بسم الله...
لا تزعلون يا بنات أبكمل لكم القصة وشكراً على التفاعل معها....
تابع...سر الإختفاء..
جسّاس: هل أنتم مستعدون !؟
يوسف متعجب من سؤاله: على ماذا؟!
فبدأ جسّاس يتحدث بصوت يجذب الأسماع : اسمعوني جميعاً، لقد سمعت الكثير الكثير عن هذه القرية المهجورة، فلقد دخل الكثير من الناس ليكتشفوها ولكن...... لم يعودوا.
كريم مندهش من كلامه: ماذا تقصد يا جسّاس؟!
جسّاس: لا يجب أن نقف مكتُفي الأيدي، يجب أن نتحرك ونراقب تحركاتهم.
كنوز: كلامك صحيح ، فلقد لاحظنا عليهم أشياءً غريبة وأولها ليس لديهم أطفال وثانياً إختفائهم في بعض الأوقات وثالثاً صمتهم في الظهيرة ورابعاً الشغب الذي يحصل بينهم في أواخر الليل وخامساً تنقلب أعينهم للون الأبيض.
جلال: كلامكِ صحيح، والآن ماذا سنفعل؟!
جسّاس: سنلحق بهم حتى نرى إلى أين يذهبون.
يوسف: إذاً لنسرع قبل ابتعادهم .
كريم: لنأخذ معنا أسلحه لنحتمي بها ، أما أنتِ يا كنوز فبقي هنا وخذي هذا السلاح .
فخرج الجميع من الكوخ ماعدا كنوز....
فمدّ الليل سكونه على الكون ، وأصبحت السماء سوداء ،كسواد
الفحم ...
وبدأت أصوات الغِربان تظهر عند حلول الليل البهيم ....
وبعدها يخرج القمر الأبيض يُنير المكان بضوئه الرقيق فوق ماركينو سيت المخيفة ....
جسّاس: لنسرع في اللحاق بهم قبل إختفائهم في الظلمة .
فبدأ الأصدقاء بالركض حتى ابتعدوا عن القرية قليلاً ، وبعدها قرأ الجميع لافته صغيرة مكتوب عليها ( يمين طريق مؤدي إلى غابة الأستيلوسيت )
نظر كريم إلى يوسف وقال: هل نذهب مع هذا الإتجاه المظلم ؟!
يوسف: لا يوجد حلٌ آخر.
جلال مندهش: لا أرى أيةُ غابة في هذا الاتجاه ؟!
جسّاس: أعتقد أن هذه الغابة على مسافة كيلو مترات.
طارق: لماذا توقفتم هيا لنلحق بهم.
فتوجه الأصدقاء يميناً وبدأُ بالركض خلفهم ، ولكن لا جدوا ،لا يوجد أي أثر لأقدامهم .
جلال: لعنة الله على شياطينهم ، أين أثر أقدامهم ؟!
طارق: مستحيل أن تختفي بهذه السرعة!!
وفجأة...
دقت أجراس الناقوس ، فكان الصوت قريب جداً مما أفزع الأصدقاء، فبدأ يلتفت الجميع بحثاً عن مكان هذا الصوت.
جسّاس: إنه من هذا الاتجاه.!
كريم: وما أدراك بأنه هذا الاتجاه؟!
جسّاس: أنا خبيرٌ بهذه الأمور .
يوسف: بضبط ، لأنك رجل صحاري فتعرف جميع الاتجاهات.
طارق: نحن في وسط صحراء.؟!
جسّاس: يكفيكما كلاماً سنسلك هذا الطريق.
فغير الأصدقاء مسارهم إلى جهةٌ أخرى ، وبدأُ بالتقدم مسافة طويلة ولكن لا جدوا .
طارق: أهذا يسرك يا قاتل!!!
إلتفت جسّاس إلى طارق وعيناه مليئتان بالغضب والشر.
فزدرء لعاب طارق وقال: آسف لم أقصد الإهانة ..
جلال: والآن ماذا سنفعل؟!
وفجأة...
دقت أجراس الناقوس مرةً أخرى ،ولكن هذه المرة كان الصوت يأتي من مكانٍ بعيد.
جسّاس مندهش: كيف يحصل هذا ؟؟؟!!!! فلقد كانت الأجراس تدق هنا .
جلال: من الممكن أن تكون الأجراس متعددة .
طارق: هذه من الاحتمالات.
يوسف: لا يجدر بنا أن نقف هنا ، فلنتبع الصوت.
فلحق الأصدقاء الصوت مرةً أُخرى حتى قطعوا مسافة قدرها 2 كيلو متر.
وبعد وصولهم إلى مصدر الصوت وجدوا أمامهم غابة صغيرة تقدر مساحتها ب 6000 متر مربع ،ولكن أشجارها عالية الأطراف وكثيفةُ الحشائش ، وعريضة الغصون .
وعند وقوفهم أمام الغابة بدهشة ،بدأ الجميع بتردد في الدخول وبعد حوارٍ قصير قرر الأصدقاء الدخول ولكن بحذر .
وعند وضع أقدامهم في الغابة دقت أجراس الناقوس ، فكان الصوت عالي جداً مما جعل الأصدقاء يضعون أصابعهم داخل أذانيهم من أجل تخفيف هذا الصوت الرنان.
فهدئ صوت الناقوس ، ونظر الأصدقاء من بين الحشائش التي تعدم الرؤية أمامهم نوراً خفيف.
يوسف: لنذهب إلى ذلك الضوء الخفيف.
فبدأ الأصدقاء بالاقتراب من ذلك الضوء ، وعند إبعادهم الحشائش خرج لهم منظر رهيب.....
فكان في منتصف هذه الغابة الصغيرة كنيسة متوسطة الحجم، ويوجد في منتصف هذه الكنيسة منارةً عالية جداً في أخرها ناقوس ضخم جداً معلق عليها ، فكانت ذهبية اللون .
يوسف مندهش: لا إله إلا الله....كنيسة!؟؟!! أستغفر الله ، والآن ماذا سنفعل؟!
جلال غاضب: بطبع سنحرقها.
جسّاس: لا لا ليس الآن ولكن بعد أن نعرف لماذا يذهبون إليها في هذا الوقت بالذات !!!
طارق: لنبحث عن نافذة مفتوحة لكي نسترق النظر والسمع .
فدار الجميع حول الكنيسة للبحث عن نافذة ولكن لا توجد نوافذ في هذه الكنيسة .
كريم: ماذا سنفعل ؟!
جسّاس: لنسترق السمع من الباب.
فتقدم جسّاس إلى الباب بهدوء، ووضع إذنه على الباب لكي يسترق السمع ولكنه لم يسمع أي شيء.
جسّاس: المكان هادئ؟!
جلال: من الممكن أن يكونوا موجودين داخل الكنيسة ولكنهم صامتين.
طارق: إنها إحدى الاحتمالات.
جسّاس: سأدخل إلى الداخل ، تراجعوا قليلاً.
فتراجع الأصدقاء إلى الخلف ، أما جسّاس ففتح الباب رويداً رويدا .......
أدخل رأسه أولاً وبعدها تفاجئ بعدم وجود أحد، ومن ثم دخل الجميع داخل الكنيسة .
فكانت الكنيسة مليئة بالشموع المضاءة مما يجعل الكنيسة أشد خوفاً ورهبةً ، فكان الحائط مليء بصور قُنصُل وشرشبيل .
كريم: أين هم ؟!
جسّاس: لا أعلم ولكن أعتقد أنهم دخلوا إحدى هذه الغرف.
يوسف: لا توجد سوى غرفتين ، فلنقي نظرة على هذين الغرفتين.
تقدم يوسف إلى إحدى الغرف وفتح الباب ، وبعد تفقده للغرفة لم يجد مخرج آخر داخلها، فخرج من الغرفة، وتوجه للغرفة المجاورة ، وبعد فتحها أندهش يوسف ، فلقد كان هناك ممراً يؤدي إلى أسفل ، فكان الممر مظلم جداً عميق من
الداخل .
جسّاس: هيا لندخل.
كريم: هل جننت !!! لن أدخل هذا الممر مهما حييت.
جسّاس: من يُريد الدخول معي.؟!
فأجاب يوسف وهو يرفع يديه: أنا سأذهب معك .
فرفع طارق رأسه للأعلى وقال: (الموت حوض لا محالة دونه مُرٌ مذاقتُهُ كَرِيهٌ مَشرَبهُ)
فضحك جسّاس وقال: لا تخف فنحن بجانبك مهما حيينا .
كريم: إذاً سأبقى أنا وجلال هنا بانتظاركم هيا أذهبوا وخذوا حذركم .
فأخذ كُل واحدٍ شمعه ، وبعدها دخلوا هذا الممر ....
فبدأُ بالنزول والنزول ولم يصلوا إلى طريق القرويين .
قال طارق وهو خائف: المكان مظلم جداً...
يوسف: لا تتكلم كثيراً، فالصوت يتردد بقوة هنا، مما يجعلهم يشعرون بنا.
وعند وصولهم إلى القبو بدأُ يسمعون أصواتً غريبة ..
وفجأة...
سمعوا صوت أقدام تضرب بالأرض بقوة .
فقال يوسف في تمتمة مبهورة: هل...هل....نرحل من...هنا أم لا.
طارق خائف: جسّاس أرجوك لنعود أدراجنا ، أعتقد بأنهم قادمون إلينا...
وفجأة ....
لاحظ يوسف إقتراب ضوء نحوهم.
يوسف: إنهم قادمون ماذا سنفعل؟!
جسّاس مرتبك: لنعود أدراجنا بسرعة، ولكن قبل هذا لنطفئ الشموع .
فأطفئ الجميع شموعهم ، ولكنهم لم يرو شيء حتى يستطيعوا العودة.
يوسف خائف: لا نستطيع العودة دون ضوء.
طارق: هاهم يقتربون !!!!
جسّاس: إذاً لنختبئ حتى يخرجون من هنا .
طارق: حسناً هيا لنختبئ.........آه صحيح كيف نخبر كريم وجلال بقدومهم ؟!
يوسف: سيتدبرون الأمر .
فاختبئ طارق و جسّاس ويوسف في مكان لا يعرفه القرويين، فمر القرويين من بين الأصدقاء دون الإحساس بهم ،ولكن.........
عند مرور القرويين من بين الأصدقاء كانوا يتحدثون بلغة غريبة !!!
فكان كُل واحد يخاطب نفسه، وهذا يبصق على هذا ،وذاك يصفع الآخر وهم يضحكون دون أن يشعرون بما يفعلون...
حركات غريبة يتفاجئ بها الأصدقاء، فكان القرويين يحملون معهم أخشاب في قمتها شعلة من النار ، وعند مرور القرويين جميعهم أتى في الخلف قُنصُل وشرشبيل.
فكانا يضحكان ، فتبعهم يوسف لوحدة ليسمع ما يقولون.
قُنصُل وهو يضحك: سحركَ هذا يجعلني أضحك على هذا الشعب المتخلف .
شرشبيل: سيدي إذا أمرتهم الآن بأن يحرقوا أنفسهم سيحرقون أنفسهم ، فهم تحت السيطرة .
قُنصُل: إذاً أُريدهم أن يقتلوا هؤلاء الأغبياء.
شرشبيل: لا لا فالخطة تمشي على ما نُريد.
قُنصُل: حدثني عن الجني الذي عاقبته في قايرنت !!؟
شرشبيل وهو يضحك: إنه جنيٌ بغيض ، أطلب منه أن يدخل في هذا الشخص فيخالف أمري ، وبتالي عاقبته بطريقتي.
فأخذ يوسف نفساً عميقاً، فلتفت الرئيس وشرسبيل ولكنهم لم يجدوا شيء.
شرشبيل: هل سمعت هذا ؟!
قُنصُل: أشك في ذلك، هيا نكمل صعود السلم.
فصعد الإثنين دون أن يشعروا بيوسف ، فلتفت يوسف للخلف فإذا هو يجد جسّاس وطارق خلفه.
طارق بصوت خافت: هل جننت !!!لماذا أصدرت هذا الصوت كِدنا أن نموت .
جسّاس: اصمتوا ولنلحق بهم قبل أن يتلاشى الضوء الذي معهم .
فلحقوا بالرئيس وشرشبيل دون أن يشعرا .....
أما كريم وجلال فكانا يجلسان على مقاعد الكنيسة ينتظرون قدومهم.
كريم: لقد تأخرا ؟!
إلتفت جلال نحو الباب ونظر إلى ضوء قادم منه.
جلال: هاهم قد عادوا.
كريم: لا أظن ذلك فضوء هنا قوي ........لا........يجب أن نختبئ فالقرويين هنا.
فأخفض كريم وجلال رأسيهما وبقيا تحت المقاعد ..
وفجأة ....
دخل القرويين الكنيسة وهم يصرخون ويضربون بعضهم البعض، فاقتربوا نحو الباب للخروج ولكن.......
قال أحد القرويين بصوت ثقيل وهو يمسك بالباب للخروج : إنه مغلق؟! من الذي أغلقه؟!
فبدأ الإزعاج داخل الكنيسة وازداد توتراً .
فقال كريم بصوت خافت: هل أقفلت الباب؟!
فقالها بتلعثم: ف...ف..في الحقيقة...........نعم وهاهو المفتاح معي.
فزع كريم وقال: أيها الأحمق لماذا أغلقته ؟!
جلال: حتى لا يدخل أحد.!!
كريم: اصمت إذاً..
أما يوسف وأصحابه كانوا يتبعون الرئيس وشرشبيل.
وفجأة....
توقف الرئيس وتوقف الأصدقاء، وقال شرشبيل: لماذا توقف الأغبياء ما زلنا داخل الممر؟!
قُنصُل: حسناً لنتقدم ونلقي نظرة.
فتقدم الرئيس وشرشبيل إلى الأمام ،وبقي الأصدقاء داخل الممر ، وعندما وصلا إلى الكنيسة.
قُنصُل: ما الأمر لماذا لا تخرجون.؟!
الرجل: الباب موصد بإحكام.
شرشبيل: كيف يصبح موصد بإحكام ولا أحد يعلم بمكان
الكنيسة !؟.
قُنصُل متعجب من الموقف: إذاً هناك أحداً تبعنا إلى هنا وبعدها أغلق
الباب !!!!!!؟
جلال بصوت خافت: أُريد أن أُحك رأسي .
فرع يده فوق رأسه وبدأ يحك رأسه ، وبعد إنتهائه رفع يده للأعلى فإذا هي تصطدم بسقف المقعد المتصل.
فسكت جميع من في المكان .
قُنصُل: أُخرج قبل أن أجعل هؤلاء يقتلونك ....هيا أخرج.
كريم: هل نخرج أم لا.
جلال: لنخرج أفضل من أن يقتلونا .
فرفع الصديقان رأسيهما ورفعا أيديهما أيضاً ، وبدأ الرئيس بالضحك هو وشرشبيل.
قُنصُل: إذاً أنتم الذين يتبعاننا .!!!؟
جلال مرتبك: أرجوك سامحنا لم نقصد الإيذاء لكم.
شرشبيل: وأين أصحابكم؟!
كريم: إنهم في المنزل.
قُنصُل: أُكسروا الباب واخذوا هؤلاء طعاماً لكم.
صرخ كريم وجلال ، ورفع القرويين الصديقين إلى الأعلى وحملوهم على أكتافهم .
وفجأة.....
مر الأصدقاء من بين القرويين دون أن يعلموا بهم ، وصرخ جسّاس بأعلى صوته: توقفواااااا.
توقف القرويين وتوقف الرئيس والتفتوا إلى جسّاس.
قُنصُل وهو مبتسم: من أنت ؟!
جسّاس: دع هؤلاء يرحلون وإلى ......
قُنصُل وهو يتحدث بنبرة الإستهزاء: وإلا ماذا يا ضعيف!!!!!
فأخرج الأصدقاء أسلحتهم بسرعة وأطلقوا النار على ستة رجال فوقعوا أرضاً وماتوا ...
أبتعد القرويين عن الأصدقاء وبدأُ يرتعدون خوفاً من الأسلحة الفتاكة .
يوسف: ألم تسمع ما قال.....؟! أترك صديقينا وإلا قتلناك ....
إلتفت قُنصُل إلى الرجال الذين يحملونهم وقال لهم بأن يتركونهم .
طارق: والآن إبتعدوا عن طريقنا وإلا ستُقتلون جميعكم .
فبتعد القرويين عن طريقهم وهم غاضبون أشد الغضب، وبعدها خرج الأصدقاء من الكنيسة وفرو هاربين من القرويين.
قُنصُل غاضب: إلحقوا بهم يا شعب ماركينو سيت وقتلوهم جميعاً.
فبدأ الشعب الغاضب يلاحقهم ..
كريم وهو يركض: ماذا سنفعل؟!
جسّاس: سنذهب لأخذ كنوز من ثم نهرب من هنا .
طارق: والمنجم المغلق؟!
يوسف: سنتحدث عنه لاحقاً ......هيا أسرعوا إنهم خلفنا...
وبعد الركض الطويل وصل الأصدقاء إلى القرية، وبعدها دخلوا إلى كوخهم وهم شديدين التعب والإرهاق.
كنوز مندهشة: ماذا حصل لكم؟!
كريم: سيقتلونا!!؟ يجب أن نحملك من هنا ونرحل.
نظر جلال من النافذة وقال: لن نُهزم ما دُمنا داخل الحصن.
يوسف: ماذا تقصد؟!
جلال يصرخ: لا يوجد متسعٌ من الوقت ، لقد اقتربوا كثيراً ، يجب أن نغلق الأبواب والنوافذ وجميع الممرات بإحكام.
فأسرع الجميع بوضع المكاتب والطاولات على الأبواب والنوافذ .
جسّاس: أطفئوا الشموع جميعها حتى لا يستطيعون رؤيتنا، وخذوا جميع الأسلحة لتصدي العدو.
كريم: يجب أن نتفرق في المنزل حتى نستطيع ردعهم وأن ندعي الله باستمرار بأن نهزمهم .
فتفرق الجميع، وأصبح كُل واحدٍ بجانب نافذةٍ أو باب ليستعدوا إطلاق النار عليهم فور هجومهم .
وبعد أقل من دقيقه ،تجمع حشدٌ كبير من القرويين أمام كوخهم الهزيل الذي لا يستطيع صدّ هجماتهم القوية، فكان كُل واحدٍ منهم يحمل أداة زراعة لقتل أعدائهم ، وبعضهم يحمل أخشاب في قمتها شعلة من النار، فوقفوا أمام الباب ينتظرون أوامر الرئيس بالهجوم على الكوخ......
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الكوخ الهزيل
وبعدها وقف قُنصُل وشرشبيل خلف هذا الحشد وهم ينظرون إلى الكوخ .
قال شرشبيل بصوت عالي: هجووووووووووووووووووووم....
فركض القرويين إلى الكوخ لكسره وحرقة .
جسّاس بصوت عالي: أطلقوا النااااااااار، إنها الحرب.
فبدأ الأصدقاء جسّاس وكريم وجلال وطارق ويوسف بدفاع عن الكوخ بأقصى ما يمكن.
كريم يطلب النجدة: لا أستطيع ردعهم إنهم كثيرون!!!
يوسف يصرخ: أُقتل المزارع الذي دخل.
وعندما دخل أحد المزارعين من إحدى النوافذ التي لا يحرسها أحد ، أنقضت كنوز على المزارع بعصاها الخشبية ، وبدأت بضربة حتى وقع أرضاً مغمياً عليه .
كنوز: لا عليكم المكان آمن سأقاتل معكم.
فرمى كريم سلاحاً لكنوز وبدأت بطلق النار معهم.
شرشبيل: إن الأسلحة التي معهم هي التي تساعدهم في الصمود.
قُنصُل: ولكن من أين حصلوا على كُل هذه الأسلحة؟!
شرشبيل: ماذا سنفعل؟! إنهم أقوياء!!
قُنصُل: أيها القرويين هاجموا بأقوى ما لديكم.
فكان يوسف في الطابق الأعلى يُطلق النار على القرويين ، ولكن جلال طلب العون من يوسف، فذهب يوسف ونزل إلى الطابق الأول ووقف بجانب جلال، ولكن القرويين احضروا سُلماً ووضعوه عند النافذة التي كان يوسف يحرس منها ، وبدأُ بالصعود إلى أعلى.
شرشبيل: أحرقوا الكوخ الهزيل هههههه.
فبدأ القرويين برمي الأخشاب التي في قممها النار على الكوخ .
فسمع يوسف قدوم أحداً من أعلى.
يوسف بصوت عالي: جسّاس تعال إلى هنا القرويين داخل الكوخ!!!
فلتفت يوسف بتجاه السلم لينتظر نزول القرويين ، وبعد نزولهم بدأ يوسف بإطلاق النار عليهم .
فأتى جسّاس مع يوسف وبدأ يسانده في طرد القرويين.
طارق: الذخائر قلة ماذا سنفعل!!؟
كريم: تتدبر الأمر بنفسك ، ولكن لا تدعهم يدخلون ...
فأتت كنوز تعرج على قدميها إلى الصالة التي بها جسّاس ويوسف وجلال.
كنوز: إن الجانب الأيمن يحترق ...
يوسف: بقي هذا المكان والجانب الأيسر .
جسّاس وهو يطلق النار على القرويين: إذهبِ وساعدي كريم وطارق.
فذهبت إلى الجهة اليسرى لكي تساعدهم .
طارق يصرخ: نفذت الذخائر التي لدي ؟!
كريم: ابحث عن شيء تدافع بها عن نفسك، أنا منشغل .
فتراجع طارق إلى الخلف وبدأ بالبحث عن أي شيء يقاتل به..
وفي تلك اللحظة كسر القرويين الخشب الذي يغطي النافذة التي كان طارق يدافع بجانبها .
فبدأُ بالدخول ......!.
كريم يصرخ: إنتبه إنهم خلفك يا طارق.
فالتفت كريم إلى النافذة المكسورة وبدأ بإطلاق النار على القرويين الذين دخلوا، فأخذ طارق عصاً خشبية لتنظيف الأرضيات وبدأ يضربهم.
وبعدها كُسرة النافذة الآخرى التي كان كريم يقف خلفها ، وبدأ القرويين بدخول ..
وفجأة....
رمى أحد القرويين النار داخل الغرفة ، وبدأت تشتعل بسرعة بسبب الخشب والقش.
كريم: لنتراجع للخلف.
فخرج الثلاثة من الغرفة وتوجه إلى الصالة .
جسّاس: ما الذي أتى بكم إلى هنا؟!
طارق: الذخائر إنتهت .
كريم:و المكان اشتعل ناراً.
يوسف: إذاً لا توجد طريقة للخروج إلى إذا صعدنا للأعلى .
كريم: كيف وهؤلاء ملئوا المكان في الأعلى ؟!
طارق: ليس معهم سوى أداة زراعة ، وبتالي سنتكاتف نحن الستة ونهجم دفعه واحدة وأي شخصٍ أمامنا نقتله بسهولة.
فكان جلال يقف بجانب الباب يدافع بقوة وقال: نفذت الذخائر !!
جسّاس: إذاً يجب أن نصعد بسرعة .
فتكاتف الأصدقاء وبدأُ بتقدم إلى الأمام وهم يقتلون القرويين ، وبعدها كُسر الباب الذي خلفهم ودخل حشد كبير من القرويين وهم غاضبون .
يوسف: أسرعوا أسرعوا إنهم خلفنا .
فلِحُسن الحظ وقع من السقف قِطعاً خشبية كبيرة جداً مشتعلة ناراً، ففصلت بين الأصدقاء وبينهم.
كريم: بقي القرويين الذين أمامنا فقط.
فتقدم الأصدقاء وصعدوا للأعلى ،ووجدوا نصف المكان يشتعل ناراً ، فنظروا إلى القرويين وهم يشتعلون ناراً .
فكانت كنوز تصرخ من الخوف قائلة: النار أمامناً ماذا سنفعل؟!
فلتفت يوسف لليمين ووجد النافذة المطلة على النافورة تشتعل ناراً ، ثم إلتفت يساراً ووجد نافذة صغير في الأعلى الحائط تُطل على مكان ٍآخر .
يوسف: فلنهرب من هنا .
كريم: النافذة صغيرة.
يوسف: إنه المخرج الوحيد لنا فالمكان أصبح كتلة من النار .
طارق: هيا لنسرع للخروج .
فتوجه الأصدقاء باتجاه النافذة الصغيرة ، ورفعوا جلال حتى يستطيع الوصول إليها ،وبدأ بالخروج ولكن المسافة عالية جداً بين النافذة والأرض.
جلال: لا أستطيع القفز فالمكان عالي جداً!!!!؟
يوسف: تمسك نحو الشجرة القريبة.
فمد جلال يده نحو الشجرة وتعلق بها ، فكانت هذه الشجرة ضخمة جداً وقريبة من النافذة.
فبدأ الجميع بالصعود، وكانت النار تقترب وتقترب حتى بقي كريم ويوسف بجوار النافذة.
يوسف: هيا إذهب أنت ...سأرفعك للأعلى..!
كريم: لا أنت أولاً ..
يوسف غاضب: لا وقت لدينا هيا إصعد فوق ظهري.
كريم: أرجوك يا يوسف سامحني.... أنت الآن المسؤول عن الجميع.
يوسف مندهش من كلامه: هل جننت ..!!! ستكون أنت القائد ولن نتفرق حتى يفرقنا الموت.
كريم: هيا إصعد ستجدني في الأسفل ولكن إصعد.
يوسف: وهل هذا وعد؟!!؟
طارق يصرخ وهو فوق الشجرة: هيا المكان يحترق.؟!
كريم: وعد.....
فحمل كريم يوسف نحو النافذة ،فتمسك يوسف بها ونتقل إلى الشجرة وهو يبكي على فراق كريم.
أما كريم فتراجع للخلف نحو النار وقال: يا الله ساعدني في المرور بين النار...
فأسرع كريم وهو يركض باتجاه النار وبعدها اختفاء....
فكان يوسف وطارق ينظرون إلى الكوخ وهو يحترق ، وبدأُ بالبكاء.....
قُنصُل : لقد ماتوا جميعاً داخل هذا الكوخ.
فتقدم أحد القرويين وهو حزين وقال: سيدي لقد فقدنا42 رجلاً وامرأة .
شرشبيل: لا بأس والآن هيا عودوا للعمل.
جسّاس غاضب على الجميع: لا تقفوا هنا تبكون !!! فالمكان ما زال قريب من الرئيس ، يجب أن نبحث عن مكان خالي من القرويين.
جلال ودموع تملأ عيناه: كلامه صحيح هيا نبتعد قليلاً.
فبتعد الأصدقاء عن القرية ، وذهبوا إلى مكان مليء بالأحجار الضخمة جداً ،وهناك جلسوا يبكون على صديقهم الراحل..
أصبحت الساعة العاشرة ليلاً....
فخيم الحُزن بضلاله على الجميع.
طارق وهو حزين: والآن ماذا سنفعل ؟!
جسّاس: سنبقى هنا حتى حلول آخر الليل حتى نستطيع الذهاب إلى داخل القرية ونأخذ لنا الطعام.
وعند الساعة الثالثة ليلاً استيقظ جسّاس من نومه وبعدها أيقظ الجميع.
جسّاس: يجب أن تبقوا هنا ولا تتحركوا ،سأذهب لأحظر الطعام لنا .
يوسف: سأذهب معك.
جسّاس: لا لا سأذهب لوحدي.
فذهب جسّاس متجهاً للقرية ، وعند وصوله لها توقف خلف إحدى المنازل يتفقد المكان.
وبعدها شعّر بأن المكان خالي ، فتقدم قليلاً للأمام .
وفجأة....
وجدا ثلاثة قرويين بين منزلين يأكلون العجل وهو حي.
دُهش جسّاس من المنظر وأكمل طريقة دون أن يشعروا به .
فتوجه جسّاس إلى أحد المتاجر الطعام وهجم عليها ولكن دون أن يشعر أحد.
فأخذ من الطعام ما يكفي لثلاثة أيام، وبعدها خرج من المتجر ولكنه رأى أربعة من القرويين يخرجون من إحدى المنازل ، فرتبك جسّاس من الموقف وهرب خلف المتجر.
جسّاس يخاطب نفسه: ( أنا الآن في موقف حرج....كيف أعود لمكاني .....لا توجد طريقة أخرى سوى أن أدور حول المنازل والمتاجر حتى أصل إلى المكان المطلوب).
فبدأ جسّاس يدور خلف المتاجر والمنازل حتى لا يكتشفه الرجال الأربعة.
وعند دورانه خلف المنازل وصل إلى الكوخ المحترق ، فوقف قليلاً وبدأ ينظر للكوخ ، وبعدها تقدم قليلاً إلى الشجرة الضخمة ، ونظر بجانبها شيء صغيراً.
فمدّ ذراعية ولتقط ذلك الشيء.
جسّاس: إنه مفتاحٌ جميل .....
فبدأ يقلب هذا المفتاح الذهبي اللون وهو مندهش.
وفجأة....
سمع صوت قرويين بالقرب من الكوخ المحترق ، فأسرع جسّاس إلى مقرهم المخفي وهو يخفي هذا المفتاح عن الجميع....
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
المنجم الحصين
وفي صباح اليوم التالي....
كانت السماء ملبدة بالغيوم السوداء، فاستيقظ الجميع ماعدا يوسف، فكان نومه ثقيل بعض الشيء.
كنوز وهي توقظ يوسف: هيا استيقظ الساعة الحادية عشرة ظهراً.
طارق: دعيه فهو مُتعب قليلاً بسبب ما حصل.
جلال: ماذا سنفعل اليوم ؟!
جسّاس: لا أعلم ولكن يجب أن نرحل قبل أن يجدونا مرةً أخرى.
طارق: كلامك صحيح ،فليس لدينا ذخائر لكي نردعهم مرةً أخرى .
جلال: إن سيارتنا بالقرب منهم، أين سيارتك يا جسّاس ؟!
جسّاس: إنها في مكان بعيد.
بعد دقائق استيقظ يوسف من نومه العميق.
يوسف وهو يمدد ذراعية للأعلى: إن النوم جميل جداً.
فمدت كنوز يدها ليوسف وهي تحمل الخبز له قائلة: هذا إفطارك يا يوسف هيا كُل.
فكان جسّاس يعدٌّ عدد الرصاص المتبقية له وقال: بقي معنا 12 رصاصة.
يوسف: لأيةُ سلاح؟!
جسّاس: 12 لسلاح القنص 66 لسلاح الرشاش 6 للمسدس الصغير أما سلاح الرش فلا يوجد له أيةَ رصاصه .
جلال: كُنت أود أن أرى ما بداخل ذلك المنجم.
يوسف: لا تقلق سنراه قريباً لأن المفتاح.......
فبدأ يوسف يبحث عن المفتاح وهو مرتبك.
يوسف مرتبك: لقد اختفى المفتاح ....أين هو...
جسّاس يخاطب نفسه: ( إذاً هذا المفتاح ليوسف ،وهو يفتح باب المنجم الثالث.....هههه)
جلال: لماذا تضحك يا جسّاس؟!
جسّاس: أضحك عليك.
يوسف: ليس هذا وقت ضحك يا جسّاس!؟
جسّاس: حسناً حسناً دعونا في المهم ولننسى أمر المفتاح .
جلال: سأذهب لأتفقد المكان لقد مللت .
فبتعد جلال عن أصدقائه ، وبدأ يفكر في الماضي ، وبعد هذا صعد جلال على صخرة كبيرة وجلس فوقها يتفكر ....
كانت ملبدة بالغيوم وعلى وشك أن تمطر مطراً غزيراً.
فبدأ البرق والرعد في الظهور .
وفجأة....
نظر جلال لأسفل الصخرة وإذا به يجد رجلاً قرويين يراقبهم ويتجسس عليهم.
اندهش جلال، فصرخ القروي وفر هارباً يركض في وسط الصحراء القاحلة خوفاً من جلال.
فرجع جلال إلى أصدقائه وهو يركض بسرعة شديدة ، وعندما اقترب إليهم صرخ قائلاً: هُنا قروي يُراقبنا.
فوقف الجميع على قدميه مندهشين من قول جلال، وعندما وصل جلال إلى أصدقائه.
جسّاس: ماذا قلت؟!
جلال مرتبك: بسرعة فلنحق به ونقتله بسلاح القنص.
فأخذ جسّاس سلاح القنص وبدأُ بركض إلى تلك الصخرة ، وعند وصولهم صعد الجميع عليها ، وبدأ جسّاس يبحث عن هذا القروي .
جسّاس: إني لا أراه ؟!
جلال: هناك بعيد جداً أقتلة قبل أن يتلاشى.
وبدأ جسّاس يصوب سلاح القنص نحو رأس الرجل وقال: لن تصل إلى قُنصُل مادمت أُمسك بهذا السلاح.
فوضع إصبعه على الزناد لكي يطلق النار .
وفجأة ....
وقع القروي قبل أن يطلق الرصاص.
جلال: هل أطلقت النار؟!
جسّاس: لا .....ولكنه مات قبل أن أطلق النار!!!!؟
يوسف: غريب!!!!!
وعندما وقع القروي على مسافة كيلو متر بدأت السماء تمطر ،ولكن القروي وقع أمام رجلٌ آخر يقف في الجهة الأخرى، فنظر إليه ودهش بموته وذهب ليخبر الرئيس بسرعة عن موت أحد القرويين.
أما الأصدقاء فعادوا إلى مكانهم وجلسوا بجانب صخرة دون أن يعلموا بأن أحد القرويين ذهب يخبر الرئيس بموت أحد القرويين ...
يوسف: سأخبركم عن قصتي.
جسّاس: أي قصة .!!
يوسف: قصة قدومي إلى هذه القرية غريبة الأطوار .
جلال: نعلم بالقصة يا يوسف..أنت أتيت إلى هنا من أجل الأحجار..
يوسف: كلامك غير صحيح يا جلال فأنا أتيت إلى هنا بسبب أن أحمي عائلتي.
وبدأ يوسف يحكي لهم قصة معاناته مع الأوهام التي كادت أن تدخله المصحة العقلية بسببها، وعندما إنتهاء من القصة قال: هذا طارق شاهدٌ على كلامي.
جلال مندهش: أحقاً يا طارق؟!
طارق: نعم كلامه صحيح.
جسّاس: إذاً أنت أتيت إلى هنا لقتل شرشبيل ، وفي الحقيقة أنا كُنت أُريد أن
أقتلة .
يوسف وهو يشير بإصبعه إلى جسّاس : إحذر يا جسّاس فأنا المطلوب لقتله .
وفجأة.....
هجم حشدٌ كبير من القرويين على الأصدقاء، ففزع الأصدقاء من هذا الهجوم المفاجئ ، فأحاط القرويين بالأصدقاء وهم يحملون أدواة زراعه .
فكانت السماء شديدة المطر ، وكان الأصدقاء يرفعون أيديهم للأعلى وهم يرتعبون خوفاً منهم ، وبعدها خرج من بين القرويين قُنصُل وشرشبيل، فكان قُنصُل يضحك عليهم.
قُنصُل: إذاً لم تموتوا يا أغبياء.........أين ذلك الرجل الأسمر؟!
كنوز غاضبة: أنت الذي قتلة يا قذر...
شرشبيل: إحذري من كلامك هذا يا فتاة.
قُنصُل غاضب: لقد أصبح عدد قتلانا 43 قتيل يا خنازير.
جسّاس: هذا ما تستحقه أنت وقطيعك من البقر.
فقال أحد القرويين: لسنا بقر!!
شرشبيل: لسنا في حظيرة حيوانات ، والآن يا سيدي لنأخذهم ونعتقلهم وفي الغد نشنقهم جميعاً.
فبدأ القرويين بالصراخ والفرح بسبب قوله هذا.
قُنصُل بصوت عالي: سكوووووووت ........والآن خذوهم إلى مقر
العذاب .....ولكن بدون أي خدش للجميع هل هذا مفهوم يا قوم...
فرد القوم بصوت عالي: مفهوم يا سيدي.
شرشبيل: قيدوهم وحملوهم على أكتافكم ولنرحل من هنا..
فبدأ القرويين بربط الأصدقاء وبعدها حملوهم على أكتافهم ورحلوا من هنا.
فكان القرويين يغنون ويرقصون من الفرح الشديد للقبض عليهم.
فتوجه القرويين إلى الجبل العالي الذي تحته ثلاثة مناجم ، ووقفوا أمام المنجم المغلق .
يوسف وهو يتمتم: إن المفتاح مفقود ...
فأخرج الرئيس من جيبه مفتاحاً قديماً جداً ، وعليه طبقه من الصدأ، وبعدها فتح الباب........
اندهش يوسف وجسّاس بسب المفتاح الذي أخرجه قُنصُل وفتح باب المنجم الثالث.
إلتفت قُنصُل نحو القرويين وقال: لا أحد يدخل هذا المنجم سوى الذين يحملون الأغبياء.
فدخل الرئيس وشرشبيل وستة رجال من القرويين، فوضع الرجال الأصدقاء على الأرض لكي يسيروا على أقدامهم .
وبعد دقيقة من الدخول ذلك المنجم دُهش الجميع وخاف ورتبك من شدة ما رأوه من مناظر.
فأصبح هذا المنجم مكان لتعذيب ، وكانت هناك غرف مليئة بالقرويين الذين يتعذبون بالماء الحار أو بتقطيع أجزاء من جسمهم أو كويهم بالنار وغيرها من العذاب..
فكانت كنوز تبكي على حالتها المزرية.
جلال وهو خائف: سنلقى حتفنا في هذا لمكان المخيف!!
طارق خائف: لا عليك يا صديقي سأبقى بجانبك.
فكان جسّاس يفكر في أمرٍ أخر وهو المفتاح الذي يحمله لأي غرفة هو ، فلتفت إلى إحدى الزنزانات ونظر إلى رجلٌ مفقود منذُ سنةٍ تقريباً .
فلتفت إلى يوسف وقال: هل رأيت هذا الرجل.!!
يوسف: الرجل المسن؟!
جسّاس: إن هذا الرجل كان يعمل عند أخي عتريس واختفى أثره عندما دخل هذه القرية.
فتوقف الرئيس وقال: هيا أدخلوا كُل واحدٍ في زنزانة خاصة .
فأدخل القرويين الأصدقاء في الزنزانات الضيقة التي لا تتجاوز المترين في ثلاثة أمتار.
فبدأت كنوز تصرخ وتبكي قائلة: أرجوكم لا تدعوني هنا لوحدي أرجوكم .
قُنصُل وهو يضحك: حسناً ليبقى أحداً هنا لحراستهم .
فقال أحد القرويين : أنا سأحرسهم.
شرشبيل: حسناً هيا لنخرج من هذا المكان القذر.
فخرج الرئيس وشرشبيل والحراس الخمسة..
فكان الحارس السادس يقف أمام كنوز.
كنوز: أرجوك أخرجني من هنا أرجوك وسأعطيك أي شيء تُريده .
الرجل غاضب: من المفترض أن نقتلكم عند الصخرة وليس غداً .
فبدأت بالبكاء، وأصبح الرجل يمشي ذهاباً وإياباً أمام الزنزانات ، وكانت زنزانة يوسف أمام زنزانة كنوز وجلال أمام جسّاس وطارق بجانب جلال فكانت جميع الزنزانات بجانب بعض...
يوسف: لا تبكي يا كنوز فنحن بجانبك.
كنوز: أنا خائفة من أن يقتلوني .
جلال: لا تخافي .
وفجأة....
صرخ ذلك الرجل الذي يعمل عند عتريس قائلاً بصوت أنين: جسّاس أنقذني من هؤلاء.
فوقف جسّاس وقال: لا تقلق يا عم سأنقذك قريباً.
فجلس الجميع في زنزاناتهم وهم حزينين لا يعلمون ما هو مصيرهم القادم.
جلال: إن المكان موحش ومظلم.
يوسف: إنني حزين على هؤلاء البشر الذين يصرخون من شدة الألم .
وبعد قوله هذا مر رجل آخر ووقف عند القروي وقال: أعطني مفاتيح
الزنزانات ؟!
القروي: لماذا؟!
القروي الآخر: ألا ترى الطعام معي .
القروي الأول: بقي وقت كثير على الطعام!!
القروي الآخر: إن الساعة السابعة ليلاً وأعتقد بأنهم جائعون.
القروي الأول: حسناً خُذ .
فأعطى له المفتاح وبعدها أدار بجسمه وقال: أنا ذاهب إلى دورة المياه أُحرسهم قليلاً.
فتوجه إلى دورة المياه ولحق به القروي الآخر ودخل معه داخل الغرفة.
وبعد دقيقة خرج القروي الآخر من دورة المياه وتوجه لزنزانة الأصدقاء.
يوسف: هيا أعطنا الطعام.
فأزال عن وجهه الغطاء ويظهر لهم كريم..
دهش الجميع وفرحوا فرحاً شديداً بقدومه .
يوسف مندهش: كيف خرجت من ذلك الكوخ.
كريم: ليس وقته الآن، يجب أن نخرج من هنا لأن القرويين الآن جميعهم داخل الكنيسة .
وبدأ يفتح لهم الأبواب ،وبعدها خرج الأصدقاء من الزنزانات وهم فرحين ، وبدأُ بالركض داخل المنجم ، وبعد تقدمهم توقف جسّاس وقال: ارحلوا أنتم واعطني مفاتيح الزنزانات .
كريم: لماذا؟!
جسّاس: هناك رجلٌ أعرفه ولقد وعدته بأن أُخرجه من هذا المكان الرهيب .
كريم: ستجدُنا عند الكنيسة إذاً.
جسّاس: حسناً إلى اللقاء .
فأعطى كريم المفاتيح إلى جسّاس ، وخرج الأصدقاء من المنجم وذهبوا إلى الكنيسة ، أما جسّاس فتراجع إلى مكان ذلك الرجل .
وفجأة...
خرج رجلٌ من طريق آخر ، ورفع السلاح لكي يضرب جسّاس ولكن جسّاس تفادى الضرب ، وبدأ جسّاس بضربة حتى أُغمي عليه ، فأخذ جسّاس السلاح من الرجل وتقدم قليلاً وإذا به يواجه إثنين من القرويين ، وبدأ بالقتال معهم حتى قتلهم ، فأسرع للأمام قليلاً وإذا به يجد طريقين واحداً لليمين والآخر لشمال.
جسّاس: أي طريقٍ أسلك؟!
وبعد إختيارٍ صعب اختار الطريق المؤدي إلى اليمين، وبعدها وصل إلى الرجل، وأخرجه من زنزانته.
ورجع جسّاس إلى الطريق مرة أُخرى حتى وصل إلى المفرَق الذي ذهب منه إلى اليمين .
جسّاس: اسمع يا عم سأسلك طريق اليسار هذه المرة لأرى ماذا يوجد هناك.
العم: إذاً أنا سأخرج من هنا ستجدني في الخارج.
فذهب العم لكي يخرج من المنجم، أما جسّاس فواصل السير حتى وصل إلى غرفة مغلقة بإحكام.
جسّاس: هل تتوقع أن المفتاح الذي أحملة يفتح هذه الغرفة ؟؟؟!!
أخرج جسّاس المفتاح من جيبه ، ووضع المفتاح داخل الباب ، وأدار المفتاح إلى جهة اليسار.
وفجأة.....
فتح الباب.........
أما الأصدقاء وهم في الخارج.
كريم: إن معي داخل الحقيبة سلاح القنص ، وإذا خرج القرويين من الكنيسة وخرج خلفهم الرئيس وشرشبيل سنقتلهم.
جلال: إذاً أنت الذي قتلت ذاك الرجل في وسط الصحراء؟!
كريم: نعم ،أنا الذي قتله .
يوسف: لنعود للموضوع ،إن جسّاس هو الوحيد الذي يعرف كيف يستخدم سلاح القنص.!!!
جلال: ليس هو وحده ،بل أعرف كيف أقتل مثله بسلاح القنص.
طارق: ومن أين تعلمت هذا؟!
جلال: في العسكرية كنت ضابط هناك و.....
قاطعه كريم: لا يوجد وقت لكي تقص علينا حياتك .
يوسف: أُنظروا هناك إلى الغابة ، لقد وصلنا إليها.
كريم: إذاً لنكون مستعدين لهذه الخطوة .
دخل الأصدقاء داخل الغابة الصغيرة ، وجلسوا ينتظرون خروجهم.
وفجأة....
يوسف يصرخ: وجدتها وجدتها يا أصدقاء.
كريم: ما بك يا يوسف؟!
يوسف: هناك طريقة أفضل من هذا بكثير.
طارق: وما هي هذه الطريقة؟!
يوسف: لنحرق الكنيسة ،منها نقتل القرويين ومنها نقتل الرئيس وشرشبيل.
كنوز: فكرة جيدة .
كريم: ولكن كيف؟!
يوسف: نحن في وسط غابة فإذا أشعلنا النار في الغابة ستحترق بالكامل.
كريم: لنبدأ إذاً بسرعة..
أما جسّاس فلقد وجدا داخل الغرفة الذهب الخالص والألماس الطبيعي وغيرها من الأحجار النادرة .
جسّاس وهو يضحك ضحكة الفوز : إن الغرفة لي بالكامل ما دام المفتاح معي ، سأغلقها جيداً ولن آخذ شيء معي حتى أقضي على الجميع هههه.
خرج جسّاس من الغرفة الكبيرة وأغلق الباب وخرج من المنجم ، ووجد العم.
العم: جسّاس يجب أن نخرج الناس جميعاً .
جسّاس: وأين نضعهم ؟!
العم: خلف هذا الجبل أو فوقه حتى....
قاطعه: حسناً حسناً إبقاء هنا.
دخل جسّاس مرةً أُخرى المنجم لكي يخرج جميع الأحياء...
أما الأصدقاء فكانوا يحاولون إشعال الكنيسة.
كنوز: لنضع الحشائش حولها لكي تشتعل بسرعة .
وأسرع الأصدقاء بجمع الحشائش ووضعها حول الكنيسة .
وفجأة....
دق الناقوس أجراسة، فأسرع الأصدقاء بإشعال النار حول الكنيسة وحول الغابة.
كريم وهو يضحك: لن يستطيعوا الخروج.
يوسف: لنرحل من هنا .
فأسرع الجميع في الهروب ولكن.....
وجدوا أمامهم القرويين قادمون للكنيسة، فأسرع الأصدقاء وتخبئوا .
يوسف متفاجئ من قدوم القرويين: ألم تقل لنا بأنهم داخل الكنيسة؟!
كريم: من المفترض أن يكونوا داخلها الساعة السادسة وليس السابعة .
كنوز: لنعود إلى المنجم بسرعة قبل أن يكشف أمرنا .
فرجع الأصدقاء للمنجم، أما القرويين وصلوا للغابة فوجدوها تحترق بالكامل ، وبدأ لقرويين بالغضب والصراخ.
قُنصُل غاضب: من الذي فعل هذا؟!
شرشبيل خائف من غضب الرئيس: من الممكن أن يكون البرق والرعد سبب في هذا الحريق.
قُنصُل: مستحيل يا شرشبيل ...إما أنهم هربوا من المنجم وأحرقوه أو أن يكون واحد من بين القرويين!؟.
أما جسّاس فأخرج جميع من في المنجم من القرويين الطيبين أو من أُناس اختفوا لسنوات عدة وغيرهم الكثير .
جسّاس بصوت عالي: اصعدوا فوق الجبل لكي تكونوا بأمان .
فبدأ الناس بصعود لأعلى الجبل ،فنظر جسّاس للخلف فإذا به ينظر إلى الغابة من بعيد جداً جداً تحترق .
جسّاس: جيد لقد أحرقوا الكنيسة.
قُنصُل غاضب: إبحثوا عن الأغبياء عند المنجم وقتلوهم جميعاً .
فذهب القرويين يبحثون عن الأصدقاء عند المناجم حتى يقتلونهم.
فوصل الأصدقاء إلى المنجم وهم يلهثون من شدة التعب وصعدوا إلى الجبل وهم منهكون .
وبعد صعودهم اندهشوا بالناس الذين يجلسون فوق الجبل.
جلال: هل جميعهم كانوا داخل المنجم.؟!
جسّاس: نعم....... هل أحرقتم الكنيسة؟!
كريم: وللأسف لم يكونوا بداخلها .
جسّاس غاضب: أغبياء، فهم الآن جداً غاضبون وسيأتون إلى هنا للبحث عنكم.
يوسف: لنقاتلهم.
كريم: بماذا فنحن ستة أشخاص.
يوسف: لا بل جميع الحاضرين سيقاتلون .
طارق: ألا ترى أنهم خائفين ومرتبكين وهزيلين، وأخبرني بماذا سيقاتلون !!!بأيديهم أم بالحجارة؟!
يوسف: لا.... بل سنذهب إلى بيت الرئيس وسنأخذ جميع الأسلحة التي لديه وبتالي سنهزمهم.
كنوز: إن عددنا قليل.
يوسف: ولكن كُل سلاح يعادل عشرة من رجالهم.
العم: إن عددنا 27 شخص .
يوسف: هذا يكفي ، والآن أخبروني من الذي يُريد الذهاب معي .
فرفع جلال وطارق وكريم أيديهم ، وبعدها ذهب الأصدقاء وهم يركضون بسرعة إلى منزل الرئيس لأخذ بعض الأسلحة لدفاع عن نفسهم.
جسّاس: والآن حان دوركِ يا كنوز.
كنوز: في ماذا؟!
جسّاس: ألقي عليهم خطبةً لكي يستعدوا للقتال والهجوم.
كنوز: ولكني لا أعرف؟!
جسّاس: تعلمي لا يولد أحداً عالماً.
فأخذت كنوز نفساً عميقاً وقالت: حسناً سأجرب حظي .
فوقف كنوز على إحدى الأحجار الضخمة وبدأت تلُقي كلمتها على الجميع، وبدأ تحثهم على الحرية التي حُرموا منها لعدة سنين التي قضوها داخل الزنزانات المرعبة ، والتي يجب أن يقاتلوا مهما كلف الأمر ليحصِلوا على الحرية المُطلقة التي طالما حلموا بها .
وأن القتال هو السبيل الوحيد حتى يستطيعون الفرار من هذه القرية ، وبدأت تُكمل حديثها لمدة خمسة دقائق وبعدها، صرخ الجميع بقوة فتشجعوا للقتال ومحاربة الأعداء.
جسّاس: أنتِ جيدة في إلقاء الخطب!!.
كنوز: أتعلم يا جسّاس هذه أول مرة ٍ ألقي فيها خطبة رائعة مثل هذه ! .
وبعد نصف ساعة .
نظر جسّاس من المنظار إلى الأصدقاء وهم يركضون بسرعة هرباً من القرويين.
جسّاس مرتبك: ها هم عادوا ولكن القرويين يركضون خلفهم ماذا نفعل لإقافهم؟!.
كنوز: لا أعلم.!!!
وفجأة ...
توقف القرويين في منتصف الطريق، وواصل الأصدقاء تقدمهم نحو الجبل وصعدوه وهم خائفين مُنهكين .
جسّاس: أحسنتم جميعاً ، والآن أعطوني الأسلحة.
فأخذ جسّاس الأسلحة وبدأ يُعطيها الرجال .
كنوز: أُنظروا الرئيس يتقدم وحدة؟!!!.
فتقدم قُنصُل إلى وسط الطريق وقال بصوت عالي: استعدوا في الصباح ، سيكون قتلكم ممتعاً.
كريم يتمتم: سيرى من هو الذي سيكون موته ممتعاً.
يوسف: إذاً لن نقاتل ليلاً سيكون القتال نهاراً .
جسّاس: لأن القرويين ضعيفين في الليل وفي النهار يكونون أقوياء.
جلال: هذا أفضل لنا أيضاً.
فأصبح الأصدقاء والمشردين فوق الجبل خائفين مما سيحصل غداً من قتلٍ وسفك دماء، والبعض خائف من الهزيمة بسبب أعدادهم القليلة.
أما جيش الرئيس فهم أكثر عدداً منهم، تصل أعدادهم إلى مئتين شخص وهم أيضاً أقوى منهم جسماً وبُنية .
فكانت المسافة بين الجبل والجيش حوالي كيلو ونصف ، كانت المسافة طويلة بعض الشيء ، وكانت الأرض أيضاً جدباء ومنبسطة تماماً .
وبعد خوف ورعب وتفكر وحزن ،نام الجميع لكي يحدد مصيرهم غداً صباحاً.....
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
معركة النار
قريباً كما عودتكم لن يطول غيابي بإذن الله......مع الإثارة في معركة النار..
الردود....
بسم الله...
لا تزعلون يا بنات أبكمل لكم القصة وشكراً على التفاعل معها....
تابع...سر...
لا تزعلون يا بنات أبكمل لكم القصة وشكراً على التفاعل معها....
تابع...سر الإختفاء..
جسّاس: هل أنتم مستعدون !؟
يوسف متعجب من سؤاله: على ماذا؟!
فبدأ جسّاس يتحدث بصوت يجذب الأسماع : اسمعوني جميعاً، لقد سمعت الكثير الكثير عن هذه القرية المهجورة، فلقد دخل الكثير من الناس ليكتشفوها ولكن...... لم يعودوا.
كريم مندهش من كلامه: ماذا تقصد يا جسّاس؟!
جسّاس: لا يجب أن نقف مكتُفي الأيدي، يجب أن نتحرك ونراقب تحركاتهم.
كنوز: كلامك صحيح ، فلقد لاحظنا عليهم أشياءً غريبة وأولها ليس لديهم أطفال وثانياً إختفائهم في بعض الأوقات وثالثاً صمتهم في الظهيرة ورابعاً الشغب الذي يحصل بينهم في أواخر الليل وخامساً تنقلب أعينهم للون الأبيض.
جلال: كلامكِ صحيح، والآن ماذا سنفعل؟!
جسّاس: سنلحق بهم حتى نرى إلى أين يذهبون.
يوسف: إذاً لنسرع قبل ابتعادهم .
كريم: لنأخذ معنا أسلحه لنحتمي بها ، أما أنتِ يا كنوز فبقي هنا وخذي هذا السلاح .
فخرج الجميع من الكوخ ماعدا كنوز....
فمدّ الليل سكونه على الكون ، وأصبحت السماء سوداء ،كسواد
الفحم ...
وبدأت أصوات الغِربان تظهر عند حلول الليل البهيم ....
وبعدها يخرج القمر الأبيض يُنير المكان بضوئه الرقيق فوق ماركينو سيت المخيفة ....
جسّاس: لنسرع في اللحاق بهم قبل إختفائهم في الظلمة .
فبدأ الأصدقاء بالركض حتى ابتعدوا عن القرية قليلاً ، وبعدها قرأ الجميع لافته صغيرة مكتوب عليها ( يمين طريق مؤدي إلى غابة الأستيلوسيت )
نظر كريم إلى يوسف وقال: هل نذهب مع هذا الإتجاه المظلم ؟!
يوسف: لا يوجد حلٌ آخر.
جلال مندهش: لا أرى أيةُ غابة في هذا الاتجاه ؟!
جسّاس: أعتقد أن هذه الغابة على مسافة كيلو مترات.
طارق: لماذا توقفتم هيا لنلحق بهم.
فتوجه الأصدقاء يميناً وبدأُ بالركض خلفهم ، ولكن لا جدوا ،لا يوجد أي أثر لأقدامهم .
جلال: لعنة الله على شياطينهم ، أين أثر أقدامهم ؟!
طارق: مستحيل أن تختفي بهذه السرعة!!
وفجأة...
دقت أجراس الناقوس ، فكان الصوت قريب جداً مما أفزع الأصدقاء، فبدأ يلتفت الجميع بحثاً عن مكان هذا الصوت.
جسّاس: إنه من هذا الاتجاه.!
كريم: وما أدراك بأنه هذا الاتجاه؟!
جسّاس: أنا خبيرٌ بهذه الأمور .
يوسف: بضبط ، لأنك رجل صحاري فتعرف جميع الاتجاهات.
طارق: نحن في وسط صحراء.؟!
جسّاس: يكفيكما كلاماً سنسلك هذا الطريق.
فغير الأصدقاء مسارهم إلى جهةٌ أخرى ، وبدأُ بالتقدم مسافة طويلة ولكن لا جدوا .
طارق: أهذا يسرك يا قاتل!!!
إلتفت جسّاس إلى طارق وعيناه مليئتان بالغضب والشر.
فزدرء لعاب طارق وقال: آسف لم أقصد الإهانة ..
جلال: والآن ماذا سنفعل؟!
وفجأة...
دقت أجراس الناقوس مرةً أخرى ،ولكن هذه المرة كان الصوت يأتي من مكانٍ بعيد.
جسّاس مندهش: كيف يحصل هذا ؟؟؟!!!! فلقد كانت الأجراس تدق هنا .
جلال: من الممكن أن تكون الأجراس متعددة .
طارق: هذه من الاحتمالات.
يوسف: لا يجدر بنا أن نقف هنا ، فلنتبع الصوت.
فلحق الأصدقاء الصوت مرةً أُخرى حتى قطعوا مسافة قدرها 2 كيلو متر.
وبعد وصولهم إلى مصدر الصوت وجدوا أمامهم غابة صغيرة تقدر مساحتها ب 6000 متر مربع ،ولكن أشجارها عالية الأطراف وكثيفةُ الحشائش ، وعريضة الغصون .
وعند وقوفهم أمام الغابة بدهشة ،بدأ الجميع بتردد في الدخول وبعد حوارٍ قصير قرر الأصدقاء الدخول ولكن بحذر .
وعند وضع أقدامهم في الغابة دقت أجراس الناقوس ، فكان الصوت عالي جداً مما جعل الأصدقاء يضعون أصابعهم داخل أذانيهم من أجل تخفيف هذا الصوت الرنان.
فهدئ صوت الناقوس ، ونظر الأصدقاء من بين الحشائش التي تعدم الرؤية أمامهم نوراً خفيف.
يوسف: لنذهب إلى ذلك الضوء الخفيف.
فبدأ الأصدقاء بالاقتراب من ذلك الضوء ، وعند إبعادهم الحشائش خرج لهم منظر رهيب.....
فكان في منتصف هذه الغابة الصغيرة كنيسة متوسطة الحجم، ويوجد في منتصف هذه الكنيسة منارةً عالية جداً في أخرها ناقوس ضخم جداً معلق عليها ، فكانت ذهبية اللون .
يوسف مندهش: لا إله إلا الله....كنيسة!؟؟!! أستغفر الله ، والآن ماذا سنفعل؟!
جلال غاضب: بطبع سنحرقها.
جسّاس: لا لا ليس الآن ولكن بعد أن نعرف لماذا يذهبون إليها في هذا الوقت بالذات !!!
طارق: لنبحث عن نافذة مفتوحة لكي نسترق النظر والسمع .
فدار الجميع حول الكنيسة للبحث عن نافذة ولكن لا توجد نوافذ في هذه الكنيسة .
كريم: ماذا سنفعل ؟!
جسّاس: لنسترق السمع من الباب.
فتقدم جسّاس إلى الباب بهدوء، ووضع إذنه على الباب لكي يسترق السمع ولكنه لم يسمع أي شيء.
جسّاس: المكان هادئ؟!
جلال: من الممكن أن يكونوا موجودين داخل الكنيسة ولكنهم صامتين.
طارق: إنها إحدى الاحتمالات.
جسّاس: سأدخل إلى الداخل ، تراجعوا قليلاً.
فتراجع الأصدقاء إلى الخلف ، أما جسّاس ففتح الباب رويداً رويدا .......
أدخل رأسه أولاً وبعدها تفاجئ بعدم وجود أحد، ومن ثم دخل الجميع داخل الكنيسة .
فكانت الكنيسة مليئة بالشموع المضاءة مما يجعل الكنيسة أشد خوفاً ورهبةً ، فكان الحائط مليء بصور قُنصُل وشرشبيل .
كريم: أين هم ؟!
جسّاس: لا أعلم ولكن أعتقد أنهم دخلوا إحدى هذه الغرف.
يوسف: لا توجد سوى غرفتين ، فلنقي نظرة على هذين الغرفتين.
تقدم يوسف إلى إحدى الغرف وفتح الباب ، وبعد تفقده للغرفة لم يجد مخرج آخر داخلها، فخرج من الغرفة، وتوجه للغرفة المجاورة ، وبعد فتحها أندهش يوسف ، فلقد كان هناك ممراً يؤدي إلى أسفل ، فكان الممر مظلم جداً عميق من
الداخل .
جسّاس: هيا لندخل.
كريم: هل جننت !!! لن أدخل هذا الممر مهما حييت.
جسّاس: من يُريد الدخول معي.؟!
فأجاب يوسف وهو يرفع يديه: أنا سأذهب معك .
فرفع طارق رأسه للأعلى وقال: (الموت حوض لا محالة دونه مُرٌ مذاقتُهُ كَرِيهٌ مَشرَبهُ)
فضحك جسّاس وقال: لا تخف فنحن بجانبك مهما حيينا .
كريم: إذاً سأبقى أنا وجلال هنا بانتظاركم هيا أذهبوا وخذوا حذركم .
فأخذ كُل واحدٍ شمعه ، وبعدها دخلوا هذا الممر ....
فبدأُ بالنزول والنزول ولم يصلوا إلى طريق القرويين .
قال طارق وهو خائف: المكان مظلم جداً...
يوسف: لا تتكلم كثيراً، فالصوت يتردد بقوة هنا، مما يجعلهم يشعرون بنا.
وعند وصولهم إلى القبو بدأُ يسمعون أصواتً غريبة ..
وفجأة...
سمعوا صوت أقدام تضرب بالأرض بقوة .
فقال يوسف في تمتمة مبهورة: هل...هل....نرحل من...هنا أم لا.
طارق خائف: جسّاس أرجوك لنعود أدراجنا ، أعتقد بأنهم قادمون إلينا...
وفجأة ....
لاحظ يوسف إقتراب ضوء نحوهم.
يوسف: إنهم قادمون ماذا سنفعل؟!
جسّاس مرتبك: لنعود أدراجنا بسرعة، ولكن قبل هذا لنطفئ الشموع .
فأطفئ الجميع شموعهم ، ولكنهم لم يرو شيء حتى يستطيعوا العودة.
يوسف خائف: لا نستطيع العودة دون ضوء.
طارق: هاهم يقتربون !!!!
جسّاس: إذاً لنختبئ حتى يخرجون من هنا .
طارق: حسناً هيا لنختبئ.........آه صحيح كيف نخبر كريم وجلال بقدومهم ؟!
يوسف: سيتدبرون الأمر .
فاختبئ طارق و جسّاس ويوسف في مكان لا يعرفه القرويين، فمر القرويين من بين الأصدقاء دون الإحساس بهم ،ولكن.........
عند مرور القرويين من بين الأصدقاء كانوا يتحدثون بلغة غريبة !!!
فكان كُل واحد يخاطب نفسه، وهذا يبصق على هذا ،وذاك يصفع الآخر وهم يضحكون دون أن يشعرون بما يفعلون...
حركات غريبة يتفاجئ بها الأصدقاء، فكان القرويين يحملون معهم أخشاب في قمتها شعلة من النار ، وعند مرور القرويين جميعهم أتى في الخلف قُنصُل وشرشبيل.
فكانا يضحكان ، فتبعهم يوسف لوحدة ليسمع ما يقولون.
قُنصُل وهو يضحك: سحركَ هذا يجعلني أضحك على هذا الشعب المتخلف .
شرشبيل: سيدي إذا أمرتهم الآن بأن يحرقوا أنفسهم سيحرقون أنفسهم ، فهم تحت السيطرة .
قُنصُل: إذاً أُريدهم أن يقتلوا هؤلاء الأغبياء.
شرشبيل: لا لا فالخطة تمشي على ما نُريد.
قُنصُل: حدثني عن الجني الذي عاقبته في قايرنت !!؟
شرشبيل وهو يضحك: إنه جنيٌ بغيض ، أطلب منه أن يدخل في هذا الشخص فيخالف أمري ، وبتالي عاقبته بطريقتي.
فأخذ يوسف نفساً عميقاً، فلتفت الرئيس وشرسبيل ولكنهم لم يجدوا شيء.
شرشبيل: هل سمعت هذا ؟!
قُنصُل: أشك في ذلك، هيا نكمل صعود السلم.
فصعد الإثنين دون أن يشعروا بيوسف ، فلتفت يوسف للخلف فإذا هو يجد جسّاس وطارق خلفه.
طارق بصوت خافت: هل جننت !!!لماذا أصدرت هذا الصوت كِدنا أن نموت .
جسّاس: اصمتوا ولنلحق بهم قبل أن يتلاشى الضوء الذي معهم .
فلحقوا بالرئيس وشرشبيل دون أن يشعرا .....
أما كريم وجلال فكانا يجلسان على مقاعد الكنيسة ينتظرون قدومهم.
كريم: لقد تأخرا ؟!
إلتفت جلال نحو الباب ونظر إلى ضوء قادم منه.
جلال: هاهم قد عادوا.
كريم: لا أظن ذلك فضوء هنا قوي ........لا........يجب أن نختبئ فالقرويين هنا.
فأخفض كريم وجلال رأسيهما وبقيا تحت المقاعد ..
وفجأة ....
دخل القرويين الكنيسة وهم يصرخون ويضربون بعضهم البعض، فاقتربوا نحو الباب للخروج ولكن.......
قال أحد القرويين بصوت ثقيل وهو يمسك بالباب للخروج : إنه مغلق؟! من الذي أغلقه؟!
فبدأ الإزعاج داخل الكنيسة وازداد توتراً .
فقال كريم بصوت خافت: هل أقفلت الباب؟!
فقالها بتلعثم: ف...ف..في الحقيقة...........نعم وهاهو المفتاح معي.
فزع كريم وقال: أيها الأحمق لماذا أغلقته ؟!
جلال: حتى لا يدخل أحد.!!
كريم: اصمت إذاً..
أما يوسف وأصحابه كانوا يتبعون الرئيس وشرشبيل.
وفجأة....
توقف الرئيس وتوقف الأصدقاء، وقال شرشبيل: لماذا توقف الأغبياء ما زلنا داخل الممر؟!
قُنصُل: حسناً لنتقدم ونلقي نظرة.
فتقدم الرئيس وشرشبيل إلى الأمام ،وبقي الأصدقاء داخل الممر ، وعندما وصلا إلى الكنيسة.
قُنصُل: ما الأمر لماذا لا تخرجون.؟!
الرجل: الباب موصد بإحكام.
شرشبيل: كيف يصبح موصد بإحكام ولا أحد يعلم بمكان
الكنيسة !؟.
قُنصُل متعجب من الموقف: إذاً هناك أحداً تبعنا إلى هنا وبعدها أغلق
الباب !!!!!!؟
جلال بصوت خافت: أُريد أن أُحك رأسي .
فرع يده فوق رأسه وبدأ يحك رأسه ، وبعد إنتهائه رفع يده للأعلى فإذا هي تصطدم بسقف المقعد المتصل.
فسكت جميع من في المكان .
قُنصُل: أُخرج قبل أن أجعل هؤلاء يقتلونك ....هيا أخرج.
كريم: هل نخرج أم لا.
جلال: لنخرج أفضل من أن يقتلونا .
فرفع الصديقان رأسيهما ورفعا أيديهما أيضاً ، وبدأ الرئيس بالضحك هو وشرشبيل.
قُنصُل: إذاً أنتم الذين يتبعاننا .!!!؟
جلال مرتبك: أرجوك سامحنا لم نقصد الإيذاء لكم.
شرشبيل: وأين أصحابكم؟!
كريم: إنهم في المنزل.
قُنصُل: أُكسروا الباب واخذوا هؤلاء طعاماً لكم.
صرخ كريم وجلال ، ورفع القرويين الصديقين إلى الأعلى وحملوهم على أكتافهم .
وفجأة.....
مر الأصدقاء من بين القرويين دون أن يعلموا بهم ، وصرخ جسّاس بأعلى صوته: توقفواااااا.
توقف القرويين وتوقف الرئيس والتفتوا إلى جسّاس.
قُنصُل وهو مبتسم: من أنت ؟!
جسّاس: دع هؤلاء يرحلون وإلى ......
قُنصُل وهو يتحدث بنبرة الإستهزاء: وإلا ماذا يا ضعيف!!!!!
فأخرج الأصدقاء أسلحتهم بسرعة وأطلقوا النار على ستة رجال فوقعوا أرضاً وماتوا ...
أبتعد القرويين عن الأصدقاء وبدأُ يرتعدون خوفاً من الأسلحة الفتاكة .
يوسف: ألم تسمع ما قال.....؟! أترك صديقينا وإلا قتلناك ....
إلتفت قُنصُل إلى الرجال الذين يحملونهم وقال لهم بأن يتركونهم .
طارق: والآن إبتعدوا عن طريقنا وإلا ستُقتلون جميعكم .
فبتعد القرويين عن طريقهم وهم غاضبون أشد الغضب، وبعدها خرج الأصدقاء من الكنيسة وفرو هاربين من القرويين.
قُنصُل غاضب: إلحقوا بهم يا شعب ماركينو سيت وقتلوهم جميعاً.
فبدأ الشعب الغاضب يلاحقهم ..
كريم وهو يركض: ماذا سنفعل؟!
جسّاس: سنذهب لأخذ كنوز من ثم نهرب من هنا .
طارق: والمنجم المغلق؟!
يوسف: سنتحدث عنه لاحقاً ......هيا أسرعوا إنهم خلفنا...
وبعد الركض الطويل وصل الأصدقاء إلى القرية، وبعدها دخلوا إلى كوخهم وهم شديدين التعب والإرهاق.
كنوز مندهشة: ماذا حصل لكم؟!
كريم: سيقتلونا!!؟ يجب أن نحملك من هنا ونرحل.
نظر جلال من النافذة وقال: لن نُهزم ما دُمنا داخل الحصن.
يوسف: ماذا تقصد؟!
جلال يصرخ: لا يوجد متسعٌ من الوقت ، لقد اقتربوا كثيراً ، يجب أن نغلق الأبواب والنوافذ وجميع الممرات بإحكام.
فأسرع الجميع بوضع المكاتب والطاولات على الأبواب والنوافذ .
جسّاس: أطفئوا الشموع جميعها حتى لا يستطيعون رؤيتنا، وخذوا جميع الأسلحة لتصدي العدو.
كريم: يجب أن نتفرق في المنزل حتى نستطيع ردعهم وأن ندعي الله باستمرار بأن نهزمهم .
فتفرق الجميع، وأصبح كُل واحدٍ بجانب نافذةٍ أو باب ليستعدوا إطلاق النار عليهم فور هجومهم .
وبعد أقل من دقيقه ،تجمع حشدٌ كبير من القرويين أمام كوخهم الهزيل الذي لا يستطيع صدّ هجماتهم القوية، فكان كُل واحدٍ منهم يحمل أداة زراعة لقتل أعدائهم ، وبعضهم يحمل أخشاب في قمتها شعلة من النار، فوقفوا أمام الباب ينتظرون أوامر الرئيس بالهجوم على الكوخ......
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الكوخ الهزيل
وبعدها وقف قُنصُل وشرشبيل خلف هذا الحشد وهم ينظرون إلى الكوخ .
قال شرشبيل بصوت عالي: هجووووووووووووووووووووم....
فركض القرويين إلى الكوخ لكسره وحرقة .
جسّاس بصوت عالي: أطلقوا النااااااااار، إنها الحرب.
فبدأ الأصدقاء جسّاس وكريم وجلال وطارق ويوسف بدفاع عن الكوخ بأقصى ما يمكن.
كريم يطلب النجدة: لا أستطيع ردعهم إنهم كثيرون!!!
يوسف يصرخ: أُقتل المزارع الذي دخل.
وعندما دخل أحد المزارعين من إحدى النوافذ التي لا يحرسها أحد ، أنقضت كنوز على المزارع بعصاها الخشبية ، وبدأت بضربة حتى وقع أرضاً مغمياً عليه .
كنوز: لا عليكم المكان آمن سأقاتل معكم.
فرمى كريم سلاحاً لكنوز وبدأت بطلق النار معهم.
شرشبيل: إن الأسلحة التي معهم هي التي تساعدهم في الصمود.
قُنصُل: ولكن من أين حصلوا على كُل هذه الأسلحة؟!
شرشبيل: ماذا سنفعل؟! إنهم أقوياء!!
قُنصُل: أيها القرويين هاجموا بأقوى ما لديكم.
فكان يوسف في الطابق الأعلى يُطلق النار على القرويين ، ولكن جلال طلب العون من يوسف، فذهب يوسف ونزل إلى الطابق الأول ووقف بجانب جلال، ولكن القرويين احضروا سُلماً ووضعوه عند النافذة التي كان يوسف يحرس منها ، وبدأُ بالصعود إلى أعلى.
شرشبيل: أحرقوا الكوخ الهزيل هههههه.
فبدأ القرويين برمي الأخشاب التي في قممها النار على الكوخ .
فسمع يوسف قدوم أحداً من أعلى.
يوسف بصوت عالي: جسّاس تعال إلى هنا القرويين داخل الكوخ!!!
فلتفت يوسف بتجاه السلم لينتظر نزول القرويين ، وبعد نزولهم بدأ يوسف بإطلاق النار عليهم .
فأتى جسّاس مع يوسف وبدأ يسانده في طرد القرويين.
طارق: الذخائر قلة ماذا سنفعل!!؟
كريم: تتدبر الأمر بنفسك ، ولكن لا تدعهم يدخلون ...
فأتت كنوز تعرج على قدميها إلى الصالة التي بها جسّاس ويوسف وجلال.
كنوز: إن الجانب الأيمن يحترق ...
يوسف: بقي هذا المكان والجانب الأيسر .
جسّاس وهو يطلق النار على القرويين: إذهبِ وساعدي كريم وطارق.
فذهبت إلى الجهة اليسرى لكي تساعدهم .
طارق يصرخ: نفذت الذخائر التي لدي ؟!
كريم: ابحث عن شيء تدافع بها عن نفسك، أنا منشغل .
فتراجع طارق إلى الخلف وبدأ بالبحث عن أي شيء يقاتل به..
وفي تلك اللحظة كسر القرويين الخشب الذي يغطي النافذة التي كان طارق يدافع بجانبها .
فبدأُ بالدخول ......!.
كريم يصرخ: إنتبه إنهم خلفك يا طارق.
فالتفت كريم إلى النافذة المكسورة وبدأ بإطلاق النار على القرويين الذين دخلوا، فأخذ طارق عصاً خشبية لتنظيف الأرضيات وبدأ يضربهم.
وبعدها كُسرة النافذة الآخرى التي كان كريم يقف خلفها ، وبدأ القرويين بدخول ..
وفجأة....
رمى أحد القرويين النار داخل الغرفة ، وبدأت تشتعل بسرعة بسبب الخشب والقش.
كريم: لنتراجع للخلف.
فخرج الثلاثة من الغرفة وتوجه إلى الصالة .
جسّاس: ما الذي أتى بكم إلى هنا؟!
طارق: الذخائر إنتهت .
كريم:و المكان اشتعل ناراً.
يوسف: إذاً لا توجد طريقة للخروج إلى إذا صعدنا للأعلى .
كريم: كيف وهؤلاء ملئوا المكان في الأعلى ؟!
طارق: ليس معهم سوى أداة زراعة ، وبتالي سنتكاتف نحن الستة ونهجم دفعه واحدة وأي شخصٍ أمامنا نقتله بسهولة.
فكان جلال يقف بجانب الباب يدافع بقوة وقال: نفذت الذخائر !!
جسّاس: إذاً يجب أن نصعد بسرعة .
فتكاتف الأصدقاء وبدأُ بتقدم إلى الأمام وهم يقتلون القرويين ، وبعدها كُسر الباب الذي خلفهم ودخل حشد كبير من القرويين وهم غاضبون .
يوسف: أسرعوا أسرعوا إنهم خلفنا .
فلِحُسن الحظ وقع من السقف قِطعاً خشبية كبيرة جداً مشتعلة ناراً، ففصلت بين الأصدقاء وبينهم.
كريم: بقي القرويين الذين أمامنا فقط.
فتقدم الأصدقاء وصعدوا للأعلى ،ووجدوا نصف المكان يشتعل ناراً ، فنظروا إلى القرويين وهم يشتعلون ناراً .
فكانت كنوز تصرخ من الخوف قائلة: النار أمامناً ماذا سنفعل؟!
فلتفت يوسف لليمين ووجد النافذة المطلة على النافورة تشتعل ناراً ، ثم إلتفت يساراً ووجد نافذة صغير في الأعلى الحائط تُطل على مكان ٍآخر .
يوسف: فلنهرب من هنا .
كريم: النافذة صغيرة.
يوسف: إنه المخرج الوحيد لنا فالمكان أصبح كتلة من النار .
طارق: هيا لنسرع للخروج .
فتوجه الأصدقاء باتجاه النافذة الصغيرة ، ورفعوا جلال حتى يستطيع الوصول إليها ،وبدأ بالخروج ولكن المسافة عالية جداً بين النافذة والأرض.
جلال: لا أستطيع القفز فالمكان عالي جداً!!!!؟
يوسف: تمسك نحو الشجرة القريبة.
فمد جلال يده نحو الشجرة وتعلق بها ، فكانت هذه الشجرة ضخمة جداً وقريبة من النافذة.
فبدأ الجميع بالصعود، وكانت النار تقترب وتقترب حتى بقي كريم ويوسف بجوار النافذة.
يوسف: هيا إذهب أنت ...سأرفعك للأعلى..!
كريم: لا أنت أولاً ..
يوسف غاضب: لا وقت لدينا هيا إصعد فوق ظهري.
كريم: أرجوك يا يوسف سامحني.... أنت الآن المسؤول عن الجميع.
يوسف مندهش من كلامه: هل جننت ..!!! ستكون أنت القائد ولن نتفرق حتى يفرقنا الموت.
كريم: هيا إصعد ستجدني في الأسفل ولكن إصعد.
يوسف: وهل هذا وعد؟!!؟
طارق يصرخ وهو فوق الشجرة: هيا المكان يحترق.؟!
كريم: وعد.....
فحمل كريم يوسف نحو النافذة ،فتمسك يوسف بها ونتقل إلى الشجرة وهو يبكي على فراق كريم.
أما كريم فتراجع للخلف نحو النار وقال: يا الله ساعدني في المرور بين النار...
فأسرع كريم وهو يركض باتجاه النار وبعدها اختفاء....
فكان يوسف وطارق ينظرون إلى الكوخ وهو يحترق ، وبدأُ بالبكاء.....
قُنصُل : لقد ماتوا جميعاً داخل هذا الكوخ.
فتقدم أحد القرويين وهو حزين وقال: سيدي لقد فقدنا42 رجلاً وامرأة .
شرشبيل: لا بأس والآن هيا عودوا للعمل.
جسّاس غاضب على الجميع: لا تقفوا هنا تبكون !!! فالمكان ما زال قريب من الرئيس ، يجب أن نبحث عن مكان خالي من القرويين.
جلال ودموع تملأ عيناه: كلامه صحيح هيا نبتعد قليلاً.
فبتعد الأصدقاء عن القرية ، وذهبوا إلى مكان مليء بالأحجار الضخمة جداً ،وهناك جلسوا يبكون على صديقهم الراحل..
أصبحت الساعة العاشرة ليلاً....
فخيم الحُزن بضلاله على الجميع.
طارق وهو حزين: والآن ماذا سنفعل ؟!
جسّاس: سنبقى هنا حتى حلول آخر الليل حتى نستطيع الذهاب إلى داخل القرية ونأخذ لنا الطعام.
وعند الساعة الثالثة ليلاً استيقظ جسّاس من نومه وبعدها أيقظ الجميع.
جسّاس: يجب أن تبقوا هنا ولا تتحركوا ،سأذهب لأحظر الطعام لنا .
يوسف: سأذهب معك.
جسّاس: لا لا سأذهب لوحدي.
فذهب جسّاس متجهاً للقرية ، وعند وصوله لها توقف خلف إحدى المنازل يتفقد المكان.
وبعدها شعّر بأن المكان خالي ، فتقدم قليلاً للأمام .
وفجأة....
وجدا ثلاثة قرويين بين منزلين يأكلون العجل وهو حي.
دُهش جسّاس من المنظر وأكمل طريقة دون أن يشعروا به .
فتوجه جسّاس إلى أحد المتاجر الطعام وهجم عليها ولكن دون أن يشعر أحد.
فأخذ من الطعام ما يكفي لثلاثة أيام، وبعدها خرج من المتجر ولكنه رأى أربعة من القرويين يخرجون من إحدى المنازل ، فرتبك جسّاس من الموقف وهرب خلف المتجر.
جسّاس يخاطب نفسه: ( أنا الآن في موقف حرج....كيف أعود لمكاني .....لا توجد طريقة أخرى سوى أن أدور حول المنازل والمتاجر حتى أصل إلى المكان المطلوب).
فبدأ جسّاس يدور خلف المتاجر والمنازل حتى لا يكتشفه الرجال الأربعة.
وعند دورانه خلف المنازل وصل إلى الكوخ المحترق ، فوقف قليلاً وبدأ ينظر للكوخ ، وبعدها تقدم قليلاً إلى الشجرة الضخمة ، ونظر بجانبها شيء صغيراً.
فمدّ ذراعية ولتقط ذلك الشيء.
جسّاس: إنه مفتاحٌ جميل .....
فبدأ يقلب هذا المفتاح الذهبي اللون وهو مندهش.
وفجأة....
سمع صوت قرويين بالقرب من الكوخ المحترق ، فأسرع جسّاس إلى مقرهم المخفي وهو يخفي هذا المفتاح عن الجميع....
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
المنجم الحصين
وفي صباح اليوم التالي....
كانت السماء ملبدة بالغيوم السوداء، فاستيقظ الجميع ماعدا يوسف، فكان نومه ثقيل بعض الشيء.
كنوز وهي توقظ يوسف: هيا استيقظ الساعة الحادية عشرة ظهراً.
طارق: دعيه فهو مُتعب قليلاً بسبب ما حصل.
جلال: ماذا سنفعل اليوم ؟!
جسّاس: لا أعلم ولكن يجب أن نرحل قبل أن يجدونا مرةً أخرى.
طارق: كلامك صحيح ،فليس لدينا ذخائر لكي نردعهم مرةً أخرى .
جلال: إن سيارتنا بالقرب منهم، أين سيارتك يا جسّاس ؟!
جسّاس: إنها في مكان بعيد.
بعد دقائق استيقظ يوسف من نومه العميق.
يوسف وهو يمدد ذراعية للأعلى: إن النوم جميل جداً.
فمدت كنوز يدها ليوسف وهي تحمل الخبز له قائلة: هذا إفطارك يا يوسف هيا كُل.
فكان جسّاس يعدٌّ عدد الرصاص المتبقية له وقال: بقي معنا 12 رصاصة.
يوسف: لأيةُ سلاح؟!
جسّاس: 12 لسلاح القنص 66 لسلاح الرشاش 6 للمسدس الصغير أما سلاح الرش فلا يوجد له أيةَ رصاصه .
جلال: كُنت أود أن أرى ما بداخل ذلك المنجم.
يوسف: لا تقلق سنراه قريباً لأن المفتاح.......
فبدأ يوسف يبحث عن المفتاح وهو مرتبك.
يوسف مرتبك: لقد اختفى المفتاح ....أين هو...
جسّاس يخاطب نفسه: ( إذاً هذا المفتاح ليوسف ،وهو يفتح باب المنجم الثالث.....هههه)
جلال: لماذا تضحك يا جسّاس؟!
جسّاس: أضحك عليك.
يوسف: ليس هذا وقت ضحك يا جسّاس!؟
جسّاس: حسناً حسناً دعونا في المهم ولننسى أمر المفتاح .
جلال: سأذهب لأتفقد المكان لقد مللت .
فبتعد جلال عن أصدقائه ، وبدأ يفكر في الماضي ، وبعد هذا صعد جلال على صخرة كبيرة وجلس فوقها يتفكر ....
كانت ملبدة بالغيوم وعلى وشك أن تمطر مطراً غزيراً.
فبدأ البرق والرعد في الظهور .
وفجأة....
نظر جلال لأسفل الصخرة وإذا به يجد رجلاً قرويين يراقبهم ويتجسس عليهم.
اندهش جلال، فصرخ القروي وفر هارباً يركض في وسط الصحراء القاحلة خوفاً من جلال.
فرجع جلال إلى أصدقائه وهو يركض بسرعة شديدة ، وعندما اقترب إليهم صرخ قائلاً: هُنا قروي يُراقبنا.
فوقف الجميع على قدميه مندهشين من قول جلال، وعندما وصل جلال إلى أصدقائه.
جسّاس: ماذا قلت؟!
جلال مرتبك: بسرعة فلنحق به ونقتله بسلاح القنص.
فأخذ جسّاس سلاح القنص وبدأُ بركض إلى تلك الصخرة ، وعند وصولهم صعد الجميع عليها ، وبدأ جسّاس يبحث عن هذا القروي .
جسّاس: إني لا أراه ؟!
جلال: هناك بعيد جداً أقتلة قبل أن يتلاشى.
وبدأ جسّاس يصوب سلاح القنص نحو رأس الرجل وقال: لن تصل إلى قُنصُل مادمت أُمسك بهذا السلاح.
فوضع إصبعه على الزناد لكي يطلق النار .
وفجأة ....
وقع القروي قبل أن يطلق الرصاص.
جلال: هل أطلقت النار؟!
جسّاس: لا .....ولكنه مات قبل أن أطلق النار!!!!؟
يوسف: غريب!!!!!
وعندما وقع القروي على مسافة كيلو متر بدأت السماء تمطر ،ولكن القروي وقع أمام رجلٌ آخر يقف في الجهة الأخرى، فنظر إليه ودهش بموته وذهب ليخبر الرئيس بسرعة عن موت أحد القرويين.
أما الأصدقاء فعادوا إلى مكانهم وجلسوا بجانب صخرة دون أن يعلموا بأن أحد القرويين ذهب يخبر الرئيس بموت أحد القرويين ...
يوسف: سأخبركم عن قصتي.
جسّاس: أي قصة .!!
يوسف: قصة قدومي إلى هذه القرية غريبة الأطوار .
جلال: نعلم بالقصة يا يوسف..أنت أتيت إلى هنا من أجل الأحجار..
يوسف: كلامك غير صحيح يا جلال فأنا أتيت إلى هنا بسبب أن أحمي عائلتي.
وبدأ يوسف يحكي لهم قصة معاناته مع الأوهام التي كادت أن تدخله المصحة العقلية بسببها، وعندما إنتهاء من القصة قال: هذا طارق شاهدٌ على كلامي.
جلال مندهش: أحقاً يا طارق؟!
طارق: نعم كلامه صحيح.
جسّاس: إذاً أنت أتيت إلى هنا لقتل شرشبيل ، وفي الحقيقة أنا كُنت أُريد أن
أقتلة .
يوسف وهو يشير بإصبعه إلى جسّاس : إحذر يا جسّاس فأنا المطلوب لقتله .
وفجأة.....
هجم حشدٌ كبير من القرويين على الأصدقاء، ففزع الأصدقاء من هذا الهجوم المفاجئ ، فأحاط القرويين بالأصدقاء وهم يحملون أدواة زراعه .
فكانت السماء شديدة المطر ، وكان الأصدقاء يرفعون أيديهم للأعلى وهم يرتعبون خوفاً منهم ، وبعدها خرج من بين القرويين قُنصُل وشرشبيل، فكان قُنصُل يضحك عليهم.
قُنصُل: إذاً لم تموتوا يا أغبياء.........أين ذلك الرجل الأسمر؟!
كنوز غاضبة: أنت الذي قتلة يا قذر...
شرشبيل: إحذري من كلامك هذا يا فتاة.
قُنصُل غاضب: لقد أصبح عدد قتلانا 43 قتيل يا خنازير.
جسّاس: هذا ما تستحقه أنت وقطيعك من البقر.
فقال أحد القرويين: لسنا بقر!!
شرشبيل: لسنا في حظيرة حيوانات ، والآن يا سيدي لنأخذهم ونعتقلهم وفي الغد نشنقهم جميعاً.
فبدأ القرويين بالصراخ والفرح بسبب قوله هذا.
قُنصُل بصوت عالي: سكوووووووت ........والآن خذوهم إلى مقر
العذاب .....ولكن بدون أي خدش للجميع هل هذا مفهوم يا قوم...
فرد القوم بصوت عالي: مفهوم يا سيدي.
شرشبيل: قيدوهم وحملوهم على أكتافكم ولنرحل من هنا..
فبدأ القرويين بربط الأصدقاء وبعدها حملوهم على أكتافهم ورحلوا من هنا.
فكان القرويين يغنون ويرقصون من الفرح الشديد للقبض عليهم.
فتوجه القرويين إلى الجبل العالي الذي تحته ثلاثة مناجم ، ووقفوا أمام المنجم المغلق .
يوسف وهو يتمتم: إن المفتاح مفقود ...
فأخرج الرئيس من جيبه مفتاحاً قديماً جداً ، وعليه طبقه من الصدأ، وبعدها فتح الباب........
اندهش يوسف وجسّاس بسب المفتاح الذي أخرجه قُنصُل وفتح باب المنجم الثالث.
إلتفت قُنصُل نحو القرويين وقال: لا أحد يدخل هذا المنجم سوى الذين يحملون الأغبياء.
فدخل الرئيس وشرشبيل وستة رجال من القرويين، فوضع الرجال الأصدقاء على الأرض لكي يسيروا على أقدامهم .
وبعد دقيقة من الدخول ذلك المنجم دُهش الجميع وخاف ورتبك من شدة ما رأوه من مناظر.
فأصبح هذا المنجم مكان لتعذيب ، وكانت هناك غرف مليئة بالقرويين الذين يتعذبون بالماء الحار أو بتقطيع أجزاء من جسمهم أو كويهم بالنار وغيرها من العذاب..
فكانت كنوز تبكي على حالتها المزرية.
جلال وهو خائف: سنلقى حتفنا في هذا لمكان المخيف!!
طارق خائف: لا عليك يا صديقي سأبقى بجانبك.
فكان جسّاس يفكر في أمرٍ أخر وهو المفتاح الذي يحمله لأي غرفة هو ، فلتفت إلى إحدى الزنزانات ونظر إلى رجلٌ مفقود منذُ سنةٍ تقريباً .
فلتفت إلى يوسف وقال: هل رأيت هذا الرجل.!!
يوسف: الرجل المسن؟!
جسّاس: إن هذا الرجل كان يعمل عند أخي عتريس واختفى أثره عندما دخل هذه القرية.
فتوقف الرئيس وقال: هيا أدخلوا كُل واحدٍ في زنزانة خاصة .
فأدخل القرويين الأصدقاء في الزنزانات الضيقة التي لا تتجاوز المترين في ثلاثة أمتار.
فبدأت كنوز تصرخ وتبكي قائلة: أرجوكم لا تدعوني هنا لوحدي أرجوكم .
قُنصُل وهو يضحك: حسناً ليبقى أحداً هنا لحراستهم .
فقال أحد القرويين : أنا سأحرسهم.
شرشبيل: حسناً هيا لنخرج من هذا المكان القذر.
فخرج الرئيس وشرشبيل والحراس الخمسة..
فكان الحارس السادس يقف أمام كنوز.
كنوز: أرجوك أخرجني من هنا أرجوك وسأعطيك أي شيء تُريده .
الرجل غاضب: من المفترض أن نقتلكم عند الصخرة وليس غداً .
فبدأت بالبكاء، وأصبح الرجل يمشي ذهاباً وإياباً أمام الزنزانات ، وكانت زنزانة يوسف أمام زنزانة كنوز وجلال أمام جسّاس وطارق بجانب جلال فكانت جميع الزنزانات بجانب بعض...
يوسف: لا تبكي يا كنوز فنحن بجانبك.
كنوز: أنا خائفة من أن يقتلوني .
جلال: لا تخافي .
وفجأة....
صرخ ذلك الرجل الذي يعمل عند عتريس قائلاً بصوت أنين: جسّاس أنقذني من هؤلاء.
فوقف جسّاس وقال: لا تقلق يا عم سأنقذك قريباً.
فجلس الجميع في زنزاناتهم وهم حزينين لا يعلمون ما هو مصيرهم القادم.
جلال: إن المكان موحش ومظلم.
يوسف: إنني حزين على هؤلاء البشر الذين يصرخون من شدة الألم .
وبعد قوله هذا مر رجل آخر ووقف عند القروي وقال: أعطني مفاتيح
الزنزانات ؟!
القروي: لماذا؟!
القروي الآخر: ألا ترى الطعام معي .
القروي الأول: بقي وقت كثير على الطعام!!
القروي الآخر: إن الساعة السابعة ليلاً وأعتقد بأنهم جائعون.
القروي الأول: حسناً خُذ .
فأعطى له المفتاح وبعدها أدار بجسمه وقال: أنا ذاهب إلى دورة المياه أُحرسهم قليلاً.
فتوجه إلى دورة المياه ولحق به القروي الآخر ودخل معه داخل الغرفة.
وبعد دقيقة خرج القروي الآخر من دورة المياه وتوجه لزنزانة الأصدقاء.
يوسف: هيا أعطنا الطعام.
فأزال عن وجهه الغطاء ويظهر لهم كريم..
دهش الجميع وفرحوا فرحاً شديداً بقدومه .
يوسف مندهش: كيف خرجت من ذلك الكوخ.
كريم: ليس وقته الآن، يجب أن نخرج من هنا لأن القرويين الآن جميعهم داخل الكنيسة .
وبدأ يفتح لهم الأبواب ،وبعدها خرج الأصدقاء من الزنزانات وهم فرحين ، وبدأُ بالركض داخل المنجم ، وبعد تقدمهم توقف جسّاس وقال: ارحلوا أنتم واعطني مفاتيح الزنزانات .
كريم: لماذا؟!
جسّاس: هناك رجلٌ أعرفه ولقد وعدته بأن أُخرجه من هذا المكان الرهيب .
كريم: ستجدُنا عند الكنيسة إذاً.
جسّاس: حسناً إلى اللقاء .
فأعطى كريم المفاتيح إلى جسّاس ، وخرج الأصدقاء من المنجم وذهبوا إلى الكنيسة ، أما جسّاس فتراجع إلى مكان ذلك الرجل .
وفجأة...
خرج رجلٌ من طريق آخر ، ورفع السلاح لكي يضرب جسّاس ولكن جسّاس تفادى الضرب ، وبدأ جسّاس بضربة حتى أُغمي عليه ، فأخذ جسّاس السلاح من الرجل وتقدم قليلاً وإذا به يواجه إثنين من القرويين ، وبدأ بالقتال معهم حتى قتلهم ، فأسرع للأمام قليلاً وإذا به يجد طريقين واحداً لليمين والآخر لشمال.
جسّاس: أي طريقٍ أسلك؟!
وبعد إختيارٍ صعب اختار الطريق المؤدي إلى اليمين، وبعدها وصل إلى الرجل، وأخرجه من زنزانته.
ورجع جسّاس إلى الطريق مرة أُخرى حتى وصل إلى المفرَق الذي ذهب منه إلى اليمين .
جسّاس: اسمع يا عم سأسلك طريق اليسار هذه المرة لأرى ماذا يوجد هناك.
العم: إذاً أنا سأخرج من هنا ستجدني في الخارج.
فذهب العم لكي يخرج من المنجم، أما جسّاس فواصل السير حتى وصل إلى غرفة مغلقة بإحكام.
جسّاس: هل تتوقع أن المفتاح الذي أحملة يفتح هذه الغرفة ؟؟؟!!
أخرج جسّاس المفتاح من جيبه ، ووضع المفتاح داخل الباب ، وأدار المفتاح إلى جهة اليسار.
وفجأة.....
فتح الباب.........
أما الأصدقاء وهم في الخارج.
كريم: إن معي داخل الحقيبة سلاح القنص ، وإذا خرج القرويين من الكنيسة وخرج خلفهم الرئيس وشرشبيل سنقتلهم.
جلال: إذاً أنت الذي قتلت ذاك الرجل في وسط الصحراء؟!
كريم: نعم ،أنا الذي قتله .
يوسف: لنعود للموضوع ،إن جسّاس هو الوحيد الذي يعرف كيف يستخدم سلاح القنص.!!!
جلال: ليس هو وحده ،بل أعرف كيف أقتل مثله بسلاح القنص.
طارق: ومن أين تعلمت هذا؟!
جلال: في العسكرية كنت ضابط هناك و.....
قاطعه كريم: لا يوجد وقت لكي تقص علينا حياتك .
يوسف: أُنظروا هناك إلى الغابة ، لقد وصلنا إليها.
كريم: إذاً لنكون مستعدين لهذه الخطوة .
دخل الأصدقاء داخل الغابة الصغيرة ، وجلسوا ينتظرون خروجهم.
وفجأة....
يوسف يصرخ: وجدتها وجدتها يا أصدقاء.
كريم: ما بك يا يوسف؟!
يوسف: هناك طريقة أفضل من هذا بكثير.
طارق: وما هي هذه الطريقة؟!
يوسف: لنحرق الكنيسة ،منها نقتل القرويين ومنها نقتل الرئيس وشرشبيل.
كنوز: فكرة جيدة .
كريم: ولكن كيف؟!
يوسف: نحن في وسط غابة فإذا أشعلنا النار في الغابة ستحترق بالكامل.
كريم: لنبدأ إذاً بسرعة..
أما جسّاس فلقد وجدا داخل الغرفة الذهب الخالص والألماس الطبيعي وغيرها من الأحجار النادرة .
جسّاس وهو يضحك ضحكة الفوز : إن الغرفة لي بالكامل ما دام المفتاح معي ، سأغلقها جيداً ولن آخذ شيء معي حتى أقضي على الجميع هههه.
خرج جسّاس من الغرفة الكبيرة وأغلق الباب وخرج من المنجم ، ووجد العم.
العم: جسّاس يجب أن نخرج الناس جميعاً .
جسّاس: وأين نضعهم ؟!
العم: خلف هذا الجبل أو فوقه حتى....
قاطعه: حسناً حسناً إبقاء هنا.
دخل جسّاس مرةً أُخرى المنجم لكي يخرج جميع الأحياء...
أما الأصدقاء فكانوا يحاولون إشعال الكنيسة.
كنوز: لنضع الحشائش حولها لكي تشتعل بسرعة .
وأسرع الأصدقاء بجمع الحشائش ووضعها حول الكنيسة .
وفجأة....
دق الناقوس أجراسة، فأسرع الأصدقاء بإشعال النار حول الكنيسة وحول الغابة.
كريم وهو يضحك: لن يستطيعوا الخروج.
يوسف: لنرحل من هنا .
فأسرع الجميع في الهروب ولكن.....
وجدوا أمامهم القرويين قادمون للكنيسة، فأسرع الأصدقاء وتخبئوا .
يوسف متفاجئ من قدوم القرويين: ألم تقل لنا بأنهم داخل الكنيسة؟!
كريم: من المفترض أن يكونوا داخلها الساعة السادسة وليس السابعة .
كنوز: لنعود إلى المنجم بسرعة قبل أن يكشف أمرنا .
فرجع الأصدقاء للمنجم، أما القرويين وصلوا للغابة فوجدوها تحترق بالكامل ، وبدأ لقرويين بالغضب والصراخ.
قُنصُل غاضب: من الذي فعل هذا؟!
شرشبيل خائف من غضب الرئيس: من الممكن أن يكون البرق والرعد سبب في هذا الحريق.
قُنصُل: مستحيل يا شرشبيل ...إما أنهم هربوا من المنجم وأحرقوه أو أن يكون واحد من بين القرويين!؟.
أما جسّاس فأخرج جميع من في المنجم من القرويين الطيبين أو من أُناس اختفوا لسنوات عدة وغيرهم الكثير .
جسّاس بصوت عالي: اصعدوا فوق الجبل لكي تكونوا بأمان .
فبدأ الناس بصعود لأعلى الجبل ،فنظر جسّاس للخلف فإذا به ينظر إلى الغابة من بعيد جداً جداً تحترق .
جسّاس: جيد لقد أحرقوا الكنيسة.
قُنصُل غاضب: إبحثوا عن الأغبياء عند المنجم وقتلوهم جميعاً .
فذهب القرويين يبحثون عن الأصدقاء عند المناجم حتى يقتلونهم.
فوصل الأصدقاء إلى المنجم وهم يلهثون من شدة التعب وصعدوا إلى الجبل وهم منهكون .
وبعد صعودهم اندهشوا بالناس الذين يجلسون فوق الجبل.
جلال: هل جميعهم كانوا داخل المنجم.؟!
جسّاس: نعم....... هل أحرقتم الكنيسة؟!
كريم: وللأسف لم يكونوا بداخلها .
جسّاس غاضب: أغبياء، فهم الآن جداً غاضبون وسيأتون إلى هنا للبحث عنكم.
يوسف: لنقاتلهم.
كريم: بماذا فنحن ستة أشخاص.
يوسف: لا بل جميع الحاضرين سيقاتلون .
طارق: ألا ترى أنهم خائفين ومرتبكين وهزيلين، وأخبرني بماذا سيقاتلون !!!بأيديهم أم بالحجارة؟!
يوسف: لا.... بل سنذهب إلى بيت الرئيس وسنأخذ جميع الأسلحة التي لديه وبتالي سنهزمهم.
كنوز: إن عددنا قليل.
يوسف: ولكن كُل سلاح يعادل عشرة من رجالهم.
العم: إن عددنا 27 شخص .
يوسف: هذا يكفي ، والآن أخبروني من الذي يُريد الذهاب معي .
فرفع جلال وطارق وكريم أيديهم ، وبعدها ذهب الأصدقاء وهم يركضون بسرعة إلى منزل الرئيس لأخذ بعض الأسلحة لدفاع عن نفسهم.
جسّاس: والآن حان دوركِ يا كنوز.
كنوز: في ماذا؟!
جسّاس: ألقي عليهم خطبةً لكي يستعدوا للقتال والهجوم.
كنوز: ولكني لا أعرف؟!
جسّاس: تعلمي لا يولد أحداً عالماً.
فأخذت كنوز نفساً عميقاً وقالت: حسناً سأجرب حظي .
فوقف كنوز على إحدى الأحجار الضخمة وبدأت تلُقي كلمتها على الجميع، وبدأ تحثهم على الحرية التي حُرموا منها لعدة سنين التي قضوها داخل الزنزانات المرعبة ، والتي يجب أن يقاتلوا مهما كلف الأمر ليحصِلوا على الحرية المُطلقة التي طالما حلموا بها .
وأن القتال هو السبيل الوحيد حتى يستطيعون الفرار من هذه القرية ، وبدأت تُكمل حديثها لمدة خمسة دقائق وبعدها، صرخ الجميع بقوة فتشجعوا للقتال ومحاربة الأعداء.
جسّاس: أنتِ جيدة في إلقاء الخطب!!.
كنوز: أتعلم يا جسّاس هذه أول مرة ٍ ألقي فيها خطبة رائعة مثل هذه ! .
وبعد نصف ساعة .
نظر جسّاس من المنظار إلى الأصدقاء وهم يركضون بسرعة هرباً من القرويين.
جسّاس مرتبك: ها هم عادوا ولكن القرويين يركضون خلفهم ماذا نفعل لإقافهم؟!.
كنوز: لا أعلم.!!!
وفجأة ...
توقف القرويين في منتصف الطريق، وواصل الأصدقاء تقدمهم نحو الجبل وصعدوه وهم خائفين مُنهكين .
جسّاس: أحسنتم جميعاً ، والآن أعطوني الأسلحة.
فأخذ جسّاس الأسلحة وبدأ يُعطيها الرجال .
كنوز: أُنظروا الرئيس يتقدم وحدة؟!!!.
فتقدم قُنصُل إلى وسط الطريق وقال بصوت عالي: استعدوا في الصباح ، سيكون قتلكم ممتعاً.
كريم يتمتم: سيرى من هو الذي سيكون موته ممتعاً.
يوسف: إذاً لن نقاتل ليلاً سيكون القتال نهاراً .
جسّاس: لأن القرويين ضعيفين في الليل وفي النهار يكونون أقوياء.
جلال: هذا أفضل لنا أيضاً.
فأصبح الأصدقاء والمشردين فوق الجبل خائفين مما سيحصل غداً من قتلٍ وسفك دماء، والبعض خائف من الهزيمة بسبب أعدادهم القليلة.
أما جيش الرئيس فهم أكثر عدداً منهم، تصل أعدادهم إلى مئتين شخص وهم أيضاً أقوى منهم جسماً وبُنية .
فكانت المسافة بين الجبل والجيش حوالي كيلو ونصف ، كانت المسافة طويلة بعض الشيء ، وكانت الأرض أيضاً جدباء ومنبسطة تماماً .
وبعد خوف ورعب وتفكر وحزن ،نام الجميع لكي يحدد مصيرهم غداً صباحاً.....
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
معركة النار
قريباً كما عودتكم لن يطول غيابي بإذن الله......مع الإثارة في معركة النار..
الردود....