معلش هو ملف كبير جدا بس حبيت اشجع ام ايمان من بركة صلاة الفجر
منمكن ازاى احمله للى تحب

لميا2008
•

دموع التائبة :
الف سلامة يا جميل طهور ان شاء الله و بعدين مش تزعلى يا قمر النظافة من الأيمان و نظافة ابنك او أولادك عموما ديه عنوان ليكى و لا يهمك و خليها على الله و هى تفرج :) الحمد لله على كل حال و ربنا يشفى بنتك و يعافيها من كل سوء يارب و ربنا يديكى الصحة و العافية و تنضفى تانى و تالت و رابع و عاشر و غن شاء الله لما بناتك يكبروا هما اللى هينضفوا و انتى اللى هتقعدى تتفرجى عليهم اهلا بيكى يا ام ايمان اخت فى الله نورتى ربنا يحفظكم من كل سوء انتم و كل المسلمين يارب و لا تخافى حبيبتى الله خير حافظ و هو أرحم الراحمبن نوران ............حمدا الله على السلامة يا جميل و ان شاء الله ربنا يرتبلك أمرك بالخير كوكى..................... الف مبروك نهاية الأمتحانات و عقبال النجاح بتفوق ان شا ءالله يا قمر و اخبار موران فى المذاكرة ايه ؟؟؟ رانيا و لميا و عطرو هايا و نيفين و عروس و رانيا سبانش و نيرفانا و ام البنات و ام النصر و بوتا و جوسى و ميرو و ايمان و معلش لو نسيت حد بس بسلم عليكم كلكمالف سلامة يا جميل طهور ان شاء الله و بعدين مش تزعلى يا قمر النظافة من الأيمان و نظافة ابنك او...
بصى يا جميل اولا: اعتبرى تركك لصلاة الفجر ده ذنب و انتى عاهدتى رب العالمين انك مش ترجعيلة ابدا
ثانيا : ادعى ربنا بقلب مخلص انه يقدرك و يعينك على نفسك و على الشيطان و انتى هتصحى
ثالثا : دايما اضبطى المنبه بتاع البيت على قبل الفجر بعشر دقايق و حطية بعيد عنك شوية طبعا هتقومى تتطفية و تنامى تانى و عشان تتاكدى من انك هتقومى اضبطى منبه الموبايل على ميعاد الآذان بالضبط و خليه بعيد بس فى حتة تانية و بكده هتسمعى 2 منبه و الاذان و ان شاء الله هتقومى و تصلى و مع الوقت هتتعودى و مش هتقدرى تفوتى على نفسك ثواب الفجر ابدا و لو فى عز التلج :)
ثانيا : ادعى ربنا بقلب مخلص انه يقدرك و يعينك على نفسك و على الشيطان و انتى هتصحى
ثالثا : دايما اضبطى المنبه بتاع البيت على قبل الفجر بعشر دقايق و حطية بعيد عنك شوية طبعا هتقومى تتطفية و تنامى تانى و عشان تتاكدى من انك هتقومى اضبطى منبه الموبايل على ميعاد الآذان بالضبط و خليه بعيد بس فى حتة تانية و بكده هتسمعى 2 منبه و الاذان و ان شاء الله هتقومى و تصلى و مع الوقت هتتعودى و مش هتقدرى تفوتى على نفسك ثواب الفجر ابدا و لو فى عز التلج :)

لميا2008
•
http://up1.m5zn.com/download-2009-1-18-06-ynbq6jb9h.doc
" http://up1.m5zn.com/download-2009-1-18-06-ynbq6jb9h.doc"
كيف تحافظ على صلاة الفجر
" http://up1.m5zn.com/download-2009-1-18-06-ynbq6jb9h.doc"
كيف تحافظ على صلاة الفجر

شيماء يا حبيبتى ..... كويس انك لسه فكرانى
لا وايه الحاسه السادسه باينها اشتغلت عندك وعارفه انى منتظره الاستاذ احمد يشرفنا ......نونو جديد يعنى هههههههههه بس لسه مش عارفه بنت والا ولد
ربنا يكملك حملك على خير يا حبيبتى ويرزقك ببنت صالحه معافاه
وبالنسبه لصلاة الفجر هعمل الى قلتى عليه وربنا ييسر لان انا طالما نمت يله السلام
................................................................................................
لمياء يا حبيبتى ربنا يبارك فيكِ ويثبتك يا رب وشكرا على المقاله ربنا يجعله فى ميزان حسناتك
وماشاء الله ولا قوة إلا بالله عليكى ....... طيب انتى ممكن تنامى بمعدل كم ساعه؟؟؟
بحيث انك تصحى للفجر وممكن مش تنامى تانى خلاص
لا وايه الحاسه السادسه باينها اشتغلت عندك وعارفه انى منتظره الاستاذ احمد يشرفنا ......نونو جديد يعنى هههههههههه بس لسه مش عارفه بنت والا ولد
ربنا يكملك حملك على خير يا حبيبتى ويرزقك ببنت صالحه معافاه
وبالنسبه لصلاة الفجر هعمل الى قلتى عليه وربنا ييسر لان انا طالما نمت يله السلام
................................................................................................
لمياء يا حبيبتى ربنا يبارك فيكِ ويثبتك يا رب وشكرا على المقاله ربنا يجعله فى ميزان حسناتك
وماشاء الله ولا قوة إلا بالله عليكى ....... طيب انتى ممكن تنامى بمعدل كم ساعه؟؟؟
بحيث انك تصحى للفجر وممكن مش تنامى تانى خلاص
الصفحة الأخيرة
انتى بس فى الاول هيبقى صعب لكن بعد كده هتتعودى انا نمت بدرى متاخر الاقى الحمد لله صحيت صليت ونمنا تانى
كيف تحافظ على صلاة الفجر؟!
د.راغب السرجاني
www.islamstory.com
مقدمة الكتاب
وقف يتحدث في تلك الأمسية بحماسة شديدة عن أحلامه بتمكين دين الله في الأرض، وعن أمانيه في أن يرى شرع الله عز وجل يسود العالمين.. وتساءل في تعجب لماذا يتراجع المسلمون عن مكانتهم التي أرادها الله لهم؟ ولماذا يتبعون غيرهم؟ ولماذا يعطون الدنية في دينهم؟ ولماذا يوالون أعداءهم؟ ولماذا....؟! ولماذا....؟! ولماذا....؟!
طرح أسئلة كثيرة في محاضرته البليغة، ووضع على أكتاف مستمعيه واجبات جسام.. وأسهب في التحليل والتنظير والاستنتاج...
ثم في الصباح لم أجده في صلاة الفجر بين صفوف المصلين.. فقلت لعل هناك ظرفاً ظارئاً أو أمراً عارضاً، وفي اليوم التالي لم أجده مرة أخرى في نفس الصلاة, فشعرت بالقلق عليه، وباللهفة لمغرفة أخباره، وخشيت حقاً أن يكون قد أصابه مكروه..
بحثت عنه حتى وجدته، وتساءلت في لهفة: ماذا حدث؟! لعل المانع خيراً.. افتقدتك في صلاة الفجر!!.. قال لي في بساطة لا تخلو من خجل: اعذرني يا أخي.. يغفر الله لي ولك.. "ظروفي" صعبة، وعملي مبكر، وأنام متأخراً، والله غفور رحيم!!
وقفت مشدوهاً أمام كلماته!!.. وتملكتني الحيرة!!.. وتساءلت في نفسي: كيف يطلب التمكين في الأرض من فرط في فرض من فروض الله عز وجل؟!
شعرت بغليان في صدري، وضيق في نفسي، وغصة في حلقي.. أردت أن أفعل شيئاً.. أي شئ.. فكان ذلك الكتاب!!
أسأل الله الهداية لي وله ولكم ولسائر المسلمين، وأسأله العزة والتمكين لدينه..
إنه ولي ذلك، والقادر عليه..
د. راغب السرجاني
اختبار الفجر
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.. أما بعد..
فما أسهل أن ينطق اللسان بكلمة الإسلام، ولكن ما أصعب أن يترسخ الإيمان في قلب الإنسان..
"قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم"
كثيراً ما يتنافى كلام اللسان مع إيمان القلب.. كما أن كثيراً ما يتنافى كلام اللسان مع أفعال الجوارح.. والمؤمن الصادق هو من وافق قوله عمله، وهو من أظهر بلسانه ما يخفي في قلبه.. أما المنافقون فظاهرهم قد يكون حسناً وطاهراً،ولكنقلوبهم قاسية كالحجارة أو هي أشد قسوة..
والله سبحانه وتعالى مطلع على القلوب.. ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ويعلم المنافق من المؤمن، والكاذب من الصادق.. لكنه شاء سبحانه وتعالى أن يفرض على عباده اختبارات معينة تكشف سرائر القلوب وخبايا النفس، وتوضح أولئك الذين قالوا ما لا يفعلون، أو اعتقدوا ما لا يظهرون..
وغرض إظهارهم أنه سبحانه وتعالى يقيم الحجة عليهم فلا يشعر أحدهم يوم القيامة بظلم ولا هضم.. فإنه قد وضع له اختبار واضح فرسب فيه.. كما أن الله عز وجل أراد بهذه الاختبارات أيضاً أن ينقي صف المؤمنين من المنافقين رحمة من الله عز وجل بالصف المؤمن.. لأن اختلاط المنافقين بالمؤمنين يضعف الصفوف، ويسبب الاضطراب، ويجلب الهزائم والنكسات..
قال سبحانه وتعالى في حق المنافقين :ـ
"لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً، ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة، وفيكم سماعون لهم، والله عليم بالظالمين"
فرحمة الله عز وجل بالصف المؤمن اقتضت أن يفرض هذه الاختبارات للتفرقة بين المؤمنين والمنافقين، وبين الصادقين والكاذبين..
هذه الاختبارات سنة إلهية ماضية، وضعها الله عز وجل لكل البشر بلا استثناء، منذ خلق الله آدم عليه السلام وإلى يوم القيامة..
"ألم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"..
ولهذه الاختبارات خصائص معينة..
فأولاً يجب أن يكون الاختبار صعباً.. لأنه لو كان سهلاً لنجح فيه الجميع: المؤمن والمنافق.. ولم تحدث التفرقة المطلوبة..
وثانياً - على الناحية الأخرى - يجب ألا يكون هذا الاختبار مستحيلاً.. لأنه لو كان مستحيلاً لفشل فيه الطرفان.. المؤمن والمنافق..
ولذلك فالاختبار لابد أن يكون متوازناً.. صعباً بالدرجة التي لا يقوى فيها المنافقون على النجاح فيه، وغير مستحيل لكي يعطي الفرصة للمؤمنين أن ينجحوا..
واختبارات الله عز وجل للخلق كثيرة ومتعددة ومستمرة منذ أول لحظات تكليف الإنسان وإلى يوم مماته..
ـ فالجهاد في سبيل الله اختبار.. نعم هو اختبار صعب، ولكنه ليس بمستحيل.. ينجح فيه المؤمن، ويتخلف عنه المنافق..
ـ والإنفاق في سبيل الله اختبار.. اختبار صعب ولكنه ليس مستحيلاً.. يقدر عليه المؤمن، ولا يقدر عنه المنافق..
ـ وحسن معاملة الناس اختبار..
ـ وكظم الغيظ اختبار..
ـ والرضا بحكم الله عز وجل اختبار..
ـ وبر الوالدين اختبار..
ـ وهكذا..
الحياة كلها - بهذا المفهوم - اختبار..
يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
"الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، وهو العزيز الغفور"
وتتفاوت درجات الصعوبة بين الاختبارات المختلفة.. ولكنها في النهاية اختبارات.. ومطلوب من المؤمن أن ينجح فيها كلها ليثبت صدق إيمانه ، وتوافق لسانه مع قلبه..
ومن هذه الاختبارات الخطيرة اختبار صلاة الصبح..
اختبار حقيقي.. واختبار صعب.. لكنه ليس مستحيلاً..
الدرجة النهائية في هذا الاختبار بالنسبة للرجال تكون بالمواظبة على صلاة الفجر في جماعة في المسجد، أما بالنسبة للنساء فتكون بالصلاة على أول وقتها في البيت..
والفشل في هذا الاختبار الهام يكون بخروج الصلاة عن موعدها الذي شرعه الله عز وجل..
وبين النجاح بتفوق والرسوب في الاختبار درجات كثيرة..
هناك من يصلي معظم الصلوات في المسجد ويفوته بعضها..
وهناك من يصلي بعض الصلوات في المسجد ويفوته معظمها..
وهناك من يصلي في بيته قبل خروج الوقت..
وهناك من تفوته الصلاة في بيته ولا يصلي إلا بعد خروج الوقت..
درجات كثيرة متفاوتة.. ولكن يبقى النجاح المطلوب هو صلاة المؤمن في المسجد في أول الوقت..
هذا الاختبار هام للدرجة التي جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدمه دائماً للتفرقة بين المؤمن والمنافق..
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار"
ولكم أن تتخيلوا عظم المشكلة، وضخامة الجريمة التي تدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم - مع رحمته وشفقته على أمته - لأن يهم بتحريق بيوت هؤلاء..
ولكني ـ والله ـ أرى أنه من رحمته وشفقته قال هذه الكلمات.. لأنه يريد أن يستنقذ أمته من نار الآخرة بتخويفهم بنار الدنيا.. وشتان بين نار الآخرة ونار الدنيا..
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شك في إيمان رجل بحث عنه في صلاة الفجر فإن لم يجده تأكد عنده الشك الذي في قلبه..
روى ذلك أحمد والنسائي والدارمي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم قال:
"أشهد فلان الصلاة ؟" قالوا لا، قال: ففلان، فقالوا: لا.. فقال:"إن هاتين الصلاتين (الصبح والعشاء) من أثقل الصلاة على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً"
والمنافقون لا يدركون الخير الذي في صلاة الصبح في جماعة المسجد.. ولو أدرك هؤلاء هذا الخير لجاءوا إلى المسجد تحت أي ظرف.. كما قال صلى الله عليه وسلم "لأتوهما ولو حبواً "..
وأريدك أن تتخيل رجلاً كسيحاً لا يقوى على السير، وليس هناك من يعنيه على الحركة، ومع ذلك فهو يصر أن يأتي المسجد يزحف على الأرض ليدرك الخير الذي في صلاة الفجر في جماعة.. فإذا أدركنا هذه الصلاة ثم نظرنا إلى الأصحاء الذين يتخلفون عن صلاة الفجر في المسجد أدركنا عظم المصيبة !!
وليس معنى هذا بالطبع أن نتهم أولئك الذين لا يحافظون على صلاة الفجر في المسجد في زماننا هذا بالنفاق.. فأنا لست ممن يقيمون الأحكام على غيرهم، والله أعلم بظروف كل مسلم.. ولكني أذكر ذلك الكلام ليختبر كل منا نفسه.. وليختبر أحبابه وأصحابه وأولاده وإخوانه..
إن كان المرء يهدر هذه الصلاة بصورة منتظمة فهذه علامة واضحة من علامات النفاق.. ومن كانت به هذه العلامة فليراجع نفسه بسرعة.. فإنه ـ ولا شك ـ يخشى عليه من خاتمة السوء..
نسأل الله العافية والسلامة وحسن الخاتمة لنا ولسائر المسلمين..
وقت صلاة الصبح
كنت أتحدث عن موضوع صلاة الصبح في مجموعة من الأصدقاء، فدار بيني وبين أحدهم هذا الحوار :
قال: الحمد لله.. أنا لا أنزل من بيتي إلا إذا صليت صلاة الصبح..
فسألته ببراءة: وأنت متى تستيقظ ؟
قال: الساعة 7.30 تقريباً !! وأول شئ أفعله أن أتوضأ وأصلي الصبح..
قلت: سبحان الله.. لقد فات وقت الصبح !!
قال: كيف؟ أليس وقت كل صلاة من أول وقتها إلى وقت الصلاة الثانية؟ فيكون بذلك الصبح من أول ظهور الفجر إلى صلاة الظهر؟
قلت: هذا الكلام صحيح بالنسبة لكل الصلوات ما عدا صلاة الصبح.. فإن وقتها من ظهور الفجر إلى شروق الشمس فقط.. هذا الوقت المحدود الضيق الصعب.. ولذلك فهي اختبار، ولو كان الوقت مفتوحاً إلى صلاة الظهر فأين الاختبار في ذلك؟!.. إن صلاة الصبح هي أقصر الصلوات المفروضة، فهي ركعتان فقط، ولكنها جعلت مقياساً للإيمان، واختباراً للصدق لصعوبة وقتها..
وعلى قدر تعجبي من صاحبي الذي لا يعلم أمراً من بديهيات هذا الدين.. على قدر حزني من أن الثقافة الإسلامية وصلت إلى هذه الدرجة من الانحدار.. حتى لا يعلم بعض المسلمين أو كثيراً من المسلمين أوقات الصلاة المفروضة.. فنحن لا نتحدث عن وقت صلاة الضحى، أو وقت صلاة قيام الليل.. إنما نتحدث عن وقت صلاة الصبح!!
ذكرني ذلك بأمر من المضحكات المبكيات، وهو أحد معسكرات الشباب التابع لأحد الأحزاب السياسية، حيث كان برنامج المعسكر معلقاً على الجدران في أكثر من مكان.. وأول كلمة في هذا البرنامج هي: "الاستيقاظ وصلاة الصبح في الثامنة صباحاً !! "
قلت ـ والله ـ هذه جريمة مع سبق الإصرار والترصد !! فالنية مبيتة، والعزم منعقد على تضييع فرض من فروض الله عز وجل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
مواقيت الصلاة أيها المؤمنون أمور توقيفية.. بمعنى أنه ليس فيها اجتهاد من البشر.. لقد حددت بدقة في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولم تترك مجالاً لسوء فهم..
روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس"..
فليس هناك شك في وقت صلاة الصبح.. وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى في حديث الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه حين قال :
"من أدرك ركعة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح"..
أي أنه من أدرك ركعة كاملة قبل أن تشرق الشمس فقد أدرك صلاة الصبح في موعدها، أما من لم يدرك ولو ركعة واحدة فقد أصبحت صلاة الصبح في حقه قضاءاً، وهذا ولا شك أمر خطير..
لكن الأصعب من ذلك أن اختبار التفرقة بين النفاق والإيمان، وبين الصدق والكذب، ليس بمجرد الصلاة قبل شروق الشمس.. ولكن النجاح الحقيقي والمطلوب في هذا الامتحان يكون بصلاة الجماعة في المسجد، وليس في البيت..وهذا بالطبع في حق الرجال..أما في حال النساء، فإنه ـ وإن كانت صلاتهن في المسجد مسموحاً بها ـ فإن صلاتها في بيوتهن أفضل وأكثر ثواباً، وذلك لحديث أبي داود الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن"
وكذلك لحديث أم حميد الساعدية رضي الله عنهافي مسند أحمد بسند حسن، وكذلك في الطبراني أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله: إني احب الصلاة معك.. قال: "قد علمت، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجد الجماعة"..
وتعظيم أجر صلاة المرأة في بيتها رحمة من الله عز وجل بها ورحمة بالمجتمع.. فهذا أدعى لتجنب الفتنة وأحفظ للمرأة وأستر لها، كما أن فيه حفاظاً على الأطفال بالبيت وعلى كبار السن وغير ذلك من المصالح.. وسبحان الله الذي أنزل هذا الشرع المحكم !!
والذي يهمنا الآن في هذا المقام أن اختبار النفاق من الإيمان بالنسبة للمرأة يكون بالصلاة في أول وقتها.. فتكون المرأة المؤمنة التي نجحت في الاختبار هي التي صلت الصبح في الوقت الذي يصلي فيه الرجال في المسجد، وتكون المرأة التي لم يتمكن الإيمان من قلبها هي المرأة التي تدرك الصبح بالكاد قبل أن تشرق الشمس.. أو قد يتفاقم معها الأمر فيضيع منها الفرض كلية، فتصليه بعد شروق الشمس !!
يا إخواني ويا أخواتي..
أنا لا لأريد أن أصعب عليكم حياتكم، أو أحملكم ما لا طاقة لكم به.. ولكني ـ والله ـ أتحدث عن حقائق في شرع الله عز وجل، وأتحدث عن نصوص محكمة لا لبس فيها ولا غموض، وأتحدث عن اجتماع العلماء الذي لا اختلاف فيه..
فالذي يصلي الصبح بعد الشروق متعمداً يترك فرض الله متعمداً !!! وهذا أمر بالغ الخطورة..
روى الأمام أحمد عن أم أيمن رضي الله عنها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تترك الصلاة متعمداً، فإنه من ترك الصلاة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله ورسوله"
وهكذا فالذي يضع المنبه على الساعة السابعة أو السابعة والنصف ـ أي بعد الشروق ـ يترك الصلاة متعمداً !! وعليه أن يتحمل التبعات القاسية لذلك!!
وعلى الناحية الأخرى.. ما هي أحب الأعمال إلى الله؟
سأل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السؤال فأجاب كما جاء في البخاري ومسلم قائلاً :
" أحب العمل إلى الله تعالى الصلاة على وقتها، قال عبد الله ثم أي: قال: بر الوالدين، قال ثم أي قال: الجهاد في سبيل الله"
فانظر ـ رحمك الله ـ كيف قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إقامة الصلاة في أول وقتها على بر الوالدين على عظمه، وكيف قدمها على الجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام !!
وسبحان الله.. لا أدري كيف سقط الصبح من حسابات المسلمين ؟!
فمعظم المسلمين الذي يحافظون على صلواتهم تجدهم حريصين على صلاة الظهر قبل أذان العصر، وعلى صلاة العصر قبل أذان المغرب وهكذا.. أما الصبح فيكاد يكون الفريضة الغائبة، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
مستحيل أن يكون ذلك مستحيلاً !!
يقول لي أحدهم: قد علمت ميعاد صلاة الصبح.. ولكن للأسف.. "يستحيل" عليّ الاستيقاظ في هذا الموعد.. أنت لا تعلم "ظروفي".. أنا طاقتي لا تسمح.. أنا ظروف عملي لا تمكنني.. أنا ظروف البيت والمعيشة لا تساعدني.. والله ـ كما تعلم ـ غفور رحيم، سيراعي ظروفي هذه.. ويغفر لي !!
قلت: أما قضية أن الله غفور رحيم فهذا كلام حق أريد به باطل.. وهذا من أوسع مداخل الشيطان.. فإن كان الله عز وجل يغفر لكل الناس، الصادق والكاذب، والمطيع والعاصي، والمحب لشرعه والكاره له.. إن كان الأمر كذلك ففيم العمل؟ ولماذا الاجتهاد؟ ولماذا يرهق المطيع لله نفسه، ويستيقظ في جوف الليل، وفي شدة البرد، وينزل إلى المسجد؟
إن الله عز وجل الغفور الرحيم يغفر لمن سعى للمغفرة من عباده.. فلا يكفي قول اللسان، ولكن لابد من عمل.. اقرأ وتدبر في قوله تعالى :
"وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى"
ليس كل الناس يغفر لهم.. لابد من توبة صادقة، وإيمان عميق، وعمل صالح، وهداية إلى طريق الله عز وجل..
والله الغفور الرحيم كثيراً ما يقرن هذه الصفات بصفاته الأخرى التي تحمل معاني العقاب والجزاء والانتقام ممن خالفه وخالف شرعه..
"نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم، وأن عذابي هو العذاب الأليم"
فهذه إلى جوار تلك..وبذلك تستقيم حياة الناس..
وأما أنه "يستحيل" في حق إنسان أن يستيقظ لصلاة الصبح في موعدها فهذا الكلام يحتاج إلى وقفة.. ووقفة هامة جداً..
يا أخي وأختي..
أنا لا أشك لحظة في أنه "يستحيل" أن يكون استيقاظك للصبح "مستحيلاً " !!
ولماذا هذا اليقين ؟!
تفكر معي :.
أولاً: يقول الله عز وجل في كتابه :"لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"..
وهذه قاعدة أصيلة من قواعد الشرع.. هذا القانون وهذا الشرع ليس قانوناً وضعياً من وضع البشر فيحتمل فيه أن يكون مناسباً أو غير مناسب، ولكن هذا القانون من وضع رب العالمين سبحانه وتعالى، الذي خلق الإنسان ويعلم وسعه وطاقته علماً مطلقاً..
" ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"
فكل أحكام الشرع هي في مقدور البشر.. لا نشك في ذلك..
فلتسأل نفسك يا أخي ولتسأل نفسك يا أختي :
هل صلاة الصبح في هذا الوقت تكليف مفروض أم أنها ليست تكليفاً ولا فرضاً ؟ وهل هي مفروضة على كل المؤمنين أم أن هناك طوائف مستثناة؟! والإجابة واضحة وهي أن صلاة الصبح فرض على كل المسلمين، وحيث أن المسلم يؤمن بعدل الله وبحكمته وبعلمه فإنه لا يستقيم لمسلم مؤمن بالله عز وجل أن يفترض أن قيامه لصلاة الصبح في موعدها أمر مستحيل..
هذه واحدة..
ثانياً: بعض المشاهدات الأمريكية..
المنظر الأول:.في زيارة لأمريكا وعند عودتي من صلاة الفجر بمسجد المدينة، ويكون ذلك في السادسة صباحاً تقريباً، كنت أجد الشوارع الرئيسية والطرق السريعة مزدحمة بالسيارات تماماً!.. تعجبت في أول الأمر، وبعد ذلك تعودت على هذا المنظر.. إنهم يستيقظون للذهاب إلى أعمالهم، وكثير منهم يعمل في أماكن بعيدة جداً عن بيته فيضطر إلى الاستيقاظ في الخامسة صباحاً ـ وقت صلاة الفجر ـ لكي يذهب إلى عمله في موعده..
كل هؤلاء البشر من نصارى ويهود وملاحدة (وهم كثر) يستيقظون لدنياهم في موعد صلاة الفجر.. لقد سمحت طاقتهم البشرية بهذا الاستيقاظ.. فلماذا لا تسمح طاقة المؤمنين بمثل هذا الاستيقاظ المبكر ؟!
المنظر الثاني: حضرت مؤتمراً طبياً كبيراً في أحد المدن الأمريكية، وفوجئت بأن جلسات المؤتمر تبدأ في السادسة صباحاً !!!
نعم ـ والله ـ يا إخواني!..
الجلسة الأولى كانت في السادسة صباحاً، ولما كانت صلاة الفجر في هذه الأيام متأخرة نسبياً، فقد انتهيت من الصلاة في الساعة السادسة والربع تقريباً، فذهبت إلى المؤتمر في ذلك التوقيت..
وكنت على يقين وأنا في طريقي إلى هناك أنني سأجد القاعة الكبيرة التي تشهد الجلسة الأولى خاوية على عروشها.. فمن ذا الذي سيأتي في هذا الوقت المبكر جداً جداً لحضور جلسة علمية، ووصلت إلى القاعة وفوجئت بما لم أكن أتخيله !! فقد كانت القاعة مليئة عن آخرها ـ وهي تسع حوالي ثلاثة آلاف شخص ـ وبالكاد وجدت مكاناً في آخر القاعة، وجلست استمع وأنا في دهشة.. كيف استطاع هؤلاء القوم أن يكيفوا حياتهم بالصورة التي تمكنهم من حضور جلسة علمية - اختيارية وليست إجبارية - في السادسة صباحاً ؟! ولماذا لا يستطيع كثير من المسلمين تكييف حياتهم لحضور صلاة - إجبارية وليست اختيارية - في نفس هذا الموعد ؟
ويوم يستطيع المسلمون أن يجيبوا على هذه الأسئلة يوم أن يكتب لهم التمكين في الأرض إن شاء الله !!!
المنظر الثالث: منظر أكثر درامية وأشد تأثيراً !!
كثيراً ما كنت أجد رجالاً أمريكيين ونساءً أمريكيات في الشوارع وأنا في طريقي إلى صلاة الفجر !! وأقول: وأنا "ذاهب" وليس وأنا "عائد"!.. بمعنى أنهم كانوا يستيقظون قبل ميعاد الفجر لغرض هام جداً في حياتهم !!
ما هذا الغرض الهام الذي من أجله استيقظ الأمريكي أو الأمريكية قبل الخامسة صباحاً، ولبس ملابسه، وخرج في الجو البارد جداً جداً إلى شوارع المدينة ؟
إنهم ……… يفسحون "كلابهم" في الهواء النقي !!!!!
يستيقظ الأمريكي أو الأمريكية في الساعة الرابعة والنصف فجراً، لأن قلبه - أو قلبها - يتفطر على الكلب الذي يبقى محبوساً في البيت طيلة اليوم !! فيستيقظ في هذا الوقت المبكر جداً، ليستطيع الكلب أن يشم الهواء النظيف في الشارع !!
وأرجو منك أخي الفاضل أن تحل معي هذه المسألة المعقدة: الأمريكي ـ نصرانياً كان أو يهودياً أو ملحداً ـ يستيقظ فجراً من أجل "الكلب"، وبعض المسلمين، أو كثير من المسلمين، أو إن شئت فقل: "معظم" المسلمين لا يستيقظون من أجل "الله" عز وجل !!!
بالله عليك كيف يكون حل هذه المسألة ؟!!
كيف يمكن أن يكون حب "الكلب" دافعاً "لصاحبه" للاستيقاظ ؟
وكيف لا يمكن أن بكون حب "الله" عز وجل دافعاً "للعبد" للاستيقاظ ؟!
الإمكانيات البشرية البدنية تسمح بالقيام.. لكن الإمكانيات القلبية عند أولئك الذين لا يستيقظون تعاني من فقر شديد !!
نسأل الله السلامة !!
ثالثاً:. فلنترك المشاهدات الأمريكية ودعونا نتجول في بعض المشاهدات في داخلك وداخلي وداخل كل مسلم..
المنظر الأول: أنت مسافر إلى الإسكندرية أو إلى أسوان أو إلى لندن أو إلى باريس.. عندك موعد في القطار أو في الطائرة الساعة السادسة صباحاً.. هل إمكانياتك البشرية تسمح لك بأن تصل إلى القطار أو الطائرة في الموعد، أو أن إمكانياتك البشرية لا تسمح ؟!
هل الوصول إلى المحطة أو إلى المطار في هذا الموعد المبكر يدخل في حدود "الوسع" أما أن "الوسع" لا يسمح بذلك ؟!
المنظر الثاني: أنت تعمل في مكان بعيد عن منزلك والعمل يبدأ في السابعة صباحاً..
هل تستطيع أن تستيقظ مبكراً في موعد الفجر أو قبله للذهاب إلى عملك ؟ أم أنك ستعتذر كل يوم لرئيسك في العمل أن ظروفك لا تسمح بالحضور مبكراً، أو أن إمكانياتك البشرية ضعيفة ؟
لماذا لا نستطيع الاعتذار لرؤسائنا من البشر، ونستطيع كل يوم أن نعتذر "لله" عز وجل الذي خلقنا وخلق رؤساءنا ؟!
المنظر الثالث: منظر افتراضي تخيلي !!
تخيل لو أن رجلاً من أغنياء القوم وعدك بأنه سيعطيك ألفاً من الجنيهات كل يوم في الساعة الخامسة صباحاً إذا أتيت له في هذا الموعد.. أكنت تذهب؟ أم كنت تعلل بأنك نمت متأخراً، أو أنك مرتبط بموعد بعد ذلك فلا تستطيع القدوم ؟
تخيل أنك ذهبت إليه بالفعل وأخذت الألف جنيه يومياً، وظللت على هذه الحالة سنة كاملة، فإنك تكون قد حصلت على 365 ألف جنيه.. أليس كذلك ؟
ثم تحيل بعد ذلك أنه قد جاءك الموت بعد نهاية هذه السنة – وهو أمر وارد طبعاً حتى قبل انقضاء السنة - تخيل نفسك وأنت ذاهب إلى قبرك محمولاً..
تخيل نفسك في هذا المقام، وأجب على هذا التساؤل بصدق :
أتود أنك تدخل قبرك ومعك 365 ألف جنيه، وليست معك صلاة فجر واحدة ؟
أم أن الأفضل أن تدخل قبرك ومعك 365 صلاة فجر، وليس معك جنيهاً واحداً ؟
أجب بصدق !!
أيهما يبقى وينفع ؟
كيف تفسر قيام الناس لجمع المال وعدم قيامهم لجمع الحسنات ؟
أهو شك في الموت؟أم شك في البعث؟أم شك في الله عز وجل؟!
وإن لم يكن هناك شك في كل ذلك فكيف تفسر استهتار كثير من المسلمين بالموت مع علمهم بقدومه بغتة، وكيف تفسر استهتارهم بالله عز وجل مع علمهم بمراقبته لهم وقدرته عليهم ؟!
تساؤلات حائرة في ذهني..
أجبني عليها.. يا من لا تستيقظ لصلاة الفجر ؟!
المنظر الرابع : منظر درامي
لو أن زوجتك أو والدتك أيقظتك في الرابعة صباحاً وهي تصرخ :"لقد شبت النيران في منزل جيراننا" !!
أجبني بصدق:
هل كنت تقفز مسرعاً من فراشك، وترتدي ملابسك - أو حتى لا ترتديها - وتجري أنت والعائلة إلى خارج البيت؟! أم كنت ستقول للزوجة أو الوالدة: اتركيني أنام.. أنا مرهق، لقد نمت متأخراً، وعندي أعمال كثيرة بالصباح، وإن شاء الله ستطفئ النار وحدها؟!!
أجب بصدق!..
أيهما أشد تخويفاً : نار في بيت الجيران أم نار الجحيم يوم القيامة ؟!!
أيهما أشد إيلاماً : نار الدنيا أم نار الآخرة..
لماذا هذا التراخي الشديد مع نار الآخرة مع علمنا أنها حق، وأنها لا تطفئ؟ ولماذا هذه الرهبة من نار الدنيا على تفاهتها إذا قورنت بنار الآخرة؟!
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم" قالوا: والله إن كانت
لكافية يا رسول الله، قال: "فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلها مثل حرها"
وروى مسلم والترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها"
وروى الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة"
وفي رواية ابن ماجة فهي كالليل المظلم!
فلتعلم يا أخي في الله ويا أختي في الله أن الذي يحرص على صلاة الصبح سيكتب الله عز وجل له ضماناً من دخول نار الآخرة !!
اقرأ بقلبك هذا الحديث :.
روى مسلم عن عمارة بن روينة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر"..
بعد هذا الاستعراض لإمكانيات البشر ولوسع البشر ولطاقة البشر، أعتقد أنه من "المستحيل" أن نجد من يقول أنه من "المستحيل" عليّ أن أستيقظ لصلاة الفجر.. إنما الأمر يعود إلى "الإرادة".. هل تريد أم لا تريد؟!
واحذر أخي في الله واحذري أختي في الله.. إن تمر عليكم الأيام والشهور والسنون ثم تكتشفون أن أياماً غالية قد مرت.. فحتى إن كتب الله لك عمراً حتى تتوب وترجع إليه.. فكيف ستعيد تلك الأيام التي مرت؟
احذر من يوم ترغب فيه الذهاب إلى المسجد فلا تستطيع إما لضعف أو مرض أو موت.. وتذكر دائماً حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والذي رواه الحاكم بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال:
"اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"..
وفقني الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه..
صلاة الصبح صلاة فريدة !!
عندما تقرأ في كتاب الله عز وجل، وعندما تقرأ في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، تستطيع بوضوح وبسهولة أن تدرك أن صلاة الصبح صلاة فريدة !!
هذه الصلاة العظيمة لها من المكانة في الإسلام والقيمة في الشرع ما يلفت الأنظار حقاً.. فهناك فيض هائل من الأحاديث يشجع على هذه الصلاة، ويعلي من شأن المحافظين عليها..
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو المربي الواعي الفاهم لطبائع البشر والمدرك لنوازع النفس ـ يعلم أن وقت صلاة الصبح وقت صعب، وأن المسلم إذا ترك نفسه لنفسه فسوف تأمره نفسه هذه بالراحة وترك الصلاة المكتوبة..
"إن النفس لأمارة بالسوء، إلا ما رحم ربي"
لذلك فإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد خص هذه الصلاة العظيمة بخصائص فريدة، وصفات معينة لا تتكرر في غيرها من الصلوات.. ومجموع هذه الصفات يدفع المؤمن الصادق دفعاً إلى التمسك بهذه الصلاة في جماعة بكل طاقته، ويحمسه أشد التحميس أن يضحي بالغالي والثمين لكي لا يضيع منه فرض واحد مهما كانت الظروف أو العراقيل..
وقد عددت لكم من هذه الخصائص عشراً.. أسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بها..
الخاصية الأولى
أجر بلا حدود !!!
الذي يصلي الصبح في جماعة يأخذ كل المزايا التي يأخذها الذي يصلي أي صلاة أخرى في جماعة، ويأخذ فوقها أموراً خاصة بصلاة الصبح فقط..
فهو كمصل للجماعة بصفة عامة تحسب له الصلاة بخمس وعشرين أو سبع وعشرين صلاة، وتكتب له الحسنات، وتمح عنه السيئات، وترفع له الدرجات، وتصلي عليه الملائكة، وغير ذلك من أمور صلاة الجماعة بصفة عامة..
غير أن صلاة الصبح بها مزايا خاصة جداً غير بقية الصلوات منها :.
الخير الأول : روى مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم:
"من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة (أي مع العشاء كما نص على ذلك حديث أبي داود والترمذي) فكأنما صلى الليل كله"
هل تستطيع أن تصلي الليل بكامله ؟!
لقد أعطاك الله عز وجل ـ بفضله وكرمه ـ هذا الأجر إذا صليت الفجر والعشاء في جماعة.. ومعلوم أن أجر قيام الليل عظيم وجليل.. ولكن أعظم منه أن تصلي الفجر في جماعة..
فإذا علمت هذا الفضل في صلاة الفجر في جماعة فمن فضلك ساعدني في إجابة هذا السؤال الذي سألته من قبل لجموع المصلين المحتشدين لصلاة التهجد في ليلة السابع والعشرين من رمضان، وقد نصبوا أرجلهم لله عز وجل الساعات الطوال، وبذلوا مجهوداً مضاعفاً بغية إدراك قيام هذه الليلة المباركة..
سألتهم فقلت:
ترى هل قيام ليلة القدر بكاملها أفضل أم صلاة الفجر في جماعة في شهر شوال أو صفر أو رجب أو أي شهر غير رمضان ؟!
أيهما أثقل في ميزان الله عز وجل ؟
أيهما لو فاتك تحزن أكثر ؟
وأيهما لو فاتك تلام من الله أكثر ؟
ألسنا يا إخواني نصلي لله ؟ ألسنا ننصب أقدامنا وقوفاً بالساعات الطوال في ليلة القدر بغية أن يرضي الله علينا ؟!
فإذا علمنا أن رضا الله عز وجل علينا لا يكون إلا بقضاء فرائضه في موعدها، وبالطريقة التي أمرنا بها، وفي المكان الذي أراده، فلماذا نقدم شيئاً أخره الله عز وجل؟ ولماذا نؤخر شيئاً قدمه الله عز وجل؟!
ليس هذا تقليلاً من شأن ليلة القدر أبداً.. حاش لله.. فهي أعظم ليلة في السنة، وهي خير من ألف شهر.. ولكنها تبقى في النهاية نافلة، ولا تقدم على الفرض أبداً..
هل يستقيم لك في يوم ليلة القدر أن تترك صلاة المغرب أو العشاء وتقوم بعد ذلك الليل بكامله ؟! يقيناً هذا لا يستقيم..
هل تستطيع أن تصلي عشرين ركعة نافلة لصلاة الظهر ثم لا تصلي الظهر نفسه ؟
هل ينفعك أن تصوم الاثنين والخميس طوال السنة ثم تفطر متعمداً دون عذر في رمضان ؟
إذا كانت الإجابة على كل هذه الأسئلة هي: "لا"، فلماذا يقبل المسلمون أن يضيعوا صلاة الفجر؟
أليست فرضاً كالظهر والعصر وكصيام رمضان وكالزكاة المفروضة؟
الله عز وجل علمنا أن الفروض بصفة عامة متقدمة على النوافل بصفة عامة..
قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله عز وجل :
"وما تقرب إليّ بشئ أحب إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه.."