أمجاد ومنار
أمجاد ومنار
خطوات تتحرك كل يوم نحو أهدافها . . قبل أن أستمر في اجترار ذكرياتي أحببت أن أذكركم بأن تأثير ماحولنا من مشاكل وأزمات لا يعتمد على الأزمة ولا من سببها ولكن يعتمد على تفسيرنا لها وزاوية نظرنا اليها فلو أني نظرت الى هذه الأزمة على أنها مصيبة وحلت بي وأن مستقبلي في مجال التدريب والعمل سينتهي خلف القضبان لحكمت على نفسي بالفشل مدى الحياة ولانحدرت بذاتي الى القاع . . ولكن تفسيري أن ماحدث هو فرصة لاختبار ماتعلمته ولأضع العلم على محك العمل . . v v ذكرت لكم بأننا نحن السجناء الجدد كنا نفترش الأرض .. ولا نكاد ننام ساعتين متصلة وعلينا أن نستحمل الرائحة .. والكلام البذيء وبجواري كان شاب في الثلاثينات من عمره اسمه عبدالباري . . يقول عبدالباري أنا عندي الثانوية العامة وعاطل عن العمل وكنت أموووت من الفراغ اللي عايشة كل يوم واحساسي بالغيرة من أصحابي اللي كملوا تعليمهم وتزوجوا .. وخلفوا .. والحسرة على أيامي اللي تمر بلا هدف .. . . وفي يوم تعرفت على شلة عواطلية مثلي ويوم ورا يوم أصبحوا يملأون علي فراغي وأقضي معهم الساعات .. والأيام ولا أحد يسأل عني أصبحوا كل حياتي نأكل ونشرب .. ونسهر في الليل وننام في النهار . . وشوي شوي بدينا نتاجر في . الحشيش .. الأمفيتامين الكبتاجون .. حبوب الهلوسة وعشت ملك في الوهم وبديت أبيع وأشتري وأكسب فلوس وأشتريت سيارة وكبرت وكبرت أحلامي وفي يوم أختلفت مع واحد من الشلة .. وضربته بحديدة على رأسه .. مات في لحظة . . وفي لحظة هرب كل من في الاستراحة وبقيت أنا مشلول التفكير وبلغوا الشباب عني بعدما نقلوا المخدرات من الاستراحة . . في تلك اللحظات لفيت شريط حياتي .. قدام عيني تذكرت تفاصيل الماضي من أول يوم دخلت المدرسة وكلام أبوي وهو يقول لي أنت فاشل .. وطول عمرك فاشل ماراح تفلح في شي لأنك تمشي ورا كلام النسوان ( يقصد أمي ) . . تذكرت أخواني وهم يجيبون شهادات التفوق وأنا أزور شهادتي عشان مايخاصمني أبوي . . تذكرت الثانوية وأنا أهرب من فوق سور المدرسة . . وفي لحظة تحققت نظرة أبوي أنا فااااشل . . جت الشرطة وشالوني بدون أي مقاومة وحققوا معي وأعترفت كنت أبي أنهي حياتي مليت الفشل .. والفراغ . . وبقيت في السجن 5 سنين في عنبر 14 وهو العنبر المخصص للقصاص وهناك تعرفت على رجل كبير في السن محكوم عليه بالقصاص بعد وكنت أجلس معه بالساعات ويكلمني عن بيته وأهله وبناته أولاده . . كنا نعيش حالة رعب عندما نسمع العسكري ينادي كل صباح بأسماء من سينفذ بهم حكم القصاص حتى أنني أحيانا أعيش كوابيس القصاص . . وأحيانا أجلس مع هذا الرجل لحظات ننسى فيها من أنفسنا ونتحدث عن ذكرياتنا الحلوة وفي يوم تكلم عن بنته الصغيرة آخر العنقود وقال تعرف وش هي أمنيتي قبل ما أموت أتمنى اني أشوفها عروسه وأطمئن عليها . . يقول عبدالباري فقلت له من باب الضحك هيا .. زوجنياها ياعمي وضحكت .. أما هو فقد رفع رأسه ونظر الي وقال موافق .. !! ضحكت مرة ثانية قال : ليش لأ تتزوج وربي يرزقها منك بولد يونسها ويساعدها . . استمريت في الضحك .. وقلت .. ووين ان شاء الله بدخل بها قال : اذا أنت موافق نكتب خطاب لمدير السجن اني أنا ولي أمر البنت وأنت العريس وهم يشوفون طريقة . . بدأت أخفف من ضحكي وأفكر في الكلام أتزوج في الزنزانة والله ماشفتها الا في الأفلام . . ولكن الرجل لم ينتظر ردي وقام ليبحث عن ورقة وقلم وجاء يكتب خطاب .. وأنتهى منه وأخذه الى بوابة الزنزانة .. ونادى على العسكري وأعطاه الورقة وأنا جااااالس أفكر .. ولا أدري وش الهرجة . . بقينا نتحدث .. وننتظر هل يأتي رد .. ولا يأتي القصاص هل نفرح بالزواج ( حلم ) .. أو تتوقف حياتنا عند القصاص قبل الزواج . . تصدق ياسعيد .. أول مرة في تلك اللحظة أحسن بحنين لأن أرى ولد من صلبي .. من لحمي ودمي يشيل اسمي وبدل ماكنت أفكر في كوابيس القصاص صرت أفكر في زغاريد الزفاف وأحلم ليلة الزواج وش باقول لزوجتي وش بتقول لي . . وصرت أحسب كم شهر نحتاج عشان أخلف ولد وش باسميه آمسميه باسم أبوي ولا باسم عمي أبو زوجتي أكيد زوجتي بتقول سم باسم أبوي . . مرت ثلاثة أيام لم أعد أرى الكزابيس صرا أحلم بالزوااااج . . وثالث يوم كنا جالسين أنا وعمي ونادوا باسم عمي قام فرحان ومبسوط ويقول أكيد هذا مدير السجن رد على رسالتي غريب .. الناس اذا سمعوا صوت العسكري يخافون ، وهذا نط فرحاااان وفعلا .. لقي العسكري ومعه ورقة بالموافقة وطلب مقابلتنا اليوم الثاني . . وليلة نمت فيها .. فرحاااان .. رغم انتظار القصاص . . وفي الصباح نادوا باسمي واسم عمي ورحنا بالسلاسل للادارة ومن خلف شبك كلمنا واحد مسئول وش ها الرسالة اللي كتبتوها ؟ قال عمي : باموت .. وودي أشوف بنتي متزوجه قبل ما أموت .. وهذي أمنيتي قال المسئول وهو يناظر فين : وأنت عريس الغفلة ؟ قلت : أيوه ضحك .. وقال طيب هو بنتك موافقه ولا لأ قال عمي : أكيد بتوافق، لأنها ما تخالف شور أبوها قال المسئول : طيب عبي هذه الأوراق والبيانات وبنرسلها لبنتك ونشوف رأيها عبى عمي الأوراق ورجعنا لعنبر 14 . . فرحانين .. وبنطير أنا وعمي من الفرح كانت الأحداث تمر بسررررعه وحالتنا النفسية ارتفعت بشكل ما تتوقعه وعشنا ثلاث أيام ثانية نسينا الدنيا ومافيها وعمي كل يوم يقول لي بتشوف بنتي ما تعصي أمري ورغم سعادتي وفرحتي الا أني شعرت بتأنيب الضمير وخفت أكون ظالم .. كيف أتزوج البنت وأخليها تحمل مني .. وبعيدن أموت وأتركها تتعب وتعاني بعدي . . ترددت ما قلت لعمي .. أريد الزواج .. وضميري رافض ماقدرت أصارح عمي وماقدرت أرتاح . . لكن الغريب ان شبح القصاص غاب عن مخيلتي وحل محله .. الزواج وأكثر من كذا ظهر بصيص من الأمل في النجاة من القصاص زكنت أقول في أعمااااقي يمكن اذا تزوجت وخلفت ربنا يرحمني برحمته وينجيني من القصاص كيف .؟ ما أدري ! . . وبعد ثلاثة أيام جت بنت عمي .. في زيارة له وخرج لها وقابلها . . وأنا جالس أنتظر الرد ساعة كاملة كأنها .. ألف سنة . . عشت أحلام وخيالات .. الى حد الجنون تخسلت اننا تزوجنا وخلفنا .. وخرجت من السجن .. و.. وو ورجع عمي وقال وهو باقي خارج الزنزانة ينتظر العسكري يفتح له الباب يدخل يا عبدالباااااري .. ياعريس اليوم يومك . . جيت بسرعة وأكلمه من ورا الزنزانة وش السالفة بشر قال : أنا قلت لك ، بنتي وآعرفها ماعمرها قالت لي لأ فرحت .. شعرت بالرغبة في البكاء خنقتني العبرات .. بكيت ضحكت .. صرخت .. عشت لحظات فووووق الخيال . . في تلك الليلة سوينا حفلة زفاف مقدما أنا وعمي .. وزملاءنا في العنبر رقصنا .. وطلبنا عشاء وسهرنا الي منتصف الليل كانت ليلة .. تسلل الفرح الى قلوب يسكنها الحزن والحسرة تسلل الفرح الى قلوب نسيت طعم السعادة وذهب الجميع للنوم وبقيت أنا في فراشي أحلم . . ومرت الأيام ونحن في اجراءات تنسيق مع ادارة السجن واتصالات عمي ببقية أولاده حتى تقرر اقامة الزواج في قاعة السجن وتحت الحراسة المشددة ولا يحضر سوى عمي وأنا والعروسة واثنين شهود من ادارة السجن وجاء المأذون .. وتزوجت تـ ـز و جـ ـت .. أنا تزوجت . . وكان فيه نظام في السجن يسمح للسجناء بالخلوة بزوجاتهم مرة في الشهر وفعلا دخلت بزوجتي ومرت الأيام وجاءت البشرى حملت زوجتي . . وتمررررر الأياااام والشهور وتخلف ولد وبعد ولادته بأسبوع تم القصاص بعمي تصدق ياسعيد يوم نادوا باسمه للقصاص ما قدرت أخرج أسلم عليه سويت نفسي نااايم وأناظر من تحت البطانية شفته خارج .. ولازالت فرحته بحفيده من ابنته مرسومه على وجهه . . وغااااب عمي عن الحياة وسميت ولدي على اسم عمي . . حياة غريبة . . بقيت في السجن هذا اليوم .. والأيام اللي بعده بين فرحة الميلاد .. وحزن الممات . . ماقدرت أشوف ابني 3 شهور وبعد محاولات جات زوجتي تزورني وجهزوا لنا الخلوة الشرعية وجلست معها ومع ابني .. لحمي ودمي ما عرفت وش آقول لها أبارك لها وأبين لها اني فرحااان ومبسوط على سلامتها وعلى ولدنا ولا أعزيها وأبين لها اني حزين على أبوها . . ما تكلمنا ساعة كاملة الا كلمتين كيفك .. طيبه وأنت .. الحمدلله . . تعلق قلبي بالصغير ولأول مرة في حياتي أحس باحساس الأب وتذكرت أبوي وقلت في نفسي معقوله أبوي كان يحبني كذا أكيد .. مافيه أب مايحب ابنه ولكن التعامل الخطأ .. والأسلوب الغلط في التربية يسبب الضياع مثل ما ضيعني أسلوب أبوي . . وقلت في نفسي الحمدلله ان أبوي علمني درس وان كان ربي كتب لي العمر .. ماراح أكرر غلطة أبوي . . رجعت لزنزانتي .. وقبي وراي مع زوجتي .. وولدي أحس اني انسان ظالم ومظلوم في نفس الوقت كيف ما أدري .. . . رجعت لزنزانتي وأنا لا أعلم كيف ستسير بي الأيام لكن تصدق كنت أحس اني راح أخرج أحس ان فيه عفو من القصاص . . وطلعت حكايتي في الجرايد محكوم عليه بالقصاص يتزج خلف القضبان وأصبحت حكايتي في السجن مشهورة حتى العسكر والمسئولين صاروا يعرفونني . . تغيرت حياتي بعد الزواج والخلفة أصبحت أفكر في الحياة أصبحت أفكر في المستقبل حتى أني أصبحت أفكر في مشاريع تجارية . . وحدث ماكنت أتوقعه أهل المقتول .. سموعوا بحكايتي .. وأني تزوجت وخلفت وعفوا عني وجاءني الخبر . . بكيت مرة أخرى فرحت .. ضحكت صرخت . . كنت بين مصدق ومكذب ولكن التصديق كان أقور وفعلا أتى العسكري لينادي باسمي وقال لي مبروك يابو .... عفو . . وجاءني زملائي في الزنزانة يباركون لي وبدأت أحلامي تكبر وبدأت أشعر بالحياة تجري في عروقي اليوم هو يوم ميلادي اليوم هو يوم السعادة اليوم أنا انسان جديد . . وأنتظرت الاجراءات الرسمية وتوقيع أهل القتيل على التنازل في كتابة العدل . . وأخرجوني من العنبر 14 وجابوني عندك هنا عنبر 7 . . وأنتظر كم يوم وأخرج . . سكت عبدالباري . . وبدأ عقلي في الدوران والتفكير والخيال والتعلم من تفاصيل حكاية عبدالباري كانت هناك اضاءات تسطع في أعماقي وأنا أعيد شريط حكاية عبدالباري . . سأترككم تراجعونها
خطوات تتحرك كل يوم نحو أهدافها . . قبل أن أستمر في اجترار ذكرياتي أحببت أن أذكركم بأن...
هذا الانسان يجسد كلمة ( له عمر ثاني )

امله العظيم بالله عز وجل تحقق وحقق له ما يرجوا من الله تعالى

فلله الحمد والمنة

دعوة خاصة لك وللاستاذ الفاضل في سجودي ان شاء الله بأن يحفظكما الله ويرعاكم وينفع بكم عباده ويجعلكم هداة مهتدين صالحين مصلحين ويرفع درجتكم في عليين

جزاكم الله خيرا
شجره طيبه
شجره طيبه
موضوع رائع

اثرت فيني قصه العم يوسف الله يعجل بفرجه امين
ام يارا القمره
قصص مؤثره جداااا يالله تقطع القلب ولها من العضه والعبره الشئ الكثير حسبي الله على كل ظالم والله ينصر كل مظلوم ياترى وش صار على ابو ناصر هل رجع له ولده وعلى جاسر وفيصل هل ظهرت براءته تفكير يراودني كثيرااا اريد الاجابه عليه وماذا سيحدث للعم يوسف فاعيش قلق وتوتر بسبب الانتظار اني متشوقه جدااا لبقية القصه وشوقي اكثر لاكمال القصه واتسائل هل ياترى قصة اخي السجين من بين قصص الاستاذ سعيد ودروسه فاي سجن كان فيه الاستاذ سعيد وهل لعنبر 17 محطه للاستاذ سعيد
قصص مؤثره جداااا يالله تقطع القلب ولها من العضه والعبره الشئ الكثير حسبي الله على كل ظالم والله...
مااسم اخوك السجين وراح اسأل الاستاذ سعيد سبحان الله وش الصدفه
الرجاء ارسالي على الخاص اسم اخوكي لكي استفسر سبحان الله وهذا وحده معنا كان اخوها يعرف الاستاذ سعيد
ام يارا القمره
يلا وبداء قصه العم يوسف وحاله مع ابنه العاق ريان اه ياقلبي
ام يارا القمره
رغم حماسي وخوفي في البداية

الا أن الوقت يصبح مملا وكئيبا

أشعر بالاختناق .. فالوجوه تعلومها

مسحة من الحزن والألم في الغالب

واللغة المتداولة قذره .. حتى أني أعتدت عليها

وليس هناك قانون .. البقاء للأقوى

.
.

وكلما أنتابني الاحساس بالضيق .. لجأت الى ركن منعزل

لأسكن مع ذاتي .. وأدخل في مساحات من التأمل

تسرقني من صقيع الواقع ..

الى أبعد نقطة في خيالي

لأجد ذاتي هناك

.
.

أعترف أن تلك الأيام كانت بداية التعارف

بيني وبين ذاتي المشروخة

المسكونه بالألم

ويمكن تصدقوني اذا قلت لكم

أنها قد خنقتني العبرات حين

جلست مع ذاتي لأول مرة

حيث وجدتها أشبه بطفلة يتيمة

قسى عليها الزمن .. فبدت شاحبة الوجه

مثقلة الخطى

.
.

كانت تلك ذاتي بعد مضي شهرين تقريبا

على دخولي عنبر 7

.
.

ولولا وجود هدف وضعته خلال وجودي

في السجن .. وهو أن أكتسب خبرة عملية

وأستفيد من خبرات وتجارب الناس

هنا .. لولا ذلك كنت قد مت كمدا

.
.

وليس شرطا أن يكون موتي

بتوقف الحياة في جسدي

ولكن هناك نوع آخر من الموت

رأيته هنا

.
.

انه موت من نوع آخر

لا أعرف كيف أصفه

ولكني وجدت أناسا

يسيرون ويتكلمون ويأكلون ويشربون

ولاشيء آخر .. لا أهداف ولا أحلام

ولاطموحات .. ولارؤية .. ولا رسالة

لاشيء .. أبدا

سوى الأكل والشرب والنوم

.
.

أليس هذا نوع من أنواع الموت

.
.

.
.

.
.

عذرا فقد بدأت ذاتي تأخذني من الناس هنا

العم يوسف

تذكرته

.
.

انه هناك في السطوح

يرقب الحركة .. بصمت

وكم أشعر بالنشوة تهز أعماقي

حين أقرأ السعادة في عينيه

كلما رآني .. وتلك الابتسامة التي

يرسمها على وجهه

.
.

رجعت اليه .. وصعدت السلم

ليفسح لي المكان

ويمد يده ليضعها على يدي

معبرا عن سعادته بقدومي

.
.

جلست معه وأنا أفكر في نفس

السؤال الذي تفكرون فيه

لماذا فعل رياااان كل هذا ؟

كنت أشعر في أعماقي بأن هناك جزء

مفقود في الحكاية ..

.
.

وبدأت كعادتي الحديث بشكل عام

عن الأوضاع .. وبعض الطرف

والذكريات

.
.

ثم أقترب من حكايتي

وأسباب وجودي هنا

ليتشجع ويحكي

وقد شعرت بأنه سيحكي

عندما بدأت ملامح وجهه في التغير

وبدأت نظراته تتوه في جدران الزنزانه

.
.

قال وبحرقة

( الله يهديك ياريان )

.
.

سكت .. لم أفتح شفتي !!

أنتظر

.
.

زفر زفرة عميقه

وكعادته .. عض على شفته السفلي

وأغمض عينيه .. لتخرج دمعة يتيمة

يهز رأسه بعدها

.
.

ويسود الصمت .. ثواني

حسبتها سنين

.
.

لتخرج زفرة كبيرة .. ويخرج معها

كمية كبيرة من الهواء .. محملة بالألم

.
.

ويفتح عينيه

ويقول


.
.

تعرف ليش !

هزيت رأسي .. دون كلام

قال

ريان من يوم تزوج وهو يبي نصيبه في الميراث

عشان يبتني عليه بيت

وأنا قلت له أصبر شوي

لأني مابعد قسمت الورث بينين وبين خوي

.
.

وقررت اني أتصدق بقطعة أرض على الطريق

للأوقاف عشان يبنون عليها مسجد

وقف صدقة لأمي وبوي

الله يرحمهم

.
.

وموقع المسجد اللي نبي نسويه

موقع ممتاز لأنه على الخط ويصلح تجاري وسكني

لكن أنا أشوف انه بيكون أحسن لو خليته مسجد

عشان الناس يمرون عليه والمسافرين

.
.

وطبعا أعترض ريان

وأصريت أنا

ومادريت بنيته الين جاني الخبر

بعد مادخلت السجن أنه زور أوراق

مبايعه بيني وبينه على اني بايعه الأرض

وفي يوم جاني العسكري

وقال أنت مطلوب في كتابة العدل عشان

المبايعه بينك وبين ولدك

ريان يوسف

.
.

طبعا انصدمت .. ومابينت

الين رحت لكتابة العدل

ولقيت ريان عن الشيخ

ولا سلم علي

ويوم سألني الشيخ

هل بعت ولدك ريان الأرض

قلت نعم ياشيخ

لكني أبي أرجع في البيع

.
.

عشان ما أورط ريان .. ولاتروح الأرض

وخرج ريان حتى ماطالع في وجهي

.
.

الله يهديه ويصلحه

.
.

توقف العم يوسف

وبلاوعي مني

اقتربت من العم يوسف

وقبلت رأسه

بكيت

حينها

.
.

شعرت بحجم المعاناة

يالظلم الأقارب

.
.