قصه انتقام في عالم الجن &&

الترفيه والتسلية

الجزء الرابع



خالد : إذا أنتم من كان يضع الرسائل ؟
هوران : نعم شمّار هو من يضعها
أحمد : ومن شمّار هذا
هوران يمكنكم أن تقولوا عنه وزيري فهو الوحيد الذي أثق به
خالد : ثم ماذا ؟ ما الذي ستفعلونه بنا ؟
هوران : للأسف لابد من سجنكم
احمد : لماذا تسجنوننا ؟ وكم المده ؟
هوران : لأنكم قتلتم ابني ستسجنون من الأن إلى السنة القادمه
خالد : وهو يبكي سنه ان هذا كثير
نايف : أوليس أفضل من أن يقتلوننا . رضينا بالحكم أيها الملك هوران
هوران : لا يحق لك ان تقرر فالمعنيون بالأمر هم خالد وأحمد
خالد : وماذا عن نايف ؟
احمد : نعم ماذا عنه ؟
الملك : للأسف لا يحق لي أن أقرر مصيره
نايف : لماذا ألست أنت الملك ؟
الملك : بلى لكن عاداتنا نحن بني الجان تختلف عن عاداتكم أيها البشر
نايف : وماهي عاداتكم ؟
الملك : عاداتنا أنه إذا كان المذنب شخص واحد فالملك يحكم عليه وإن كانو إثنان فالملك يحكم على أحدهم
والمتضرر يحكم على الأخر وإذا كانوا ثلاثه مثلكم فالملك يحكم على إثنان والمتضرر يحكم على واحد
أحمد : إذا أحكم أنت على نايف وخالد وأنا سيحكم علي المتضرر
الملك : للأسف لا أستطيع
خالد : لن نترك نايف لوحده فمصيرنا مرتبط معا
الملك : لا تدري قد يكون مصيركم أسواء من مصيره
نايف : انتظر ألست انت المتظرر سيكون الحكم لك
الملك : كلا فالمتظرر هي زيزفونه فهي امه
خالد : وأنت أباه
الملك : كلا لست اباه
احمد : إذا من يكون أباه ؟
الملك : أبوه هو الملك السابق
خالد : كيف ذلك هل تزوجت زوجة الملك السابق ؟
الملك : نعم فلقد ورثتها من الملك السابق
نايف : ورثتها ؟
الملك : نعم فعندما يموت الملك فجميع أملاكه تكون ورثا للملك الذي بعده ومن ضمنها زوجته وأولاده
الملك : هل تعلمون لماذا لم أقتلكم ؟
احمد : لماذا ؟
الملك : لأنه كافر
أحمد : ومالفرق فكلهم كفره
الملك : كلا فأنا مسلم وكذلك شمّار
نايف : ماذا عن زوجتك هل كانت مسلمه
الملك : كلا انها كافره
خالد : وما معنى ذلك هل ستتركنا لأنه كافر ؟
الملك : كلا فلابد من عقابكم ولو كان مسلم لقتلتكم

بكى خالد وأحمد وقال نايف :

لا تبكوا فسنلتقي إن قدر لنا ذلك
الملك : أتمنى ذلك
خالد : قلي أيها الملك لماذا اختارت زوجتك نايف ؟
الملك : لأنه أصاب عين خباب وتسبب له بالعمى
احمد : نحن أشد منه نحن قتلناه لماذا لا تأخذ أحدنا بدلا من ناايف
الملك : لا تستطيع لأنكم قتلتماه معا فعقابكما لا بد أن يكون عقابا واحدا أما هو فتسبب له بالعمى
الملك : أعذروني فلم يعد في يدي شيء أستطيع فعله
نايف : لا تقلقوا علي فلا أحد ينتظرني أما أنتم فلديكم أهلكم في إنتظاركم

صاح الملك ودخلوا حاشيته وأمرهم أن يضعوا خالد وأحمد في قفص ونايف في قفص أخر
بكى الثلاثه وودعوا بعضهم بعضا
وحمل الجنود قفص خالد واحمد وذهبوا بهم إلى السجن أما نايف فترك في قفصه
في السجن وضع الجنود خالد واحمد في أحد الزنزانات ووجدوا فيها احد الجان لكن له شكل غريب ومخيف
طويل جدا ورأسه كبير ولا يوجد به ملامح وكتفيه عباره عن قطعتي لحم تتدلى منها عظام تقوم بعمل اليدين
وله رائحه كريهه وجسمه كله مغطى بالشعر

إلتفت إليهم المخلوق وقال :

من أنتما ولماذا انتما هنا فنادرا ما يسجن البشر في سجون الجن
أما أحمد فلم يستطع الكلام وخالد مغمض لعينيه لا يريد أن يراه
فصرخ الجني : تكلموا أخبروني
فتكلم خالد وهو مغمض عينيه وقال : أنا اسمي خالد وهو احمد
لقد قتلنا ابن الملك وحكم علينا بالسجن إلى السنة القادمه
ضحك المخلوق وقال : كم عددكم ؟
فأجاب خالد : ثلاثه
فقال المخلوق : وأين ثالثكم لا أراه
خالد : حكمه سيكون بيد زوجة الملك
المخلوق : انكما محظوظان بعكس صاحبكم
خالد : لماذا ؟
الخلوق : لأن السنه القادمه ستأتي بعد اسبوع
وسيفرج عنكم بعد اسبوع . أما صاحبكم فلا أظن أنكم سترونه لأن زوجة
الملك قاسية القلب ولن تظهر له الرحمه
خالد : لن نتركه سنأخذه معنا
المخلوق : ومن سيسمح لك
خالد : لا يهمني سأأخذه ولو عنوه
المخلوق : احمق فعندما يريدون أن يرجعوك فسترجع دون ان تدري
ضحك المخلوق وبكى خالد وقد سقط امله الأخير في انقاذ نايف








انتهى الجزء الرابع ويليه الخامس ان شاء الله
الجزء الخامس

لم يدري نايف كم مضى عليه وهو في قفصه
فلقد سرح في خياله وتمنى ان يكون كل مامر به
مجرد حلم سرعان ما يستيقض من النوم فينتهي

باب قفصه كان مفتوح ففكر في الهرب لكن
من الذي يستطيع أن يهرب منهم قام وتوجه
إلى الباب وما إن أخرج رأسه حتى صرخت زيزفونه في وجه
أين من قتل إبني لاأريدك انت أريد من قتل إبني
تراجع نايف في خوف وزيزفونه تتقدم نحوه وفي يدها سلسله
وضربت بها وجه نايف بقوه فسقط فاقد للوعي ورمت السلسله
وأمسكت بشعره وأخذت تضرب وجهه في الجدار
وتركته ثم أحظرت قطعة قماش وأخذت تمسح الدم عن وجهه
وتقبل رأسه وهي تصرخ ولدي انت ولدي

استيقض نايف في الزنزانه وحاول ان يرفع يده
ليتحسس وجهه لكنه وجدها مثبته بالجدار وبجواره
وجد خالد واحمد ينظرون إليه فبدأ نايف بالحديث
نايف : الم أقل لكم اننا سنلتقي ان قدر لنا ذلك
خالد : ......
أحمد : ......
نايف :لقت تركوني مع امرأه مجنونه لقد حطمة وجهي
بسلسله كبيره حتى انني احس بأن اسناني كلها قد تحطمت
توقع نايف أن يضحكوا عليه أو أن يعلقوا على كلامه
لكن أيا من ذلك لم يحدث .
في هذه الأثناء فتح الباب ودخلت زيزفونه ومعها
أربعة أقزام يحملون معهم خناجروجوههم مغطات بالشعر
ولهم أرجل بثلاثة أصابع فقط
تكلم نايف قائلا
ماذا الأن هل ستقتليني أيتها العجوز
ألتفتت إليه زيزفونه وابتسمت له ابتسامه مليئه بالحنان وقالت :
كلا فأنت لم تقتل ولدي ونظرت إلى خالد وأحمد وأكملت :
أما هم فأقسم أن أذيقهم من العذاب ما يجعلهم يتمنون الموت
نايف : كلا دعيهم فالملك قد أصدر حكمه عليهم ولا يمكنك عصيانه
زيزفونه : حقا ؟!
وأخذت خنجرا من أحد الأقزام واقترب من احمد وقطعة أصبعه فصرخ احمد بقوه
بكى نايف وقال : كفى أرجوك دعيهم أنا من لك الحق بتعذيبه إن له والدةً تنتظره
قطعة زيزفونه يد احمد وقالت : وأيضا خباب له والدةً تنتظره
صرخ احمد وسقط مغميا ً عليه وأمرت الأقزام فأمسك كل واحد منهم بأحد أطرفه
ومسحت دم أحمد بثوب نايف وهو يبكي ويرجوها أن تتوقف وأن تتركهم وتفعل به ما تشاء
ضحكة زيزفونه وشقت صدر أحمد .
نايف يحاول أن يفك قيده حتى تقطع جلده وانهار وزيزفونه تخرج قلب أحمد وتأكله أمامه
نايف : أرجوك كفى لم أعدت أحتمل أرجوك دعينا لقد قتلت أحمد اتركي خالد اتركيني اتركينا
زيزفونه : سأتركه لكن بشرط .



نايف : موافق موافق لكن ارجوك دعينا الا يكفيك قتل احمد ؟
زيزفونه : قتله لا يكفيني فأنا أريد أن أعذبه قبل أن قتله فلقد إرتاح هو بعكسكم انتم
نايف : قولي لي ماهو شرطك ودعينا نخرج من هنا
زيزفونه : اقطع اطراف صاحبك
نايف : انه ميت لا أستطيع ذلك فديني يمنعني من التمثيل بالأموات
زيزفونه : ليس هو ،بل هذا
وأشارت على خالد الذي بدأ بالبكاء

نايف : كلا لن أفعل ذلك دعيه هو يقطع أطرافي
زيزفونه : إما أن تفعل انت أو أفعل أنا
نايف : كلا أرجوك دعيه أقتليني انا ودعيه
زيزفون : أخبرتك اما ان تفعل انت او افعل انا
نايف وهو يبكي : كلا لن افعل
زيزفونه : إذا أنا افعل
وامرت الأقزام وأمسكوا خالد وبداو بقطع اطرافه وهو يصيح
ونايف يترجا زيزفونه ان تتركه وهي تضحك إلى ان اغمي عليه

وبعد أن استيقض نايف وجد خالد غارقا في دمائه واطرافه مبتوره
وبدأ بالصراخ طالبا منهم معالجته لكن ما من مجيب
ودخل عليه الأقزام الأربعه برفقة اثنين من الجان لا ملامح في وجوههم
وفكوا وثاق نايف وحملوه خارج السجن وذهبوا به إلى قصر زيزفونه ووضعوه امامها
فطلب منها معالجة خالد
زيزفونه : سأعالجه لكن ان نفذت ما اطلبه منك
نايف : وماذا تريدين مني هل أقطع رأسه الأن ؟
زيزفونه : كلا ما اريده اقل من ذلك
نايف : وماذا تريدين ؟
زيزفونه : انتم قتلتم ابني وأريد من احدكم ان يكون ابني .
نايف بدهشه : ماذا ؟؟!!

انتهى الجزء الخامس يليه الجزء السادس ان شاء الله
الجزء السادس
زيزفونه : اريدك بالتحديد انت فلا استطيع الا ان اختارك

نايف : قولي فلا يوجد سواي فأحمد مات وخالد مبتور الأطراف

زيزفونه : كلا فكلاهما على قيد الحياة وما رأيته انت كان اثنين من من حكم عليهم بالموت

نايف : ماذا هل احمد وخالد بخير ؟

زيزفونه : نعم حتى هذه اللحظه وان رفضت فسأقوم بقتلهم حتى وان قتلني الملك

ارتجف نايف عندما سمعها تقول ذلك وتذكر اشكال الذين كانوا معه في نفس سجنه

عندما قتلتهم وقطعتهم

نايف : اثبتي لي انهم بخير واعدك ان انفذ طلبك

زيزفونه : حسنا ولكن تذكر سوف تبقى عندي مثل مدة عذابي

اتسعت اعين نايف وقال : هل تقصدين عشر سنوات ؟

زيزفونه : نعم عشر سنوات

نايف : مستحيل افضل الموت على ذلك

زيزفونه : وهل تفضل موت اصحابك ؟

رجعت تلك المشاهد اخل عقل نايف وتذكر صراخهم وبكائهم

نايف : موافق لكن عديني ان تطلقي سراحهم فورا

زيزفونه : اعدك ان اكلم الملك حتى يخفف الحكم عليهم

تذكر نايف ان الملك مسلم وارتاحت نفسه وقال

إن الملك قد حكم عليهم بالسجن سنه واحده

زيزفونه : اعرف هذا

استغرب نايف فعندما نطق الملك الحكم لم يكن في مجلسه احد سواهم فكيف علمت

نايف : لا يهم المهم اريد ان اطمئن عليهم

زيزفونه : موافقه إذا تعال معي


وفي زنزانة أحمد وخالد كان ذلك المخلوق يتحدث مع خالد ويخبره عن

بطش زوجة الملك وقسوتها وخالد يبكي أما أحمد فلا يزال يشعر بالصدمه

بعد أن أخبره خالد بما قال له المخلوق عن مصير نايف

المخلوق : لم يتبقى الكثير على موعد خروجكم

خالد : لن نترك نايف وحده

شهق احمد وقال : الن نراه مرة اخرى

خالد : اسكت قلت لك لن اعه حتى لو قطعوني فلن اتركه

المخلوق : هههه ومالذي تستطيع فعله هل ستهاجم القصر وتخرجه منه

خالد : سأفعل ذلك

احمد : نايف لن نراه ثانيتاً

خالد : قلت لك اصمت

المخلوق : ان اعصابه منهاره سيردد ذلك كثيرا

فتح الباب ودخل عليهم نايف وكان شكله مخيف فالدم يخرج من يده المجروحه وثوبه مليء بالدم

الذي مسحته زيزفونه فيه

صرخ احمد وخالد وانطلقا نحو نايف وعانقاه

وبكوا جميعا .

احمد : نايف انت بخير الحمد لله

خالد : الحمد لله . لكن هل ستسجن معنا

نايف : ........

خالد : اجب

نايف : لا ادري

احمد : نايف سنخرج قريبا جميعا

نايف : حقا الحمد لله

خالد : نعم الحمد لله اعدكم انني لن المس القطط بعد الأن

احمد : انا كذلك

نايف : ......

خالد : لماذا انت حزين ؟

احمد : نعم سنخرج قريبا لما لا تفرح ؟

سمعوا صوتا من خلف نايف يقول :

هيا بنا لقد رأيتهم الأن واطمأن قلبك

نايف : حسنا هيا بنا

خالد : لن تسجن معنا ؟

نايف : كلا

احمد : لا مشكله سنراك بعد اسبوع في بيتك

نايف وهو يبكي : اتمنى ذلك

خالد : انها دموع الفرح

خرج نايف من السجن وذهب لقصر زيزفونه

ودخل عليها وقالت :

اهلا بك يا بني هل إرتاح قلبك ؟

لا بد انك متعب تعال معي سأدلك على غرفتك

ذهب نايف مع زيزفونه إلى غرفة خباب

وتركته فيها وجلس لوحده وبدأ بالبكاء

كم تمنى انه لم يولد ولم يطارد تلك القطه

كم تمنى انه لم يعرف خالد واحمد الا بعد ذلك اليوم

المشؤم كم تمنى ان كل مايراه مجر كابوس سرعان ما ينهض من النوم ويرحل

وفي غمرة تفكيره بدأ النوم يداعب اجفانه وسرعان ماغط في نوم عميق

انتهى الجزء السادس يليه السابع ان شاء الله
الجزء السابع

استيقض نايف على صوت ضحكه

ولمح فوق رأسه امرأه تضحك وتذكر كل شيء

ثم اغمض عينيه وقال:

كم الساعه الأن ؟

لم يسمع نايف اجابه ففتح عينه ولم يرى أحد حوله

ونهض من مكانه وخرج خارج الغرفه ووجد احد الأقزام

فلما رأه القزم قال :

مرحبا بك يا سيدي تفضل هذه ملابسك

ستقام مراسم توديع أصحابك بعد قليل .

أخذ نايف الملابس ولبسها على عجاله وذهب مع القزم

إلى مجلس الملك ورأى الملك جالس على كرسيه

وبجانبه زيزفونه وبجانبها كرسي لا يوجد عليه احد

وأمامهم خالد واحمد .

وما ان رأى خالد نايف حتى صرخ :

اهلا نايف هيا بنا سيرجعوننا إلى عالمنا الأن

احمد : هذا صحيح لقد أخبرنا الملك بذلك الأن

قالت زيزفونه وهي تنظر إليه بحنان :

مرحبا بك يا بني اجلس بجانبي

التفت احمد وخال ونظرا إليها نظره كلها استغراب

أما نايف فبانت على وجهه نظره حزينه

خالد : مالذي يحدث ؟

احمد : لقد قلتم انكم سترجعوننا

هوران : نعم سنرجعكم لكن بدون نايف

خالد: لماذا بدونه ؟

زيزفونه وهي تبتسم :

كان من المفروض ان تبقوا للسنة القادمه لكن بعد ان وافق نايف على طلبي قرر الملك ان يفرج

عنكم اليوم

خالد : وماهو طلبك ؟

هوران : لقد طلبت من نايف ان يكون ابنا لها مقابل اطلاق سراحكم

اتسعت اعين احمد وخالد من الدهشه

نايف : اعذروني ليس بيدي شيء افعله غير هذا .

خالد : مستحيل لن اذهب بدونك

احمد : وانا كذلك

زيزفونه : لقد حرمتموني من ابني الأول لن ادعكم تحرموني من نايف

هوران : شمّار ارجعه إلى عالمهم

خالد : كلا لا نريد الرجوع نريد ان نبقى سويا اتركونا في السجن

احمد : نعم اتركونا معا او ارجعونا معا

زيزفونه : حقا تريدون البقاء هنا لأني اريد ان اعذبكم

احمد : لا يهم نريد البقاء

قاطعهم نايف صارخاً : كفى

التفتوا إليه جميعا ثم تابع

اني اريد منك ارجاعهم فلا تردي طلب ابنك

نظرت إليه زيزفونه بحنيه

احمد : كلا لا نريد الرجوع

خالد : نريد البقاء

نايف وهو يبكي : هل تريدين ان ترفضي طلب ابنك يا ... امي

صرخت زيزفونه بقوه وقالت :

امي يالها من كلمة جميله لم اسمعها منذ عشر سنوات

ثم تابعت وقالت :

شمّار ارجعهم إلى عالمهم

شمّار :امرك سيدتي

وخرج من خلفه خان اسود اللون وادرك الثلاثه انه نفس الدخان الذي افقدهم وعيهم

خالد : كلا لا اريد

وحبس انفاسه لكنه لا يستطيع الإستمرار في حبس انفاس وسمع نايف يقول :

سنلتقي بعد عشر سنوات ان شاء الله

سقط بعدها خالد غائبا عن الوعي ولحق به احمد

ثم امر الملك اثنين من حاشيته وحملا خالد واحمد

وطارا بهما نحو سقف المجلس ثم اختفوا

ثم امر الملك كل من في المجلس ان يتركوه ومن ضمنهم زيزفونه مع نايف لوحدهما

فتركوهما لوحدهم .

الملك : هل تدرك يا بني ما فعلته ؟

نايف : نعم ادرك ذلك

الملك : لا أستطيع ان اقرر عنك لكن سأخبرك عن حال الملكه طوال العشر سنوات التي مضت

بعد ان فقدت الملكه ابنها حبست نفسها لمدة شهر في غرفتها ولم تفلح محاولاتنا في اخراجها

وبعد شهر خرجت من غرفتها ثم طلبت ان يحظر لها طفل كي تربيه وتتخذه لها ولدا

واحظروا لها الطفل واخذته وبدأت في تربيته لمدة سنه من سنينكم وفي ذكرى وفاة ابنها

ضربت هذا الطفل إلى ان مات وفي كل سنه من سنينكم تفعل ذلك وللأسف انت ابنها الأن واليوم هو

يوم وفاة ابنها وستبدأ بضربك .

نايف : لا استطيع ان امنعها سأدعها تظربني حتى الموت فلعلي ارتاح بعد موتي

الملك : بني انها عشر سنوات ليست قليله

نايف : عندما قتلنا ابنها انتقمت منا بعد عشر سنوات صدقني تلك السنوات العشر

مرت كأنها يوم واحد وهذه السنوات العشر ستمر كأنها يوم واحد

هوران : بني هل قالت لك عشر سنوات ؟

نايف : نعم

هوران : هل تدري كم مضى على وفاة خباب ؟

نايف : عشر سنوات

هوران : في الحقيقه لم يمضي على موته سوى سنة واحده

نايف : ماذا تعني ؟

هوران : اعني ان مدة بقائك هي عشر سنين من سنيننا نحن الجان

نايف : هل تعني ...

هوران : نعم مدة بقائك هي 100 سنه

نايف : مالذي تقوله لا أريد ذلك

هوران : للأسف لقد اتفقت معها ونفذت هي الجزء المتعلق بها

نايف : 100 سنه هل سأبقى لديكم 100 سنه ؟

هوران : نعم

نايف : لن أرى احمد وخالد مرة اخرى ؟

هوران : للأسف نعم

انتهى الجزء السابع يليه الثامن ان شاء الله
الجزء الثامن
خرج نايف من مجلس الملك وذهب إلى غرفته ولمح شخصا يراقبه

فظن انه من حراس الملكه يراقبه حتى لا يفر

لم يهتم به نايف وواصل طريقه نحو غرفته وهموم النيا كلها فوق رأسه

ولما دخلها وجد زيزفونها داخلها ومعها واحد من الأقزام وهي تبكي وتصرخ :

اريد ابني خباب لقد قتلتموه لن اسامحكم

وضربت نايف مع رأسه بعصا كانت مع القزم

وسقط على الأرض وهو يصرخ من الألم واخذت تضربه

وتركله وهي تبكي وتقول : قتلتم ابني لن اسامحكم

سقط نايف فاقد للوعي ثم حملته وضمته لصدرها وقالت:

لا تتركني وحيده لا تمت يابني ارجوك وبكت
ثم وضعته على سريره وامرت القزم بأن يحضر لها قطعة قماش ووعاء فيه ماء

واخذت تمسح الدم من على وجه نايف وهي تصرخ:

لا تمت يابني

وتركته في غرفته

خرجت زيزفونه وامرت بعض خدمها بأن يحضروا الطعام لنايف

وذهبت للملك.

الملك : هل قمتي بضربه ؟

زيزفونه : كلا فانا لا أضرب ابني ابدا

ادرك الملك انها تكذب عليه ففي كل سنه تقول له مثل هذا الكلام

زيزفونه : لا أريد ان اتركه لقد قال لي يا امي

الملك : اتمنى ان يكون حياً

وفي غرفة نايف كان هناك شخص يراقب نايف وهو يبكي

ويقول : لماذا تفعل بك ذلك ؟ اتمنى ان تكون على قيد الحياة

فلم اراك سوى اليوم .

سمع الشخص تاوهات من نايف فأسرع يخرج من الغرفه

بقي نايف في سريره وتمنى الا تأتي زيزفونه وتضربه

فيكفيه ما اصابه حتى الأن .

خالد احمد ترى هل هم بخير ؟

هل أعادوهم كما وعدوا ؟

الف سؤال وسؤال بدأت تدور في رأسه

دخلت زيزفونه عليه ولما علمت انه بخير امرت خدمها

ان يحضروا الطعام وان يتشكلوا بأشكال الإنس حتى لا يفزع

نايف منهم .
احضروا الخم الطعام وطلبت زيزفونه من نايف ان يأكل منه

لكنه رفض وعلل ذلك بأنه لا يشعر بالجوع .

قالت زيزفونه : انك لم تأكل الطعام منذ ثلاثة ايام

تركته زيزفونه ولم تشأ ان تجبره على الأكل

تركت الطعام عنده حتى يأكل عندما يشعر بالجوع

ولم تكد تخرج حتى بدأفي الأكل ففي الواقع كان

يشعر بجوع شديد وكأنه لم يأكل منذ سنه

اتهى نايف من طعامه وحمد الله وغير ملابسه لأنها كانت

مغطاة بالدم وخرج لكي يستنشق الهواء وما ان خرج حتى احاط به اربعة

من الجن لابسين الدروع الحديديه وارتعب نايف منهم وقال:

من انتم وماذا تريدون ؟

اجابه واحد منهم : نحن خدمك وحراسك لقد امرنا الملك هوران بحمايتك

هدأت نفس نايف عندما عرف انهم مكلفون بحمايته من قبل الملك

واخبرهم انه يود الخروج لكي يستنشق الهواء فذهبوا معه

وما ان خرج خارج القصر حتى اتسعت عينه من الدهشه

فقد كانت تحيط بالقصر حديقه كبيره جدا ومنسقه تنسيق رائع

فقد رسم في مخيلته اسواء ممن قد شاهده فقد توقع ان يرى

الدماء في كل مكان وان يرى حيوانات قبيحه وقطط كثيره

أو أن يرى العضام أو بقايا اشلاء لكن ان يرى حديقه

غناء فلم يكن يتوقع ذلك ابدا .

وبعد مده رجع نايف إلى القصر واثناء عودته لمح شخص يراقبه

فوجد عند باب القصر زيزفونه تنتظره ولما رأته تبسمت له وقالت :

كيف حالك اليوم يابني ؟

نايف بخير شكرا لك يا سيدتي

زيزفونه : كلا لا أريدك ان تقول سيدتي قلي يا امي

نايف : حسناً

زيزفونه : قلها الأن ارجوك

نايف : حاضر يا امي

صرخت زيزفونه من الفرحه فقد سمعت الكلمه التي فقدتها منذ زمن طويل

دخلت مع نايف وذهبت لكي تريه القصر وهي في قمة السعاده

وفي اثناء تجوالهم في القصر طلب الملك زيزفونه وذهبت له

اما نايف فقد احتار في امر من يراقبه فهو يراقبه حتى وهو مع

زيزفونه ولو كان يراقبه بأمر زيزفونه فلن يراقبه وهو معها

تابع نايف تجواله مع الحراس حتى وصل السجون ودخلها

فلما مر بالسجن الذي كان به احمد وخالد تذكرهم وبدأت الدموع تنزل من عينيه

ورأى المخلوق صاحب احمد وخالد وسأل احد الحراس الذين معه من يكون

الحارس : انه احد الأسرى يا سيدي

نايف : اسرى ؟ هل بينكم وبين احد حرب

المخلوق : يمكنك قول ذلك يا سيدي

نايف : لا يهم فلنتابع

تابعو تجوالهم وبعد ان انتهوا رجع نايف إلى القصر ووجد هوران وزيزفونه في انتظاره

انتهى الجزء الثامن ويليه التاسع ان شاء الله
الجزء التاسع

هوران : كيف حالك اليوم يا بني

نايف : بخير شكرا لك يا سيدي

زيزفونه : هل انت متعب يابني ؟ هل تشعر بالجوع ؟

نايف : كلا يا سيـ... يا امي

شعرت زيزفونه بالسعاده وتابع الملك كلامه :

امل ان القصر اعجبك

نايف : انه رائع على الأقل ليس بالسوء الذي ضننته

هوران : اعتبره قصرك يا بني واعتبر مملكتي مملكتك

نايف : شكرا لك ياسيدي

زيزفونه : لما لا تذهب لتتنزه في المملكه يا بني

نايف : اريد ان اكتفي بالقصر يا ..امي

كان رفض نايف لأنه يتوقع أن يكون خارج محيط القصر مليء بالرعب

نايف : قلي يا سيدي هل هنالك حرب بينكم وبين اي مملكه أخرى ؟

هوران : ولما السؤال يابني ؟

نايف : قبل قليل كنت اتجول في السجوون ووجدت أحد المسجونين فسألت عنه فأخبروني انه اسير

هوران : انها قصة طويله يابني سأخبرك بها في يوم ما

نايف : حسنا اسمحوا لي بالإنصراف

زيزفونه : اذهب يابني وأيضا استعد للغداء معنا فاليوم ستقام مأدبه على شرفك

نايف : حاضر

ذهب نايف إلى غرفته ليستريح فيها ولما جاء وقت الغداء خرج إليهم وهو متوقع ان يرى

الأشكال التي رأها عندما وصلوا .

لكن ما رأه ادهشه فكل الحاضرين كانوا يشبهون البشر إلى حد كبير صحيح ان فيهم

بعض الإختلافات لكن ذلك لا يمنع انه يجلس بين البشر

وما ان جلس نايف بين هوران وزيزفونه حتى تكلم هوران وقال:

اهلا بكم جميعا في قصري اليوم احببت ان اعرفكم على ابني نايف

صاح الجميع معا : مرحبا بك يا سيدي نايف

لم يتكلم نايف ولم يجب عليهم ثم تكلم الملك وقال

إبدأو بالأكل

تتطاير العظام وصوت صراخ هنا وهناك وسقوط الأنيه في كل مكان

حياة الجن حياة فوضى فلن تختلف في وقت طعامهم هذا ما توقعه نايف

لكن مارأه خالف توقعه تنظيم شديد لم يرى مثله في حياته .

انتهى الجميع من طعامهم ورحلوا ثم احظر الطعام للملك وزوجته ونايف

بدأو بالأكل وكانت زيزفونه لا تأكل بل تطعم نايف بيدها ونايف في قمة

الخجل .

انتهوا من الطعام وذهب نايف إلى غرفته وبقيت الملكه مع الملك

وفي طريقه لاحظ نايف انه لايزال هنالك من يتبعه فأراد أن يعرفه

فمشى إلى ان وصل إلى حديقة القصر وتأكد من أنه لا يوجد احد فيها

وان الذي يراقبه قد تبعه سقط نايف على الأرض وتظاهر بأنه فاقد للوعي

انتظر عشر دقائق فلم يأته احد أراد ان ينهض فأحس بحركه فلم يتحرك

وأحس بأن هنالك يد ترفع رأسه ففتح عينيه فلما رأى الذي يتبعه

تعجب وقال : من أنتي ؟

انتهى الجزء التاسع ويله العاشر ان شاء الله

الجزء العاشر
كانت جميله جداً وبضياء طويله وشعرها يصل إلى منتصف ظهرها

وأعينها كبيره وفمها صغير بالمختصر كأنها فلقة من قمر .

زيزفونه : مالذي حدث لك لماذا سرحت بأفكارك

نايف : لا أعرف لكن من هي ؟

زيزفونه : عن من تتكلم ؟!

نايف : بعد ان انتهينا من الغداء وخرجت من عندكم كان

هنالك من يتبعني فقررت ان اعرف من هو فذهبت إلى

الحديقه ورميت نفسي على الأرض لمدة عشر دقائق

ولم اتحرك حتى اعرف من هو وعندما يأست وأردت

ان انهض من مكاني احسست بحركه من حولي وإذا بيد

ترفع رأسي وبعد أن فتحت عيني رأيتها صحيح انني لم أراها

ألا لثانيه إلا انها لن تمحا من ذاكرتي فلقد كانت جميله جداً

وبضياء طويله وشعرها يصل إلى منتصف ظهرها

وأعينها كبيره وفمها صغير بالمختصر كأنها فلقة من قمر

زيزفونه : من وصفك استطيع ان اقول انها عشتار

نايف : ومن هي عشتار ؟

زيزفونه : انها ابنة شمّار وزير الملك

وبدأت دموعها تسقط وتابعت :

لقد كانت مخطوبة ابني خباب

لاحظ نايف دموعها فأراد أن يغير الموضوع

فهو لا يريد تذكيرها بإبنها خباب فقال :

الجو جميل لما لا نخرج إلى الحديقه برفقت الملك هوران

زيزفونه : لا أدري فالملك مشغول

قال نايف وهو سعيد لأنه غير الموضوع فلقد كان يخاف من أن ترجع

زيزفونه إلى حالتها الأولى وتبدأ بضربه :

ارجوك يا امي اقنعي الملك

تبسمت زيزفونه وقالت : حسناً سنخرج بعد قليل

ثم رجعت إلى القصر فارتاح نايف فلم يكن ينقصه

ان تضربه من جديد .

خرج نايف مع الملك والملكه إلى الحديقه وبدأو بالتجوال فيها

كانت الملكه سعيده لأنها ترا ابنها يتجول معها

اقترب أحد الحراس من الملك وبدأ يهمس له في أذنه

اتسعت أعين الملك بقوه ثم ذهب إلى القصر وطلب من زيزفونه

أن تلحق به شعرت زيزفونه بالقلق و تبعته

أما نايف فقد بقي لوحده وبدأ يشعر بالملل وأراد أن يرجع للقصر

الا أنه لمح شخص يختفي خلف احد الأعمده

وتبسم فقد أدرك انها عشتار ابنة خباب

قرر ان يتكلم معها فبدأ بالكلام قائلا:

لن أتظاهر بفقدان الوعي مرة اخرى

اخرجي من مكانك يا عشتار

مرة دقيقه ولم تخرج فشك نايف انه قد يكون متوهم

اخرجي اريد ان اكلمك

خرجت عشتار من خلف العمود واقتربت من نايف الذي لم

يستطع الكلام فلقد رأى ما يعجز عن وصفه اللسان

عشتار : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نايف : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

عشتار : مابك لماذا تنظر إلى انت تحرجني

نايف : لا شـ ... لحظه هل قلتي السلام عليكم ؟

عشتار : نعم

نايف : هل أنتي مسلمه ؟

عشتار : نعم

نايف : لكن الملك قال انه لا يوجد غيره وغير والدك مسلمين

عشتار: الملك لا يعرف اني مسلمه حتى والدي لا يعرف ذلك

نايف : في كل يوم ارى شيء عجيب في عالمكم

عشتار : صدقني فلم ترا شيئا بعد

نايف : وهذا ما يجعلني لا اخرج من القصر

عشتار : عموما في الحقيقه أود أن اشكرك

نايف : على ماذا ؟

عشتار : لأنك قتلت خباب

انتهى الجزء العاشر يليه الحادي عشر ان شاء الله
الجزء الحادي عشر
نايف بدهشه : ماذا؟

ثم تابع : ارجوك اخفضي صوت فلا أريد لأي شيء أن يذكر زيزفونه بإبنها

عشتار : أسفه

نايف : لماذا تشكرينني على قتلي له ؟!

عشتار : قبل أن تقتلوه انت ورفاقك كانت امه قد أرادت تزويجي له

لم أكن اريده فهو كريه فاسق وايضا هو كافر .

نايف : وبقتلنا له اصبحت حره

عشتار والفضل لكم بعد الله

ضحك نايف وقال : صدق من قال مصائب قوم عن قوم فوائد

كان في القصر حاله من الفوضى فلاحظت عشتار ذلك وقالت :

يبدوا ان هنالك حدث عظيم فلم أرى القصر في هذه الحاله منذ

أن ولدت .

نايف : لا أدري فلنذهب لنرى .

ذهبوا إلى داخل القصر وما ان وصلوا إلى غرفة الملك حتى اوقفهم

الحراس ومنعوا عشتار من الدخول حاول معهم نايف لكنهم رفضوا

طلب منها نايف البقاء وهو سيدخل ليرى مالذي يحدث .

وما ان دخل حتى رأى الملك يبكي وكذلك من حوله

فسأل عن الخبر فأجابه الملك انهم عثروا على شمّار مقتول

لم يدري نايف مايقول أو مالذي ينبغي عليه قوله فهو لا يعرف أي شيء عن الأمر

فذهب إلى غرفته

ولم يخرج من القصر حتى لا يرى عشتار فهو لن يستطيع أن يخبرها

عن موت والدها .

جلس نايف على سريره وهو يفكر في شمّار

لماذا يشعر بالحزن لأجله ؟

ألأنه يعرفه ؟

كلا فلقد مات الكثير ممن يعرفهم ولم يحزن عليهم مثل هذا الحزن .

أم هو من أجل عشتار ؟

كلا فهو لم يرى عشتار سوى اليوم من المستحيل ان يكون تعلق بها

لدرجة أن يحزن لفقد أحبابها

أعلن الملك الحداد لمدة ثلاث أيام لوفاة وزيره

وبعد ان انتهت المده ذهب نايف للملك وتحدث معه

نايف : أرجوك أخبرني أيها الملك مالذي حدث لشمّار

الملك : بني انت الأن واحد منا فلا أظن أن هناك ما يمنعني من ان اخبرك القصه

نايف : تفضل

الملك : قبل سنتين كانت هنالك حرب بين مملكتنا ومملكة الطوشان

استمرت الحرب طويلا وفي أحد الأيام بعد إحدى المعارك نجحنا بأسر أبن ملك مملكة الطوشان


ومنذ ذلك اليوم والحرب متوقفه وبدأ ملك الطوشان يطلب منا أن نترك إبنه مقابل أن يتركنا

كان العرض جيدا وأردنا الموافقه لكن حدثت حادثت خباب فانشغلنا بها ونسينا امر الأسير

وقبل ثلاثة أيام قتلوا شمّار حتى يذكرونا بإبن ملكهم .

نايف : ولما لا تهاجمونهم ؟

الملك : نحن ضعفاء يا بني هم أقوى منا بكثير .

وفي هذه الأثناء دخل عليهم أحد الجان وقال:

هل تأذن لي يا سيدي هوران

الملك : مرحبا بك يا جقديس

دعني أعرفك على إبني نايف

إلتفت جقديس إلى نايف ونظر له نظرة فاحصه وقال :

مرحبا بك يا سيدي الأمير

نايف : مرحبا بك يا جديس

ضحك الملك وقال : إن اسمه جقديس وليس جديس إنه وزيري الجديد

نايف : إن أسمائكم صعبه

جقديس : لا بأس يا سيدي دعه يناديني بما يشاء

الملك : مالذي تريده يا جقديس ؟

جقديس : أريد أن أكلمك على انفراد

نايف : حسنا اسمحوا لي فسأدعكم لوحدكم

جقديس : أتمنى ان تنتظرني يا سيدي فأنا أريد أن أتعرف عليك أكثر

نايف : حسنا يا جد... جقديس انا انتظرك

خرج نايف من مجلس الملك وجلس ينتظر جقديس

وبعد نصف ساعه خرج إليه جقديس فلما رأه قال :

تأخرت

جقديس: أعذرني يا سيدي فأمور المملكه تقدم على كل شيء

نايف : لا يهم مالذي تريد ان تعرفه عني ؟

جقديس : إذا لم يكن لديك مانع ياسيدي فلنتجول خارج القصر

نايف : لقد مللت من الحديقه

جقديس : كلا ياسيدي أنا لا اقصد الحديقه بل خارج القصر كله

ارتعب نايف من الفكره فهو لم يخرج خارج القصر منذ ان بدأت حياته في عالم الجن

جقديس : لا تقلق ياسيدي فالمكان خاج القصر أفضل من داخله

نايف : هل تعني انه لا توجد انهار من الدم أو أشلاء وعظام بكل مكان

ضحك جقديس وقال : كلا يا سيدي فلن تجد سوى الغابات والأشجار والطبيعه الخضراء

نايف : إذا لماذا احبس نفسي في القصر هيا بنا

جقديس : تفضل يا سيدي

خرج نايف وجقديس خارج القصر واخذوا يتكلمون عن الإنس والجن

إلى أن أستأنست نفس نايف لجقديس

جقديس : تعال إلى هنا يا سيدي وانضر إلى هذا البيت

نايف : مالذي يميزه فهو بيت ككل البيوت

جقديس : تفضل ادخل وستعرف ما يميزه

دخل نايف إلى البيت مع جقديس

وما ان اغلق جقديس الباب حتى أحاط بنايف عدد من الفرسان

انتهى الجزء الحادي عشر يليه الثاني عشر ان شاء الله
الجزء الثاني عشر
احاط الجنود بنايف الذي لا يدري مالذي يحدث حوله

اما جقديس فق بدأ بالضحك بصوت كاد ان يوقف قلب

نايف من الرعب .

جقديس : لقد كان قدومك ايها البشري رحمةً لنا من الألهه

نايف : مالذي يحدث ؟

جقديس : لا شيء يحدث نحن فقط نخطفك لكي نستبدل بك أبن ملكنا

نايف : هل أنت من الطوشان ؟

جقديس : نعم انا من الطوشان انا من الشعب الذي سيحكم العالم وسيبدأ بمملكتكم

نايف : مالذي تريده مني ؟

جقديس : انا ؟! لا شيء

نايف : اذا اتركني فأنت لا تريد مني أي شيء

جقديس : صحيح انني لا أريد منك شيء لكن مليكي يريدك

نايف : ومالذي يريده مني ؟

جقديس : لما لا تصمت فلقد مللت من سماع صوتك

ثم أمر حراسه فكمموه ووضعوا غطاءا على رأسه

لكن جقديس امرهم أن يزيلوه وقال :

هل تدري مالذي سأفعله؟

قالها وبدأ جسده يتضخم إلى أن كاد أن ينفجر

ثم تساقط اللحم من جسمه بشكل مقزز فأغمض

عينيه بقوه وسمع صوتا يقول :

لا تغمض عينيك

تعجب نايف فلقد كان صوته هو لكنه مكمم فكيف يتكلم

فتح عينيه ورأى جقديس وتراجع من هول المفاجأه

فمن رأه ليس جقديس بل رأى نفسه كأنه يقف أمام المرأة

جقديس : قبل أن ترحل إلى مملكتي سأخبرك مالذي انوي فعله

سأذهب للملك بصفتي ابنه وأطلب منه اطلاق كرشنا إبن ملكنا سوبا

ثم سأطلب منه ان يسلم مملكته للملك سوبا لكي يأمن على شعبه

طبعا هو لن يوافق بسهوله لكني سأدع زيزفونه تكلمه فهي لا ترد لك طلبا.

ضحك جقديس بقوه وأمر جنوده بأن يحملو نايف ويذهبوا به إلى مملكة الطوشان

ذهب الجنود إلى مملكة الطوشان ودخلوا قصر سوبا ووضعو نايف امامه

رأه الملك وقال : ماذا يفعل هذا البشري عندي

قال احد الجنود : انه ابن الملك هوران

سوبا :ازيلوا عنه الغطاء


أزال احد الجنود الغطاء عن رأس نايف وأزال القماش الذي على فمه

لم تكن الرؤيه واضحه فلم يري نايف أين هو وعند من هو

فلما زالت الغشاوه عن عينه صرخ بقوه فما يراه أمامه لا يوصف

شعر اشعث ورأس كبير مغطى بالجروح ووجه مليء بالبثور

يداه صغيرتان جدا ولونه اخضر له جسم عظيم طوله يبلغ الثلاثة امتار

ومعه سوط كل هذا رأه نايف قبل ان يغمض عينيه

لم يأخذ ذلك سوى ثانيه واحده لكنها قد تكون اكثر ثانيه مرعبه في حياته

ضحك الملك وقال : ماذا اهذه اول مرة ترى فيها شكل الجن

كيف كنت ترى جن مملكة هوران إذا ؟

قال احد الحرس : بقد كانوا يتشكلون باشكال البشر ياسيدي

الملك سوبا : البشر البشر البشر كم اكرههم

ثم تابع قلي أيها الفتى ما اسمك ؟

لم يجب نايف فلقد كان خائف

صرخ الملك : قلي ما اسمك ؟

نايف : انك مرعب

ضرب الملك نايف بالسوط مع وجهه جتى خرج الدم منه

ثم أخذ يضربه ونايف يحاول حماية وجهه .

أمر الملك أن يوضع نايف بالسجن وأن يعذب بقسوه

والا يتركوه إلا وهو على وشك الموت .

اخذ الجنود نايف ورموه في السجن ودخل عليه جني

عظيم الخلقه أسود اللون له مخالب كبيره ومعه سيوف

فأشعل نارا ووضع عليها بعض الأوراق فبدأ الدخان يخرج منها

وأخذ نايف وعلقه بالسقف ثم أخذ أحد السيوف وغرسها في فخذه

فصرخ نايف بقوه فسحب الجني السيف وبدأ نايف يرجوه ان يتركه وهو يبكي

لكن الجني غرس السيف في كتفه فصرخ نايف صرخه أشد من الأولى

ترك الجني السيف ووضع نصل أحد السيوف على النار إلى أن كاد أن ينصهر من الحراره

ثم أخذه وذهب إلى نايف وأزال الملابس عن ظهره ووضع نصل السيف عليه

فصرخ نايف صرخةً قويه انزل الجني السيف وسحب من نايف السيف الذي في كتفه

ثم تركه .

بكى نايف من شدة الألم وبدأ يسب حظه فلماذا هو بالذات لماذا يعذب في كل مكان يذهب إليه

في قصر الملك هوران عذبته زيزفونه وفي قصر سوبا بدأ احد الجن بتعذيبه وطعنه بالسيوف

وتركه ينزف كم تمنى أن يموت وترتاح نفسه ثم تعحب كيف لم يفقد الوعي عندما كانت تعذبه

زيزفونه كان يفقد الوعي بعد ضربتين أما الأن فهو طعن مرتين وأحرق مره ولم يفقد الوعي

ترى هل تعود على ذلك ؟
كان نايف في منشغل بتفكيره ولم ينتبه إلى الذي معه في نفس زنزانته

إلى أن تكلم الذي معه وقال :

هل أنت بخير

نايف بخوف : من هناك من الذي يتكلم

صاحبه : مخلوق يشاركك نفس المصير

نايف : وأين أنت لا أراك

صاحبه : خلفك لكنك لا تستطيع رؤيتي

حاول نايف أن يلتفت له لكنه صرخ بقوه فلقد ألمه ظهره

صاحبه : ارفق بنفسك فجرحك مازال مفتوح

ثم تابع : قلي من أنت ومن أين أتيت ؟

نايف : انا شخص غير محظوظ فأي مكان اذهب إليه تحصل لي فيه مصيبه

صاحبه : مع ان إحضار البشر إلى هنا امر نادر إلا أن الملك سوبا يقتلهم فورا

إلا انه احتفظ بك ترى مالسبب؟

نايف : لا أدري لكني سمعت أحد رجاله يقول أنه يريد أن يرجعني مقابل ان يأخذ ابنه

من ملك مملكة هوران .

صاحبه : ولماذا يوافق ملك مملكة هوران فانت بشر لن يهتم بك

نايف : كلا فأنا الأن بمثابة ابنه لمدة عشر سنوات

صاحبه : مهلا هل أتيت من مملكة هوران ؟

نايف : نعم

صاحبه : أخبرني هل رأيتها

نايف بإستغراب : رأيت من ؟

صاحبه : عشتار

لم يري نايف مالذي حصل له فما ان سمع اسم عشتار حتى

أحس بالشوق يغمره وبدقات قلبه تتسارع وقال:

وهل تعرفها ؟

صاحبه : أعرفها ؟ لقد كان بيننا مشاعر لا تنتهي

صدم نايف وقال : هل تحبها ؟

صاحبه : إنني متيم بها

شعر نايف بالحزن يعصر قلبه ثم قال :

نعم لقد رأيتها

حاول أن يغير مسار الحديث فقال :

قلي ماهو اسمك

صاحبه : اسمي هو شمهور

نايف : مرحبا بك إسمي نايف

شمهور : إذا فهذا هو السبب الذي جعلهم يحتفضون بك

يريدون ان يرجعوك مقابل ابن ملكهم .

نايف : اظن ذلك

نايف : لقد كنت افكر قبل قليل عندما عذبوني في قصر الملك هوران

كنت أفقد الوعي بعد ضربتين أما الأن فأنا اطعن وأحرق بالنار ولم أفقد الوعي

شمهور : لا تظن أنك أصبحت أقوى

نايف : لماذا ؟

شمهور اتذكر عندما احرق الجني الأسود تلك الأوراق

نايف : نعم اذكر ذلك

شمهور : خرج منها دخان صحيح

نايف : نعم

شمهور : ذلك الدخان يجعلك لا تفقد الوعي وهو يستخدم في التعذيب

قاطعهم دخول الجني الأسود ومعه سياط

أراد نايف أن يتراجع لكنه كان معلق بالسقف

وقال : استعد يا شهمورفلقد جاء وقت التعذيب

قال الجني الأسود : من شمهور هذا

لا يوجد غيرك وغير هذا الأسير الأصم الأبكم

لم يدر نايف مايقول لقد كان يتكلم مع هذا الأسير قبل قليل

هل كان يتوهم ؟ كلا فهو متأكد انه كان يتكلم معه

نايف : لقد كنت أكلم نفسي وأشجعها

الجني : هل اسمك شمهور ؟

نايف : نعم

تمنى نايف ان الجني لا يعرف اسمه وقال:

ثم أخبرني أين هذا الأسير فلست ارى أحدا غيري

الجني : كلا يوجد هذا الأسير الذي خلفك

نايف :اي أسير ؟

دفعه الجني وقال : هذا

صرخ نايف من الألم الذي حس به في ظهره

نايف : انتبه ألا ترا اني مجروح ؟

الجني : حقا ؟

ثم ضربه بالسوط على ظهره بقوه

فبكى نايف من شدتها والجني يزيد في الضرب

حتى لم يستطع نايف الصراخ فقرر ان يتظاهر بالإغماء

أخرج الجني خنجر من حزامه وادخل نصلها في ظهر نايف

فلم يحس بها نايف لأن فقد الإحساس بظهره من كثرة الظرب

سحب الجمي السكين إلى الأسفل وترك جرحا طويلا في ظهر نايف

فلما تأكد انه قد فقد الوعي انزله وحمله إلى إحدى الغرف ووضعه

فيها وطلب من إحدى الجنيات ان تطببه فأخذت تمسح الدم عنه وتخيط

جروحه وما ان انتهت حتى خرجت وتركته استغل نايف تلك الفرصه

واسبل جفنيه فهو يشعر بالنوم وكأنه لم ينم منذ سنه.

بعيدا عن نايف الذي يعذب في قصر سوبا

وصولا إلى نايف الذي يعيش النعيم في قصر هوران

دخلت زيزفونه على جقديس في غرفة نايف

بابتسامتها الحنونه وقالت:

كيف حالك اليوم يابني

جقديس بارتباك : بخير ياسيدتي

زيزفونه :أخبرتك أني اريد منك أن تناديني بأمي

جقديس : حاظر يا امي

زيزفونه : ألن تتجول في الحديقة اليوم ؟

جقديس : كلا يا فانا أكره الحدائق

زيزفونه : مالذي حدث لك لقد كنت تقول أنها أجمل مافي القصر

جقديس بارتباك : حـ... حقا حـ... حسنا سأذهب لأتجول فيها شـ... شكرا لك يا امي

ابتسمت زيزفونه وودعها وذهب إلى الحديقه وهو يقول في نفسه :

لقد كاد أمري أن يفتضح

اللعنه على هذا الإنسي مالذي يجده جميلا في مجموعة من النباتات

تجول في الحديقه قليلا ولما أراد الرجوع جائته عشتار وهي تبتسم

له فلما وصلته قالت :

السلام عليكم

لم يدري جقديس ما يقول فلأول مره يسمع هذه التحيه ظن انها تحية اهل مملكة هوران

لكن بماذا يجيب عليها فقرر ان يقول مثل ما قالته

جقديس : السلام عليكم

ضحكت عشتار وقالت : وعليكم السلام

جقديس : وعليكم السلام

نظرت إليه عشتار وقالت :

مالذي حدث لك ؟

ارتبك جقديس وقال: مـ من انت ؟

عشتار وقد شكت في امره :

انا مازر الم تعرفني ؟

حاول جقديس أن يكون مرحا وقال :

اهلا يا مازر لقد تذكرتك الأن

اعذريني فالأمور اختلطت علي

عشتار: لا مشكله ربما لأنك لم تعتد على هذا المكان

جقديس : نعم تصوري لأول مره أدري أن في القصر حديقه

عشتار : نعم فأنا لأول مرة اراك فيها

ثم تابعت : والأن اسمحلي فلدي عمل

جقديس : حـ ... حسنا امر ان اراك مرة اخرى

وما ان رحلت عشتار حتى زفر بقوه وقال :

اللعنه لقد كاد امري ان يفتضح

من مازر هذه ؟

اما عشتار فإنها ذهب لتبحث عن زيزفونه

وما ان وجدتها حتى قالت :

اعذريني يا سيدتي أين أبنك نايف ؟

زيزفونه : انه في يتجول الحديقه لماذا تسألين ؟

عشتار : لأن الذي في الحديقه ليس ابنك نايف

انتهى الجزء الثاني عشر يليه الثالث عشر ان شاء الله
الجزء الثالث عشر

عشتار : لأن الذي في الحديقه ليس ابنك نايف

ضربت زيزفونه عشتار مع وجهها وسقطت عشتار على الأرض

زيزفونه : انه ابني لقد قال لي با امي لا تقولي انه انسي انه ابني

عشتار : كلا يا سيدتي انه ليس ابنك

ضربتها زيزفونه وقالت : كفى لا تقولي لي شيئا

عشتار: صدقيني ياسيدتي إنه ليس نايف بل هو شخص اخر

زيزفونه : ومن يكون ؟

عشتار : لا ادري لكني متأكده أنه ليس ابنك

زيزفونه : ولماذا انتي متأكده ؟

عشتار : اتذكرين لما جاء نايف واصحابه

زيزفونه : نعم اذكر

عشتار: في احد الأيام عندما ضربتي نايف ...

قاطعتها زيزفونه : لا يوجد ام في الدنيا تظرب ولدها

عشتار : أسفه

ثم تابعت : وجدته وهو فاقد للوعي وبدأت أنظف جراحه

ولاحظت ان جلد يده مقطوع بسبب السلسله التي ربط بها

زيزفونه : وماذا في ذلك ؟

عشتار : لقد قابلت نايف قبل موت والدي وكان الجرح موجود أما

عندما قابلته اليوم فكانت يده سليمه ولم يمسسها شيء

زيزفونه : ذلك لا يثبت أي شيء

عشتار : تعالي ياسيدتي وسأثبت لك ذلك

زيزفونه : حسنا مالمانع

عشتار : سوف أسألك عن اسماء اصحابه فقولي لي انك لا تعرفين

زيزفونه : حسنا

ذهبت زيزفونه مع عشتار إلى الحديقه ووجدو جقديس فيها

رأهم جقديس وحاول ان يبتسم وقال :

مرحبا امي مرحبا مازر

قالت زيزفونه لعشتار : من مازر هذه

عشتار : لقد قلت له ان اسمي هو مازر

زيزفونه : حسنا

حاولت زيزفونه ان تبتسم وهي تقول :

ماهي اخبارك يا بني

جقديس : بخير يا امي

عشتار : ترا ماهي اخبارهم

سألها جقديس : اخبار من ؟

عشتار : اصحابك

جقديس : اظن انهم بخير

سألته عشتار وقالت : ترى ماهي اسمائهم

هل تعرفينهم يا سيدتي ؟

زيزفونه : كلا لا أعرفهم

عشتار: اخبرنا بأسمائهم يا نايف

لم يكن جقديس يعرف اسماء احمد وخالد فارتبك وقال :

ميمون و دهمان

عشتار : شكرا لك

ثم تابعت : هيا بنا ياسيدتي

وما ان رحلوا حتى بدأت زيزفونه بالبكاء وقالت :

سأقتله اقسم ان اقتله بنفسي أين إبني ؟ مالذي حدث له؟

عشتار : إهدأي يا سيدتي فلنستشر الملك في ذلك

ذهبت زيزفونه وعشتار إلى الملك وأخبروه بالذي حصل

دهش الملك من الذي سمعه وطلب منهم ان يتركوه لوحده

ليفكر في حل للمشكله وما ان خرجوا حتى قال :

لابد من أن أتأكد بنفسي قد يكون بالموضوع خطأ

استدعى الملك نايف وطلب منه الجلوس

وما ان جلس حتى قال له الملك هوران :

بني أريد أن أسألك سؤال

جقديس : تفضل يا أبي

زادت شكوك الملك فليس من عادت نايف أن يقول له يا أبي

لكنه ليقطع الشك باليقين قال :

في ذلك اليوم الذي قتلتم فيه خباب كيف كان شكله ؟

جقديس لم يكن يتوقع مثل هذا السؤال كيف سيجيبه الأن

إن أكثر مايتشكل الجن بهم هم القطط والكلاب فأيهما سيختار ؟

اجاب جقديس بعد أن حزم امره :

لقد كانوا متشكلين بأشكال الكلاب

الملك : حسنا يا بني يمكنك الذهاب

خرج جقديس من عند الملك وذهب للسجون

وأمر الملك أن يراقب جقيس من بعيد

وعندما لاحظ مروره على السجن أدرك أن غايته فيه

لكن من يريد فلا أحد في السجن مهم

تذكر الملك إبن ملك الطوشان فعرف انه غاية نايف

فطلب من الحراس أن يغيروا زنزانة ابن ملك الطوشان

وأن يتشكل أحدهم بهيئته ففعلوا ما أمرهم به

دخل جقديس إلى السجن وسأل عن سجن ابن ملك الطوشان

ودلوه عليه فلما وصله قال له ابن ملك الطوشان :

مالذي تريه أيها البشري

جقديس : إنه أنا يا سيدي جقديس خادمك المطيع

ابن الملك : ومالذي تريده يا جقديس
؟
جقديس : أريد خلاصك من العذاب

ابن الملك : وكيف ذلك ؟

جقديس : دع أمر ذلك لي يا سيدي

ابن الملك : اخبرني كيف ؟

جقديس : لا أستطيع يا سيدي فقد يعرف أحد الخطه ويبلغ بها هوران

خرج جقديس من عند ابن الملك ووجد الملك هوران ينتظره فقال له :

مرحبا يا أبي مالذي تفعله هنا ؟

الملك : أريد أن أريك أخطر مسجون عندنا يا بني

جقديس : اليس هو الذي يجلس في سجنه وحيدا ؟

الملك : كلا فهناك منهو أخطر منه

جقديس : هيا بنا إذا

كانت الفرصه مناسبه ليطلب من الملك أن يفرج عن ابن ملك الطوشان

جقديس : أبي أري أن أطلب منك طلبا

الملك : تفضل يا بني

جقديس : قبل قليل كنت اتجول في السجن فرأيت احد المسجونين فسألت عنه

فأخبروني أنه أبن أحد الملوك وأن بينكم وبين هذا الملك حرب واريد منك أن تطلق

سراحه من أجل حقن الدماء .

الملك : يا بني من رأيته ليس ابن الملك لأن هذا هو إبن الملك

وأشار للسجن الذي أمامه .

انتهى الجز الثالث عشر يليه الرابع عشر ان شاء الله

الجزء الرابع عشر
لملك هوران : إن إبن ملككم هنا يا جقديس

جقديس : مالذي يحدث هتا ؟

أخبره الملك هوران بشكوك عشتار حوله وانها أخبرت

الملكه التي تأكدت بنفسها من أنك لست نايف

ثم أخبروا الملك الذي بدوره تأكد من ان نايف شخص أخر.

جقديس : إذا فقد كشفتم الأمر

الملك : مالذي فعلتموه بنايف ؟

جقديس : انه في قصر الملك سوبا

غضب الملك وقال : ولما أخذتموه

جقديس : أخذتم ابن ملكنا ولنا الحق في اخذ ابنك

الملك : ومالذي تريدون فعله

جقديس : حسنا سأخبرك

ثم تابع : كانت الخطه أن يتم خطف ابنك وان أتشكل بشكله

وأطلب منك أن تخرج ابن الملك سوبا وتسلم مملكتك حتى

تحقن الدماء .

ففي البدايه عندما كلمتك على انفراد أخبرتك أني سأسافر

لأقصى الأرض لفترة من الزمن . وبعد ان خرجت من عندك

ذهبت لأتجول انا وابنك خارج القصر وبدأت اتكلم معه

حتى اطمأن لي , ثم استدرجته إلى أحد البيوت التي كان يختبئ فيها

جنودي وما ان دخل حتى امسكنا به وأرسلناه إلى مملكتنا

أما أنا فتشكلت بشكله وجئت إليكم وانا في صورته

الملك : وأين نايف الأن ؟

جقديس : أنا لا أعلم الأن لكني متأكد بأنه بين يدي الملك سوبا.

الملك : إن كان بين يدي الملك سوبا فلابد أنه يعذابه عذابا

قاسيا لا يجب أن تعلم زيزفونه بذلك فلو علمت فستصاب بنوبة من الجنون .

خرج الملك من عند جقديس وهو مطرق برأسه يفكر..

لا يدري مايفعل فهو على يقين تام بأنه يجدر به التحرك بسرعه

وبسريه تامه وإلا فسوف تعلم زيزفونه بأمر نايف وسوف تصاب بالجنون

فطرأت في باله فكرة عجيبه فقرر ان ينفذها .

كان شعورا جميلا أن ترى اصحابك بعد تلك الشدائد التي واجهتها

كان هذا الشعور شعور نايف بعد أن رأى أصاحبه أحمد وخالد مرة اخرى

اخذ يتكلم معهم ويروي ما حدث له بعد أن تركوه .

وفجأه شهق بقوه فلقد أحس بأنه قد غطي بالثلج

ففتح عينه ورأى الجني الموكل بتعذيبه ومعه اناء فارغ فأدرك

انه قد سكب عليه الماء

وانه مازال في قصر سوبا

فقل له الجني : أرى انك استعدت عافيتك وانه حان وقت تعذيبك

شهق نايف وقال : ليس مجددا .

ضحك الجني وقال : سوف أستمتع بتعذيبك

حمله الجني وذهب به إلى السجن الذي فيه شمهور

وعلقه في سقف الغرفه وأشعل نارا ووضع فيها بعض الأوراق

أدرك نايف انها نفس الأوراق التي وضعها عندما بدأ بتعذيبه

فعلم انه سيعذب حتى يوشك على الهلاك .

في هذه اللحظه دخل احد الجنود عليهم وكلم الجني الأسود

قليلا ثم رحل .

فقال الجني الأسود : إنك محظوظ فالملك يريدك الأن

نايف بخوف : ومالذي يريد مني ملككم

الجني : فلتذهب لتسأله

نايف : لو كان الخيار لي فأنا أفضل البقاء هنا

ضحك الجني وقال : للأسف القرار ليس بيدك

ثم سحب نايف من شعره وذهب به إلى الملك

وما إن وصل حتى قال :

هل طلبتني وطلبت الأسير يا مولاي

الملك : نعم أين الاسير

صرخ نايف بعد أن رماه الجني عند قدم الملك

وبدأ الدم يخرج من ظهره وكتفه وفخذه بعد أن

تفتحت جروحه فقال الملك :

ماهكذا يعامل الضيف أيها السجان قالها

ووضع قدمه على رأس نايف وبدأ يمسحه على الأرض

ونايف يصرخ من الألم فأخذ الملك سوطه وبدأ يضربه

مع وجهه إلى أن خرج منه الدم وبدأ الملك يضحك ثم صرخ :

أين ابنتي فهي لا تريد أن يفوتها تعذيبه

فأخبره أحد جنوده أنها غير موجوده في القصر

ثم أمر أن يرجع نايف إلى السجن وأن يعلق في السقف

وأن لا يعالج إلا عندما يوشك على الموت

أرجع الجنود نايف إلى سجنه وهو ينزف

وعلقوه في السقف ولما خرجوا من عنده

قال شمهور : هل أنت بخير

فأجابه نايف بضعف : هل تراني كذلك ؟

شمهور : عليك أن تتحمل قليلا

فعندما يرجعونك مقابل ابن ملكهم فستنتهي المشكله

نايف : لقد مللت من هذا العالم فكل مكان أذهب إليه أعذب فيه .

وعند الملك سوبا ... دخل عليه أحد جنوده وكلمه

فقال الملك : أخيرا رجع

ثم قال للجندي :

أحظره إلى

اختفى الجندي ثم رجع ومعه جقديس

فلما رأه الملك قال : مالامر ياجقديس ؟ هل عثرت على أبني هل هو بخير ؟

جقديس : أجل يامولاي أنه بأتم الصحة والعافية ..

الملك : أخبرني هل أمر هوران بتعذيبه ؟

جقديس : كلا يامولاي أنه بخير تماما .. لكن ..

الملك : لكن ماذا ياجقديس ؟ مالامر ماذا هناك أخبرني ؟

جقديس : أنه بخصوص الإنسي يامولاي ؟

الملك : الإنسي ماذا بشأنه ؟

جقديس : لقد أتيت من اجل رؤيته يامولاي ..

الملك : لماذا ؟

جقديس : أنه من اجل أن أعرف عنه كيف كان يتعامل مع

الملك هوران وزجته زيزفونه حتى لا ينكشف أمري .

الملك : أجل أنت محق ياجقديس .. إذهب ..

انتهى الجزء الرابع عشر يليه الخامس عشر ان شاء الله
الجزء الخامس عشر
خرج جقديس من عند الملك سوبا واتجه إلى السجن

ووصل إلى الغرفه التي علق نايف فيها وأمر السجان

أن يفتح له باب الغرفه فلما فتحه أمرته بان ينزل نايف

وأن يخرجه من الغرفه ويذهب به إلى غرفة اخرى

خرج السجان من الغرفه حاملا نايف معه أما جقديس

فما ان خرج السجان من الغرفه حتى التفت إلى شمهور

ونظر إليه طويلا ثم خرج من الغرفه بسرعه وذهب للغرفه

التي فيها نايف وامر السجان ان يخرج ويدعه مع نايف لوحده

فلما رحل السجان قال نايف :

مالذي تريده ؟ هل أخرجت ابن سيدك

جقديس : كلا فما زال ابن سيدي ي السجن

نايف : إذا لماذا أتيت ؟

جقديس : اتيت لأرى ابن سيدي

نايف : اذا اذهب إليه لماذا اتيت إلي ؟

جقديس : لأنك انت ابن سيدي

شك نايف بالأمر وقال : مالذي تقصده ؟

بدأ شكل جقديس يتضخم ويكبر إبى ان

كاد ان ينفجر ثم تساقط عنه اللحم

واتسعت اعين نايف فلقد كان الشخص الذي

رأه هو اخر شخص في الدنيا يتوقع قدومه

نابف : مالذي تفعلينه هنا يا عشتار ؟

عشتار : جئت لأطمئن عليك

فرح نايف في نفسه لكنه حاول ان يكون غاضبا فقال :

حمقاء كيف تأتين إلى هنا هل تعلمين مالذي سيحدث ان كشفوك ؟

عشتار : مالذي سيجعلهم يكتشفوني ؟

نايف : قد يأتي جقديس بأي وقت

عشتار : لا تقلق لن يكتشفوني

نايف : ولماذا انتي واثقه ؟

عشتار لأن هذه خطة الملك

نايف : لحظه هل علك الملك بأمرجقديس ؟

عشتار : نعم

نايف : اخبريني مالذي حدث

عشتار : لا أظن أن لدي وقت لذلك لكني سأخبرك عن خطة الملك

نايف : حسنا

بدأت عشتار تخبر نايف عن خطة الملك هوران


كانت الخطه جيده لكن من الذي سيذهب لن أجد أحد أثق فيه

اه لو كان شمار حيا كان هذا تفكير الملك هوران بعد أن اعد خطته

وم ان نطق بإسم شمار حتى تذكر ابنته عشتار انها ابنت من يثق به

وبالتأكيد سوف يثق بها .

استدعى الملك عشتار وما ان وصلت حتى بادرته السلام

فاستغرب الملك فلم يكن يعلم انها مسلمه ولما علم بذلك

ازدادت ثقته فيها

الملك : اسمعيني يا ابنتي ان هذه الخطه جيده لكنها

خطيره .

عشتار : لا تقلق يا سيدي فسأتمها على اكمل وجه

الملك : إذا فلتستمعي إلي

ثم تابع : ستذهبين إلى قصر الملك سوبا وانت بشكل

جقديس وستلطبين من الملك سوبا مقابلة نايف

بحجة انك ستأخذين معلومات عن نايف وكيف يتعامل

معنا حتى لا نشك بأمرك .

وما ان تقابلي نايف حتى تخبريه بالذي حصل

وتخبريه اننا سنخرجه عما قريب

وإذا خرجتي من عنده فسيدخل احد جنودي عليه

وسيخبره اننا امسكنا بجقديس واننا نريد مبادلة ابن

الملك سوبا بنايف .

عشتار : انها خطة ذكيه لكن لماذا أتشكل بشكل

جقديس ؟ الا يكفي ان نقول لهم اننا امسكنا به

واننا كشفنا خطتهم ؟

الملك : الهدف من ارسالي لك هو الإطمئنان على نايف

قد يكون قد قتله الملك .

شهقت عشتار لكن الملك تابع :

لهذا سأرسلك

عشتار: اطمئن يا سيدي سأفعل ذلك

وما ان انتهت عشتار من اخبار نايف بالقصه حتى قال :

جيد اذا سأنتهي من عذابي قريبا

عشتار : اتمنى ذلك

وتابعت : أتمنى ان تعذرني

نايف : على ماذا ؟

عشتار سأقوم بضربك

نايف : لماذا ؟

عشتار : حتى يظنون انني جقديس حقا

نايف : هكذا إذا , لا مشكله تفضلي فلن يضرني

ذلك فلقد تعودت على الضرب

تبسمت عشتار وتضخم شكلها إلى ان كاد ان ينفجر ثم تساقط منها اللحم

نايف باشمئزاز : امن الضروري ان تفعلي ذلك

عشتار بصوت جقديس : إلا اذا كنت تريد ان يتم كشف امري

نايف : كلا , تفضلي اضربيني

عشتار : تذكر انني اعتذرت لك

نايف : سأتذكر ذلك

صرخت عشتار بقوه :

قلت لك أخبرني

ثم ضربت نايف بقوه ججعلته يصرخ

ثم قال : لا تضربيني بقوه فقد تكسرين اسناني

عشتار : لقد اعتذرت لك

ثم صرخت : تكلم

نايف : مالذي تريده

عشتار : كيف تتعامل مع أهلك

نايف بخوف : مالذي تقصده

عشتار : هل كنت تنادي الملك والملكه ابي وامي

نايف : كلا فقط الملكه

عشتار : جيد

ثم تابعت : هل كان لك عاده تفعلها في القصر

نايف وهو يتظاهر بالخوف :

نعم كنت أتجول في الحديقه كل يوم

عشتار : جيد إذا لم يعد بي لك حاجه

اقتربت منه عشتار وهمست له :

تظاهر بالضعف

نايف : اكثر من هذا الشكل !

عشتار : نعم وكأنك على وشك الموت

وتابعت أيها السجان

دخل عليها الجني الأسود

عشتار : عالجه بسرعه

السجان : لكن يا سيدي الملك امرنا الا نساعده إلا وهو على وشك الموت

عشتار : الا ترى انه على وشك الموت ؟

السجان : لكن يا سيدي

عشتار : قلت عالجه وبسرعه وخيطوا جراحه

السجان : حاضر يا سيدي

خرجت عشتار من عند نايف وذهبت للملك سوبا

وقالت له : إإذن لي بالإنصراف ياسيدي

الملك سوبا : اذنت لك لكن تذكر لا تأتيني في المرة القادمه إلا بإبني

عشتار : اعدك بذلك يا سيدي

خرجت عشتار من عند الملك سوبا وهي تقول:

ربما كان شديد القوه لكن أظن بأنه شديد الغباء ايضا

تذكرت عشتار صاحب نايف في السجن وقالت :

لكن ألم يكن ميتا ؟ ألم يمت في تلك الحرب؟

انتهى الجزء الخامس عشر ويليه السادس عشر ان شاء الله
الجزء السادس عشر
- هل ستذهب للحرب ؟

- نعم فهذا واجبي

- لكنني قلقة عليك

- لا تقلقي اعدك ان اعود

- رافقتك السلامه

كانت عشتار تفكر في شمهور عندما وصلت إلى القصرلكن

حالة الفوضى التي كان فيها القصر قطعت حبل افكارها

فسألت اقرب الجنود إليها عن سبب هذه الفوضى فحاول الجندي

أن يتهرب من الإجابه لكنها الحت عليه فقال لها :

لقد قتل جقديس

عشتار : ومن الذي قتله ؟

الجندي : لا أدري إسألي الملك فهو أعلم مني

تركته عشتار وذهبت إلى الملك فسألته عن الخبر

الملك هوران : لقد قتل جقديس

عشتار: ومن الذي قتله

الملك هوران : لقد قتلته زيزفونه

عشتار بدهشه : وما ادراها انه هو الذي كان متشكل بهيئة نايف ؟

الملك هوران :لا أدري لكننا وجدناها قد قطعت رأسه وأخذت تظربه في الجدار

وهي تقول : أرجع لي إبني ,أين ابني ؟

عشتار : من الجيد اننا اخذنا عنه معلومات عن مملكته قبل أن يقتل

الملك هوران : لكن الأن الكل يعلم أن أنه قتل ولست أظمن عدم

وجود جواسيس أخرين .

عشتار: ومالذي تراه يا سيدي ؟

الملك هوران : لست أدري إن نايف أمانة في أعناقنا ولا بد من المحافظة عليه

عشتار : هل تسمح لي بأن أتكلم يا سيدي

الملك هوران : تفضلي

عشتار : أرى أن تدع أحد جنودك يحمل رأس جقديس ويذهب به إلى

ملك مملكة الطوشان ويخبره أننا قد كشفنا امر جقديس .

الملك هوران : لكنه قد يرسل جيشه علينا

عشتار : لا تقلق يا سيدي فمازال ابنه علينا ولست أظن انه يغامر

ويهجم علينا وابنه معنا

الملك هوران : هل تعتقدين ذلك

عشتار : أرى انه افضل حل يا مولاي

الملك هوران : ثم ماذا هل سيبقى نايف لديهم ؟

عشتار : لا تقلق يا سيدي سنطلب منهم أن يرجعوا نايف

مقابل ابن ملكهم .

الملك هوران : حسناً سأفكر بالأمر

عشتار: إذن فاسمح لي بالإنصراف

خرجت عشتار من عند الملك هوران وذهبت غلى غرفتها

( لا تقلقي أعدك بأني سأعود )

مازالت تذكر وعد شمهور لها سمعت عشتار طرقا على الباب

ففتحت الباب ورأت اباها عنده فقالت :

أبي حمدا لله على سلامتك متى عدت ؟ وهل انتصرتم في المعركه ؟

شمّار : نعم يابنتي لقد انتصرنا

عشتار : هذا جيد إذا اسمح لي أن أذهب إلى شمهور فأنا في شوق إليه

شمّار : بخصوص ذلك يابنتي

عشتار : مالأمر يا أبي ؟

شمّار :........

عشتار بخوف : هل أصاب شمهور مكروه يا أبي ؟

شمّار : في الحقيقه ...

عشتار وقد أصابها الجزع : في الحقيقة ماذا يا ابي ؟

تكلم ارجوك

شمّار : لقد ... لقد قتل شمهور في المعركة اليوم يابنتي

عشتار : ....

ثم صرخت بقوه وقالت :

قتل شمهور ؟ لماذا ؟ لماذا قتل شمهور؟

عندما وصلت عشتار إلى هذا الجزء من ذكرياتها بدأت في البكاء

ثم قالت : لماذا الأن ؟

لماذا كلما احببت شخصا ظهرت عقبة في طريقي ؟

عندما احببت شمهور أخبرني أبي انه مات .

وعندما نسيته ظهر نايف في حياتي وأحببته

والأن يظهر شمهور مرة اخرى ؟

وبعيدا عن عشتار وفي مملكة الطوشان كان الملك

سوبا جالس على كرسيه وحوله وزرائه ومعه ابنته

أتاه احد الجنود وقال له :

إن اليوم هو يوم القتل .

الملك سوبا : جيد فأنا أري أن أقتل ذلك الإنس اليوم

وعند ذلك الإنسي الذي كان معلقا بالسقف قال شمهور

هل تأذيت ؟
نايف : كلا فلقد أخذوا من معلومات فقط وكنت متعاونا نعهم

شمهور : من الجيد انهم عالجوك لكن من كان ذلك الشخص الذي طلبك

فعندما رأيته شعرت بشعور جميل وكأنني أعرفه منذ مده

تضايق نايف وقال :

إنه جقديس الذي تشكل بشكلي

أحس شمهور بتضايق نايف فلم يزيد عليه بالأسئله

أما نايف فلا يدري لما لم يقل لشمهور بأن الذي أخذه

لم يكن سوى عشتار .

ولا يري لماذا يتضايق عندما يسأله شمور عن عشتار

فهل هو يحبها ؟

كلا فمن الصعب أن يحب إنسي جنيه .

إذا لماذ يتضايق عندما يسأله شمهور عنها ؟

قال شمهور : أليست جميله ؟

أدرك نايف أنه يقصد عشتار فأجاب :

من هي

فقال شمهور وهو يراقبه :

عشتار

فأجاب نايف بضيق :

بعض الشيء

نايف : منذ متى أنت مسجون ؟

أدرك شمهور أنه يريد تغير الموضوع فأجاب :

منذ سنتين

فرح نايف لأنه استطاع تغير مجرى الحديث وقال بسرعه :

سنتين! لابد أنهم عذبوك كثيرا

شمهور : إذا نجوت من يوم القتل فلا تهمني مدة تعذيبي

فقال نايف باستغراب : وما يوم القتل ؟

فأجابه عشتار :

يوم القتل يوم يأتي كل شهر مره يخرج فيه سوبا

كل المساجين ويختار منهم واحد ويقوم بقتله

اتسعت أعين نايف في خوف وقال :

ومتى يأتي هذا اليوم ؟

فأجابه عشتار : اليوم هو يوم القتل

بدأ نايف يرتجف بقوه

فقال شمهور : من الجيد أنك ابن الملك هوران .

نايف : لماذا ؟

شمهور : لأن ابنه عند الملك هوران فهو لن يقتلك بل

سيحتفظ بك حتى يستبدلك بإبنه

ارتاح نايف عندما قال شمهور ذلك ثم سمع صوت باب السجن

يفتح ودخل عليهم الجني الأسود وقال :

هيا بنا فاليوم هو يوم القتل

أنزل نايف وربط يديه بالسلاسل ثم قال :

انهض أيها الأصم .

نظر نايف إلى الخلف فهو يريد أن يرى شكل شمهور

ترى هل سيكون له عين واحده أم سيكون بدون عيون ؟

هل له ثلاث أصابع في يديه ؟ أم أنه لا يملك يدين ؟

حاول نايف أن يضع جميع الصور في عقله حتى لا يخاف منه

فلقد كان شمهورهو الأنيس الوحيد له في هذا السجن .

خرج شمهور فلما رأه نايف شهق بقوه فما رأه لم يكن

وحش له عين واحده أو بدون عيون لم يكن يملك ثلاث

أصابع في يديه . في الحقيقه ما رأه كان يثير الدهشه

انتهى الجزء السادس عشر ويليه السابع عشر ان شاء الله


الجزء السابع عشر

فتى هذا ما رأه نايف لقد كان شمهورفي مثل عمر نايف

لكن كيف هذا صحيح انه في مملكة هوران كان الجن يتشكلون بهيئة البشر

لكن مع ذلك تضل فيهم علامات تبين انهم متشكلين بالبشر

لكن شمهور مختلف فهو يشبه البشر بشكل كبير حتى انه

لا يمكن لمن يراه ان يظن انه من الجن

تبسم له شمهور وقال الجني الأسود :

من الواضح أن هذا الأصم قد أعجب بك حتى يتشكل بأشكال البشر

وضع الجني السلاسل على يد شمهور ثم قيد نايف وشمهور مع بعضهم

البعض وبدأ يجرهم إلى ان وصلوا إلى ساحه كبيره اجتمع فيها عدد من الجن

وما ان رأهم نايف حتى ثبت في مكانه فلقد كان بعضهم على شكل كلاب سوداء

اللون تقف على ارجلها التي تشبه ارجل البشر .

وبعضهم يشبهون البش غير ان وجوههم مغطاة بالشعر وليس لهم إلا يد واحده

وبعضهم كانوا اقزاما يغطيهم الشعر . وغيرهم كثير

أحس الجني الأسود بتوقف حركة نايف خلفه فسحبه بشده حتى كاد أن

يقع نايف على الأرض وتابعوا سيرهم إلى ان وصلوا إلى مكان منعزل عن الجن

فأوقفهم فيه ثم جاء الملك سوبا ومعه حراسه وبدأو يدورون على الجن الذين في الساحه

فتركهم الملك وواصل طريقه إلى ان وصل إلى نايف وشمهور كان نايف لا يزال خائفا من

أشكال الجن الذين كانو بالساحه فوقف امامه الملك وقال :

أريد أن أقتلك اليوم أنت

ثم أمر جنوده فسحبوا نايف وشمهور إلى عرش الملك ورموهم عنده

فأمر الملك سوبا الحراس بأن يفكوا وثاق

نايف وأن يخرجوا بعد ان يأخذوا شمهور معهم

واثناء ذلك تكلم شمهور وقال :

هل تسمح لي بالحديث يا سيدي ؟

فقال له الملك : من أنت

فقال شمهور : اسمي شمهور وانا من مملكة هوران

فقال الملك سوبا : ومالذي تريده ؟

عشتار : سيدي ان هذا الفتى بمثابة ابن الملك هوران .

الملك سوبا : أعلم ذلك

عشتار : لما لا ترجعه يا سيدي وتأخذ ابنك مكانه ؟

الملك سوبا : وما شأنك انت ؟

ثم إن إبني سيأتي إلي قريبا .

شمهور : أوليس من الأفضل ان تحتفظ به إلى ان يأتي ابنك ؟

الملك سوبا : انك محق سأحتفظ به .

ثم تابع : ولكن سأقتلك انت بدلا منه .

شمهور : لا مانع لدي .

نايف : كلا , أنا لدي مانع

وتابع : لقد اخترتني أيها الملك لتقتلني افعل ذلك الأن

الملك سوبا : ومن أنت حتى تقرر ؟

شمهور : اسمعني يا نايف انت لديك فرصه لتنجوا إذا قتلت أنا ,

أما إذا قتلت أنت فلا فرصه لي فسأعاد إلى السجن وسأعذب .

نايف : لكن ...

شمهور: إسمعني جيدا يا نايف إن عشتار أمانة لديك فانتبه لها

نايف : مالذي تقصده ؟

شمهور : انك تحبها أعرف هذا

بكى نايف عندما حمله الجنود ليرجعوه إلى سجنه ورأى

شمهور يبتسم له .

اعيد نايف إلى سجنه وأخذ ينتحب فيه لقد كان يغار من

شمهور لأنه يحب عشتار لكن شمهور قبل قليل ضحى

بنفسه من أجله كم كان أناني عندما لم يخبر شمهور

أن جقديس لم يكن سوى محبوبته عشتار لكن مالذي يفيده الندم ؟

دخل عليه الجني الأسود ولما رأه يبكي بدأ بالضحك وقال :

يالها من مشاعر رقيقه مالذي ستنفعك به هذه المشاعر

صرخ نايف في وجه وقال : أصمت دعني وشأني

تراجع الجني في غضب وقال :

كيف تجرء على ذلك

وركض نحو نايف وركله مع بطنه حتى خرج الدم من فمه

ثم اخذ يركله وسمع صوتا خلففه يقول :

هل هذا هو ابن الملك هوران ؟

فغضب السجان لأن هناك من قاطعه عن تعذيب نايف

فنظر إلى الزائر وقال :

عليك اللعنه لماذا تقا...

ثم اتسعت عيناه وتراجع في خوف وهو يقول :

إنـ ...إنني أسف يا سيدتي

فقالت الزائره : هل هذا السجين ابن الملك هوران ؟

السجان : نـ ... نعم يا سيدتي قماقم إنه هو

قماقم : جيد أخرج ودعنا لوحدنا

السجان : حاضر

وعند الملك سوبا الذي أخذ ينظر إلى الرأس المرمي أمامه إلى ان قال :

ما هذا ؟ وما الذي يحدث ؟

الرسول : هذا رأس جقديس

الملك سوبا : ومالذي يفعله هذا الرأ س عندي

الرسول :لقد أتيت لأخبرك أن الملك هوران علم بأمر جقديس

أحد أتباعك والذي أرسلته ليتشكل بشكل ابن الملك هوران ويطلب

من الملك هوران أن يفرج عن إبنك وأن يسلمك مملكته

الملك سوبا : إذا فقد عرفتم كل شيء .

الرسول : نعم .

الملك سوبا : إذا مالمطلوب مني حتى أسترجع إبني ؟

الرسول :أن ترجع ابن الملك هوران

الملك سوبا : حسنا متى تريدون ذلك

الرسول : غداً مساءً بين المملكتين وبدون جيوش

الملك سوبا: حسناً أخبر أنني موافق

رجع الرسول إلى الملك هوران وأخبره بموافقة الملك سوبا

اما الملك سوبا فلم يكد يخرج من عنده الرسول حتى استشاط غضبا

وركل رأس جقديس وقال :

عليك اللعنه لقد كنت تقول أن كل شيء بخير

أنظر مالذي فعلته بنا الأن أيها الأحمق

ثم أمر احد جنوده ان يذهب إلى قماقم ويطلب منها ان تأتي إليه

فالأمر في غاية الخطوره


انتهى الجز السابع عشر يليه الجزء الثامن عشر ان شاء الله

الجزء الثامن عشر

انتظر

توقف السجان عن باب السجون ورجع إلى قماقم

السجان : هل تريدين شيأ يا سيدتي

قماقم : نعم علق ابن الملك هوران

السجان : حاضر يا سيدتي

حمل السجان نايف الذي مازال ينتحب وعلقه بالسقف

ثم قالت له قماقم :

اذهب فلست في حاجة إليك

خرج السجان وهو ينتفظ من الخوف وما ان اغلق الباب

حتى رفع نايف رأسه ليرى من الذي عنده صرخ نايف

فلقد كانت امرأه قصيره ولها مخالب طويله وجميع اسنانها

أنياب ولونها احمر وشعرها اشعث فقالت قماقم :

ماذا هل أخفتك ؟ مازال الوقت مبكرا على الخوف

نايف : من أنتي ؟ ومالذي تريدينه ؟

قماقم : أنا قماقم إبنت ملك الطوشان

نايف : ومالذي تريدينه ؟

غرست قماقم مخالبها في كتف نايف وقالت :

لا شيء فقط أسلي نفسي .

صرخ نايف بقوه ثم نزعت مخالبها من كتفه وهي تضحك

نايف : انك مجنونه

قماقم : حقا ؟ شكرا لك

ثم غرست مخالبها في صدر نايف وسحبتها للأسفل

بكى نايف من شدة الألم وأخذ يرجوها ان ترحمه

ضحكة قماقم وقالت : رحمه ؟ لا رحمه في عالم الجن

نايف : لماذا تفعلون بي ذلك ؟ مالذي فعلته لكم ؟

قماقم : انه خطاؤك لأنك ابن ملك هوران

نايف : وما دخلي انا انها حرب بينكم وبينهم لماذا تدخلوني بينكم

ضربته قماقم مع وجهه وقالت :

هل نسيت انك ابن الملك هوران ؟

نايف : انا بشري ولست جني فكيف اكون ابنه

أخرجت قماقم خنجرا من ملابسها وجرحت به وجه نايف ثم قالت :

أحمق منذ اللحظه التي قررت فيها البقاء في عالمنا أصبحت واحدا منا

إن مصيرك مرتبط بعالم الجن حتى لو رجعت إلى البشر

فستضل مرتبط بعالم الجن

دخل عليهم السجان وقال بكل خوف :

سيدتي

قماقم : ما الذي تريده؟

انتفض السجان وقال :

إن الملك سوبا يريدك لأمر هام

قماقم : وما الذي يريده ؟

السجان : لا أدري ياسيدتي لكن ...

قماقم : لكن ماذا

السجان : لكنه يبدوا غاضبا بشده

ادركت قماقم ان الوضع خطير فتركت نايف وقالت :

أكمل تعذيبه حتى اتي إليك

السجان : حاضر سيدتي

خرجت قماقم من عند نايف وذهبت للملك اما السجان

فما إن خرجت حتى قال :

اللعنه على تلك القبيحه .

ثم ضرب نايف بالسوط وتابع :

لماذا اخاف منها ؟

صرخ نايف بشده وقال السجان :

اصمت

وتابع : ألا استطيع ان اقتلها

ثم ضرب نايف بقوه وقال :

لكن إن قتلتها فمن الذي سينجيني

من بطش الملك سوبا ؟

صرخ نايف عندما ضربه السجان وقال :

ارجوك دعني فلم يعد في جسمي مكان

إلا وضربتموه .

السجان : حقا ؟

وتابع إذا الضرب لم يعد مفيد .

ثم أخرج خنجرا وقال :

ما رأيك أن أقطع يدك ؟

اتسعت أعين نايف في خوف عندما رأى السجان

قد أمسك يده ووضع الخنجر عليها وقال :

توقف .

اما قماقم فما إن وصلت إلى أبيها حتى قالت :

هل طلبتني يا مولاي

نظر إليها الملك سوبا وقال :

نعم إنظري إلى هذا

وأشار الملك سوبا إلى رأس جقديس

نظرت قماقم إلى الرأس وقالت:

ما هذا ؟

الملك سوبا انه رأس جقديس .

قماقم : هل كشفوه ؟

الملك سوبا : نعم

قماقم : كيف ذلك ؟

الملك سوبا : ربما شاهدوا ذلك الأحمق عندما اتى لزيارتي.

قماقم : وما الذي حدث ؟

الملك سوبا : لقد جاء إلى رسول من مملكة هوران ...

قاطعه أحد جنوده وقال :

هل تأذن لي يا سيدي

تكلم الجندي في اذن الملك سوبا وما ان انتهى حتى قال

الملك سوبا : عليكم اللعنه كيف هرب ؟

الجندي : لا أدري يا سيدي أقسم اننا كنا نحاصره

الملك سوبا : لا يهم اذهب الأن

خرج الجندي من عند الملك فقالت قماقم :

ما الذي يحدث

الملك سوبا : لقد تركوه يهرب

أدركت قماقم انه يقصد ان الجنود تركوا رسول

الملك هوران يهرب لكنها تجاهلت ذلك وقالت :

وما الذي طلبوه منك ؟

لقد قال لي رسول الملك هوران :

أنه يريد أن يسترجع ابنه مقابل إبني

قماقم : وما الذي ستفعله ؟

الملك سوبا : سأرجعه لهم فلقد إشتقت لإبني

صرخت قماقم : كلا لن ترجعه

جميع الحقوق محفوظه لـ ن-ع-ف

انتهى الجزء الثامن عشر ويليه التاسع عشر ان شاء الله

الجزء التاسع عشر

تعجب الملك من جرئة قماقم فصرخ في وجهها :

ما الذي تقصدينه بكلا ؟

ارتبكت قماقم وقالت :

أنا أسفة ياسيدي فلقد كنت أريد تعذيبه
الملك سوبا : قلت لك سنرجعه

قماقم وهي في قمت الغضب :

امرك يا مولاي

تابع الملك سوبا كلامه وكأنه لم يسمعها :

أريد منك أن تذهبي و تعالجيه وان توفري له سبل الراحه

قماقم : لكن يا مولاي ؟

الملك سوبا : لكن ماذا ؟

غضبت قماقم وقالت :

لكنني ابنة الملك ولست احد خدمه

صرخ الملك سوبا : من كان ليس ملك فهو خادم للملك

قماقم : لكن ...

الملك سوبا : قلت لك اذهبي

سكتت قماقم وذهبت لتنفذ طلب الملك وهي في قمت الغضب

وفي السجن صرخ نايف من شدة الألم فقد كان السجان يقطع يده

فقال السجان : لن أقطع يدك دفعةً واحده بل على دفعات

كان نايف يتمنى ان يقطع يده مرةً واحده لكن السجان ترك نايف بعد

أن جرحه مع يده وقال بعد قليل سأزيد عمق الجرح وبعدها سأقطعها

ارتجف نايف عندما ضحك الجني بقوه ثم أمسك بيد نايف وعنما وضع الخنجر على الجرح

لم يحتمل نايف ذلك ففقد الوعي كان السجان يرى نايف عندمى اغمي عليه فضحك وقال:

هل تظن أني سأقطع يدك الأن ؟

ثم تابع : كلا فسأتركك إلى أن تستيقض وبعدها سأقطعها

كانت قماقم قد رأت السجان عندما حاول قطع يد نايف فصرخت :

توقف

تراجع السجان في خوف عندما سمع صوتها فتابعت :

ما الذي أمرتك به قبل أن أخرج ؟

السجان بخوف : امرتني ان اعذبه

قماقم : وهل أمرتك أن تقطع يده ؟

السجان : كلا

قماقم : من الأفضل لك أن يكون بخير فإن أصابه مكروه فسوف أقتلك

السجان : لكني لم أقطع يده بعد

نظرت إليه قماقم فارتجف السجان وقالت :

أنزله واتبعني

انزل السجان نايف وهو مازال ينزف ولحق بقماقم

اخذته قماقم إلى إحدى الغرف وبدأت تعالجه

ورأت جراحه القديمه وقد خيطت فقالت:

أقسم ان أنتقم منك أيها اللعين

فأخذت خنجرا وفكت خيوط جراحه بقوه جعلته يستيقض وهو يصرخ

فلما رأها سكت من الخوف فأخذت تخيط جراحه من جديد وهو يتألم

وجعلت في كل جرح فتحات حتى ينزف ويموت

أحس نايف بالألم لكنه سكت في خوف فقد تفعل فبه شيء

إن صرخ انتهت قماقم من خياطة جراحه وخرجت من عنده وأحضرت

له طعاما فوضعته عنده فلم يأكل منه حتى خرجت فقد كان يشعر بجوع شديد

فهو لم يأكل سوى قطع الخبز اليابس منذ سجن عند الملك سوبا

انتهى نايف من طعامه واستلقى على الفراش فق كان متعب وفوق ذلك

كان جراحه ما زالت تؤالمه وما ان استلقى حتى غط في نوم عميق

لم يدري نايف كم المده التي نامها لكن استيقض على صوت السجان يقول :

استيقض استيقض يا هذا

فتح نايف عينيه و كان وجه السجان في وجهه فتراجع في خوف فتأوه

فلقد ألمته جراحه .

السجان : هيا انهض فالملك يريدك

نايف : ما الذي يريده ؟

السجان : انهض بدون اسئله

سمع صوت قماقم يأتي من خلفه :

ما الذي تفعه هيا أسرع فالملك لا يطيق الإنتظار

السجان : حاضر يا سيدتي

ثم قال : هيا انهض بسرعه .

أدرك نايف ان هنالك خطب ففي العاده إذا أرادوا إيقاضه

فيكفي إناء فيه ماء بارد يسكب على وجهه وينتهي الأمر

نهض نايف من فراشه وجسمه كله يؤلمه فرفع يديه إلى السجان

السجان : ماذا تريد ؟

نايف باستغراب : ألن تكبل يدي ؟

السجان : كلا تعال معي

ما الذي يحدث كان هذا هو السؤال الذي يدور في عقل نايف

وهو يتبع السجان وقماقم كانت الدماء تغطي ملابسه

فلما وصلوا إلى الملك سوبا الذي ما إن رأى نايف حتى اشتد غضبه وقال:

كم أود أن أقتلك أيها الإنسي

تجرأء نايف وقال : وم الذي يمنعك ؟

الملك سوبا: اصمت

سكت نايف وتابع الملك سوبا :

اليوم سنرجعك إلى مملكتك

فرح نايف عندما قال الملك ذلك وغضبت قماقم

وقال الملك سوبا :

لماذا يختار الملك هوران أحد الإنس ليكون عوضا عن ابنه

لو كنت مكانه لخترت احد الكلاب ولم اختار احد البشر ليكون ابنا لي

فتكلم نايف عندما ادرك أن الملك سوبا لن يقتله وقال :

كلُ شخص يختار ما يرى فيه ابنه

غضب الملك وقال : أيها الوقح

استغلت قماقم الوضع وانطلقت وامسكت يد نايف وغرست انيابها فيها

فصرخ نايف صرخه لم يصرخ مثلها طوال عمره حتى ان الملك سوبا

صرخ في قلق:

اتركيه أيتها المجنونه

انتزعت قماقم انيابها من يد نايف وقالت والدم يغطي فمها :

اعذرلي وقاحتي يا مولاي فقد أغضبني عندما رد عليك ببجاحه

كان نايف مايزال يصرخ ثم قال الملك سوبا لقماقم :

حمقاء نحن لا نريد ان نقتله

قماقم : لا تقلق يا سيدي فهو لن يموت

الملك سوبا : هذا جيد

ثم تابع : أعطيه بعض الملابس فلا نريد ان نُرجعه والدم يغطيه

بدأ القلق واضحا على وجه قماقم فحتى لو أعطته ملابس فسَيَبَيِنْ الدم

فيها لكنها قالت : حسنا

وذهبت وأحضرت ملابس حمراء اللون وأعطتها نايف وأمرته أن يلبسها

اخذ نايف الملابس ودخل إلى إحدى الغرف وبدأ يبدل ملابسه

ثم خرج عليهم وقال الملك سوبا :

هيا بنا فالموعد قد حان

أخذت قماقم نايف ووضعته في قفص وأحضر بعض الجنود

مخلوقات لها شعر كثيف و تشبه الشياه لكن أحجامها كبيره وبدأو

يجرون نايف إلى ان وصلوا إلى المكان المتفق عليه

ووجدوا الملك هوران ينتظرهم ومعه ابن الملك سوبا وبعض الجنود

قال الملك سوبا : هل أحضرت إبني ؟

الملك هوران نعم : ولكن أين نايف ؟

أمر الملك سوبا جنوده فأحضروا نايف فقال الملك سوبا :

إنه هنا

ثم قال الملك هوران :

دعه يأتي إلى

فأمر الملك سوبا نايف بالذهاب إليه

وكان نايف ينتظر هذا الأمر فما ان سمعه حتى ركض بقوته إلى الملك هوران

ثم أمر الملك هوران ابن الملك سوبا أن يذهب إلى الملك سوبا فذهب إليه

وما ان وصل إليه حتى قال الملك سوبا :

شهر واحد سأحتفل بعوة ابنتي لمدة شهر وبعدها سأدمر مملكتك

رحل الملك سوبا ومعه ابنه ثم قال الملك هوران لنايف :

هل أنت بخير ؟

كان وجه نايف يبدوا شاحب لكنه قال :

نعم هيا بنا فأنا أريد رؤية امي

كانت هذه هي المره الأولى التي يشتاق فيها نايف إلى زيزفونه

فقال الملك : هيا بنا

اتجهوا جميعا إلى القصر وفي طريقهم سقط نايف على وجهه

انتهى الجزء التاسع عشر ويليه العشرون ان شاء الله

الجزء العشرون

كانت زيزفونه تحمل نايف وهي تقول :

مات ! كلا لم يمت لا يمكن لولدي ان يموت مره اخرى

احد الجن : انا أسف يا سيدتي لا نعلم مالذي اصابه ولا يمكننا إنقاذه

زيزفونه : أرجعه ايها الحكيم لا يمكن أن يموت ابني .

الملك هوران : اهدئي يا زيزفونه فلقد مات نايف

زيزفونه : كلا يا هوران ابني لم يمت

عشتار وهي تبكي : سيدتي أرجوك دعينا ندفنه فلقد مات

ضرخة زيزفونه وقالت : كلا لن تدفنوا أبني أو تحرقوه فأنا أحبه

زاد بكاء عشتار وقالت :

كلنا نحبه ياسيدتي ولكن لا يمكننا تركه هكذا

زيزفونه وهي تحاول ان تجد طريقه تقنع الباقين بها بأن نايف لم يمت:

لو كان ميت بالفعل لتعفن ولكنه لم يتعفن

الحكيم : أنتي تعلمين يا سيدتي ان تلك الأوراق

التي وضعنا الأمير عليها تمنع التعفن

زيزفونه : لكن ...

دخل أحد الجنود عليهم وهو يصرخ

سيدي لقد هجمت علينا جيوش الملك سوبا

اتسعت اعين الملك هوران وقال :

ماذا لكنه لم يمضي من المهله التي حددها سوى اسبوعين

الجندي : انه هنا ياسيدي فلقد وصل إلى القلعه

الملك هوران : أغلقوا جميع الأبواب ودَعِموها بالأخشاب

الجندي : امرك يا سيدي

خرج الجندي من عند الملك هوران الذي بدا القلق واضحا على وجهه

فلم يدري ما يفعل فهل يدفن نايف الأن أم يذهب ليصد جيوش مملكة الطوشان

قرر ان يترك أمرنايف للحكيم وقال :

هيا بنا يا عشتار دعي امر نايف للحكيم ولنذهب لنرد جيوش سوبا

خرج الملك وعشتار وبقيت زيزفونه التي كانت تبكي وهي تحمل نايف

فقال الحكيم أرجوك يا سيدتي دعيه .

زيزفونه : كلا لم يموت .

صرخ الحكيم : بلى لقد مات

تركت زيزفونه نايف عندما قال الحكيم انه مات

فسقط على الأرض .

كان الملك هوران في مجلسه ومعه عشتار وكبار قادته

كانوا يحاولون وضع خطه لرد جيش الطوشان .

الملك هوران : هل لدى احدكم طريقه لرد جيش سوبا ؟

احد قادته : كان هوجومهم مفاجئاً يا سيدي

الملك هوران : أعرف ذلك لكن لما هجم علينا بعد اسبوعين ؟

احد القاده : مالذي تقصده يا سيدي بلماذا ؟

الملك هوران : لقد قال الملك سوبا بعد أن أخذ ابنه انه سيهجم بعد شهر

لكنه هجم بعد إسبوعين من استلامه لإبنه لماذا يا ترى ؟

احد قادته : ربما يريد أن يفاجئنا .

الملك هوران : مالذي تقصده بمفاجئتنا ؟

نفس ال
8
7K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نسائم السعد
نسائم السعد
يــــــــــــــســــــــــــلـــــــــــــــمـــــــــــــــــو
يسعدني ان اكون اول من رد
(( عيون القمر ))
اففففففففففف عيوني من كثر القرائة وش ذي ذي قصة هههههههه
بس رووووووووووعة صراحة مشكوورة يالغلا
رينا وبس
رينا وبس
قصه رائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعه
عبير العين
عبير العين
يسلمو ع الردود وابي ردود اكثر ** تتغلى هههههه الموهئيئيم ان القصه اعجبتكم والقصه تراها خرافيه &&وعموما القصه منقوول واللي ناقلتها منه كانت القصه بموسيقى وصور اذا كنتم تبون صور انزلها الساعه 12 && تحياتي : عبووره
nafs maksoura
nafs maksoura
روعة تكفين نزلي الصور
رح استناكي
يسلموووووو