قصة والدى حينما وجد طفلا صغيرا حديث الولادة ملقى فى الصحراء يعوى كالجرو الصغير

الأدب النبطي والفصيح

:39: يقول
اعتدت أن أخرج من منـزلى فى بكرة الصباح وأتريض فى شوارع مصر الجديدة الهادئة مطلقا العنان لأفكارى .. فلم يكن هناك شىء يقف بين المرء وأحلام اليقظة فى تلك الساعة من النهار ..
كنت أنظر إلى الفيلات الجميلة على جانبى الطريق .. وأتخيل نفسى قد شرعت فى بناء واحدة من طرازها فى تلك الأرض الفضاء الممتدة هناك .. ثم حدث خلاف بينى وبين المقاول فى اللحظة الأخيرة فأبى أن يسلمنى المفتاح .. فجريت أسحبه إلى ساحة القضاء ومضت الأعوام .. حتى تغيرت معالم المدينة ودخلت الفيلا فى التنظيم ولم يحكم بعد فى القضية ..!
وانقبضت لهذا الخاطر .. وتركت فكرة الفيلات والمنازل جملة .. وخرجت إلى الهواء الطلق فى الشارع المؤدى إلى المطار وأسرعت قليلا .. وأنا أشعر بنشوة لاحد لها وبقوة الشباب وجبروته ، وبعظمة الإنسان فى كل ما يقوم به من عمل فى هذه الحياة ..
وكانت الطريق خالية من كل شىء حتى من السيارات التى تنطلق فى هذا الشارع عادة كالصواريخ الألمانية .. وفجأة لمحت شيئا أسود فى ذلك الفضاء الأبيض من الرمال .. فاقتربت منه فإذا به طفل حديث الولادة وكان يعوى كالجرو الصغير ..!
لاشك أنه ألقى فى فحمة الليل فى ذلك المكان الموحش البعيد عن الأنظار .. ألقته سيارة بكل بساطة .. وعادت من حيث أتت كأنها لم ترتكب جرما .. وشعرت بالأسى والانقباض فتوقفت عن السير ووقفت أكثر من دقيقتين أنظر إلى الطفل المسكين وأفكر فيما أفعل .. ءأنطلق فى طريقى كأنى لم أر شيئا .. أم أذهب إلى مركز البوليس ؟ ووقعت فى دوامة من الخواطر .. ثم شعرت بشىء يدفعنى دفعا فى الطريق ..
وخيل إلىّ أننى قد استرحت إلى هذا القرار وأننى لا أسمع بكاء الطفل .. فمضيت أكثر من نصف فرسخ ، ولكن بعد بضع خطوات شعرت بالعرق يتصبب على جبينى وبصياح الطفل يخرق طبلة أذنى .. وقلت لنفسى إننى أكون أكثر جرما ممن ألقى به فى ذلك العراء .. لو تركته على حاله .. وإن الله بعثنى فى الطريق لإنقاذه ..
فرجعت إلى مكانه وأخذت أتأمله وأستمع إلى صياحه الخافت .. وتذكرت أننى رأيت شرطيا يقف على رأس الطريق فجريت إليه وأخبرته بحادث الطفل .. فنظر إلى ممتعضا وهو يلعننى فى سره .. ثم سار معى إلى هناك ولما لم نجد عربة أو سيارة أجرة رفض الشرطى أن يحمل الطفل فحملته أنا وسرت معه إلى مركز البوليس ..
وكنا نسير وحيدين وثالثنا الطفل .. ولكن بعد عشرين مترا .. أصبحنا أربعة .. انضم إلينا اثنان من المتطفلين فى الطريق ..
وبعد عشرة أمتار أخرى .. أصبحنا خمسة .. وبعد بضعة خطوات غدونا عشرة .. ولما دخلنا شوارع المدينة صرنا أكثر من خمسين ..!! وكنت أحمل الطفل والناس يسيرون بجانبى وخلفى ويتهامسون ويشيرون إلى .. أنا الذى فعل الفعلة النكراء ..!
وكان العرق يتصبب على جبينى وكنت صامتا حزينا .. لا أستطيع أن أنبس بحرف ، وقبل أن نقترب من مركز البوليس .. رأيت امرأة تندفع بقوة وتفسح لنفسها طريقا وسط الجموع .. لقد كانت زوجتى ..
وصور لنفسك الموقف ونهاية المأساة …!
=================================
71
8K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الرمال الذهبية
ياربي القصه حقيقيه ولا وشلون

اقشعر منها جلدي

لاحول ولاقوة الابالله

والنهايه ماهي
ورد الريف
ورد الريف
ياسااااااااااتر

كملي كملي

لاحول ولاقوة الا بالله

من جد حصلت لأبوك؟؟؟
دانه 20002
دانه 20002
كملي وش صار ........
قصه تخوف
اريام الفيصل
اريام الفيصل
كملي والله شوقتيني بسرررررررررررعه تكفين
*** مها ***
*** مها ***
كملي والله شوقتيني بسرررررررررررعه 000