
أيمن حسن - : تعود قضية الاستقدام إلى أعمدة الرأي، فيعتبر كاتب أن حل قضية الخادمات، هو القضاء على هذه الظاهرة في بيوت المملكة، مشيراً إلى نتائجها الوخيمة، ومنها أننا أصبحنا شعب ينام نصف سكانه إلى العصر ويتباهى بالخادمات،
اعتبر الكاتب الصحفي عبدالله بن بخيت في صحيفة "الرياض" أن قضية الخادمات لا وجود لها إلا في السعودية، وأن حلها في القضاء على هذه الظاهرة في بيوت المملكة، مشيراً إلى سياق ثقافي واجتماعي عجيب خلقته هذه المشكلة "فأصبحنا شعباً ينام نصف سكانه إلى العصر ويتباهى بالخادمات كما يتباهي بالملابس والمجوهرات"، ففي مقاله "قضية الخادمات" يقول الكاتب:
"تندرج قضية الاستقدام في المملكة تحت باب ما كنا نسميه (خصوصيتنا). تلاشى المصطلح وبقيت تبعاته. مشكلة لا يشاركنا فيها أحد.. حلولها دائماً تكرار لنفس الكلام واعتماد نفس الأساليب. في كل مرة تنفجر فيها أتذكر نكتة الحفرة القديمة. لا شك تعرفونها. تلك النكتة التي تقول إن قرية تأذت من وجود حفرة. عقد حكماؤها اجتماعاً لحلها. قرروا وضع لوحة تنبه العابرين وعندما فشلت اللوحة قرروا وضع سيارة إسعاف لنقل المصابين وعندما فشلت فكرة الإسعاف قرروا نقل المستشفى ليكون قريباً من الحفرة الخ. المغزى واضح في هذه القصة: لا أحد فكر في دفن الحفرة
ويعلق الكاتب بقوله: "لم نفكر في إنهاء المشكلة من جذورها. ندور في مكان واحد. نتفاوض مع الدول المتعنتة وإذا لم ينفع استبدلناها بدول أخرى وإذا لم ينفع أذعنا ورفعنا الأجور وهكذا. دول أكثر ثراء من المملكة، ثلثا نسائها يعملن في وظائف خارج المنزل مع ذلك لا يعرفون شيئاً اسمه خدامات. كيف يعيشون وكيف يتدبرون أنفسهم وكيف يطبخون وجباتهم وكيف يؤكلون أطفالهم؟ سؤال مستعصٍ. لا أحد فكر في طرحه".
ويمضي الكاتب راصداً نتائج وجود الخادمات في منازل المملكة ويقول: "خلقت هذه القضية سياقاً ثقافياً واجتماعياً عجيباً ومتفرداً ولكن من شدة تغلغله أصبح مألوفاً وعادياً وضرورياً في نفس الوقت. لم يعد دور الخادمة على علاقة وثيقة بالعمل في المنزل. الخادمة التي نشاهدها في الأسواق تسحب ذيل عباءة مخدومتها وتركض خلف الأطفال أكثر من مجرد خادمة منزلية. الخادمات الديكورية اللاتي تراهن في الأعراس والمناسبات أكثر من مجرد خادمات يعملن في المنازل. عدد الخدامات في بعض البيوت أكثر من أهل البيت. في منطق العمل وظيفة المرأة التي تعنى بالأطفال تختلف عن وظيفة المرأة التي تطبخ، وهذه تختلف عن وظيفة تنظيف المنزل. كل هذه الوظائف تختلف عن وظيفة التابعة التي ترافق العمة في زياراتها وتشيل جوالها وشنطتها وقبل أن تخرج من البيت تكون قد مشطت شعرها وأشياء أخرى. حالة اجتماعية أهدرت مفهوم الأسرة بالمعنى الإنساني ومست قيماً كبيرة. لا يوجد على سبيل المثال شعب من الشعوب نصف سكانه ينامون حتى العصر ويتباهون بمصاحبة بشر مثلهم في المناسبات كما يتباهون بالشنط والمجوهرات".
وينهي الكاتب بالتأكيد على ضرورة تغيير ثقافة وجود الخادمة ويقول: "قضية كهذه لا يمكن حلها باجتماعات في الغرفة التجارية أو مكاتب الاستقدام أو بالتفاوض مع دول المصدر. المسألة تتعلق بصميم المجتمع وموروثه من القيم العليا".
كاركاتير عن الخادمات ....هههههههههههه
