صلة الرحم والتواصل الأسري
قال الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾
بهذه الآية الشريفة سوف نبدأ موضوعنا اليوم لما له من أهمية ٍ لصلاح الفرد و الأسرة ومن ثم صلاح المجتمع وخصّصت له ثلاثة أسئلة سوف نتحدث عنها ونجيب عليها بـشكل ٍ مبسّط وهم 1ـ ما هي صلة الرحم والتواصل الأسري ؟ وما هي القطيعة ؟ 2ـ ما هي الفائدة من صلة الرحم و التواصل ألأسـري ؟ 3 ـ كيف يصل المرء رحمه

صفة صلاة رسول الله في الليل
بواسطة : فريق حلوة
13 أيلول, 2007 |
إن لقيام الليل فضل عظيم وإنه لسنة نبوية قل من يأتي بها في هذا العصر ، وإن في الليل لساعة ربانية مستجابة ، وفيها وقتاً ميموناً مباركاً ، وياسعادة من يحظى بخيرها ومشهدها.
وأعظم بها من ساعة ينزل فيها رب العزة إلى السماء الدنيا ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ )) رواه البخاري ومسلم .
ويا بشرى من ينظر الله إليه في جوف الليل منحنياً على أجزاء القرآن الكريم ، مرتلاً ومتدبراً : (( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ، لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ )) (فاطر: 29- 30) ..
وقائماً وساجداً : (( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآْخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لايَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَْلْبَابِ )) (الزمر:9)..
وعلينا أن نحرص على أن نقوم من الليل من أول ما يقع التجلي : { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه} وذلك ليتأسى بنا إخواننا وجيراننا، فربما قام أحدهم يتهجد حين يرانا فيكتب لنا وله الأجر.
وأحاديث قيام الليل كثيرة ومنها ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل )) رواه البخاري ومسلم ..
وعن بلال وأبي أمامة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم )) رواه ابن خزيمة .
ومن هذا الباب أيضاً إظهار التصبر على البلايا والمحن في هذا الزمان ليتأسى الناس بنا في الصبر وعدم التسخط ، فإن رأينا الصبر بلغ حده أظهرنا الضعف حتى يرتفع كما وقع لأيوب عليه السلام ، فعلم أنه ينبغي لكل عامل أن يستر عمله ما استطاع
إلا في محل يقتدي به في فعله وفي كيفيته ، ولا تنسى أن تجعل من همِّ الأمة المحمدية ورداً من دعائك فتدعو لإخوانك المسلمين المستضعفين في كل مكان ، في فلسطين وفي العراق والشيشان وأفغانستان ..
بواسطة : فريق حلوة
13 أيلول, 2007 |
إن لقيام الليل فضل عظيم وإنه لسنة نبوية قل من يأتي بها في هذا العصر ، وإن في الليل لساعة ربانية مستجابة ، وفيها وقتاً ميموناً مباركاً ، وياسعادة من يحظى بخيرها ومشهدها.
وأعظم بها من ساعة ينزل فيها رب العزة إلى السماء الدنيا ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ )) رواه البخاري ومسلم .
ويا بشرى من ينظر الله إليه في جوف الليل منحنياً على أجزاء القرآن الكريم ، مرتلاً ومتدبراً : (( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ، لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ )) (فاطر: 29- 30) ..
وقائماً وساجداً : (( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآْخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لايَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَْلْبَابِ )) (الزمر:9)..
وعلينا أن نحرص على أن نقوم من الليل من أول ما يقع التجلي : { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه} وذلك ليتأسى بنا إخواننا وجيراننا، فربما قام أحدهم يتهجد حين يرانا فيكتب لنا وله الأجر.
وأحاديث قيام الليل كثيرة ومنها ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل )) رواه البخاري ومسلم ..
وعن بلال وأبي أمامة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم وهو قربة لكم إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم )) رواه ابن خزيمة .
ومن هذا الباب أيضاً إظهار التصبر على البلايا والمحن في هذا الزمان ليتأسى الناس بنا في الصبر وعدم التسخط ، فإن رأينا الصبر بلغ حده أظهرنا الضعف حتى يرتفع كما وقع لأيوب عليه السلام ، فعلم أنه ينبغي لكل عامل أن يستر عمله ما استطاع
إلا في محل يقتدي به في فعله وفي كيفيته ، ولا تنسى أن تجعل من همِّ الأمة المحمدية ورداً من دعائك فتدعو لإخوانك المسلمين المستضعفين في كل مكان ، في فلسطين وفي العراق والشيشان وأفغانستان ..

صفة صلاة رسول الله في الليل :
كان رسول الله يبدأ صلاته بركعتين خفيفتين بعد أن يستاك ويقرأ دعاء التهجد الذي ذكره لنا أبو سلمة بن عبد الرحمن لما سأل السيدة عائشة رضي الله عنهم : بأي شئ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة إذا قام من الليل ؟ قالت : كان إذا قام من الليل افتتح صلاته : (( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما احتكموا بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )) رواه مسلم والترمذي .
عن الأسود بن يزيد قال : سألت عائشة رضي الله عنها : كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل ؟ قالت : (( كان ينام أوَّله ويقوم آخره فيصلي ، ثم يرجع إلى فراشه ، فإذا أذّن المؤذن وثب فإن كان به حاجة اغتسل ، وإلا توضأ وخرج )) ..
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " إن رجلا قال : يا رسول الله كيف صلاة الليل ؟ ، قال : (( مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة )) رواه البخاري ..
إيقاظ الأهل لقيام الليل :
ولا تنسى أن توقظ أهلك كما كان رسول الله يفعل ويدعو إليه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى ، وأيقظ امرأته ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء )) رواه أبو داود والنسائي باسناد حسن .
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقهُ وفاطمة ، فقال : (( ألا تصليان ؟ فقلت : يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا ، فانصرف حين قلنا ذلك ولم يرجع إلي شيئاً ، ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه ، وهو يقول : " وَكَانَ الإِْنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً " )) رواه البخاري ..
كان رسول الله يبدأ صلاته بركعتين خفيفتين بعد أن يستاك ويقرأ دعاء التهجد الذي ذكره لنا أبو سلمة بن عبد الرحمن لما سأل السيدة عائشة رضي الله عنهم : بأي شئ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة إذا قام من الليل ؟ قالت : كان إذا قام من الليل افتتح صلاته : (( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما احتكموا بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )) رواه مسلم والترمذي .
عن الأسود بن يزيد قال : سألت عائشة رضي الله عنها : كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل ؟ قالت : (( كان ينام أوَّله ويقوم آخره فيصلي ، ثم يرجع إلى فراشه ، فإذا أذّن المؤذن وثب فإن كان به حاجة اغتسل ، وإلا توضأ وخرج )) ..
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " إن رجلا قال : يا رسول الله كيف صلاة الليل ؟ ، قال : (( مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة )) رواه البخاري ..
إيقاظ الأهل لقيام الليل :
ولا تنسى أن توقظ أهلك كما كان رسول الله يفعل ويدعو إليه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى ، وأيقظ امرأته ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء )) رواه أبو داود والنسائي باسناد حسن .
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقهُ وفاطمة ، فقال : (( ألا تصليان ؟ فقلت : يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا ، فانصرف حين قلنا ذلك ولم يرجع إلي شيئاً ، ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه ، وهو يقول : " وَكَانَ الإِْنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً " )) رواه البخاري ..

مرمر الحنونه :
وهناك أمور عامة يجب أن تكون متفقاً عليها داخل الأسرة، وهي الضوابط العامة التي تحكم العلاقات والحركة داخل البيت مثل أن تتناول الأسرة معًا أحد الوجبات في اليوم، وأن يكون هناك حد أقصى للأفراد لا يتأخرون فيه خارج المنزل مساءً، أن تكون الثقة والصدق والوضوح صفات حاكمة للعلاقات داخل البيت، وعند ذلك لن يخشى على الأبناء. في بعض الأحيان تكون الأسرة عاملة، بمعنى أن الأب والأم يعملان ويتركان الأولاد وحدهم خلال فترة الإجازة، فكيف يمكن للآباء في هذه الحالة المحافظة على أبنائهم؟ - الأفضل أن الأب والأم يجب أن ينسقوا أوقاتهم خلال فترة الإجازة الصيفية من حيث الإجازات وأوقات الفراغ حتى يكون أحدهما متواجدًا مع الأبناء فترات كبيرة، كما يجب أن يشارك الآباء الأبناء بعض الأنشطة حتى يشعروا أنهم معًا طول الوقت، وليكن الوقت الذي يكون فيه الوالدان في العمل هو وقت الأبناء مع بعضهم أو مع الأصدقاء. وسائل الإعلام تستعد استعدادًا خاصًا لفترة الإجازة ولا يخفى حال هذه الوسائل من التركيز على الغرائز والإثارة، خاصةً الفضائيات والإنترنت، فهل يمكن للأسرة الاستفادة من وسائل الإعلام مع المحافظة على قيمها؟ - للأسف الشديد هناك صراع بين الأسرة ووسائل الإعلام، فالأسرة تشعر أنها إذا تركت أبناءها سيقعون فريسة لوسائل الإعلام، وكثير من وسائل الإعلام تحاول جذب الجمهور من خلال التركيز على الإثارة وما يهدم القيم والأخلاق، والخروج من ذلك هو برنامج الأسرة الذي تحدثنا عنه، والذي يشغل الأبناء ولا يتركهم غنيمة سهلة لهذه الوسائل، ويجب أن يشمل البرنامج مساعدة بعض أعمال وسائل الإعلام الجادة حتى لا يشعر الأبناء بالعداء لهذه الوسائل، بل هي مثل كثير من الأشياء بها الجيد والرديء، ويجب أن تكون فقرات وسائل الإعلام أثناء تواجد الأسرة كلها، وذلك بمشاهدة بعض الأعمال الدرامية الجادة أو بعض البرامج المفيدة، فإذا جعلت الأسرة وسائل الإعلام من خطتها فلن تحدث مشكلة، أما الإنترنت فيمكن الاستفادة منه في الحصول على معلومات عن موضوعات معينة أو التواصل مع الآخرين، وذلك أيضًا في إطار العمل الأسري. فترة الصيف فرصة جيدة لتنمية الوعي الثقافي، فكيف يمكن للأسرة الاستفادة من الإجازة في تنمية ثقافة أبنائها؟ - لا بد من إدراك التطورات التي حدثت الآن في وسائل المعرفة، والأبناء في فترة الصيف يكون جل اهتمامهم بالأعمال الترفيهية، كما أنَّ الأجيال الحالية مختلفة عن جيل الآباء، هذه الحقائق يجب أن يدركها الآباء وعليه يمكن أن يتعاملوا مع أبنائهم في هذا الجانب، فيمكن إشراك الأبناء في أحد النوادي وتشجيعهم على الدخول في المسابقات الثقافية، كما يمكن للأسرة عمل مسابقة داخلها خاصةً إذا كانت أسرة ممتدة بمعنى الأسرة الكبيرة من الأعمام والأخوال، ويتم عمل جائزة لهذه المسابقة والتي يفضل أن تكون في شيء مفيد، وحسب هوايات أبنائها، ويجب تشجيع الأسرة لأبنائها في حفظ القرآن والسنة من خلال المسابقات أيضًا وعمل جوائز محببة للأبناء في ذلك كالرحلات والهدايا. في المصايف يخشى الوالدان على الأبناء مما يحدث على الشواطئ، فما التصور المثالي للمصيف؟ - المصيف وسيلة ترفيهية تحاول الأسرة من خلاله الخروج من رتابة الحياة اليومية والتواجد معًا فترة كبيرة، ولكن الشواطئ غالبًا ما يكون بها مناظر غير لائقة بالنسبة للأسر المحافظة؛ ولذلك يجب على هذه الأسر أن تختار الشواطئ الهادئة، وأن يكون للأسرة برنامج ترفيهي وثقافي خلال فترة المصيف حتى يمكن الاستفادة من كل لحظة فيه، كما يجب أن يكون به فقرات حرة كل يفعل ما يريد في إطار الضوابط العامة، أما الخروج للشاطئ فيفضل أن يكون إما في الصباح قبيل أشعة الشمس المحرقة وازدحام الشاطئ، أو في آخر اليوم، وعمومًا فإنَّ التربية تلعب دورًا مهمًا في سلوك الأفراد خلال فترات المصايف. بعض المدارس تقوم بعمل نشاط ثقافي وترفيهي في فترة الإجازة الصيفية، فهل لهذا النشاط جدوى وفاعلية لدى التلاميذ؟ - هذا العمل شيء طيب، لكن البرنامج الثقافي مع الأسرة خلال هذه الفترة أفضل؛ حيث أنه يقوي العلاقات داخل الأسرة، كما أنه يمكن من خلاله تقويم بعض السلوكيات التي يرى الوالدان أنَّ أبناءهم في حاجةٍ إليها، أما إذا كان الوالدان يعملان فإنَّ مثل هذه الأنشطة تكون أكثر إفادةً للأبناء؛ حيث تستوعب أوقاتهم وطاقاتهم.وهناك أمور عامة يجب أن تكون متفقاً عليها داخل الأسرة، وهي الضوابط العامة التي تحكم العلاقات...
السلام عليكم ورحمة الله وبر كاته
السؤال:
كيف يمكن تحقيق الخشوع في الصلاة ؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، وبعد: فاعلم أن الخشوع محله القلب، ولسانه المعبر هو الجوارح، وهو توفيق من الله جل وعلا، يوفق إليه الصادقين في عبادته، وهو في الصلاة، حضور القلب وسكون الأطراف، وتحقيق الخشوع في الصلاة يتطلب جهداً وعزيمة، فابذلْ ما تستطيع، واحرص على الدعاء كثيراً أن يجعلك الله خاشعاً منكسراً ذليلاً متواضعاً، وقد صحّ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: "اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع..."(1) و"... رب اجعلني لك شَكَّاراً، لك ذكّاراً، لك رَهّاباً، لك مِطواعاً، إليك مُخبِتاً أوّاهاً مُنيباً..."(2). والأمور التي تحقق الخشوع في الصلاة، بعضها خارج الصلاة، وبعضها الآخر داخل الصلاة، ومن الأمور التي تساعد على تحقيق الخشوع في الصلاة خارجها ما يلي: 1 – معرفة الله، فمعرفة لا إله إلا الله، نفياً وإثباتاً، تثمر في القلب الذل لله، وإيقانك بوجوده وقربه وسمعه وبصره، تورثك الحياء، وتعرّفك على أسماء الله الحسنى وصفاته العليا، تولّد في نفسك استحضار عظمة الله ودوام مراقبته ومعيته، ومتى اجتمع في قلبك، صدق محبتك لله، وأنسك به، واستشعار قربك منه، ويقينك في ألوهيته وربوبيته، وحاجتك إليه، أورثك الله الخشوع، وأذاقك لذته، وحينها تعبد الله بالإحسان (أعلى المراتب) وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "صلِّ صلاة مودع كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك" وهو صحيح(3). 2 – ترك الذنوب والمعاصي، فصاحب المعصية محروم الخشوع، والمعاصي سدٌ منيع يقف أمام الخشوع في الصلاة، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد: من الآية11)، فلن تجد الخشوع وأنت مقيم على مبارزة الله بالمعاصي، وما عند الله لا يُنال بمعصية الله، فافهم ذلك جيداً. 3 – الإكثار من الصالحات، وأعظمها قراءة القرآن الكريم، فهي ملينة للقلب، والطاعات بعامة، تزيد الصلاة حسناً وخشوعاً، قال صلى الله عليه وسلم: "أتحب أن يلين قلبك، وتدرك حاجتك ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، يلين قلبك، وتدرك حاجتك" وهو صحيح(4). 4 – البعد عن كل ما يميت القلب، ومنه كثرة الضحك، فإنّ كثرته مميتة للقلب، ومن مات قلبه ذهب خشوعه، قال صلى الله عليه وسلم: "لا تكثروا الضحك، فإنّ كثرة الضحك تميت القلب" وهو صحيح(5). 5 – الاستعداد للصلاة، وهو علامة حبك لله جل وعلا، ويحصل بأمور: (أ) تفريغ وقتك من الشواغل قبل الصلاة قدر استطاعتك، وإتيانك الصلاة مجهداً متعباً منشغلاً، كفيل أن يهرب بذهنك، ويشتت خشوعك. (ب) المجيء إلى الصلاة مبكراً، لأنّ تأخرك يجعلك تُسرع لإدراك الصلاة، فتدخلها مُشوّشاً يتراد نفسُك، وكأنك تمارس رياضة الجري، فكيف تخشع في صلاتك. (ج) الاهتمام بمقدمات الصلاة، كالتبكير بالوضوء وإحسانه، ومتابعة المؤذن إذا أذن، والتعجيل بالذهاب إلى المسجد، لنيل مكان قريب من الإمام، وإحراز وقت كافٍ لأداء النوافل، كل هذه كفيلة أن تروض قلبك، وتستجلب خشوعه، بل هي سبيل لمحبة الله لك، ومن أحبه الله، خشع لله، روي عن حاتم الأصم أنه سُئِل عن صلاته، فقال: إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه، فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي، ثم أقوم إلى صلاتي، وأجعل الكعبة بين حاجبي، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني، والنار عن شمالي، ومَلَك الموت ورائي وأظنها آخر صلاتي، ثم أقوم بين يدي الرجاء والخوف، وأكبر تكبيراً بتحقيق، وأقرأ بترتيل، وأركع ركوعاً بتواضع، وأسجد سجوداً بتخشع... وأتبعها الإخلاص، ثم لا أدري أقُبلت مني أم لا؟ فقل لي بربك أين أنت من بعض حال حاتم لا حاله كلها؟!! ومن الأمور التي تساعد على تحقيق الخشوع في الصلاة، داخلها، ما يلي: 1 – تعظيم قدر الصلاة، فتعلم أنك سوف تقف بين يدي الله عز وجل، وأنّ وجه الله تبارك وتعالى منصوب لوجهك، وحينها تضع الدنيا وراء ظهرك؛ لأنك ستمثل أمام السميع البصير العليم الذي لا تخفى عليه خافية، وأظن نفسك سوف تجود بالدموع والبكاء، فهو مشهد حُقَّ للجوارح فيه أن تخشع، وللقلب فيه أن يخضع، وللعين فيه أن تدمع، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "فإذا صليتم فلا تلتفتوا، فإنّ الله ينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة ما لم يتلفت" وهو صحيح(6). وقد كان علي بن الحسين إذا توضأ اصفر لونه، فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء؟، فيقول: "أتدرون بين يدي من أقوم؟". وحتى تعلم قدر تعظيمك للصلاة، سلْ نفسك: هل تختار لها مكاناً مناسباً؟ هل تحفظ بصرك وتعتدل ببدنك وتخفض رأسك أثناء الصلاة؟ هل تطمئن في صلاتك؟ كلها أحوال معينة على الخشوع، فاحرص على أن تأتي بها، اختر لها مكاناً مناسباً لا تخليط فيه ولا تشويش، ولا تلتفت بعينيك ولا رأسك ولا بدنك ولا قلبك وتأنَّ فيها ولا تُعجّل، حتى تعقلها. 2 – تعلّم صفة الصلاة؛ لأن من فَقِه الصلاة بأركانها وواجباتها وسننها ومبطلاتها، عَبَد اللهَ على بصيرة، وحينها يستجلب الخشوع من أبوابه، والجهل بأحكام الصلاة ينافي أداءها كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، والمسيء صلاته لو خشع، فلا يفيده شيئاً، ولا يكون له كبير ثمرة، حتى يقيم صلاته، كما أمر الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم 4 – معرفة عظم منزلة الخشوع في الصلاة، وأنّ بعض العلماء قال بوجوبه، قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون:1، 2)، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، ثم انصرف فقال: "يا فلان، ألا تحسن صلاتك؟ ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي فإنما يصلي لنفسه" وهو صحيح(7). ومما لا شك فيه أنه من كمال الصلاة، وأن الصلاة بدونه كالجسد بلا روح، وأنك إذا صليت فليس لك من الثواب منها إلا ما عقلت منها، وقد تخرج من صلاتك، وليس لك ثواب فيها، وأنك لو صليت، وغَلَب عليها عدم الخشوع فقد اختلف الفقهاء في وجب إعادتها، مع أن الصحيح عدم وجوب الإعادة، ولكن كل ذلك يجعلك تقدر للخشوع قدره. 4 – اتخاذ السترة، حتى لا يشغلك شاغل، ولا يمر بين يديك مارٌّ، سواء من الإنس أو الجن، فيحرمك الخشوع. 5 – رص الصفوف وتسويتها، وذلك من تمام الصلاة وحسنها، ومتى لم تسوى الصفوف وصار فيها فرج، فإن الشيطان يقوم في الخلل، وحينها يخالف الله بين الوجوه والقلوب، ويذبح الخشوع بدون سكين. 6 – تدبر أذكار الصلاة، فإذا كبّرت توقن أن الله أكبر من كل شيء، وتعلم عظمة الله في هذا الكون، فتستصغر هذه الحياة الدنيا، ولعلها تلامس قلبك الغافل فتوقظه، وإذا استفتحت بالدعاء (سبحانك الله وبحمدك...) و(وجهت وجهي للذي فطرني..) أذعنت لله بالتوحيد، وعلمتَ أنه يجب قصده تبارك وتعالى وحده بالعبادة، وبقولك: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي..." تستحضر خطاياك وذنوبك، فتنيب إلى الله، وحين تستعيذ بالله، تعلم أنك تلتجئ إلى الله وتعتصم به من كل شيء، وحين تبسمل، تستحضر أهمية الاستفتاح لكل عمل خير، فينغلق به باب كل شر، وحين تسمّع (سمع الله...) تستشعر قدرة الله على إسماعه لكل مخلوقاته، وحين تتشهد (التحيات) تستشعر أنك تلقي التحيات لله سبحانه، فيخفق قلبك، وحين تتعوّذ من الأربع قبل السلام، فإنك تفر إلى الله في كل شيء، وحين تسلم من الصلاة، تعلم أنك مطالب ببذل ما تستطيعه لعموم إخوانك المسلمين وأخواتك المسلمات، من الدعاء لهم بالسلامة والرحمة والبركة وتقديم العون لهم بالمعروف. كلها معانٍ عظيمة، سوف تهز قلبك، وتحرك شوقك، وتقوي أنسك بالله جل وعلا، ولهذا ولغيره، كان من أثر تدبر أقوال وأفعال الصلاة، أن السلف كانوا إذا دخلوا في الصلاة، فكأنما رحلت قلوبهم عن أجسادهم من حلاوة ما يجدون من الخشوع والخضوع، وعروة بن الزبير، لما وقعت الأكلة في رجله، وطابت نفسه بنشرها، قال له الأطباء: ألا نسقيك مُرقِّداً حتى يذهب عقلك منه فلا تُحسّ بألم النشر؟ فقال: لا.. ولكن إن كنتم لا بد فاعلين، فافعلوا ذلك وأنا في الصلاة، فإني لا أحس بذلك، ولا أشعر به، قال الراوي: فنشروا رجله من فوق الأكلة من المكان الحي، احتياطاً أنه لا يبقى منها شيء، وهو قائم يصلي، فما تَضَوَّر ولا اختلج...". 7 – تدبر القرآن في الصلاة، فالقرآن مشتمل على أخبار الأنبياء والرسل وقصصهم مع أقوامهم وما جرى لهم من التنكيل والتعذيب والقتل، وعلى أخبار المكذبين بالرسل وما أصابهم من العذاب والنكال، وعلى بيان الوعد للمؤمنين، والوعيد للكافرين، وعلى ذكر أحوال المدن وأحوال يوم القيامة، ومصير الناس إلى دارين، الجنة والنار، وهذا يستلزم الإقبال على كتب التفسير، المطولة منها والمختصرة، ليعقل الإنسان ما يقول، فهذه وأمثالها تُهيّج في قلبك نور الإيمان وصدق التوكل، وتزيدك خشوعاً. 8 – التأمل في مدلول أفعال الصلاة، فالقيام يعني الإجلال والتوقير، والركوع يعني التذلّل، والسجود يعني الخضوع والاستكانة، وهذا التأمل يزيدك إيماناً بتقصيرك في جنب الله، ويُعمّق في نفسك معاني الانكسار والذل لله، وكلها محفزات لأن تخشع في صلاتك. 9 – تذكّر الموت في الصلاة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "اذكر الموت في صلاتك، فإنّ الرجل إذا ذكر الموت في صلاته، لحريّ أن يحسن صلاته، وصلِّ صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها..." وهو صحيح(8). وكثير من الناس لو أخذ بهذا أو بعضه لخشع في صلاته، ولكنّ أكثر الناس عنه غافلون. إذ الموت له رهبة في النفوس، وبه خواتيم الأعمال، وما بعده أشد رهبة وأكثر تخويفاً، فمن تذكر ذلك أحسن صلاته، وصدق توبته، وعدّ نفسه من الأموات، فتراه في صلاته خاشعاً باكياً، يستقبل الآخرة ويُودّع الدنيا، وكأنها صلاة الوداع. 10 – استعذ بالله من الشيطان الرجيم، إذا خلّط الشيطان عليك صلاتك، فإنه لا راد لوسوسته إلا التعوذ بالله منه. وأخيراً أيها المحب الكريم، إذا لم ينفع شيء مما سبق، فأحسب أنّ قلبك مريض، يحتاج إلى علاج، تجده عند أطباء القلوب، فابحث عنهم تجدهم وهم كثير والحمد لله. وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين
منقول للفائده
السؤال:
كيف يمكن تحقيق الخشوع في الصلاة ؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، وبعد: فاعلم أن الخشوع محله القلب، ولسانه المعبر هو الجوارح، وهو توفيق من الله جل وعلا، يوفق إليه الصادقين في عبادته، وهو في الصلاة، حضور القلب وسكون الأطراف، وتحقيق الخشوع في الصلاة يتطلب جهداً وعزيمة، فابذلْ ما تستطيع، واحرص على الدعاء كثيراً أن يجعلك الله خاشعاً منكسراً ذليلاً متواضعاً، وقد صحّ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: "اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع..."(1) و"... رب اجعلني لك شَكَّاراً، لك ذكّاراً، لك رَهّاباً، لك مِطواعاً، إليك مُخبِتاً أوّاهاً مُنيباً..."(2). والأمور التي تحقق الخشوع في الصلاة، بعضها خارج الصلاة، وبعضها الآخر داخل الصلاة، ومن الأمور التي تساعد على تحقيق الخشوع في الصلاة خارجها ما يلي: 1 – معرفة الله، فمعرفة لا إله إلا الله، نفياً وإثباتاً، تثمر في القلب الذل لله، وإيقانك بوجوده وقربه وسمعه وبصره، تورثك الحياء، وتعرّفك على أسماء الله الحسنى وصفاته العليا، تولّد في نفسك استحضار عظمة الله ودوام مراقبته ومعيته، ومتى اجتمع في قلبك، صدق محبتك لله، وأنسك به، واستشعار قربك منه، ويقينك في ألوهيته وربوبيته، وحاجتك إليه، أورثك الله الخشوع، وأذاقك لذته، وحينها تعبد الله بالإحسان (أعلى المراتب) وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "صلِّ صلاة مودع كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك" وهو صحيح(3). 2 – ترك الذنوب والمعاصي، فصاحب المعصية محروم الخشوع، والمعاصي سدٌ منيع يقف أمام الخشوع في الصلاة، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد: من الآية11)، فلن تجد الخشوع وأنت مقيم على مبارزة الله بالمعاصي، وما عند الله لا يُنال بمعصية الله، فافهم ذلك جيداً. 3 – الإكثار من الصالحات، وأعظمها قراءة القرآن الكريم، فهي ملينة للقلب، والطاعات بعامة، تزيد الصلاة حسناً وخشوعاً، قال صلى الله عليه وسلم: "أتحب أن يلين قلبك، وتدرك حاجتك ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، يلين قلبك، وتدرك حاجتك" وهو صحيح(4). 4 – البعد عن كل ما يميت القلب، ومنه كثرة الضحك، فإنّ كثرته مميتة للقلب، ومن مات قلبه ذهب خشوعه، قال صلى الله عليه وسلم: "لا تكثروا الضحك، فإنّ كثرة الضحك تميت القلب" وهو صحيح(5). 5 – الاستعداد للصلاة، وهو علامة حبك لله جل وعلا، ويحصل بأمور: (أ) تفريغ وقتك من الشواغل قبل الصلاة قدر استطاعتك، وإتيانك الصلاة مجهداً متعباً منشغلاً، كفيل أن يهرب بذهنك، ويشتت خشوعك. (ب) المجيء إلى الصلاة مبكراً، لأنّ تأخرك يجعلك تُسرع لإدراك الصلاة، فتدخلها مُشوّشاً يتراد نفسُك، وكأنك تمارس رياضة الجري، فكيف تخشع في صلاتك. (ج) الاهتمام بمقدمات الصلاة، كالتبكير بالوضوء وإحسانه، ومتابعة المؤذن إذا أذن، والتعجيل بالذهاب إلى المسجد، لنيل مكان قريب من الإمام، وإحراز وقت كافٍ لأداء النوافل، كل هذه كفيلة أن تروض قلبك، وتستجلب خشوعه، بل هي سبيل لمحبة الله لك، ومن أحبه الله، خشع لله، روي عن حاتم الأصم أنه سُئِل عن صلاته، فقال: إذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه، فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي، ثم أقوم إلى صلاتي، وأجعل الكعبة بين حاجبي، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني، والنار عن شمالي، ومَلَك الموت ورائي وأظنها آخر صلاتي، ثم أقوم بين يدي الرجاء والخوف، وأكبر تكبيراً بتحقيق، وأقرأ بترتيل، وأركع ركوعاً بتواضع، وأسجد سجوداً بتخشع... وأتبعها الإخلاص، ثم لا أدري أقُبلت مني أم لا؟ فقل لي بربك أين أنت من بعض حال حاتم لا حاله كلها؟!! ومن الأمور التي تساعد على تحقيق الخشوع في الصلاة، داخلها، ما يلي: 1 – تعظيم قدر الصلاة، فتعلم أنك سوف تقف بين يدي الله عز وجل، وأنّ وجه الله تبارك وتعالى منصوب لوجهك، وحينها تضع الدنيا وراء ظهرك؛ لأنك ستمثل أمام السميع البصير العليم الذي لا تخفى عليه خافية، وأظن نفسك سوف تجود بالدموع والبكاء، فهو مشهد حُقَّ للجوارح فيه أن تخشع، وللقلب فيه أن يخضع، وللعين فيه أن تدمع، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "فإذا صليتم فلا تلتفتوا، فإنّ الله ينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة ما لم يتلفت" وهو صحيح(6). وقد كان علي بن الحسين إذا توضأ اصفر لونه، فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء؟، فيقول: "أتدرون بين يدي من أقوم؟". وحتى تعلم قدر تعظيمك للصلاة، سلْ نفسك: هل تختار لها مكاناً مناسباً؟ هل تحفظ بصرك وتعتدل ببدنك وتخفض رأسك أثناء الصلاة؟ هل تطمئن في صلاتك؟ كلها أحوال معينة على الخشوع، فاحرص على أن تأتي بها، اختر لها مكاناً مناسباً لا تخليط فيه ولا تشويش، ولا تلتفت بعينيك ولا رأسك ولا بدنك ولا قلبك وتأنَّ فيها ولا تُعجّل، حتى تعقلها. 2 – تعلّم صفة الصلاة؛ لأن من فَقِه الصلاة بأركانها وواجباتها وسننها ومبطلاتها، عَبَد اللهَ على بصيرة، وحينها يستجلب الخشوع من أبوابه، والجهل بأحكام الصلاة ينافي أداءها كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، والمسيء صلاته لو خشع، فلا يفيده شيئاً، ولا يكون له كبير ثمرة، حتى يقيم صلاته، كما أمر الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم 4 – معرفة عظم منزلة الخشوع في الصلاة، وأنّ بعض العلماء قال بوجوبه، قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون:1، 2)، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، ثم انصرف فقال: "يا فلان، ألا تحسن صلاتك؟ ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي فإنما يصلي لنفسه" وهو صحيح(7). ومما لا شك فيه أنه من كمال الصلاة، وأن الصلاة بدونه كالجسد بلا روح، وأنك إذا صليت فليس لك من الثواب منها إلا ما عقلت منها، وقد تخرج من صلاتك، وليس لك ثواب فيها، وأنك لو صليت، وغَلَب عليها عدم الخشوع فقد اختلف الفقهاء في وجب إعادتها، مع أن الصحيح عدم وجوب الإعادة، ولكن كل ذلك يجعلك تقدر للخشوع قدره. 4 – اتخاذ السترة، حتى لا يشغلك شاغل، ولا يمر بين يديك مارٌّ، سواء من الإنس أو الجن، فيحرمك الخشوع. 5 – رص الصفوف وتسويتها، وذلك من تمام الصلاة وحسنها، ومتى لم تسوى الصفوف وصار فيها فرج، فإن الشيطان يقوم في الخلل، وحينها يخالف الله بين الوجوه والقلوب، ويذبح الخشوع بدون سكين. 6 – تدبر أذكار الصلاة، فإذا كبّرت توقن أن الله أكبر من كل شيء، وتعلم عظمة الله في هذا الكون، فتستصغر هذه الحياة الدنيا، ولعلها تلامس قلبك الغافل فتوقظه، وإذا استفتحت بالدعاء (سبحانك الله وبحمدك...) و(وجهت وجهي للذي فطرني..) أذعنت لله بالتوحيد، وعلمتَ أنه يجب قصده تبارك وتعالى وحده بالعبادة، وبقولك: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي..." تستحضر خطاياك وذنوبك، فتنيب إلى الله، وحين تستعيذ بالله، تعلم أنك تلتجئ إلى الله وتعتصم به من كل شيء، وحين تبسمل، تستحضر أهمية الاستفتاح لكل عمل خير، فينغلق به باب كل شر، وحين تسمّع (سمع الله...) تستشعر قدرة الله على إسماعه لكل مخلوقاته، وحين تتشهد (التحيات) تستشعر أنك تلقي التحيات لله سبحانه، فيخفق قلبك، وحين تتعوّذ من الأربع قبل السلام، فإنك تفر إلى الله في كل شيء، وحين تسلم من الصلاة، تعلم أنك مطالب ببذل ما تستطيعه لعموم إخوانك المسلمين وأخواتك المسلمات، من الدعاء لهم بالسلامة والرحمة والبركة وتقديم العون لهم بالمعروف. كلها معانٍ عظيمة، سوف تهز قلبك، وتحرك شوقك، وتقوي أنسك بالله جل وعلا، ولهذا ولغيره، كان من أثر تدبر أقوال وأفعال الصلاة، أن السلف كانوا إذا دخلوا في الصلاة، فكأنما رحلت قلوبهم عن أجسادهم من حلاوة ما يجدون من الخشوع والخضوع، وعروة بن الزبير، لما وقعت الأكلة في رجله، وطابت نفسه بنشرها، قال له الأطباء: ألا نسقيك مُرقِّداً حتى يذهب عقلك منه فلا تُحسّ بألم النشر؟ فقال: لا.. ولكن إن كنتم لا بد فاعلين، فافعلوا ذلك وأنا في الصلاة، فإني لا أحس بذلك، ولا أشعر به، قال الراوي: فنشروا رجله من فوق الأكلة من المكان الحي، احتياطاً أنه لا يبقى منها شيء، وهو قائم يصلي، فما تَضَوَّر ولا اختلج...". 7 – تدبر القرآن في الصلاة، فالقرآن مشتمل على أخبار الأنبياء والرسل وقصصهم مع أقوامهم وما جرى لهم من التنكيل والتعذيب والقتل، وعلى أخبار المكذبين بالرسل وما أصابهم من العذاب والنكال، وعلى بيان الوعد للمؤمنين، والوعيد للكافرين، وعلى ذكر أحوال المدن وأحوال يوم القيامة، ومصير الناس إلى دارين، الجنة والنار، وهذا يستلزم الإقبال على كتب التفسير، المطولة منها والمختصرة، ليعقل الإنسان ما يقول، فهذه وأمثالها تُهيّج في قلبك نور الإيمان وصدق التوكل، وتزيدك خشوعاً. 8 – التأمل في مدلول أفعال الصلاة، فالقيام يعني الإجلال والتوقير، والركوع يعني التذلّل، والسجود يعني الخضوع والاستكانة، وهذا التأمل يزيدك إيماناً بتقصيرك في جنب الله، ويُعمّق في نفسك معاني الانكسار والذل لله، وكلها محفزات لأن تخشع في صلاتك. 9 – تذكّر الموت في الصلاة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "اذكر الموت في صلاتك، فإنّ الرجل إذا ذكر الموت في صلاته، لحريّ أن يحسن صلاته، وصلِّ صلاة رجل لا يظن أنه يصلي صلاة غيرها..." وهو صحيح(8). وكثير من الناس لو أخذ بهذا أو بعضه لخشع في صلاته، ولكنّ أكثر الناس عنه غافلون. إذ الموت له رهبة في النفوس، وبه خواتيم الأعمال، وما بعده أشد رهبة وأكثر تخويفاً، فمن تذكر ذلك أحسن صلاته، وصدق توبته، وعدّ نفسه من الأموات، فتراه في صلاته خاشعاً باكياً، يستقبل الآخرة ويُودّع الدنيا، وكأنها صلاة الوداع. 10 – استعذ بالله من الشيطان الرجيم، إذا خلّط الشيطان عليك صلاتك، فإنه لا راد لوسوسته إلا التعوذ بالله منه. وأخيراً أيها المحب الكريم، إذا لم ينفع شيء مما سبق، فأحسب أنّ قلبك مريض، يحتاج إلى علاج، تجده عند أطباء القلوب، فابحث عنهم تجدهم وهم كثير والحمد لله. وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين
منقول للفائده
الصفحة الأخيرة
وعن علاقة المسلم بجاره غير المسلم يوضح هاجو: "يتعامل المسلم برحمة مع جاره سواء كان مسلمًا أو مسيحيًّا أو يهوديًّا، فنجده يسلم عليه، يمزح معه، ويساعده في حل مشكلاته، ويسأل عنه إذا غاب ويزوره إن مرض.
ويُكَوِّن كثير من مسلمي بلجيكا صداقات مع ذوي الأخلاق من غير المسلمين، فندعوهم في مناسباتنا إلى المسجد، حتى إن هذا الصديق غير المسلم قد يأخذ من المسلم مبادئ ديننا القيمة، بعد أن ينظر إلى معاملته الرحيمة الودودة".
ومن القارة الأوروبية إلى القارة الآسيوية، وجدنا في الهند مستوى متميزًا من التعامل بين المسلم وجيرانه، وضحه لنا الداعية الإسلامي عبد النصير الماليباري -خريج مركز الثقافة الإسلامية بالهند، وكلية أصول الدين بالقاهرة- بقوله: "تبلغ همة الجار المسلم في الهند مبلغًا يُضرب به المثل، فأحيانًا يختار المسلم المثقف أن يعيش بجوار جار غير مسلم؛ لأنه في مثل هذا الوضع يمكنه أن يؤثر في شخصية هذا الجار الذي يدين بدين غير الإسلام، خاصة.
والمسلمون في الهند على درجة من الوعي بأن جيرتهم لغير المسلمين تحمل احترامًا إنسانيًّا، وشرحًا غير مباشر لمفاهيم الدين، وتصحيحًا واقعيًّا لصورة الإسلام، خاصة أننا صرنا في عصر تحاور لا انغلاق".