$القلب الحنون$
ثلاثة أطوار لسن المراهقة تبدأ بالعاشرة وتنتهي بالتاسعة عشرة
لقد حدد العلماء المراهقة بأنها الفترة بين 10-19 سنة من العمر، ومع أن التغيرات البدنية والنفسية التي تصاحب المراهقة لا تحدث بالضرورة في وقت واحد لدى جميع المراهقات والمراهقين فإنه يمكن
تقسيم طور المراهقة إلى ثلاث مراحل تتداخل بدرجات متفاوتة وهذه المراحل هي:
- المراهقة المبكرة: (10-14) سنة من العمر.
- المراهقة المتوسطة: (14-17) سنة من العمر.
- المراهقة المتأخرة: (18-19) سنة من العمر
.
ثمة ثلاثة أنواع من التغير تشمل النمو البدني والنضج البيولوجي الجنسي والتغير النفسي الاجتماعي.
تغيرات مرحلة المراهقة المبكرة (10-14) سنة: تحدث العديد من التغيرات البدنية في هذه المرحلة العمرية إذ يتسارع معدل النمو ويشمل طفرة البلوغ ويزيد الطول والوزن وتنمو العضلات ويزيد عرض الكتفين في الذكور عن الإناث. قد يبدأ نمو الإناث قبل الذكور بنسبة واحدة وأما ما يخص النضج البيولوجي أو الجنسي، فتظهر الخصائص الجنسية الثانوية وينمو الشعر في الإبط وعلى العانة وما حول الأعضاء التناسلية ويبدأ نمو الثديين في الإناث ويبدأ الاحتلام عند الذكور وغالباً ما يبدأ الحيض في سن 13 سنة في المتوسط في الوطن العربي، وأما التغير النفسي والاجتماعي الذي يحصل وهو أن يبدأ المراهق والمراهقة إلى الأصدقاء في نفس السن وتترافق التغيرات الشكلية تغيرات نفسية وتزداد أحلام اليقظة والتخوف من المجهول وقد يحدث الاكتئاب والفضول في هذه المرحلة العمرية.

التغيرات التي تحدث في مرحلة المراهقة المتوسطة (14-17) سنة:
يصبح معدل النمو بطيئاً بالمقارنة مع المرحلة السابقة ولكن المراهقة أو المراهق قد يصلان إلى ما يزيد على 90٪ من قامة الرجل أو المرأة ويستمر نمو العضلات في الذكور على حين يتوزع الدهن في الإناث على نحو يجعلهن يتخذن شكل النساء المعهود ويتسع الحوض في الإناث، ويعد الزواج في هذا السن سابقاً لأوانه وخاصة إذا حصل الحمل سريعاً إذ يصنف الحمل في هذا السن عالمياً بأنه شديد الخطورة، أما ما يخص النضج البيولوجي أو الجنسي فبنبت الشعر عند الذكور ويتغير صوتهم ويظهر حب الشباب في الجنسين. أما التغير النفسي والاجتماعي في هذه المرحلة هي أن جماعات الرفقاء والأصحاب تحدد قواعد سلوك أفرادها ويزيد الفضول حول أعضاء الجنس الآخر ويصبح التفكير أكثر تجريداً وتزداد أحلام اليقظة والاهتمام بالرومانسية ويزيد اغراء التدخين والمخاطرة والعنف ويبدأ خطر التعرض لعدوى الأمراض التناسلية والحوادث والسلوك الانتحاري.
$القلب الحنون$
الصحة الإنجابية للمراهقين
الصحة الإنجابية ، كما عرفتها منظمة الصحة العالمية ، هي حالة من المعافاة الكاملة بدنيا ونفسيا واجتماعيا ‘ في كل ما يتعلق بالجهاز الإنجابي ووظائفه وعملياته.
وتعني توفي كل العوامل التي من شأنها تمتع الإنسان بحياة صحية مأمونة وسليمة بما في ذلك كل ما يتعلق بمسألة التكاثر والإنجاب
أما الخصائص الجنسية Sexuality ‘ فيعني بها عموما جميع الجوانب الجنسية للحياة البشرية .
• مراحل النمو في المراهقة
بالرغم من أن التغيرات البدنية والنفسية التي تصاحب المراهقة ، لا تحدث بالضرورة في وقت واحد لدي جميع المراهقين ، فانه يمكن تقسيم طور المراهقة إلي ثلاث مراحل ، تتداخل متفاوتة :
• المراهقة المبكرة : 10 – 14 سنة من العمر .
• المراهقة المتوسطة : 15 : 17 سنة من العمر
• المراهقة المتأخرة : 18 – 19 سنة من العمر
ويبين الجدول التالي أوصاف المراحل الرئيسية الثلاث وفقا لنوع التغير الذي يحدث في هذه المراحل .
ويوضح هذا الجدول ثلاثة أنواع من التغير هي :
• النمو البدني
• النضج البيولوجي / الجنسي
• التغير النفسي – الاجتماعي



المراهقة المبكرة 10-14
النمو البدني..
• يتسارع معدل النمو ويشمل طفرة البلوغ.
• يزداد الطول والوزن.
• تنمو العضلات ويزداد عرض الكتفين في الفتيان عن الفتيات
• قد يبدا نمو الفتيات قبل الفتيان بعام


النضج البيولوجي أو الجنسي..
• تظهر الخصائص الجنسية الثانوية.
• ينمو الشعر في الإبط وفي العانة وحول الأعضاء التناسلية .
• يبدا نهوض الثديين في الفتيات.
• يبدأ الاحتلام ( الفتيان) والأحلام الجنسية ( الفتيات).
• يبدأ الحيض في السنة الثالثة عشرة وسطيا في الإقليم.


التغير النفسي – الاجتماعي
• يبدأ الانخراط في جماعات الزملاء.
• تصاحب التغيرات المورفولوجية تغيرات نفسية ، وتزيد أحلام اليقضة ، والتخوف من المجهول.
• قد يقارن الطفل أعضاؤه التناسلية بأشقائه أو بزملائه الأكبر وقد يعاني من الاكتئاب أو الفضول.


المراهقة المتوسطة 15-17
النمو البدني..
• يتباطأ معدل النمو قليلا ولكن المراهق يصل إلي ما يزيد علي 90% من قامة البالغ.
• يستمر نمو العضلات في الفتيان بينما يتوزع الدهن في الفتيات علي نحو يجعلهن يتخذن الشكل النسائي المعهود.
• يتسع الحوض في الفتيات.
• تعتبر الزواج في هذه السن سابقا لأوانه ويصنف الحمل في هذه السن عالميا ، بأنه شديد الاختطار


النضج البيولوجي أو الجنسي..
• يظهر الشعر علي الوجه ( الفتيان).
• ويتغير الصوت ( الفتيان).
• الإحساس باللذة عند مسح الأعضاء التناسلية أو مداعبتها.
• يزداد الفضول حول كيفية الحمل والولادة.


التغير النفسي – الاجتماعي
• قد يصبح العد( حب الشباب) مشكلة
• تحدد جماعات الزملاء قواعد سلوك أفرادها. يزداد الفضول حول أفراد الجنس الآخر. يصبح التفكير أكثر تجريدا. تزداد أحلام اليقظة والرومانسية والانشغال الذهني بها. يزيد إغراء التدخين والمخاطرة والعنق ومعاقرة المخدرات ، والتعرض للأمراض المنقولة جنسيا ، بما في ذلك عدوي بفيروس العور المناعي البشري، والحوادث والسلوك الانتحاري



المراهقة المتاخرة18-19

النمو البدني..
• يوشك النمو أن يكتمل
• لا يكتمل النمو الخطيء ، ولاسيما نمو العظام الطويلة ألا في سن 18 ( في الفتيات) ولا تبلغ كتلة العظام ذروتها إلا بعد ذلك بعامين أو اكثر.


النضج البيولوجي أو الجنسي..
• يكتمل النضج الجنسي. هذه سن مناسبة للزواج .

التغير النفسي – الاجتماعي..
• يقلل تأثير الزملاء وتتحول العلاقات ألي صداقات فردية.
• يزيد التفكير في المستقبل تتشكل الهوية الفكرية.
• تتحول العلاقة بين الأبناء والآباء إلى علاقة بالغ ببالغ.



• ويبلغ النمو البدني معدلا عاليا في المرحلتين المبكرة والمتوسطة من المراهقة ، ( ولا يفوقه في معدل النمو في الطفولة) ، ويشمل ذلك ما يسمي بطفرة البلوغ إذ تحدث زيادات إضافية في الطول والوزن ونمو العضلات ( ولا سيما في الفتيان ، إذ تصبح أكتافهم أعرض من أكتاف الفتيات ) . علي حين يتسع الحوض بالتدريج في الفتيات عنه في الفتيان . ويكتمل النمو البدني الافتراضي للفتيات في سن الثامنة عشر من عمرهن ، بما في ذلك النمو الخطي للعظام الطويلة ، ولو أن كتل العظام لا تبلغ ذروتها إلا بعد ذلك ببضع سنوات ( في سن العشرين عادة ) ويبدأ النضج البيولوجي أو الجنسي أثناء المرحلة المبكرة للمراهقة بتأثير الهرمونات . ومن التغيرات الواضحة ظهور الخصائص الجنسية الثانوية ، وتشمل نمو شعر الإبط والعانة . وابتداء من المرحلة المبكرة للمراهقة . يأخذ حجم الأعضاء التناسلية ، والثديين في الفتيات بالتزايد . ويبدأ الاحتلام لدي المراهقين والأحلام الجنسية لدي المراهقات . ويبدأ الحيض لدي الفتيات بين سن التاسعة والسادسة عشرة ( بمتوسط حوالي 13 سنة في الإقليم) . وقد يتأخر الحيض في حالات نقص التغذية الشديد . ويشعر الأطفال والمراهقون باللذة عند ملامسة أعضائهم التناسلية أو مداعبتها . ويزداد فضول المراهقات لمعرفة كيفية تكون الوليد ، وكيفية خروجه إلي الوجود .
• وتتحكم الهرمونات الجنسية وغيرها من الهرمونات في هذه التغيرات البيولوجية والجنسية ، وقد ينتج عن ذلك مشكلة تقض مضجع المراهقين والمراهقات ، ألا وهي مشكلة العد ، أي حب ( الشباب).
• ويكتمل النضج الجنسي تماما في المرحلة المتأخرة من المراهقة ، أي في سن الثامنة عشر أو التاسعة عشرة ، حين يبلغ المراهقون والمراهقات درجة من النضج البدني والنفسي الاجتماعي تمكنهم من تحمل مسؤوليات الزواج. ويوسم الزواج في هذه السن بأنه زواج مبكر لأنه يعقب النضج مباشرة . ولكن هذه السن تمثل أفضل سن الزواج ، لانها تلبي احتياجات الزوجين الجنسية ، وتعصمهما من الوقوع في براثن الأمراض المنقولة جنسيا . غير أن من الحكمة أن يعمل الزوجان علي تأجيل مجيء الطفل الأول إلي ما بعد بلوغهم سن العشرين . لذلك ينبغي تثقيف أمثال هذين الزوجين حول وسائل منع الحمل .
• ويكون النمو البدني والبيولوجي والجنسي مصحوبا بتغيرات نفسية واجتماعية بعيدة المدي ، إذا لم تعالج معالجة مناسبة فقد يترتب عليها أثار سيئة في المستقبل. وعادة ما يبحث المراهقون عن جماعات من أقرانهم ينضمون إليهم ، والمعهود أنه بحلول مرحلة المراهقة المتوسطة تحدد جماعات الأقران قواعد سلوك أفرادها. وأثناء هذه المرحلة الحرجة قد يولع بعض المراهقين بالتدخين ، والمخاطرة ، معرضين أنفسهم للحوادث والعنف ، والتمرد علي السلطة ، ومعاقرة المخدرات والمسكرات ، والتورط في ممارسات جنسية قبل الزواج ( مع ما يترتب علي ذلك من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا).
• وفي مرحلة المراهقة المتأخرة هذه ، تتبلور في العادة الهوية الفكرية للمراهق ، وتتحول العلاقة بينه وبين والديه من علاقة بين طفل ووالد إلي علاقة بين بالغ وبالغ . وينحسر جزئيا أو كليا تأثير جماعات الأقران وتتحول العلاقة بين أفرادها إلي علاقات صداقة فردية . وقد تنشا أسئلة جنسية لدي الراغبين في الزواج ، فمن الشواغل التقليدية في هذا الصدد بكارة الفتاة وإثبات عذريتها ، وبعض الأمور المتعلقة بالشذوذ الجنسي والعلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج.
• إشارة تراثية فريدة حول مراحل نمو الإنسان من المثير أن نجد إشارة من القرن الثامن الهجري ( القرن الرابع عشر الميلادي) إلي مراحل نمو الإنسان ، مع تخصيص ألفاظ خاصة بها العربية . فهذا هو الإمام ابن القيم الجوزية ، أحد كبار فقهاء القرن الثامن الهجري ، والمتوفى عام 751 للهجرة (1350 للميلاد) ، يذكر في كتابه : ( تحفة المودود بأحكام المولود) مراحل النمو كما يأتي ( بتصرف)

• الرضيع ، أي من كان في سن الرضاعة .
• الفطيم ، أي الذي بلغ سن الفطام.
• الدارج : أي الذي يدب ويدرج علي الأرض مستقلا .
• المميز ، إذا بلغ السابعة والمترعرع إذا بلغ العاشرة .
• البالغ إذا الحلم ، والباقل إذا طر ( ظهر) شاربه.
• الشاب بين سن 20 –40.
• الكامل بين سن 40 – 60
• الشيخ ، إذا تجاوز الستين .
• الهرم ‘ إذا زادت شيخوخته واشتعل رأسه شيبا وانحطت قواه قليلا .
• أرزل العمر ، إذا انحطت قواه وتغيرت أحواله وظهر نقصه.
ويجدر التنويه أن هذه المراحل التي وصفها ابن القيم ما هي إلا تفسير للآية الكريمة التي تتحدث عن المراحل المتعاقبة للخلق والنمو . ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ... ) سورة الروم :54
$القلب الحنون$
تشريح أعضاء الإنجاب في الذكور :
عندما يبلغ الفتي الحلم قد يستيقظ ذات صباح فيجد ملابسه الداخلية وملاءة الفراش مبللة بمادة لزجة مبيضة اللون كاللبن الحليب أو مصفرة هذه المادة هي المني الذي يخرج من القضيب ( عضو الذكورة) أثناء الجماع أو الاحتلام الليلي ويتساءل الفتي عما يجري داخل جسمه ، إذا كان لم يسبق لوالدة تبصره بهذا الأمر من قبل .
والخصيتان : هما الغدتان الجنسيتان اللتان تنتجان نطاف الذكر ( الحيوانات المنوية) وهما غدتان بيضاويتان تتدليان خارج الجسم داخل كيس جلدي يقال له الصفن . وهما تفرزان الهرمون الجنسي الذكري المسمي التستوستيرون . وعند البلوغ تبدأن في إنتاج نطاف الذكر ، مدي الحياة ما دام الشخص صحيحا . وتتمثل كل نطفة ذكريه أو حيوان في خلية بالغة الصغر ذات راس وذيل ، وهي المسؤولة في الذكر عن عملية التوالد ، باختراق بيضة الأنثى أو البويضة ويطلق علي عملية التحام الطفة اسم الإخصاب ، ويحدث ذلك بعد رحلة النطاف الذكرية والبويضات إلي بوقي الأنثى. وهكذا تنتقل النطفة من الخصيتين عبر الحويصلات المنوية ثم الأسهر ( الوعاء الناقل للنطاف) وهو أنبوب طويل يبدأ داخل الخصية ( واحد في كل جانب) ثم يدور حول المثانة إلي البروستاتة ‘ وهي غدة واقعة عند قاعدة المثانة تضيف إلي النطاق الذكرية سائلا لبني القوام يحتوي علي مغذيات لهذه النطاف . وبعد هذه الإضافة يتحول السائل المحتوي علي النطاف إلي سائل يقال له المني ( وتضاف إليه سوائل أخري من قبل غدد صغيرة أخري). ويصب المني القادم من الأسهر في الإحيل أو مجري البول( القادم من المثانة) وهذا الإحليل يتابع مسيرته عبر القضيب ( عضو الذكورة محاطا بأوردة غزيرة علي شكل إسفنجي قابل للتمدد والتوسع ، ثم ينفتح ( الإحليل) علي خارج الجسم . وعندما يثار الذكر جنسيا ( أثناء فعل جنسي ، أو تفكير جنسي ، أو حلم جنسي ) يتدفق مزيد من الدم إلي النسيج الإسفنجي للقضيب مسببا تضخمه وصلابته ، وهو ما يعرف بالانتصاب أو الانتعاظ . عند بلوغ قمة الإثارة تدفع الانقباضات العضلية بالمني إلي الخارج في دفقات متوالية ، وهذا ما يعرف بالدفق.
ومن الجدير بالملاحظة أن الإحليل جزء من الجهاز البولي _ فهو الذي يوصل البول من المثانة عبر القضيب علي الخارج ، وتعرف هذه العملية باسم التبول ) فضلا عن كونه جزءا من الجهاز التناسلي في الذكر نظرا لأنه يحمل المني من الأسهر والبروستاتة إلي الخارج . وأثناء الجماع تحدث في البروستاتة بعض الانقباضات التي تحول دون مرور البول من المثانة إلي الإحليل ، بحيث لا يمتزج المني الذي يمر عبر الإحليل بالبول . ولا تخرج المطاف الذكرية إلا في حالة الإثارة . وإلا فإنها تظل مخزونة في المستودع الأنبوبي الشكل الذي يقع بين الخصية وبين الأسهر ويسمي البربخ .
وواضح من الملاحظة السابقة أنه متي وصلت جسم الفتي إلي طور البلوغ وبدأ في دفق المني ، فأنه يصبح قادرا علي إحداث الحمل في الأنثى ، ويمكن أن يؤدي وصول قطرة ضئيلة من المني إلي المهبل الأنثي إلي الحمل ، إذا كانت الأنثي قد بدأت الإباضة والحيض ، وهو ما يمكن أن يحدث بين التاسعة والثامنة عشرة .
وينتج عن الدفق المنظم حوالي ملء معلقة صغيرة ، تحتوي علي الملايين والملايين من النطاف الذكرية . وتكفي نطفة ذكريه واحدة( أو قل : حيوان منوي واحد) لإخصاب البويضة ( وهي النطفة الأنثوية ) وحدوث الحمل.

التغيرات الطارئة علي جسم الفتي :
يتطور جسم الفتي بين التاسعة والسادسة عشرة فيصبح أقرب إلي جسم الرجل وذلك علي النحو التالي :

• تطول قامته ويزداد وزنه.
• يعرض منكباه وتطول أطرافه.
• تنمو عضلاته بشكل واضح .
• تزداد قوته البدنية وقدرنه علي التحمل .
• ينبت الشعر علي وجهه ( اللحية والشارب) وتحت إبطيه وعلي ذراعية وساقية ، وعلي صدره وفي منطقة العانة .
$القلب الحنون$
المراهقة المبكرة عند البنات ...!؟.
*نوري بريمو

كما للكبار عالمهم الخاص بهم في شتى مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية ...الخ , فإن للصغار الذين يترعرعون في كنفنا أيضاً عالمٌ خاص ٌ بهم يعيشونه وسط خيالات وتطلعات وآفاق وأحلام لا حصر لها ، وهي قد تكون قاصرةً في بداياتها لكنها تكبر رويدا رويداً ، مثلها في ذلك كمثل كرة من الثلج تكبر وتكبر كلما تمادينا في دحرجتها ، وهذا بحد ذاته أمرٌ اعتيادي يعزّى حدوثه إلى النمو الطبيعي لأي إنسان يعيش فوق سطح هذه المعمورة .
ولكنّ اللا طبيعي في الأمر يحدث عندما لا يوفّق الأهل في دحرجة تلك الكرة وفق مسارها المجتمعي الصحيح ، ففي هذا المسلك الحساس بالذات هنالك ثمة مطبات وتعرّجات كثيرة قد تتهاوى إليها تلك الكرة وتسقط دون أن تكمل مشوار البناء لمستقبل ذلك الكائن البشري الصغير الذي يبقى بحاجة ماسة إلى الاستعانة بمساعدة الآخرين على طريق تأسيس حاضره وإعداد مستقبله , أما الموضوع الذي نحن بصدده هنا فهو المراهقة المبكّرة لدى الجنسين لكنني أحبذ أن أعطي الأفضلية لمراهقة البنات المبكرة ، لما يرافقها من مخاطر وتحولات جمّة، فهي كالعملة التي لها وجهان مختلفان , خاصة وأننا نعيش في مجتمع شرقي محافظ يتعرّض لمختلف الغزوات الثقافية الغربية التي تحشر أنفها في بيوتنا من خلال القنوات الفضائية وأشرطة الـ CD والفيديو عبر جهاز التلفاز الذي يعتبر في أحيانٍ كثيرة ضيفاً ثقيل الظل يحل على بيوتنا ويغتصب في كثير من الأحيان عقول بناتنا اللاتي تفتنهن بعض البرامج والأغاني وعروض الأزياء التي تشتت أفكارهنّ وتجعلهنّ غير قادرات على التوفيق ما بينها وبين واقعهن الاجتماعي المغلق .
ولما كانت تلك المرحلة العمرية التي يرافقها في غالب الأحيان تغيّرات فيزيولوجية ونفسية وجسدية هائلة لدى الفتاة ، فإنها تغدو خلالها معرّضة لشتى أنواع المفاجآت جرّاء اصطدامها بفرق المسافة الشاسع بين ما تعيشه في الواقع وما تراه وتترقبه في برامج تلفزيونية كـ الستار أكاديمي أو سوبر ستار العرب أو مسلسل كساندرا أو غيره من الصرعات البعيدة عن أنماطنا الحياتية المعاشة .
تلك البرامج التي تعرض حالات مجتمعية غريبة عنا شكلاً ومضموناً , تجذب فتياتنا نحوها وتجعلهن متعلقات بها إلى حدّ الأسر , حيث تتحوّل علاقة البعض منهن بأهلهن إلى مجرّد صلة روتينية مجرٌدة من العواطف لإحساسهن بأنهن مظلومات وأنّ الأسرة مقصّرة بحقهن كونها لا توفّر لهن ما يلزمهن من مستلزمات لحاقهن بموضات العصر ... , فأجسادهن تبقى كالهياكل داخل البيت، أما عقولهن وعواطفهن فتطير وسط أحلامٍ صغيرة على بساط الريح إلى ذلك العالم الآخر المليء في نظرهن بشتى مشبعات الغرائز الجنسية منها والاجتماعية وحتى الاقتصادية.
وإذا ما كانت فترة عرض تلك البرامج تستغرق أحياناً شهراً واحداً فقط على الشاشة الصغيرة ، فإن تلك الفترة تمتد إلى شهور عديدة لدى صغيراتنا اللواتي يذهبن ويسترسلن لمسافات زمنية وأخلاقية بعيدة ما بين التفكير بأحداثها والمراهنة على نتائج مسابقاتها والسرد المتبادل لأدق تفاصيل مجرياتها وفي بعض الأوقات يتم تقليد أو تمثيل بعض مشاهدها بينهن إن أمكن , حيث تحدث في أحيانٍ كثيرة أحداث وأمور غريبة ومشوشة قد تؤدي ببعضهن إلى التمادي في التطبيق العملي لتصطدم دون دراية بشتى المفاجآت , فمنهن من يقع في هوى إبن الجيران المتربص لها في تلك الزاوية منذ فترة ، وأُخريات يتعقّدن من حياتهن البدائية والبسيطة المتعلقة بظروف أسرهن التي قد تكون ريفية أو فقيرة أو محافظة جداً ، ومنهن الآخر يتركن دراستهن ليلحقن عن بُعد بعالم الفن والموسيقى ، وباقيات يعشن باقي حياتهن وسط عالمٍ مخيمٍ من الحرمان والفاقة , أما القلة القليلة فلا تكترث بمثل هكذا برامج وتعتبرها مسلّية في أوقات الفراغ ولذلك تبقى جادة و مصرّةً على متابعة حياتها الدراسية بشكل طبيعي لا يشوبها أي غبار عائق لتجتاز تلك المرحلة العمرية من حياتها دون التعرّض لأية مخاطر مراهقاتية مبكرة تذكر .
وإذا ما استثنينا بعض الحالات الشاذة القليلة التي يكون فيها التركيب العقلي والنفسي والجسدي غير المكتمل عادة لدى الفتاة المراهقة هو السبب في فشلها، فإن الأكثرية الساحقة من حالات المراهقة المبكرة الفاشلة تعود أسبابها الحقيقة دون جدل للأهل , فعلى عاتق الأهل تقع مهمة تشخيص حالة أولادهم كلٍّ منهم على حده ، لأن هذه الفترة من العمر ينبغي أن تترافق مع التدقيق الشديد لتصرفاتهم بعيداً عن التشكيك بحركاتهم الكثيرة وغير المفهومة لدى الكثيرين من الأهالي ، إذ أن المطلوب من الأهل وخاصة الأمهات القيام بمراقبة تربوية إيجابية لبناتهن وخاصة بعد تجاوز السنة العاشرة من العمر ففي هذه السن المتوترة بالذات يُنصَح أن تسعى الأمهات بحرص شديد إلى زرع بعض المفاهيم التربوية السليمة في عقول بناتهن الصغيرات وسلوكهن:
1- اعتماد مبدأ الصراحة المتبادلة إلى حد المكاشفة في التباحث حول مختلف المشاكل الاجتماعية وخاصة تلك التي تُعتبر ممنوعة وسط مجتمعاتنا .
2– إلغاء مفهوم الاستحياء والعيب من عقل الابنة الصغيرة وتقويمها على أساس أنه لا حياء في مجمل الأمور الحياتية وخاصة الجنسية والتربوية منها .
3– زرع مفهوم الانفراج المجتمعي لدى الفتاة منذ نعومة أظفارها، أي أن يتم بناؤها على أن تكون منفرجة مع نفسها ومع أسرتها ومن ثم مع محيطها الخارجي القريب منها على الأقل .
4– تشجيع روح الطلاقة والشجاعة وقوة الشخصية لديها كي لا تكون كائناً ضعيفاً لا حول له ولا قوة .
5– تعويدها على حب الذات والآخرين الذين ينتمون إلى أسرتها أو إلى دائرة أصدقائها المقرّبين .
6– دفعها باتجاه طلب العلم والتعلق بالمدرسة والكتاب وإلحاقها بدورات وجمعيات ثقافية وعلمية ورياضية .
7– إحساسها بأنها مصدر ثقة الأهل إلى حد زرع الثقة المتبادلة ما بين الطرفين على أرضية تهيئتها فكرياً للتمييز ما بين مختلف الخطوط المجتمعية الحمراء منها أو الخضراء ، أي الممنوع أوالمسموح تجاوزها وذلك باعتماد قوة المنطق والإقناع بعيداً عن أساليب العنف ومنطق الإقناع بالقوة المتوارث عن آبائنا .
8– تعريفها بالسيئات والمسيئات الحياتية بحيث تصبح قادرة بشكل مبكر على التمييز ما بين الخطيئة والعادات السيئة من جهة وبين الصحيح والعادات الحسنة من جهة أخرى .
9– تلقينها بمختلف نوعيات الثقافة المجتمعية لتغدو قادرة على تغليب حالات الاستقامة على أشكال الشذوذ والإنحراف , ولكي تتمكن بسهولة من التعرف على العناصر الشاذة والأشخاص المنحرفين حولها .
10– غمرها بالعطف والحنان والحضن الأسري ( الأهلي ) الدافئ ، لوقايتها من اضطرارية الارتماء في أي حضن آخر يعترض سبيلها في حالة الحرمان , إذ قد يكون ذلك الحضن الخارجي مجرثماً أو مليئاً بالأوبئة تحت ستار العشق الطفولي الذي قد يكون بعيداً كل البعد عن أي نوع من أنواع الحب البريء, أي قد يكون ذلك الشخص (( العشيق )) مجرد ثرثار لا يبتغي من الفتاة سوى جسدها أو لون عيونها أو طلتها الطفولية البريئة والحلوة أو ...الخ .
11– عدم التمييز بين الجنسين من الأولاد داخل الأسرة الواحدة , لأن تفضيل الذكور على الإناث يؤدي في أكثر الحالات إلى شعور الفتاة بالدونية التي تفرض عليها متاعب البحث عن أساليب أو أسلحة تدافع بها عن نفسها لدفع الظلم عنها , إذ أنها في بعض الحالات تلجأ إلى غريب لتشكي له همومها عندما لا تجد قريباً لها تفشي له أسرارها أو تفشُّ له ضيق خلقها , وفي هكذا حالة، لا ندري ماذا سيتصرّف ذلك الغريب حيالها ، فقد يستغل نقاط ضعف تلك الصغيرة ليدفعها عن دراية وتخطيط إلى مستنقعات الهاوية التي باتت تقتنص الكثيرات من بناتنا اللواتي يصبحن ضحايا بريئات في مثل هكذا حالات مخفية أو مكشوفة لا حصر لها .
12- التواصل الدائم (المعدوم مع الأسف) مع إدارة المدرسة والمعلمين للاطلاع عن قرب على سلوكيات ابنتهم ومستواها الدراسي.
13- المعرفة الدائمة لنوعية الحلقة المحيطة أي صديقاتها ، وإبداء الملاحظات اللازمة حول أخلاقيات البعض منهن وتصرفاتهن ؛ منعاً لانخراطها في علاقات سلبية ربما ترمي بها إلى دهاليز مجتمعية مظلمة.
14- التركيز على حل عقدة عدم التمييز بين أن تكون الفتاة معجبة بفنان متألق أو طبيب ماهر أو مدرس متفوق أو حتى أي شاب متأنق وليس أنيق؛ وبين أن تكون أسيرة ذلك الإعجاب الذي قد يتحول في أحيان كثيرة إلى تجارب فاشلة تودي بمستقبل تلك الفتاة الضحية وتضعها في مآزق لا تحمد عقباها.
هذه الملاحظات التربوية وغيرها توحي بالإجماع إلى مضمون واحد يتلخص بضرورة إيلاء الأهل جلّ اهتمامهم ورعايتهم ببناتهم منذ الصغر ، من خلال التعامل معهن بأسلوب مرن ومليء بالحنان ووفق ثقافة عقلانية تتلاءم مع مستوى تركيبتهن العقلية والجسدية النامية بعجالة , لأنه لمجرّد ترك فارق ثقافي كبير بين الأمهات وبناتهن قد يؤدي بهن إلى الضياع والتشتت الفكري و الدمار، وهذا ما لا يريده الواحد منا حتى لأعدائه فكيف بنا وأننا نتعامل مع أولادنا الذين هم كما وصفهم الشاعر بقوله المشهور : إنما أولادنا أكبادنـا تمشـي علـى الأرض .
lawsi
lawsi
موضوع قيم ومهم جدا ..لكل ام
الله يحفظهم ويصلحهم

لا بد ويوم يكبر فيه الابناء ...ونبدأ مرحله جديده في التعامل معهم

سأراجع الخطوات المذكورة وسأحتفظ بها ..وساحاول تطبيقها..يوم ولاطال ..
فولادي على وشك مراهقه