>قصتي والنقاب<...(حملة حجابي عفافي)

الملتقى العام

قال تعالى ( وَقُل للمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِن وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن
إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن ]


السلام عليم ورحمة الله وبركاته

أخواتي وحبيباتي....

تردت كثيرا لكتابة هذا الموضوع لكن حمله ججابي عفافي شجعتني ان اسرد عليكم قصتي مع النقاب




نشأت في مصر وكما لا يخفى على احد منكم ما مرت به مصر من فساد وافساد خاصة في التسعينيات من القرن الماضي ووائل القرن الحالي



فكانت المعتقدات التي تحاصرني انا وبنات جيلي والمجتمع ككل ان النقاب هو حجاب العقل الذي لم ينزل الله به من سلطان كما ان المنتقبات ارهابيات مكانهم في السجون والمعتقلات و كان دائما تشن هجمات شرسة على النقاب من الاعلام الفاسد واكيد كان يؤثر علي وعلى كل من حولي


ولكن بالرغم من هذا كنت _ولله الحمد_ على قدر من الدين وكنت لا البس لباس مكشوف ابدا ولا يظهر مني الا الوجه والكفين وكانت ملابسي فضفاضة لا تصف ولا تشف وكنت ارتاد المسجد الذي بجوار منزلي وكنت احب الجلوس فيه كثيرا


وفي ليلة _لا انساها ابدا_وهي ليلة 22 رمضان ولا اتذكر في اي عام هجري ولكن في عام 2002 ميلادي رأيت رؤية بأن أحدهن تجلس في مسجدي الذي اعتدت عليه وفي نفس مكاني وتقول لي لماذا لاتنتقبي ؟؟؟؟ يجب ان تنتقبي!!! وحينما استيقظت كان اذان الفجر كنت مندهشة جدا لم أفكر في يوم من الايام أن ألبس النقاب



وفي صباح اليوم التالي ذهبت الى الجامعة وكنت ابكي بشدة ولا ادري لماذا ابكي وعندما رآني اصدقائي رويت لهم ما رأيت واختلف كلامهم فالبعض قال انتقبي والبعض قال اضغاث احلام لا تلقي لها بالا الى ان قالت لي صديقتي الحميمة اسألي شيخ المسجد وذهبت وسألت الشيخ وفاجأني لأول مرة في حياتي عندما قال ان النقاب فرض

أخذت كلمته وكأن جبل سقط على صدري كيف ان النقاب فرض وما الذي نتعلمه في مدارسنا اذن كيف بأمي وأخواتي وعماتي خالاتي لا يرتدين النقاب اذا كان فرض
وقررت أن أسأل شيوخ آخرين وكانت الاحابات تدور حول فرض النقاب


ولم اكتفي بذلك وانما بحثت بنفسي في كتب اهل العلم وكانت مكتبة الاسكندرية في بدايتها مفتوحة افتتاح تجريبي وكانت بجوار الجامعة فكنت استغل اوقات بين المحاضرات واقرأ في الكتب الاسلامية التي تخص النقاب ككتاب "ففروا الى الله" وكتاب "تاريخ النقاب"وكتب اخرى عديدة


وبعد دراسة وافية خرجت بنتيجة واحدة "هي اني يجب ان أخوض حرب من أجل النقاب فلا تعتقدون ان الامر هين فالعائلة ترفض المبدأ أصلا والمجتمع ايضا
ورجعت الى بيتي وكنت اقول لأمي على كل ما افكر فيه وفي هذا اليوم قلت لها اني سأرتدي التقاب لم تعلق أمي لأنها كانت ترى اني كل يوم أعود لها وانا اكثر اقتناعا من ذي قبل ولكنها لم تكن راضية كما انها كانت تعلم ان والدي سيرفض
وبدأت اعرض الموضوع على والدي كان يعارض بشدة ولكن مع تصميمي استجاب لأن كل حجة لديه كان لها الف اثبات وبرهان عندي لأني أعددت كثيرا لهذا اليوم

وفي يوم السبت 10 صفر 12 ابريل 2003 نزلت لأول مرة في حياتي مستورة الوجة بداخلى رهبة قوية ولم تكن هذه هي النهاية بل البداية
فقد انتصرت على كل من حولي لكن بقي نفسي والشيطان اللعين
فبعد قليل شعرت بان النقاب ثقيل كالجبل فلا استطيع التنفس بحرية ولا استطيع الرؤية بشكل جيد ما الذي فعلته في نفسي؟؟؟؟
ولكن سرعان ما استرجعت قوتي الايمانية وان الموضوع تعود ليس الا
ووصلت الى الجامعة ليستقبلني اصدقائي بالدهشة والاستنكار وبدأت سلسلة من الاسئلة السخيفة
كيف ستدخلي الامتحانات بهذا الزي ؟؟؟
كيف ستجدين عملا وكل الاماكن ترفض المنتقبات ؟؟؟؟؟
كيف ستتزوجين وانت هكذا ؟؟؟؟
واسئلة كثيرة جدا كلها تشير الى نتيجة واحدة ان حياتي توقفت في هذا اليوم وعدت الى البيت وانا ادعو الله ان يهديني الى الصواب وييسر لي امري ويثبتني

وكل مارآني احد كانت الانتقادات السخيفة تلاحقني وفي يوم الثلاثاء كنت قد انهرت تماما وكنت مع صديقة لي اشكو لها ما اتعرض اليه كل يوم بل كل ساعة وقلت لها اني لا استطيع ان اكمل واني سأعود كما كنت ........ وجزاها الله خيرا قالت لي اثبتي انها ابتلاءات من الله سبحانه وتعالى وارجعي الى الله واحتسبي الاجر



وفي يوم الجمعة ذهبت الى الصلاة وكنت ابكي وفي كل خطوة ادعو الله "يا رب ثبتني " وما ان ذهبت الى امسجد حتى انفجرت في البكاء وانا اصلى تحية المسجد ثم صعد امام المسجد الى المنبر
وكانت الخطبة عن آخر شيء يمكن ان اتوقعه في هذه اللحظة






كانت الخطبة عن النقاب وكيف أصبح غريبا في مجتمعنا وكيف اصبحت المنتقبة تعاني في المجتمع وكان بين كل مقطع من الخطبة وآخر يقول الخطيب "اثبتي ايتها الاخت المؤمنة فأنت على الحق" وكأنه يخاطبني وكأن الخطبة كلها كانت لي
وجدير بالذكر ان وقتها كان النقاب من المواضيع الشائكة التي لا يتجرأ شيخا او اماما التطرق اليها

ومنذ ذلك اليوم لم افكر في لحظة ان اخلع لباس التقوى واكرمي الله من بعده بكل ما تمنيت واكثر كما اكرمني بان اعيش في بلاد الحرمين واسير في الطرقات دون ان اشعر اني غريبة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا . فطوبى للغرباء
الراوي:أبو هريرةالمحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:145
خلاصة حكم المحدث:صحيح




وأخيرا اود ان اوجه كلمة لكل من تترددفي لبس النقاب توكلي على الله واستعيني به واخلصي نيتك لله وحده هو وحده القادر على ان يثبتك ويرفع قدرك ولا تلتفتي لشياطين الانس والجن ابدا واعلمي انك تجاهدين بلباسك هذا لنشر الاسلام

واوجه كلمة لمن تتهاون في النقاب وتتفنن في ابراز مفاتنها فتكحل العينين وتبرز اليدين وتضيق العباءة اتقي الله فكل ما حدث لي من مصاعب وابتلاءات لكي ارتدي النقاب وانا في بلد مسلمة فما بالك بمن تنتقب في بلاد الغرب وانت تتهاونين فيه !!!!!!!!!كم اتعجب من أمرك!!!!!! ارجعي الى الله والزمي زينتك في بيتك واعلمي انه من ترك شيئا لله ابدله الله خيرا منه



72
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

آطيـاف الماضي
الله يثبتنا واياك على الحق ..
جزاك الله خير ..
أبتسامة جذابة A&K
جزاك الله خيرا
اسلووب وطريقة سردك جميلة
لاحرمنا الله واياكي الاجر

تـــــم التقييم
مدام شانتيل
مدام شانتيل
مؤثره قصتك
الله يثبتك وينصر الاسلام والمسلمين..
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك الاسلام والمسلمين..
سبحان الله وبحمده..
عزه العمري
عزه العمري
رفع الله قدرك
lean1
lean1
الله يثبتنا واياك على الحق .. جزاك الله خير ..
الله يثبتنا واياك على الحق .. جزاك الله خير ..
الله يثبتك وجزيتي خيرا لطرح قصتك