فراشة ملونة
فراشة ملونة
بسم الله.... سراحه إنتم ما تشجعون إني أكمل القصة ...وين الردود إلى التشجع !!!!! اليوم بنزل جزء الثالث وهو برآءة التوأم ... الردود ....الردود يا خوات لو فاضية ..... الجزء الثالث........ ومع بداية إشراقه جديدة من اليوم التالي ، كان الجميع نائمين ماعدا جلال ونجم. فكان نجم يقود السيارة ، فبانت عليه علامات التعب والإرهاق بسبب القيادة. جلال: أعطني المقود وذهب أنت إلى الخلف لكي تنام . نجم: لا لا أستطيع أن أتحمل قليلاً. جلال: يا رجل كُف عن الجدال وأعطني المقود هيا. نجم: يبدو عليك التعب؟! جلال: لا فأنا نمت قليلاً قبلك ولذلك أعطني المقود. نجم: حسناً سر إلى الأمام حتى تجد محطة وقود بها فندقاً صغيراً نُريدأن نرتاح قليلاً . جلال: لا عليك هيا نم قليلاً. فأخذ جلال المقود من نجم لكي يكمل الطريق، أما نجم فلقد جلس بجانبه ونام في سبات عميق. فكان الطريق خالي من السيارات الأخرى ، وكان ضيق الجوانب فلا يمر سوى سيارتين بجانب بعض. وبعد مرور ساعة واحدة، وصل جلال إلى منطقة جبلية محاطة بجميع الجهات بجبال الخضراء ، فكان اسم هذه المنطقة( الجبل الأخضر) بسبب وجود جبل عالي جداً لونه أخضر بسبب الأعشاب والأشجار التي هيا خضراء على طول السنة...... فمر جلال بالسيارة من بين جبلين عاليين ، فحجبت شعاع الشمس ، فأصبح المكان شبيه بالغيم الأسود المُحيط بالمنطقة، فازداد الضغط وبدأت أُذُنين جلال بالانغلاق بقوة. جلال وهو يحك أذنه: ما هذا الطريق المزعج . وبعد قوله هذا وقع من أعلى الجبل حيوان ، فتفاجئ جلال وأوقف السيارة بجانب الطريق. نزل من السيارة ليرى ما هذا الذي سقط، فوجده غزالاً أُصيب بطلقة في رأسه . جلال متفاجئ: في هذا المكان الغامض يوجد صيادين؟!! يا لا العجب!!! وفجأة..... سمع صوت طلقات رصاص من أعلى الجبل ، فأسرع جلال إلى السيارة وتحرك مسرعاً إلى الأمام ليبتعد من هذا المكان . فقال جلال وهو يتمتم: غريب هذه المناطق خالية من السكان !! وبعد مرور دقيقتين خرج جلال من بين الجبلين ، وعادت الشمس بنورها الدافئ والمشرق إلى المكان. فقرأ جلال لا فته مكتوباً عليها ( محطة بومانتري على مسافة 20 كيلو متر) جلال: لقد أقتربنا من المحطة . فوصل جلال إلى المحطة فكانت هادئة وضخمة ، أوقف جلال السيارة أمام باب الفندق الصغير . ففتح باب الفندق فأصدر جرس تنبيه لدخول أي شخص ، تقدم إلى الأمام إلى الاستقبال فلم يجد أحداً ليستقبله ، فوجد في آخر الطاولة جرس صغير، فذهب إليه وبدأ بضغط على هذا الجرس ويقول: هل من أحد هنا!!! وفجأة... خرجت فتاة صغيرة في الثامن من عمرها من بابٍ في آخر الغرفة. كانت هذا الفتاة شقراء ،فكان شعرها طويل ومتسخ وكان يغطي نصف وجهها ، فكانت ترتدي مريلة زهريةَ اللون وفوقها رداء أبيض خفيف ، فكانت الفتاة متسخة ، وكانت تمسك بدمية صغيرة نصف وجهها محترق فكانت متسخة ، فكانت هذه الدمية لا تحمل أعين . فسألها جلال برِقةٍ وتلاطفٍ معها: أين أباكي يا حبيبتي ؟! تقدمت إليه الفتاة ببطء وقالت بصوت غامرة الحزن والدموع: أبي يضربني كثيراً وهو في الداخل يضرب أختي . تقدم إليها وجلس على ركبتيه لكي يراها وجهاً لوجه. جلال: سأذهب لأتحدث مع أباكِ لا تقلقي . فمد يديه إلى وجهها وأبعد الشعر الذي يغطي نصفها الآخر وتفاجئ بما رأى . جلال مندهش: من الذي فعل بكِ هكذا؟! الفتاة تبكي: أرجوك دعك مني واذهب لإنقاذ أختي . وقف جلال وتقدم مسرعاً إلى داخل هذه الغرفة المظلمة ، وبدأ يسمع رجلٌ يصرخ على فتاةٍ صغيرة من بعيد. وبدأ جلال يصرخ بصوت عالي: أنت يا رجل كُف عن الضرب . وبعدها سكت الرجل وسكتت البنت من البكاء. جلال خائف: هل أدخل أم لا ؟!! لا سأنتظر قدومه . وفجأة... خرج الرجل من بين الظلمة وطل في وجه جلال، فصرخ جلال ورجع للخلف ووقع على ظهره . تقدم الرجل إليه ومد ذراعه للمساعدة ولكن ملامح وجهه لم تظهر بسبب الظلمة ، فلم يمد جلال يده بل ساعد نفسه على النهوض. الرجل بصوت غريب: هل أنت الذي تصرخ؟! جلال: حسناً لنخرج من هذه الغرفة المظلمة لكي نتحدث بطلاقه. خرج جلال والرجل من هذه الغرفة ، فكانت الفتاة تقف من بعيد. جلال: هل هذه أبنتك؟! الرجل: نعم وهل إشتكت لك؟! جلال: تقريباً. فخرجت فتاة أخرى من خلف الرجل شبيهة بالأولى . الرجل: هل تُريد غرفة أم غرفتين؟! جلال: غرفتين . فذهب الرجل إلى جهاز الكمبيوتر وبدأ بالضغط عليه. جلال: لماذا تضرب هاتين الفتاتين ؟! الرجل بصوت متحشرج: وما شأنك أنت؟! جلال: آسف يا سيدي ولكن أُريد أن أنصحُك !. الرجل: دع النُصح لك ، خذ هذا المفتاحين للغرفتين. جلال: عذراً ما أسمك؟! الرجل: عتريس . جلال: اسم جميل يا عتريس ،حسناً أنا ذاهب. خرج جلال وأخبر أصحابة وذهبوا جميعهم إلى الغرف لراحة . وبعد مرور خمس ساعات متتالية استيقظ الجميع من نومهم ، وأصبحت الساعة الثالثة عصراً. قال يوسف وهو يمدد ذارعة إلى الأعلى بقوة: سننزل إلى المطعم لنأكل بغض الغداء . فوافق الجميع على فكرة يوسف ، فتوجه يوسف للغرفة المجاورة لأخبارهم بالأمر . دخل عليهم ، فوجد جلال يخاطب كريم ونجم. جلال وهو يخاطب كريم ونجم: وبعدها أخبرني باسمه . نجم: وما هو اسمه؟! جلال: قالها بصوت متحشرج عتريس. قاطعهم يوسف : من هو عتريس هذا. جلال: صاحب الفندق. يوسف: حسناً سننزل للأسفل لنأكل طعام الغداء فلا تتأخروا . فخرج يوسف من غرفتهم الصغيرة وهو يتثائب كثيراً . نجم: وبعد خروج الفتاة الأخرى هل بانت عليها علامات الضرب؟! جلال: لا بل خرجت وكأن أباها لم يضربها البتة . كريم: وهل تشبه الأولى من حيث الشكل والمظهر ؟ جلال: نعم ، ولكن هناك فرق بينهما . نجم: وما هو هذا الفرق؟! جلال: الفتاة الأولى لا يوجد لها عين من الجهة اليسرى أما الفتاة الثانية فلا يوجد لها عين من الجهة اليمنى. دخل عليهم طارق وقال: هيا أسرعوا إلى الغداء. نجم: سنأتي حالاً . كريم: حسناً بعد طعام الغداء سنسأل الفتاتين . نزل الثلاثة إلى مطعم المحطة الذي يستقل عن الفندق. فدخل الثلاثة إلى المطعم فكان يضج بالناس. جلال: انظروا هناك يوسف وكنوز يجلسون مع صاحب الفندق في تلك الطاولة!! كريم: هل نجلس معهم؟! جلال: هيا لنذهب معهم. تقدم الثلاثة وجلسوا معهم على الطاولة . يوسف: أهلاً يا أصحاب . نجم: مرحباً هل من الممكن أن نجلس معكم؟! عتريس: تفضلوا . جلس الجميع وهم مبتسمون . يوسف: أعرفكم بعتريس وهو صاحب الفندق. كريم: أهلاً يا عتريس. عتريس: وهل أنتم أصحاب؟! يوسف: نعم ...هذا جلال وهذا كريم وهذا المحقق نجم. غص عتريس بقطعه من اللحم وبدأ يكُح بقوة، فقدم يوسف له الماء. يوسف: هل أنت بخير؟! فمتلئت عينين عتريس بالدموع بسبب الغصة وحمر وجهه وقال: نعم بخير. فتقدم النادل إليهم وهو يقول: هل من مشكلة يا سادة؟! كريم: لا شكراً. نجم: أُريد قطعة من اللحم البقري مع العصير البارد . فبدأ النادل بتسجيل الطلبات الأصدقاء، وبعدها رحل ليجهز الطعام. يوسف: كم عاماً وأنت تعمل هنا ؟! عتريس: منذ عشرين عاماً وأنا أعمل هنا. نجم: وهل لك أصحاب أو أخوة أو أبناء؟! عتريس: نعم لدي أبنتين توأم ولدي أخ واحد أسمه جسّاس . كريم:و أين يسكن جسّاس؟ عتريس: إنه يعيش لوحدة في منزل في وسط الصحراء . فبدأ الجميع ينظر للآخر بدهشة. عتريس: وهل قلت شيء لم يعجبكم؟! نجم: لا لا فقط أخبرنا المزيد عن أخيك. عتريس: إنه أخي الأكبر مني بسنه واحدة، فهو لا يحب الأطفال كثيراً ، فهو كثير الغضب ، ولكنه في نفس الوقت طيب القلب. يوسف: وهل يزورك إلى هنا؟! عتريس: نعم وباستمرار. كنوز: وهل تعتقد أنه سيزورك اليوم.؟! عتريس: لا ،فإنه في الآونة الأخيرة كثير الانشغال. جلال: وهل هو متزوج؟! عتريس: لماذا كُل هذه الأسئلة الغريبة الموجهة لأخي؟! نجم: إن الوقت كثير ونُريد أن نستمع لحياة أخيك جسّاس. عتريس: لقد كان متزوج منذ خمس سنين ولكن بعد أن ماتت هي وبنتها في حادث سير إنقلبت حياته رأساً على عقب، فأصبح شديد العصبية ،ويُحب الجلوس لوحدة طويلاً ، فهو في حالة مزرية . تقدم النادل إليهم وهو يحمل الطعام ، وبعدها وقف عتريس من على الكرسي. عتريس: إذاً سأترككم لتأكلوا بهناء . يوسف: نحن مسرورون بحضورك . فسلَ نفسه خارج المطعم. يوسف: إنه رجلٌ طيب. جلال: لا تغتر بطيبته ، فهو شديد العقاب مع ابنتيه التوأم. كريم: دعكم من هذا الحديث ولنبدأ بالأكل . بدأ الجميع بالأكل ، وبعد انتهائهم . جلال: الحمد لله . كريم: متى تُريدون الذهاب ؟! يوسف: بعد ساعة.........حسناً سأذهب . وقف يوسف واتجه إلى طاولة المحاسبة. يوسف: لو سمحت هل يوجد هاتف هنا؟! النادل: إنه خارج المطعم بالقرب من مكان الوقود. خرج يوسف والشمس تحرق المكان بحرارتها ،وبدأ بالبحث عن كبينة هاتف حتى وجدها، فتوجه إليها مسرعاً قبل أن تحرقه الشمس. فتح باب الكبينة الصغير وأغلق الباب . فكانت الكبينة محاطة بزجاج شفاف من على الجوانب ،وكانت مغطاة من أعلى بشريحة من الخشب الصلب. أدخل بعض النقود في الهاتف وبدأ بالاتصال على أهله .. تووووووت...تووووووت....تووووووت. هيفاء: ألو!!!؟ يوسف: هيفاء كيف حالكِ، أنا يوسف. هيفاء فرحة: يوسف أين أنت لقد اشتقنا لك كثيراً. يوسف: وأنا كذلك يا هيفاء، أخبريني هل هناك أحد يضايقكم في فترة غيابي؟! هيفاء: أبداً يا يوسف أخبرني هل أصحابك طيبون ؟! يوسف: نعم ..ولآن أعطني أمي. فبدأ ينتظر قدوم أمه ، فكان يلتفت يميناً ويساراً وبعدها وجد سيارة أمام الفندق مغطاة بغطاء أبيض اللون . ثم إلتفت يساراً باتجاه المطعم فوجد رجلاً من الخلف يضم إحدى الفتاتان التوأم ، ولكن يوسف لم ينتبه إلى الرجل جيداً أولاً بسبب بُعد الكبينة عن المطعم وثانياً بسبب أشعاع الشمس القوية التي في وجه يوسف. الأم: أهلاً يوسف...... فُتح باب المطعم ، وأصدر صوت أجراس ، فلتفت الجميع، فكان رجلاً يرتدي معطفاً طويلاً أسود يُغطي جميع أجزاء جسمه وحتى رأسه ، فلقد كانت قبعته عميقة جداً مما تخُفي ملامح وجهه ، وكان يرتدي حذاءً طويلاً أسود. تقدم إلى الأمام ومر بجانب طاولة الأصدقاء ولتفت إليهم بسرعة وبعدها أكمل طريقة . فكان الأصدقاء ينظرون إليه بدهشة، فجلس على إحدى الطاولات القريبة منهم وبعدها وضع يده على الطاولة ولم يتحرك حركة واحدة . يوسف: حسناً يا أمي إلى اللقاء. أغلق سماعة الهاتف ، فأدار ظهره للخلف فوجد صندوق يتدحرج بقوة وبسرعة. فتح باب الكبينة وإذا بهواءٍ حار شديد الاندفاع نحوه . فتحرك متجهاً إلى الفندق . وفجأة... إنكسرت نافذة إحدى الغرف في الطابق الثاني ووقعت دُمية الفتاة الصغيرة ، فرفع رأسه وإذا بالفتاة تقع أرضاً ... دُهش يوسف ، وأسرع إليها ليتفقدها هل إذا كانت حية أما لا. فلمس رقبتها من إحدى الجوانب فوجدها مازالت على قيد الحياة . يوسف يصرخ: أنجدة ...أنجدة. خرج عتريس من الفندق وهو يركض ويقول: آسف ...آسف.. إقترب من ابنته وهو يبكي : أنا لم أقصد ذلك يا رحيل . يوسف خائف: هل....هل أنت الذي... إلتفت إليه وعينيه مليئة بالشرار والحقد والكراهية: إجعل هذا سر بيني وبينك ولا تقل أني رميتها من النافذة وإلى قتلتك. توقفت إحدى السيارة المارة ونزل صاحبها . الرجل: ماذا هناك... يا لا الهول هيا لنسعفها . حمل يوسف وعتريس الفتاة ووضعوها بخلف السيارة ، فركب عتريس مع أبنته في الخلف أما السائق كان مسرعاً متجهاً إلى أقرب مستشفى. بقي يوسف في وسط الشارع مندهش من فعل عتريس ببنته. يوسف: يجب أن أبحث عن الأخرى. فأسرع متجهاً إلى المطعم ودخل مندفع بقوة وقال: نجم تعال معي بسرعة. إلتفت نجم متعجب: ماذا تُريد؟! كريم: إذهب معه بسرعة . فوقف نجم من على الكرسي وتحرك متجهاً إلى يوسف. كنوز: سألحق بهم. وقفت الأخرى ولحقت بهم . جلال: ما به يوسف ؟! كريم: لا أعلم يا جلال، آه صحيح أين طارق. جلال وهو يضحك:ذهب لقتل شخصٍ آخر . كريم: أخبرني الحقيقة هيا. جلال: أعتقد بأنه نائم داخل الفندق. أما يوسف كان يركض متجهاً إلى الفندق . نجم: لماذا أنت تركض؟! توقف يوسف وهو يلهث: لننقذ الفتاة من أبيها. نجم: أتقصد فتاة التوأم!! كنوز: عن ماذا تتحدثون؟! أما في السيارة كان صاحبها يقود بسرعة ولكن الإعصار الرملي يمنعه من الرُؤية الطريق. فكان عتريس يبكي وهو في حضن أبنته رحيل وهو يدعي ذلك البكاء الكاذب ، فبدأ بخنق ابنته وهي في حضنه، لقد كان يُريد قتلها بالفعل يوم أن رماها . فنظر الرجل في المرآة العلوية إلى عتريس وهو يحاول قتلها. الرجل: ماذا تفعل أنت بالفتاة؟! عتريس وهو يبكي: أُريدها أن تحيى مرةً أخرى . الرجل: ولكنك تقتلها بفعلتك!!!؟. توقف الرجل عن قيادة السيارة ، فنزل ليُبعد عتريس عن الفتاة، فتح باب السيارة وأبعد عتريس، فتراجع عتريس إلى الخلف واختفى من بين الإعصار الرملي. الرجل: هذا المجنون يُريد قتل هذه الفتاة. فندهش الرجل عندما رأى إحدى عينين الفتاة مختفية ، وبدأ ينظر إلى جسمها فوجده كُله متمزق ومتقطع ومكوي بالنار . الرجل مندهش: كيف يفعل هذا ببنته؟! يجب أن أسعفها حالً. قاطعه عتريس من خلفه وقال: وما شأنك أنت. فسحب الرجل من ظهره بقوة شديدة ، وأخرجه من السيارة فوقع الرجل أرضاً. الرجل خائف: ماذا فعلت بالفتاة ؟! عتريس: أُريد قتلها هذا كُل ما في الأمر . رفع عتريس حجراً كبيراً ورماه على رأس الرجل حتى انكسر ومات ، فسال الدم في كُل مكان. فرجع عتريس لقتل الفتاة ولكنه لم يجدها لقد هربت من السيارة . عتريس: المجنونة هربت كيف أبحث عنها في هذا الجو ؟! فركب سيارة وبدأ بالبحث عنها بين الإعصار الرملي . دخل الثلاثة الأصدقاء داخل الفندق المظلم . يوسف: فلننتشر في المكان حتى نجدَ الفتاة التوأم. تفرق الجميع، فذهب يوسف إلى أعلى ونجم بدأ في البحث في الطابق نفسه وكنوز في الطابق الأرضي... أما في المطعم. جلال: هذا الرجل ينظر إلينا باستمرار!؟. كريم: فلم يأتي النادل إليه أو طلب النادل ليأخذ طلباته ، هذا غريب جداً . جلال: هيا لنخرج . كريم: ألا ترى هذا العاصفة الرملية . جلال: أتعتقد بأننا سنبقى هنا حتى تهدأ الأوضاع ؟! كريم: نعم. جلال: انظر لقد تحرك !!! كريم: لقد غير موضعه فأصبح أقرب إلينا . جلال: إذاً هو يُريدنا. كريم: إذا أرادنا فل يأتي إلينا ، لننتظر لنرى ماذا سيفعل . أما في الفندق ،دخل نجم في أول غرفةٍ له ، كانت غرفة رياضة ، فكانت المعدات قديمة جداً ويغطيها طبقات من التراب . وفجأة... انكسرت النافذة بقوة شديدة بسبب الإعصار مما جعل نجم يرتبك ، فبدأ يدخل التُراب الكثيف ، فأصبح لا يرى إلى القليل، فتقدم إلى الأمام وفتح الباب الآخر. أما يوسف فلقد توجهه إلى الغرفة التي سقطت منها رحيل ، فتح باب الغرفة فوجده يعجُ بالتُراب ، فأغلق الباب ونتقل إلى الغرفة المجاورة ، فتح الباب ويجد الغرفة مقلوبة رأساً على عقب ، وبدأ بالبحث على خيوط الجريمة تدل على أن هذا الرجل يعذب بناته . وبعدها تقدم إلى النافذة ليرى الارتفاع الذي سقطت منه رحيل، وبعد تفقده المكان رأى قماشاً كبيراً أبيض اللون يتطاير في السماء . يوسف: هذا غطاء تلك السيارة المجهولة ؟! ولكني لا أرى شيء. وبدأ بالبحث من جديد عن الفتاة.. أما كنوز المسكينة فلقد توجهت إلى أخوف الأماكن ، فلقد كانت الجرذان تسير في كُل اتجاه ، والأوساخ تعُم المكان ، فلقد كان للمكان أزقة ضيقة مبنية من الحجر الأسود ، فكان المكان كبير جداً، تقدمت قليلاً ولتفت يميناً من بعد جدار فاصل لترى مكان لصنع الخمور . وفجأة... صرخت الفتاة التوأم صرخة واحدة، وبعد الصرخة ضحكة شرسة، فُزعت كنوز وأدارت وجهها وأخذت نفساً عميقاً واتجهت إلى مصدر الصوت بشجاعة. فقد كان المكان هادئ جداً مما يجعلك تسمع قطرات الماء المتساقطة على الأرض. فنظرت إلى آخر الزقاق ووجدت إضاءة صفراء تخرج من هناك ، وكانت ترى ظلال رجل يتحرك على الجدار الساقطة عليه الإضاءة . فبدأت بالبحث عن مُعدة حادة لتدافع عن نفسها. أما نجم فلقد دخل إلى غرفة مليئة بالقطع الأثرية النادرة. نجم وهو يتمتم: إذاً بالفعل ذاك الرجل هو أخاه ، فهذه القطع مثلها يوجد داخل المنزل. فأكمل البحث ولكنه لم يجد شيء، وبعد بحثه السريع وجد غرفة سرية تحت الأرض، فرفع الغطاء الموجود على الأرض فإذا بهذه الغرفة تضيء الإنارة تلقائياً . فنظر وندهش إلى الكم الهائل من الأسلحة الخطيرة مثل المشارط الحادة وأدوات التشريح والسكاكين وغيرها. نزل داخل الغرفة وبدأ بالبحث بين الأوراق الملقية على الأرض على شيء يستدل منه . وفجأة.... وجد صورةً لعتريس وهو جندي يحمل سلاحه كان بتاريخ 1980، وبدأ يقلب الصور واحدة تلو الأخرى ، وبدأ ينظر إلى مراحله في العمر ، ونظر إلى صورة كان فيها عتريس يحمل التوأم بجانبهم أمهم ، وقلب لصورة الأخرى ونظر زوجته مقتولة فوق سريرها . فلتفت إلى اليسار لينظر الجدار فكان مُلصق به عدة مواضيع مأخوذة من المجلات والصحُف ،فنظر إلى إحدى الجرائد المقصوصة على موضوع مكتوب عليه بخط أسود عريض (جريمة قتل.. فتاتان يقتلان أمهم بسبب أمور غامضة) . نجم: لهذا السبب إذاً أباهم يعذبهم. فنظر إلى مقطع آخر بعنوان( توأم غريستيلس يخرجون من قضية قتل والدتهم بإعجوبه). ونظر إلى لصحيفة أُخرى( قتل الفتاتان أمهم بسبب خيانة الأم ؟!) ونظر لمجلة أُخرى: ( الخيانة المجهولة ). فكانت هذه المواضع مُحاطة بقلم أحمر اللون. نجم: إذاً هناك سبب لقتل الأم ، يجب أن أبحث عن الفتاة. أما كنوز فلقد وجدة عصاً من حديد متكأه على إحدى الأركان المظلمة . كنوز خائفة: سأتقدم. تقدمت كنوز بكُل ثقة تامة إلى الضوء ، وبدأت تقترب ببطء وحذر ، وبدأت تقترب لرجل الذي يتحرك ظله على الحائط بحذرٍ شديد حتى لا تُلفت إنتباه. وفجأة.... يندفع قطرات من الدم على الحائط، ففُزعت كنوز وأصدرت صوت. قال رجل داخل الغرفة بصوت متحشرج: من هناك؟! كنوز تحدث نفسِها:( سأدخل وأقتل الرجل). فدخلت مندفعة إلى داخل الغرفة وفجأة توقفت من شدة هول المنظر. الرجل: من أنتِ ؟! وكيف دخلتِ إلى هنا؟! كنوز: أيها الحقير ماذا تفعل بهذا الغزال هُنا؟! الرجل: أنا أفضل قناص في المنطقة . كنوز: هل رأيت فتاة صغيرة.؟! الرجل: ماذا فتاة وما الذي يجعلها تدخل إلى هنا ! فلاحظت كنوز إحدى الصناديق التي في رُكن الغرفة تتحرك . كنوز: هل أنت متأكد من ذلك؟! الرجل غاضب: هيا أخرجي قبل أن أضعكِ بدلاً من هذا الغزال. كنوز: أنت شبيه بالسيد عتريس؟! الرجل: إنه أخي ، هيا أخرجي فأنا منشغل. فأدار الرجل جسمه ، وبدأ بالعبث بالغزال. كنوز تحدث نفسها: ( أنا أشك بهذا الرجل أعتقد أن الفتاة داخل الصندوق ،ماذا أفعل) تقدمت كنوز ببطء خلف الرجل دون أن يشعر بها، فرفعت العصا وضربت رأسه فوقع أرضاً. فأسرعت إلى الصندوق ورفعت الغطاء وإذا بالفتاة مقيدة بشدة ، أخرجتها من الصندوق وبعدها تركت كنوز الفتاة تقع أرضاً بسبب خوف كنوز من شكلها. وبعدها أبعدت كنوز الرباط الذي يُغطي فمها . الفتاة: لنهرب قبل أن يقتلنا عمي عون . أمسكت كنوز الفتاة من يدها لكي يهربوا. الفتاة خائفة : تذكرت هناك رجلٌ مقيد داخل الغرفة الصغيرة أنقذيه قبل أن يفوت الأوان. كنوز مرتبكة: حسناً إصعدي أنتِ للأعلى وأنا سأُحظر الرجل. فركضت الفتاة وخرجت من الغرفة، وبقية كنوز واقفة لكي تستعد لدخول الغرفة التالية... أما في المطعم .. كريم: سأذهب لتحدث مع الرجل الذي ينظر إلينا منذُ عشرين دقيقة . جلال: دعك منه ،لقد تأخر الجميع . وفجأة.... أبعد الرجل الغطاء من يده ليُخرج مسدسه الفضي ليصوبه نحوهم ، إنخفض كريم وجلال بسرعة ، وبدأ الرجل بإطلاق النار عليهم طلقات متتالية . فبقي كريم وجلال تحت الطاولة لكي يحتموا من الرصاص الموجه لهم . فنام جميع من في المطعم على بطنه ، فكان الكُل يصرخ ويبكي. وفجأة... توقف عن إطلاق النار بسبب نفاذ الذخيرة ، وبدأ بإدخال مشط جديد. كريم: هيا لنهرب قبل أن يبدأ . ففر كريم وجلال هاربين من الرجل عندما نفذ مسدسه من الرصاصة ، وبعدها أصبح يطلق الرصاص مرةً أخرى ، وبدأ بملاحقتهم ، خرج كريم وجلال من المطعم ،فلا يزال الإعصار قائم. كريم خائف: لنختبئ خلف المطعم. فتخبأ كريم وجلال خلف المطعم، وبدأ الرجل الغريب بالبحث عنهم في هذا الإعصار . أما يوسف فلقد دخل إلى غرفة في نهاية الممر، فتح الباب ونظر إلى الغرفة فلم يجد شيء سوى نافذة ضخمة ، تقدم إليها ونظر لأسفل المكان فإذا هو يجد سيارة جسّاس الذي كان يُريد قتلهم. أندهش يوسف وقال: إذاً ذلك الرجل المتنكر هو جسّاس !!؟، والفتاة إذاً ابنة أخيه عتريس!!؟، لقد دخل إلى المطعم الذي فيه كريم وجلال!! إذاً لحقنا لكي يقتلنا!، يجب أن أخبر الجميع بذلك . خرج من الغرفة مسرعاً لكي يخبر أصحابة بذلك . أما نجم وهو في الغرفة السرية . نجم: حسناً سأأخذ كُل الدلائل معي ، أما الآن سأخرج من هنا لكي أخبرهم . أما كنوز فكانت مترددة دخول تلك الغرفة. كنوز تتمتم: أنا أشك بهذه الفتاة !!؟أعتقد أنها كاذبة فهي في صف عمها ، لا لا.. لا أعتقد ذلك سأدخل لأرى ماذا يوجد خلف الباب.. أما كريم وجلال كانوا خائفين جداً من أن يجدهم هذا الرجل، ولكن للأسف. خرج الرجل من بين الإعصار الرملي وهو يوجه مسدسه نحوهم وكان يقول بصوت غريب: أخيراً . وفجأة... وإذا بأحدهم يُطلق النار على الرجل من الخلف ، فيقع الرجل الغريب أرضاً . كريم متفاجئ: من أنت؟! تقدم رجلٌ من بعيد إليهم وقال: أنا صاحب المطعم... أما كنوز.. دخلت الغرفة بحذر، فصرخت مما رأت . كنوز خائفة: ما الذي فعل بك هذا؟! طارق وهو مصاب مُرهق ومتعب : أخرجيني من هنا . فجعلت كنوز طارق يتكئ على كتفها، وفجأة دخل عون من خلف الباب وهو يحمل سكيناً . فتركت طارق أرضاً وأخذت عصاها وتوجهت لمقاتلة عون. عون: أنتِ فتاة شجاعة. كنوز: وأنت رجلٌ أحمق يا عون. فركضت إليه وهي ترفع العصا عالياً وضربته بقوة على يده، حتى سقطت السكينةُ من يده ،وبدأ يتألم ، وبدأت تُكمل الضرب على يده ورجلة ورأسه حتى أغمي علية . فرجعت إلى طارق وأمسك بها وقال: أُقتليه يا كنوز كاد أن يقتلني. كنوز: لا أستطيع ذلك. أخذ طارق السكين وطعنه أربع طعنات في قلبه ... وبعدها خرج كلا من كنوز وطارق من الطابق الأرضي. وصل نجم إلى الباب فوجد الفتاة، وبعدها نزل يوسف من السلم وهو يلهث وبعدها خرجت كنوز ومعها طارق يتكئ على كتفها . فتجمع الجميع في صالة الإستقبال . نجم: ماذا حصل لكم جميعاً؟! يوسف مرتبك: لا يوجد وقت للحديث فرجل الصحراء هنا . كنوز: لديهم أخٌ ثالث يُدعى عون . طارق: كان يُريد أن يقتلني ولكني قتلته . نجم: لماذا قتلته ،فنحن مازلنا نُريد أدلةٍ أكثر لنعرف الحقيقة. وفجأة... دخل من الباب كريم وجلال فكانوا مرتبكين وخائفين. يوسف: إن جسّاس هنا. جلال: نعلم ذلك ، ولقد كان يُريد قتلنا ولكنا هربنا منه بإعجوبه ،وبعده طلق علية أحد رجال المطعم النار ومات. نجم مندهش: لآ... كيف قُتل ؟!فنحن الآن لا نستطيع أن نعرف الحقيقة. كنوز: أي حقيقة تتحدث عنها؟! نجم: برآءة التوأم ....خذوا وقرأُ هذه الصحف والمجلات . أخذ الجميع الصحف ليقرأها . كنوز: أين الفتاة التي كانت هنا؟! نجم: مستحيل هيا الأخرى تهرب . يوسف: بقي عتريس لم يمت فهو ذاهب إلى المستشفى بسبب وقوع ابنته رحيل من الطابق الثاني . كريم: هيا لنلحق بهم . جلال: سأذهب أنا وكنوز لنحضر أمتعتنا جميعها ، أما أنتم فابحثوا عن الفتاة المتبقية . خرج الجميع وانتشروا في محطة الوقود بالبحث عن الفتاة الثانية . أما عتريس.. عتريس: إني لا أرى شيء سوى محطتنا ، لقد عدنا إليها، أعتقد بأنها عادة إلى هناك مع أختها رحاب ، أتعتقد يا عتريس بأن أخوتي قضوا على الرحالة المجانين!؟! يوسف: انظروا إنها الفتاة قادمة من الطريق . فذهب يوسف ونجم إليها لأنهم الأقرب لها ،والبقية ذهبوا للبحث عن الأخرى . رحيل: ساعدني أرجوك أبي يُريد قتلي. يوسف: لا تقلقي سنحميك منه . وبعدها وصلت السيارة ووقفت أمام يوسف، ونزل عتريس منها. عتريس: ألم تموتوا بعد ؟! يوسف: الأعمار بيد لله . عتريس: أنا لم أقل شيء، هيا دع رحاب تأتي إلى يا... يوسف: لن تأتي إليك فأنت قاتل ومجرم وحقير. رحاب: إن أبي أمرنا بقتل أمنا. نجم مندهش: أهذا ما تقولينه صحيح؟! رحاب تبكي: نعم ،فلقد قال لنا إنها ليست أمي بل هيا فاجرة . نجم غاضب من عتريس: أيها الحقير أتُكره بناتك في أمهم . عتريس: وما شأنك أنت. يوسف: لماذا كنت تُريد قتلها.؟! عتريس: لقد خانتني مع شخصٍ آخر ، ولذلك جعلت الفتيات يكرهونها كُرهن جما حتى يستطيعوا قتلها بسهولة . نجم: وتعذبهم هذا العذاب الأليم ؟! عتريس: لكي لا يخبروا أحداً بالأمر حتى أستطيع قتلهم جميعاً. نجم: إذاً سلم نفسك يا عتريس إلى العدالة . عتريس: وهل أنا مجنون؟! يوسف: سلم نفسك قبل أن نقبض عليك .. وفجأة ... أتت سيارات شرطة وأحاطت المكان، وخرجوا من سياراتهم وهم يحملون السلاح . عتريس مندهش: هل اتصلتم بالشرطة؟! يوسف: نعم . فقال شرطي بالجهاز الذي يُكبر الصوت: سلم نفسك يا عتريس . نجم: لقد مات أخوتك جميعاً. فندهش عتريس وصرخ قائلاً: كيف يموتون بهذه السهولة ؟!...، من الذي قتلهم من؟! يوسف: نحن يا عتريس. فنقض عتريس غاضباً إلى يوسف مثل الثور الهائج لكي يقتله ،ولكن الشرطة أطلقت عليه النار مع رأسه ومات وهو يركض لقتل يوسف... فمر الوقت سريعاً جداً منذُ أن بدأت أحداث التوأم، فلقد بدأت الشمس بالغروب ، ولقد هدأ الإعصار الرملي بعد حضور الشرطة بعشرة دقائق ، واعترفت الفتاتان بجريمتهم وقالوا كُل شي، وبعدها تم أُخذ الفتاتان إلى المستشفى لكي يُعالجوا ومن ثم يذهبون إلى الميتم لكي يتم أخذهم من قبل عائلة أُخرى. ونقلت جميع الجثث لكي يتم تشريحهم ، و نحلّت قضية التوأم والقتل المجهول ، وأُغلق ملف القضية منذ ذلك الوقت. وفي صباح اليوم التالي الساعة الثامنة . نزل الجميع من غرفهم لكي يكملوا رحلتهم إلى ماركينو سيت . فركب الجميع السيارة ماعدا نجم وقف بجانبها . يوسف: لماذا وقفت هيا إصعد إلى السيارة؟! نجم: لا ..لقد انتهت مهمتي معكم ، فسيأتي الآن سيارة شرطة لتأخذني من هنا. فبدأ الجميع بتوديع نجم الوداع الأخير ، وبعدها تحركت سيارتهم لتكمل المشوار.... ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, مطاردة خفية وبعد مرور خمس ساعات وهم في الطريق بلا توقف ظهرت لافته مكتوبٌ عليها( ماركينو سيت 733 كيلو متر) يوسف: أخيراً لقد اقتربنا منها . كنوز: ولكن بعد عناءٍ شديد، كِدنا أن نموت في تلك الفترة. جلال: ولكنها ممتعه جداً. طارق: في الحقيقة لم تمر علي رحلة بهذه المتعة . كريم: أي متعه تتحدث عنها !! كِدنا أن نقتل بسبب وقفاتنا لمحطات الوقود. جلال: هذه المرة لن نتوقف لمحطة الوقود إلى لتعبئة السيارة فقط. يوسف: كلامك صحيح. فقاطعهم كريم وهو يقود السيارة: هل هناك شيء لآكلة ؟! كنوز: نعم ، ولكنه في الخلف ويُريد أن يُطهى على النار. كريم: ما رأيكم بأن نتوقف لنأكل قليلاً. طارق: أين نأكل؟! يوسف: أتقصد نقف بجانب الطريق!! كريم: نعم. جلال: حسناً هيا لنقف. توقفت كريم بجانب الطريق، فكانت السماء مُشرقة بشعاع الشمس الحارقة ، وبدأ الجميع بالمرح واللعب، فكان يوسف وطارق وجلال يلعبون الكُرة في الجهة الأخرى، وكنوز تُعد الطعام الغداء ،أما كريم فهو يكشف على السيارة . وبعد دقائق من لعب الأصدقاء الكرة . جلال وهو مُرهق: إن الجو حارٌ جداً. طارق: هذه آخر ركلة أرميها لك يا يوسف . فركل طارق الكرة بعيداً ، فلحقها يوسف وهو يركض. لقط الكرة من وسط الشارع الممتد على طول طريق الرحلة، نظر يوسف إلى الجهة المعاكسة لوجهتهم، وبدأ ينظر وينظر . يوسف وهو يتمتم: هناك سيارة قادمة من بعيد....لا لا بل رجلٌ قادم. رفع جلال صوته وبدأ يناديه بأعلى صوت: إرمي لنا الكرة . يوسف بصوت عالي: هناك رجلٌ يسير في الطريق. تقدم له طارق ووقف بجانبه . طارق: أين الرجل؟! أشار بإصبعه : هناك. طارق: هذا سراب يا يوسف. يوسف: إنها تقترب . طارق: ما الذي يقترب؟! يوسف وهو خائف: إنها سيارة قادمة وهي مسرعة . طارق مندهش من كلامه: هل جننت يا يوسف ، لا يوجد أحدٍ هنا ، أعتقد أن هذا السراب هو الذي جعلك تتخيل. يوسف: لنذهب من هنا حالاً . طارق: لا تتوهم يا يوسف، سنأكل طعام الغداء ومن ثم سنرحل. إنتهت كنوز من طهوها طعام الغداء فتجمع الجميع حولها وبدأُ بالأكل ، وبعد نصف ساعة تحرك الجميع.... وبعد مرور ساعتين . كانت كنوز تقرأ كتاباً عن رواية القصر الخالي الشهيرة ،و جلال يضع سماعة المسجل في أُذنه وكان يدندن بصوته الرائع، أما طارق فهو يغط في نومٍ عميق ، أما كريم فكان يتناقش مع يوسف في مواضع متعددة . وفجأة..... نظر كريم في المرآة الصغيرة سيارةً تتبعهم على مسافة كيلو ونصف. كريم: وأخيراً رأينا سيارةً متجه إلى ماركينو سيت . إلتفت يوسف إلى الخلف لينظر إليها . يوسف: إنها بعيدة. كريم: دعك منه ، هيا أكمل ما قلته. يوسف: فبدأ الرجل بضرب زوجته........ وبدأ يوسف يُكمل الحكاية، ونسو موضوع السيارة التي خلفهم ، فمرت ساعتين أخرى . كريم: هذا عجيب !!!!! لم تقترب السيارة سم عن مكانها . يوسف: إنه يُحافظ على نظام السرعة. كريم: أي سرعة تتحدث عنها!؟فأنا الآن أمشي 130 كيلو متر/ساعة. يوسف: أتعني أنه يمشي أقل منا بكثير؟! كريم: نعم. يوسف: خفف من سرعتك حتى نستطيع الاقتراب منه . فبدأ كريم بتخفيف سرعة السيارة، ولكن السيارة التي تلاحقهم أيضاً تخفف من سرعتها . كريم: مستحيل ذلك الرجل كيف يفعل هذا . يوسف: توقف. فأوقف كريم السيارة ، ولكن السيارة التي في الخلف أوقفت حركتها. يوسف: من الممكن أن يكون صاحب السيارة يُريد أن يداعبُنا . كريم: سأُريه من الفائز في اللعبة . حرك كريم السيارة ، وبدأ يسرع ويسرع ويسرع حتى خاف جميع من في السيارة . جلال: لماذا أنت تنطلق بسرعة هائلة؟! يوسف: لا تتهور أن تقود بسرعة 195 كيلو /ساعة . كنوز: توقف أرجوك. نظر كريم إلى المرآة ولم يجد السيارة . يوسف: لقد ابتعدت ،ولآن خفف من سرعتك. كريم: انتظر قليلاً حتى نصل بسرعة. يوسف: إن الوقود على وشك أن ينتهي . وبعد دقائق وصلوا إلى محطةٍ أُخرى، واتجه كريم بالسيارة لكي يعبئ السيارة بالوقود . فقال الرجل صاحب الوقود: بكم تُريد أن أملأ لك.؟ كريم: أُريدك أن تملئه كاملاً . يوسف: سأذهب أشتري بعض الماء لكم . نزل يوسف وذهب إلى المتجر لكي يشتري الماء. كريم: سنصل اليوم بإذن لله إلى ماركينو سيت . كنوز: هذا جميل. تقدم رجل الوقود وقال: هيا أعطني المال. جلال: سأسألك سؤالاً ، بقي كم على قرية ماركينو سيت. اندهش الرجل: هل أنتم مجانين هذه القرية محظورة . كريم متعجب من كلامه : ماذا تقصد بمحظورة ؟! الرجل: أنصحكم بالعودة. كريم: نحن مجموعة جيلوجية ولقد أُمرنا بأن نأتي إلى هذه القرية . الرجل: إذاً خذوا احتياطكم من هذه القرية المحظورة . جلال: سؤالٌ أخير، مُنذ كم سنةٍ وهي محظورة ؟! الرجل: مُنذ ثلاثة عقود لا أحد يخرج منها ولا أحد يدخل إليها ، فهي محاطة بسورٍ من حديد وضعته الحكومة من أجل سلامة القرى المجاورة لها. كريم: لا تقلق علينا سنكون حذرين . ركب يوسف السيارة وانطلق الجميع لإكمال الرحلة. وبعد مرور ساعات عدة ، بدأت الشمس بالغُروب ، وبدأ الليل يُرخي على الكون سُدولة ، فقرأ جلال لافته مكتوب عليها( ماركينو سيت 133 كيلو متر/ الساعة) يوسف: الحمد لله بقي ساعة ونصل إلى القرية . وفجأة... نظر كريم إلى المرآة مرة أخرى ووجد إضاءة سيارة . كريم: أعتقد أن هذه السيارة هي السيارةُ نفسها . يوسف: أعتقد أن وجهته مثل وجهتنا . إلتفت جلال لينظر إلى السيارة . جلال: إن إضاءتها عالية جداً . كريم: إنه لا يُريد الاقتراب منا . طارق: حسناً إنسوا أمر هذه السيارة وركز على طريقك فقط يا كريم. فخيم الليل على المكان وأصبح شديد الظلمة ، فخرج القمر من بين السُحب، وبدأت السماء تتلألأ بفعل النجوم . وبعد مرور خمسة وثلاثين دقيقة. كريم: إختفت السيارة . يوسف: جيد . وفجأة.... نظر كريم أمامه إلى سورٍ من شِباك حديدية ، توقف أمام هذا السور . كريم: لقد أُغلق الطريق لا يوجد سبيل لدخول. كنوز: أُنظروا إلى الافته مكتوبٌ عليها ماركينو سيت 55 كيلو. جلال: هذا يعني أنهم أغلقوا الطريق على القرية مسافة 55. يوسف: والحل يا أصدقاء؟!!. طارق: إبتعد قليلاً يا جلال سأنزل لأقرأ تلك الافته الملصقة على الشِباك . نزل طارق من السيارة ، وتوجه إلى الافته ، فطلب طارق من كريم بأن يُشعل أنوار السيارة لكي يستطيع القراءة . فبدأ بالقراءة( منطقة محظورة ... هذه المنطقة أُغلقت بسبب إنتشار الأمراض الفتاكة من هذه القرية ) طارق: ما رأيكم هل ندخل أم لا. جلال: أنا لا أُصدق تلك التفاهة! ، يُغلقون على قرية كبيرة ومن فيها من البشر بسبب أمراض!!!! ولماذا لا يعالجونها إذاً. كنوز: كلامه صحيح هيا لندخل. كريم: لن ندخل حتى يوافق الجميع. طارق: أنا لست موافق، كيف أدخل قرية لم يدخلها أحد منذ ثلاثة عقود. كريم: وأنا كذلك. يوسف غاضب: لا لن نرجع إلى ديارنا بهذه السهولة ، لقد خضنا معارك في هذه الرحلة شديدة جداً ، وبكُل هذه السهولة نعود إلى الديار. كريم وهو يحاول من تهدأت يوسف: ألم تقرأ هذه الافته ؟!. يوسف: إنها لا تهمني في شيء ، أرجوك لقد قطعت كُل هذه المسافة ليس من أجل المقال بل لشيءٍ آخر. جلال: هيا يا كريم تشجع بإذن لله لن يضرك شيء. كنوز: فقط إجعل لسانك مُداوم على ذكر الله ولن تمرض بمرض من هذا الذي كتبوا عنه. طارق: اسمحوا لي لن أدخل إلى هناك. جلال: حسناً جميعُنا سندخل وأنت إبقى هنا لحراسة الباب. طارق غاضب: أتستهزئ مني يا جلال؟! جلال: ألم تقل أنك لن تدخل!!! قاطعهم كريم: كفاكما شِجاراً ، القرار الأخير بأننا جميعاً سنتجاوز هذا الجدار ، هيا أصعدوا إلى السيارة . يوسف: ولكن كيف الدخول...؟! ركب الجميع إلى السيارة، فبدأ كريم بإرجاع السيارة للخلف ، وبعدها أغلق كريم ضوء السيارة الأمامية بسبب يجهله الجميع . وفجأة.... سمع الجميع بوق سيارة نقل قريبة منهم جداً ، فلتفت الجميع بسرعة للخلف ولم يجدوا السيارة التي تُصدر ذلك الصوت . وفجأة ... أضاءت تلك السيارة إنارتها جميعاً مما جعل الجميع يضع يده أمام عينه، فتجاوزتهم بسرعة شديدة واصطدمت بالجدار وأكملت الطريق إلى قرية ماركينو سيت ، أضاء كريم نور السيارة لكي يتعرف على شكلها ولكنها إختفت بين الظلام. كريم مندهش: أرأيتم ماذا حصل؟! يوسف: لقد خرق الجدار بسرعة. جلال: إنها سيارةٌ ضخمة ، ولكن ماذا يُريد من هذه القرية؟! كريم: أتعتقدون أنها السيارة التي تُطاردنا؟!!! كنوز: أظن ذلك، هيا تحرك يا كريم. تقدم كريم بسيارة إلى الأمام مسافة 10 كيلو متر وبعدها انقطع الطريق المُعّبد، وأصبح طريق رملي . يوسف: هيا تقدم لا تخف فالقرية قريبة من هنا. إلتفت طارق إلى جلال وقال: في ماذا تفكر ؟! جلال: في هذه المُطاردة الخفية من تلك السيارة الغريبة . كريم: لا تقلق فنحن جميعاً معك. فأكمل الأصدقاء الرحلة في هذا الطريق الصحراوي متجهين إلى القرية ، في هذا الظلام البهيم والمخيف مما يبعث الرعُب لدى الجميع..... , ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, إستقبال ماركينو سيت هذا الجزء الثالث انتهاء ...وقريباً بإذن الله الجزء الرابع والمهم للقصة .... الردود.....الردود.....الردود ....الردود......الردود.......الردود......الردود.......الردود.......الردود......
بسم الله.... سراحه إنتم ما تشجعون إني أكمل القصة ...وين الردود إلى التشجع !!!!! اليوم بنزل...
بسم الله...


إستقبال ماركينو سيت.....




وبعد نصف ساعة.
يوسف مندهش: أُنظروا إلى النور الذي ينبعث خلف ذلك التل!!!؟
كريم: لقد وصلنا إذاً إلى القرية....
فصعد كريم بالسيارة إلى أعلى التل الصغير ، وبعدها اندهش الجميع من المنظر .
كنوز وهي مندهشة: أهذه القرية؟!
كريم : نعم.
يوسف: إنها ريفيةٌ جداً.
نزل كريم من أعلى التل ودخلوا بوابة القرية الريفية ..
فبدأ الناس القرويين ينظرون إلى السيارة بدهشة واستغراب ، وبدأُ يُشيرون أصابعهم نحو السيارة بدهشة.
يوسف: كأنهم مُزارعين وفلاحين !!
كان كريم يتحرك بسيارة إلى منتصف القرية ببطء شديد .
جلال: إن منازلهم قديمة ، فأسقف منازلهم من قش.
فكان جميع من في القرية يتبع السيارة وهم مندهشون .
يوسف: لماذا يتبعوننا؟!
طارق: لا أعلم .
جلال: أعقد أنهم لم يرو سيارةً من قبل .
فتوقف كريم بالسيارة في منتصف القرية ، فكان في المنتصف أكواخ صغيرة تُحيط ببرِكةٍ صغيرة في منتصف المكان ، وفي الأمام مباشرة خلف هذه الأكواخ تلٌ صغير فوقه منزل ضخم جداً .
نزل الأصدقاء من السيارة وهم خائفون قليلاً .
وفجأة.....
أسرع القرويين وأحاطوا بالأصدقاء وهم يحملون أدوات زراعة مثل المحراث وغيرها من الأدوات ، ليقتلوهم.
صرخت كنوز بسبب هجوم القرويين عليهم.
وقال كريم وهو يرفع يده للأعلى : توقفوا توقفوا لن نؤذي أحداً.
توقف القرويين عن الهجوم، وقال أحدهم بصوت مبحوح وهو يوجه أداة زراعة على كريم: من أنتم أيها الغرباء.؟!
كريم وهو خائف: نحن مُسالمون ولا نُريد الأذى لأحدٍ منكم .
قالت فتاة قبيحة جداً: كيف دخلتم إلى هنا ؟!
يوسف: نحن رجال نعمل في مختبرات كيميائية .
قال الرجل وهو متعجب من الاسم: ماذا قلت ؟!
جلال: نحن جولوجيين .
قال الرجل: هذه أيضاً لا أعرفها .
طارق: نُريد أحجاراً منكم هذا كُل شيء.
قال الرجل: انتظروا هنا حتى يأتي رئيس القرية .
فأجبر القرويين الأصدقاء على الجلوس على التربة ، وبعدها قاموا بربطهم جميعاً حول نافورة القرية ، ومن ثم إنتشر الجميع في أرجاء القرية تاركين الأصدقاء مقيدين بلا حِراك حول
النافورة .
كنوز: أعتقد أنهم من العصر السادس عشر.
جلال: كلامكِ صحيح ، فملابسهم من هذا الطراز القديم ، وطُرقهم في العيش كذلك قديمة.
كريم: والآن ماذا نقول لرئيس القرية؟!
يوسف: لا أعلم .
طارق: أُنظروا هناك إلى ذلك الحشد الكبير المتجه إلينا !!!
كنوز: لماذا يحمل كُل واحدٍ عصاً خشبية قمتها شُعله نار؟!
يوسف: إذاً لقد وصل رئيسهم .
فوصل القرويين جميعهم إلى الأصدقاء.
فكان رئيسهم مخيف الشكل ، فكان طويل القامة بشكلٍ غير طبيعي، فكان لون بشرته تميل إلى الزُرقة، فلهو لحيةً طويلة جداً ومدببة من الأخر، فكان أقرع الرأس ، يرتدي معطفاً أسود طويل جداً، فكانت عيناه تميل إلى اللون الرمادي ويحسبُها البعض أنها بيضاء اللون ، فكان عُمرة ما بين العقد الثامن والسابع.
فقال بصوت يُرعب الأطفال: أتُريدون أحجاراً من قريتنا؟!
يوسف: نعم يا سيدي .
وبعدها خرج رجلٌ من بين القرويين ووقف بجانب الرئيس.
فكان معتدل الطول، وأحدب الجسم ،أسود البشرة، طويل الشعر ، أزرق العينين ، وكان يرتدي معطفاً أسود اللون وأطرافه من الفرو الأبيض.
بدأ هذا الرجل يَفرِك يداه باستمرار وكان يبتسم إبتسامةٌ لئيم ..
يوسف: يا سيدي نُريد فقد أحجار هذا كُل شيء .
الرئيس: أنتم تحملون أسلحة للقضاء علينا.
كريم: ومن قال لك نحن نُريد أذيتكم؟!
الرئيس: هذا طبعُ الغرباء.
كنوز خائفة : نحن أبرياء يا سيدي فُك قيدنا أرجوك؟!!
الرئيس غاضب: لا عيش للغرباء هنا أُقتلوهمممم...
هجم جميع من في القرية لقتلهم ، ولكن في اللحظة الأخيرة ..
قال بصوت عالي الرجل الأحدب: توقفوا ..
توقف القرويين ونظروا إلى الرجل الأحدب غاضبين.
الرئيس: ولماذا نقف عن قتلهم؟!
الرجل الأحدب: لا يا سيدي يجب أن نُكرمهم ونعاملهم أفضل المعاملة .
الرئيس: ولماذا يا شرشبيل ؟!
اندهش يوسف وقال في نفسه: ( لقد أصبحت المهمة أسهل بعد أن تعرّفت عليك يا شرشبيل )
شرشبيل: هل فهمت يا سيدي ؟!
الرئيس: إذاً فُكوا قيودهم وجعلوهم يناموا في أفضل المنازل لديكم ، فإنهم ضيوفنا ،هيا أسرعوا .
إلتفت يوسف إلى كريم وقال: ماذا قال شرشبيل ؟!
كريم: لا حقاً سأخبرك.
فتحرك الرئيس وخلفه شرشبيل واتجهوا إلى ذلك المنزل الضخم الذي يحرسه عديد من القرويين .
يوسف يتمتم: إذاً هناك يسكنون !
فأنزل الأصدقاء متاعهم جميعها من السيارة ، وبعدها ذهبوا إلى إحدى الأكواخ التي بالقرب من النافورة ، فدخل الجميع إلى ذلك الكوخ وحدهم، وبدأُ بترتيب الأغراض ،وصفها في أماكنها..
وبعدها ذهبوا إلى أسِرتِهم ليناموا ....


,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
حركات صامتة

وفي اليوم التالي .....
كانت السماء ملبدة بالغيوم السوداء، والجو متوسط البرودة ....
ففي الساعة التاسعة صباحاً...
دخلت إحدى نساء القرية إلى كوخهم دون طرق الباب ،فصعدت إلى أعلى وبدأت لتُقضهم من نومهم، فندهش الجميع من دخول المرأة إلى كوخهم .
يوسف غاضب منها: كيف تجرؤين على دخول المنزل دون إستئذان؟!
فبدأت تتكلم المرأة بستحقار الجميع: أنتم مدعون للإفطار عند الرئيس ، فهو ينتظركم .
خرجت من الغرفة كأنها لم تفعل شيء.
كريم: إنه يومنا الأول ، وبعد هذا الإفطار نذهب للبحث عن هذه الأحجار ، فالمكان لا يُعجبني .
جلال: كلامك صحيح يجب أن ننهي المسألةَ اليوم.
قاطعهم يوسف بسرعة: لا لا لم العجلة نُريد أن نرتاح عندهم قليلاً فطريق العودة بعيد جداً.
كنوز: وهل يُعجبك إستقبالهم بالأمس؟!
يوسف: بطبع لا ،ولكن ........
طارق: ولكن ماذا يا يوسف.
يوسف: في الحقيقة أتيت إلى هنا لغرضٍ آخر.
كنوز: وما هو هذا الغرض.؟!
يوسف: ليس الآن ، في وقت آخر سأخبركم ، هيا الآن لنذهب لنُفطر عند رئيسهم .
فخرج الجميع خارج المنزل ، وهم يضحكون ، وبعدها سكت الجميع وهم ينظرون إلى أهل القرية يعملون ويحصدون ويرعون البقر داخل هذه الدائرة التي بالقرب من النافورة دون صوت أو إزعاج ...
فكان الهدوء يعُم المكان ، لا تسمع إلى أصوات البهائم فقط.
قال جلال بصوت خافت: إنهم مهذبون جداً.
إلتفت جميع القرويين إليهم، فكانت أعينهم غريبة بعض الشيء ،فجميعها متشابهة من حيث اللون ، اللون الرمادي ، وبعدها إلتفتوا حركة واحدة اتجاه منزل الرئيس.
يوسف: هيا لنذهب .
تحرك الأصدقاء إلى بوابةٍ خاصة لمنزل الرئيس .
دخل الأصدقاء من هذا الباب ، فوجدوا الطريق طويل جداً للوصول إلى المنزل الذي في أعلى التل .
وبعد مرور خمس دقائق من صعود التل وصل الأصدقاء إلى بوابة أُخرى من الخشب العريض جداً، كُتب عليها من الأعلى (قصر قُنصُل).
جلال: إن إسم الرئيس قُنصُل.
كريم: هيا لندخل.
طرق كريم الباب ثلاث طرقات، ففتح أحد الخدم لهم الباب ، فدخل الجميع إلى داخل منزل قُنصُل.
الخادم وهو رافع رأسه للأعلى: تفصلوا إن الرئيس بانتظار النوادر .
قاطعه يوسف: عفواً ماذا تقصد بالنوادر؟!
الخادم: هذه كلمة تُستخدم لضيوف .
فتوجه الجميع بعد ذلك إلى الغرفة التي سيستقبلهم فيها قُنصُل .
فتح الخادم لهم الباب ، ودخلوا إلى الغرفة العجيبة....
كانت مليئة بالأسلحة والرصاص والبنادق وغيرها.
تكلم قُنصُل وهو ينظر إلى إحدى الجُدران المليئة بالأسلحة: لا أحد من أهل القرية يعرف عن شيء اسمه بندقية .. .
يوسف: لماذا .؟!
إلتفت قُنصُل: ليس موضوعنا اليوم والآن هيا لنبدأ بالإفطار .
بدأ الجميع بالإفطار.
كريم: آسف يا سيدي عن مقاطعة إفطارك!!
قُنصُل: لا بأس تكلم ماذا تُريد التحدث عنه؟!
كريم: بعد الإفطار نوّد جميعنا بالبحث عن هذه الأحجار النادرة ، لكي نرحل من هنا باكراً.
قُنصُل: لا كيف ترحلون من هنا بسرعة ، أنتم ضيوفٌ لدينا فيجب أن نُكرمكم .
طارق: في المرة الثانية .
دخل عليهم شرشبيل وهو يفرِك يداه وقال بصوتٍ حاد: أهلاً بأصحاب .....
قُنصُل: أخرس يا شرشبيل هيا أُخرج من هنا .
شرشبيل: أُريدك في موضعٍ خاص جداً عندما يرحل هؤلاء .
وقف الجميع من على المائدة.
قُنصُل: لماذا وقفتم ؟! أكملوا إفطاركم.
كريم: شكراً لك ، ولكن كما قلت لك فنحن مشغولون قليلاً.
قُنصُل: إذاً سيذهب معكم أحد الحراس ليخبركم عن مكان المناجم.
يوسف: شكراً لك.
فخرج الجميع من المنزل ومعهم رجل نحيل جداً لكي يقودهم للمناجم، ونزلوا من أعلى التل لكي يذهبوا لكوخهم لأخذ أمتعتهم منها ، ووجدوا القرويين في صمتٍ تام وهم يعملون بالقرب من النافورة... .
يوسف: أمرهم عجيب جداً.
شرشبيل: إن الخطة تغيرت يا سيدي.
قُنصُل : وماذا أصبحت الخطة يا أيها الساحر؟!!
شرشبيل: سنحتجزهم هنا.
قُنصُل: ولماذا نحتجزهم؟!
شرشبيل: الخطة كتالي.......
فبدأ شرشبيل بالتحدث عن خطته الخبيثة لكي يستطيعوا حجز الأصدقاء، أما الأصدقاء فقد وصلوا إلى الكوخ وأخذوا أمتعتهم وبعدها قادهم الرجل إلى خارج القرية.
كنوز: هل الطريق بعيد؟!
الرجل: نعم ، قد يستغرق ساعة كاملة.
طارق: فكم منجمٍ هناك؟!
الرجل: هناك ثلاثة مناجم ، اثنتان نعمل بها والأخرى مغلقة.
يوسف: ولماذا مغلقة؟!
الرجل: لأسباب نجهلها نحن القرويين.
يوسف: إذاً رئيسكم يعلم الأسباب.
الرجل: نعم يعرف أسباب إغلاق هذا المنجم، لماذا أنتم مهتمون بأمر المناجم هذه ؟!
كريم: يقولون إن قريتكم بها أحجار عدة مثل بارالجار وكروندوم ومانجنيتي وترومالين وجالينا وكوارتز.
قاطعه الرجل مندهش: يكفي يكفي لقد فهمت.
كنوز: هل تعلمون عن شيء اسمه بندقية؟!
الرجل: وهل هذا أكل!!؟
يوسف: لا بل أداة مثل أداة الزراعة .
الرجل: أخبروني !!!لماذا أنتم تختلفون عنا في الملبس والحركات وفي بعض الكلمات وحتى في النقل.
طارق: أتقصد السيارة؟!
الرجل: تلك الكتلة الحديدة التي تتحرك .
كنوز: إذاً أنت لم تخرج أبداً للعالم الخارجي.
الرجل مندهش: وهل هناك عالم غير عالمنا ؟!!
جلال: في كُل شيء، أخبرني هل أنتم هنا منذ 30 عاماً ؟!
الرجل: يا رجل نحن هنا منذ أيام جدي الأكبر ، نتوارث هذه المنازل من بعضنا البعض ، والآن أخبرني هل العالم الآخر مثلكم؟!
كنوز: نعم بل أفضل منا ، آه تذكرت هل وصل أحدٌ إلى القرية غيرنا؟!
الرجل:لا أظن ذلك.

كريم: إنه يركب كتلة كبيرة من الحديد المتحرك.
الرجل: لا لم يدخل أحداً القرية أبداً، انظروا إلى الأمام تحت هذا الجبل توجد المناجم.
فبدأ الجميع بالركض لكي يصلوا إلى المنجم بسرعة .
كريم وهو يركض: إذاً أين ذهبت تلك السيارة ؟!
يوسف: لا أعلم .
فوصل الأصدقاء إلى المنجم بعد ركض شاق......

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
قنّاص المنجم

وصل الأصدقاء إلى المناجم الثلاثة ، فكانت فتحات المناجم صغيرة قليلاً، وشديدة الظلمة ، ومخيفة الشكل..
يوسف: أي واحد من هؤلاء المناجم ممنوع الدخول إليها؟!
الرجل: آخر واحد على اليسار.
جلال: إنها مغلقة بباب حديدي مُحكم الإغلاق .
الرجل: نعلم ذلك ولا يدخلها إلى الرئيس.
كريم: هيا يا أصدقاء ضعوا الكشافات فوق رؤوسكم لكي ندخل ونبحث عن الأحجار.
لبس الجميع الخوذات التي في أمامها كشافٌ صغير ، وأخذوا بعض الأكياس ،وبعض من المطارق الصغيرة وغيرها من أدوات جيلوجية.
فتقدم الأصدقاء لدخول ولكن الرجل توقف في الخارج.
كريم: هيا تعال دُلنا على الطريق!!
الرجل: أنا أخاف من الظلمة سأكون بانتظاركم ولكن احذروا فالمنجم مليء بالحفر العميقة جداً.
دخل الأصدقاء داخل المنجم الأول، فكان شديد الظلام ومخيف من الداخل، فكان المكان مليء بأصوات الخفافيش المزعجة جداً.
كنوز: أنا خائفة.
جلال: إذاً أسرعوا في البحث عن الأحجار لكي نخرج من هذا المكان.
كريم: يقول الرجل إحذروا الحفر .
تعمق الأصدقاء في الدخول داخل المنجم، وبعد بحثهم عن الأحجار وجدوا طريقين يميناً وشمالاً .
يوسف: في أي الاتجاهين نسلك؟!
كريم: نتفرق.
جلال: مستحيل .
كنوز: أنا خائفة لن أكمل الرحلة داخل هذا المكان .
فأدارت نفسها للخلف لتعود ولكن الظلام يجعلها تضطر للبقاء معهم.
طارق: لا يوجد حلٌ آخر ، أنا وكنوز و يوسف سنسلك الطريق الأيمن ،أما كريم وجلال .....
قاطعه جلال خائف: ليس عدلاً أنتم ثلاثة أما نحن اثنين !!.
كريم: لا عليك نستطيع تدبير أمرنا .
فسلك كلٌ طريقة ..
الطريق الأيمن...
يوسف: إن المنجم ضخم جداً.
كنوز: أعتقد أنه مهجور منذُ سنين.
طارق: لا يوجد أحجار هنا فقط أحجار طينية ،لقد خدعونا .

وفي خارج المنجم تقدم ثلاثة رجال ومعهم الرجل النحيل ووقفوا أمام مدخل المنجم.
الرجل النحيل: إن الجو غائم والأعاصير على وشك أن تبدأ ولذلك يجب أن نضع حجراً لنسد عليهم الكهف حتى لا يستطيعوا الخروج.
فصعد الرجال فوق الجبل وبعدها ألقوا حجارة على المنجم حتى أغلق تماماً من الحجارة.
الرجل النحيل: والآن هيا لنخبر الرئيس بأننا حجزناهم داخل الكهف .
وفي تقدمهم للأمام وهم متجهون لقرية ماركينو سيت.
وفجأة.....
دخلت رصاصة خلف رأس الرجل النحيل ووقع أرضاً.
دهش الجميع وبدأُ بالبحث من هذا الذي قتله ، وبعدها دخلت رصاصة أخرى في رأس أحد الرجال ووقع أرضاً هو الآخر، فركض الاثنان الآخران ولكن القناص أطلق رصاصة في قدما أحدهم ووقع أرضاً وهو يصرخ ، توقف صديقة ونظر إليه وهو يصرخ ويبكي وقال وهو يتمتم في خوف ورعب ودهشة: إنها الجن بدأت بالقتل يجب أن....
وإذا برصاصة تدخل في عين الرجل وتخرج من الجهة الأخرى ويقع أرضاً.
فكان الرجل يبكي ويصرخ حتى خرقت الرصاصة رأسه هو الآخر .
فمات الجميع موته شنيعة جداً، وبعدها بدأت السماء تسقط قطرات المطر فوق جثثهم الممددة على الأرض....

الطريق الأيسر..
كريم:كم الساعة الآن ؟!
جلال: وهل هذا وقت لتسأل عن الساعة !!
كريم: أخبرني بسرعة.
جلال: إنها الرابعة عصراً.
كريم: بقينا ساعتين ونصف داخل هذا المنجم المخيف ولم نجد قطعة ولو صغيرة حتى تفي بالغرض.
جلال: أعتقد أنه في الكهف الآخر .
كريم: حسناً هيا لنعود أدراجنا قبل غروب الشمس .

الطريق الأيمن...
يوسف: لم نجد شيء هيا لنعود.
طارق: من الممكن أن يكون في المنجم الثاني ولكن الرجل أخطأ في الاختيار.
كنوز: إذاً سنعود للقرية وغداً سنعود وندخل إلى المنجم الثاني.

تلاقى الأصدقاء مرة أخرى ، وبدأ كُلٌ يسأل هل إذا وجد أحد بعضاً من هذه الأحجار وبعدها تقدموا لكي يخرجوا...
وعند اقترابهم من فتحة المنجم .
يوسف: لماذا شعاع الشمس صغير؟!
فبدأ الأصدقاء بالسّرعة إلى الفتحة .
وفجأة.....
وجدوا فتحة صغيرة لكي يخرجوا منها، دُهش الجميع .
كنوز مرتبكة: الحمد لله بقيت فتحة صغيرة لكي نخرج منها وإلى بقينا وإلى الأبد داخل هذا المنجم المخيف.
كريم: كيف وقعت الحجارة علينا ؟!
يوسف: هيا لنخرج قبل انغلاقها كُلها .
خرج الجميع من المنجم وهم ينظرون إلى السماء التي تحمل غيوم متفرقة .
طارق: لقد سقط المطر الحمد لله.
إلتفت يوسف للبحث عن الرجل وقال: أين الرجل؟!
كنوز: أعتقد أنه رحل .
جلال: إذاً لنتحرك ونذهب للقرية ..
تقدم الأصدقاء قليلاً إلى الأمام وهم صامتون .
وكان جلال ينظر إلى الأرض وهو يمشي ،وبعدها توقف وهو ينظر إلى الأرض، فأحنى جلال ظهره ليقترب إلى الأرض.
وفجأة.....
أُطلقت رصاصة متجه إلى رأس جلال ولكن لحسن حظه أنه أخفض رأسه بسرعة .
إلتفت الجميع وهم مندهشون.
يوسف يصرخ: هناك أحدٌ يُريد قتلنا أهربوا بسرعة .
بدأ الأصدقاء بالركض والمراوغة حتى لا يصابون برصاصة .
كريم وهو يركض بأسرع ما عنده: إن الرصاص قادم من فوق الجبل.
ولما ابتعدوا كثيراً توقف عن الإطلاق النار، فتوقف الجميع من الركض ،وجلسوا ليرتاحوا قليلاً.
كنوز وهي تأخذ نفساً عميقاً: لن يستطع إطلاق النار علينا فنحن بعيدين.
وفجأة....
تتوجه رصاصة مسرعة بتجاه كنوز نحو ساقها الأيمن وتخترق ساقها ، صرخت صرخة عالية جداً.
فُزع الجميع وارتبك .
كريم: ماذا نفعل بدأ بإطلاق النار؟!
تقدم طارق باتجاهها وحملها على كتفه وأكملوا الهرب من الرصاص، أما كنوز فلقد أُغمي عليها بعد تلك الطلقة .
فبتعد الأصدقاء بعيداً عن الجبل واقتربوا من القرية ، وأصبحت الشمس تكاد أن تختفي ويخرج بدلاً عنها جمال القمر .
وفي إقترابهم من القرية سمعوا أجراس ناقوس تدق بقوة، ولكن الصوت بعيد عنهم.
يوسف: ها قد وصلنا إلى القرية.
طارق: سيعالجونها القرويين قبل نفاذ دمها .
وصل الأصدقاء إلى القرية ، وبدأ يوسف يصرخ بأعلى صوته أنقذونا النجدة ...
ولكن لم يستجيب لهم أحد، فوصلوا إلى وسط القرية التي بها النافورة وأيضاً لم يجدوا أحد.
يوسف: إذهبوا بها إلى داخل الكوخ وأنا سأذهب للبحث عن منقذ.
فدخل الجميع إلى الكوخ ، أما يوسف فذهب يطرق الأبواب ليستغيث بأحد ولكن لا يوجد أحد داخل منزلة .
وفجأة....
إلتفت يوسف لليسار وهو يطرق باب أحد القرويين وتوقف عن الطرق ، وأسرع وتخبئ خلف صندوق خشبي.
بدأ يوسف ينظر بحذر إلى الرجل من بعيد جداً، فلمح من شكله أنه يحمل سلاح قنص ،وطويل الجسم وعريض ،يرتدي معطفاً أسود طويل .
يوسف يتمتم: هذا الذي أطلق علينا النار!!ولكن من هو !؟
تقدم الرجل للأمام ،وبدأ يقترب من كوخ الأصدقاء ،ونظر إلى الكوخ وسمع أصواتهم وهم يتحدثون بصوت عالي ، ثم إلتفت لكوخ آخر مقابل كوخهم تماماً .
فأدار ظهره للخلف واتجه للكوخ المقابل لكوخهم وكسر بابه الخشبي برجله ودخل داخل الكوخ.
يوسف: ماذا يُريد من ذلك الكوخ ، هل اذهب خلفه وأتعرف لشكله أم لا ، ولكن أصدقائي ينتظرونني .
أما الأصدقاء كانوا مرتبكين ولا يعرفوا ماذا يفعلون .
طارق: حسناً سأفعل ما بوسعي لكي أنقضها .
جلال: أنت رجل إسعاف فبإذن لله ستوقف النزيف.
بدأ طارق لمعالجة قدميها ، وكان مرتبك قليلاً لأنه أول حالة تمر عليه وهو يفعلها لوحدة.
طارق مرتبك وخائف: إن الإضاءة خافتة جداً؟!
جلال: ماذا نفعل لا يوجد لدينا سوى ثلاث شموع .
طارق: دعها قريبة مني وذهب وفتح النوافذ بسرعة.
فقد كان الجميع بالقرب من النافذة المطلة على النافورة الخارجية ،أي أن الغرفة التي يجلسون فيها مقابلة للكوخ الذي دخل فيه الرجل.

يوسف: حل الليل على المكان وأنا لم أجد أحداً من هؤلاء القرويين .
وفجأة....
أُطلقت رصاصة بتجاه النافذة المفتوحة وإذا هيا تدخل داخل الغرفة وتكسر إحدى زجاجات الماء.
صرخ الجميع وأسرعوا بإنزال كنوز من على الطاولة حتى لا تأتي رصاصة أُخرى باتجاهها،وبعدها تخبئوا بالقرب من إحدى الأَسِرة .
كريم خائف: لقد تبعنا ماذا نفعل؟!
طارق: إذهبوا وأغلقوا النوافذ والأبواب حتى أنتهي من كنوز.
ذهب كريم وجلال وبدأُ بإغلاق النوافذ وأسندوا عليها مكتبة كُتب وبعضها طاولات وغيرها ، وذهبوا وأغلقوا الأبواب جميعاً حتى لا يستطيع الدخول.
يوسف عاجز عن إنقاذهم: ماذا أفعل بدأ بإطلاق النار عليهم!!! لا توجد طريقه سوى أن أذهب إليه .
فذهب يوسف يركض باتجاه الكوخ حتى وصل إليه ووجد بجانبه أداة زراعة ، فأخذها ودخل ببطء شديد حتى لا يستطيع سماعة .
فكان المنزل مظلم ، فاقترب يوسف من السلم وبدأ يصعد رويداً رويدا ، ولكن السلم أصدر صوت صرير ، فتوقف يوسف عن الحركة، فسمع الرجل في الأعلى يتقدم نحوه ، حتى وصل إليه ونظر إلى أسفل السلم ووجد يوسف يصعد السلم.
فرجع الرجل مرةً أخرى إلى مكانه وقفز من النافذة ، وبعد ذلك وصل يوسف لطابق العلوي وتوجه إلى الغرفة التي كان الرجل يُطلق النار منها ولكن يوسف لم يجده ، فتقدم يوسف بتجاه النافذة المفتوحة ونظر إلى الرجل وهو يقف أمام كوخ الأصدقاء وهو يضرب الباب ضرباً قوياً.

كريم مرتبك : إنه القاتل يُريد قتلنا ماذا نفعل ؟!
جلال خائف:هيا لنصعد لطابق الثاني .
طارق: نعم هيا ، هذا الباب خفيف جداً.
كريم: وكنوز ماذا نفعل بها؟!
جلال: نخبئها في إحدى الأدراج ومن ثم نطفئ الشموع.
وفعلً وضعوا كنوز في إحدى الأدراج وأطفئوا الشموع وأسرعوا جميعاً إلى الطابق الثاني.
وفجأة...
كُسر الباب ، وبدأ الرجل يبحث داخل الكوخ المظلم ..
يوسف: يجب أن أذهب خلفه وأقتله ،لقد دخل الكوخ.
فأسرع يوسف بالنزول من الكوخ وذهب يركض باتجاه كوخهم .

أما القاتل فلم يجد أحداً في الأسفل فتوجه إلى السلم وبدأ بالصعود، وتقدم كريم إلى السلم وأخفض رأسه لينظر من هو القاتل ، ولكن طارق سحبة بقوة وذهبوا ليختبئوا ..
فوصل القاتل إلى الطابق الثاني ، وتقدم قليلاً إلى الأمام باتجاه النافذة ، ونظر من النافذة إلى أهل القرية وهم قادمون من وسط الغابة وهم يحملون أخشاب في قمتها نار .
فكان يوسف يقف أمام كوخهم ، فسمع صوت أقدام قادمة فلتفت بتجاه هذا الصوت ووجد أهل القرية قادمون وكأنهم كتلة واحدة.
فأسرع إليهم وهو يقول أنجدة أنقذونا.
نظر القاتل وهو ينظر من النافذة إلى يوسف وهو يتجه إلى أهل القرية وقال بصوت خافت: الغبي سيموت عند ذهابه إليهم.
وبعد كلمته هذه نزل من الكوخ بسرعة وفر هارباً إلى مكان يجهله الجميع.
فوصل يوسف إليهم وقال: أرجو.....
سكت يوسف ولم ينطق بحرفٍ واحد بعد ما رآهم، ففر هارباً من أهل القرية وهو مسرع جداً بتجاه الكوخ ودخل الكوخ وهو يصرخ: كريم طارق جلال تعالوا هنا بسرعة .
فلم يجب أحداً عليه، فبدأ يوسف بسحب مكتبة كبيرة لكي يغلق الباب حتى لا يستطيعون الدخول.
نزل كريم : يوسف أأنت بخير؟!
يوسف خائف: بسرعة أغلقوا النوافذ والأبواب وأطفئوا الشموع.
كريم متفاجئ: لماذا ؟!
يوسف: لنصعد لطابق الأعلى ولننظر إليهم ولكن قبل هذا ساعدني في أن نغلق النوافذ والأبواب.
كريم: لقد أغلقنا النوافذ والأبواب بقي هذا الباب الذي كسرة القاتل .
فأغلق كريم ويوسف الباب بإحكام وصعدوا إلى الأعلى مع طارق وجلال.
طارق: سأنزل لأطمئن على كنوز.
جلال: هل رحل القاتل؟!
كريم: نعم.
ففتح يوسف النافذة شيءً بسيطاً منها حتى يرو أهل القرية وهم بالقرب من النافورة ، فلقد تغيرت حال أهل القرية ، فأصبحت وجوههم مليئة بالدم ، أما أعينهم فلقد أصبحت بيضاء ، فأصبحوا كأنهم منومون مغناطيسياً ، لا يشعرون بمِن حولهم.
فبدأُ بضرب أنفسهم ، وأكل البهائم دون طهيها ، هذا يقتل وهذا يضرب وهذا يسرق وهذا وهذا وغيرهم الكثير.
كريم مندهش: لقد جن جنونهم !!؟.
يوسف: لن نخرج الآن حتى صباح اليوم التالي هل هذا مفهوم.!؟
كريم: حسناً سنبقى هنا الليلة دون حِراك حتى لا نُلفت إنتباههم وغداً سيعود كُل شيء إلى طبيعته....



















,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
البحث عن القناص


وفي اليوم التالي ....
دخلت عليهم فتاة صغيرة لتوقظهم .
الفتاة وهي تصرخ: هيا هيا استيقظوا من نومكم الساعة الثانية ظُهراً.
فتح كريم إحدى عيناه ، فكان ينظر إلى الفتاة بدهشة .
كريم: كيف دخلت إلى الكوخ؟!
الفتاة: وجدت الباب مفتوح ،والآن الرئيس يُريدكم أنت تأكلوا طعام الغداء معه.....، لا تتأخروا .
خرجت الفتاة وهي تغني أغانيهم الشعبية ، وبدأ كريم يوقظ أصدقائه من نومهم .
وبعد ربع ساعة خرج الجميع من الكوخ ، وكانت كنوز تتكئ على عصاً من خشب حتى تستطيع التحرك.
وبعد خروجهم من الكوخ، كان جميع أهل القرية يعملون ويشقون ولكن بدون صوت.
يوسف: أمرهم عجيب وغريب هيا الآن لنرحل من هنا.
فتحرك الجميع بتجاه الباب المؤدي إلى المنزل الضخم .
فتح أحد القرويين الباب لهم لكي يدخلون.
كريم: نُريد خيلاً حتى نضع هذه الفتاة عليها .
الرجل: حسناً.
وبعد دقائق أحظر هذا الرجل خيلاً أسود طويل الشعر ، وبعدها وضعوا كنوز فوق ظهره ومن ثم تحرك الأصدقاء إلى أعلى التل .
وفي طريقهم إلى أعلى التل كان الحراس يملئون المكان.
يوسف يخاطب جلال: إن الحراس هنا كثيرون جداً.!
جلال: حتى لا يستطع أحد الدخول خلسة إلى منزل قُنصُل.
يوسف يخاطب نفسه: ( كيف أدخل المنزل ليلاً والحراس يملئون المكان؟؟! ، يجب أن أخطط لطريقة تجعلني أدخل المنزل دون أن يراني أحد)...
قُنصُل: لقد تأخر الأغبياء!!
شرشبيل: لا عليك سننتهي من هذه القضية قريباً جداً .
قُنصُل: بالأمس عند ذهابهم إلى المنجم ....
فُتح باب الغرفة التي يجلس فيها قُنصُل وشرشبيل ، ودخل الأصدقاء.
قُنصُل: أهلاً بالأصدقاء لقد إشتقت لكم .!
كريم: أهلاً بكم.
وبعد السلام والتحية جلس الجميع على طاولة الطعام ، وأحظر الخدم الطعام لهم وبدأُ بالأكل..
فكان يوسف يجلس أمام شرشبيل وكان ينظر إليه نظرات حقد وكراهية .
فكان الهدوء يعم على المكان .
شرشبيل: أنت لماذا تنظر إلي هكذا؟!
يوسف: لا شيء.
شرشبيل: بلا... هناك أشياء تقولها عيناك لي.
يوسف: ألا تسمع ما قلت لا شيء!!
قُنصُل: حسناً ..أخبروني هل حصلتم على ما تُريدون من أحجار؟!
طارق: في الحقيقة لا، فلقد دخلنا إحدى المناجم ولم نجد شيء وبإذن الله سنبحث اليوم من جديد.
قُنصُل: أنتِ يا جميلة ماذا حصل لكِ!!؟ هل وقعتِ من على السلم ؟!
كنوز: لا لم أقع من على السلم بل أُصبت .
جلال: أخبرني يا سيدي ، هل أنت صادق فيما تقول؟!
قُنصُل: أقول ماذا؟!
جلال: بأن لا أحد يعلم من أهل القرية بوجود سلاح ؟!
قُنصُل متفاجئ بكلامه: نعم لا أحد يعرف اسمه أيضاً.؟!
يوسف: بالأمس عند عودتنا من المنجم بدأ أحد الرجال بإطلاق النار علينا ، فكان معه سلاح القنص.
كريم: فكان يجلس فوق الجبل ويطلق النار حتى أصاب قدم كنوز.
طارق: وبعدها تبعنا إلى داخل القرية ولكنا لم نجد أحد في القرية فكانت خالية من السكان .
جلال: وبعدها دخلنا إلى كوخنا وذهب إلى الكوخ المقابل وبدأ بإطلاق النار علينا ومن ثم خرج أهل القرية من مكان واحد وبعدها هرب الرجل.
كنوز: ماذا تفسر ذلك؟!
قُنصُل مندهش: مستحيل كيف يحصل ذلك ، أولاً لم يدخل أحداً من أهل القرية إلى منزلي سِواكم ...
قاطعه يوسف: بلا رأينا سيارة قادمة إلى القرية.
قُنصُل: إذاً .......لا لا لا أنتم كاذبون .
وفجأة....
دخل أحد الحراس إلى الغرفة وهو يحمل كيساً صغيراً أحمر اللون.
الحارس: سيدي أُنظر ماذا وجدت داخل منزلي.
شرشبيل: أرينا ماذا وجدت؟!
تقدم الرجل نحو الطاولة ووقف بجانب قُنصُل ، وبعدها فتح الكيس الأحمر وأخرج 10 طلقات ذهبية اللون فارغة .
قال الرجل وهو فرح: أُنظر يا سيدي وجدت قطعاً ذهبية داخل منزلي إنها
متشابه .!!
وجاءت كلمات قُنصُل في تمتمة مبهورة: إنكم على حق هذه طلقات رصاص فارغة .
يوسف: وماذا ستفعل الآن؟!
قُنصُل: سآمر جميع الحراس بالبحث عن هذا الرجل ، شرشبيل أخبر جميع الحراس بأن يجدوا هذا القاتل سريعاً.
كريم: حسناً سنعود الآن إلى كوخنا إلى اللقاء.
خرج الجميع من منزل الرئيس واتجهوا إلى كوخهم الصغير.
قُنصُل مندهش: كيف هذا يحصل ؟! داخل هذه القرية رجلٌ يحمل سلاح ويُريد قتل الأغبياء !!؟
كيف هذا يحصل !!ومن يكون هذا القاتل!! أسئلةٌ كثيرة تُريد أجوبة.
شرشبيل: لدي الحل يا سيدي.
قُنصُل: وما هذا الحل أيها الساحر؟!
شرشبيل وهو يبتسم إبتسامة شر: يجب أن نبحث عن هذا القاتل وأن نجعله في صفنا وبتالي نجعله يقتل الأغبياء.
قُنصُل: وماذا سيحصل بالخطة الأولى ؟!
شرشبيل: لا عليك سنستبدل الأغبياء بهذا القاتل .
قُنصُل: وهل تتوقع بأن العالم الخارجي سيقاضينا برجل قاتل !!؟
شرشبيل: وهل أنت تتوقع بأن الأغبياء هُم أهم من هذا القاتل حتى نستطيع المقاضاة بيننا وبين العالم الخارجي؟!
قُنصُل: نعم لأنهم علماء هل فهمت ؟!
وصل الأصدقاء إلى الكوخ .
كريم: إن الجو حارٌ جداً.
جلال: إن الكوخ أبرد قليلاً من الخارج .
كنوز: أخبروني هل ستذهبون للبحث عن الأحجار؟!
طارق: لا فاليوم راحة لنا سنبقى داخل الكوخ.
فكان جلال يقف عند النافذة في الطابق الثاني ينظر إلى القرويين وهم يعملون بدون صوت ، ثم نظر إلى الباب المؤدي إلى أعلى التل يخرج منه عشرات من الحراس لكي يبحثُ عن القاتل .
جلال: تعالوا ونظرا .
تقدم يوسف وكريم إلى النافذة وبدأُ ينظرون إلى الحراس وهم يخرجون من الباب ، وبعدها توقفوا عن الخروج من ثم خرج من الباب قُنصُل وشرشبيل واتجه إلى أحد التاجر لبيع النبيذ .
كريم: خرج جميع الحراس لكي يبحثُ عن القاتل .
وفجأة....
دهش يوسف ، وبدأ يضحك.
كريم متفاجئ: ما بك؟!
يوسف: لدي خطة ذكية ؟!
كريم: وما هي هذه الخطة !؟
يوسف: اسمعوا سأذهب أنا إلى داخل منزل الرئيس وسآخذ من هناك أسلحة فنحن نحتاج إليها لكي ندافع عن أنفسنا من هذا القاتل ، ومن ثم نبحث عن المفتاح الذي يفتح ذلك المنجم المغلق لكي نتحقق منه .
طارق: هل أنت مجنون؟!
كريم: فكرة حسنة ، إذاً سأذهب معك .
يوسف: وأنت يا جلال ويا طارق ستلحقون بالرئيس.
طارق: لا أستطيع ترك كنوز.
جلال: حسناً يمكنني أن أذهب لوحدي.
يوسف: إذاً لنسرع قبل أن يرجع الرئيس إلى منزلة .
كنوز: ولكن....
يوسف: ولكن ماذا يا كنوز؟!
كنوز: يجب أن تتنكروا بزي القرويين حتى لا يمسككم أحد الحراس.
يوسف: كلامك صحيح.
طارق: ابحثُ داخل خزانة الملابس فهيا مليئة بملابس القرويين.
فأسرع يوسف وكريم إلى خزانة الملابس ،وبدأُ يرتدون ملابس القرويين، أما جلال فلقد سبقهم في الخروج من الكوخ ، وبعدها ذهب إلى إحدى المتاجر التي ذهب إليها الرئيس وصديقة شرشبيل ودخل إلى المتجر وجلس مع الرئيس.
أما يوسف وكريم فبدأُ بتسلسل إلى الباب ولكن كثرة الحراس يربك يوسف وكريم ، حتى سمحت لهم الفرصة ودخلوا الباب المؤدي إلى المنزل.
فكانت كنوز تُراقب تحرُكات أصدقائها وهي تنظر إليهم من النافذة .
كنوز: لقد دخل يوسف وكريم الباب ولكن بعد عناء طويل.

وحشرجت الدموع في حلق طارق وقال: إن الدنيا جَمّةُ المصائب ، حيث لا يتمتع صاحباً بصاحبة.
إلتفت كنوز وهي مندهشة بكلامه: ماذا تقصد يا طارق؟!
طارق: أقصد يا كنوز أن هذه الرحلة كثيرة المصائب ،فكم من مرةٍ نجونا من الموت ،وكم من مرةٍ هربنا من العدو ، والآن ذهب أصدقاءنا إلى الموت بأنفسهم.
تقدمت كنوز إلى طارق وهي تتكئ على عكازيها الخشبية وبعدها صفعته على خده بقوة .
فدُهش طارق بفعلتها هذه وقال: ماذا فعلتِ ؟!
فبدأت كنوز بصراخ في وجه قائلة: أنا أعلم أنك لا تُريد الذهاب مع جلال بسبب خوفك هذا ، أنت رجلٌ يا طارق فكيف تستسلم بسهولة ، أُنظر إلى أصحابك جميعهم ذهبوا من هنا من أجل حمايتنا و حماية أنفسهم ، ألا تخجل من نفسك ، تقول هذا الكلام بكُل يسر .
طارق يبكي: أرجوكِ سامحيني أنا ....أنا ....فقط خائف من ...
قاطعته كنوز: لا تقل أنا خائف هل فهمت ،والآن هيا قم من مكانك ولننظر من النافذة ما حصل لأصدقائنا...

فوصل يوسف وكريم إلى المنزل.
كريم: الباب موصد بإحكام.
يوسف: فلنبحث عن مدخلٍ آخر .
فبدأ الصديقان بالبحث عن مدخل آخر ،ولحسن الحظ لاحظ يوسف نافذة لم تغلق .
يوسف: فلندخل من تلك النافذة .
دخل الصديقان المنزل وبدأُ بالبحث عن المفتاح وعن الأسلحة.

أما جلال فلقد كان يجلس مع الرئيس .
قُنصُل: أين أصدقائك؟!
جلال: جميعهم نائمون .
شرشبيل: في هذا الوقت؟؟؟!
جلال: لقد كانوا مرهقون بسبب البحث المتواصل.
قُنصُل: ماذا تُحب أن تشرب من النبيذ ؟!
جلال: لا شكراً أنا لا أشرب النبيذ أُريد فقط الماء .
وبعدها دخل عليهم أحد الحراس وقال: سيدي لم نجد أحداً داخل القرية ماذا تُريدنا أن نفعل؟!
قُنصُل: أبحثُ خارج القرية.
قاطعة جلال: لا لا أبحثُ عند الجبل الذي تحته ثلاث مناجم .
شرشبيل: لماذا ؟!
جلال: لأنه هناك بدأ بإطلاق النار.

كانت كنوز تنظر إلى الحراس وهم يتجهون إلى منطقة المناجم .
كنوز: أعتقد أنهم لم يجدوا القاتل هنا وبدأُ بالبحث عند الجبل .
فكان طارق يقف بجانبها: لقد خلت القرية من الحراس.
كنوز: ألم تلاحظ شيء بين القرويين!!
طارق: لا .
كنوز: أنظر إلى المزارعين والفلاحين جميعهم ليس لديهم أطفال!!
طارق مندهش: نعم كلامك صحيح فجميعهم رجالاً ونساءً و معظمهم كباراً في السن.
كنوز: كلام يوسف صحيح أمر هذه القرية غريب ، يختفون في بعض الأوقات، ويصمتون في بعض الأوقات: وتنقلب أحوالهم في بعض الأوقات.
طارق: ماذا تقصدين يا كنوز؟! هل هذه القرية فعلن مهجورة بسبب حركاتهم هذه؟!
وفجأة.....
سمع طارق أحداً يدخل عليهم .
طارق بصوت خافت: إن هناك أحداً داخل الكوخ!!
كنوز: من الممكن أن يكون يوسف أو جلال؟!
طارق: لا أعتقد ذلك وإلى كنا رأيناهم يخرجون من أماكنهم .
كنوز: إذاً لنختبئ .
وفجأة....
دخل عليهم القاتل وهو يحمل سلاح القنص فصرخت كنوز، ثم قال القاتل وهو يضع إصبعه السبابة فوق فمه : شششششششش .
سكتة كنوز وهي ترتعب خوفاً .
فسمع أهل القرية الصراخ ، وتوجه أحدهم إلى الكوخ الصادر منه تلك الصرخة.
فتكلم القاتل بصوت خفيف وهو يخفي ملامح وجهه : أرجوكم خبئوني قبل أن يجدني أحداً من القرويين.
طارق خائف: إذهب من هنا قبل أن أخبر الجميع!
القاتل: بسرعة خبئني عندك قبل أن أقتل هذه الفتاة.
فأسرع طارق وخبئ القاتل لدية في إحدى الخزائن ، وبعدها صعد أثنين من القرويين إلى الأعلى وقال أحدهم: ماذا هناك سمعنا أحداً يصرخ لديكم؟!
طارق وهو يتلعثم في الكلام: لا...لا...شيء.
الرجل: كيف لا شيء والصوت يخرج من هذه النافذة !؟
فتقدمت كنوز إليهم هي تتكئ على العكازيين وقالت: في الحقيقة لقد وقعت على قدمي بسبب العكازيين، ولذلك صرخت فلقد كانت قدماي تؤلماني .
الرجل: إذاً لماذا هذا الرجل تلعثم في الكلام؟!
طارق: بسبب دخولكم المفاجئ .
الرجل: حسناً نأسف على الإزعاج.
فخرج الرجلين، وبعدها خرج القاتل وقال: شكراً لكم .
كنوز: لماذا تُريد قتلنا؟!
تقدم القاتل نحوها ووضع السلاح على الطاولة، وبعدها أبعد الغطاء عن وجهه .
دهش الجميع.
كنوز: جسّاس أهذا أنت.
جسّاس: نعم أردت أن أقتلكم بسبب قتلكم أخوتي.
طارق مندهش: ولكن جلال يقول أن صاحب المطعم قتلك؟! وبعدها أخذوا جثمانك .!
جسّاس: في الحقيقة لم أمت لأنني أضع واقي الرصاص .
كنوز: وهل وما زلت مُصِرٌ على قتلنا؟!
جسّاس: لا ليس الآن فأنا محتاجٌ لكم .
وبعدها إلتفتت كنوز نحو النافذة ونظرت إلى يوسف وكريم وهم يخرجون من الباب .
كنوز: ها هم قد عادوا .
جسّاس: ماذا يُريدون من المنزل ؟!
طارق: لأخذ .............وما شأنك أنت!؟
وبعد دقيقة دخل يوسف وكريم وهم يأخذون نفساً عميقاً .
كنوز وهي متلهفة لما حصل لهم: ماذا حصل لكم هل وجدتم المفتاح؟!
يوسف وهو يأخذ نفساً عميقاً : نعم .
إلتفت يوسف نظر إلى جسّاس وبعدها دهش يوسف وكريم.
كريم: أنت القاتل!؟
جسّاس: كُنت قاتل ، أما الآن فأنا محتاجٌ لكم جميعاً ، فجميع أهل القرية يبحثون عني.
يوسف: لماذا كنت تُريد قتلنا؟!
جسّاس: بسبب قتلكم لأخوتي.
كريم: وهل تقول هؤلاء أخوتك.!
يوسف: إنكم إخوةٌ قتلة، بل عائلة إجرامية .
جسّاس: وماذا ستفعل أنت إذا ولدت بين عائلة لها سوابق قتل، هل ستصبح شيخاً أم عالماً هيا أخبرني!!؟.
يوسف: حسناً حسناً يكفي تعليقاً، والآن من الذي سيذهب ليخبر جلال بأننا عُدنا.
جسّاس: وأين جلال؟!
طارق: يجلس في ذلك المتجر.
نظر جسّاس إلى الساعة وقال: بقي نصف ساعة يجب أن يأتي حالاً .
كنوز: الساعة الخامسة والنصف.
طارق: سأذهب أنا لأحظر جلال .
فذهب طارق مسرعاً إلى المتجر وأخرج جلال منه وأعاده إلى الكوخ .
يوسف: لماذا خفت هكذا يا جسّاس؟!
جسّاس: سيختفي أهل القرية جميعهم عند دق الناقوس جرسه .
كريم: وأين سيختفون؟!
جسّاس: لننتظر ونرى.؟!
وعند الساعة السادسة والحُكم ،دق الناقوس أجراسه ، وبعدها خرج جميع أهل القرية من أكواخهم ومتاجرهم وذهبوا باتجاهٍ واحد يؤدي إلى غابة مخفية، وبعدها خلت القرية من القرويين...


,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
سر الإختفاء ؟!.

وبإذن الله سأكمل لكم هذا الجزء...
الردود...
ليل بلا فجر
ليل بلا فجر
حبيبتي فراشه كملي القصه انا والله متشوقه لها لاتحسي بالاحباط لان القسم هذا رواده قليل بس كمليها عشاني انا انتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرررررررر:26: :26: :26: :42: :42:
ام ريوف وريماس
شكل القصه حلوه بقراها ان شاء الله وارد عليييك
saynab
saynab
شكل القصه حلوه بقراها ان شاء الله وارد عليييك
شكل القصه حلوه بقراها ان شاء الله وارد عليييك
plzzzzzzzz yala kamili il qisa 3an jad rahiiba:26: ...........busur3aaaaaaaaa


ta7iyati liki
ܔْށ سكآيب عطر ܔْށ,
ننتظر البقيه حبيبتي ؟؟؟