التربية لا تنجح إلا إذا اجتمع التوجيه النظري مع التطبيق العملي :
قال : أنت إذا ملكت نفسك عند الغضب تصبح أقوى الأقوياء ، تجد أشخاصاً كثر تتفلت أنفسهم عند الغضب ، ويرتكب الشخص منهم حماقات ، وبعد الحماقات يضطر إلى أن يعتذر ، كان بمرتبة عالية ، فتحامق فأصبح بحاجة إلى أن يتذلل أمام الأقوياء ، أقول لمثل هذا الإنسان أنت لا تطلع ولا تنزل ، لك مستوى لو لم تتجاوزه إلى أعلى وانتقمت وتوعدت وبطشت ، الآن كنت في غنى عن هذا الذل الذي وقفته أمام فلان .
أعرف شخصاً في ساعة غضب تكلّم بكلام من دون تفكير وبالطبع سيدفع الثمن باهظاً ، فوقف أمام إنسان كأنّه طفل يرجوه وبكى أمامه ، وقد كنت حاضراً فقلت : كان يغنيه لو تعقّل أن لا يتجاوز قدره والآن كان يغنيه أن لا يذل نفسه ، لو استعمل عقله ما كان تجاوز قدره ، ولو استعمل عقله ما كان وقف هذا الموقف الذليل .
لاحظت أن أكثر الناس المتسرعين يطلع وينزل ، يتجاوز قدره ، ثمّ يقف موقفاً أقل من قدره بكثير لذلك : رحم الله عبداً عرف حدّه فوقف عنده .
أيها الأخوة ، حقوق الجار يجب أن تلقّن للصغار تلقيناً ، ومع التلقين يجب أن يراها الصغير عمليّاً ، التربية لا تنجح ولا تكون ذات تأثير بليغ إلا إذا اجتمع التوجيه النظري مع التطبيق العملي ، فالابن الصغير يقول له الأب : يا بني الجار له حق كبير ، النبي أوصانا بالجار .
(( مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ )).
لكن الابن عندما يرى في اليوم التالي والده يسلّم على الجار ويعوده إذا مرض ، ويعزّيه إذا أصابته مشكلة ، ويشيّع جنازته ، ويقدّم له بعض الطعام أحياناً ، وإذا طرق الباب يريد شيئاً أو حاجةً أعطاها له على الفور ، فأصبح درساً نظرياً ودرساً عملياً .
إذا أردت لابنك الصغير أن ينشأ على توقير الجار فلقنه مبادئ حسن الجوار ، وأره من سلوكك ما يؤكّد هذه المبادئ .

التخطيط للإجازة عنصر أساس في الترابط الاجتماعي
تأتي الإجازة الصيفية بعد عام من الدراسة فيشعر الأبناء بالتحرر من القيود والمذاكرة، وتكثر أوقات الفراغ فتعاني الأسر من فراغ الأبناء، لكنَّ الدكتور أكرم رضا- المتخصص في التنمية البشرية والاجتماعية- يرى أنَّ الإجازة الصيفية فرصة جيدة للتقارب الأسري، ويمكن الارتقاء بالأبناء في تلك الإجازة من خلال التخطيط الجيد لها، وفي هذا الحوار يضع تصورًا للإجازة الفعالة وكيفية الاستفادة منها.. فإلى نص الحوار:
مع انتهاء الامتحانات كل عام تشعر الأسر أنها أصبحت في ورطة اسمها الإجازة الصيفية فلماذا يحدث هذا الارتباك؟
- الانتقال من حالٍ إلى حالٍ يحدث نوعًا من الخلل وعدم الاستقرار، والبيوت قبيل فترة الامتحانات وأثنائها لا تفكر سوى في مذاكرة الأبناء التي تُحدِث حالةً من الطوارئ في البيوت، ومع آخر يوم في الدراسة يتغير حالهم 180 درجةً، كما أنَّ فترة الامتحانات وما قبلها لا يكون فيها تفكير من الأسرة ماذا ستفعل في الإجازة، ولو مجرد اقتراحات حتى إذا ما انتهت الدراسة يقف الجميع أمام المشكلة.
وكيف تفكر الأسرة في الإجازة وهي تحاول ألا تعطل أبناءها عن المذاكرة، خاصةً وأنهم يجب أن يشتركوا في وضع برنامج الصيف؟
- بالفعل من المهم جدًا أن يشترك الأبناء في وضع برنامج الصيف حتى لا يشعروا أنهم مجرد منفذين لما يريده الآباء، كما أنَّ ذلك يجعل البرنامج أكثر واقعية؛ حيث إنَّ طموحات وتطلعات الأولاد كثيرًا ما تتعارض مع تصورات الآباء لا سيما عندما يكون الأبناء في مرحلة المراهقة، فالمشاركة في وضع برنامج الصيف يجعله مناسبًا للجميع.
أضف إلى ذلك أنه من الأخطاء الشائعة في فترة الامتحانات أن الأسرة قد تجعل الأبناء في معسكر مغلق ممنوع الحديث مع الغير، ممنوع الأوقات البينية، ممنوع كذا وكذا، لكن الأسلوب الصحيح أن يكون هناك فترات بينية يتم فيها جلوس الأسرة معًا للتخفيف من حدة المذاكرة، ويمكن في هذه الفترات التفكير في برنامج الصيف، وبذلك نشجع الأبناء على المذاكرة، وإذ لم يتوفر ذلك الوقت فليكن في أثناء تناول الطعام، المهم أن يتم التفكير لوضع برنامج عام للأسرة خلال الإجازة، وتكون كل الأسرة مشاركة فيه.
وكيف تضع الأسرة برنامجًا للإجازة الصيفية يتناسب مع رغبات كل الأبناء؟
- أولاً قبل كل شيء يجب أن تتوافر الثقة بين الأبناء والوالدين في أنه ما يتفق عليه سوف ينفذ، وإلا سيشعر الأبناء أنَّ هذا الأمر مجرد وعود وأمان غير قابلة للتحقيق، وعندها سيفكرون في برنامجٍ خارج نطاق الأسرة مع الأصدقاء.
ثم لا بد من إشراك كل الأبناء في وضع الخطة وتحدد المحاور الأساسية والأعمال التي يمكن عملها في فترة الصيف وأهداف الأسرة خلال هذه الأشهر، وكل يقدم اقتراحاته وأمنياته لهذه الفترة ثم بعد ذلك يتم عمل برنامج لهذه الأشهر يُراعى فيه الجانب الترفيهي والثقافي والتربوي.
ويجب أن تقسم الخطة من حيث التنفيذ على ثلاثة مستويات: وقت يكون فيه الأب والأم هم المسئولين عن البرنامج، ومعنى ذلك أن تكون الأسرة كلها مع بعضها مثل أوقات المصايف أو الرحلات الأسرية، ووقت آخر يكون أحد الوالدين هو المسئول في حالة انشغال أحدهما للعمل أو لشيء آخر، ووقت يكون للأبناء وحدهم سواء مع بعضهم أو مع الأصدقاء، وبذلك يحقق البرنامج للأسرة متكاملاً.
هذا يدفعنا للحديث عن الأصدقاء، فكثير من الأسر تخشى على أبنائها من الأصدقاء، خاصةً في فترات الإجازة الصيفية، فكيف تُوفق الأسرة في المحافظة على أبنائها من أصدقاء السوء، ومع ذلك لا تجعلهم بمعزلٍ عن الآخرين؟
- الأصدقاء قبل فترة المراهقة غالبًا لا يخشى منهم؛ حيث يمكن للوالدين إبعاد أبنائهم عنهم إذا شعروا بالخطر منهم، والمشكلة الحقيقية تكون في فترة المراهقة خاصةً لدى الأبناء الذكور؛ حيث يشعر الولد بالاستقلالية عن الوالدين، ولا بد للآباء أن يدركوا ذلك فإذا أدركوا هذا الأمر وتعاملوا معه، كما أنَّ العلاقة بين الوالدين والأبناء إذا كانت مبنية على الثقة سارت الأمور بشكل طبيعي؛ حيث تكون الصراحة والوضوح بينهم عالية، وبذلك سيكون أصدقاء الأبناء هم أصدقاء الوالدين، وإذا شعر الوالدان بخطر من أحد أصدقاء الأبناء من خلال الحوار والثقة الموجودة يمكن إقناع الابن بالابتعاد عن هذا الصديق.
تأتي الإجازة الصيفية بعد عام من الدراسة فيشعر الأبناء بالتحرر من القيود والمذاكرة، وتكثر أوقات الفراغ فتعاني الأسر من فراغ الأبناء، لكنَّ الدكتور أكرم رضا- المتخصص في التنمية البشرية والاجتماعية- يرى أنَّ الإجازة الصيفية فرصة جيدة للتقارب الأسري، ويمكن الارتقاء بالأبناء في تلك الإجازة من خلال التخطيط الجيد لها، وفي هذا الحوار يضع تصورًا للإجازة الفعالة وكيفية الاستفادة منها.. فإلى نص الحوار:
مع انتهاء الامتحانات كل عام تشعر الأسر أنها أصبحت في ورطة اسمها الإجازة الصيفية فلماذا يحدث هذا الارتباك؟
- الانتقال من حالٍ إلى حالٍ يحدث نوعًا من الخلل وعدم الاستقرار، والبيوت قبيل فترة الامتحانات وأثنائها لا تفكر سوى في مذاكرة الأبناء التي تُحدِث حالةً من الطوارئ في البيوت، ومع آخر يوم في الدراسة يتغير حالهم 180 درجةً، كما أنَّ فترة الامتحانات وما قبلها لا يكون فيها تفكير من الأسرة ماذا ستفعل في الإجازة، ولو مجرد اقتراحات حتى إذا ما انتهت الدراسة يقف الجميع أمام المشكلة.
وكيف تفكر الأسرة في الإجازة وهي تحاول ألا تعطل أبناءها عن المذاكرة، خاصةً وأنهم يجب أن يشتركوا في وضع برنامج الصيف؟
- بالفعل من المهم جدًا أن يشترك الأبناء في وضع برنامج الصيف حتى لا يشعروا أنهم مجرد منفذين لما يريده الآباء، كما أنَّ ذلك يجعل البرنامج أكثر واقعية؛ حيث إنَّ طموحات وتطلعات الأولاد كثيرًا ما تتعارض مع تصورات الآباء لا سيما عندما يكون الأبناء في مرحلة المراهقة، فالمشاركة في وضع برنامج الصيف يجعله مناسبًا للجميع.
أضف إلى ذلك أنه من الأخطاء الشائعة في فترة الامتحانات أن الأسرة قد تجعل الأبناء في معسكر مغلق ممنوع الحديث مع الغير، ممنوع الأوقات البينية، ممنوع كذا وكذا، لكن الأسلوب الصحيح أن يكون هناك فترات بينية يتم فيها جلوس الأسرة معًا للتخفيف من حدة المذاكرة، ويمكن في هذه الفترات التفكير في برنامج الصيف، وبذلك نشجع الأبناء على المذاكرة، وإذ لم يتوفر ذلك الوقت فليكن في أثناء تناول الطعام، المهم أن يتم التفكير لوضع برنامج عام للأسرة خلال الإجازة، وتكون كل الأسرة مشاركة فيه.
وكيف تضع الأسرة برنامجًا للإجازة الصيفية يتناسب مع رغبات كل الأبناء؟
- أولاً قبل كل شيء يجب أن تتوافر الثقة بين الأبناء والوالدين في أنه ما يتفق عليه سوف ينفذ، وإلا سيشعر الأبناء أنَّ هذا الأمر مجرد وعود وأمان غير قابلة للتحقيق، وعندها سيفكرون في برنامجٍ خارج نطاق الأسرة مع الأصدقاء.
ثم لا بد من إشراك كل الأبناء في وضع الخطة وتحدد المحاور الأساسية والأعمال التي يمكن عملها في فترة الصيف وأهداف الأسرة خلال هذه الأشهر، وكل يقدم اقتراحاته وأمنياته لهذه الفترة ثم بعد ذلك يتم عمل برنامج لهذه الأشهر يُراعى فيه الجانب الترفيهي والثقافي والتربوي.
ويجب أن تقسم الخطة من حيث التنفيذ على ثلاثة مستويات: وقت يكون فيه الأب والأم هم المسئولين عن البرنامج، ومعنى ذلك أن تكون الأسرة كلها مع بعضها مثل أوقات المصايف أو الرحلات الأسرية، ووقت آخر يكون أحد الوالدين هو المسئول في حالة انشغال أحدهما للعمل أو لشيء آخر، ووقت يكون للأبناء وحدهم سواء مع بعضهم أو مع الأصدقاء، وبذلك يحقق البرنامج للأسرة متكاملاً.
هذا يدفعنا للحديث عن الأصدقاء، فكثير من الأسر تخشى على أبنائها من الأصدقاء، خاصةً في فترات الإجازة الصيفية، فكيف تُوفق الأسرة في المحافظة على أبنائها من أصدقاء السوء، ومع ذلك لا تجعلهم بمعزلٍ عن الآخرين؟
- الأصدقاء قبل فترة المراهقة غالبًا لا يخشى منهم؛ حيث يمكن للوالدين إبعاد أبنائهم عنهم إذا شعروا بالخطر منهم، والمشكلة الحقيقية تكون في فترة المراهقة خاصةً لدى الأبناء الذكور؛ حيث يشعر الولد بالاستقلالية عن الوالدين، ولا بد للآباء أن يدركوا ذلك فإذا أدركوا هذا الأمر وتعاملوا معه، كما أنَّ العلاقة بين الوالدين والأبناء إذا كانت مبنية على الثقة سارت الأمور بشكل طبيعي؛ حيث تكون الصراحة والوضوح بينهم عالية، وبذلك سيكون أصدقاء الأبناء هم أصدقاء الوالدين، وإذا شعر الوالدان بخطر من أحد أصدقاء الأبناء من خلال الحوار والثقة الموجودة يمكن إقناع الابن بالابتعاد عن هذا الصديق.

وهناك أمور عامة يجب أن تكون متفقاً عليها داخل الأسرة، وهي الضوابط العامة التي تحكم العلاقات والحركة داخل البيت مثل أن تتناول الأسرة معًا أحد الوجبات في اليوم، وأن يكون هناك حد أقصى للأفراد لا يتأخرون فيه خارج المنزل مساءً، أن تكون الثقة والصدق والوضوح صفات حاكمة للعلاقات داخل البيت، وعند ذلك لن يخشى على الأبناء.
في بعض الأحيان تكون الأسرة عاملة، بمعنى أن الأب والأم يعملان ويتركان الأولاد وحدهم خلال فترة الإجازة، فكيف يمكن للآباء في هذه الحالة المحافظة على أبنائهم؟
- الأفضل أن الأب والأم يجب أن ينسقوا أوقاتهم خلال فترة الإجازة الصيفية من حيث الإجازات وأوقات الفراغ حتى يكون أحدهما متواجدًا مع الأبناء فترات كبيرة، كما يجب أن يشارك الآباء الأبناء بعض الأنشطة حتى يشعروا أنهم معًا طول الوقت، وليكن الوقت الذي يكون فيه الوالدان في العمل هو وقت الأبناء مع بعضهم أو مع الأصدقاء.
وسائل الإعلام تستعد استعدادًا خاصًا لفترة الإجازة ولا يخفى حال هذه الوسائل من التركيز على الغرائز والإثارة، خاصةً الفضائيات والإنترنت، فهل يمكن للأسرة الاستفادة من وسائل الإعلام مع المحافظة على قيمها؟
- للأسف الشديد هناك صراع بين الأسرة ووسائل الإعلام، فالأسرة تشعر أنها إذا تركت أبناءها سيقعون فريسة لوسائل الإعلام، وكثير من وسائل الإعلام تحاول جذب الجمهور من خلال التركيز على الإثارة وما يهدم القيم والأخلاق، والخروج من ذلك هو برنامج الأسرة الذي تحدثنا عنه، والذي يشغل الأبناء ولا يتركهم غنيمة سهلة لهذه الوسائل، ويجب أن يشمل البرنامج مساعدة بعض أعمال وسائل الإعلام الجادة حتى لا يشعر الأبناء بالعداء لهذه الوسائل، بل هي مثل كثير من الأشياء بها الجيد والرديء، ويجب أن تكون فقرات وسائل الإعلام أثناء تواجد الأسرة كلها، وذلك بمشاهدة بعض الأعمال الدرامية الجادة أو بعض البرامج المفيدة، فإذا جعلت الأسرة وسائل الإعلام من خطتها فلن تحدث مشكلة، أما الإنترنت فيمكن الاستفادة منه في الحصول على معلومات عن موضوعات معينة أو التواصل مع الآخرين، وذلك أيضًا في إطار العمل الأسري.
فترة الصيف فرصة جيدة لتنمية الوعي الثقافي، فكيف يمكن للأسرة الاستفادة من الإجازة في تنمية ثقافة أبنائها؟
- لا بد من إدراك التطورات التي حدثت الآن في وسائل المعرفة، والأبناء في فترة الصيف يكون جل اهتمامهم بالأعمال الترفيهية، كما أنَّ الأجيال الحالية مختلفة عن جيل الآباء، هذه الحقائق يجب أن يدركها الآباء وعليه يمكن أن يتعاملوا مع أبنائهم في هذا الجانب، فيمكن إشراك الأبناء في أحد النوادي وتشجيعهم على الدخول في المسابقات الثقافية، كما يمكن للأسرة عمل مسابقة داخلها خاصةً إذا كانت أسرة ممتدة بمعنى الأسرة الكبيرة من الأعمام والأخوال، ويتم عمل جائزة لهذه المسابقة والتي يفضل أن تكون في شيء مفيد، وحسب هوايات أبنائها، ويجب تشجيع الأسرة لأبنائها في حفظ القرآن والسنة من خلال المسابقات أيضًا وعمل جوائز محببة للأبناء في ذلك كالرحلات والهدايا.
في المصايف يخشى الوالدان على الأبناء مما يحدث على الشواطئ، فما التصور المثالي للمصيف؟
- المصيف وسيلة ترفيهية تحاول الأسرة من خلاله الخروج من رتابة الحياة اليومية والتواجد معًا فترة كبيرة، ولكن الشواطئ غالبًا ما يكون بها مناظر غير لائقة بالنسبة للأسر المحافظة؛ ولذلك يجب على هذه الأسر أن تختار الشواطئ الهادئة، وأن يكون للأسرة برنامج ترفيهي وثقافي خلال فترة المصيف حتى يمكن الاستفادة من كل لحظة فيه، كما يجب أن يكون به فقرات حرة كل يفعل ما يريد في إطار الضوابط العامة، أما الخروج للشاطئ فيفضل أن يكون إما في الصباح قبيل أشعة الشمس المحرقة وازدحام الشاطئ، أو في آخر اليوم، وعمومًا فإنَّ التربية تلعب دورًا مهمًا في سلوك الأفراد خلال فترات المصايف.
بعض المدارس تقوم بعمل نشاط ثقافي وترفيهي في فترة الإجازة الصيفية، فهل لهذا النشاط جدوى وفاعلية لدى التلاميذ؟
- هذا العمل شيء طيب، لكن البرنامج الثقافي مع الأسرة خلال هذه الفترة أفضل؛ حيث أنه يقوي العلاقات داخل الأسرة، كما أنه يمكن من خلاله تقويم بعض السلوكيات التي يرى الوالدان أنَّ أبناءهم في حاجةٍ إليها، أما إذا كان الوالدان يعملان فإنَّ مثل هذه الأنشطة تكون أكثر إفادةً للأبناء؛ حيث تستوعب أوقاتهم وطاقاتهم.
في بعض الأحيان تكون الأسرة عاملة، بمعنى أن الأب والأم يعملان ويتركان الأولاد وحدهم خلال فترة الإجازة، فكيف يمكن للآباء في هذه الحالة المحافظة على أبنائهم؟
- الأفضل أن الأب والأم يجب أن ينسقوا أوقاتهم خلال فترة الإجازة الصيفية من حيث الإجازات وأوقات الفراغ حتى يكون أحدهما متواجدًا مع الأبناء فترات كبيرة، كما يجب أن يشارك الآباء الأبناء بعض الأنشطة حتى يشعروا أنهم معًا طول الوقت، وليكن الوقت الذي يكون فيه الوالدان في العمل هو وقت الأبناء مع بعضهم أو مع الأصدقاء.
وسائل الإعلام تستعد استعدادًا خاصًا لفترة الإجازة ولا يخفى حال هذه الوسائل من التركيز على الغرائز والإثارة، خاصةً الفضائيات والإنترنت، فهل يمكن للأسرة الاستفادة من وسائل الإعلام مع المحافظة على قيمها؟
- للأسف الشديد هناك صراع بين الأسرة ووسائل الإعلام، فالأسرة تشعر أنها إذا تركت أبناءها سيقعون فريسة لوسائل الإعلام، وكثير من وسائل الإعلام تحاول جذب الجمهور من خلال التركيز على الإثارة وما يهدم القيم والأخلاق، والخروج من ذلك هو برنامج الأسرة الذي تحدثنا عنه، والذي يشغل الأبناء ولا يتركهم غنيمة سهلة لهذه الوسائل، ويجب أن يشمل البرنامج مساعدة بعض أعمال وسائل الإعلام الجادة حتى لا يشعر الأبناء بالعداء لهذه الوسائل، بل هي مثل كثير من الأشياء بها الجيد والرديء، ويجب أن تكون فقرات وسائل الإعلام أثناء تواجد الأسرة كلها، وذلك بمشاهدة بعض الأعمال الدرامية الجادة أو بعض البرامج المفيدة، فإذا جعلت الأسرة وسائل الإعلام من خطتها فلن تحدث مشكلة، أما الإنترنت فيمكن الاستفادة منه في الحصول على معلومات عن موضوعات معينة أو التواصل مع الآخرين، وذلك أيضًا في إطار العمل الأسري.
فترة الصيف فرصة جيدة لتنمية الوعي الثقافي، فكيف يمكن للأسرة الاستفادة من الإجازة في تنمية ثقافة أبنائها؟
- لا بد من إدراك التطورات التي حدثت الآن في وسائل المعرفة، والأبناء في فترة الصيف يكون جل اهتمامهم بالأعمال الترفيهية، كما أنَّ الأجيال الحالية مختلفة عن جيل الآباء، هذه الحقائق يجب أن يدركها الآباء وعليه يمكن أن يتعاملوا مع أبنائهم في هذا الجانب، فيمكن إشراك الأبناء في أحد النوادي وتشجيعهم على الدخول في المسابقات الثقافية، كما يمكن للأسرة عمل مسابقة داخلها خاصةً إذا كانت أسرة ممتدة بمعنى الأسرة الكبيرة من الأعمام والأخوال، ويتم عمل جائزة لهذه المسابقة والتي يفضل أن تكون في شيء مفيد، وحسب هوايات أبنائها، ويجب تشجيع الأسرة لأبنائها في حفظ القرآن والسنة من خلال المسابقات أيضًا وعمل جوائز محببة للأبناء في ذلك كالرحلات والهدايا.
في المصايف يخشى الوالدان على الأبناء مما يحدث على الشواطئ، فما التصور المثالي للمصيف؟
- المصيف وسيلة ترفيهية تحاول الأسرة من خلاله الخروج من رتابة الحياة اليومية والتواجد معًا فترة كبيرة، ولكن الشواطئ غالبًا ما يكون بها مناظر غير لائقة بالنسبة للأسر المحافظة؛ ولذلك يجب على هذه الأسر أن تختار الشواطئ الهادئة، وأن يكون للأسرة برنامج ترفيهي وثقافي خلال فترة المصيف حتى يمكن الاستفادة من كل لحظة فيه، كما يجب أن يكون به فقرات حرة كل يفعل ما يريد في إطار الضوابط العامة، أما الخروج للشاطئ فيفضل أن يكون إما في الصباح قبيل أشعة الشمس المحرقة وازدحام الشاطئ، أو في آخر اليوم، وعمومًا فإنَّ التربية تلعب دورًا مهمًا في سلوك الأفراد خلال فترات المصايف.
بعض المدارس تقوم بعمل نشاط ثقافي وترفيهي في فترة الإجازة الصيفية، فهل لهذا النشاط جدوى وفاعلية لدى التلاميذ؟
- هذا العمل شيء طيب، لكن البرنامج الثقافي مع الأسرة خلال هذه الفترة أفضل؛ حيث أنه يقوي العلاقات داخل الأسرة، كما أنه يمكن من خلاله تقويم بعض السلوكيات التي يرى الوالدان أنَّ أبناءهم في حاجةٍ إليها، أما إذا كان الوالدان يعملان فإنَّ مثل هذه الأنشطة تكون أكثر إفادةً للأبناء؛ حيث تستوعب أوقاتهم وطاقاتهم.

بر الجيران.. رحمة للعالمين
أوصانا الحبيب بالجار؛ ليدشن قاعدة اجتماعية عامة، يطبقها المسلم أينما كان، في كل زمان ومكان، مع جاره مسلمًا كان أو غير مسلم.
ونقل لنا بإخلاص وصية جبريل -عليه السلام- بالجار: "وما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أو رأيت أنه سيورثه"؛ فصدق فيه نعت الرحمن أنه بُعث رحمة للعالمين: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء:107).
وحرصنا على أن نجوب العالم، باستعراض بعض النماذج الناجحة في حسن بر المسلمين بجيرانهم سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين؛ وما ترتب على ذلك من التآلف بين المسلمين، والرحمة بين العالمين، والتقارب بين أبناء الوطن الواحد.
فنحن أحوج ما يكون إلى هذا الترابط الذي تناسى بعض المسلمين أنه سنة مؤكدة، وميراث محمدي حملناه على عاتقنا، ورسالة عالمية أمرنا الله بها للتواد والتراحم فيما بيننا.
تكافل وتضامن
من المغرب التقينا توفيق أبو سعيد -طالب بكلية الشريعة والقانون- الذي أعطانا في البداية لمحة ديموجرافية (سكانية) عن سكان المغرب قائلا: "ينتمي 55- 60% من المغربيين إلى جنس (الأمازيغ)، وينقسم الأمازيغ إلى أكثر من قسم: منهم الريفيون -الذين سيرتبط بهم حديثي- المتواجدون في الجنوب، وفي الشمال يوجد العرب الذين جاءوا من شبه الجزيرة العربية ودخلوا إلى المغرب بصفة عامة، قبل أن تنقسم المغرب لأربع دول".
وعن مكانة الجار يقول توفيق: "تكون مراعاة حقوق الجار أكثر وضوحًا في القرى عنها في المدن؛ لأن أكثر أهل القرى ما زالوا على تمسكهم بالقيم والمبادئ الدينية، والأعراف والتقاليد، بينما تسبب حياة المدينة شيئًا من الجفاء؛ بسبب عدم الاندماج".
وتابع: "ويغلب الود في القرى، ويسود الاحترام المتبادل بين الجيران ويترجم هذا الاحترام إلى تكافل وتضامن في جميع الأيام، ويبدو واضحًا في المناسبات العائلية والدينية والاجتماعية، بخلاف المدن التي يبدو فيها نوع من التمزق بين الأسر، خاصة في ظل نوع البناء الحديث، فتجد في البناية أنواعًا مختلفة من الأسر لا تجمعهم غالبًا روابط واحدة سوى الجيرة".
الجار ساعد أخيه
ومن تركيا، يحدثنا صلاح الدين يلماز -خريج كلية الإلهيات- عن أحوال الجيران فيقول: "نحن نعيش بأصول الإسلام؛ فالجار يساعد أخاه، ويعاونه، يقضي عنه حاجته، هذا ما تعلمناه في كتب الأخلاق والسيرة".
ويشير يلماز إلى أن الجار الذي لا يعرف أحوال جاره، ولا يعرف كيف يعيش ولا حالته الاقتصادية، هو بعيد عن السنة وداع لتقطيع الروابط بينه وبين أخيه الجار. فهذا ليس من الصلة ولا الرحمة ولا التعاون في شيء. ولهذا لزم التدقيق في هذه المسألة، فلا يبيت أحدنا شبعانًا وجاره جائع وهو يعلم؛ مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه" (صححه الألباني).
ويلتقط أطراف الحديث جمعة قران -خطيب مسجد تركي، وباحث في التاريخ الإسلامي- مفرقًا بين غرب تركيا وشرقها، من حيث العادات الاجتماعية والتأثر بالغرب: "غرب تركيا قريب من المجتمع الأوروبي، وتغلب عليه الثقافة الغربية في عدم الاهتمام والعناية بحقوق الجار، لكن شرق تركيا تغلب ثقافة الإسلام في كل الوجوه.
فمثلاً المنطقة التي أعيش فيها -في شرق تركيا وقريبة من الحدود السورية- تتعمق فيها الروابط الاجتماعية، حيث لم تطغَ التكنولوجيا الحديثة على حياتنا بعد. ففي حالات الوفاة -على سبيل المثال- وجب على كل من يعلم أن يذهب لتقديم واجب العزاء، وإلا صارت مشكلة كبيرة بالنسبة له، يُلام عليها من الجميع".
ومع اتهام الثقافة الغربية بعدم الاهتمام بحقوق الجار؛ حاولنا الوقوف على مدى تأثير هذه الثقافة على مسلمي هذه الدول، وطرحنا السؤال على محمد هاجو -طالب بلجيكي يدرس بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة- فقال: الجوار بين مسلمي بلجيكا على خير؛ إذ يتعاملون فيما بينهم معاملة طيبة وحسنة، بخلاف غير المسلمين الذين لا يهتم كل منهم إلا بنفسه، ويعيشون تحت شعار: "نفسي نفسي"، فلا يتعاملون مع بعضهم إلا للمصالح، ولا يندمجون مع غيرهم من الناس.
أما المسلمون -فبفضل الله- يتجمعون ويندمجون ويتزاورون، ويسألون عن بعضهم البعض، ويكرم كل منهم الآخر؛ عملاً بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره... الحديث" (رواه البخاري).
أوصانا الحبيب بالجار؛ ليدشن قاعدة اجتماعية عامة، يطبقها المسلم أينما كان، في كل زمان ومكان، مع جاره مسلمًا كان أو غير مسلم.
ونقل لنا بإخلاص وصية جبريل -عليه السلام- بالجار: "وما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أو رأيت أنه سيورثه"؛ فصدق فيه نعت الرحمن أنه بُعث رحمة للعالمين: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء:107).
وحرصنا على أن نجوب العالم، باستعراض بعض النماذج الناجحة في حسن بر المسلمين بجيرانهم سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين؛ وما ترتب على ذلك من التآلف بين المسلمين، والرحمة بين العالمين، والتقارب بين أبناء الوطن الواحد.
فنحن أحوج ما يكون إلى هذا الترابط الذي تناسى بعض المسلمين أنه سنة مؤكدة، وميراث محمدي حملناه على عاتقنا، ورسالة عالمية أمرنا الله بها للتواد والتراحم فيما بيننا.
تكافل وتضامن
من المغرب التقينا توفيق أبو سعيد -طالب بكلية الشريعة والقانون- الذي أعطانا في البداية لمحة ديموجرافية (سكانية) عن سكان المغرب قائلا: "ينتمي 55- 60% من المغربيين إلى جنس (الأمازيغ)، وينقسم الأمازيغ إلى أكثر من قسم: منهم الريفيون -الذين سيرتبط بهم حديثي- المتواجدون في الجنوب، وفي الشمال يوجد العرب الذين جاءوا من شبه الجزيرة العربية ودخلوا إلى المغرب بصفة عامة، قبل أن تنقسم المغرب لأربع دول".
وعن مكانة الجار يقول توفيق: "تكون مراعاة حقوق الجار أكثر وضوحًا في القرى عنها في المدن؛ لأن أكثر أهل القرى ما زالوا على تمسكهم بالقيم والمبادئ الدينية، والأعراف والتقاليد، بينما تسبب حياة المدينة شيئًا من الجفاء؛ بسبب عدم الاندماج".
وتابع: "ويغلب الود في القرى، ويسود الاحترام المتبادل بين الجيران ويترجم هذا الاحترام إلى تكافل وتضامن في جميع الأيام، ويبدو واضحًا في المناسبات العائلية والدينية والاجتماعية، بخلاف المدن التي يبدو فيها نوع من التمزق بين الأسر، خاصة في ظل نوع البناء الحديث، فتجد في البناية أنواعًا مختلفة من الأسر لا تجمعهم غالبًا روابط واحدة سوى الجيرة".
الجار ساعد أخيه
ومن تركيا، يحدثنا صلاح الدين يلماز -خريج كلية الإلهيات- عن أحوال الجيران فيقول: "نحن نعيش بأصول الإسلام؛ فالجار يساعد أخاه، ويعاونه، يقضي عنه حاجته، هذا ما تعلمناه في كتب الأخلاق والسيرة".
ويشير يلماز إلى أن الجار الذي لا يعرف أحوال جاره، ولا يعرف كيف يعيش ولا حالته الاقتصادية، هو بعيد عن السنة وداع لتقطيع الروابط بينه وبين أخيه الجار. فهذا ليس من الصلة ولا الرحمة ولا التعاون في شيء. ولهذا لزم التدقيق في هذه المسألة، فلا يبيت أحدنا شبعانًا وجاره جائع وهو يعلم؛ مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه" (صححه الألباني).
ويلتقط أطراف الحديث جمعة قران -خطيب مسجد تركي، وباحث في التاريخ الإسلامي- مفرقًا بين غرب تركيا وشرقها، من حيث العادات الاجتماعية والتأثر بالغرب: "غرب تركيا قريب من المجتمع الأوروبي، وتغلب عليه الثقافة الغربية في عدم الاهتمام والعناية بحقوق الجار، لكن شرق تركيا تغلب ثقافة الإسلام في كل الوجوه.
فمثلاً المنطقة التي أعيش فيها -في شرق تركيا وقريبة من الحدود السورية- تتعمق فيها الروابط الاجتماعية، حيث لم تطغَ التكنولوجيا الحديثة على حياتنا بعد. ففي حالات الوفاة -على سبيل المثال- وجب على كل من يعلم أن يذهب لتقديم واجب العزاء، وإلا صارت مشكلة كبيرة بالنسبة له، يُلام عليها من الجميع".
ومع اتهام الثقافة الغربية بعدم الاهتمام بحقوق الجار؛ حاولنا الوقوف على مدى تأثير هذه الثقافة على مسلمي هذه الدول، وطرحنا السؤال على محمد هاجو -طالب بلجيكي يدرس بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة- فقال: الجوار بين مسلمي بلجيكا على خير؛ إذ يتعاملون فيما بينهم معاملة طيبة وحسنة، بخلاف غير المسلمين الذين لا يهتم كل منهم إلا بنفسه، ويعيشون تحت شعار: "نفسي نفسي"، فلا يتعاملون مع بعضهم إلا للمصالح، ولا يندمجون مع غيرهم من الناس.
أما المسلمون -فبفضل الله- يتجمعون ويندمجون ويتزاورون، ويسألون عن بعضهم البعض، ويكرم كل منهم الآخر؛ عملاً بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره... الحديث" (رواه البخاري).
الصفحة الأخيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
لو تمعنا في الآية الكريمة التالية
( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً )النساء36
لوجدنا فيها كنوز لاتعد ولا تحصى
قواعد اجتماعية محكمة البناء
تبدء
بعبادة الله الواحد القهار
وتنتهي بقوله تعالى (إن الله لايحب من كان مختالا فخورا )
هذا دليل واضح على أن الإبتعاد عن الإحسان هو مرض في قلب الإنسان المتكبر , والعياذ بالله , الذي يفخر بماله , أو نفسه , أو شكله أو أولاده , أو حسبه …..
يتعالى على الناس جميعا ولا يريد أن يحسن التعامل معهم
ويبين الله في هذه الآية الكريمة أنه سبحانه وتعالى غير راض عنه
( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً )النساء36
الآية 36خرج أحمد والبخاري عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين.
وأشار بالسبابة والوسطى".
وأخرج أحمد عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين.
وقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى".
وأخرج ابن سعد وأحمد عن عمرو بن مالك القشيري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يقول من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار مكان كل عظم محرره بعظم من عظامه، ومن أدرك أحد والديه ثم لم يغفر له فأبعده الله، ومن ضم يتيما من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة".
وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أحسن إلى يتيم أو يتيمة كنت أنا وهو في الجنة كهاتين.
وقرن بين أصبعيه".
وأخرج الحكيم الترمذي عن أم سعد بنت مرة الفهرية عن أبيها قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"أنا وكافل اليتيم له أو لغيره إذا اتقى الله في الجنة كهاتين، أو كهذه من هذه".
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان من طرق عن ابن عباس في قوله {والجار ذي القربى} يعني الذي بينك وبينه قرابة {والجار الجنب} يعني الذي ليس بينك وبينه قرابة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن نوف الشامي في قوله {والجار ذي القربى} قال: المسلم {والجار الجنب} قال: اليهودي والنصراني.
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره".
وأخرج ابن أبي شيبة واحمد والبخاري ومسلم عن عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".
وأخرج البخاري في الأدب عن ابن عمر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة، يقول: يا رب هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه".
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه".
وأخرج البخاري في الأدب والحاكم وصححه البيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال: "قيل للنبي صلى الله عليه وسلم:
إن فلانة تقوم الليل، وتصوم النهار، وتفعل وتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا خير فيها هي من أهل النار. قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة، وتصوم رمضان، وتصدق بأثوار، ولا تؤذي أحدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي من أهل الجنة".
وأخرج البخاري في الأدب والحاكم وصححه عن عائشة قالت: "قلت: يا رسول الله إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك بابا".
وأخرج البخاري في الأدب عن أبي هريرة قال: لا يبدأ بجاره الأقصى قبل الأدنى، ولكن يبدأ بالأدنى قبل الأقصى.
وأخرج البخاري في الأدب عن الحسن أنه سئل عن الجار فقال: أربعين دارا أمامه، وأربعين خلفه، وأربعين عن يمينه، وأربعين عن يساره.
وأخرج البخاري في الأدب والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رجل: "يا رسول الله إن لي جارا يؤذيني. فقال: انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق. فانطلق فأخرج متاعه، فاجتمع الناس عليه فقالوا: ما شأنك؟ قال: لي جار يؤذيني. فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: انطلق فأخرج متاعك إلى الطريق، فجعلوا يقولون: اللهم العنه، اللهم اخزه، فبلغه فأتاه فقال: ارجع إلى منزلك، فوالله لا أؤذيك أبدا".
وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي عن أبي جحيفة قال: "شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم جاره فقال: احمل متاعك فضعه على الطريق فمن مر به يلعنه. فجعل كل من يمر به يلعنه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما لقيت من لعنة الناس؟ فقال: إن لعنة الله فوق لعنتهم، وقال للذي شكا: كفيت أو نحوه".
وأخرج البخاري في الأدب عن ثوبان قال: ما من جار يظلم جاره ويقهره حتى يحمله ذلك على أن يخرج من منزله إلا هلك.
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟! قال: جار لا يأمن جاره بوائقه. قالوا فما بوائقه؟ قال: شره".
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس بؤمن من لا يأمن جاره غوائله".
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود مرفوعا "إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب، فمن أعطاه الإيمان فقد أحبه والذي نفس محمد بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه".
وأخرج أحمد والحاكم عن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يشبع الرجل دون جاره".
وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".
وأخرج أحمد من طريق أبي العالية عن رجل من الأنصار قال: خرجت من أهلي أريد النبي صلى الله عليه وسلم فإذا به قائم ورجل معه مقبل عليه، فظننت أن لهما حاجة. فلما انصرف قلت: يا رسول الله لقد قام بك هذه الرجل حتى جعلت أرثي لك من طول القيام. قال: "أوقد رأيته؟ قلت: نعم. قال: أتدري من هو؟ قلت: لا. قال: ذاك جبريل، ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، ثم قال: أما إنك لو سلمت رد عليك السلام".
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره".
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أوصاني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من جار سوء في دار المقامة، فإن جار البادية يتحول".
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي لبابة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا قليل من أذى جاره".
وأخرج أحمد والبخاري في الأدب والبيهقي عن المقداد بن الأسود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "ما تقولون في الزنا؟ قالوا: حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره، وقال ما تقولون في السرقة؟ قالوا: حرمها الله ورسوله فهي حرام. قال: لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره".
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله {والصاحب بالجنب} قال: الرفيق في السفر.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير ومجاهد. مثله.
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم {والصاحب بالجنب} قال: هو جليسك في الحضر، ورفيقك في السفر، وامرأتك التي تضاجعك.
وأخرج ابن جرير من طريق ابن أبي فديك عن فلان بن عبد الله عن الثقة عنده "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معه رجل من أصحابه وهما على راحلتين، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم في غيضة طرفاء، فقطع نصلين أحدهما معوج والآخر معتدل، فخرج بهما، فأعطى صاحبه المعتدل وأخذ لنفسه المعوج فقال الرجل: يا رسول الله أنت أحق بالمعتدل مني! فقال: كلا يا فلان إن كل صاحب يصحب صاحبا مسؤول عن صحابته ولو ساعة من نهار".
وأخرج البخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن جرير والحاكم عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الأصحاب عند الله خير هم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره".
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي في قوله {والصاحب بالجنب} قال: المرأة.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود. مثله.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس. مثله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {وما ملكت أيمانكم} قال: مما خولك الله فأحسن صحبته، كل هذا أوصى الله به.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل {وما ملكت أيمانكم} يعني من عبيدكم وإمائكم، يوصي الله بهم خيرا أن تؤدوا إليهم حقوقهم التي جعل الله لهم.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري ومسلم عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم".
واخرج البخاري في الأدب عن جابر بن عبد الله قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالمملوكين خيرا ويقول: أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم من لبوسكم، ولا تعذبوا خلق الله".
وأخرج ابن سعد عن أبي الدرداء أنه رؤي عليه برد وثوب أبيض، وعلى غلامه برد وثوب أبيض. فقيل له… فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اكسوهم مما تلبسون، وأطعموهم مما تأكلون".
واخرج البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والبيهقي في الشعب عن علي قال: كان آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيماملكت أيمانكم".
وأخرج البزار عن أبي رافع قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "الله وما ملكت أيمانكم، والصلاة. فكان ذلك آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
وأخرج البيهقي في الدلائل عن أم سلمة قالت: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته: "الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم، حتى يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه".
وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس قال: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: "الصلاة، وما ملكت أيمانكم، حتى جعل يغرغرها في صدره وما يفيض بها لسانه".
وأخرج عبد الرزاق ومسلم والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "للمملوك طعامه، وكسوته، ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق".
وأخرج البيهقي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الفقير عند الغني فتنة، وإن الضعيف عند القوي فتنة، وإن المملوك عند المليك فتنة، فليتق الله وليكلفه ما يستطيع، فإن أمره أن يعمل بما لا يستطيع فليعنه عليه، فإن لم يفعل فلا يعذبه".
وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لاءمكم من خدمكم فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ومن لا يلائمكم منهم فبيعوهم ولا تعذبوا خلق الله".
وأخرج الطبراني والبيهقي عن رافع بن مكيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سوء الخلق شؤم، وحسن الملكة نماء، والبر زيادة في العمر، والصدقة تدفع ميتة السوء".
وأخرج البيهقي عن أبي بكر الصديق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة سيء الملكة".
وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه البيهقي عن ابن عمر قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم نعفو عن العبد في اليوم؟ قال: سبعين مرة".
وأخرج البيهقي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فليمسك".
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبيهقي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تضربوا الرقيق فإنكم لا تدرون ما توافقون".
وأخرج البيهقي عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما حق امرأتي علي؟ قال: تطعمها مما تأكل، وتكسوها مما تكتسي، قال: فما حق جاري علي؟ قال: تنوسه معروفك، وتكف عنه أذاك. قال: فما حق خادمي علي؟ قال: هو أشد الثلاثة عليك يوم القيامة".
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن سعد وأحمد عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: "أرقاءكم أرقاءكم، أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، وإن جاؤوا بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم، كذا قال ابن سعد عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وقال عبد الرزاق وأحمد بن عبد الرحمن بن يزيد".وأخرج عبد الرزاق عن داود بن أبي عاصم قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صه، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما في السماء موضع كف - أو قال شبر - إلا عليه ملك ساجد، فاتقوا الله، وأحسنوا إلى ما ملكت أيمانكم، أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون، فإن جاؤوا بشيء من أخلاقهم يخالف شيئا من أخلاقكم فولوا شرهم غيركم ولا تعذبوا عباد الله".
وأخرج عبد الرزاق عن عكرمة قال: "مر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي مسعود الأنصاري وهو يضرب خادمه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم والله لله أقدر عليك منك على هذا. قال: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمثل الرجل بعبده فيعورأو يجدع. قال: أشبعوهم ولا تجيعوهم، واكسوهم ولا تعروهم. ولا ولا؟؟ تكثروا ضربهم فإنكم مسؤولون عنهم، ولا تعذبوهم بالعمل، فمن كره عبده فليبعه ولا يجعل رزق الله عليه عناء".
وأخرج عبد الرزاق ومسلم عن زاذان قال: كنت جالسا عند ابن عمر فدعا بعبد له فأعتقه ثم قال: ما لي من أجره ما يزن هذا - وأخذ شيئا بيده - إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من ضرب عبدا له حدا لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه".
(يتبع…)
الجامع لأحكام القرآن، الإصدار 1.48
للإمام القرطبي
وجدت في: الآية: 36 {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا}.
واختلف الناس في حد الجيرة؛ فكان الأوزاعي يقول:
أربعون دارا من كل ناحية؛
وقال ابن شهاب. وروي أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نزلت محلة قوم وإن أقربهم إلي جوارا أشدهم لي أذى؛ فبعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعليا يصيحون على أبواب المساجد: ألا إن أربعين دارا جار ولا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه.
وقال علي بن أبي طالب: من سمع النداء فهو جار.
وقالت فرقة: من سمع إقامة الصلاة فهو جار ذلك المسجد. وقالت فرقة: من ساكن رجلا في محلة أو مدينة فهو جار.
قال الله تعالى: "لئن لم ينته المنافقون" إلى قوله: "ثم لا يجاورونك فيهاإلا قليلا" فجعل تعالى اجتماعهم في المدينة جوارا.