اشتقت لديرتي
اشتقت لديرتي
mijo mijo :
يا صبايا ........ انا قرأتها كامله فترة الصيف ........ ...... وشكرا لصاحبة الموضوع
يا صبايا ........ انا قرأتها كامله فترة الصيف ........ ...... وشكرا لصاحبة الموضوع
حبيبتي وين قريتيها ابي التكمله والله ماقهوره عليها..
jumanh
jumanh
القصه رائعه

وانبسطت لان ما احد رد وقطعها علينا

................الف شكر..................
Raeka
Raeka
jumanh jumanh :
القصه رائعه وانبسطت لان ما احد رد وقطعها علينا ................الف شكر..................
القصه رائعه وانبسطت لان ما احد رد وقطعها علينا ................الف شكر..................
قصه ممتعه

شكرا
Australian girl
Australian girl
نظرت إلي نظرة سأضيفها إلى رصيد النظرات التي لن أنساها ما حييت ... ما حييت يا رغد لن أنسى هذه اللحظة ... " وليد ... خذلتني ... لم أعد أحبك " رغد لم تكلمني طوال الصباح التالي ، بل و لم تنظر إلي ... كانت حزينة و قد غابت ضحكتها الجميلة و مرحها الذي يملأ الأجواء حياة و حيوية ... الجميع لاحظ ذلك ، و استنتجوا انه بسبب موضوع سفري و غضب والدي منها يوم الأمس ... و كالعادة ، أوصلت سامر إلى مدرسته ، ثم دانة و رغد .... وهي تسير مبتعدة عن السيارة و متجهة نحو مدخل المدرسة ، كانت رغد مطأطئة الرأس متباطئة الخطى جعلت أراقبها قليلا ، فألقت علي نظرة حزينة كئيبة لم أتحمل رؤيتها ،فابتعدت قاصدا المكان الذي سأجري فيه اختباري المصيري ... المشوار إلى هناك يستغرق قرابة الساعة ، و كنت ألقي بنظرة على الساعة بين الفينة و الأخرى خشية التأخر أعرف أنها فرصة العمر و أي تأخير مني قد يضيعها ... حينما أوشكت على الوصول ، وردتني مكاملة هاتفية عبر هاتفي المحمول ، من صديقي ( سيف ) يتأكد من وشوكي على الوصول . و سيف هذا هو أقرب أصحابي ، و هو مرشح معي أيضا لدخول الامتحان . بعد دقيقة ، عاد هاتفي يرن من جديد ... كان رقما مجهولا ! " مرحبا ! لابد أنك وليد ! " بدا صوتا غير معروف ، سألته " " من أنت ؟؟ " قال : " يا لذاكرتك الضعيفة يا مسكين ! يبدو أن الضرب الذي تلقيته من قبضتي قد أودى بقدراتك العقلية ! " الآن استطعت تمييز المتحدث ... إنه عمّار ! " عمّار ؟؟؟ !" " أحسنت ! هكذا تعجبني ! " استأت ، كيف حصل على رقم هاتفي الخاص و ما الذي يريده مني ؟ " ماذا تريد ؟ " " انتبه و أنت تقود ! أخشى أن تصاب بمكروه ! " " أجب ماذا تريد ؟؟ " ضحك ذات الضحكة الكريهة و قال : " لا شك أنك في طريقك للامتحان ! أليس كذلك ! إن الوقت سيستغرق منك أقل من ساعتين فيما لو قررت الذهاب إلى المطار ! " ضقت ذرعا به ، قلت : " هل لي أن أعرف سبب اتصالك ؟ فإما أن تقول ماذا أو أنهي المكالمة " " رويدك يا صديقي ! سأمهلك ساعتين فقط ، حتى تمثل أمامي و تعتذر قبل أن أسافر بهذه الصغيرة بأي طائرة ، إلى الجحيم ! " بعدها سمعت صرخة جعلت جسدي ينتفض فجأة و يدي ترتعشان ، و المقود يفلت من بينهما ، و السيارة تنحرف عن حط مسيرها ، حتى كدت أصطدم بما كان أمامي لو لم تتدخل العناية الربانية لإنقاذي .... " وليد ... تعال ... " لقد كان صوت رغد .... جن جنوني ... فقدت كل معنى للقدرة على السيطرة يمكن أن يمتلكه أي إنسان ... مهما ضعف صرخت : " رغد ! أهذه أنت رغد ؟؟ أجيبي " فجاء صوت صراخها و بكاؤها الذي أحفظه جيدا يؤكد أن أذني لا زالتا تعملان بشكل جيد ... " رغد أين أنت ؟ رغد ردي علي ّ " فرد عمّار قائلا : " تجدنا في طريق المطار ! لا تتأخر فطائرتي ستقلع بعد ساعتين ... إلا إن كنت لا تمانع في أن أصطحب شقيقتك معي !؟ " صرخت : " أيها الوغد أقسم إن أذيتها لأقتلنك ... لأقتلنك يا جبان " ضحك ، و قال : " لا تتأخر عزيزي و لا تثر غضبي ! تذكر ... طريق المطار " ثم أنهى المكالمة ... استدرت بسيارتي بجنون ، و انطلقت بالسرعة القصوى متجها نحو المطار ... لم أكن أرى الطريق أمامي ، الشوارع و السيارات و الإشارات ... اجتزتها كلها دون أن أرى شيئا منها لم أكن أرى سوى رغد و أتذكر كيف كانت تنظر إلي قبل ساعة ... ثم أتخيلها في مكان بين يدي عمّار لم أعرف كيف أربط بين الأحداث أو أفكر في كيفية حدوث أي شيء ... أريد أن أصل فقط إلى حيث رغد لا أعرف كم الوقت استغرقت ... شهر ؟ سنة ؟ قرن ؟ بدا طويلا جدا لا نهاية له ... و سرت كقارب تائه في قلب المحيط ... أو شهب منطلق في فضاء الكون ... لا يعرف إلى أين ... و متى و كيف سيصل ... و بم سيصطدم ... أخذت هاتفي و اتصلت برقم عمّار الظاهر لدي ، أجاب مباشرة : " لقد انقضت عشرون دقيقة ! أسرع فشقيقتك ترتجف خوفا ! " " إياك أن تؤذها و إلا ... " " سأفعل إن تأخرت ! " " أيها الـ ... ... ... دعني أتحدث إليها " جاءني صوتها الباكي المذعور : " وليد لا تتركني هنا " " رغد ... عزيزتي أنا قادم الآن ... لا تخافي صغيرتي أنا قادم " " أنا خائفة وليد تعال بسرعة أرجوك ... آه ... أرجوك ... " أي عقل تبقى لي ؟؟ لماذا لا تتحرك هذه السيارة اللعينة ؟ لماذا لم اشتر صاروخا لمثل هذه الظروف ؟ لماذا لم تحترق في الحرب يا عمّار ... ألف لعنة و لعنة عليك أيها الجبان ... ويل لك مني .. بعد ساعة و نصف ، و فيما أنا منطلق كالبرق على الشارع المؤدي إلى المطار ، إذا بي ألمح سيارة تقف جانبا ، و يقف عندها رجل و أنا أقترب توضح لي أنه عمّار بسرعة ، أوقفت سيارتي خلف سيارته مباشرة و نزلت منها كالقذيفة و ركضت نحوه ، في الوقت الذي فتح هو في الباب ، و أخرج رغد من السيارة ... جاءت رغد تركض نحوي فالتقطتها و رفعتها عن الأرض و أطبقت بذراعي حولها بقوة ... " رغد ... رغد صغيرتي ... أنا هنا ... أنا هنا عزيزتي " رغد كانت تحاول أن تتكلم لكنها لم تستطع من شدة الذعر ... كانت ترتجف بين يدي ارتجاف الزلزال المدمر ... كانت تحاول النطق باسمي لكن لم تستطع النطق بأكثر من " و ... و ... و " انهمرت دموعي كالشلال و أنا أضغط عليها و هي تضغط علي و تتشبث بي بقوة و أشعر بأصابعها تكاد تخترق جسدي فيما ترفع رجليها للأعلى كأنما تتسلقني خشية أن تلامس رجلها الأرض و تفقدها الأمان ... " أنا معك عزيزتي لا تخافي ... معك يا طفلتي معك ... " حاولت أن أبعد رأسها قليلا عني حتى أتمكن من رؤية عينيها و إشعارها بالأمان ، لكنها بدأت بالصراخ و تشبثت بي بقوة أكبر و أكبر كأنها تريد أن تدخل بداخلي ... " وليد ! لديك امتحان مهم ! هل ستضيّع الفرصة ؟ " قال هذا عمّار الوغد و أطلق ضحكة كبيرة ... انتابتني رغبة في تحطيمه ألا أن رغد عادت تصرخ حينما خطوت خطوة واحدة نحوه ... " خسارة يا وليد ! جرّب حظك في مصنع والدي ! " و ابتسم بخبث : " دفّعتك الثمن ... كما وعدت " ثم استدار و هم بركوب سيارته ... خطوت خطرة أخرى نحوه ، فأخذت رغد تصرخ بجنون : " لا .. لا .. لا .. لا .. لا " انثنى عمّار ليدخل السيارة ، ثم توقف ، و استقام ، و استدار نحوي و قال : " نسيت أن أعيد هذا ! " و من جيب بنطاله أخرج شريطا قماشيا طويلا ، و رماه في الهواء باتجاهي رقص الشريط كالحية في الهواء ، وأنا أراقبه ، في نفس اللحظة التي ظهرت فيها طائرة في السماء مخترقة قرص الشمس المعشية ، و دوت بصوتها في الأجواء ، فيما يتداخل صوتها مع صوت عمّار وهو يقول : " إلى الجحيم ! " ثم هبط الشريط المتراقص تدريجيا و بتمايل حتى استقر عند قدمي ّ ... ركزت نظري على الشريط ، لأكتشف أنه الحزام الذي تلفه رغد حول خصرها ، و التابع لزيها المدرسي الذي ترتديه الآن ... رفعت نظري ببطء و ذهول و صعق إلى وجه عمّار ، فحرك هذا الأخير زاوية فمه اليمنى بخبث إلى الأعلى في ابتسامة قضت علي ّ تماما ... و دمرتني تدميرا أبعدت وجه رغد عن كتفي و أجبرتها على النظر إلي ... فيما أنا عاجز عن رؤية شيء ... من عشي الشمس ... و هول ما أنا فيه ... لم أر إلا دمارا و حطاما و نارا و جحيما ... لهيبا ... و صراخا ... و دموعا تحترق ... و آمالا تتبعثر ... و أحلاما تظلم ... سوادا في سواد ... عند هذه اللحظة ، نزعت رغد عني عنوة ، و دفعت بها أرضا و نظرت من حولي فإذا بي أرى صخور كبيرة قربي ... التقطت واحدة منها ، و بسرعة لا تجعل مجالا للمح البصر بإدراكها ، و قوة لا تسمح لشيء بمعاكستها ، رميتها نحو عمار و هو يهم بركوب سيارته ، فارتطمت برأسه ... و صرخ ... و ترنح لثوان .. ثم هوى أرضا ... و انتفض جسده ... و انتزعت روحه ... و إلى الجحيم ...
نظرت إلي نظرة سأضيفها إلى رصيد النظرات التي لن أنساها ما حييت ... ما حييت يا رغد لن أنسى هذه...
وصلنا إلى البيت أخيرا ، بدا الوضع شبه طبيعي ، إلا من سكون غريب من قبل رغد و التي يفترض بها أن تكون مرحة ...




الكل عزا ذلك للحزن الذي يعتريها بسبب سفري المرتقب .



سألتني أمي :



" كيف كان الامتحان ؟ "



قلت :



" سأخبرك بعد الغذاء "




و تركت العائلة تنعم بوجبة هنيئة أخيرة ...





بعد ذلك ، ذهبت إلى غرفة والدي ّ في وقت قيلولتهما الصغيرة ...



" والدي ... والدتي ... لدي ما أخبركما به "


بدا القلق على وجهيهما ، و تلعثمت الكلمات على لساني...





أمي ، حين لاحظت حالتي المقلقة قالت :


" هل الامتحان .... ؟؟ "


قلت :


" لم أحضر الامتحان "


اندهشا و تفاجأا ...


قال والدي :


" لم تحضره ؟ كيف ؟؟ لماذا ؟؟ ماذا حصل ؟؟ "


نظرت إليهما ، و سالت دموعي ... و انهرت ... و طأطأت رأسي للأرض ...




هتفت أمي بقلق و فزع :


" وليد ؟؟ "




أخذت نفسا عميقا ... و رفعت بصري إليهما و بلسان مرتجف و جسد يرتعش و شفتين مترددتين قلت :




" لقد .... قتلت عمّار "










~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~











الهاتف المحمول الخاص بعمار، و الرقم الأخير الذي تم طلبه ، و الأخير الذي تم استقباله فيه ، و توقيت الاتصال ، و توقيت حدوث الوفاة ، و العراك الذي حصل مؤخرا بيني و بينه و تدخلت فيه الشرطة ، و عدم حضوري للامتحان ، كلها أمور قد قادت الشرطة إلي ّ بحيث لم يكن اعترافي ليزيدهم يقينا بأنني الفاعل ...



بقي ... شيء حيّرهم ... تركته ساكنا في قلب الرمال ...




حزام رغد



ما سر وجوده هناك ... ؟؟








أنكرت أي صلة لرغد بالموضوع بتاتا ، و لدى استجوابها أخبرتهم أنها لا تعرف شيئا ، حسب اتفاقنا




سيف أيضا تم التحقيق معه ، و أكد للشرطة أنه حين اتصل بي كنت على مقربة من المبنى حيث قاعة الامتحان




و ظل السؤال الحائر :

لماذا عدت أدراجي ؟

ما الذي دفعني للذهاب إلى شارع المطار ، و الشجار مع عمّار ، و من ثم قتله

لماذا قتلت عمّار ؟؟

ما الذي أخفيه عن الجميع ؟؟






والد صديقي سيف كان محاميا تولى الدفاع عني في القضية ، باعتبار أنني قتلته دون قصد ... و أثناء شجار ... و بدافع كبير أصر على كتمانه ...
و سأظل أكتمه في صدري ما حييت ... فإن هم حكموا بإعدامي ... أخبرت أمي قبل تنفيذ الحكم ...

و إن عشت ، سأقتل السر في صدري إلى أن أعود ... من أجل صغيرتي ...









تعقدت الأمور و تشابكت ... و ظلّ الغامض غامضا و المجهول مجهولا ،
و حكم علي ّ بالسجن لأمد بعيد ...









" أمي ... أرجوك ... لا تخبري رغد بأنني ذهبت للسجن ... اخبريها بأنني سافرت لأدرس ... و سأعود حالما أنتهي ... و قولي لها أن تنتظرني "






" أبي ... أرجوك ... لا تقسو على رغد أبدا ... اعتنوا بها جيدا جميعكم ...
فأنا لن أكون موجودا لأفعل ذلك "









كان ذلك في لقائي الأخير بوالدي ّ ، قبل أن يتم ترحيلي إلى سجن العاصمة ، حيث سأقضي سنوات شبابي و زهرة عمري فيه ... بدلا من الدراسة في الجامعة ... و أعود إن قدرت لي العودة خريج سجون بدلا من خريج جامعات ... و بمستقبل أسود منته ، بدلا من بداية حياة جديدة و أمل ...










هكذا ، انتهت بي الأحلام الجميلة ...


هكذا ، أبعدت عن رغد ... محبوبتي الصغيرة ، و لم يبق لي منها إلا صورتين كنت قد وضعتهما في محفظتي قبل أيام ...



و ذكريات لا تنسى أحملها في دماغي و أحلم بها كل ليلة ...



و صورتها الأخيرة مطبوعة في مخيلتي و هي تقول :



" لا لا ترحل وليد . أرجوك . لا تتركني "












~
يتبع~




__________________
Australian girl
Australian girl
وصلنا إلى البيت أخيرا ، بدا الوضع شبه طبيعي ، إلا من سكون غريب من قبل رغد و التي يفترض بها أن تكون مرحة ... الكل عزا ذلك للحزن الذي يعتريها بسبب سفري المرتقب . سألتني أمي : " كيف كان الامتحان ؟ " قلت : " سأخبرك بعد الغذاء " و تركت العائلة تنعم بوجبة هنيئة أخيرة ... بعد ذلك ، ذهبت إلى غرفة والدي ّ في وقت قيلولتهما الصغيرة ... " والدي ... والدتي ... لدي ما أخبركما به " بدا القلق على وجهيهما ، و تلعثمت الكلمات على لساني... أمي ، حين لاحظت حالتي المقلقة قالت : " هل الامتحان .... ؟؟ " قلت : " لم أحضر الامتحان " اندهشا و تفاجأا ... قال والدي : " لم تحضره ؟ كيف ؟؟ لماذا ؟؟ ماذا حصل ؟؟ " نظرت إليهما ، و سالت دموعي ... و انهرت ... و طأطأت رأسي للأرض ... هتفت أمي بقلق و فزع : " وليد ؟؟ " أخذت نفسا عميقا ... و رفعت بصري إليهما و بلسان مرتجف و جسد يرتعش و شفتين مترددتين قلت : " لقد .... قتلت عمّار " ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ الهاتف المحمول الخاص بعمار، و الرقم الأخير الذي تم طلبه ، و الأخير الذي تم استقباله فيه ، و توقيت الاتصال ، و توقيت حدوث الوفاة ، و العراك الذي حصل مؤخرا بيني و بينه و تدخلت فيه الشرطة ، و عدم حضوري للامتحان ، كلها أمور قد قادت الشرطة إلي ّ بحيث لم يكن اعترافي ليزيدهم يقينا بأنني الفاعل ... بقي ... شيء حيّرهم ... تركته ساكنا في قلب الرمال ... حزام رغد ما سر وجوده هناك ... ؟؟ أنكرت أي صلة لرغد بالموضوع بتاتا ، و لدى استجوابها أخبرتهم أنها لا تعرف شيئا ، حسب اتفاقنا سيف أيضا تم التحقيق معه ، و أكد للشرطة أنه حين اتصل بي كنت على مقربة من المبنى حيث قاعة الامتحان و ظل السؤال الحائر : لماذا عدت أدراجي ؟ ما الذي دفعني للذهاب إلى شارع المطار ، و الشجار مع عمّار ، و من ثم قتله لماذا قتلت عمّار ؟؟ ما الذي أخفيه عن الجميع ؟؟ والد صديقي سيف كان محاميا تولى الدفاع عني في القضية ، باعتبار أنني قتلته دون قصد ... و أثناء شجار ... و بدافع كبير أصر على كتمانه ... و سأظل أكتمه في صدري ما حييت ... فإن هم حكموا بإعدامي ... أخبرت أمي قبل تنفيذ الحكم ... و إن عشت ، سأقتل السر في صدري إلى أن أعود ... من أجل صغيرتي ... تعقدت الأمور و تشابكت ... و ظلّ الغامض غامضا و المجهول مجهولا ، و حكم علي ّ بالسجن لأمد بعيد ... " أمي ... أرجوك ... لا تخبري رغد بأنني ذهبت للسجن ... اخبريها بأنني سافرت لأدرس ... و سأعود حالما أنتهي ... و قولي لها أن تنتظرني " " أبي ... أرجوك ... لا تقسو على رغد أبدا ... اعتنوا بها جيدا جميعكم ... فأنا لن أكون موجودا لأفعل ذلك " كان ذلك في لقائي الأخير بوالدي ّ ، قبل أن يتم ترحيلي إلى سجن العاصمة ، حيث سأقضي سنوات شبابي و زهرة عمري فيه ... بدلا من الدراسة في الجامعة ... و أعود إن قدرت لي العودة خريج سجون بدلا من خريج جامعات ... و بمستقبل أسود منته ، بدلا من بداية حياة جديدة و أمل ... هكذا ، انتهت بي الأحلام الجميلة ... هكذا ، أبعدت عن رغد ... محبوبتي الصغيرة ، و لم يبق لي منها إلا صورتين كنت قد وضعتهما في محفظتي قبل أيام ... و ذكريات لا تنسى أحملها في دماغي و أحلم بها كل ليلة ... و صورتها الأخيرة مطبوعة في مخيلتي و هي تقول : " لا لا ترحل وليد . أرجوك . لا تتركني " ~ يتبع~ __________________
وصلنا إلى البيت أخيرا ، بدا الوضع شبه طبيعي ، إلا من سكون غريب من قبل رغد و التي يفترض بها أن...
--------------------------------------------------------------------------------

و بئس الحياة














لأن أخي وليد لم يعد موجودا ، فسأخبركم أنا ببعض ما حدث في بيتنا بعد المصيبة العظمى .


لم يكن تقبل أي منا لا أنا و لا والديّ أو دانة أو رغد لغياب وليد بالشيء السهل مطلقا

و خصوصا رغد ، فهي متعلقة به كثيرا و رحيله أحدث كارثة بالنسبة لها

مرضت رغد في بداية الأمر بشكل ينذر بالخطر .

وليد قبل أن يخرج مع أبي من المنزل ذلك اليوم إلى حيث لم نكن نعلم ، مر بغرفة رغد و قد كانت مقيلة بعد الظهيرة .
أظنه ظل ّ يبكي هناك لفترة طويلة ...
فتش جيوبه ثم أخرج مجموعة من تذاكر ألعاب حديقة الملاهي ، و وضعها إلى جانبها كما وضع ساعة يده ... ثم قبل جبينها و غادر




أتى إلينا واحدا واحدا و جعل يعانقنا بحرارة و دموع مستمرة ...


عندما سألت دانة :

" إلى أين تذهب يا وليد ؟؟ "

أجاب أبي :

" سيسافر ليدرس كما تعلمون "





الذي نعلمه أن موعد السفر لم يكن في ذلك اليوم ... و لو يكن قد تحدد





إنني لم أعرف أنه في السجن غير اليوم التالي ، و قد أجبرت على كتم السر هذا عن الصغيرتين .




صحيح أنني تمنيت أن يهلك عمّار لحظة أن سحر مني و جعل الناس من حولي يضحكون علي ، ألا أنني لم أتمنى أن يكون شقيقي الأكبر و أخي الوحيد هو من يهلكه...



خلال السنوات الماضية ، كثيرا ما كان الشجار ينشب بينهما و عراكنا الأخير لم يكن غير حلقة من السلسلة ...
خاتمة السلسلة
الحلقة الأخيرة ...


فيما كنا جالسين في غرفة المعيشة بعد مغادرة أبي و وليد وصلنا صراخ غير طبيعي من غرفة رغد



أسرعنا جميعا نحوها فوجدناها في حالة فظيعة من الذعر و الخوف ... و تصرخ " وليد ... وليد ..."



تلت ذلك مرات و مرات و حالات و حالات من الذعر و الفزع و الانهيار التي أودت بصحة الصغيرة لأسابيع ...
في كل يوم ، بل كل ساعة ، تقوم رغد بالاتصال بهاتف وليد لكن دون جدوى

" لقد قال انه سينتظر اتصالي كل يوم "


لقد كانت تعتقد أنه سافر ..


" أنا وفيت بوعدي ... يجب أن يفي بوعده "

و الكثير من الهلاوس و الوساوس ... و التصرفات الغير طبيعية التي صدرت منها ...

و بدلا من أن تكبر ... أظنها صغرت و عادت للوراء ست سنين ، أي كما جاءتنا أول مرة ...
بكاء مستمر ، و خوف لا مبرر له ، تشبث جنوني بأمي ، حتى في النوم .

رفضت الذهاب للمدرسة أول الأيام ، كثيرا ما كانت تدخل غرفة وليد و تستلقي على سريرة و تبدأ بالبكاء ثم الصراخ ، حتى اضطرت والدتي لقفل تلك الغرفة لحين إشعار آخر ...














توالت الأيام ، و بدأت حالتها تهدأ شيئا فشيئا ، و تعتاد فكرة أن وليد لم يعد موجودا ، و أنه سيعود بعد زمن طويل ...



أما تذاكر اللعب ، فحين أردت أخذها ذات مرة لتلهو في الحديقة ، رفضت ... و قالت :

" سأذهب مع وليد حينما يعود "



و أما الساعة ، فلا تزال تحتفظ بها بين أشيائها النفيسة ...

" سأعيدها لوليد حين يعود "