
قال الله تعالى : ﴿ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾
امرأه عجوز
كانت زوجة مثابرة
تعتني بزوجها المسن
تسكن هي وزوجات اولادها في في مبنى يتكون من دورين وشقق
زوجة ابنها اصرت ان تأخذ الدور السفلي بسبب كبر مساحة الشقة
اعترضت تلك المرأة العجوز وأنها لاتقدر على صعود الدرج يوميا خاصة انها على اتصال ولقاء يومي مع جاراتها
وايضا زوجها المسن لايستطيع الصعود والنزول خاصة انه يذهب الى المسجد
لم تأبه زوجة الولد للأمر .. فاستمرت بالعناد ومصرة على رأيها
استسلم العجوزان لهذا الامر رغم سكوت ولدهم عن زوجته
مرة من المرات واثناء صعود الرجل المسن للدرج وكان يحمل صندوقا من الطماط
تعثرت رجله وإذا به يسقط ويسقط ماكان يحمله
صبرو هذان الاثنان على تمرد زوجة أبنهم
وتركوها في حالها والحياة تسير على مايرام
الى ان شاء الله ونقلو الى منزل كبير نوعا ما
فرح الجميع ماعدا العجوزان .. فهما في راحة في ذاك الحي القديم
قضو اعمارهم وجميع ذكرياتهم في ذلك الحي
أرادو أن يبقو في بيتهم القديم المتهالك ولكن دون جدوى بحجة من يراعهم رغم ان الابن تخلى عن رعايتهم وهم في المنزل القديم
ولكن تحاشيا لكلام الناس فقد نقل والديه معهم
وكانت العجوز دائما تدعي بإن الله يلهمها صبرا على زوجة ابنهم
فهي ذاقت ولكنها لاتشكي الا لرب العالمين
ولكن كانت في شقة مستقلة هي وزوجها وبعيدة عن تلك المشاكل
تجددت المشاكل في المنزل الجديد
زاد الاحتكاك مع زوجة ابنها
خاصة ان العجوز اصبحت لاتملك مطبخا خاصا بها
فقط غرفة لها ولزوجها
ودورة المياة مشتركة بينها وبين دورة مياه الضيوف
علما ان العجوز فيها نظافة عجيبه ولا تحتمل ان يشاركها احد في دورة المياه الخاصة بها وشاء الله ان تكون هي والضيوف بنفس الحمام اكرمكم الله
وتردد دائما يارب صبرني على مابلاني
عندما تدخل المطبخ لتطبخ اللقمة لها ولزوجها تقوم الحرب من قبل زوجة إبنها
فهي لا تحب أم زوجها تاكل معها بنفس السفرة !
تضطر تطبخ لنفسها
توفي ذلك العجوز الذي كان ينصح زوجته بالصبر امام تلك المرأه المتمردة عليهم
اصبحت وحيده في تلك الغرفه
ليس لها بعد الله الا جاراتها الجدد ولكن صعب ان تشتكي لهم حالها
فكانت تزورنا وتشكي الحال وتقول انا صبرت كثيرا على تلك المرأه
اصبحت زوجة ابنها تحدد لها من يزورها
منعتها من دخول المطبخ
تطبخ لها الاكل مالحا رغم علمها ان ام زوجها مريضة بالضغط ولا تتحمل الاكل المالح
فكانت تنقل للمستشفى بسبب ارتفاع الضغط
كانت تراقب تحركات تلك العجوز في حركاتها ودخولها وخروجها وتصرخ وتتمرد وترمي كلاما غير لائقا
كانت فعلا صابره على عيشة لا احد منا يستطيع تحملها
تفرش سجادتها وتدعو الله ان يلهمها صبرا واحتسابا
توفيت تلك العجوز رحمها الله رحمة واسعه
وارتاحت من تلك الدنيا ومشاكلها
صبرت كثيرا ولكن ماجزاء صبرها ؟
وجه مبتسم وهي مكفنه يخرج منه نورا لا اله الا الله
فوالله ياحبيباتي اني رأيت ذلك الوجه كنت اظن انها نائمة وليست ميته
رافعة السبابة اليمنى وكأنها تتشهد
وجهها مائل للجهة اليمنى
كلما اسندناه للأمام يرجع للجهة اليمين
جائت امامنا زوجة ابنها تطلب منها السماح وهي ميته
ولكن بعد ماذا ؟
لم ارى في حياتي امرأه ثابرت بالصبر مثل تلك المرأه
والذي ذكرته لكم غيض من فيض من مواقف صبرها
وفعلا صبرت ونالت بإذن الواحد الاحد حسن الخاتمة