samoha_om_ali

samoha_om_ali @samoha_om_ali

محررة ذهبية

قصه حقيقه ..رحله النور .. توبه فتاه بين بغداد والموصل

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خواتي العزيزات اكتب اليكن هذه القصة وهي قصة حقيقية للكاتب الصيدلي عمر محمود عبدالله ارجو ان تنال اعجابكم


توبة فتاة بين بغداد والموصل


(1)


في يوم من ايام رمضان , لسنة احدىوتسعين وتسعمئة والف, سارت حافلة ركاب من بغداد الى الموصل ,تقل اربعين راكبا من مختلف الاعمار والاشكل والمشارب والصفات , وكان اسامةقد اخذ مكانه في الحافلة ,بخفة يستوجبها الزحام المعهود,في ازمات النقل,قبل ان تاتي شابة,فتستأذنه الجلوس بالمعقد الملاصق لمقعده , فأذن لها, وسارت الحافلة تطوي الطريق, وكل من فيها مشغول بخواطره واحلامه وآماله , وينشد سرعة الوصول وسلامته.


وعندما حان وقت الظهر , توقفت الحافلة قليلا, فانسل اسامة منها , واقام الصلاة وسرعان ما التحق به بعض الركاب ثم عاد الى مكانه , في حين دخل البعض منهم المطعم , وعينا الشابة ترقبه, عن كثب, وعندما استوى في مكانه, اخرجت الفتاة بعض الطعام من حقيبتها , وقدمته لرفيق الطريق, مجاملة منها , واكراما لجميل صنعه معها . فاعتذر اسامة بلباقة وحكمة بقوله : اني صائم , دون ان يشعرها بتقصيرها , لوجود رخصة الافطار للمسافرين في رمضان , فستغربت صيامه , وهو شاب يطفح بالحيوية والنشاط وضيء الوجه,مفتول العضل , يبدو عليه اليسر والبشر والامل, حلو الحديث,دمث الخلق, يعرف ما يريد , يثير الانتباه ويشد الناضرين مرآه, ويملي احترامه بلا استعلاء.


غلب فضول الفتاة حياءها , وارادت ان تعرف سر هذا الشاب الرائع النضر والصائم التقي ,في الوقت ذاته. ففي نظرها انه قد جمع المتناقضات , أهو لغز عز عليها تفسيره,
وهي تعلم ان كل من في بيتها لا يصوم الا جدتها العجوز التي ودعت شبابها وقربت ايامها فهي تستعد للقاء ربها , بعد ان نفضت يداها من دنياها فاهملتها الحياة ببهرجها وزينتها, فالتجات الى العبادة ,طلبا للمغفرة ورحمة ربها.


فأن تصوم الجدة العجوز فذالك امر مقبول ومفهوم ,اما ان يصوم هذا الشاب , والحياة الحلوة وزينتها تسعى بين يديه والامال العراض مرسومة في وجنتيه! فذاك مداعاة للسؤال , ومثير للفضول ومن في سنه يهيم في الملاعب او ينصب شراكه لاصطياد كل فتاة سهلة المنال.


فاستجمعت شجاعتها لاقتحام الصمت المهيب الجالس بجانبها , وقد زادها حيرة, انها مشغولة به فكرا ونظرات وحركات.
وهو هادئ في سمته , بما تمليه عليه مروءة الفرسان من الرجال,الذين يغضون طرفهم ويحترمون جليسهم.


هنا نفذ صبرها, ولم تستطيع كتمان افكارها وتساؤلاتها , فتوجهت اليه على استحياء ووجل قائلة : الاخ طالب؟! فقال لها : في كلية الطب .. الصف الخامس.

يتبع


فأزدادت رغبة في التعرف عليه , ثم اردفت قائلة له :رأيتك تصلي !قال:نعم , والحمدااه على نعمة الاسلام...


فتعجبت من قوله ,وهي مسلمة,ولكنها لم تشعر بنعمة الاسلام ,التي يتكلم عنها اسامة , وقد طرقت هذه الكلمة سمعها (نعمة الاسلام!) , فهزت كيانها , وايقظت مختلف المشاعر في نفسها عن اي نوع من النعم يتكلم هذا الشاب ! فقالت له : انا في كلية الاداب,السنة الثالثة , واسمي نور,والرجو ان تسمح لي ببعض ارسئلة .
ثم قالت, قبل قليل حمدت الله على نعمة الاسلام :فهل لك ان تحدثني عب بعض اثار هذه النعمة؟ فاني لا اشعر بها ,بالتفاعل العميق الذي أراه فيك .استمع مقالتها واجاب مبتسما :
نِِِعَمُ الله سبحانه وتعالى علينا كثيرة . واولها نعمة الاسلام .فبالاسلام تعرفنا على خالق الكون و الحياة ,سبحانه وتعالى, عبر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم , فعبدناه,وعرفنا صفاته واسماءه وانبياءه ,ومن صفاته(الرحمن الرحيم) مجيب الدعوات,كاشف الهم,مفرج الكربات,ندعوه في كل نازلة ,مطمئن الى حضوره وعدله وقوته,فلا نتأثر بالباطل, وما جمع من اشكال الغواية,فنعيش حياة بلا قلق يرهقنا, ولا مجهول نخشاه.


يا اختاه ...قد اجاب الاسلام عن كل الاسئلة الحائرةفي ضمائر البشر ,حيث لا يدركون من هم؟ وكيف اتوا الى هذه الحياة, ولماذ يولدون ؟ ولماذا يموتون؟ وماذا بعد الموت؟وهل الى مرد من سبيل؟
اعترضته بقولها : وهل في اسلامنا جواب عن كل هذه الاسئلة التي ذكرتها ؟


يا اختاه...هذه الاسئلة عذبت ملاين البشر , وقد حرموا معرفتها اما نحن _المسلمين_ فنملك علم النجاة الضروري لاستمرار الحياة , وساجيبك عن بعض هذه الاسئلة لتتعرفي على جانب واحدٍ من جوانب نعمة الاسلام الوارفة الظلال.


آدم الاول _ عليه السلام_ خلقه الله سبحانه وتعالى , وجعله خليفة في الارض ليعمرها,ويعبد الله بعمارتها , واقامة العدل فيها , قال سبحل نه واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة)
وقال سبحانه وتعالى لابناء ادم : (....هو انشأكم من الارض و استعمركم فيها ...)
فنحن اذن ,خلق من خلق الله سبحانه ,هذه الحقيقة التي ورثتيها عن امك وابيك المسلمين,لا تقيمين لها وزنا , ولاتعرفين اهميتها.انها القضية الكبرى في الحياة , او السؤال الاول الذي يخاطر فكر الانسان , هو : مَن خلقنا؟.


والاسلام اجابنا , وارسى سفينة حيرتنا على شاطئ الامن والامان قال عز وجل ياايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون)
واجاب الاسلام عن بداية الخلق , واصل الانسان , فقال سبحانه ياايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ,وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء)
واسمعي يا نور,وصف القرآن للنفس الانسانية العجيبة الرائعة المحيره(ونفس وما سواها ,فالهمها فجورها وتقواها ,قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها )
أثار كلام اسامة ,عن علم الله سبحانه ,في نفسها تساؤلات كثيرة ,فقالت ببراءة,يااخي ,كيف يستطيع الانسان ان يسأل ربه؟ وكان سؤالها دليلا على تتبعها وفهمها ,فاجابها بقوله :
ان الله سبحانه وتعالى قد اكرمنا بنعمة الاسلام ,حيث اوحى الى الرسول صلى الله عليه وسلم ,نظام حياة الانسان بكل تفاصيله.
قالت نور:لا تلمني...على كثرة اسئلتي ,فانا واحدة من ملايين المسلمات اللواتي لايعرفن عن الاسلام شيئا...
لم يشأ ان يحملها مسؤولية هذا الجاهل وانما اراد ان يأخذ بيدها,لتتعلم ما جهلت من الاسلام,فالانارة خير من الاثارة. والبيان خير من تقريع الاذان.
فقال اسامة:لايليق بالانسان ان يترك نظام الخالق سبحانه في الطعام واللباس ,ويأخذ نظام (امرأة او رجل)انسان مثله.
فلا يعلم الاصلح لنا الا الله سبحانه وتعالى.
فأذا علمت يا اختاه ,ان نظام الحياة في الاسلام ,هو من تصميم الله سبحانه ,حتى ملابس الانسان ,حدد ملامحها بوضوح ,فملابس المسلمين ,رجالا ونساء,ليس من تصميم دور الازياء في الغرب او تقليد بليدا,لساقطة ألفت التعري,على شاشة التلفزيون بل من توصيات الاسلام الخالدة .فان المؤمنة بالله سبحانه حقيقة ,لاتستطيع مخالفة أمره.
بدا على نور,كأنها تريد ان تقول شيئا,لكنها مترددة. فقال اسامة...وكأني اقرأ في عينيك كلاما,فتفضلي,اني اريد ان اعرف ما يجول في خاطرك...
قالت نور...هل تعتبر هذه الملابس والازياء ,التي تلبسها الفتيلت,والنساء ,مخالفة لامر الله؟....قناعتي...ان مخالفة امر الله ,تنحصر في الكذب او الاعتداء على الناس. او التنكر للوالدين .اما الملابس ,فمسألة شخصية.....
قال اسامة...ينبغي ان نزور سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونرفع له سؤالك,اسمعي يا اختاه كلامه:
(ما احل الله في كتابه فهو حلال,وما حرمه فهو حرام,وما سكت عنه فهو عفو).
فكل ما جاء ذكره في القران الكريم والسنة المطهرة من الحلال والحرام واجب التنفيذ.وكل اهمال لما جاء في القران والسنة ,هو مخالفة لا تليق بالمسلم...
وقطع حديث اسامة اندلاق كوب شاي ,تحمله فتاة تجلس في المقعد الخلفي,وقد اثار فضولها الكلام المتواصل ,بين زميلتها نور وهذا الشاب الذي لاتعرفه,فهي تحاول جاهدة التنصت لما يدور من حديث بينهما ,يمنعها ذلك ضجيج الحافلة فتقدمت منهما وبيدها قدح شاي ونسيت نفسها فاهتزت الحافلة بعثرات الطريق فانسكب القدح من يدها على ملابس اسامة!...
فالتفت اليها ,ليرى ما الخبر؟فرآها في منظر لايسر احدا ,وقد ذابت خجلا ,حتى لم تقدر على الاعتذار .
فاعتذرت عنها نور,وحاولت تبرير فعلتها ,فاكتفى اسامة بشعورها بالذنب البادي عليها.وباعتذار نور عنها,حاول تجفيف ملابسه وعاد بهدوئه المعهود ليقول لنور...
ان لباس المراة المسلمة ورد ذكره في القران الكريم ,وساتلو عليك الايات الخاصة ,ان شاءالله.
فاذا ادركنا ان الاسلام هو نعمة الله علينا ,تشوقنا الى الالتزام به,وعلينا التصدي للدنيا كلها ,لو وقفت في وجهنا,بل نرىلهذا الالتزام حلاوة خاصة لا يحس بها غيرنا اسمعي ــ يااختاه ــ الى كلام الله رب العالمين.
ورتل اسامة بضع ايات من القران الكريم ,بصوت رخيم وجرس عذب واداء حسن لاصول التلاوة ,فانصتت نور, تسمع برغبة وخشوع...
وبدت وكأنها تسمع القران لاول مرة ,وتمنت ان يسترسل فلا يسكت لتنعم بلحظات لم تعشها من قبل.
وسألت نفسها ,ما سر هذا التأثير البالغ بالقران الكريم اليوم؟وكانت تسمعه من قبل,فلا تهتز مشاعرها ,ألجمال صوت اسامة أم لتأثر اسامة بالقران وحبه له؟
ربما الاثنين معا...
وختم اسامة تلاوته بقوله سبحانه وتعالى:...
(.....اليوم اكملت لكم دينكم واتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
وبعد ان انتهى اسامة من تلاوته ودعا الله سبحانه وتعالى القبول ,التفت الى نور مخاطبا:
يا نور...خالقنا اكرمنا بالاسلام ورضيه لنا ,افلا نرضاه لانفسنا؟فهو سبخانه لن يتقبل نظاما لحياتك ,لطعامك,لشرابك,لزواجك,لملابسك,غير نظام الاسلام ,ولا فصالا (موديل)غير (موديل)الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ,من ربه عز وجل ,الذي يقول (...ان الدين عند الله الاسلام...)
نقلت كلمات اسامة والايات التي تلاها ,تفكير نور الى الجدية والتركيز وبدأت تحاول الاستفادة من كل كلمة يقولها .وتتهيأ للاجابة ,ثم قالت:
كيف لا ارضى بما رضيه الله سبحانه؟فانا مؤمنة...لكني لا املك فهما للاسلام كفهمك هذا....ورآها اسامة بأنها اكثر استعدادا لقبول الكلام ,فقال :والفرح يغمره..ان الاسلام هو نظام الحياة والطريق العيش في طاعة الله سبحانه ,وهو عقيدة التوحيد الغالية,وعبادة خالق الكون والحياة ,وتنظيم سلوك الانسان,وعلاقته مع الاخرين,ثم علاقة الشعوب والامم مع بعضها.
وساد بينهما صمت,انصرف تفكير اسامة فيه الى تلك الفتاة المتطفلة التي سكبت الشاي المحلى على ملابسه الجديدة.والتي لايملك غيرها ,تصلح للظهور بها امام الناس...
وحمدالله سبحانه وتعالى,ان حافظ على هدوئه وتقبل الموقف بالعفو والسماح كما يريد الاسلام.
اما نور,فمنشغلة بالتفكير بما سمعته من اسامة.وقد علقت بذهنها كلمة (موديل) الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
فهي تعلم ان الموديل من اختصاص دور الازياء التي تلعب بعواطف المراة وتعبث بملابسها..
فتبسمت نور,لاول مرة,وسألت اسامة بقولها : ما هو (موديل) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
يتبع
فقال لها:
ان الاسلام لم يترك صغيرة ولاكبيرة في حياة الانسان الا ذكرها,وبين الصحيح,ونهى عن الخطأ,لوقاية الانسان وحماية حياته وسعادته في الدنيا والاخرة.
والله سبحانه ,امر المرأة المسلمة ان تغطي جسمها كله, عدا الوجه والكفين فقال سبحانه,عن تغطية الرأس والعنق والصدر: (...وليضربن بخمورهن على جيوبهن...)
ومعنى الضرب هنا ,التغطية,والخمر,جمع خمار,وهو غطاء الرأس ,والجيوب,جمع جيب,والجيب ,فتحة الصدر.
وعن تغطية الجسم كله,قال عز وجل:
(ياايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ,ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين)
والجلباب هو الثوب الواسع الذي يستر الجسم كله ,فلا يصف مفاتنه بضيقه او شفافيته,.اي ان يليق الثوب,بالمسلمة الرزينة,والتي لها في مجتمعها ,تمارسه باستعداداتها الفطرية,لا ثوبا قصيرا او شفافا او ضيقا ترتدي, همها الوحيد ان تخامر عقول الشباب ,بمفاتن جسمها او رشاقة قوامها ,وسحر حركتها ووسوسة ايقاعها..قال تعالى:
(....ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون)
قالت نور وقد تملكها العجب,لهذا الوصف الرائع الدقيق: صدقت والله يااخي فالمرأة اليوم تلبس الحذاء ذا الكعب العالي الدقيق,وتضرب به الارض,فيثير الانتباه,وتهتز كل عضلة في جسمها فهي الى الرقص اقرب منها الى المشي....
قال اسامة:
بل قولي ,صدق الله العظيم, لان الكلام كلام الله سبحانه وتعالى.فسلوك البشر كله ,لا يخفى على الخالق,ولا نواياهم ولا سرارهم ولاالذي لم يصبح سرا بعد في حياتهم ,فهو سبحانه يقول: (....يعلم السر واخفى....)
(فموديل) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ,هو في الحقيقة يمثل الامر الالهي لذا فالمرأة المسلمة لاخيار لها ولا رخصة في حجابها الاسلامي.
قالت نور:
اني افهم ما تقول :لكن ما رايك في ثياب المرأة اذا كانت المسلمة في مجتمع غالبيته لا تدين بالاسلام؟ او,يحسبون على الاسلام ,ولايلتزمون به؟.
وقبل ان يجيبها اسامة ,اخترق الحوار ضجيج ,فتعالت الاصوات في الحافلة,وساد الارتباك ,اثر حدوث حريق شب في مؤخرة الحافلة,فتوقفت, ونزل الركاب مسرعين الا امراة كبيرة السن,كانت وئيدة الخطى ,تستغيث!!
وخشي الرجال التقدم نحوها لانقاذها...واذا باسامة يثب الى الحافلة من اقرب شباك الى المرأة العجوز, ويحملها على كتفيه وينقذها مسرعا, ونور ,ومن حولها من الركاب ينظرون اليه باعجاب واكبار..
اية شهامة هذه ,في شاب يضحي بنفسه من اجل امرأة عجوز لا يعرفها؟!واية رجولة,تدفعه عندما يحجب غيره؟!..


وبعد ان تم اطفاء الحريق , واصلاح عطب الحافلة, واخذ الركاب مقاعدهم فيها, وسارت بهم وهي تنفض عنهم غبار الرعب الذي انتابهم ,لما ذهب,عن نور الخوف,بادرها اسامة بقوله الحمدلله على السلامة,فقالت:لنا جميعا ان شاء الله ....لنا جميعا ان شاء الله.


قال :سأجيبك عن سؤالك ,حول زي المرأة المسلمة ,عندما تكون في مجتمع غير اسلامي....



عند ذاك يكون زيها الاسلامي اكثر اهمية للتعبير عن شخصيتها,ودلالة على صحة اسلامها واسلام اسرتها,واعتزازها لا بعقيدتها, بدل ان تكون تافهة, ذيلا لاعداء الاسلام, متشبهة بالمجوس او اليهود.
وحرام على امة يجاهد رجالها في رحاب الارض ,من افغانستان الى قلب اوروبا في البوسنة والهرسك, وتعبث نساؤها,ولا تلتفت الا لاغراء رجالها.
فطأطأت رأسها اعتذارا,وكأنها تحمل وزر كل المسلمات المقصرات ,وادركن بيقين ,تقصير النساء المسلمات,وغفلتهن فأراد اسامة ان يخفف عنها وطأة هذا التصوير ,فقال لها:وفي المسلمات اليوم نساء يحاكين الصحابيات الجليلات مثل ام عمارة _نسيبة الانصارية_ التي كانت تقف امام الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة أحد, تدافع عنه,ورفيدة,التي كانت تداوي الجرحى.


ومن امثالهن اليوم عزة الحموية التي لجنود الطاغية في مأساة حماة ,فامطرتهم بوابل من القنابل اليدوية تحت وابل من الرمي الكثيف حتى سقطت شهيدة_رحمها الله_
وحنان البوسنية التي تطوف على بيوت المسلمين المهدمة في البوسنة وتجمع الاطفال المسلمين الاحياء منهم والجرحى وتحملهم على عاتقها,طوال المدينة وعرضها,الى سرداب في بيتها ,وهي لا تذوق طعام يومها حتى تطعم هؤلاء البائسين الصغار, فامتنا اسلامية المنهج ,وقادرة على انجاب نماذج البطولة من النساء والرجال في كل زمان ومكان....
ثم اكمل اسامة حديثه قائلا: اسمحي لي ان اروي هذه الحادثة:


يتبع




وقد رسم سبحانه لنا مسيرة الفوز والفلاح فقال فاما من طغى, وآثر الحياة الدنيا, فان الجحيم هي المآوى,واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ,فان الجنة هي الماوى)


فهذه حقيقة الصراع في النفس البشرية ,وضحها القران وبين نتائجها لكل اصناف البشر ,لا الغاز و لا غموض ولا كهنوت ,بل كل انسان يتصل اتصالا مباشرا بالخالق سبحانه وتعالى:قالت نور بدهشة: ان هذه الحقائق التي ذكرتها تستحق الدراسة و الاهتمام..
وكأنها كانت غائبة عني , لكني متأكدة ان اكثر البنات لا تشغلها مثل هذه التساؤلات...


اجابها ...اعلمي يا اختاه اننا نحن _المسلمين_ نملك ام الحقائق وهي...عقيدة التوحيد ,متمثلة بعبادة الخالق ,والتزام شريعته ,لااصنام صماء, ولا آله تتصارع ,ولا حيوانات تعبد,ولا انهار تقدس, اذ كل من في الوجود مخلوق, والله سبحانه وتعالى متفرد في ملكه,ولك ان تتصوري ضآلة من يعبد الحجر او يقدس البقر والنهر(هوالله الذي لااله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحانه الله عما يشركون)



واسترسل اسامة يشرح نعمة الاسلام , وخشيت نور ان ينتهي وقت السفر وهي لم تتعرف بعد على رفيق سفرها ,رجل يجمع الاصالة والحداثة والعلم والدين ,ويجمع المروءة والادب في توافق فذ,اذن, لابد ان يكون اثر من نعمة الاسلام .التي يرفل بعزها وفهمها ..فأكتفت ببما قال ,وعادت تسأله
اكتمك الحقيقة ,فاني لم ار متدينا بمواصفاتك ولم ار الدين الا في عجوز لم تعد لها القدرة لاغتنام فرص الحياة.او شيخ هرم يتكاسل من حلق ذقنه ,لم يعد قادرا على التعامل مع مباهج الحياة فزهد فيها مكرها غير مختار.أما انت فنموذج جديد للاسلام غير الذي عرفناه والفناه,ويسعدني ان يكون الاسلام كما حدثتني عنه,دين رحمة وعدل ونظافة وجمال ,ونظام وعمل تصلح به الحياة ,واتمنى ان اكون مسلمة مثلك اخذ حصتي من الحياة ولا اغضب ربي ,ولكن,كيف استطيع التغلب على مصاعب الانتقال من حالتي هذه ,الى رحاب الاسلام الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى .؟
وهل استطيع ان اكون مسلمة مثلك رغم الحياة الجامعية التي انا فيها ؟سمع اسامة مقالتها واراد ان يسهل عليها مهمة الانتقال من الجاهلية الى الاسلام .اذ الجاهلية تعني البعد عن الاسلام بغض النظر عن الذكاء ومستوى المعيشة والشهادات العلمية .
فبادرها بقوله: يااختاه .. اني سائلك بعض ارسئلة ,فاجيبيني بصراحة,ودون حرج ولا تقولي الا ما تؤمنين به بلا مجاملة لي ,فاشارت براسها ,وقالت :ان شاءالله...


قال اسامة ..لو اردت ان تشتري لك ربطة (غطاء الرأس) فاين تذهبين؟...فاجابت :الى بائع القماش في السوق ..فقال :لو ارت خياطة ثوبك؟فقالت:اذهب الى الخياطة حتما.
قال واذا اشتكت امك من مرض لاسمح الله..
فقالت :آخذها الى الطبيب...
لاحظ اسامة تضايقها من بساطة الاسئلة التي تكاد تكون بديهية ,فعجل لها بالكلام بقوله:
اذن لكل حاجة بائع مختص بها ,ضليع بمعرفة انواعها الرديء منها والجيد ,الغالي والرخيص كما ان لكل حاجة نقتنيها غاية تؤديها ولكل علم :رجاله المختصون به.
فهزت رأسها مسرعة لتدعه يسترسل في الكلام لتفهم مراده ,قال اسامة:لماذا خلق الله سبحانه وتعالى الشمس والقمر ؟...قالت الشمس للدفء والضوء والحياة والقمر للنور ولحساب الزمن,
قال :انت معي...
اذن ,لكل شي في الحياة غاية,
قالت نور:بكل تاكيد ولو اني لم اسال نفسي عن تلك الغايات,
فقال لها:فما الغاية من خلق الانسان؟
أيعقل ,ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان بلا هدف ؟ ورأى حيرتها وتلجلجها وهي تحاول لم شتات الفكر لتجيبه فقال محولا انتشالها من الحرج , ساحمل عنك عناء الاجابة ....
الله سبحانه وتعالى خلق الحياة لاختبار الانسان وامتحنه بين الطاعة و المعصية ,اي ليختار الانسان طريقة في الحياة ,بملء ارادته فقال سبحانه:
(تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير,الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور)


وخلقنا سبحانه لنعبده عبادة الفطرة مع عبادة الطاعة .فقال سبحانه وتعالىوما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)
لم تستطع نور اصطبارا على ما لاتفهم من مصطلحات اسامة التي لم تسمعها من قبل ,فقالت:
ارجوك ,تمهلقليلا فكلامك جد جديد علي فهلا شرحت لي ماهي عبادة الفطرة؟وما هي عبادة الطاعة؟..
سكت اسامة برهة,وقد ادرك انه تعجل بالاجابة ونسي نفسه ,لانه كثيرا ما يكرر هذه المفردات أمام الطلبة أثناء القاه محاضراته عليهم في المسجد الكلية.


ثم اعتذر بابتسامة فاترة معبرة عن تقصيره,وقال:اما عبادة الفطرة فهي تسبيح كل ذرة في الكون لله سبحانه وتعالى فوجودها يدل على خالقها وفي كل لحظة من حياتها تنبيه واشارة الى خالقها سبحانه وتعالى.
واما عبادة الطاعة:
فهي العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على الناس كافة,وجاء ذكرها في القران الكريم ,مثل الصلاة والصيام والحج والزكاة.....
فهزت راسها وانبسطت اساريروجهها .فعلم اسامة انها اسيوعبت كلامه,فاستانف حديثه بقوله:
عرفنا الغاية من وجود الانسان رجلا كان ام امراة...
بقي ان نعرف ما يصلح لهذا الانسان من افكار وتصرفات وملابس ونشاطات .قلنا ... اذا اردنا الخياطة ,ذهبنا الى الخياط,واذا اردنا العلاج ذهبنا الى الطبيب ,فمن يدلنا اليوم عن نظام حياة الانسان وحدوده وافكاره وملابسه وطعامه وشرلبه وكسبه؟
ان اصدق من يدلنا , هو الخالق الانسان سبحانه .لان مصمم ماكنة الاحتراق الداخلي للسيارة هو اعلم الناس بها,وهو المسؤول عن خصائصها واشتغالها ,كذلك خالق النفس الانسانية هو اعلم بها.
اسمعيه يقول الايعلم من خلق وهو اللطيف الخبير
13
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

samoha_om_ali
samoha_om_ali
الى لندن عام 1990 مع ابي وامي واخواتي الثلاث وهن شابات في ريعان الشباب ونزلنا في شقة صغيرة في احدى العمارات وكنا نغدو ونروح ,وحجاب اخواتي وامي متميز وملفت للنظر,وقد غطى اجسادهن الطاهرة عدا الوجه والكفين,وفي احدى الامسيات طرقت باب الشقة امرأة انكليزية, ففتحنا لها الباب,فأستأذنت بالدخول ,فاستقبلتها امي ,وقدمت لهل اخواتي الثلاث فامتلأت عينا المرأة الانكليزية بالدموع!ولما سألتها امي عن السبب,وهل باستطاعتها تقديم اي نوع من المساعدة للتخفيف عنها ,شكرت المرأة الانكليزية امي, وقالت لها من انتم؟
وما دينكم؟
ومن اوصاكم بهذا اللباس الغريب؟
فاجابتها امي....بأنهن مسلمات وان الله سبحانه وتعالى اوصاهن بستر أجسادهن عبر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وهي الاسلام.
قالت المرلة والدموع تترقرق في عينيها...(والله ما خرجت يوما بملابسي القصيرة هذه الا وشعرت بالذنب وتانيب الضمير وتملكني احساس ان في نقصا هو سر قلقي وان ظمأ روحيا يغمرني لا اعرف سره,حتى رايتكن فادركت خطئي وسر عذابي ,وعرفت ان هناك حياة وسلوكا اكثر طهرا وعفة, وسعادة كنت ابحث عنها فلا اجدها , ثم اردفت تسال امي السؤال الذي سالتنيه قبل قليل .كيف اكون مسلمة؟
فعلمتها امي كلمة الشهادة واركان الايمان واحتفلنا باسلامها في ذلك اليوم ,واهدتها امي ثوبا كاسيا من اثواب اخواتي وربطة رأس وابدلنا اسمها من (جولي) الى (هدى) بفرح غامر ارتسمت ملامحه على محياها يشبه فرحة الام التي ضاع منها ابنها فالتقت به على حين غرة.
ارايت يا اختاه كيف كانت عزة المسلمة وثيابها اعلانا عن انتمائها للاسلام وقدوة لغيرها ودعوة للايمان دون كلام؟
يااختاه...
ان في هذه الحادثة عبرا وعظات فالقلة المؤمنة في مجتمع الكثرة الضالة ظاهرة ليست جديدة,فالشبان المسلمون الذين حكى القرآن الكريم قصتهم بضعة فتيان والمدينة كلها كافرة ,فقال عنهم:
(نحن نقص عليك نبأهم بالحق ,انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى)
فمسالة القلة والكثرة ظاهرة عالجها القران الكريم.
وعضد موقف الفئة المؤمنة ,اذا كانت قليلة في مجتمع الكثرة الضالة..فقال سبحانه وتعالى:
(...بل جاءهم بالحق واكثرهم للحق كارهون)
فالمسلمة حاملة لرسالة الاسلام في كل مكان كأخيها وابيها ,اطرقت نور ببصرها الى الارض ,تفكر بما سمعت,وتحمد الله على حكمة تقديره ,اذ ارسل لها من يوضح لها الحق بهذا الادب الجم,والكلام الجميل العذب..من غير تجريح او تهويل او تخويف ,بل الحق يتدافع على لسانه ,والصدق باد في محياه, ومحال ان يكون هذا وجه ممثل او كاذب...
ادرك اسامة ان كلامه قد وقع في نفسها موقعا حسنا فلامس ايمانها,وايقظ العزة الاسلامية في شخصيتها ,كفتاة مسلمة خطط الكفار الغربيون لافسادها, فنقلوا لنا سلوكهم المنحرف وحرمونا من تقدمهم العلمي في كافة ميادين الحياة.
ولاول مرة تسمع نور ان للمراة المسلمة رسالة في الحياة ودور ينبغي ان تقوم به .فهي مطالبة كما ان الرجل مطالب برفع راية الاسلام في كل مكان.
قطع اسامة سلسلة افكارها ,وتاملاتها ,بسؤاله لها :هل سمعت يا نور ,بقصة الفتيات الفرنسيات !ليلى وسميرة وفاطمة؟!
قالت : لا
قال اصيخي بسمعك,احدثك عن صورة من صور العزة الاسمية ,لم يرسمها جيش المجاهدين هذه المرة,كفتح القسطنطينية او سمرقند, ولم يكن بطلها عالما من علماء المسلمين كأحمد بن حنبل, او العز بن عبدالسلام, او سيد قطب ولكن,الذي رسم ملامح صورة العز ,ثلاث من فتياتنا المسلمات الفرنسيات! عندما اعترضهن ايرنست شانيير ,مدير مدرسة غبريال في منطقة كراي الفرنسية, واخرج سميرة من حصتها وطلب منها نزع الحجاب, فقالت له : (انا مؤمنة بالله وفخورة باسلامي).
وتعاطفت مع فتيات فرنسا المسلمات والمسلمون في كافة انحاء العالم ووصلت قضيتهن الى القضاء الفرنسي ,وصدر الحكم لهن, بأن الحجاب مسألة شخصية,ولا يحق لاحد التدخل فيها!...
وعادت الفتيات المسلمات الى مدرستهن بحجابهن الاسلامي وبعزة الايمان.
يتبع
samoha_om_ali
samoha_om_ali
قال اسامة:
ان الثوب الذي لايصف مفاتن الفتاة ,ولايظهر تقاطيع جسدها, يعتبر بحق, لباس التقوى, قال سبحانه :
(يابني آدم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير...)
والتقوى هنا ,محور حياة الانسان المسلم,وهي بمفهومها الواسع تنفيذ الامر الالهي ,واجتناب كل ما نهى الله عنه.
واذا خطونا بتقوى الله اخرى ,استشعرنا مراقبة الله سبحانه وتعالى لنا,وحضوره معنا في كل لحظة, وصف تعالى حضوره معنا بقوله:
(...وهو معكم اين ما كنتم والله بما تعملون بصير)
ليفكر كل مسلم ان الله سبحانه الذي خلقه من نطفة ,ورعاه جنينا وهيأ له حنان الابوين وعطفهما يرعيانه باعينهما,وهو سبحانه معه في كل لحظة, كيف يجد الانسان الضعيف الجرأة على معصية الله؟


نفذت كلمات اسامة،الى سويداء قلبها،فاستشعرت ضعفها امام الخالق سبحانه،وادركت بيقين،الى طاقة لها بعتابه او غضبه فظلا عن عقابه.
واخذت نور تلملم ثوبها القصير،فلا يكاد يغطيها،وتتمنى لو حجبها كرسيها عن اعين الآخرين،وخلال لحظات..امتلأت مقلتها بدموعها الساخنة تنهمر رغما عنها. انها يقظة الايمان،ونور الوجدان،وفيض الرحمن،انار بصيرتها، فأدركت بعدها عن رضى الله سبحانه وتعالى ذي الجلال والكمال.
ان نورا رغم جهلها بالاسلام،خلوقة ومؤدبة لا تعصي لوالدها امرا..فكيف تعصي امر الله؟انها مسألة لا تخطر لها على بال،وقد غمرها الاسى على سنين من عمرها مضت في معصية الله سبحانه،فاستمرت بالبكاء،وعلا صوتها،فاختلط بغمغمة الحافلة وازيزها.
رأى اسامة حالها،فرق لها،فسكت هينهة ريثما تهدأ وفرح بهذه اليقظة الروحية،وهذا النور الذي ملأ نفسها.وامتلا قلب اسامة حبورا وسعادة،بفتاة جديدة تدخل رحاب الايمان،وتتمرد على كل نوازع الغواية التي يزينها الشيطان وفرح لها لانها دخلت بيت الايمان.بنظافة الوجدان،حيث غسلته بدموع الندم،وفرح لها،لانها تناولت سلم السعادة،حيث لا حسرة ولا ندم،لانها ارتقت منزلة العبودية وموالاة رب العالمين.
وبعد ان اطمأنت نور،اذهب الله عنها الهم والحزن،وقال لها ابشري يا اختاه..فانت بين يدي رب كريم،يفرح بتوبة عبده،ويعطي على القليل الكثير،ويجزل العطاء،فيبدل سيئات احبابه حسنات،انه كرم،لم نرى في دنيا البشر،ولم نسمع عنه في حياة الكرماء.اسمعي قوله سبحانه وتعالى (....الى من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما).
كانت هذه الاية بلسما شافيا لقلب نور،فاستبشرت وبدت عليها علامات الرضى،والاستئناس برحمة الله الواسعة وعفوه الغامر،وايقنت ان التعامل الالهي سمح محبب .وهو سبحانه تعالى يريد الخير لعباده ويحببه لهم ويكرمهم عليه.
وترقرت عيناها بدموع الفرح بعفو الله ورحمته،فادرك اسامة ان اللحظة المناسبة ليكمل حديثه عن الحجاب،فقال:
*علمت يا اختاه،سعة الرحمة الالهية بالانسان،فهو سبحانه ارحم من الام بطفلها لذا كانت شريعته رحمة لخلقه.فعندما شرع الله سبحانه للمسلمة ان تستر جسمها كله،لم يرد مضايقتها،او تشديد عليها،لذا قال سبحانه وتعالى)....يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر....)
*فلباس التقوى(الحجاب) هو تشريف للمسلمة لتعرف به انها من اهل الايمان،فلا يجسر على ايذائها او التعرض لها احد.
اما التي قصرت ثوبها،وعرضت مفاتنها مجانا!!فقد مهدت الطريق على نفسها،بل كأنها تدعوهم اليها.
اما ما ينتاب بعض الفتيات من الشعور بالذات،والسرور عند كل معاكسة.او الظن بانها مرغوبة مطلوبة،فهو اذلال لها والاعتداء على حريتها،اذ ان المرغوبة تخطب،ولا ترمى بوخز الكلمات.
صدقت نور كلام اسامة،واضافت قائلة:ان المعاكسة اهانة حقيقية،لكن بعض الفتيات يفرحن بها،انك تصحح كثيرا من المفاهيم،وتضع الحق في نصابه بذكاء وفطنة يا اخي.
شعر اسامة ان زميلة نور،تدنو منهما لسماع ما يقولانه فهي لم تطق صبرا اكثر من هذا،وخلال دنوها داعبت خصلة من شعرها اذن اسامة،فالتفت اليها،وقال لها:خيرا...ما الخبر؟اعندك كوب آخر لتسكبيه؟...وضحكوا جميعا..ثم قال اسامة:اني مدرك شعورك،ولكن،اصبري،فستوافيك نور بالتفاصيل.واؤكد لك،انه ليس مما يدور في ذهنك شئ..
تابع اسامة حديثه عن الحجاب مع نور فقال:
*صان الاسلام المجتمع من الانحدار والتردي الخلقي،والجريمة بنظام سد كل الطرق المؤدية الى الانحراف،او الاقترب منه.
والحقيقة العلمية تقول:ان جسد المرأة العارية يثير الرجل!اذا كان التعري محرما الا امام الزوج،وبعض انحسار الثوب قد يكون امام المحارم كالاب والابن والاخ،اما ان تكشف صدرها ونحرها امام الغرباء فهذا اعتاء على جموع الشباب او عموم الرجال، انها تثيرهم،وتداعب غرائزهم.مما يؤدي الى صرف اهتمامهم الى تلك الغرائز،والتعلق بهوى فلانه..او الركض وراء كل مبتذلة،حتى يقودهم التردي الى احضان الغاوية ومراتع الحرام،فليس من حق المراة ان تعتدي على رجال المجتمع جميعا فتوهن عزمهم،وتصرف اهتمامهم عن كل عمل نافع،كما قيل
وانك أم لاهل العقول واخت الرجال ليوث العرين
وليست التقدم صبغ الشفاه وكشف الصدور وكشف الوتين


*وقد يكون التبرج مدعاة زعزعة الاستقرار الاسري،اذ تنجذب بعض النساء الى كلمات الغزل الرخيص والاطراء الكاذب لجمالها (لعريها) فتميل الى الخروج من البيت،والتجول في شوارع المدينة،فتهمل بيتها واطفالها،وقد تتعلق باوهام الشباب الكاذبة ،وخداعهم فتخسر زوجها وبيتها.
samoha_om_ali
samoha_om_ali
يغفل الاسلام عن واقع المراة وتفكيرها، والعوامل المؤثرة في نفسها والمخاطر التي تزعزع استقرار اسرتها ،قال الله سبحانه وتعالى : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى....)
قالت نور :
اريد ان اسأل : لكني اخشى ان يفهم سؤا لي اعتراضي على مشيئة الله، وما هذا اردت ،بل اريد ان افهم :كيف تستطيع المرأة اليوم ان تبقى في بيتها ولا تخرج منه ؟
قال اسامة :
لم يكن قصد القرأ ن الكريم ان تبقى في بيتها ولا تخرج كما فهمت ،فعندما يخاطبنا القرأن ( ... واقيموا الصلاة ....)
فلى يعني، اننا نقيم الصلاة دائمنا ، بل نصلي ونعمل ، ونأكل ، ونمارس كل نشاطات الحياة ،فالمقصود بقوله تعالى : ( وقرن في بيوتكن...) أي ان تكون الحالة العامة، والسلوك الدائم للمرأة في بيتها ، ولها ان تخرج من بيتها لحاجتها وتعلمها وصلا تها في المساجد .
قالت نور:
في نفسي ان اعرف شيئا عن حياة نساء الصحابة ( رضوان الله عليهم جميعا ).

قال : هذا ماكنت اريد ذكره لك ، ونبدأ بقول الرسول صلى الله عيه وسلم(لاتمنعوا اماء الله مساجد الله)
فكانت الصحابيات يشهدن الصلوات الخمس في المسجد خلف النبي صلى الله عليه وسلم ,وكانت المراة تخرج الى السوق لشراء او بيع ,وكانت تخرج لتزور قريبتها او صديقتها,وتخرج مع المجاهدين للتمريض ,واخلاء الجرحى ,وتقديم الطعام....

فالخروج المنهيعنه ,هو خروج الغواية,وعرض المفاتن رخيصة ولو تعلم المرأة كم هي غالية عند الرجل, ومن امنياته يسعى لها بجهده بالخطبة والزواج , لا , بالملاحقة والخداع.
لازدادت ثقة بنفسها واعتصمت باخلاقها وعفتها, وهذا اكثر ما يرغب الرجال فيها كأم لولاد نجباء ورفيقة عمر ودود. قالت نور:
لك شكري ودعائي,فقد أزحت عن كاهلي هما وصراعا كلما سمعت الاية (وقرن في بيوتكن...) وقعت فيه. وكنت افهم من هذه الاية ,ان على المسلمة ان تولد وتموت في بيتها, وان دورها هامشي في الحياة ,فقال اسامة :يااختاه ..فالصحابيات الجليلات ,كان لهن الاثر الكبير في تحمل تبعات الدعوة الاسلامية والهجرة والجهاد واول شهيدة في الاسلام سمية_ام عمار بن ياسر_.واول انسان دخل في الاسلام خديجة بنت خويلد زوج الرسول صلى الله عليه وسلم .وقد هاجرت سبع عشرة امراة في الهجرة الاولى الى الحبشة...

*واعلمي يا نور ,ان الحياة الحلوة السعيدة ,انما هي في الاسلام وان اية مخلفة لبعض مبادئ الاسلام ,فيها التردي والعذاب. قال سبحانه: (ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا....)
وذكر الله في عذه الاية الكريمة معناه شريعته.



فالمسلمة التي تلبس الحجاب ,يكفيها كل سنة او لسنين عديدة,ثوب او ثوبان,تخرج بهما من بيتها,بلا نقد ,لانها خارج حلبة المنافسة,اما السافرات, فقد شرعن في سباق لم ينته في الوان الملابس وانواعها وفصالها ,بشكل يرهق نفسية الفتاة ويحمل اسرهن العناء والضنك.

قالت نور :
اني اراك قد تكلمت كثيرا عن الحجاب ,وكان كلامك اقل عن الايمان بالله والعبادات والاخلاق , وهذه الاركان هي الاهم في الاسلام كما نعلم , واني لازلت اذكر كلام امي اذ تقول : (اصل الانسان...القلب النظيف لا المظاهر...)
قال اسامة:
*لك بعض الحق في ذلك ,ولكن, اصبح الحجاب اليوم يمثل الانتماء الى الاسلام ,والانتماء الى الامة المسلمة, فلو زرت اليوم بلاد العالم فسترين ملايين النساء ,كلهن متشابهات في العري ,متماثلات في السلوك ,مع اختلاف بسيط يقتضيه اختلاف البيئة والوراثة والتعلم , وستجدين اولئك النساء في كل مكان , في الطريق,في المحلات التجارية على ابواب السينمات او هن يدخلن النوادي الليلية. وسترين نساء قليلات محجبات ستفرحين وتحاولين التعرف عليهن , وسؤالهن ,وستعلمين للتو بأنهن مسلمات...
لذا كان الحجاب انتماء للجماعة المسلمة , وللامة المسلمة, وكان الحجاب عتبة الدخول في مدرسة الاسلام.


اما قول امي وامك ,وقول الكثيرين من الناس (بان الاصل سلامة القلب ونظافته) فهذا كلام مقبول ,لكنه يحتاج الى دليل , ودليل سلامة القلب اسلامية العمل . فصاحب النية الحسنة والقلب السليم النظيف اجدر بتطبيق شريعة الله الغالية. لذا قال الله تعالى:
(يا ايها الذين امنوا لم تقولون مالا تفعلون ,كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون)
فالذي يقول ولا يفعل ممقوت عند الله, أي مذموم ومكروه
قالت نور :
لي سؤال قد يكون الاخير , فاني قد الححت عليك بكثرة الاسئلة . فقال : اسألي, فكلنا تلاميذ في مدرسة الاسلام.


قالت:
كيف جمعت بين دراسة الطب الصعبة ودراسة الاسلام؟؟


يتبع
samoha_om_ali
samoha_om_ali
أثار كلام اسامة ,عن علم الله سبحانه ,في نفسها تساؤلات كثيرة ,فقالت ببراءة,يااخي ,كيف يستطيع الانسان ان يسأل ربه؟ وكان سؤالها دليلا على تتبعها وفهمها ,فاجابها بقوله :
ان الله سبحانه وتعالى قد اكرمنا بنعمة الاسلام ,حيث اوحى الى الرسول صلى الله عليه وسلم ,نظام حياة الانسان بكل تفاصيله.
قالت نور:لا تلمني...على كثرة اسئلتي ,فانا واحدة من ملايين المسلمات اللواتي لايعرفن عن الاسلام شيئا...
لم يشأ ان يحملها مسؤولية هذا الجاهل وانما اراد ان يأخذ بيدها,لتتعلم ما جهلت من الاسلام,فالانارة خير من الاثارة. والبيان خير من تقريع الاذان.
فقال اسامة:لايليق بالانسان ان يترك نظام الخالق سبحانه في الطعام واللباس ,ويأخذ نظام (امرأة او رجل)انسان مثله.
فلا يعلم الاصلح لنا الا الله سبحانه وتعالى.
فأذا علمت يا اختاه ,ان نظام الحياة في الاسلام ,هو من تصميم الله سبحانه ,حتى ملابس الانسان ,حدد ملامحها بوضوح ,فملابس المسلمين ,رجالا ونساء,ليس من تصميم دور الازياء في الغرب او تقليد بليدا,لساقطة ألفت التعري,على شاشة التلفزيون بل من توصيات الاسلام الخالدة .فان المؤمنة بالله سبحانه حقيقة ,لاتستطيع مخالفة أمره.
بدا على نور,كأنها تريد ان تقول شيئا,لكنها مترددة. فقال اسامة...وكأني اقرأ في عينيك كلاما,فتفضلي,اني اريد ان اعرف ما يجول في خاطرك...
قالت نور...هل تعتبر هذه الملابس والازياء ,التي تلبسها الفتيلت,والنساء ,مخالفة لامر الله؟....قناعتي...ان مخالفة امر الله ,تنحصر في الكذب او الاعتداء على الناس. او التنكر للوالدين .اما الملابس ,فمسألة شخصية.....
قال اسامة...ينبغي ان نزور سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونرفع له سؤالك,اسمعي يا اختاه كلامه:
(ما احل الله في كتابه فهو حلال,وما حرمه فهو حرام,وما سكت عنه فهو عفو).
فكل ما جاء ذكره في القران الكريم والسنة المطهرة من الحلال والحرام واجب التنفيذ.وكل اهمال لما جاء في القران والسنة ,هو مخالفة لا تليق بالمسلم...
وقطع حديث اسامة اندلاق كوب شاي ,تحمله فتاة تجلس في المقعد الخلفي,وقد اثار فضولها الكلام المتواصل ,بين زميلتها نور وهذا الشاب الذي لاتعرفه,فهي تحاول جاهدة التنصت لما يدور من حديث بينهما ,يمنعها ذلك ضجيج الحافلة فتقدمت منهما وبيدها قدح شاي ونسيت نفسها فاهتزت الحافلة بعثرات الطريق فانسكب القدح من يدها على ملابس اسامة!...
فالتفت اليها ,ليرى ما الخبر؟فرآها في منظر لايسر احدا ,وقد ذابت خجلا ,حتى لم تقدر على الاعتذار .
فاعتذرت عنها نور,وحاولت تبرير فعلتها ,فاكتفى اسامة بشعورها بالذنب البادي عليها.وباعتذار نور عنها,حاول تجفيف ملابسه وعاد بهدوئه المعهود ليقول لنور...
ان لباس المراة المسلمة ورد ذكره في القران الكريم ,وساتلو عليك الايات الخاصة ,ان شاءالله.
فاذا ادركنا ان الاسلام هو نعمة الله علينا ,تشوقنا الى الالتزام به,وعلينا التصدي للدنيا كلها ,لو وقفت في وجهنا,بل نرىلهذا الالتزام حلاوة خاصة لا يحس بها غيرنا اسمعي ــ يااختاه ــ الى كلام الله رب العالمين.
ورتل اسامة بضع ايات من القران الكريم ,بصوت رخيم وجرس عذب واداء حسن لاصول التلاوة ,فانصتت نور, تسمع برغبة وخشوع...
وبدت وكأنها تسمع القران لاول مرة ,وتمنت ان يسترسل فلا يسكت لتنعم بلحظات لم تعشها من قبل.
وسألت نفسها ,ما سر هذا التأثير البالغ بالقران الكريم اليوم؟وكانت تسمعه من قبل,فلا تهتز مشاعرها ,ألجمال صوت اسامة أم لتأثر اسامة بالقران وحبه له؟
ربما الاثنين معا...
وختم اسامة تلاوته بقوله سبحانه وتعالى:...
(.....اليوم اكملت لكم دينكم واتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
وبعد ان انتهى اسامة من تلاوته ودعا الله سبحانه وتعالى القبول ,التفت الى نور مخاطبا:
يا نور...خالقنا اكرمنا بالاسلام ورضيه لنا ,افلا نرضاه لانفسنا؟فهو سبخانه لن يتقبل نظاما لحياتك ,لطعامك,لشرابك,لزواجك,لملابسك,غير نظام الاسلام ,ولا فصالا (موديل)غير (موديل)الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ,من ربه عز وجل ,الذي يقول (...ان الدين عند الله الاسلام...)
نقلت كلمات اسامة والايات التي تلاها ,تفكير نور الى الجدية والتركيز وبدأت تحاول الاستفادة من كل كلمة يقولها .وتتهيأ للاجابة ,ثم قالت:
كيف لا ارضى بما رضيه الله سبحانه؟فانا مؤمنة...لكني لا املك فهما للاسلام كفهمك هذا....ورآها اسامة بأنها اكثر استعدادا لقبول الكلام ,فقال :والفرح يغمره..ان الاسلام هو نظام الحياة والطريق العيش في طاعة الله سبحانه ,وهو عقيدة التوحيد الغالية,وعبادة خالق الكون والحياة ,وتنظيم سلوك الانسان,وعلاقته مع الاخرين,ثم علاقة الشعوب والامم مع بعضها.
وساد بينهما صمت,انصرف تفكير اسامة فيه الى تلك الفتاة المتطفلة التي سكبت الشاي المحلى على ملابسه الجديدة.والتي لايملك غيرها ,تصلح للظهور بها امام الناس...
وحمدالله سبحانه وتعالى,ان حافظ على هدوئه وتقبل الموقف بالعفو والسماح كما يريد الاسلام.
اما نور,فمنشغلة بالتفكير بما سمعته من اسامة.وقد علقت بذهنها كلمة (موديل) الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
فهي تعلم ان الموديل من اختصاص دور الازياء التي تلعب بعواطف المراة وتعبث بملابسها..
فتبسمت نور,لاول مرة,وسألت اسامة بقولها : ما هو (موديل) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
يتبع
samoha_om_ali
samoha_om_ali
فقال لها:
ان الاسلام لم يترك صغيرة ولاكبيرة في حياة الانسان الا ذكرها,وبين الصحيح,ونهى عن الخطأ,لوقاية الانسان وحماية حياته وسعادته في الدنيا والاخرة.
والله سبحانه ,امر المرأة المسلمة ان تغطي جسمها كله, عدا الوجه والكفين فقال سبحانه,عن تغطية الرأس والعنق والصدر: (...وليضربن بخمورهن على جيوبهن...)
ومعنى الضرب هنا ,التغطية,والخمر,جمع خمار,وهو غطاء الرأس ,والجيوب,جمع جيب,والجيب ,فتحة الصدر.
وعن تغطية الجسم كله,قال عز وجل:
(ياايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ,ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين)
والجلباب هو الثوب الواسع الذي يستر الجسم كله ,فلا يصف مفاتنه بضيقه او شفافيته,.اي ان يليق الثوب,بالمسلمة الرزينة,والتي لها في مجتمعها ,تمارسه باستعداداتها الفطرية,لا ثوبا قصيرا او شفافا او ضيقا ترتدي, همها الوحيد ان تخامر عقول الشباب ,بمفاتن جسمها او رشاقة قوامها ,وسحر حركتها ووسوسة ايقاعها..قال تعالى:
(....ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون)
قالت نور وقد تملكها العجب,لهذا الوصف الرائع الدقيق: صدقت والله يااخي فالمرأة اليوم تلبس الحذاء ذا الكعب العالي الدقيق,وتضرب به الارض,فيثير الانتباه,وتهتز كل عضلة في جسمها فهي الى الرقص اقرب منها الى المشي....
قال اسامة:
بل قولي ,صدق الله العظيم, لان الكلام كلام الله سبحانه وتعالى.فسلوك البشر كله ,لا يخفى على الخالق,ولا نواياهم ولا سرارهم ولاالذي لم يصبح سرا بعد في حياتهم ,فهو سبحانه يقول: (....يعلم السر واخفى....)
(فموديل) سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ,هو في الحقيقة يمثل الامر الالهي لذا فالمرأة المسلمة لاخيار لها ولا رخصة في حجابها الاسلامي.
قالت نور:
اني افهم ما تقول :لكن ما رايك في ثياب المرأة اذا كانت المسلمة في مجتمع غالبيته لا تدين بالاسلام؟ او,يحسبون على الاسلام ,ولايلتزمون به؟.
وقبل ان يجيبها اسامة ,اخترق الحوار ضجيج ,فتعالت الاصوات في الحافلة,وساد الارتباك ,اثر حدوث حريق شب في مؤخرة الحافلة,فتوقفت, ونزل الركاب مسرعين الا امراة كبيرة السن,كانت وئيدة الخطى ,تستغيث!!
وخشي الرجال التقدم نحوها لانقاذها...واذا باسامة يثب الى الحافلة من اقرب شباك الى المرأة العجوز, ويحملها على كتفيه وينقذها مسرعا, ونور ,ومن حولها من الركاب ينظرون اليه باعجاب واكبار..
اية شهامة هذه ,في شاب يضحي بنفسه من اجل امرأة عجوز لا يعرفها؟!واية رجولة,تدفعه عندما يحجب غيره؟!..


وبعد ان تم اطفاء الحريق , واصلاح عطب الحافلة, واخذ الركاب مقاعدهم فيها, وسارت بهم وهي تنفض عنهم غبار الرعب الذي انتابهم ,لما ذهب,عن نور الخوف,بادرها اسامة بقوله الحمدلله على السلامة,فقالت:لنا جميعا ان شاء الله ....لنا جميعا ان شاء الله.


قال :سأجيبك عن سؤالك ,حول زي المرأة المسلمة ,عندما تكون في مجتمع غير اسلامي....



عند ذاك يكون زيها الاسلامي اكثر اهمية للتعبير عن شخصيتها,ودلالة على صحة اسلامها واسلام اسرتها,واعتزازها لا بعقيدتها, بدل ان تكون تافهة, ذيلا لاعداء الاسلام, متشبهة بالمجوس او اليهود.
وحرام على امة يجاهد رجالها في رحاب الارض ,من افغانستان الى قلب اوروبا في البوسنة والهرسك, وتعبث نساؤها,ولا تلتفت الا لاغراء رجالها.
فطأطأت رأسها اعتذارا,وكأنها تحمل وزر كل المسلمات المقصرات ,وادركن بيقين ,تقصير النساء المسلمات,وغفلتهن فأراد اسامة ان يخفف عنها وطأة هذا التصوير ,فقال لها:وفي المسلمات اليوم نساء يحاكين الصحابيات الجليلات مثل ام عمارة _نسيبة الانصارية_ التي كانت تقف امام الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة أحد, تدافع عنه,ورفيدة,التي كانت تداوي الجرحى.


ومن امثالهن اليوم عزة الحموية التي لجنود الطاغية في مأساة حماة ,فامطرتهم بوابل من القنابل اليدوية تحت وابل من الرمي الكثيف حتى سقطت شهيدة_رحمها الله_
وحنان البوسنية التي تطوف على بيوت المسلمين المهدمة في البوسنة وتجمع الاطفال المسلمين الاحياء منهم والجرحى وتحملهم على عاتقها,طوال المدينة وعرضها,الى سرداب في بيتها ,وهي لا تذوق طعام يومها حتى تطعم هؤلاء البائسين الصغار, فامتنا اسلامية المنهج ,وقادرة على انجاب نماذج البطولة من النساء والرجال في كل زمان ومكان....
ثم اكمل اسامة حديثه قائلا: اسمحي لي ان اروي هذه الحادثة:


يتبع