مضاوي
مضاوي
بصراحه عمري كله ما شعرت بالرغبه في اكمال قصه الا هذه القصه اللي قطعت قلبي ......وبصراحه عذبتيني بتقطيع القصه

والله حرام عليك تشدينا باسلوبك الرائع وبعدين تقطعينها ......ما يصير كذا وبصراحه فكره خطيره

بس متى بتكملينها
زهـرة الخليج
زهـرة الخليج
ما عاش والله من يقطع قليبك يا مضاوي يا بعد حيي :D

أنا كل يوم الساعة 10 أو 11 ليلا راح أكمل القصة هذه طريقتي وخلاص راح أكملها بدل الليل راح يكون في وقت العصر كل يوم راح أنزل جزء من القصة وكذا :D

أختك أم فارس :05:


<center>( 11 ) القــطــــــب والــغــــــــوث !! </center>

بعد يومين .. ذهبوا بي عند أعظمهم بلاءاً .. وأكثرهم شهرة .. ووقفوا بي الساعات الطوال ينتظرون الإذن بالدخول ! .. سبحان الله !! .. ألهذا الحد يُمنع دخول أي شخص إليه ؟! .. هل هو إله مقدس ؟ .. هل يختلف تكويناً عن البشر ؟!

طال الانتظار .. وهم ينظرون إلي بين اللحظة والأخرى .. إنهم ينتظرون اهتماماً مني أو سؤالاً ! .. ترددت كثيراً في طرح السؤال أو إبداء الاهتمام والقلق يساورني .. تًرى أي نوع من الناس يكون هذا أيضاً ؟!

أخيراً .. فُتح الباب الكبير على مصراعيه !! .. ارتجفـوا !! .. فتح كبير ونصر بالدخول إليه أكبر ! .. تسارعت خطاهم .. أي مغفرة ستقع لهم ؟
أي رضى عنهم بفتح الباب والسماح بالدخول إليه ؟ ( تساءلت باستهتار في نفسي ) !!! تقدّمني الجميع وأنا أنظر في دهشة .. ثم عادوا يمسكون بي وقالوا :

ـ أنتِ ولية من أولياء الله الصالحين .. لقد فُتح الباب بسببك !! كم حاولنا الدخول ولكنه لم يسمح لنا ولم يسمع لرجائنا ؟!!

دخلت بخطوات مترددة .. البيت مظلم .. ساكن .. لا حراك فيه مطلقاً .. ولا أصوات تبدّد وحشة المكان .. بدأت المخاوف تنتابني شيئاً فشيئاً ؟

وعندما فتح الباب الداخلي .. ركضوا .. فتبعتهم بتردد وتخوف شديد .. ما نوع الكائن الموجود بالداخل ؟!!!

<center>وفجــأة .. رأيتـه !!! </center>

شخص قرب موته كثيراً .. لا حراك .. ينام على سرير وكأنه جثة هامدة ! .. هو لا يتكلم .. لا يتحرك .. لا ينظر .. لا يعلم من دخل إليه ومن خرج ؟! .. لا يفقه شيئاً .. إنه شبه ميت !!!

توجهت أنظر فيمن معي .. أي عقول معتوهة يحملون ؟ تهافتوا عليه كالمصروعين ؟! .. ما هذا ؟ .. إنهم يلمسونه .. يتباركون به .. أوه .. حتى النساء يلمسنه .. يفبّلن يديه ورأسه ووجهه !!! .. يمسحون على وجهه الهرم .. رباه .. إنهم يبكون ! .. بل ينتحبون ؟! .. علا بكاؤهم ودوّت صيحاتهم !!! .. إنهم يلهجون بالدعاء .. لمن له يتوسلون ؟!
أما أنا .. فقد وقفت وحدي .. هائمة على وجهي .. ماذا حدث ؟ لم كل هذا التبجيل والتعظيم ؟! .. إنه بشر مثلنا .. بل هو أشلاء إنسان !!

وفيما أخذ التفكير مني والتأمل والتعجب وقتاً طويلاً .. إذ بالزوج يقول من بين أدمعة وشهيقه :

ـ هيا تعـالي وألمسيه .. فرصتك الذهبية .. لا يحصل عليها أي كان ! انظري إلى وجهه .. ونور الصـوفية الظاهر عليه .. يا إلهي لو تعلمين ماذا كسبنا وماذا جنينا !!!

<center>فخاطبت نفسي بتشكك : </center>

<center>ـ هل كسبوا الجنة مثلاً ؟!! .. ربما !! .. لسان حالهم يجزم بذلك ! </center>

بقيت جامدة في مكاني .. كيف لي أن أمسك برجل ؟! حتى وإن كان الموت يتهافت لخطفه ! .. لا .. لن أسمح لنفسي بذلك ! فأنا أخاف من الله .. كفاني إلى هذا الحد .. كفاني ..

ثم .. أكرهوني .. وأجبروني بغضب وأحرجوني .. فتوقفت أمام هذه البقايا الهامدة .. أخاطبها :

<center>ـ بم تشعرين ؟!! .. هل أنتِ على حق ؟!! .. أم أنك خارجة عن جادة الطريق القويم ؟!!!!! </center>

<center>أمسك الزوج بيدي وهو غارق في البكاء : </center>

ـ هيا سارعي بالإمساك به .. بيديه .. قبّليهما .. قبلّي رأسه .. أمسكي بجسده وألمسي وجهه !! انظري بربك إلى هذا النور والإيمان .. انظري !!!

نظرت إليهم وقد عكفوا على أقدامه أذلاء صاغرين .. ماذا جرى لهم ؟ .. قام الزوج بأمري مرة أخرى .. فقمت وبحركة آلية لا شعورية .. ثم بحركة متعمدة .. وسترت يدي بإدخالها في ثنايا العباءة .. وأمسكت بيد الصوفي بطريق غير مباشر .. ثم .. تصنعتُ تقبيلها حتى لا يفعلوا بي ما ينوون فعله أكثر من ذلك ..

تطاير الشرر من عينيه الباكيتين فخفت ! .. وقبض على يديه بقوة كادتا منها أن تتهشم ! .. انتفض جسده رغبة في الانتقام مني ! .. رأيت التقريع والتأنيب يتفجران من أنفاسه !!

يا إلهي ! .. ما الخطأ الجديد الذي ارتكبته ؟! أهو الستر أيضاً ؟! .. ربـاه ما العمل ؟! .. ما العمل ؟! .. عدنا إلى المنزل وما أن دخلنا من عتبة الباب حتى انفجر كالبركان قائلاً والكل يؤيده :

<center>ـ والآن ! .. لم فعلتِ ما فعلتيه أيتها الـ ………… ؟ هل تتحدينني ؟! </center>

<center>فقلت بهدوء وذهول يطويان الخوف والهلع منه : </center>

<center>ـ وماذا .. وماذا فعلت ؟ أنا لم أفهم ؟! </center>

<center>قال حانقــاً منفجــــراً : </center>

ـ لِم لَم تتركي يديك تلامس يديه الطاهرتين ؟ .. يديه الشريفتين ؟ لم ؟ لم ؟ أجيبي !! .. ثم قال مردفاً قبل أن أجيب :

ـ نعم .. لو كان أباكِ أو خالك أو عمك أو أنا .. لما توانيتي مطلقاً عن تقبيل أيدينا !! صح ؟! .. ولكن هذا الولي الصالح الغوث القطب تضعين بينك وبينه حجاب !! .. سبحان الله !!

<center>وبحركة لا شعورية استدرتُ نحوه قائلة : </center>

<center>ـ أي غوث وقطب تعني ؟ </center>

<center>رفع رأسه وهو يتقدم نحوي ببطء .. ثم قال بعد صمت ثقيل وبلهجة متلعثمة : </center>

ـ أقصد أن الله عندما يريد إنزال أمر ما بالعباد من غضب أو حكم يُظلم به الناس .. فإن الغوث يغيث هؤلاء العباد ويخفف عنهم الحكم ويعد له .. ثم ينزله إلينا .. أو أنه يلطّف بقدرته من قسوة وقوة حكم الله علينا .. أفيكون هذا جزاؤه ؟!!

<center>آه .. ماذا يقول هذا الأرعن ؟! ربـاه .. ما للموازين اختلّت ؟ .. قلت بلهجة متهدّجة : </center>

<center>ـ ولكن الله هو المتحكم بالكون ولا سلطة لأحد سواه عليه !! </center>

<center>سيطر عليه الارتباك .. ثم قال : </center>

<center>ـ تباً لكم من وهّـابـين !! .. إن القطب هو أكمل إنسان .. وهو نظر الله في الأرض .. وفي كل زمان ! عليه تدور أحوال الخلق .. ويلجأ إليه الملهوف عند حاجته .. أفهمتي ؟! </center>

<center>قاطعته باعتراض : </center>

<center>ـ ولكن .. إن هذه معتقدات كالأساطير الخرافية .. أقصد .. !!! </center>

<center>صرخت أمه في وجهي غاضبة : </center>

<center>ـ الويـل لك ! ماذا تقولين ؟! إنك حمقـــاء !! </center>

<center>دقّ قلبي بشدة .. فقلت أستحث الكلمات على الخروج : </center>

<center>ـ ولكن .. هذه الصفـات .. تنزع إلى تجريد الله .. من .. الربوبية والإلهية .. !! </center>

<center>قال مدافعاً وبلهجة حادة : </center>

ـ ألا تعلمين أيتها العنيـدة بأن مما أكرم الله به هذا القطب أنه علّمه ما قبل وجود الكون .. وما وراءه .. وما لا نهاية له ؟! وألا تعلمين أنه علّمه وخصصه بأسرار الإحاطة بالغيب ؟ وأنه مكنه من إدارة الوجود بيده كيفما شاء ؟!!

<center>قلت بمرارة وتألـم : </center>

<center>ـ كفى .. كفى .. كفى أرجوكم .. لا أريد سماع المزيد .. لا أريد .. </center>

<center>صرخ بأعلى صوته في وجهي : </center>

<center>ـ بل يجب أن تعلمي كل شي .. فأنتِ تعيشين في وهم مع هؤلاء الجهلة الضلاليين !! </center>

<center>تقدم أحد اخوته بثقة مفرطة أراد بها أن يزعزع بقايا مشاعري فقال : </center>

ـ حسناً .. لا تتعجلي الأمور .. أنا سأثبت لكِ .. ألا تعلمين أن في الوجود ديواناً باطنياً يحكم فيه القطب الأكبر بما يشاء ويصرّف أقدار الوجود ؟!

التفتُّ إليه متعجبة .. فسألته بهدوء :

ـ أي ديوان تعني ؟ وأي أقدار هذه التي تخضع لقدرة غير الله ؟! .. إن هذا غير صحيح ولا يمكن أن ………….. قاطعني بهدوء أكثر :

ـ استمعي إلي .. عند الصوفية محكمة عليا يحاكم فيها الأقطاب أقدار الله دون أن تستطيع أية قدرة إلهية نسخ حكم لها .. فهل تعلمين مكان وجود هذا الديوان ؟ ومن يحضـره ؟!

صرختُ بقلب قد مـلأه الوجـل .. فهمت إلى أين يريدون الوصول بي .. نظرتُ إليه بتخوّف .. انقبض قلبي .. وهن عقلي .. هل أعيش في واقعي ؟ لا أصدق .. ساد صمت قاتل فيه انتظار حارق لإجابتي على السؤال المطروح .. أصبحت لا أميّز شيئاً .. ليطل انتظارهم .. ارتجفت .. هممت بالدفاع عن نفسي والاحتجاج على ما يتفوّهون به .. تصوّرت ما سيفعلونه بي إن نطقت بخلاف ما يعتقدون .. تحدّيتهم ووافقت على مجاراتهم فقلت بانقباض :

ـ لا .. ولا أريد أن ..

تدخل الزوج في هذه اللحظة وأجاب بحماس ظاهر :

ـ إن الديوان في غـــار حـــراء ! .. ويحضره النساء .. وبعض الأموات .. فالأموات حاضرون في الديوان ينزلون من البرزخ يطيرون طيرانـاً بطيران الروح ! .. وتحضره الملائكة والجن ..

<center>أكملت أمه بفـرح : </center>

ـ ليس هذا فحسب .. ففي بعض الأحيان يحضره النبي .. وكل ذلك يكون في الساعة التي ولد فيها النبي من كل عام .. أما الأنبياء فيحضرونه في ليلة واحدة هي ليلة القدر .. وتحضره كذلك أزواج النبي الطاهرات ..

ابتسمتُ .. فظن الجميع بأني آمنت أخيراً وأيقنت .. نظروا إلى بعضهم .. توقفوا عن الكلام .. انفرجت أساريرهم .. فقلت أخاطب الجميع :

<center>ـ حقـاً ؟! هل تحضره أزواج النبي الطاهرات ؟! </center>

<center>ـ أجل .. أجل .. ألم نقل لكِ بأنك ستقتنعين ؟! </center>

<center>استبشر الجميع .. أخيــــــراً !!! .. فقلت بعد أن أخفيت تلك الابتسامة عن الوجود : </center>

<center>ـ وهل كانت أزواج النبي الطاهرات تحضرن هكذا في وسط الرجال ؟! أي هـراء هذا ؟! </center>

أطبق الصمت !! .. حملقوا فيّ بنيـران نظراتهم .. ولكني لم أعد أحتمل .. دعوني وشأني .. دعوني ..

وقف الزوج هائجاً بصول ويجول .. يريد الإمساك بي .. وإخفائي عن الدنيا .. فأمسك به أخوه بسرعة .. وفهمت على الفور بأنني ارتكبت في نظرهم خطأ جسيماً في سخريتي من حديثهم .. لا بأس .. إلى متى هذا الخوف ؟ .. إلى متى هذا التراجع ؟!

بادرت بالاعتذار فوراً تخفيفاً من وطأة الغضب الجامح :

ـ أنا آسفة .. آسفة .. لم أقصد إغضابك .. ولكنك فتحت باب النقاش .. أعتذر منك مرة أخرى .. أعتذر .. لم أنتظر المزيد من الجدل .. انطلقت بسرعة .. أخذت أصعد السلم .. لا مكان لي هنا .. يجب أن أرحــل .. !!

<center>( 12 ) الحـــلــــف والاســتــغــــاثــــــــة </center>

مضت أيام قلائل بعد النقاش والصراع .. خفّت حدة التوتر قليلاً .. ذهبنا جميعاً إلى البحــر في وقت الفجـر ( ياحظها بالبحر ) :D .. آه ما أجمـله !! .. كانت النجـوم ما تزال تلمع في كبد السماء .. وأشعة الشمس .. لقد بدأت بالظهور شيئاً فشيئاً ..

دخل الزوج مع اخوته إلى البحـر .. يتــلاعبون .. يتمــازحـون .. تذكرت اخوتي ….. ؟! كم أشتاق إليهم .. ناداني الجميع لأشاركهم المـرح واللعـب في البحـــر .. اعتذرت وعللت بقائي برغبتي في الجلوس مع والدة الزوج قليلاً .. ولكن الرفض كان سببه أني لا أريد كسر طوق الجليد مع اخوته ! .. فكيف أوافق على اللعب معهم إذاً ؟!

بقيت مع والدته .. استرقت النظر إليها .. إنها تتأمل أبناءها .. تذكرت أمي .. اخوتي .. أبي .. تنهدت بعمق .. مسحت دمعة حزينة كادت أن تفتح باباً لأنهار الدمع بداخلي .. آآه .. عائلتي تعتقد بأن السعادة ترفرف على أرجاء حياتي !! .. إنها لا تعلم بمعاناتي !!

حدّقت في البحــــر .. في الزرقة الممتدة أمامي بلا نهاية .. آآآآآآه .. أشتــــاق كثيراً لسمـاع صــوت أمي .. لمداعبات أبي واخوتي .. أووووه .. أفقتُ من أحــلامي الجميلة عندما تحركت والدة الزوج ونظرت إليّ !!! .. تحركتُ بحذر .. ثم قلت بابتهاج مصطنع :

<center>ـ خالتي .. هل تريدين أن أعدَّ لك بعض الطعام ؟! </center>

ـ لا …. لا أشعر بالجوع الآن .. شكراً لك .. فقط أريد كوباً من الشاي .. فالطقس يساعد على الانشراح .. ابتسمتُ بصدق .. وأحضرت لها كوب الشاي لتشربه .. إنها تفضله دائماً من صنع يدي .. ناولتها الكوب .. حذّرتها من إمكان وقوعه .. فالأرض غير مستوية ..

عبّرت عن امتنانها لي بابتسامة مسرورة .. وقامت بوضعه أمامها .. أما أنا فعدت ثانية لتأمل ظهور قرص الشمس كاملاً ..

تحركت الأم وهي تحدّق في أبنائها مسرورة .. فانسكب الشاي على قدمها وأحرقها .. فتمتمت قائلة بغضب وهي تحدث نفسها ..

<center>ـ ( يا فلان بن فلان ) .. تتوسّل بأحد الأموات وتستنجد به !! </center>

<center>استولى الاستياء عليّ .. فأدرت ظهري للبحـر وقابلتها مباشرة .. ثم قلت لها بلطف : </center>

<center>ـ خالتي .. ماذا تقصدين بـ ( فلان بن فلان ) ! ولم هو بالذات ؟! </center>

<center>نظرت إلي باستغراب وكأنها لم تكن تنتظر مني مثل هذا السؤال .. ثم قالت بعد صمت وتلعثم : </center>

ـ إنه .. إنه .. أحد أولياء الله الصالحين المقربين إلى الله .. آه لقد مات منذ زمن بعيد .. نستنجد به ونتوسل إليه .. وهذا أمر واجب ومفروض يا ابنتي .. واجب ديني يجب علينا وعليك أيضاً عمله !!

<center>حدّقتُ بها .. شككت في صحة معلوماتها فقلت : </center>

<center>ـ ولكنك كما قلتِ مات !! فماذا تطلبين من ميت أو ترجين منه يا خالتي ؟!!!!!!! </center>

<center>شعرت بأنها تأخذ نفساً عميقاً .. ضمّت يديها وقالت بتعجرف : </center>

<center>ـ ولكن روحه تخرج إلينا .. وتساعدنا وتجيب ملهوفنا .. لذلك نطلب منه ومن غيره من أولياء الله ما نريد ! </center>

<center>ـ تطلبون منه ما تريدون ؟!! .. مثل ماذا ؟ </center>

<center>ـ مثل .. مثل .. الرزق .. الأولاد .. الزواج .. النجاح .. الشفاء من الأمراض والأوجاع .. </center>

حبستُ أنفاسي في مكان ما حول قلبي الذي كان يطرق بقوة وعنف .. هناك صوت صغير بداخلي قد يئس منهم يهتف بي بقوة بأن هذه حقائق زائفة .. ولا يهمني سماعها ..

ألا يجب أن تكون أكثر عقلانية في مثل هذه السن ؟ .. قلت بقلـق :

ـ خالتي الحبيبة .. فكري معي قليلاً .. أرجوكِ .. حسناً لنتبادل وجهات النظر ونؤيد أصحها .. ألا ترين معي أن سؤال الميت أو الغائب يعد منكراً لنفوسنا ؟ .. لا نرتضيه لأنفسنا !! .. ثم إنه لم يأمر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. ولا فعله أحد من الصحابة أو التابعين .. فكيف نفعله نحن ؟

قاطعتني بجدية وهي تؤمن بكلمة تقولها :

ـ أووووه .. ماذا تقولين ؟ ما هذا الهراء ؟! .. إننا قد تعودنا أن نستغيث بهم إذا نزلت بنا ترة أو عرضت لنا حاجة ! .. إني أقول لميت من الأولياء ( يا سيدي فلان بن فلان ) أنا في حسبك أو اقضِ لنا حاجتنا .. وسرعان ما يقضيها ..

تجهّم وجهي على الفور فقلت بغيظ كظيم :

ـ ولكن أحداً من الصحابة لم يستغث بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ( وهو نبي ) !! ولا بأحد من الأنبياء أو بغيرهم .. والاستغاثة بغير الله عز وجل محرمة ..

فقدت أعصابها عند سماع كلماتي .. فلم تجد بداً من الإدلاء بدليل تحاول به تشويه الواقع :

ـ لن أقتنع .. هلاّ علمتي بأن أحد أئمة الصوفية العظماء كان قد دعا الله ستّ سنوات أن يرزقه الولد .. فلم يُرزق !! فذهب إلى ولي صالح .. فما أن استغاث به وطلب منه الولد حتى رُزق بطفلين توأمين !!!!!!!!!!!!!!!!!!

حملقت فيها بعيني .. شعرت بأن لمعات البرق تكاد أن تمزق السماء ! .. شحب وجهي .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. هل بعد هذا الشرك من شرك ؟!

وبحركة لا شعورية .. تابعت قولها وهي ترتعد غضباً مني .. وأنفاسها تتمزق ..

ـ ألا تصدقين ؟! حسناً .. بجاه فلان وفلان .. وبحق النبي .. أن هذا ما حدث له !! ولكن ما أدراكِ أنت ؟!! .. إن تربيتك الدينية كانت غير سليمة .. أعانك الله عليها يا بني !!!!!!!

امتقع وجهي فأصبح كالغمام .. طالت فترة الصمت .. وساد صمت آخر .. إنها تحلف !! بمن ؟ أيضاً بغير الله !!

ـ خالتي .. خالتي نحن نتجاذب أطراف الحديث !! .. يجب أن تُقنع إحدانا الأخرى .. كيف .. كيف تدعين وتستغيثين بغير الله ؟! .. خالتي إنك تفتقرين إلى غير الله .. ألا تعلمين أن في ذلك إذلال للنفس وظلم لها ؟ ثم .. ثم .. إنك تحلفين أيضاً بغير الله .. خالتي ……..

<center>رفعت حاجبها باستغراب بسرعة .. ترددت قليلاً قبل أن تجيب : </center>

ـ كوني على ثقة ويقين بأنك عندما تطلبين اليمين بالله منا نحن الصوفيون فإننا نعطيك ما تريدين صدقاً أو كذباً .. بينما .. عندما تطلبين منا اليمين بالشيخ أو الولي أو صاحب القبر فإننا نصدق معك ولا نجرؤ على الكذب أبداً .. وذلك لعظمتهم وجلالة قدرهم .. !!!!

تملكتني موجة من الغضب والانفعال اللاإرادي .. فهتفتُ وأنا أقف وأجمع حاجياتي رغبة في الهروب منها ..

ـ ولكن هذا لا يجوز !! حرام أن تسألي بمخلوق يا خالتي !! عودي إلى رشدك يا خالتي .. افهميني أرجوك ! .. ألم تسمعي قوله تعالى " ادعوني أستجب لكم " ؟ .. ألم تستمعي إلى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " من حلف بغير الله فقد أشرك " ؟!!

لم ترد .. لم تتحدث !! فضلت السكوت للحظات .. لقد بلغ الصمت حداً يثير الأعصاب !! لا طيور تزقزق ! ولا أوراق تهتز مع نسيم الريح الخفيف .. حتى صوت البحر بدا مكتوماً !!

<center>قلت لها قبل أن أفترق عنها بلطف ورجاء : </center>

ـ خالتي .. لقد شاهدت قبل قليل ولادة لنهار جديد .. وأعتقد أنه باستطاعة المرء أن يُولد مرة أخرى .. إذا فتح صفحة جديدة .. ناسياً كل الأمور والأحداث الماضية !!

خففت لهجتي الهادئة من اضطرابها وغضبها .. فنقلت نظرها إلى البحر .. خلفي .. واعتقدت أنها تتأمله !!!

قالت بدون أن تنظر إلي .. وقد ركّزت نظرها خلفي :

ـ إنها فكرة جيدة لم تخطر ببالي يوماً ولكن .. لا تظني بأنها ممكنة !!

شعرت بخيبة أمـل عنيفة .. تنهّدت بأسى من الأعماق .. وبحركة لا شعورية .. التفت إلى الوراء .. خلفي .. حيث كانت نظراتها مسلّطة .. وإذا بي أجده ورائي .. وقد بدت عليه إمارات الغضب الشديد !!!!!!!!!

نعم ( لقد كانت والدته تنظر إليه هو ولم تكن تتأمل البحـر ) !!

اكتفيت بالنظر إليه وقد اتسعت عيناي تعجباً وتحجّر قلبي تخوّفاً .. فلم أجد الكلمات المناسبة للدفاع .. !!

فضّلت الصمت .. منذ متى وهو يقف خلفي ؟! شعرت بالوهن الشديد أمام نظراته التي كانت تنم عن حقد دفين وقهر شديد !!

<center>تكملة القصة في الحلقة الثامنة </center>
اليتيمه
اليتيمه
الله يعطيكي العافيه اخت زهرة الخليج وجعلها في موازين حسناتك

فعلا قصه رائعه استفدت منها كثير

ياليت نشوف نهايتها بالكامل فقد شوقتينا لتكملتها الله يعينك على فعل الخير

واستئذنك اخيه ان انقل القصه لمنتدى اخر واضع تحتها اسمك حتى لاتضيع جهودك فقد تعبتي كثير بأيصالها ان سمحتي لي بذلك

وننتظر البقيه بفارغ الصبر

اختك اليتيمه
زهـرة الخليج
زهـرة الخليج
تعـــــــالي أختي اليتيمه ,, من عيوني انقليها بس أرجوك لا تكتبين اسمي ضعي بدل اسمي .. المصدر ( منتدى عالم حواء ) وباللون الأحمر :D

صحيح التي تنقلها لا تكتب الاسم فقط المنتدى وبخط مزخرف جميل :D
$$جمانه$$
$$جمانه$$
عزيزتي زهرة الخليج : يعطيك ربي العافيه على هذه القصه .

ولكن أنا متشوقه للنهايه . ياليت تكتبين أكثر ولك الشكر والثناء .

محبتكم $$جمانه$$