bintmisr
bintmisr
جزاك الله خيرا اختنا العزيزة موضوع فى مكانه الصحيح والزمن الصحيح
وربنا يهون علينا الغربة وييسر لنا الامر
رياح الغربة
رياح الغربة
جزاك الله خير اختي شام
والله دخلت الموضوع علشانك احس اني من زمان ماقرأت لك ردود
رواء الاسلام
رواء الاسلام
موضوع رائع و هادف جدا
جزاك الله خيرا
شام
شام
الهجرة وتربية الأولاد في الغرب .. مخاوف الرحيل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لابدَّ بدايةً أن أشكركم وجميع العاملين في هذا الموقع على المجهود الرائع الذي تبذلونه في خدمة الإسلام والمسلمين.. أعانكم الله ووفقكم دائمًا إلى ما فيه الخير للإسلام والمسلمين، وجعل هذا العمل في ميزان أعمالكم إن شاء الله تعالى، وبعد؛
فأنا شابٌّ في الثلاثينيَّات، متزوِّجٌ ورزقني الله بثلاثة أبناءٍ أكبرهم عمره سبع سنوات، والأصغر سنتان ونصف، أعمل في مجال الدعوة الإسلاميَّة منذ أن كنت طالبًا في الجامعة وإلى الآن، وقد فكَّرت أنا وزوجتي في الهجرة إلى كندا لفترةٍ محدَّدةٍ حدَّدناها من 7 إلى 10 سنوات، نعود بعدها إلى وطننا إن شاء الله تعالى.
والأسباب التي من أجلها فكَّرنا في الهجرة متعدِّدةٌ ولا مجال لذكرها الآن، ولكنِّي هنا أنقل إليكم الأهداف التي وضعناها لأنفسنا والتي سنسعى لتحقيقها هناك إن شاء الله تعالى، وألخِّصها في الآتي:
أوَّلاً في مجال الدعوة الإسلامية: أرضٌ جديدة، بها بعض الحريَّة نستطيع فيها الدعوة إلى الله سواء للمسلمين أم لغير المسلمين بعد أن أصبح العمل الدعوي في بلدي محفوفًا بالمخاطر والمشاكل، وكذلك اكتساب خبراتٍ جديدةً في العمل الدعويِّ لاختلاف طبيعة العمل هنا عن هناك، وكذلك نقل الخبرات التي اكتسبتها هنا إلى هناك، وإتقان الدعوة إلى الله باللغة الإنجليزيَّة.
ثانيًا في المجال المهني: الحصول على درجةٍ علميَّةٍ أعلى - إن شاء الله -، وإتقان اللغة الإنجليزيَّة بالنسبة لزوجتي وللأولاد، والبحث عن رزقٍ أوسع.. وأخيرًا وقبل كلّ ذلك، البحث عن الأمان والحريَّة، بعد أن أصبح ذلك متعذرًا هنا.
والآن أريد أن أعرف رأيكم في موضوع الهجرة إلى بلدٍ غير إسلاميَّة، والمشكلة التي تؤرِّقني هي الأولاد، وهل أكون بهجرتي إلى بلدٍ غير إسلاميٍّ ومعايشتهم لمجتمعٍ غير مسلمٍ له عاداته المختلفة عن ديننا، أكون بذلك قد وضعتهم تحت ضغوط هم في غنىً عنها ؟
وهل يمكن تربية الأبناء تربيةً إسلاميَّةً في هذه المجتمعات ؟ و كيف ؟
هل أصرف النظر عن فكرة الهجرة من الأساس من أجل الحفاظ على هويَّة ودين الأبناء ؟ ملحوظة؛
في المقام الأوَّل تهمُّني مصلحة الأبناء، فإذا أيقنت أنَّ السفر سيسبِّب لهم مشاكل دينيَّةً أكيدةً فسألغي الفكرة تماما.









يقول الدكتور جمال طشقندي، الداعية العربي المقيم بنيوزيلاندا:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ أبو عبد الرحمن من مصر الشقيقة؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرًا يا أخي أن جعلت أبناءك همَّك الأوَّل ومحور نقاش قرارك بالهجرة، ولذلك سوف أركِّز كلامي حول هذا الموضوع.

وأبدأ بقولي أنَّ قرار سفركم يعتمد على امتلاككم للعدَّة اللازمة للسفر والتي تخصُّ أبناءكم، والعدَّة هذه في شكل استعدادٍ نفسيٍّ وثقافيٍّ خاصٍّ لرعاية الأبناء في بلدٍ غير إسلاميّ، وتبدأ الاستعدادات من الآن وفي شكل حوارٍ وتبادل الأفكار مع الأبناء، فهل تظنّ أنَّكم قادرون على مخاطبة أبنائكم مخاطبة الندِّ للندّ، واحترام رأيهم، وتصحيح مفاهيمهم على الرغم من صغر سنِّهم ؟
لقد عرفت من الأسر من قرَّروا السفر إلى بلادٍ هي أشبه ما تكون ببلادهم من حيث اللغة والدين، ولم يلتفتوا إلى تعليق ابنهم بأنَّه (لم تعجبه الفكرة)، وهو ابن السنتين فقط، وانتهى بهم المطاف إلى تلك البلد الجديد البعيد، وأُدخل ابنهم إلى المستشفى بعدها بفترةٍ قصيرةٍ بسبب سوء التغذية وإضرابه عن الأكل، بل ووضع على مُغذيةٍ عبر الوريد، أخبرني أبو الطفل أنَّ هذه الحادثة قد غيَّرت طبيعة علاقته بابنه وللأبد.
لذلك ففتح باب الحوار معهم غايةً في الأهمِّيَّة وإشراكهم في اتِّخاذ القرار يُسهِّل عليهم وعليكم (أي الأبوين) مسألة التأقلم وتقبُّل التغيير المُحتمل في حياتكم جميعا.

أمَّا كيف تتمُّ هذه المسألة ؟ فبالتدرُّج وأخذ الوقت اللازم لذلك.
فمن الأمور المطلوبة:
* تهيئتهم للفكرة:
- إخبارهم بنيَّة احتمال السفر، ويكون هناك حديثٌ عن معنى السفر (التنقُّل من مكانٍ إلى آخر، ووصف الرحلة وما تتضمنَّه إلخ)، وتقديم البلاد الجديدة وتعريفها لهم، من حيث اللغة (حروفها وأشكالها وأصواتها)، وموقعها، وجوِّها.. إلخ.
- أيضًا إخبارهم بالبعد عن الأهل والأصحاب ومن يعرفون من أقارب، وهنا تجدر الإشارة بعدم المبالغة في وصف حسنات (أو سيئات) المكان، أو حسنات وسيئات السفر.
- أيضًا يجب الإنصات لهم ولتعليقهم على ما يسمعونه منكم، وتقبُّل نقدهم للفكرة أو المكان الجديد، وعدم أخذ تعليقاتهم بحساسيةٍ تجعلهم يكتمون ما يعبِّرون عنه، فالأطفال يغيّرون مواقفهم بين لحظةٍ وأخرى خاصَّةً إن لم يعنَّفوا أو لم تُحقَّر آراءهم.
- إخبارهم بحقيقة بعض الصعوبات التي قد تواجهكم، ومنها.. اللغة الجديدة واحتمال استغراق شيءٍ من الوقت لتعلُّمها، وأنَّ هذا أمرٌ طبيعيٌّ ويسهُل التغلُّب عليه بالصبر والمثابرة، الجوّ في تلك البلاد وتأثير ذلك على نشاطاتهم التي اعتادوا عليها في بلادكم، تغيُّر حالة السكن وشكل الشارع والجيران، احتمال انشغال الأب بشكلٍ لم يعتادوه لتأمين أمور الحياة وتحسين وضعه العلمي والاجتماعي - أي لأسبابٍ وجيهة -، اختلاف مظهر أهل البلد عامَّةً والنساء خاصَّة، فمن أوَّل الأمور التي سوف يلاحظونها هي مقارنة أمِّهم المحجَّبة بغيرها من النساء أو بمدرِّسات المدارس.. وخلال الحديث معهم يجب التأكيد على مسألة تلاحم الأسرة مع بعضها وتخطِّي الصعوبات بمساعدة الجميع، والتأكيد على مسألة تقديمهم - أي الأبناء - على أيِّ أمرٍ آخر.

* بعد ذلك تقديم أو تعريف العالم الغربي لهم وفيه:
- اختلافهم عنّا - أو اختلافنا عنهم - في اللغة، والدين، والثقافة، وتبسيط هذه المعاني لهم، وتأثير ذلك على الملبس والمأكل والمشرب والاحتفالات.. إلخ، وفي هذا يجب التأكيد على بعض الأمور المهمَّة ومنها:
- أهمِّيَّة شرح مسألة حريَّة اختيار الفرد، الاعتداد بالنفس واللغة والدين، عدم التعصُّب للرأي، احترام الغير، مسألة أنَّ الهداية من الله وأنَّ الأعمال بخواتيمها.

* ثمَّ تأتي مسألة المقارنة التي لا مفرَّ منها، فهذا أوَّل ما يفعله الأطفال - وهم رائعون في ذلك، ويجب الثقة بحسن تخيُّرهم -، وهنا يجب التأكيد على مسائل منها:
- عدم النقد وتقديم الحقائق مجرَّدة.
- عدم المبالغة في الوصف.
- تخيُّر المصطلحات، فمثلاً وصف "غير المسلمين" بدلاً عن "كفار" أو "أعداء الله" هو أقرب إلى الصحَّة حين نتحدَّث بشكلٍ عام.
شرح مسألة تناقض " بعض" المسلمين بين القول والعمل (وهذه مسألةٌ تتَّضح بشكلٍ أكبر في الغرب، وذلك ظاهرٌ للصغير والكبير)، وأنَّ منهم مُقتصدٌ ومقصِّرٌ وسابقٌ للخيرات، وأنَّ هدفنا السعي نحو الأفضل والأصلح لكسب رضى الله جلَّ وعلا.
- شرح مسألة أنَّ غير المسلمين "ليسوا سواء"، وهنا يجب تقديم هذه المسألة بحكمةٍ وعقلانيَّة، فليس من الممكن أن نُعمِّم سوء خلق غير المسلم، من تحلُّل الأسر، وعدم احترام الوالدين.. إلخ، وفي نفس الوقت نلزم أطفالنا باللعب مع أبنائهم، ومخالطتهم في المدارس والأماكن العامَّة، كذلك صعوبة فهم هذا التعميم مع قدرتهم على تقبُّل واحترام المدرِّس في الفصل.. فالمدرس هو القدوة والتجريح فيه غير مقبولٍ عند الأطفال، لذلك أركِّز هنا على شرح مسألة وجود بعض الاختلافات بين شخصٍ وآخر وضرورة تقبُّل ذلك بصدرٍ رحب.

تطبيق هذه الأمور يحتاج إلى التالي:
- فهمنا العميق لهذه المسائل، وقدرتنا على تقبُّلها، وبالتالي شرحها بشكلٍ مبسَّطٍ لأطفالنا.
- إعطاء الوقت اللازم للأطفال لفهم هذه المسائل وعدم التسرُّع والعودة لها كلَّما لزم الأمر.
- أخذ روح الوسطيَّة في الإسلام في التثقُّف في مسائل التعامل مع المسلمين وغير المسلمين.
- إغراقهم بالحبِّ والتشجيع والثقة والبعد عن التهكُّم أو التحقير والتسفيه للرأي.

* الأمر الأخير قبل السفر:
- أخذ كلّ ما يلزم لتعليم الأطفال من وسائل تعليمٍ وتثقيف، والخاصَّة بتعلُّم اللغة العربيَّة والثقافة الإسلاميَّة، وذلك على شكل كتبٍ أو أشرطة سماعٍ أو اسطوانات الكومبيوتر أو أشرطة الفيديو.
والاهتمام الكبير بالسيرة النبويَّة الشريفة، ففي الغرب تكون القدوة غير القدوة والبطل غير البطل ! وعدم الاعتماد على ما قد تجدونه هناك فهو إمَّا غير ملائم أو غير متوفر.
- أخذ اللعبة المفضَّلة للطفل أو الغطاء المفضَّل له.
- أخذ صور الأهل والأصحاب، وشرح طرق الاتصال بهم (هاتف، إنترنت، رسائل) حتى لا يحسُّ الطفل وكأنَّه نُزِع من جذوره.

إذن.. وكما ترى يا أبا عبد الرحمن أنَّ المسألة تحتاج إلى استعدادٍ كبيرٍ قبل السفر.

** أمّا إذا رتبت الأمور وحصل السفر، فهناك أمورٌ إضافيَّةٌ وصعوباتٌ أخرى:
- من المهمِّ التأكيد على ما سبق ذكره بفتح باب التواصل مع الأبناء والالتزام بمنهج الوسطيَّة في الحياة.
- تعويض غياب الجوِّ الإسلاميِّ العامِّ في بلادنا، وذلك بإحيائه في المنزل والالتصاق بالمسجد.
- غياب المدارس المهتمَّة باللغة العربيَّة - أو شدَّة ضعف منهجها – يتطلَّب جهدًا كبيرًا من الأبوين للمحافظة عليها، ويفيدك مطالعة بعض الاستشارات في هذا الموضوع في صفحة
معا نربي أبناءنا، ومنها:
-
!!! العربية في الغربة..لم تعد هما
-
أطفالنا في الغربة وصراع اللغات
-
أطفالنا فى الغربة وصراع اللغات -مشاركة من زائر

- إحياء المناسبات الدينيَّة والأعياد، وبشكلٍ ترفيهيٍّ وتثقيفيٍّ - غير مباشر – ومُلفت، لتعويض حرمانهم من مشاركة غير المسلمين لأعياد أو مناسبات لا يسمح الدين بها، خاصَّةً وأنَّكم أقليَّة، وتأثير احتفالاتهم على الأطفال شديدٌ جدًّا.

** ثمَّ أذكرك يا أخي الكريم بأمورٍ عامَّةٍ تخصُّ الهجرة:
- التأقلم في الغرب يحتاج إلى وقت، فقد تأخذ مسألة التأقلم - ممَّا شاهدتُه - ما بين 6 أشهر إلى السنتين، وذلك حسب طبيعة الشخص وثقافته، وحسب المكان المقصود، والاستقرار المادي.
- من أكبر المصائب التي قد تقع على الأبناء هو تحوُّلهم إلى مكانٍ جديدٍ وشدَّة انشغال الأبوين عنهم في نفس الوقت، فتنقلب حياتهم، وكما يقول المثل: غربة، وكربة، وهمٌّ للركبة.
لذلك أنصح بتفرُّغ الأمِّ للأبناء خاصَّة في أوَّل سنتين، وفي ذلك فوائد عدَّة منها:
- رعاية الأبناء في الفترة الأشدّ صعوبةً عليهم، فالقيام بما ذُكر لا يمكن القيام به في ظلِّ انشغال الأبوين.
- تعرُّفها على الخدمات المتوفرة للأبناء، وذلك بمخالطتها لغيرها من الأمَّهات.. فمن الأخطاء الشائعة مثلاً عدم السؤال عن الروضة أو المدرسة التي سوف يلتحق بها الأبناء، وعدم زيارتها والتعرُّف عليها من قرب، فليس من الضروري أنَّ المدرسة المناسبة هي المدرسة الأقرب.
- تعلُّمها اللغة الجديدة بشكلٍ عمليّ، والتعرُّف على أمورٍ يصعب على الأب المشغول معرفتها.
- إمكانيَّة التعلُّم من بعد - في المنزل - في الوقت المناسب لها ولأبنائها.
- التدرُّج في الاختلاط مع الغير، فالغرب ما زال يجد صعوبةً كبيرةً في فهم ثقافة الشعوب الأخرى، وخاصَّةً مسألة الحجاب بالنسبة للمرأة، فهي ما زالت من الأمور الملفتة لهم ممَّا قد يسبِّب شيئًا من الضيق عند البعض منهن.
- فرصة الاطلاع على نشاطات أهل الحيِّ وعدم العيش في عزلةٍ قد تفرضها ظروف انشغال الأب بالعلم أو بحث سبل العيش.
- الاهتمام بأمور المنزل.
- ومن أهمِّ الأمور الدعوة بالقدوة، وذلك بالتزامها، ورعايتها لأسرتها، وحسن جوارها للجيران الجدد.
- إعطاء الوقت الكبير للحديث مع الأبناء والجواب على أسئلتهم واستفساراتهم.
إنَّ هذا التفرُّغ الكامل من الأمِّ لهو العامل الأهمُّ في سرعة استقرار الأسرة كلِّها، بعد ذلك تكون حركة الأمّ أكبر في ظلِّ ظروفٍ مستقرَّةٍ نسبيًّا.

من المعيقات في هذا الموضوع بالذات هو فهم ووصف بعض الناس لهذا الالتزام من الأمّ في العمل على رعاية البيت وما حوى بأنَّه تضييعٌ للوقت وتضييعٌ لفرصة إكمال الدراسة.. إلخ، وهؤلاء يجهلون أمرين:
أوَّلهما: مسألة الأولويَّات، فهم لا يوجد عندهم أولويَّات سوى التهرُّب من المسؤوليَّة الكبيرة وذلك بالخروج من المنزل لأيِّ سببٍ كان، فدراسة ما لا يلزم مقدَّمٌ على ما يلزم من رعايةٍ وتربيةٍ للأطفال.
ثانيا: غفلتهم عن دور الأبوين في تربية الأبناء، فهم يفهمون التربية بإرسال "الأولاد" للحضانة والمدرسة "والتخلُّص منهم" وهناك تتمُّ تربيتهم !!

** ثمَّ دعني أذكر بعض الأمور الخاصَّة بالدعوة في الغرب ومنها:
- أنَّ أفضل الطرق للدعوة هي تمثُّل القدوة، بحيث ينطبق القول على الفعل.
- التزوُّد بالثقافة اللازمة للعيش في بلدٍ المسلمون فيه أقليَّة، فالأحكام تختلف باختلاف الزمان والمكان والظروف المحيطة بالشخص وبالمجتمع.
- كثرة الملاحظة وطول الإنصات لغيرك ممَّن سبق إلى هناك من المسلمين، فالتعرُّف على خلفيَّتهم الثقافيَّة وعاداتهم ومنطقهم ونظامهم من أهمِّ الأمور التي يجب معرفتها قبل الخوض معهم في أمور الدعوة.
- عدم التسرُّع إلى إمامةٍ أو أذانٍ أو خطبة، حتى إن كنت الأقدر على ذلك.
- الالتزام بنظام المكان.
- عدم الخوض أو التشجيع للخوض في الأمور الخلافيَّة، وقبول الغير واختلافه.
- تقديم الأهمّ والتوسُّع في فهم مسألة الأولويَّات، وهذا الأمر غايةٌ في الأهمِّيَّة حين التعامل مع بعض المسلمين.

** أمَّا في دعوة غير المسلمين ففيه:
أوَّلا: العلم والفهم والقدوة.
ثانيا: تعلُّم لغتهم قبل الخوض معهم بلغةٍ ركيكة.
ثالثا: التعرُّف على منطقهم في الحديث، حتى يُفهم قصدك ولا يساء تفسير كلامك لاختلاف المنطق.
رابعا: التعرُّف على مجتمعهم بشكلٍ كبيرٍ قبل الخوض في أمورٍ قد تجهل خلفيَّتها.
ثمَّ الصبر، والبعد عن الخصام والمجادلة، واحترام الرأي الآخر مهما كان خطؤه، والتغاضي عن بعض المظاهر، وعدم التركيز عليها، وضبط النفس والبعد عن الانفعال، والاستقلال في الرأي، وعدم المسايرة.. فمتى رأيت أنَّ ضرر الحديث أكبر من نفعه فلا تُجبر نفسك على التعليق، واحرص على البعد عن الحكم على الناس، أو تحقير دينٍ أو عاداتٍ أو تقاليد.

** أمّا ما ذكرته عن الوضع الداخلي في البلد الإسلامي، فأعلِّق بقولي لك:
يا أخي العزيز؛
إنَّ الحريَّة والأمان لهما من الأمور النسبيَّة فلا تخدعك المسمَّيات !
وأضرب لك مثلاً غيَّر مجرى حياتي، مثلما غيَّر التاريخ، وهو مثل سيِّدنا بلال الحبشي رضي الله عنه:
فكما تعرف أنَّ الوضع القائم في زمنه رضي الله عنه وأرضاه هو أنَّه عبدٌ يُباع ويُشترى، وهذا هو النظام المتعارف عليه، والقانون الملزم للجميع، وعلى العبد أن يأتمر بأوامر سيِّده وينتهي بنواهيه، ولكنَّه رضي الله عنه عرف أنَّ الحريَّة مسألةٌ لا تُسلب ولا توهب، بل هي مسألةٌ تولد مع ولادة الإنسان، فلم يعترف هو بالوضع القائم فضلاً عن أن يقبل بعبوديَّةٍ لإنسان.
الحريَّة يا أخي أكبر من أن تُحجَّم في القدرة على التعبير عن الرأي، والحديث علنًا.. الحريَّة هي أمرٌ يخصُّ القلوب والعقول، أمَّا الأمان فهو في الرضى عن الله، والرضى عن النفس، أمّا غير ذلك فهي أمورٌ نسبيَّة.
وإن كتب الله لكم السفر - وفي السفر سبع فوائد - سوف تتعرَّف على حقيقة الأمان والحرية ومعناهما لدى الغير.
ثمَّ أوَّلاً وأخيرًا اجعل نيَّتك عامَّة، وهي: (قل إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين).

أخي العزيز أبو عبد الرحمن؛
أرجو أن أكون قد ساهمت في مساعدتك على اتخاذ القرار المناسب لك ولأسرتك الصغيرة.

روابط ذوات صلة:
- المراهقة.. أمريكا..والابتعاد عن الإيمان
- الشباب في الغربة.. فَهْم الخصوصيَّة أوَّلا
- في الغربة.. تراجع إخواني إيمانيًّا.. أخاف أن أفقدهم
- صديقي غير مسلم.. كيف أدعوه؟
- دعوة غير المسلمين.. دع الخطوات تتبع الكلمات
- في دعوة غير المسلمين: تدرَّج.. لا تهاجم.. والعقيدة أولا
- التربية وتحديات الغربة..مراجع ومقالات
- قواعدُ في الدعوة إلى الله
سكركم
سكركم
موضوع رائع جزاك الله خيرررررررررررررررررررررر شامو