ام العطا
ام العطا
اكره التلاعب هذا واكره اقر القصه مره ثانيه وفعلا احس ان كاتبة القصه بهذا الشكل تتلاعب باعصاب القراء


اما اكتبوا قصص مثل الناس اولاتكتبوها من الاصل
sweet teen
sweet teen
حبايبي سوري علتاخير الحين باكمل
Australian girl
Australian girl
إلى النعيـــــــــــــــــــــــــــــــم ================ و أنا استفيق من النوم ، و أشعر بنعومة الوسادة تحت خدي ، و سمك و دفء البطانية فوق جسدي ، و النور يخترق جفني ... بقيت مغمض العينين ... حركت يدي فوق الفراش الدافئ الواسع ، و الوسادة الناعمة و أخذت أتحسسهما براحة و سعادة ... ابتسمت ، و يدي لا تزال تسير فوق الفراش ، و البطانية ، و الوسادة مداعبة كل ما تلامس ! أخذت نفسا عميقا و أطلقته مع آهة ارتياح و رضا ... كم كان النوم لذيذا ! و كم كنت أشعر بالكسل ! و الجوع أيضا ! آه ... ما أجمل العودة إلى البيت ... و الأهل ... فتحت عيني ببطء ، و أنا مبتسم و مشرق الوجه و على أي شيء وقعت أنظاري مباشرة ؟؟ على وجه أمي ! كانت والدتي تجلس على مقعد جواري ، و تنظر إلي ، و دمعة معلقة على خدها الأيمن ، فيما فمها يبتسم ! جلست بسرعة ، و قد اعتراني القلق المفاجئ و زالت الابتسامة و السعادة من وجهي ، و قلت باضطراب : " أماه ! ماذا حدث ؟؟ " والدتي أشارت بيدها إلي قاصدة أن أطمئن ، و قالت : " لا لا شيء ، لا تقلق بني " لكنني لم أزل قلقا ، فقلت مرة أخرى : " ماذا حدث ؟؟ " هزت أمي رأسها و مسحت دمعتها و زادت ابتسامتها و قالت : " لا شيء وليد ، أردت فقط أن أروي عيني برؤيتك " ثم انخرطت في البكاء ... نهضت عن سريري و أقبلت ناحتها و قبلت رأسها و عانقتها بحرارة ... " لقد عدت أخيرا ! لا شيء سيبعدني عنكم بعد الآن " ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ طبعا لم يستطع أحدنا النوم تلك الليلة ، غير وليد ! نام وليد في غرفة سامر ، إذ لم يكن لدينا أي سرير احتياطي أو غرفة أخرى مناسبة . أنا لا أستطيع أن أصدق أن وليد قد عاد ! لقد آمنت بأنه اختفى للأبد كنت اعتقد بأنه فضل العيش في الخارج حيث الأمان و السلام على العودة لبلدنا و الحرب و الدمار ... لكنه عاد ... و بدا كالحلم ! لا يزال طويلا و عريضا ، لكنه نحيل ! كما أن أنفه قد تغير و أصبح جميلا ! البارحة لم أتمالك نفسي عندما رأيته أمام عيني ... كم تجعلني هذه الذكرى أبتسم و أتورد خجلا ! " رغد ! كم من السنين ستقضين في تقليب البطاطا ! لقد أحرقتها ! " انتبهت من شرودي الشديد ، على صوت دانة ، و حين التفت إليها رأيتها تراقبني من بعد ، و قد وضعت يديها على خصريها ... ابتسمت و قلت : " ها أنا أوشك على الانتهاء " دانة حدقت بوجهي قليلا ثم قالت : " لقد احمر وجهك من طول وقوفك قرب النار ! هيا انتشليها و انتهي ! " أنا اشعر بأن خدي متوهجان ! و لكن ليس من حرارة النار ! انتهيت من قلي البطاطا ثم رتبتها في الأطباق الخاصة مائدتنا لهذا اليوم شملت العديد من الأطباق التي كان وليد يحبها والدتي أصرت على إعدادها كلها ، و جعلتنا نعتكف في المطبخ منذ الصباح الباكر ! ربما كان هذا الأفضل فإن أحدنا لم يكن لينام من شدة الفرح ... و الآن هي بالتأكيد في غرفة سامر ! " دانه " كانت دانة تقطع الخضار لتعد السلطة ، و التفتت إلي بنفاذ صبر و قالت : " نعم ؟؟ " قلت : " هل كان وليد يفضل عصير البرتقال أم الليمون ؟؟ " رفعت دانة رأسها نحو السقف لتفكر ، ثم عادت ببصرها إلي و هزت رأسها أسفا : " لا أذكر ! حضّري أيا منهما " قلت : " أريد تحضير العصير الذي يفضله ! تذكري يا دانة أرجوك " رمقتني بنظرة غضب و قالت : " أوه رغد قلت لك لا أذكر ! اسألي أمي " وقفت أفكر لحظة ، و استحسنت الفكرة ، فذهبت مسرعة نحو غرفة سامر ! في طريقي إلى هناك صادفت والدي ... " إلى أين ؟ " استوقفني أبي ، فقلت بصوت منخفض : " أريد التحدث مع أمي " ابتسم أبي و قال : " إنها عند وليد ! " تقدمت خطوة أخرى باتجاه غرفة سامر ، ألا أن أبي استوقفني مرة أخرى " رغد " التفت إليه " نعم أبي ؟؟ " لم يتكلم ، لكنه رفع يده اليمنى و بإصبعه السبابة رسم دائرة في الهواء حول وجهه و فهمت ماذا يقصد ... انعطفت نحو غرفتي ، و ارتديت حجابا و رداءا ساترا ، ثم قدمت نحو غرفة سامر و طرقت الباب طرقا خفيفا ... سمعت صوت أمي يقول : " تفضل " ففتحت الباب ببطء ، و أطللت برأسي على الداخل ... فجاءت نظراتي مباشرة فوق عيني وليد ! رجعت برأسي للوراء و اضطربت ! و بقيت واقفة في مكاني ... أقبلت أمي ففتحت الباب " رغد ! أهلا ... أهناك شيء ؟؟ " قلت باضطراب : " العصير ! أقصد الليمون أم البرتقال ؟ " أمي طبعا نظرت إلي باستغراب و قالت : " عفوا ؟!! " كان باستطاعتي أن أرى وليد واقفا هناك عند النافذة المفتوحة ، لكني لا أعرف بأي اتجاه كان ينظر ! " هل أصنع عصير الليمون أم البرتقال ؟؟ " ابتسمت والدتي و قالت : " كما تشائين ! " قلت : " ماذا يفضل ؟؟ " و لم أجرؤ على النطق باسمه ! والدتي التفتت نحو وليد ، و كذلك فعلت أنا ، فالتقت أنظارنا لوهلة ... قالت أمي : " ماذا تفضل أن تشرب اليوم ؟ عصير البرتقال أم الليمون ؟ أم كليهما ؟ " ابتسم وليد و قال : " البرتقال قطعا ! " ثم التفتت والدتي إلي مبتسمة ، و قالت : " هل بقي شيء بعد ؟ " " لا ... تقريبا فرغنا من كل شيء ، بقي العصير ... و السلطة " " عظيم ، أنا قادمة معك " ثم استأذنت وليد ، و خرجت و أغلقت الباب . و عندما ذهبنا للمطبخ ، وجدنا سامر هناك ، و كان قد عاد لتوه من الخارج حيث أحضر بعض الحاجيات ... بادلانا بالتحية ثم سأل : " ألم ينهض وليد ؟ " قالت أمي : " بلى ! استيقظ قبل قليل " " عظيم ! انا ذاهب إليه " و ذهب سامر مسرعا ، فهبت دانة واقفة و رمت بالسكين و قطعة الخيار التي كانت بيدها جانبا و قالت بانفعال : " و أنا كذلك " و لحقت به و هي تقول موجهة كلامها إلي : " أتمي تحضير السلطة ! " و في ثوان كانا قد اختفيا ... ماذا عني أنا ؟؟ أنا أيضا أريد أن أذهب إليه .... ! نظرت إلى أمي فقالت : " أنا سأقطع الخضار ، حضري أنت العصير ...
إلى النعيـــــــــــــــــــــــــــــــم ================ و أنا استفيق من النوم ، و...
قبل قليل ، جاءت رغد و وقفت عند باب الغرفة لعدة ثوان ...

أظن أنها جاءت تسال والدتي عن عصيري المفضل !


يبدو أنها نسيت ذلك ... لطالما كنت آخذها معي إلى في نزهة بالسيارة ، نتوقف خلالها لتناول البوضا أو عصير البرتقال ، أو حتى أصابع البطاطا المقلية !


يا ترى ... ألا تزال تحبها كما في السابق ؟؟




طرق الباب ، ثم دخل أخي سامر و دانة ...



أقبل الاثنان نحوي يحييانني و يعانقانني من جديد ...


قال سامر :


" أحضرت لك بعض الملابس يا أخي ! إنك بحاجة إلى حمام طويل جدا ! "




ابتسمت بشيء من الخجل ، فأنا أعرف أن هندامي كان سيئا ... و شعري طويلا ... و لحيتي نابتة عشوائيا بلا نظام ، و الملابس التي اشتراها لي سيف على عجل خالية من الجمال و الأناقة !


قلت :

" هل أبدو مزريا ؟؟ "


ضحكت دانة و قالت :


" بل تبدو كأحد نجوم السينيما الأبطال ! "



ضحكنا نحن الثلاثة ، ثم قلت :


" بطل بلا عضلات !؟ لا أناسب حتى لدور مجرم ! "



و جفلت للكلمة التي خرجت من لساني دون شعور ... ( مجرم ) ... ألست كذلك ؟؟





لكن أحدا لم يحظ تغير تعابير وجهي ، بل استمرت دانة تقول :


" بل بطل ! أليس كذلك يا سامر ؟ إنه ليس رأيي وحدي بل هذا ما تقوله رغد أيضا ! "



أثارت جملتها هذه اهتمامي البالغ ، هل قالت رغد عني ذلك حقا ؟ هل أبدو كذلك في نظرها ؟


تعلمون كم يهمني معرفة ذلك !



لقد كانت تعتبرني شيئا كبيرا عاليا في الماضي ، و الآن بعدما كبرت ... ترى ماذا أصبحت أعني لها ؟؟





فيما بعد ، نعمت باستحمام طويل و مركز !

نظفت جسدي و ذاكرتي من كل ما علق بهما من أيام السجن ... و بلاء السجن ...

بدوت بعدها ( شخصا محترما ) ، إنسانا مكرما ... رجلا يستحق الاهتمام ....








حينما حضر سامر للغرفة بعد ذلك ، أطلق صفرة حادة مداعبا !


" ما كل هذه الوسامة يا رجل ! بالفعل كأبطال السينيما ! "


ابتسمت ، ثم قلت


" يجب أن تصحبني إلى الحلاق اليوم لأقص شعري ! "

قال :


" أبقه هكذا يا رجل ! تبدو جذابا به ! "






ضحكنا كثيرا ، ثم خرجت معه من الغرفة فإذا بي أرى أمي و أمي يقفان في الردهة ...


ابتسما لرؤيتي ، و تبادلنا حديثا قصيرا ، ثم ذهبنا أنا و أبي و سامر لتأدية صلاة الظهر في المسجد .




عندما عدنا ، و ما أن وطأت قدمي أرض مدخل المنزل ، حتى هاجمت أنفي روائح أطعمة شهية جدا !


أخذت نفسا عميقا متلذذا بالرائحة الرائعة !





ظهرت أمي ، و قادتنا إلى غرفة المائدة ...


و ذهلت للأطباق الكثيرة التي ملأت المائدة عن آخرها ...


" أوه ! كل هذا !؟ "


نظرت إلى أمي بتعجب ، فابتسمت و قالت :


" تفضل بني بالهناء و العافية "




لا أخفيكم أن معدتي كانت تستصرخ !


انقبضت مصدرة نداء استغاثة ، ثم توسعت أقصى ما أمكنها استعدادا للكميات الكبيرة التي أنوي التهامها !





في هذه اللحظة تذكرت صديقي سيف ، قلت :


" سيف ! يجب أن اتصل بسيف ! "



و ذهبت إلى حيث يجلس الهاتف بسكون ، و اتصلت به في الشقة حيث كنا


اعتذر سيف عن الحضور و قال أنه لا يود التسبب بأي حرج على أفراد العائلة في هذا الوقت ، لكنه وعد بالحضور مساء ...




اتخذت مجلسي حول المائدة ، على يمين والدتي ... ، فيما سامر إلى يساره



و أخيرا أقبلت الفتاتان ، دانة و رغد ... فجلست دانة إلي يمين والدي ، و بقي الكرسي الأخير ... المقابل لي شاغرا ...




أقبلت رغد فجلست مقابلي على ذلك الكرسي ، و اتضح لي فيما بعد أنني جلست على الكرسي الذي تجلس هي عليه في العادة !



كانت ترتدي رداءا طويلا ، و حجابا .



لا أخفيكم أنني كنت أشعر بشيء كلسعة الكهرباء كلما التقت نظراتنا عفويا



إنها صغيرتي رغد !

محبوبتي المدللة التي حرمت من رؤيتها و العناية بها لثمان سنين ...

تعرفون ما تعني لي ...

و قد كبرت و لم يعد بإمكاني مداعبتها كالسابق ...



إنني أريد أن أطعمها هذه البطاطا المقلية بيدي !





إنني أشعر بأنها تراقبني !

ليست هي فقط ... بل الجميع يراقبني


إنني رغم شهيتي العظمي للطعام تصرفت بلباقة و تهذيب ، و أكلت بنفس السرعة التي بها يأكلون ....


و لكن لوقت أطول ... و لكميات أكبر !


ما أشهى أطباق أمي !


كل شيء يبدو لذيذا جدا ... حتى الماء ...

لم أذق للماء طعما منذ ثمان سنين ...

و هل للماء طعم ؟؟



أنا أعتبر نفسي دخلت الجنة بخروجي من ذلك الجحيم ... السجن ...


الحمد لله ...










أمور كثيرة قد تحدثنا عنها ألا أن السجن لم يكن من ضمنها مطلقا


كما أنني لم أكن مقبلا على الحديث ، بل الاستماع ... و علمت عن أشياء كثيرة و تطورات جديدة حدثت في البلاد و الحياة خلال سنوات غيابي .






و كانت رغد أقلنا حديثا ، بل إنها بالكاد تنطق بكلمة أو كلمتين من حين لآخر



كنت أريد أن أتحدث معها ...

أسألها عما عملت في غيابي ...

أمسك بيديها ...

أمسح على شعرها ...

أضمها إلي ...

كما كنت أفعل سابقا ... فهي طفلتي التي اشتقت لها كثيرا جدا جدا ... أكثر من شوقي لأي شخص آخر ...

لست بحاجة لوصف المزيد فانتم تعرفون ...

لكنها الآن أمامي فتاة بالغة ترتدي الحجاب ... لا أجرؤ حتى على إطالة النظر إليها أكثر من بضع ثوان ...



هل تتصورون كيف هو شعوري الآن ؟؟




لقد قضيت ثمان سنوات من العذاب... تغير في الدنيا خلالها ما تغير ، ألا أن حبي لهذه الفتاة لم يتغير ... و إن لم أعد الماضي الجميل و علاقتي الرائعة بها فسوف أصاب بالجنون !








قلت ، في محاولة مستميتة لإحياء الماضي الميت و إشعارها و إشعار نفسي بأن شيئا لم يتغير :



" رغد ... صغيرتي ... إلى أين وصلت في الدراسة ؟ "



رغد رفعت بصرها إلي في خجل ، و قد تورد خداها ، و قالت :



" أنهيت الثانوية ! و سوف ألتحق بإحدى الكليات العام المقبل "



ابتسمت بسعادة ! فطفلتي الصغيرة ستدخل الجامعة !



" عظيم ! مدهش ! أبهجتني معرفة ذلك ! وفقك الله "



ابتسمت رغد بخجل شديد ، ثم قالت :


" و أنت ؟ هل أنهيت دراستك أم لا زال هناك المزيد بعد ؟؟ "








تصلبت تماما لدى سماعي هذا السؤال ...


و نقلت بصري إلى أمي ... أبي ... سامر ... و دانة ...


و علامات الذهول صارخة في وجهي ...




أبى قال مرتبكا :


" يكفي لحد الآن ! هل تظنين أننا سنتركه يغادر ثانية ! مستحيل "




نظرت إلى أمي و سامر ، فإذا بهما يتحاشان النظر إلي ...

أما دانة فكانت مشغولة بتقطيع الطعام و مضغه ...

و رغد ، حين عدت ببصري إليها وجدتها تبتسم ...





شعرت باستياء كبير لهذه الحقيقة التي فاجؤوني بها ...


لم يبد على رغد أنها تعلم ... أنني كنت في السجن !


هل أخبروها بأنني سافرت لأدرس ؟؟






انزعجت كثيرا لاستنتاج ذلك ، و فقدت شهيتي لتناول المزيد ...


لكنني شربت حصتي من عصير البرتقال كاملة ، لعلمي المسبق بأن رغد هي التي حضرته ...






بعد الغذاء ذهبت مع أهلي في جولة داخل المنزل لأتعرف على أجزائه ، و كان موضوع جهل رغد بأمر سجني يسيطر على تفكيري ... و يتعسني ...




و انتهزت أول فرصة سنحت لي فسألت والدي :


" ألا تعلم رغد بأنني ... كنت في السجن ؟؟ "


والدي تردد قليلا ثم أجاب :


" لم يكن بإمكاننا إخبارها بشيء كهذا ذلك الوقت ... ثم كبرت ... و دانة ... و لم نجد داعيا لإعلامهما بالحقيقة "






غضبت كثيرا من هذا التصرف ، فأنا الآن وضعت في وجه المدفع ... لا أعرف كيف ستتصرف رغد حين تعلم بالأمر ... و لا حتى دانة ...





الاستياء كان واضحا على وجهي ، فقال أبي :

" هون عليك يا وليد ... نتحدث عن ذلك فيما بعد "
Australian girl
Australian girl
إلى النعيـــــــــــــــــــــــــــــــم ================ و أنا استفيق من النوم ، و أشعر بنعومة الوسادة تحت خدي ، و سمك و دفء البطانية فوق جسدي ، و النور يخترق جفني ... بقيت مغمض العينين ... حركت يدي فوق الفراش الدافئ الواسع ، و الوسادة الناعمة و أخذت أتحسسهما براحة و سعادة ... ابتسمت ، و يدي لا تزال تسير فوق الفراش ، و البطانية ، و الوسادة مداعبة كل ما تلامس ! أخذت نفسا عميقا و أطلقته مع آهة ارتياح و رضا ... كم كان النوم لذيذا ! و كم كنت أشعر بالكسل ! و الجوع أيضا ! آه ... ما أجمل العودة إلى البيت ... و الأهل ... فتحت عيني ببطء ، و أنا مبتسم و مشرق الوجه و على أي شيء وقعت أنظاري مباشرة ؟؟ على وجه أمي ! كانت والدتي تجلس على مقعد جواري ، و تنظر إلي ، و دمعة معلقة على خدها الأيمن ، فيما فمها يبتسم ! جلست بسرعة ، و قد اعتراني القلق المفاجئ و زالت الابتسامة و السعادة من وجهي ، و قلت باضطراب : " أماه ! ماذا حدث ؟؟ " والدتي أشارت بيدها إلي قاصدة أن أطمئن ، و قالت : " لا لا شيء ، لا تقلق بني " لكنني لم أزل قلقا ، فقلت مرة أخرى : " ماذا حدث ؟؟ " هزت أمي رأسها و مسحت دمعتها و زادت ابتسامتها و قالت : " لا شيء وليد ، أردت فقط أن أروي عيني برؤيتك " ثم انخرطت في البكاء ... نهضت عن سريري و أقبلت ناحتها و قبلت رأسها و عانقتها بحرارة ... " لقد عدت أخيرا ! لا شيء سيبعدني عنكم بعد الآن " ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ طبعا لم يستطع أحدنا النوم تلك الليلة ، غير وليد ! نام وليد في غرفة سامر ، إذ لم يكن لدينا أي سرير احتياطي أو غرفة أخرى مناسبة . أنا لا أستطيع أن أصدق أن وليد قد عاد ! لقد آمنت بأنه اختفى للأبد كنت اعتقد بأنه فضل العيش في الخارج حيث الأمان و السلام على العودة لبلدنا و الحرب و الدمار ... لكنه عاد ... و بدا كالحلم ! لا يزال طويلا و عريضا ، لكنه نحيل ! كما أن أنفه قد تغير و أصبح جميلا ! البارحة لم أتمالك نفسي عندما رأيته أمام عيني ... كم تجعلني هذه الذكرى أبتسم و أتورد خجلا ! " رغد ! كم من السنين ستقضين في تقليب البطاطا ! لقد أحرقتها ! " انتبهت من شرودي الشديد ، على صوت دانة ، و حين التفت إليها رأيتها تراقبني من بعد ، و قد وضعت يديها على خصريها ... ابتسمت و قلت : " ها أنا أوشك على الانتهاء " دانة حدقت بوجهي قليلا ثم قالت : " لقد احمر وجهك من طول وقوفك قرب النار ! هيا انتشليها و انتهي ! " أنا اشعر بأن خدي متوهجان ! و لكن ليس من حرارة النار ! انتهيت من قلي البطاطا ثم رتبتها في الأطباق الخاصة مائدتنا لهذا اليوم شملت العديد من الأطباق التي كان وليد يحبها والدتي أصرت على إعدادها كلها ، و جعلتنا نعتكف في المطبخ منذ الصباح الباكر ! ربما كان هذا الأفضل فإن أحدنا لم يكن لينام من شدة الفرح ... و الآن هي بالتأكيد في غرفة سامر ! " دانه " كانت دانة تقطع الخضار لتعد السلطة ، و التفتت إلي بنفاذ صبر و قالت : " نعم ؟؟ " قلت : " هل كان وليد يفضل عصير البرتقال أم الليمون ؟؟ " رفعت دانة رأسها نحو السقف لتفكر ، ثم عادت ببصرها إلي و هزت رأسها أسفا : " لا أذكر ! حضّري أيا منهما " قلت : " أريد تحضير العصير الذي يفضله ! تذكري يا دانة أرجوك " رمقتني بنظرة غضب و قالت : " أوه رغد قلت لك لا أذكر ! اسألي أمي " وقفت أفكر لحظة ، و استحسنت الفكرة ، فذهبت مسرعة نحو غرفة سامر ! في طريقي إلى هناك صادفت والدي ... " إلى أين ؟ " استوقفني أبي ، فقلت بصوت منخفض : " أريد التحدث مع أمي " ابتسم أبي و قال : " إنها عند وليد ! " تقدمت خطوة أخرى باتجاه غرفة سامر ، ألا أن أبي استوقفني مرة أخرى " رغد " التفت إليه " نعم أبي ؟؟ " لم يتكلم ، لكنه رفع يده اليمنى و بإصبعه السبابة رسم دائرة في الهواء حول وجهه و فهمت ماذا يقصد ... انعطفت نحو غرفتي ، و ارتديت حجابا و رداءا ساترا ، ثم قدمت نحو غرفة سامر و طرقت الباب طرقا خفيفا ... سمعت صوت أمي يقول : " تفضل " ففتحت الباب ببطء ، و أطللت برأسي على الداخل ... فجاءت نظراتي مباشرة فوق عيني وليد ! رجعت برأسي للوراء و اضطربت ! و بقيت واقفة في مكاني ... أقبلت أمي ففتحت الباب " رغد ! أهلا ... أهناك شيء ؟؟ " قلت باضطراب : " العصير ! أقصد الليمون أم البرتقال ؟ " أمي طبعا نظرت إلي باستغراب و قالت : " عفوا ؟!! " كان باستطاعتي أن أرى وليد واقفا هناك عند النافذة المفتوحة ، لكني لا أعرف بأي اتجاه كان ينظر ! " هل أصنع عصير الليمون أم البرتقال ؟؟ " ابتسمت والدتي و قالت : " كما تشائين ! " قلت : " ماذا يفضل ؟؟ " و لم أجرؤ على النطق باسمه ! والدتي التفتت نحو وليد ، و كذلك فعلت أنا ، فالتقت أنظارنا لوهلة ... قالت أمي : " ماذا تفضل أن تشرب اليوم ؟ عصير البرتقال أم الليمون ؟ أم كليهما ؟ " ابتسم وليد و قال : " البرتقال قطعا ! " ثم التفتت والدتي إلي مبتسمة ، و قالت : " هل بقي شيء بعد ؟ " " لا ... تقريبا فرغنا من كل شيء ، بقي العصير ... و السلطة " " عظيم ، أنا قادمة معك " ثم استأذنت وليد ، و خرجت و أغلقت الباب . و عندما ذهبنا للمطبخ ، وجدنا سامر هناك ، و كان قد عاد لتوه من الخارج حيث أحضر بعض الحاجيات ... بادلانا بالتحية ثم سأل : " ألم ينهض وليد ؟ " قالت أمي : " بلى ! استيقظ قبل قليل " " عظيم ! انا ذاهب إليه " و ذهب سامر مسرعا ، فهبت دانة واقفة و رمت بالسكين و قطعة الخيار التي كانت بيدها جانبا و قالت بانفعال : " و أنا كذلك " و لحقت به و هي تقول موجهة كلامها إلي : " أتمي تحضير السلطة ! " و في ثوان كانا قد اختفيا ... ماذا عني أنا ؟؟ أنا أيضا أريد أن أذهب إليه .... ! نظرت إلى أمي فقالت : " أنا سأقطع الخضار ، حضري أنت العصير ...
إلى النعيـــــــــــــــــــــــــــــــم ================ و أنا استفيق من النوم ، و...
كان الأمر شديد الأهمية بالنسبة لي ...





في المساء ، كنت أشاهد التلفاز مع والدي و والدتي في غرفة المعيشة ، ثم أردت الاتصال بصديقي سيف لأؤكد عليه الحضور





لم أشأ استخدام الهاتف الذي يقع فوق التلفاز مباشرة لذلك خرجت من غرفة المعيشة و توجهت نحو المطبخ ... و هو الأقرب إلى الغرفة ...




لقد كان الباب مغلقا ، لذا طرقته أولا ...



فتح الباب قليلا و ظهرت دانة


" أهلا وليد! أتريد شيئا ؟؟ "

" أردت استخدام الهاتف "


ابتسمت دانة و قالت :

" اذهب إلى غرفة المعيشة أو الضيوف !"


استغربت ، فقلت :


" هاتف المطبخ لا يعمل ؟ "


ابتسمت مجددا و قالت :


" بلى ! لكن رغد بالداخل ! "






شيء أثار جنوني ... فقبضت يدي بقوة ... و قهر


بعد أن كانت رفيقتي أينما ذهبت ، أصبحت ممنوعا من الدخول إلى حيث توجد هي ...



لن يستمر الوضع هكذا لأنني سأجن حتما ...



لسوف أتحدث مع أبي بهذا الشأن في أقرب فرصة ... لا ... بل الآن !






و استدرت قاصدا غرفة الضيوف ألا أنني وقفت فجأة و بذهول ... حين رأيت باب المطبخ يتحرك ، و يفتح ، و يخرج سامر منه !



خرج سامر مبتسما و أغلق الباب ، و بقيت محملقا فيه بذهول ...




سامر نظر إلي و ابتسم و قال :


" غرفة الضيوف من هنا "




أنا بقيت واقفا مصعوقا ... و أخيرا تحرك لساني المعقود فقلت :


" رغد ... بالداخل ؟؟ "


أجاب مبتسما :


" نعم ! ... لم تجلب الحجاب معها "





جننت ، و لم أعد قادرا على فهم شيء أو تصور شيء !

ببلاهة و اضطراب و تشتت فكر قلت ، و أنا أشير بإصبعي إلى سامر :


" لكن ... أنت ... ؟؟؟ "




سامر رفع حاجبيه و فغر فاه بابتسامة استنتاج ، كمن فهم و أدرك لتوه أمرا لم ينتبه له من قبل ...




" آه ! تقصد أنا ... ؟؟ نعم ... فـ... نحن ... "




و ضحك ضحكة خفيفة ، ثم أتم الجملة التي قضت على آخر آخر ما كان في ّ من بقايا فتات وليد :


" نحن ... مخطوبان ! "
Australian girl
Australian girl
روعه تسلمين كملي اختي ننتظرك
روعه تسلمين كملي اختي ننتظرك
قلت :


" سترى ! "


و انطلقت نحو الحديقة ...




لم تعد حديقتنا كما كانت في السابق ، خضراء نظرة ... بل تحولت إلى صحراء صفراء جافة ...



انقبض قلبي لدى رؤيتها بهذا الشكل ...



أخذت أتلفت فيما حولي و سيف يراقبني باستغراب


وقعت أنظاري على أدوات الشي التي نضعها في إحدى الزوايا ، في الحديقة

كم كانت أوقاتا سعيدة تلك التي كنا نقضيها في الشواء





توجهت إليها و أخذت احفر الرمال ...


" ما الذي تفعله بربك يا وليد ؟؟! هل أخفيت كنزا هناك ؟؟ "


و ما أن أتم سيف جملته حتى استخرجت مفتاحا من تحت الرمال !



تبادلت أنا و سيف النظرات و الابتسامات ، ثم قال :



" عقلية فذة ! كما كنت دائما ! "

و ضحكنا ...



كنت أخفي مفتاحا احتياطيا في تلك الزاوية تحت الرمال منذ عدة سنوات ...




و أخيرا دخلت المنزل





للحظة الأولى أصابت جسدي القشعريرة لرؤية الأشياء في غير أمكنتها ...

تجولت في الممرات و شعرت بالضيق للسكون الرهيب المخيم على المنزل ...

عادة ما كان البيت يعج بأصوات الأطفال و صراخهم ...





صعدت إلى للطابق العلوي قاصدا غرفة نومي ، حيث تركت ذكريات عمري الماضي ... و حين هممت بفتح الباب ، وجدتها مقفلة ...



" تبا ! "



توجهت بعد ذلك إلى غرفة رغد الصغيرة ، المجاورة لغرفتي مباشرة .. مددت يدي و أمسكت بالمقبض ، و أغمضت عيني ، و أدرت المقبض ، فلم ينفتح الباب ...

كانت هي الأخرى مقفلة

أدرت المقبض بعنف ، و ضربت الباب غيظا ... و ركلته من فرط اليأس ...








أخذت أحاول فتح بقية الغرف لكنني وجدتها جميعا مقفلة

فشعرت و كأن الدنيا كلها ... مقفلة أبوابها أمامي ...





عدت إلى غرفة رغد و أنا منهار ...


جثوت على الأرض و أطلقت العنان لعبراتي لتسبح كيفما تشاء ...



" أين ذهبتم ... و تركتموني ؟؟ ... "


أغمضت عيني و تخيلت ...


تخيلت الباب ينفتح ، فأرى ما بالداخل ...


على ذلك السرير تجلس رغد بدفاتر تلوينها ، منهمكة في التلوين ...


و حين تحس بدخولي ترفع رأسها و تبتسم و تهتف : وليــــــــد !


ثم تقفز من سريرها و تركض إلي ... فألتقطها بين ذراعي و أحملها عاليا !





" أين أنتم ؟ عودوا أرجوكم ... لا تتركوني وحيدا ... "






كنت أبكي بحرقة و مرارة و عيناي تجولان في أنحاء المنزل و أتخيل أهلي من حولي ... هنا و هناك ...


و أتوهم سماع أصواتهم ...


لقد رحلوا ... و تركوا المنزل خاليا و الأبواب مقفلة ... و وليد وحيدا تائها ...


هل تخلوا عني ؟؟

هل أصبحت في نظرهم ماض يجب نسيانه ؟

مجرما يجب إلغائه من الحسبان ؟؟

كيف يمتنعون عن زيارتي و السؤال عني كل هذه السنين ...

ثم يرحلون ...


أخرجت الصورتين اللتين احتفظ بهما منذ سنين من أحد جيوبي ... و جعلت أتأمل وجوه أهلي و أناديهم ... واحدا تلو الآخر كالمجنون ...

أبي ...

أمي ...

سامر ...

دانه ...

رغد ...

لقد عدت !

أين أنتم ؟؟

أجيبوا أرجوكم ...