائها سورة قد أفلح و الفلاح.

بعض أسباب النزول:-
قوله عز وجل: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) 1.
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري إملاء قال: أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي قال: أخبرنا محمد بن حماد الأبيوَرْدِي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا يونس بن سليمان قال: أملى عليّ يونس الإيلي عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: كان إذا أنـزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع عند وجهه دويّ كدوي النحل، فمكثنا ساعة، فاستقبل القبلة ورفـع يديه فقال: "اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارضنا وارض عنا"، ثم قال: "لقد أنـزلت علينا عشر آيات من أقامهنَّ دخل الجنة" ثم قرأ: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) إلى عشر آيات، رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي بكر القطيعي، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن عبد الرزاق.

قوله عز وجل: ( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) 2.
أخبرنا عبد الرحمن بن العطار قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم قال: حدثني أحمد بن يعقوب الثقفي قال: أخبرنا أبو شعيب الحراني قال حدثني أبي: أخبرنا إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء، فنـزل: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ).

قوله تعالى: ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) 14.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن حيان
قال: أخبرنا محمد بن سليمان قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن سويد بن منجوف
قـال: أخبرنا أبو داود، عن حماد بن سلمة، عن عليّ بن زيد بن جـدعان، عن
أنس بن مالك قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وافقت ربي في أربـع،
قلت: يا رسول الله لو صلينا خلف المقام، فـأنـزل الله تعالى: ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ) وقلت: يا رسول الله لو اتخذتَ على نسائك حجابًا فإنه يدخل عليك البَرّ والفاجر، فأنـزل الله تعالى: ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ) وقلت لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم: لَتنتهُنّ أو ليبدله الله سبحانه أزواجًا خيرًا منكنّ، فأنـزل الله تعالى: ( عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ ) الآية، ونـزلت: ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) إلى قوله تعالى: ( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) فقلت: فتبارك الله أحسن الخالقين فنـزلت: ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ).

صلة السورة بما قبلها (سورة الحج)
1) ختمت سورة "الحج" بالأمر بالصلاة والزكاة فى قوله تعالى
{يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون} ..!!
وبدأت سورة "المؤمنون" بذكر فضائل الصلاة والزكاة وما ينخرط فى ملكهما من مكارم الأخلاق
ومحاسن العادات فى الآيات العشر الأولى .
2) إذا كان تعالى قد خاطب المؤمنين فى نهاية "الحج" بقوله {لعلكم تفلحون} ..!! .
فقد حقق ذلك فى سورة "المؤمنون" بقوله تعالى {قد أفلح المؤمنون ..} .
3) إذا كان تعالى قد تحدث عن النشأة الأولى فى سورة "الحج" للتدليل على البعث بقوله تعالى
{يا أيها الناس إن كنتم فى ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ..} .
فقد تحدث تعالى فى سورة "المؤمنون" عن النشأة الأولى للتدليل على البعث كذلك بقوله تعالى
{ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة} الآيات .
4) إذا كانت "الحج" تحدثت عن قصص الأنبياء وأممهم لتذكير الحاضرين ووعظ الآتين، فى مثل قوله تعالى
{وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود * وقوم إبراهيم وقوم لوط * وأصحاب مدين وكذب
موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير } الآيات .
فقد تحدثت سورة "المؤمنون" عن قصص بعض الأنبياء كذلك لنفس الهدف فى مثل قوله تعالى
{ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ...} .
5) إذا كانت سورة "الحج" أشارت إلى وحدانية الله وقدرته فى مثل قوله تعالى
{ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيى الموتى وأنه على كل شئ قدير * وأن الساعة آتية لا ريب فيها
وأن الله يبعث من فى القبور} .
فإن سورة "المؤمنون" قد ذكرت ذلك فى مثل قوله تعالى
{وهو الذى أنشأ بكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون *
وهو الذى ذرأكم فى الأرض وإليه تحشرون * وهو الذى يحيى ويميتت وله اختلاف
الليل والنهار أفلا تعقلون}
.



في ظلال آية – (قد أفلح المؤمنون )الآية الكريمة :
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ
فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى
أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
مَلُومِينَ .فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِم ْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ
هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ
الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ المؤمنون
🌴
تفسيرها :
قد فاز المصدِّقون بالله وبرسوله العاملون بشرعه.
الذين من صفاتهم أنهم في صلاتهم خاشعون, تَفْرُغُ لها قلوبهم, وتسكن جوارحهم.
والذين هم تاركون لكل ما لا خير فيه من الأقوال والأفعال.
والذين هم مُطَهِّرون لنفوسهم وأموالهم بأداء زكاة أموالهم على اختلاف أجناسها.
والذين هم لفروجهم حافظون مما حرَّم الله من الزنى واللواط وكل الفواحش.
إلا على زوجاتهم أو ما ملكت أيمانهم من الإماء,
فلا لوم عليهم ولا حرج في جماعهن والاستمتاع بهن;
لأن الله تعالى أحلَّهن. فمن طلب التمتع بغير زوجته أو أمَتِه
فهو من المجاوزين الحلال إلى الحرام,
وقد عرَّض نفسه لعقاب الله وسخطه.
والذين هم حافظون لكل ما اؤتمنوا عليه, موفُّون بكل عهودهم.
والذين هم يداومون على أداء صلاتهم في أوقاتها على هيئتها المشروعة,
الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هؤلاء المؤمنون هم الوارثون الجنة. الذين يرثون أعلى منازل الجنة
وأوسطها, هم فيها خالدون,
لا ينقطع نعيمهم ولا يزول.
(التفسير الميسر)