$el.classList.remove('shaking'), 820))"
x-transition:enter="ease-out duration-300"
x-transition:enter-start="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-transition:enter-end="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave="ease-in duration-200"
x-transition:leave-start="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave-end="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-bind:class="modalWidth"
class="inline-block w-full align-bottom bg-white dark:bg-neutral-900 rounded-lg text-right overflow-hidden shadow-xl transform transition-all sm:my-8 sm:align-middle sm:w-full"
id="modal-container"
>
من كتاب البدر المنير في علم التعبير للإمام الشهاب المقدسي الحنبلي
في الساعة وأشراطها
طلوع الشمس ، أو القمر ، من المغرب : دال على رجوع الغياب ، والأكابر من أسفارهم ، وعلى عود المتولي إلى ولايته ، والمريض إلى مرضه ، ومن خرج من سجن : عاد إليه ، وعلى توبة الفاسق ، وعلى الأخبار المؤلمة ، والخوف ، وعلى نصر المظلومين.
__________
(1) قال الأستاذ أبو سعيد : من رأى كأنه مات و دفن، فإنه يسافر سفرا بعيدا يصيب فيه مالا، لقوله تعالى: ( ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره ) عبس 21، 22. و من رأى كأنه دفن في قبر من غير موت، دلت رؤياه على أن دافنه يقهره أو يحبسه، فإن رأى أنه مات في القبر بعد ذلك، فإنه يموت في الهم، فإن لم ير الموت في القبر نجا من ذلك الحبس و الظلم. و قال بعضهم: من دفن فإن دينه يفسد. و إن رأى أنه خرج من القبر بعدما دفن، فإنه يرجى له التوبة، فإن رأى أنه حثي على رجل التراب أو سلمه إلى حفيرة القبر، فإنه يلقيه في هلكة، فإن رأى كأنه وضع في اللحد، فإنه ينال دارا، فإن سوي عليه التراب نال بقدر ذلك التراب مالا. و أما القبور المحفورة في الأصل، فقيل: هو السجن في التأويل، كما أن لون السجن القبر. فمن رأى أنه يريد أن يزور المقابر، فإنه يزور أهل السجن، فإن رأى أنه حفر قبرا على سطح، فإنه يعيش عيشا طويلا. و القبور الكثيرة في موضع مجهول تدل على رجال منافقين، و من رأى كأن القبور مطرت، نال أهلها الرحمة. فإن رأى قبرا في موضع مجهول، فإنه يخالط رجلا منافقا، و أما المقابر، المعروفة فإنها تدل على أمر حق و هو غافل عنه، فإن رأى كأنه يحفر لنفسه قبرا فإنه يبني لنفسه دارا. و إن رأى كأن قبر الميت حول إلى داره أو محله أو بلده، فإن عقبه يبنون هناك دارا. فإن رأى كأنه دخل قبرا من غير أن كان على جنازة اشترى دارا مفروغا منها. و من رأى كأنه قائم على قبر، فإنه يتعاطى ذنبا، لقوله تعالى: ( و لا تقم على قبره ) التوبة 84. فإن رأى رجلا موسرا في مقبرة يطوف حول القبور فيسلم عليها، فقيل إنه يصير مفلسا يسأل الناس الفساد، لأن المقبرة موضع المفاليس.
(2) لم يذكر المصنف تأويل رؤيا الصلاة على الميت مع أن الأليق ذكرها في هذا المكان ، وها هي على وجه الاختصار قال الأستاذ أبو سعيد : الصلاة على الميت، فكثرة الدعاء فيه و الإستغفار له، فإن رأى كأنه الإمام عليه عند الصلاة عليه، ولى ولاية من قبل السلطان المنافق. و من رأى كأنه خلف إمام يصلي على ميت، فإنه يحضر مجلسا يدعون فيه الأموات .
قال المصنف : واعتبر أشراط الساعة. كما قال لي إنسان : رأيت في زمن البرد أن الشمس رجعت ودفئت بحرها ، قلت : قد ضاع لك ثوب ، أو كساء وسيعود. ومثله قال آخر ، قلت : أنت مريض بالحمى الباردة ، الساعة تعود إلى العافية ، فعاد. وقال آخر : رأيت القمر قد غاب ثم عاد ، قلت : ضاعت لك مرآة ، قال : نعم ، قلت : ستعود فعادت. ومثله قال آخر ، قلت : ضاع لك قطعة فضة ، وستعود. وقال آخر : رأيت أنني فرحت بمغيب الشمس في المنام ثم طلعت فحزنت لذلك ، قلت : أردت أنك تعمل شيئاً مخفياً ما تم لك مراد ، قال : صحيح. فافهمه.
فصل : ظهور الدابة ، أو عصا موسى عليه السلام : دال على ما دلت عليه الشمس ، أو القمر ، وعلى ظهور ملك جديد عادل ، وعلى أخبار غريبة. وأما ظهور يأجوج ومأجوج : فدليل على ظهور عدو يخرج من الجهة التي قدموا منها.
قال المصنف : واعتبر الدابة. كما قال لي ملك مصر : رأيت أن الدابة قد ظهرت ، قلت : يقدم عندك حيوان غريب ، فعن قليل قدم الكركيد ولم يكون أبصره. وقد تدل على الجراد أيضاً. وقال بعض العامة : رأيت الدابة تحكي والناس ينظرون إليها ، قلت : أنت تفرج الناس على الدب ، قال : صحيح. وقال آخر : رأيت أن بنتي قد صارت الدابة المذكورة في القرآن العزيز ، قلت : تصير واعظة فصارت. وقالت أخرى : رأيت أنني صرت الدابة والناس يهربون مني ، قلت : تصيرين نائحة في الأعزية ، فصارت.
وأما عصا موسى فقال إنسان : رأيت أنها في يدي وهي ملوية ، قلت : أنت رجل تلعب بالحيات. وقال آخر : رأيت أنني أسجد لها ، قلت : يفسد دينك لأجل يهودي. وقال آخر : رأيت أنني ركبتها ، قلت : أنت تجامع امرأة يهودية. ومثله قال آخر ، قلت : أنت تتعانى السيمياء.
ودلت الدابة والعصا على الملوك لكون الدابة تأمر وتنهى والعصا انتصر بها موسى عليه السلام.
واعتبر ظهور يأجوج ومأجوج. كما قال لي إنسان : رأيت أن يأجوج ومأجوج قد كثروا في البلد ، قلت : نزل مكانك منهم أحد ، قال : نعم ، قلت : ينزل بها لصص ، أو أقوام مفسدون فاحترز. ومثله قال آخر ، قلت : يخرج من في السجون من المفسدين. ومثله قال آخر ، قلت : تنكسر طائفة من دين النصرانية ، فكان كذلك ، لأن عيسى عليه السلام يهرب بالناس من يأجوج ومأجوج إلى الطور.
فصل : النفخة الأولى : تدل على أخبار وأراجيف ، وعلى قرب عافية المريض ، وخلاص المسجونين ؛ وكل من هو في شدة.
والنفخة الثانية : تدل على حركات تقع بالناس ، وربما تجهزت عساكر لحادث يحدث ، ويدل ذلك على عافية المرضى ، وخلاص كل من هو في شدة ، وأمراض وسجن لمن هو خالص منها ، وهو فقر للأغنياء ، وعلى الأسفار الطويلة ، وعلى شدائد وفتن عظيمة. فإن كان مع ذلك نور ، أو رائحة طيبة ، أو يذكرون الله
تعالى : فالعافية في ذلك سليمة.
قال المصنف : دلت النفخة الأولى على عافية المريض لأنها تجمع الأجسام. وعلى خلاص المسجون لقرب خروجه من القبر كالسجن. وتدل على الحوائج. كما قال لي إنسان : رأيت النفخة الأولى وهي قوية ، قلت : تسقط ثمار البساتين لأجل ريح شديدة. ومثله قال آخر ، قلت : عندك حامل ، قال : نعم ، قلت : تسقط الحمل. ومثله قال آخر ، قلت : يقع بينك وبين أقاربك ، أو معارفك نكد ويتبرؤون منك ، لقوله تعالى { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ } ] المؤمنون:101
وأما النفخة الثانية : على ما ذكرنا. وكما قال لي إنسان : رأيت النفخة الثانية عظيمة ، قلت : يعدم ملك كبير ويطلع في السماء شيء غريب ويعجب الناس من نظر ذلك ، لقوله تعالى : { ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ }
] الزمر68
وأما إن وجد الله متغيراً عليه ، أو وجد ظلاماً ، أو دخاناً ، أو ناراً ، أو شمساً أحرقه ضوؤها ، أو اسود وجهه ، أو أخذ كتابه بشماله ، أو من وراء ظهره ، أو ختم على فيه ، ونحو ذلك : كان عكس ذلك.
فصل : الميزان : رجل متوسط بين الناس ، وبين من دل الباري عز وجل عليه. فإن رجح ميزانه نال خيراً ، وإلا فلا.
قال المصنف : واعتبر حكم الميزان ، فإن رجح لمن يطلب فائدة ، وإلا فلا.
وأما من حكم على ميزان الآخرة ، فالحكم فيه ، كما قال لي إنسان : رأيت أنني أزن بميزان الآخرة ، قلت : تأخذ الحق من حمام ، لأن الناس يوم القيامة عرايا ، وهم في حر الشمس والعرق كالحمام. ومثله قال آخر ، قلت : تبقى ضامن ، أو كاتب سجن يعرض عليك أصحاب الذنوب والحسنات. وقال آخر : رأيت أنني أزن بميزان الآخرة ، قلت : أنت تصنع الصغار في مرجوحة كالميزان ، قال : صحيح. وقال آخر : رأيت أنني حكمت على ميزان الآخرة ، قلت : تبقى تعدل الناس وتجرحهم عند متولي. فافهم ذلك.
فصل : العُبور على الصراط : دال على الأسفار ، وعلى الدخول في الأعمال الخطيرة ، وعلى الأمراض ، والسجون ، والشدائد. فإن عبره سليماً : كان عاقبة ذلك سليمة ، وإن وقع عنه : حصل له نكد على ما ذكرنا.
قال المصنف : واعتبر الصراط. كما قال لي إنسان : رأيت أنني حاكم على الصراط ، قلت : تصير حاكماً على جسر ، أو معدية. وقال آخر : رأيت أنني نصبت الصراط ، قلت : تعمل جسراً ، أو معدية. وقال آخر : رأيت أنني نصبته ومشيت عليه ، قلت : أنت تنصب الحبال وتمشي عليها كالبختيار(1).
ودل عبوره على الأعمال الخطيرة لقلة من يسلم عليه ، وعلى الأمراض والشدائد ؛ لأن الناس يقاسون عليه شدائد كالمرضى والسجون.
فصل : وأما الوقوف بين الجنة والنار : فدال على تعويق المسافرين ، ووقوف الحوائج ، والمعايش ، وطول المرض ، والشدة ، لمن هو في ذلك. ويدل على الأعمال الجيدة ، والردية. وعلى معاشرة أهل الخير ، والشر.
قال المصنف : دل الوقوف بين الجنة والنار على تعويق المسافرين ، وتعطيل المعايش والحوائج ، لكونه لم يبلغ مراده من الجنة. ودل على الأعمال الجيدة والردية لأن حسناته تمنعه عبور النار ، وسيئاته تمنعه عبوره إلى الجنة. وقال إنسان : رأيت أنني واقف بين الجنة والنار ، قلت : يحبسك كبيرك في مكان لا رديء ولا جيد. ومثله قال آخر ، قلت : تعاشر أقواماً فيهم خير وشر. ومثله قال آخر ، قلت : لا تسافر ؛ تعوق في بعض الطريق.
فصل دخول النار : دال على الأمراض ، والسجون ، والشدائد ، وفقر الأغنياء ، وعزل المتولين ، وفراق الأحبة ، والأسفار المتلفة ، ومعاشرة أرباب الجرم ، والفساد. فإن أحرقته في أذنه : كان لأجل سماعه. أو في فمه : فلأجل كلامه ، أو ما أكله. وكذلك بطنه. أو في عينيه : فلأجل نظره. أو في يده : فلأجل ما أخذت ، أو أعطت ، أو ضربت. أو في صدره ، أو قلبه : فلأجل اعتقاده. أو في فرجه : فلأجل نكاحه. أو في رجله : فلأجل سعيه. وأما إن احترق جميعه كان ردياً.
قال المصنف : واعتبر النار. والعياذ بالله. كما قال لي إنسان : رأيت أنني حاكم على جهنم ، قلت : أنت رجل سجان. ومثله قال آخر ، قلت : أنت رجل شوّى ، أو طباخ. ومثله قال آخر ، قلت : أنت متولى عذاب الناس ، فاتق الله. ومثله قال آخر ، قلت : تحكم على مارستان. ومثله قال آخر ، قلت : أنت قاطع طريق تقتل الناس وتطمرهم. وقال آخر : رأيت أن جهنم قد جاءت وصرخت صوتاً عظيماً ، قلت : يدل على عزل الأكابر ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : » تَزْفَرُ جهنم يوم القيامة فتساقط الأنبياء عن منابرهم «. ومثله قال آخر ، قلت : يجيء حر شديد يتلف الغلات ويكثر الحمايات. وقال آخر : رأيت أنني سقطت في النار ، قلت : تقع في أتون ، أو فرن ونحوهم ، فوقع. وقال آخر : رأيت أنني متصرف في جهنم ، قلت : أنت رجل متخلف قد ضمنت دار فسق وقمار ، فتاب ورجع عن ذلك. نعوذ بالله الكريم الرؤوف الرحيم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ، إنه على كل شيء قدير.
__________
(1) ما يعرف في عصرنا بالبهلوان الذي يمشي على الحبال.
فصل : دخول الجنة (1) دال عل عكس ما دلت عليه النار ، وعلى تزويج الأعزب ، والأعمال الجيدة ، وتوبة الفاسق ، والتمكن من دور الأكابر.فإن كان معه في الجنة كتاب فتعلمه : دخلها. وإن كان مصلياً ، أو مسبحاً ، أو مؤذناً ، ونحو ذلك من آثار الدين : فبالعبادة دخلها. وإن كان بشيء من العدد : فبالجهاد نالها. ويدل دخولها : على الأمن من الخوف ، والاجتماع بالغياب ، ونحو ذلك. نسأل الله الفوز بالجنة ، والنجاة من النار.
قال المصنف : دخول الجنة دال على الضد مما دلت عليه النار. وأعط كل إنسان ما يليق به. كما قال لي إنسان : رأيت أنني ملكت الجنة ، قلت : تملك ، أو تحكم على بستان. ومثله قال آخر ، قلت : تحكم على كتاب فيه منافع وفرج. وقال كافر : رأيت أنني طردت من الجنة ، قلت : لك دار مليحة مزوقة فيها نبات ستؤخذ منك وتتنكد عليك دنياك ، لأن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. وقال إنسان : رأيت أنني عبرت الجنة وأخذت منها شيئاً وهربت ، قلت : عبرت دار جليل القدر ، أو بستاناً وسرقت شيئاً ، قال : صدقت. وقال آخر : رأيت أنني دخلت في الجنة مع أهلها ، قلت : تعبر بلداً فيه مسافرون من كل مكان وتطلع على أخبار غريبة. وقال آخر : رأيت أنني في الجنة وهي متغيرة ، قلت : تعبر مكاناً فيه تزاويق وأصوات حسنة وصور ملاح. وقال لي مريض بالحرارة : رأيت أنني عبرت الجنة ، قلت : تعافى ، فكان كذلك.
نسأل الله الفوز بالجنة والنجاة من النار بفضله وإحسانه.
__________
(1) قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله: من رأى الجنة و لم ير دخولها، فإنه رؤياه بشارة له بخير عمل عمله أو يهم بعمله، و هذه رؤيا متصف ظالم، و قيل : من رأى الجنة عيانا، نال ما اشتهى و كشف عنه همه. فإن رأى كأنه يريد أن يدخلها فمنع فإنه يصير محصرا عن الحج و الجهاد، بعد أن يهم بهما ، أو يمنع من التوبة من ذنب هو عليه مصر. يريد أن يتوب منه، فن رأى بابا من أبواب الجنة أغلق عنه، مات أحد أبويه، فإن رأى أن بابين أغلقا عنه، مات أبواه. فإن رأى كأن جميع أبوابها تغلق عنه، و لا تفتح له، فإن أبويه ساخطان عليه، فإن رأى كأنه دخلها من أي باب شاء، فإنهما عنه راضيان، فإن رأى كأنه دخلها، نال سرورا و أمنا في الدارين، لقوله تعالى ( ادخلوها بسلام آمنين ) الحجر 46. فإن رأى كأنه أدخل الجنة، فقد قرب أجله و موته، و قيل إن صاحب الرؤيا يتعظ و يتوب من الذنوب على يد من أدخله الجنة، إن كان يعرفه. و قيل من رأى دخول الجنة، نال مراده بعد احتمال المشقة، لأن الجنة محفة بالمكاره، و قيل: إن صاحب هذه الرؤيا يصاحب أقواما كبارا كراما، و يحسن معاشرة الناس، و يقيم فرائض الله تعالى فإن رأى كأنه يقال له:ادخل الجنة، فلا يدخلها، دلت رؤياه على ترك الدين لقوله تعالى ( و لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) الأعراف 40. فإن رأى أنه قيل له: إنك تدخل الجنة، فإنه ينال ميراثا، لقوله تعالى ( و تلك الجنة أورثتموها ) الزخرف 72. فإن رأى أنه في الفردوس نال هداية و علما. فإن رأى كأنه دخل الجنة مبتسما، فإنه يذكر الله كثيرا. فإن رأى كأنه سل سيفا و دخلها، فإنه يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و ينال نعمة و ثناء و ثوابا.فإن رأى كأنه جالس، تحت شجرة طوبى، فإنه ينال خير الدارين لقوله تعالى( طوبى لهم و حسن مئاب ) الرعد 29. فإن رأى كأنه في رياضها رزق الإخلاص و كمال الدين. فإن رأى كأنه أكل من ثمارها، رزق علما بقدر ما أكل. و كذلك فإن رأى كأنه متكئ على فراشها، دل عفة لامرأته و صلاحها. فإن كان لا يدري متى دخلها، دام عزه و نعمه في الدنيا ما عاش. فإن رأى كأنه منع ثمار الجنة، دل على فساد دينه، لقوله تعالى ( من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ) المائدة 72. فإن رأى كأنه التقط ثمار الجنة و أطعمها غيره، فإنه يفيد غيره، فإنه يفيد علما يعمل به و ينتفع، و لا يستعمله هو و لا ينتفع به، فإن رأى كأنه طرح الجنة في النار، فإنه يبيع بستاناً و يأكل ثمنه. فإن رأى كأنه يشرب من ماء الكوثر، نال رياسة و ظفرا على العدو، لقوله تعالى ( إنا أعطيناك الكوثر . فصل لربك و أنحر ) الكوثر 1،2. و من رأى كأنه في قصر من قصورها نال رياسة أو تزوج بجارية جميلة، لقوله تعالى ( حور مقصورات في الخيام ) الرحمن 72. فإن رأى كأنه ينكح من نساء الجنة، و غلمانها يطوفون حوله، نال مملكة و نعما لقوله تعالى ( و يطوف عليهم ولدان مخلدون ) الإنسان 19 ، و إن رأى رضوان خازن الجنة، نال سرورا و نعمة و طيب عاش ما دام حيا، و سلم من البلايا، لقوله تعالى ( و قال لهم خزنتها سلام عليكم ) الزمر73.فإن رأى الملائكة يدخلون عليه و يسلمون عليه في الجنة، فإنه يصير على أمر يصل الجنة، لقوله تعالى ( و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب ) الرعد 23. و يختم له بخير.
فصل : من ضرب من هو أكبر منه ، أو أعلى قدراً : تكلم في عرضه ، أو يحصل للضارب نكد. وكذلك إن جلس في موضع لا يليق به الجلوس فيه. وأما إن ضرب الأكبر ، أو الأعلى لمن هو دون – ولم يجرحه ، ولا قطع ثيابه ، ولا كان بين الناس - : فذلك خير ، وفائدة للمضروب ، وربما كان كسوة. وأما إن جرحه ، أو كسر فيه شيئاً ، أو كشف عورته ، ونحو ذلك : نزل بالمضروب آفة.
قال المصنف : كون الضارب يتكلم في عرض المضروب لأنه مما يؤلمه. وحصل النكد للمضروب لكون الأعلى لا يسكت عن مجازاة الضارب في غالب ما يؤذيه. وأما إن كان الضارب هو الأعلى إذا ضرب الأدنى ظلماً : يندم ويحسن إلى المضروب ، ولو بكلام طيب. وكون المضروب يحصل له كسوة – خصوصاً إن كان في الشتاء – لثوران الحرارة وورم البدن ، كالكسوة. فافهم ذلك.
فصل : من ملك – من الأموال ، أو المواشي ، أو المآكل ، أو الملابس – ما لا يقدر على حفظه ، أو على حمله : كان نكداً.
قال المصنف : إنما دل ملك ما لا يقدر على حمله ، أو حفظه على النكد ؛ لأنه يتعلق به حقوق الله تعالى من الزكوات والعشر فيطالب بذلك. وأيضاً يكثر طمع الناس فيما عنده ، فهو أيضاً يريد مداراة لأرباب الطمع. وكونه لا يقدر على حفظه ولا حمله يضيق صدر مالكه ما يهون عليه أن يأخذ أحد منه شيئاً وهو لا يسلم له ، والعشر والزكاة ما يتركان نكداً.
فصل : لفظة الثلاثة ، أو الثلاثين ، أو الثلاثمائة ، أو الأربعة أو الأربعين ، أو الأربعمائة ، ونحو ذلك : تدل على الوفاء بالمواعيد ، قضاء الحوائج ، لقوله تعالى :
{ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } ] هود:65
قال المصنف : لفظة : الثلاثة ، والثلاثمائة ، ونحوهما ، لقوله تعالى : { ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } . والأربعة ، والأربعين ، ونحوهما ، كذلك ، لقوله تعالي : { فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً } ] الأعراف:142
فصل : من دخل في بعض أعضائه :
فإن كان في أذنه : فخبر من قرابته ، أو صديق يجيء. فإن سد أذنه : كان خيراً ردياً ، وإلا فلا.
فإن دخل في عينه فأتلفها : فنكد يبصره في أقاربه ، أو ماله ، أو معارفه ، أو نفسه. وإن لم يتلفها فغائب يقدم.
وإن دخل في أنفه ، ولم يمنعه النفس ، ولا تلوث بمخاطه : فركوب في بحار ، أو طرق صعبة. وأما إن منعه النفس : سجن ، أو مرض ، أو قهر في خصومة.
وإن دخل في فيه ، ولم يؤذه : أكل رأس ماله ، أو قدم عليه كلام طيب ، أو غائب فيه نفع. وإن آذاه كان ردياً.
وإن دخل في ذكره ، وآذاه ، تنكد ممن دل الذكر عليه.
وكذلك الدبر والفرج.
وإن لم يؤذه ذلك : دخل الرائي في مداخل لا يليق به.
وربما دل ذلك جمعيه على أنه ربما عبر داره ، من غير بابها ، ونحو ذلك.
قال المصنف : أما دخول ابن آدم في بعض أعضائه فلم أعلم أن أحداً ذكره من المتقدمين ، ولا من المتأخرين. ولما تكرر رؤية بعض الناس لذلك فسرت بما ذكرته في الفصل. والمنكر لذلك معترض على الله ، جاهل بأحكام الرؤيا ، فاعتبر ما ذكرنا. كما قال لي إنسان : رأيت أن رأسي مدهون وكأنني نزلت فيه إلى وسطي ، قلت : لك أشجار ، أو زرع وقد سقيته بالماء وجلت في طين ذلك ، قال صحيح. وقال آخر : رأيت أنني وقعت بين أصابع يدي ووجدت مشقة ، قلت : تقع من بين شرافات مكان عالٍ. وقال آخر : رأيت أنني وقعت في كفي والطبق عليّ أصابعي ، قلت : يتعصب عليك أولادك ، أو أولادهم ، أو أولاد أخيك ، فكان كذلك. وقال آخر : رأيت أنني داخل فؤادي بين أمعائي وقد عرقت عرقاً كثيراً ، قلت : عبرت مع عيالك وصغارك ونسائك حماماً وكان الجميع عرايا وأنت بينهم ، قال : صحيح. وقال آخر : رأيت أنني داخل جوفي وقد قطعت جميع الأمعاء بالسكين ، قلت : أنت رجل قتلت جماعة من أهل دارك ، قال : صحيح. وقال آخر : رأيت أنني عبرت فمي وأكلت أضراسي وأسناني ، قلت : بعت جميع مالك من طواحين ورفوف ومجارف وقداديم وأوتاد ونحو ذلك ، وأكلت ثمنه. وقالت امرأة : رأيت أنني أدخلت يدي في فرجي خلاف العادة ، قلت : قد وطئك بعض من تحزنين عليه ، قالت : غصبني عن نفسي ، واعترفت بذلك أمها عندي. وقال آخر : رأيت أن ذكري عبر في دبري ولم أعلم ، قلت : قد وطأت بعض المحرمات عليك – وربما كان ذكراً – وأنت لا تعلم ، قال : كنت سكران. وقال آخر : رأيت أنني آخذ الحيوانات وأعبرها جوفي وأذبحها وآخذ جلودها ، قلت : أنت تعمل الحيلة على الناس تقتلهم في منزلك وتأخذ ما عليهم ، فما كان عن قليل حتى مسكه ملك مصر لأجل ذلك.
وأما دخول بعض أعضائه في بعض : كما قال لي إنسان : رأيت أن عيني اليمين تدخل في اليسار واليسار تدل فى اليمين ، قلت : اطلعت على امرأتين عندك يتساحقان ، قال : صحيح. وقال آخر : رأيت أصبعي أتلفت عيني ، قلت : عندك ولد وقد كشف وجه أخته ، قال : نعم. وقال آخر : رأيت أنني انسخلت مني ، قلت : حفظت شيئاً من الكتاب العزيز ثم أنسيته ، قال : نعم لقوله تعالى : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا } ] الأعراف:175
وعلى هذا فقس موفقاً إن شاء الله تعالى.
وقد ذكرت ما يسر الله تعالى عليّ من كتابي » البدر المنير في علم التعبير «. ولم أذكر فيه شيئاً من الكلام والحكابات إلا ما فتح الله عليّ من بعض ما جرى من تفسير الناس. ولم أرغب في التطويل في ذلك ليسهل تناوله على حافظه والناظر فيه. والله أعلم بالصواب(1)
__________
(1) لم يذكر المصنف شيئًا هامًا يكثر السؤال عنه وهو رؤيا تلاوة القرآن ، ورؤيا سور القرآن وهاهي ذا إتمامًا للفائدة : من رأى كأنه يقرأ القرآن ظاهرا، فإنه يكون مؤديا لأمانات مستقيماً على الحق يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر، لقوله تعالى ( يتلون آيات الله ) إلى قوله تعالى ( ويأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ) آل عمران114،113 . فإن رأى أنه اشترى مصحفا، انتشر عمله في الدين و الناس، و أفاد خيرا. فإن رأى أنه باع مصحفا، فإنه يحتقب الفواحش. فإن رأى أنه أحرق مصحفا أفسد دينه . فإن رأى أنه سرق مصحفا نسي الصلاة. فإن رأى في يده كتابا أو مصحفا ، فلما فتحه لم يكن فيه كتابة دل على أن ظاهره بخلاف باطنه. فإن رأى أنه يأكل أوراق المصحف ، فإنه يكتب المصاحف بأجر، و يطلب رزقه من غير وجهه. فإن رأى أنه يقبل المصحف، فإنه لا يقصر في أداء الواجبات. فإن رأى أنه يكتب القرآن في خزف أو صدف فإنه يقول القرآن برأيه. فإن رأى أنه يكتبه على الأرض فهو ملحد. و قد حكي أن الحسن البصري رحمه الله، رأى كأنه يكتب القرآن في كساء فقص رؤياه على ابن سيرين فقال : اتق الله و لا تفسر القرآن برأيك، فإن رؤياك تدل على ذلك. فإن رأى كأنه يقرأ القرآن و هو متجرد، فإنه صاحب أهواء. و من رأى كأنه يأكل القرآن، فإنه يأكل به. و من رأى كأنه متوسد مصحفا فإنه رجل لا يقوم بما معه من القرآن لقوله صلى الله عليه و سلم : " لا تتوسدوا بالقرآن " و من رأى أنه حفظ القرآن و لم يكن يحفظه، نال ملكا لقوله تعالى ( إني حفيظ عليم ) يوسف 55. و من رأى كأنه يسمع القرآن ، قوي سلطانه و حسنت خاتمته . و من رأى أن المصحف أخذ منه، فإنه ينتزع منه علمه و ينقطع عمله من الدنيا. و من رأى أنه يتلى عليه القرآن و هو لا يفهمه، أصابه مكروه، إما من الله أو من السلطان. لقوله تعالى ( و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير) الملك 10. و من رأى آية رحمة، فإذا وصل آية عذاب ، عسرت عليه قراءتها، و أصاب فرجا. و من رأى أنه يقرأ آيه عذاب، فإذا وصل إلى آية رحمة، لم يتهيأ لها بقي في شدة. من رأى أنه يختم القرآن ظفر بمراده و كثر خيره . و حكي أن امرأة رأت كأن في حجرها مصحفا، و هي تقرب منه، فجاءت فروجتان يلتقطان كل كتابة فيه، حتى استوفتا جميع كتابته أكلا، فقصت رؤياه على ابن سيرين فقال : ستلدين ابنين يحفظان القرآن. فكان كذلك ، وأما سور القرآن فمن رأى أنه يقرأ فاتحة الكتاب فتحت له أبواب الخير و أغلقت عنه أبواب الشر. و من رأى كأنه يقرأ سورة البقرة طال عمره و حسن دينه. و من رأى كأنه يقرأ سورة آل عمران صفا ذهنه و زكت نفسه، و كان مجادلاً لأهل الباطل. و من قرأ سورة النساء فإنه يكون قساماً للمواريث صاحب حرائر من النساء، و جوار، يرث النساء بعد عمر طويل . و من قرأ سورة المائدة علا شأنه و قوي يقينه و حسن ورعه . و من قرأ سورة الأنعام كثرت أنعامه و دوابه و مواشيه و رزق الجود . و من قرأ الأعراف لم يخرج من الدنيا حتى يطأ قدمه طور سيناء. و من قرأ سورة الأنفال رزقه الله الظفر بأعدائه، و رزق الغنائم . و من قرأ سورة التوبة عاش في الناس محمودا و مات على توبة . و من قرأ سورة يونس حسنت عبادته و لم يظهر كيد و لا سحر . و من قرأ سورة هود كان مرزوقا من الحرث و النسل . و من قرأ سورة يوسف ظلم أولا ثم يملك خيرا، و يلاقي سفرا يقيم فيه. و من قرأ سورة الرعد كان حافظا للدعوات، و يسرع إليه الشيب . و من قرأ سورة إبراهيم حسن أمره و دينه عند الله . و من قرأ سورة الحجر كان عند الله و عند الناس محمودا . و من قرأ سورة النحل رزق علما، و إن كان مريضا شفي . و من قرأ سورة بني إسرائيل كان وجيها عند الله و نصره على أعدائه, و من قرأ سورة الكهف نال الأماني و طال عمره حتى يمل الحياة و يشتاق إلى الموت . و من قرأ سورة مريم أحيا سنن الأنبياء عليهم الصلاة و السلام، و يكذب عليه ثم تظهر براءته. و من قرأ سورة طه لم يضره سحر ساحر . و من قرأ سورة الأنبياء نال الفرج بعد الشدة و اليسر بعد العسر، رزق علما و خشوعا . و من قرأ سورة الحج رزق الحج مرارا إن شاء الله تعالى . و من قرأ سورة المؤمنين قوي إيمانه و ختم له به . و من قرأ سورة النور نوّر الله قلبه و قبره . و من قرأ سورة الفرقان كان فارقا بين الحق و الباطل . و من قرأ سورة الشعراء عصمه الله من الفواحش . و من قرأ سورة النمل أوتي ملكا . و من قرأ سورة القصص رزق كنزا حلالا . و من قرأ سورة العنكبوت كان في أمان الله و حرزه إلى أن يموت . و من قرأ سورة الروم فتح الله على يديه بلاد المشركين، و هدى على يديه قوما. و من قرأ سورة لقمان أوتي الحكمة . و من قرأ سورة السجدة مات في سجدته و من الفائزين عند الله . و من قرأ سورة الأحزاب كان من أهل التقى و اتبع الحق . و من قرأ سورة سبأ يزهد في الدنيا، و آثر الزلة . و من قرأ سورة فاطر فتح الله عليه باب النعم . و من قرأ سورة يس رزق محبة أهل رسول الله صلى الله عليه و سلم. و من قرأ سورة الصافات رزقه الله ولدا صاحب يقين طائعا له . و من قرأ سورة ص كثر ماله و حذق في صناعته . و من قرأ سورة الزمر خلص دينه و حسنت عاقبته . و من قرأ سورة المؤمن رزق رفعة في الدنيا و الآخرة، و تجري الخيرات على يديه . و من قرأ سورة حم السجدة يكون داعيا إلى الحق و يكثر محبوه . و من قرأ سورة حم عسق عمر عمرا طويلا إلى غاية . و من قرأ سورة الزخرف كان صادقا في أقواله . و من قرأ سورة الدخان رزق الغنى . و من قرأ سورة الجاثية فإنه يخشع لربه ما عاش . و من قرأ سورة الأحقاف رأى العجائب في الدنيا . و من قرأ سورة محمد صلى الله عليه و سلم حسنت سيرته . و من قرأ سورة الفتح وفق للجهاد . و من قرأ سورة الحجرات يصل رحمه . و من قرأ سورة ق وسع عليه رزقه . و من قرأ سورة الذاريات كان مرزوقا من الحرث و الزرع . و من قرأ سورة الطور دلت رؤياه على أنه يجاور مكة . و من قرأ سورة النجم رزق مولودا جميلا وجيها . و من قرأ سورة القمر فإنه يسحر و لا يضره . و من قرأ سورة الرحمن نال في الدنيا نعيما و في الآخرة رحمة . و من قرأ سورة الواقعة كان سباقا إلى الطاعات . و من قرأ سورة الحديد كان محمود الأثر صحيح البدن . و من قرأ سورة المجادلة كان مجادلا لأهل الباطل قاهرا لهم بالحجج. و من قرأ سورة الحشر أهلك الله أعدائه . و من قرأ سورة الممتحنة نالته محنة و أجر عليها . و من قرأ سورة الصف استشهد . و من قرأ سورة الجمعة جمع الله له الخيرات . و من قرأ سورة المنافقين بريء من النفاق . و من قرأ سورة التغابن استقام على الهدى . و من قرأ سورة الطلاق دل على النزاع بينه و بين امرأته يؤدي ذلك إلى الفراق . و من قرأ سورة الملك كثرت أملاكه . و من قرأ سورة نون رزق الكتابة و الفصاحة . و من قرأ سورة الحاقة كان على الحق . و من قرأ سورة المعارج كان آمنا منصورا . و من قرأ سورة نوح كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر مظفرا على الأعداء. و من قرأ سورة الجن عصم من شر الجن . و من قرأ سورة المزمل وفق للتهجد . و من قرأ سورة المدثر حسنت سيرته و كان صبورا . و من قرأ سورة القيامة فإنه يجتنب الحلف فلا يحلف أبدا . و من قرأ سورة هل أتى وفق للسخاء و رزق الشكر و طابت حياته . و من قرأ سورة المرسلات وسع عليه في رزقه . و من قرأ سورة عم يتساءلون عظم شأنه و انتشر ذكره بالجميل . و من قرأ سورة النازعات نزعت الهموم و الخيانات من قلبه . و من قرأ سورة عبس فإنه يكثر إيتاء الزكاة و الصدقة . و من قرأ سورة التكوير كثرت أسفاره في ناحية الشرق و كثرت أرباحه في أسفاره . و من قرأ سورة الإنفطار قربه السلاطين و أكرموه . و من قرأ سورة المطففين رزق الأمانة و الوفاء و العدل . و من قرأ سورة الإنشقاق كثر نسله و ولده . و من قرأ سورة البروج فاز من الهموم وأكرم بنوع من العلوم وقيل ذلك علم النجوم . و من قرأ سورة الطارق الهم كثرة التسبيح . و من قرأ سورة سبح تيسر عليه أموره . و من قرأ سورة الغاشية ارتفع قدره و انتشر ذكره و علمه . و من قرأ سورة الفجر كسي البهاء و الهيبة . و من قرأ سورة البلد وفق لإطعام و إكرام الأيتام و رحمة الضعفاء . و من قرأ سورة الشمس أوتي الفهم و ذكاء الفطنة في الأشياء . و من قرأ سورة الليل وفق لقيام الليل و عصم من هتك الستر . و من قرأ سورة الضحى فإنه يكرم المساكين و الأيتام . و قد حكى بعض العلوية رأى في منامه مكتوبا على جبينه صورة الضحى فأخبر بذلك ابن المسيب فعبرها بدنو الأجل، فمات العلوي بعد ليلة . و من قرأ سورة ألم نشرح فإن الله يشرح للإسلام صدره، و ييسر عليه أمره و تنكشف عنه همومه . و من قرأ سورة التين عجل له قضاء حوائجه، و سهل له رزقه، و من قرأ سورة اقرأ رزق الكتابة و الفصاحة و التواضع . و من قرأ سورة القدر طال عمره و علا أمره و قدره . و من قرأ سورة لم يكن هدي الله على يديه قوما ضالين . و من قرأ سورة الزلزلة زلزل الله به أقدام الكفر . و من قرأ سورة العاديات رزق الخيل و ارتباطها . و من قرأ سورة القارعة أكرم بالعبادة و التقوى . و من قرأ سورة التكاثر كان زاهدا في المال تاركا لجمعه . و من قرأ سورة العصر وفق الصبر و أعين على الحق، و يناله خسران في تجارته، و يتعقبه ربح كثير. و من قرأ سورة الهمزة فإنه يجمع مالا ينفعه في أعمال البر . و من قرأ سورة الفيل نصر على الأعداء و جرى على يديه فتوح في الإسلام. و من قرأ سورة قريش فإنه يطعم المساكين و يؤلف الله بينه و بين قلوب عباده في المحبة. و من قرأ سورة أرأيت فإنه يظفر بمن خالفه و عانده . و من قرأ سورة الكوثر كثر خيره في الدارين . و من قرأ سورة الكافرون وفق لمجاهدة الكافرين . و من قرأ سورة النصر نصره الله على أعدائه، و هذه الرؤيا تدل على قرب وفاة صاحبها فإنها سورة نعي النبي صلى الله عليه و سلم إلى نفسه. و قد حكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : إني رأيت في المنام كأني أقرأ سورة الفتح، فقال عليك بالوصية فقد جاء أجلك، فقال: و لم ؟ قال لأنها آخر سورة نزلت من السماء. و من قرأ سورة تبت يدا فإن بعض أهل النفاق يتشمر لمعاداته و طلب عثراته ثم يهلكه الله عز وجل . و من قرأ سورة الإخلاص نال مناه و عظم ذكره، و وقي زلات توحيده، و قيل : يقل عياله و يطيب عيشه، و قد قيل : إن قراءتها أيضا دليل على اقتراب الأجل . و قد حكى بعض الصالحين رأى سورة الإخلاص مكتوبة بين عينيه فقص ذلك على سعيد بن المسيب فقال: إن صدقت رؤياك فقد دنا موتك. فكان كما قال. و من قرأ سورة الفلق فإن الله يدفع عنه شر الإنس و الجن و الهوام و الحساد. و من قرأ سورة الناس عصم من البلايا و أعيذ من الشيطان و جنوده و وسواسهم. قال أبو سعيد رضي الله عنه: و الأصل في هذا النوع من الرؤيا، أن يتدبر المعبر رؤيا القاص عليه في هذا ، فإن كانت الآية التي رأى أنه قرأها آية رحمة مبشرة، بشره بالرحمة و النعمة و الأمن و الغبطة، و إن كانت عقوبة، حذره ارتكاب معصية يستحقها بها، و أشار عليه بترك معصية هو فيها أو هام بها قاصدا لها.
.
نستغفر الله من كل ذنب ، ونعوذ به من العمل الذي لا يقرب إليه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.