فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

*قوارير من فضة : 1( الحياء )

الأسرة والمجتمع

كل عام وأنتم بخير وعساكم من عوادة

قــوارير من فضّــة ...
صفاء القوارير ورقتها...
وبياض الفضة وتألقها ...
يرى باطنها من ظاهرها..
تلك هي قوارير الجنّة ..!
فواعجباً لها تشفّ كالبلور عما يحتويها وهي فضّة !
تلك آية من مسرّات النعيم وروعة الوعد ..!
وهكذا يكون خلق المؤمن ..
فباطنه ينطوي على خلقٍ كاللجين نصاعة وجمالاً
وظاهره .. يشفّ عن مكنونه ...
تترجمه أفعاله وأقواله ومواقفه ..!
قارورة من فضّة :

قيل : الوجه المصون بالحياء كالجوهر المكنون في الوعاء...
فما كنه الحياء ؟.. وما دلالته ..؟
الحياء خلق يتسنم الذروة من مكارم الأخلاق ..
فهو ثوب المؤمن .. وزينته .. وشعارإسلامه ..
هو موطن الرضا.. وممهِّد الثناء.. وصائن العقل ..
ورافع القدر...وسمة الخير .. ودليل سلامة القلب .
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
"إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء".
الحياء خلق لجيني يترجمه كل سلوك حسنٍ ..
الحياء خاصية بشرية حبا الله بها الإنسان ليرتدع
عن ارتكاب كل ما يشتهي ، فلا يكون كالبهيمة ...
حين أخطأ آدم فأكل وحواء من الشجرة المنهي عنها
بدت لهما سوآتهما فطفقا يسترانها بورق الجنة ..
فطرتهما دلّتهما على الاستحياء من التعري ..
وهكذا كل من يملك فطرة سليمة
فالإنسان لايتعرى من المحاسن ولا ينزع عنه الحياء
إلا إذا فسدت الفطرة ..
ولا يكون ذلك إلا باتباع وسوسة إبليس وأعوانه.
أوجه الحياء : الحياء من الله~

إذا وطن واستقرّ في نفسك الإيمان الراسخ بأن الله مطّلع عليك ..
لاتخفى عنه خافيه منك .. يعلم ظاهرك وباطنك .. وكل حركة ونية وفعل
فسوف يردعك الحياء من الله .. أن يراك - تعالى -
وأنت مقصّرة في طاعة .. أو سالكةً طريق ذنبٍ ومعصية ..
أو مصغية لإغراء النفس في داخلك وهي توحي لك بالشر ...
يقول الله تعالى :
( ألم يعلم بأن الله يرى )؟ ..
ازجري نفسك حين تهم بمعصية .. وقولي لها :
بلى يانفس إن الله يرى .. فكفاك إفراطاً وتفريطاً...
أوبي إلى الله .. وتمثلي نفسك بين يديه .. واستغفري لذنبك
فإنه أقرب إليك من حبل الوريد.!
أكثري من الطاعات .. واندمي على مافات ..
واسفحي الدمع سجالاً .. ولتكن ذنوبك ماثلة أمام عينيك ..
لتري عظم الذنوب .. واطلبي المغفرة .. ممن يراك حين تقومين ..
وتقلبك في الساجدين ..
فاستحي منه أن يراك في الدنيا على معصية ...
فغداً يكون الحساب على رؤوس الخلائق
فمن يسترك غير الله ؟!!...
خافي مقام الله ..!
هو ذا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم .. يوصي أصحابه
فيقول : " استحيوا من الله حق الحياء...
قالوا: يا رسول الله! إنا نستحي...
قال: ليس ذاكم .. ولكن من استحيا من الله حق الحياء ...
فليحفظ الرأس وما وعى...
والبطن وما حوى ... وليذكر الموت والبلى...
ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا...
فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء".
وقفة شعرية ...
وإذا خـلـوت بــريبــة فـي ظلمـــة ..
والنفس داعية إلى الطغيان..
فاستحيي من نظر الإله وقل لها ..
إن الذي خلق الظلام يـراني ..

الحياء من الملائكة~
لنتذكر دائماً حين نخلو لأنفسنا أن هنالك مخلوقات أخرى مطهرة
ملازمة لنا.. لاتفارقنا حتى نجود بآخر الأنفاس ..
قعيدة عن اليمين وعن الشمال.. ألا وهي الملائكة الكرام الكاتبين ..
قال ابن القيم رحمه الله ينبهنا ويوصينا :
" استحيوا من هؤلاء الحافظين الكرام، وأكرموهم،
وأجلُّوهم أن يروا منكم ما تستحيون أن يراكم عليه مَنْ هو مثلكم،
والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم،
فإذا كان ابن آدم يتأذى ممن يفجر ويعصي بين يديه،
وإن كان قد يعمل مثل عمله، فما الظن بإيذاء الملائكة الكرام الكاتبين؟! ).
رجل يستحي من الملائكة ~
هذا رجلٌ على درجة عالية من الحياء والإحساس بالملائكة ..
كان إذا خلا إلى نفسه يقول :
أهلاً بملائكة ربي.. لا أعدمكم اليوم خيرًا، خذوا على بركة الله ..
ثم لايفتأ يذكر الله...!
ورجلٌ تستحي منه الملائكة ~
ذكرت أم المؤمنين عائشة هذا الموقف :
كان الرسول صلى الله عليه وسلم في بيتي،
كاشفًا عن ساقيه، فاستأذن أبو بكر،
فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث،
ثم استأذن عمر، فأذن له وهو كذلك فتحدث،
ثم استأذن عثمان،فجلس رسول الله
فسوٰى ثيابه فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة:
دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله،
ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله،
ثم دخل عثمان فجلست وسوّيت ثيابك. فقال:
"أَلاَ أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلاَئِكَةُ"؟

الحياء من الناس~
من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.
قولٌ سليم .. يكسب المرء فضيلةً، ويزده احتراماً ورفعة قدر ..
فلاخير فيمن ينزع عنه ثوب الحياء أمام الناس ..
ويجاهر ويفتخر بذلك تحت مسمى الحرية الشخصية ..
بيّن لنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أن الحياء يوزن ويقاس
بأفعال المرء سواء بين الناس ، أو في خلوة فقال موصياً:
"ما كرهت أن يراه الناس .. فلا تفعله إذا خلوت".
وقفة شعرية...
حياؤك فاحفظه عليك فإنما..
يدلُّ على فضل الكريم حياؤه
إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حيـاؤه..
ولا خير في وجهٍ إذا قلَّ ماؤه
حياء النفس من ذاتها ~
إذا هممت بفعل قبيح تخشين أن يراك به الناس ..فلا تفعلي ..!
فإن نفسك ليست دون الناس اعتباراً وقيمة بالنسبة لك كمؤمنة ..
تصوري أن جزءاً منك يراك وأنت في معصية .. فبم سيحكم عليك ؟!
أنت أولى بالحياء بك من الناس ..
بالعفة.. وحفظ الخلوة .. ونقاء السريرة، وتذكر أن الله مطلع عليك
تصوني ذاتك .. ولا تنسي أنه كلما كبرت قيمة نفسك عندك
كان استحياؤك منها أعظم .. وكنت إلى كل مايزكيها .. أحرص !.
قال بعض السلف : من عمل في السر عملاً
يستحيي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر.
كيف تحفظي خلق الحياء؟
بالعفة.. وحفظ الخلوة .. ونقاء السريرة، وتذكر أن الله مطلع عليك
تصوني ذاتك ..
بتوثيق الإيمان في نفسك ، وتغليب إرادتك على هواهك تحفظي حياؤك..
فحين ترسخ جذور إيمانك وتتعمق في نفسك..
تكتسبي مناعة ضد كل المغريات
وتمسكي عن كل مايخدش الحياء من أفعال وأقوال ..
وثمة أمر هام آخر لاتغفليه .. ألا وهواجتناب رفقة السوء ..
ومخالطة أهل الصلاح والتقوى ، فالرفقة الصالحة ..
من أعظم الأسباب المعينة على محاسن الأخلاق ،
ذلك لأن المسلم يتأثر بمن حوله ويؤثر فيهم ..
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".
ولا تنسي غض البصر فهو بوابة الشر إن أسأت استخدامه
وتذكري أن النظرة الأولى لك ..والثانية عليك ..

قبس من حياء الزهراء فاطمة ~
لما مرضت فاطمة رضي الله عنها مرض الموت الذي توفيت إثره ..
دخلت عليها «أسماء بنت عميس» تعودها وتزورها،
فقالت فاطمة لأسماء :
والله إني لأستحي أن أُخرج غدا( يعني بعد الموت )
و جسمي يصفّ من خلال النعش ..
وكانت النعوش آنذاك عبارة عن خشبة مصفحة..
يوضع عليها الميت.. ثم يطرح على الجثة ثوب..
ولكنه كان يصفّ حجم الجسم،
ردت أسماء: أو لا نصنع لك شيئاً رأيته في الحبشة ؟
فقامت فصنعت لها نعشاً مغطىً من جوانبه..
بما يشبه الصندوق..
ودعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم طرحت على النعش
ثوباً فضفاضا واسعا فكان لا يصف!
فارتاحت فاطمة رضي الله عنها لصنيعها ودعت لها..
ألا ماأعظمه من حياء !.

إذا لم تستح فاصنع ماشئت ~
ولكننا في هذا الزمان نرى في كثير من المشاهد..
وقد انفرط عقد الحياء فيها .. وتهشّمت قواريره ..!
تعالي لنرى من الواقع بعض المشاهد الخادشة للحياء :
- الرجال تعاكس النساء جهاراً في الأماكن العامة ..
- يمد الرجل يده للمرأة ليصافحها أو العكس ..
- السكوت عن الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر
في مواقف تكون في أقصى الحاجة لها ..
- الرجل يشهد الزور لقريب أو صاحب ،
ويفزع له بالباطل بحجة أنه يستحي منه..
- القيادة برعونة في الطرقات ، ورفع صوت المسجل
في السيارة دون حياء وإيذاء الأخرين ..
- التبرج في اللباس والزينة فالنساء كاسيات عاريات.
- المرأة تجلس عند صويحباتها وتخرج جوالها..
لتحادث رجلاً غريباً بجرأة ..
وكأنها تحادث أحد محارمها ..وقد خلعت الحياء .

إن الوقاحة ، وبذاءة اللسان ، وإثم النظر ، وعلو الصوت ،
وكشف الستر ، والجهر بالإثم .. والاستهتار بالمثل والقيم
والا نسياق وراء العادات المستهجنة والمستوردة
والافتخار بها ..
ونبذ العادات والتقاليد الأصيلة واعتبارها تخلّفاً وعقماً ..
كل ذلك من مظاهر التعري من الحياء ..
وإن الحياء قطرة ... إن سقطت ..فقد ولى معها الحياء كله ..
وعندها يتبع المرء ماتمليه عليه نفسه من دواعي الهوى ..!
وفقد الحياء هو أول علامة الهلاك..

وقفة ~
قال بلال الخوّاص: إن العباد عملوا على أربع منازل:
الخوف والرجاء والتعظيم والحياء،
والحياء أرفعها منزلة لأنه المانع لهم عن معصية خالقهم
لأنهم موقنون أن الله يراهم على كل حال
مفاهيم خاطئة ~
البعض يمتنع عن الأمر بالمعروف ،
ولا ينهى عن المنكر حينما يراه...
بزعم أنه يستحي ..
وهذا بلا شك مفهوم خاطئُ لتفسير الحياء؛
فهذا نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
والذي كان أشد الناس حياءً، ..
لم يمنعه حياؤه عن قول الحق،
والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر،
بل والغضب إذا انتُهكت المحارم ...
كما أنه ليس من الحياء السكوت على الجهل..
في أمور الدين
هاهي أم سليم الأنصارية ..
تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا رسول الله! إن الله لا يستحيي من الحق،
فهل على المرأة غسلٌ إذا احتلمت؟
لم يمنعها الحياء من السؤال...
ولم يمنع الحياءُ الرسول صلى الله عليه وسلم من البيان..
فقال: " نعم، إذا رأت الماء !" .

همسة شفٰافة في أذنك ~
حواء الخلق الجميل ..!
أنت كمثل القوارير رقة وصفاء وحسناً ..
فقد أفرغ الله في قالبك الأنثوي ...
كل معاني الحياء .. مجسدة ..
وجعلها رمزاً لعفّتك .. تمثل أبهى وأنقى صورة لك ..
فيا قارورة الحياء ..!
احفظي ذاتك .. وصوني كرامتك بلزوم الحياء ..
وانأي بها عن أيدي العابثين ..
وتعهديها بالعناية والرعاية لتحتفظ بألقهها وتوهجها ..
وإياك أن تهمليها .. حتى لاتفقد بريقها ونصاعتها
ولا تفرطي فيها .. حتى لاتتهشم ..
ويندلق ماؤها...
فلا والله ما فى العيش خيــر .. ولا الدنيـــــا إذا ذهب الحياءُ
يعيش المرء مااستحيى بخير .. ويبقى العـود ما بقى اللحـاءُ
كوني قارورة من فضة ..
تشفّ عما بها ...
كقوارير الجنة .. قدروها تقديرا..
وما أعظم تقدير المؤمن عند ربه :
( وكان ربك قديرا ).
تقبل الله صيامك وقيامك وجزاك جنة وحريرا.

13
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

آهات رحلة
آهات رحلة
بارك الله فيك يا غالية
وفيما كتبتي
بورك قلمك الذهبي
موضوعك في غااااية الاهمية واهم ما يميز المسلم والمسلمة هو الحياء
مبارك عليك الشهر الكريم
جزاك الله خير
في ميزان حسناتك
انتي اسم على مسمى فيض من العطور الزكية
مواضيعك دائما تشعرني بالسعادة وتريح القلب
& أم أنوسي &
& أم أنوسي &
ما شاء الله
يا لجمال طرحك و روعة اختيارك
كفيتي ووفيتي و اعطيتي
و قد اخترتي
خصلة يكتمل بها جمال المؤمن حقيقة
فالحياء زينة و جمال و روعة خلق و اخلاق
بوركتي يا عطر و سلمتي اين ما كنتي
نفعك الله و نفعنا بإذنه بما طرحتي
و كل عام و أنتي بخير يا غاليه
تغريد حائل
تغريد حائل
الحبيبة فيض:
سكبكِ الثري
نحت أخاديد التميز،
وألبس هامة الروح تيجان وسندس..!
قواريركِ.. قيَّمة تحوي المفيد بجوهر إسلامي
يمقت التحرر الأخلاقي وغياب البصيرة في زمن المغريات المزيفة،
والمغالطات التي تحارب الحياء ومكارم الأخلاق..!
جزاكِ الله خيراً ياجزيلة الخصال
وجعل ما خطته أناملكِ في موازين حسناتكِ!!
المحامية نون
المحامية نون
الغالية فيض ...طرح سخي كعادتك فما أجمل الصفة التي اخترتي سكبها هنا بطريقة رائعة إنها تاج المؤمن ووقاره بورك لك ما خطت يمينك حفظك الله وجزاك خيراً
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
بارك الله فيك يا غالية وفيما كتبتي بورك قلمك الذهبي موضوعك في غااااية الاهمية واهم ما يميز المسلم والمسلمة هو الحياء مبارك عليك الشهر الكريم جزاك الله خير في ميزان حسناتك انتي اسم على مسمى فيض من العطور الزكية مواضيعك دائما تشعرني بالسعادة وتريح القلب
بارك الله فيك يا غالية وفيما كتبتي بورك قلمك الذهبي موضوعك في غااااية الاهمية واهم ما يميز...
أختي الفاضلة آهات :
شكراً لحرفك الممزوج بأرج
السخاء .
بارك الله بك ياألقة .