مهما الليالي
مهما الليالي
علم إبنك.. كيف يعالج أخطاءه

لا شك في أن الافضل ان نمتنع عن معاقبة الاولاد عند ارتكابهم الاخطاء, كبيرة كانت أم صغيرة, وأن نتقبل, ولو على مضض, حقيقة أزلية, ألا وهي: أن الانسان غير معصوم عن الخطأ. لكن هذا الاسلوب التربوي لا يجدي ولا يصلح الا اذا علمنا الاولاد كيف يعالجون أخطائهم بأنفسهم. ويتم ذلك عندما يدرك الابن/الابنة أن عليه ان يبذل كل جهده كي يصلح ما أفسد, ويعوض على من أذاه أو تضرر بسببه. ولأن تصرفات الابوين هي المدرسة الأولى والأساسية في تعليم الاولاد, فانه يصبح من الضروري أن يحافظ الوالدان على تطبيق مبدأ: "امح السيئة الحسنة" عملياً, وأن يحرصا على:
أولاً: أن يعترفا أمام الاطفال بأي خطأ قد يرتكبانه, فهذا يساعد الطفل على تمييز الخطأ من الصواب, ويشجعه على الاعتراف بأخطائه, وبالتالي سيتحفز الى اصلاحها تلقائياً, وبالتدرج تتحسن تصرفاته.
ثانياً: أن يعتذرا عن أخطائهما, وأن يعوضا عن الضرر الناتج عنها. وهذا, وللأسف, نادراً ما يقوم به الابوان مع الاولاد, وذلك لاعتقادهما, غير الصحيح, أن الاعتذار للأولاد ينقص قوة السلطة الابوية, ويضعف ثقة الأولاد بقراراتهما التي يجب أن يراها الاولاد – حسب ظنهما – صائبة دائماً وأبداً ومهما كانت!
إن معاقبة الابن/الابنة وملاحقته بالاوامر والتنبيهات والذم والتهديد, تحوله الى إما: شخص لا يخاف المغامرة وحسب, بل ويخاف أي تجربة أو خطوة جديدة, أو على النقيض من ذلك تماماً, فقد تحوله الى شخص يضرب بعرض الحائط كل الاوامر والتهديدات التي ضاق بها صدره, فيجازف متهوراً من غير أي حساب.
ومن المهم جداً أن يحافظ الطفل على شعوره بالامان عند ارتكابه خطأ ما, وألا يخسره, ولذلك يجب ألا يحمل الطفل تحت التاسعة مسؤولية أخطائه, وعلى الابوين أن يتحملا مسؤولية أي خطأ يقوم به الطفل في ذلك العمر, وألا يلوماه, وأن ينظروا الى الخطأ على انه فرصة لا بد من الاستفادة منها لزيادة خبرة الطفل في الحياة, ولتساعده على النمو والنضوج.
وكثيراً ما ينسى الاهل ان الحياة تجربة مليئة بالتحديات المتوقعة وغير المتوقعة, لاسيما في مرحلة الطفولة, فالطفل الصغير مغامر يرى العالم حوله لأول مرة, وكل يوم جديد يحمل تجارب جديدة ومواجهات متنوعة للطفل, ونتائج هذه التجارب والمواجهات, سواء كانت سلبية أم إيجابية, ستبقى محفورة في مكان ما في اعماقه, وستؤثر بشكل ما على حياته ومستقبله. ويصبح الفشل إشارة تدله على طريق النجاح, وتصبح التجارب منارات تضيء له الطريق الصحيح.
والسماح للطفل بأن يغلط دون أن يؤنب أو يعاقب, يغذي شعوره بالامان, ويعطيه الثقة اللازمة كي يخوض معترك الحياة من بابها العريض, ولكي يحاول اجتياز ما يقف في طريقه من حواجز وعراقيل, دون خوف من الفشل أو التقريع.
وبما ان الاب والام هما المدرسة الاولى والاساسية في تشكيل شخصية الطفل, لذا يتوجب عليهما أن يعترفا بما ارتكبا من أخطاء, وأن يعتذرا عنها, فيدرك الطفل أن الجميع – ومنهم البالغون – معرضون للخطأ, ويكتشف أنه مازال يحب أبويه ويحترمهما, بغض النظر عما قاما به من أخطاء, فيتعلم درساً غاية في الاهمية هو: أنه لن يخسر محبة والديه عندما يخطئ بدوره, كما أنه يتعلم شيئاً اخر لا يقل أهمية ألا وهو: أن عليه أن يعترف بأخطائه, وأن يتحمل نتائجها, وأن يحاول التعويض على من تضرر منه وإصلاح ما أفسده. فهو لن يخسر احترام الاخرين بسبب أخطائه, وإنما, قد يخسره, بسبب نظرته الى تلك الاخطاء وموقفه منها وطريقته في اصلاحها.
أما عندما يتجاهل الابوان أخطاءهما أو يرفضان الاعتراف بها, فان الابن/الابنة يظن أن تجاهل الاخطاء, وعدم الاعتراف بها, هو الطريق السليم والمنهج الصحيح, فيسلكه كما سلكه أبواه من قبله!

Dandoon
Dandoon
غندورة شفتهم مبارح و علقت عليهم كمان :)
مهما الليالي
مهما الليالي
ما هي عواقب التربية الخاطئة ؟؟

راغدا اسعد
1- عواقب القسوة والنبذ :
فهي تؤدي إلى خلق ضمير صارم يحاسب الطفل على كل صغيرة وكبيرة , منا انها تولد الكراهية للسلطة الأبوية , فيتخذ الولد من الكبار ومن المجتمع عامة موقفا عدائيا قد يدفعه إلى الجنوح , أو يرى الخلاص في تملق والده فيأخذ في تزلقه ويجد لذة في الخنوع فيمنعه ذلك من تقمص صفات الذكورة , وتموت ثقته بنفسه .
أما نبذ الطفل من قبل الأمهات والآباء فيؤدي إلى فقدان شعوره بالأمن أو تعزيز روح العدوان والرغبة في الإنتقام , فيصبح عنيدا حقودا قلقا , وقد يسلك الطفل المنبوذ سلوكا سويا ويبدو سعيدا إلا أن التجاوب العاطفي معه يصبح أمرا محالا....
2- عواقب التراخي والتدليل :
لا يقل ضرر التراخي في معاملة الطفل عن أضرار التشدد والتزمت , فقد تبين أن الطفل الذي ينشأ على التراخي والتهاون يتعرض لاضطرابات في الشخصية والسلوك ...
فالتدليل الزائد يؤدي إلى الشعور بالنقص والخيبة حين يصطدم الولد بالعالم الخارجي أو يذهب إلى مجتمع جديد او حين يولد له أخ جديد.
وعندما يذهب إلى المدرسة يعتقد أن الكل يتحامل عليه , فيولد الشعور بالأضطهاد أوالعصيان أو الهرب أو الأعراض عن الطعام ...وكل ذلك يؤدي إلى عقابه...
لذا ينبغي ألا نعطيه كل ما يطلب , وأن نعوده التنازل عن بعض رغباته وأن نعوده الأخذ والعطاء مع الآخرين.
3- التقلب في المعاملة :
أي التقلب في معاملة الطفل بين اللين والشدة أو القبول والرفض , فهو من أشد الأمور خطرا على خلقه وعلى صحته النفسية .
يجاب إلى مطالبه المشروعة مرة , ويحرم منها مرة أخرى دون سبب معقول وهذا التقلب في المعاملة يجعل الطفل في حالة دائمة من القلق والحيرة , ولا يساعده على تكوين فكرة ثابتة عن سلوكه وخلقه ...فيفضي به ذلك إلى اصطناع النفاق والكذب , وأن يكون ذو وجهين ...فكل الحالات أفضل من هذه.
4- التلهف والقلق الزائد:
مما يجعل الوالدان يقيدان نشاطه خشية أن يصاب بالعدوى أو بحادث سيارة الخ... وإذا مرض أبدوا اهتماما زائدا بمرضه حتى لو كان طفيفا ...مثل هذا الطفل يستجيب لهذه المعاملة بالقلق والتهيب , ويزداد اتكاله على ابويه , فيصاب بقلق شديد مع شعوره بأهميته الزائدة فيضعف نفوذهما وتضعف ثقته بهما .
5- الشجار بين الوالدين:
خاصة إذا كان أمام الطفل فإنه يشعره بفقدان الأمن والخوف على المصير , أو يخاف أن يتحول عدوان احدهما عليه , أو يظن أنه سبب الشجار ...من ناحية اخرى إن عدم وفاق الوالدين قد يؤدي إلى الإسراف في تدليل الطفل أو تملقه ...زد على ذلك أن الشجار يجعل الطفل حائرا بين الولاء لأمه أو لأبيه, أو قد يتعلم أن يستغل احدهما ضد الآخر ...والأهم أن الشجار يضعف ثقة الطفل بوالديه, ومن ثم بالناس جميعا , كما أنه يعطي للولد فكرة سيئة عن الزواج وحياة الطمأنينة تحت سقف واحد , هذا الشجار هو العامل البالغ الأثر في نشأة العديد من الإضطرابات النفسية , وفي الختام يعتبر الطلاق أهون شرا على صحة الطفل النفسية من الشجار الدائم والمتواصل .

مهما الليالي
مهما الليالي
إنتبه الى الخطأ الشائع.. مقارنة الاخوة



فريال تيسير
يدرك معظم الناس , ان من الطبيعي ان يكون الاخوة متميزين بطباعهم المختلفة, ولا يتوقعون ان تتساوى درجة ذكائهم او سرعتهم في التعلم, ولكن ومع هذا فان اكثر الاباء والامهات, لا يستطيعون ان يتجنبوا القيام بالمقارنة بينهم في الشكل والذكاء والتصرفات وغيرها, وهذا, وبالتاكيد, خطأ قد يرتكبه الاباء او الامهات بحق أولادهم.
فكل طفل متميز عن الاخر, وليس من العدل في شيء ان تتم اية مقارنات بينهم, فاياك ان تقول لطفلك مثلاً "خطك في الكتابة سيء, اخوك الاصغر يكتب افضل منك" , فهذه المقارنة وغيرها من المقارنات لن تعود الا بالاذى والضرر على طفلك ونفسيته الغضة.
اصعب الحالات التي قد تواجه الاباء والامهات, هي عندما يكون الطفل الاول من النوع السريع, وموهوباً ومتوفقاً في الدراسة, بينما الطفل الثاني, الذي على الارجح لن يكون مثله, من النوع المتمهل, هنا وفي هذه الحالة وبعد ان اعتاد الابوان على ذكاء الاول وسرعة بديهته , يجدان صعوبة في التعامل مع الطفل الثاني, الذي لا يظهر اي اهتمام لما يقولانه له, ولايبدو عليه انه يفهم ما يقال, او حتى يهتم له أو يتذكره! ويقع الابوان في حيرة وقلق.
وعندما يبدا الطفل الثاني بالذهاب الى المدرسة, يتضح الفرق بين الطفلين اكثر , وعلى الابوين الحرص الشديد على مراقبة ما يصدر منهما من تعليقات تمدح الطفل الاول ومدى ذكائه, وتتجاهل الطفل الثاني وانجازاته التي مهما كانت, لا تكاد تصل الى مستوى انجازات اخيه/اخته الاكبر.
ثم عندما يصل هذا الطفل (المتمهل) الى مرحلة هامة مثل : الشهادة الاعدادية او الشهادة الثانوية, يشعر الابوان بالحاجة الملحة الى مساعدة مدرس خاص, مما يشكل عبئاً مالياً اضافيا, وهذا يجر الى وضع الابوين تحت المزيد من الضغط النفسي, فاذا ما فشل الابن/الابنة في دراسته, كان ذلك مؤلما جدا للوالدين.
وفي هذه الحالة, فانه غالباً ينفذ صبر الابوين, فيبدأن بمقارنته علنا بأخيه الاكثر جدية منه, او بأخته الاكثر اجتهادا! اوقد يتهمان هذا الابن/الابنة اما غبي لايفهم, او بانه مستهتر لا يهمه شيء! وقد تصدر عنهما تعليقات سلبية ومؤلمة, كفيلة بزعزة وقتل الثقة بالنفس في اعماق ذلك الابن/الابنة الى الابد.
ان سبب مشاعر الغضب والحزن وخيبة الامل, التي يعاني منها الاباء والامهات, هو نتيجة عدم توافق الصورة المثالية للاولاد, التي رسمها هؤلاء الاباء او الامهات في خيالهم, مع حقيقة أولادهم التي فرضتها الطبيعة عليهم.
اذا تصورنا ان لكل طفل جبلاً مرتفعا خاصاً به, ويتناسب ارتفاع هذا الجبل مع امكانيات الطفل التي منحته اياها الطبيعة او فرضتها عليه, فان مهمة الاباء والامهات عندئذ هي توفير الشروط وخلق الظروف المناسبة, لكي يصل كل طفل الى اعلى قمة في جبله الخاص, وليقف فوقها فخوراً ومعتزاً بذلك, دون حساب مدى ارتفاع هذه القمة, ودون مقارنتها مع ارتفاع غيرها من قمم الاخرين.
فثقة الطفل بنفسه تنمو وتزدهر , عندما يشعر ان اهله يتقبلونه ويحبونه كما هو بامكانياته الحقيقية, ولا يطالبونه بالمثالية والكمال, وهذه الثقة هي الغذاء الفعلي اللازم للنمو والتطور والنضج الانساني.
لذلك ارجوكم ايها الاباء وايتها الامهات, ان تتقبلوا اولادكم كما هم, وبدل محاولة تغييرهم الى شيء مختلف عن طبيعتهم, حاولوا ان تتفهموهم, واعطوهم الثقة والحب والعناية وكل ما تستطيعون من دعم وتشجيع, وهذا ما سيساعد على نضوجهم الشخصي والعاطفي والاجتماعي, وبالتالي سيساهم في شق الطريق امامهم للوصول الى ذروة جبلهم الخاص, ويغذيهم بالقوة اللازمة لتسلق ذلك الجبل وليغرسوا علم النصر على قمته.

مهما الليالي
مهما الليالي
مساوىء الغضب وتأثيره على أولادك




شعور الغضب هو شعور لاإرادي,يدفع بالغاضب الى الصراخ وربما الى الهجوم على الآخر,أو الى اي اسلوب قد يؤدي الى إخافته وردعه,كما نشاهد في حالة الحيوانات الغاضبة,فمنها التي تنفخ جسدها او قد تنفش ريشها,والتي تجيزها شريعة الغاب.
ولكن ربما اننا نحترم إنسانية أطفالنا,ونرفض تطبيق قانون الغاب عليهم,ونهدف الى خلق روح إيجابية وتعاونية متحضرة لديهم,يجب علينا أن نتجنب أساليب الترهيب التي تجرد الطفل من إنسانيته المقدسة والسامية,وعلينا أن نتدرب على إطفاء نار الغضب حالما يبدو أي بصيص أو شرارة منها.
خضوع الأب /الأم الى عواطفه المضطربة والغاضبة,تضعف موقفه الإيجابي وتحول أوامره الى مجرد طلبات.
فالصراخ والتوعد والتهديد والإنذار بالعقوبات ,دليل واضح على عجز الأب/الأم على التعامل مع ابنه/ابنته,وعلى فشله وعجزه عن ممارسة سلطته وإمساكه زمام الأمور.
فالأمر الذي يصحبه صراخ ووعيد يجرد من قوة المنطق,ويصبح طلباً هشاً مضطرباً!
ولكن قد يعترض مؤيدو هذا الاسلوب,ويدافعون عنه قائلين: إنه اسلوب فعال,وقد أثبتت التجربة نجاحه.
قد يكون ذلك صحيحاً أحياناً,ولكن على حساب إرادة الأبن/الابنة التي تحطم وتسحق,فأسلوب التهديد والعقاب لايؤدي الى إنعاش رغبة التعاون ودعمها أو تقويتها,ولايسمح لشخصية الابن /الابنة بالنمو أو بالتطور الطبيعي السليم,ولاينتج إلا ابناً /ابنه مطيعاً ,مسلوب الإرادة ومشوه الشخصية.
بينما إذا تحكمت بأعصابك ونجحت في كظم غيظك,فإنك تؤكد على قوة وصلابة شخصيتك,ويزيد جدية أوامرك وطلباتك,مما يحفظ لك احترامك ومركزك القيادي في الأسرة.
وإذا ماتذكرت هذه القاعدة ,فإن ذلك سيكون حافزاً قوياً لتتمسك بهدوئك وحلمك.
من البديهي أننا لن نستطيعأن نغذي أطفالنا بالمشاعر الإيجابية إذا لم نتوقف عن معاملتهم بطريقة سلبية وكأنهم أولاد فاسدون.
لذلك إذا ما فقد الأب/الأم سيطرته على أعصابه, وصرخ على ابنه/ابنته,أو أهانه أو آذاه بطريقة ما,فإنه من الضروري أن يتعذر,كي يحميه من الشعور بالحقارة وعدم الجدارة والازدراء,ويعيد له الشعور بالكرامة,فيجب ألا نسلب الطفل كرامته,والا اعتاد الحياة بدونها.
يتأثر الطفل وبشكل عميق عندما يرى أباه/أمه غاضباً منه,وقد يشعر عندئذ:
1- بخيبة الأمل لأنه لم يحقق مايتوقعه أبوه أو أمه منه.
2- أنه فاشل لأنه لم ينجح في إرضاء ابيه أو امه.
3- أنه اسنان سيىء ناقص وأقل من غيره وغير جدير بالمعاملة الحسنة (يلوم نفسه ,بذورعقدة النقص تكبر على حساب الثقة بالنفس).
وإذا ما استمرت وتكررت هذه المشاعر بالفشل وخيبة الامل,فإنها وفي النهاية ستجعل الابن /الابنة إنساناً لايبالي بالتعاون مع أبويه أو مع الآخرين.