يقول بلال بن أبي بردة "لا يمنعنكم سوء ما تعلمون منا، أن تقبلوا أحسن ما تسمعون" . قريباً من هذا الرد الذي ذكره بلال بن أبي بردة كان قد ذكره الإمام سفيان الثوري عندما جاءه بعضهم فقال له يا إمام "إن الناس يأتونك من المشرق والمغرب فينفضون عنك لغلظة فيك" أو كلمة نحـــوها فقال له "إذن هــم حمقى مثلك إذ يتركون ما ينفعهـم لسوء خلقي".
هذه حقيقة تغيب عن الكثير ممن يسير في طريق الدعوة، فما أن يسمع كلمة قاسية من أحد المربين، أو العلماء، أو معاملة قاسية من أخ له في الدعوة، إلا كان ذلك مبرراً ومتكـأً لترك الدعوة، وسبيلاً إلى مهاجمتها، ونسيان كل ما قدمت له من أسباب النجاة من طريق الضلال.. إن هؤلاء الأعلام يذكِّرون الأتباع ببشريتهم، و امتناع العصمة منهم، فهم معرضون للخطأ، ولتقلبات الطبيعة البشرية التي من الصعب استمرارها على وتيرة واحدة، ويذكرونهم بالإخلاص والنظر إلى الهدف من سماعهم للعلم، أو سيرهم في طريق الدعوة، ألا وهو العلم والعمل، ومعرفة الطريق الموصلة إلى الله، فلا يكن الانتقام للنفس، وطاعة الشيطان بما يلقيه في النفس من الثأر للكرامة التي أهينت سبباً في الابتعاد عن الخير الذي هيأه الله لك..واعلم أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له وحده.
المصدر: مجلة المجتمع
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
اخي الفاضل ابو الحسن....
جزاك الله كل خير ....نعم مااخترت...وانتقيت....
بارك الله فيك....