NUR
NUR

سنن بعد الصلاة

هل تحب رسولك و نبيك محمد عليه الصلاة و السلام ؟

أكيد و من منا لا يحبه ..


و من منا لا يتمنى رؤيته و نيل شفاعته عليه الصلاة و السلام

و هذا لا يكون إلا بإتباع سنته و تطبيقها في حياتنا

و من هذه السنن ( سنن بعد الصلاة )


1- الاستغفار ثلاثاً و قول ( اللهم أنت السلام و منك السلام تباركت يا ذا الجلال و الإكـرام )
رواه مسلم .

2- ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد
و هو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت و لا ينفع ذا الجد منك الجد )
رواه البخاري و مسلم .


3- ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله و لا نعبد إلا إياه له النعمة و له الفضل و له الثناء الحسن ، و لا إله إلا الله مخلصين له الدين و لو كره الكافرون )
رواه مسلم .


4- ( سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر ؛ 33 مرة ) ،
( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد
و هو على كل شيء قدير )
رواه مسلم .


5- ( اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك )
رواه أبو داود و النسائي .


6- ( اللهم إني أعوذ بك من الجبن و أعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر و أعوذ بك من فتنة الدنيا و أعوذ بك من عذاب القبر ) رواه البخاري .


7- ( رب قني عذابك يوم تبعث عبادك )
و ذلك لما رويَ عن البراء أنه قال : كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أحببنا أن نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه فسمعته يقول : ( رب قني عذابك يوم تبعث - تجمع- عبادك )
رواه مسلم .

8- قراءة ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ )
• و بعد صلاة الفجر و صلاة المغرب يكررها ثلاثاً .
رواه أبو داود و الترمذي و النسائي .


9- قراءة آية الكرسي ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )
رواه النسائي .


10- ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شيء ) قدير عشر مرات بعد صلاة المغرب و صلاة الصبح ،
رواه الترمذي .


* أن يكون هذا التسبيح باليد و يفضل أن تكون بأنامل اليد اليمنى .


*أن يقول هذه الأذكار و هو في مصلاه الذي صلى فيه و لا يغير مكانه .

• مجموع هذه السنن إن حرص عليها المسلم دبر كل صلاة مفروضة فسوف يطبق من السنن ما يقارب سنّة و قد يزيد في صلاة الفجر و صلاة المغرب .




ثمرة تطبيق هذه السنن بعد كل فريضة والمحافظة عليها :


1- يكتب للمسلم إذا حافظ على هذه التسبيحات دبر كل صلاة في يومه و ليله صدقة ، لقوله صلى الله عليه و سلم : ( كل تسبيحة صدقة ، و كل تكبيرة صدقة ، و كل تحميدة صدقة ، و كل تهليلة صدقة .. ) رواه مسلم .
قال النووي : له حكم ثوابها .

2- يغرس للمسلم إذا حافظ على هذه التسبيحات دبر كل صلاة في يومه و ليله شجرة في الجنة ، و ذلك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر على أبي هريرة وهو يغرس غرساً ، فقال : ( يا أبا هريرة ألا أدلك على غرس خير لك من هذا ؟ قال : بلى يا رسول الله ! قال : قل سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر ، يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة ) رواه ابن ماجه و صححه الألباني .

3- ليس بينه و بين الجنة إلا أن يموت فيدخل الجنة ، لمن قرأ آية الكرسي و حافظ عليها دبر كل صلاة .

4- من حافظ على هذه التسبيحات حطت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر ( كما في صحيح مسلم ) .

5- عدم الخيبة و الخزي في الدنيا و الآخرة لمن داوم على هذه التسبيحات دبر كل صلاة لحديث ( معقبات لا يخيب قائلهن .. و ذكر هذه التسبيحات .. ) رواه مسلم .

6- جبر الخلل و النقص الحاصل في الفريضة .




نسأل الله أن يجعلنا و إياكم من المتبعين لسنته
NUR
NUR
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين ، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين وقال تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ) . رواه احمد في المسند (2/371) ، ( 2/483) ، ومسلم (597) .

عن كعب بن عجرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : ( معقبات لا يخيب قائِلُهن ـ أو فاعلهن ـ دبر كل صلاة مكتوبة : ثلاثاً وثلاثين تسبيحةً ، وثلاثاً وثلاثين تحميدةً ، وأربعاً وثلاثين تكبيرة ) رواه مسلم (596) ، والترمذي(2/249) ، والنسائي (3/75) .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "خَصْلَتَانِ أَوْ خَلَّتَانِ لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ، يُسَبِّحُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا وَيَحْمَدُ عَشْرًا وَيُكَبِّرُ عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ وَيُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ وَيَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَيُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ".

فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ؟ قَالَ: "
يَأْتِي أَحَدَكُمْ يَعْنِي الشَّيْطَانَ فِي مَنَامِهِ فَيُنَوِّمُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهُ وَيَأْتِيهِ فِي صَلَاتِهِ فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةً قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا".
وفي رواية ابن حبان بعد: (وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ):
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"وَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ وَاللَيْلَةِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسُ مِائَةِ سَيِّئَةٍ؟".
رواه أبو داود (4404) واللفظ له، والترمذي (3332) وقال حديث حسن صحيح والنسائي (1331) وابن حبان وصححه الألباني (صحيح الترغيب والترهيب، 606).

NUR
NUR

1- الاستغفار ثلاثاً ( وقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكـرام ) رواه مسلم .

2- ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) رواه البخاري ومسلم .


3- ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، ولا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) رواه مسلم .


4- ( سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر


5- ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه أبو داود والنسائي .


6- ( اللهم إني أعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ، أعوذ بك من عذاب القبر ) رواه البخاري .


7- رب قني عذابك يوم تبعث عبادك ، وذلك لما رويَ عن البراء أنه قال : كنا إذا صلينا خلف رسول الله ~صلى الله عليه و سلم ~، أحببنا أن نكون عن يمينه ، يقبل علينا بوجهه ، فسمعته يقول : ( رب قني عذابك يوم تبعث - تجمع- عبادك ) رواه مسلم


8- قراءة ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) رواه أبو داود والترمذي والنسائي.
• وبعد صلاة الفجر وصلاة المغرب يكررها ثلاثاً .


9- قراءة آية الكرسي ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) رواه النسائي .


10- ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات بعد صلاة المغرب وصلاة الصبح ) رواه الترمذي .


11- أن يكون هذا التسبيح باليد ، ورواية بيمينه مختلف فيها ، ويشهد لها عمومات أخرى .


12- أن يقول هذه الأذكار وهو في مصلاه الذي صلى فيه ، ولا يغير مكانه .
• مجموع هذه السنن إن حرص عليها المسلم دبر كل صلاة مفروضة فسوف يطبق من السنن ما يقارب سنّة وقد يزيد في صلاة الفجر وصلاة المغرب .



ثمرة تطبيق هذه السنن بعد كل فريضة والمحافظة عليها :


أ‌) يكتب للمسلم إذا حافظ على هذه التسبيحات دبر كل صلاة في يومه وليله صدقة ، لقوله ~صلى الله عليه و سلم ~ ( كل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة .. ) رواه مسلم .
* قال النووي : له حكم ثوابها .
ب‌) يغرس للمسلم إذا حافظ على هذه التسبيحات دبر كل صلاة في يومه وليله شجرة في الجنة ، وذلك أن رسول الله ~صلى الله عليه و سلم ~ مر على أبي هريرة وهو يغرس غرساً ، فقال : ( يا أبا هريرة ألا أدلك على غرس خير لك من هذا ؟ قال : بلى يا رسول الله ! قال : قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني .
ت‌) ليس بينه وبين الجنة إلا أن يموت فيدخل الجنة ، لمن قرأ آية الكرسي وحافظ عليها دبر كل صلاة .
ث‌) من حافظ على هذه التسبيحات حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ( كما في صحيح مسلم ) .
ج‌) عدم الخيبة والخزي في الدنيا والآخرة لمن داوم على هذه التسبيحات دبر كل صلاة لحديث ( معقبات لا يخيب قائلهن .. وذكر هذه التسبيحات .. ) رواه مسلم .
ح‌) جبر الخلل والنقص الحاصل في الفريضة
NUR
NUR
إنها سعادة غامرة تلك التي يستشعرها المرء عندما يسعد الآخرين أو يشارك في إسعادهم أو تخفيف آلامهم ..سعادة لا تحس بها إلا النفوس الطاهرة النقية , التي رجاؤها دوما وجه ربها وسعيها دوما هو في طرقات الخير المضيئة .

إن الحياة كد وتعب ومشقة وصعاب ومشكلات واختبارات وآلام , وما يصفو منها ما يلبث أن يتكدر , وليس فيها من أوقات صفاء رائق إلا أوقات العبادة المخلصة لرب العالمين سبحانه .
والناس ..كل الناس بحاجة إلى يد حانية , تربت على أكتافهم في أوقات المصائب , وتقوم انكسارهم في أوقات الآلام , وتبلل ريقهم بماء رقراق عند جفاف الحلوق ..

ومن طالت به خبرته بالحياة علم أن أعلى الناس فيها قدرا هم الناصحون لغيرهم بالعلم النافع والمفرجون كرب الناس والميسرون على المعسرين والباذلون جهدهم لإسعاد غيرهم ..

وانظر إلى ذلك الموقف الرائع يوم استضاف أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا وأراد أن يكرمه ويدخل السرور عليه وكان طعامه قليلا , فأطفأ المصباح وتصنع أنه يأكل حتى انتهى ضيفه من طعامه وشبع , وإذا بالقرآن ينزل ليسجل حادثة هي قليلة في أعين الناس كبيرة في ميزان المروءات والمبادىء والمعاني لذا رفع الله درجتها فقال " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " , إنهم فضلوا شبع بطن ضيفهم على شبع بطونهم , وقدموا سرور صاحبهم المسلم على سرور ذواتهم , وإن كانت ذواتهم قد نعمت بنوع آخر من السرور هو أعلى وأكبر ..

وتذكر معي ذالك الصحابي الآخر الذي اسرع بكل قوته ليبشر الثلاثة الذين خلفوا بعفو الله عنهم وصدره يمتلىء حبا وفرحا وسعادة وسرورا حتى إنه لم ينتظر حتى يصل إليهم بل بدأ يناديهم من بعيد من على جبل سلع بأعلى صوته يا كعب بن مالك ابشر... يقول كعب : فخررت ساجدا وعرفت أنه قد جاء فرج فآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله عز وجل علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا فذهب قِبَلَ صاحبيّ مبشرون وركد إلى رجل فرسا وسعى ساع من أسلم قبلي وأفى على الجبل فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبيّ فكسوته إياه ببشراه والله ما أملك غيرهما يومئذ فاستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت أتأمل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بالتوبة ، ثم قال كعب فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السرور أبشر بخير يوم مر عليك مذ ولدتك أمك "

فانظر إلى ذاك البشر والسرور الذي على محيا النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بعد علمهم بالخير الذي نزل بصاحبهم ..رضوان الله عليهم أجمعين .

وبينا أنت تتأمل تلك المواقف طالع هذا الحديث الثابت من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول عن أبي هريرة رضي الله عنه : (إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن, وأن يفرِّج عنه غمًا, أو يقضي عنه دينًا, أو يطعمه من جوع) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان, وحسنه الألباني في الصحيحة 1494
وفي رواية للطبراني " " إن أحب الاعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض : إدخال السرور على المسلم ، كسوت عورته ، أو أشبعت جوعته ، أو قضيت حاجته "

وللطبراني أيضا عن عائشة رضي الله عنها " من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله ثوابا دون الجنة "
وله عن أنس رضي الله عنه قال " ” مَن لَقيَ أخاهُ المُسلِمَ بِما يُحِبّ لِيَسُرَّهُ بِذلك ، سَرّهُ اللّهُ عزّ وجَلّ يومَ القِيامةِ”
وفي الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم " من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه "

إنها عبادة إذن أيها القارىء الكريم , ما إن يستصحب العبد فيها نية صالحة , إنها من أحب الأعمال إلى الله تعالى ..فتأمل

إن مجتمعاتنا تلك - التي تعيش الآن في صراعات متشابكة على المصالح الشخصية - لفقيرة إلى فهم ذلك المعنى العظيم , الذي يصرخ فينا أن سارعوا إلى الرفق بالناس وتفريج الكرب عنهم وتخفيف آلامهم وإطعام جائعهم وقضاء الدين عن مدينهم , وإهداء السرور لحزينهم ..
ويوم يتعلم الدعاة إلى الله معنى إدخال السرور على المسلم ويطبقون مقتضاه سيضربون المثال الحي لمجتمع افتقدناه عبر سنين طويله ..

وماأروع هؤلاء الصالحين ذوو النفوس الطاهرة الذين يسعون دوما في إدخال السرور على إخوانهم , فيسألون عن أحوالهم ويسارعون في نجدة ملهوفهم , ومداواة مريضهم وحل مشكلاتهم مهما كلفهم ذلك , تعبا في أجسادهم أو بذلا من أموالهم أو شغلا في أوقاتهم , رجاء بسمة سرور ورضا من هذا الحزين بعد زوال حزنه , فيسرها الصالح في نفسه ليعدها في صالحات أعماله يوم اللقاء .

ولكم بذل نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم من نفسه الجهد رجاء نفع الناس وإسعادهم في الدنيا والآخرة ففي الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سئلت: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدًا؟ قالت: نعم, بعدما حَطَمه الناس " اخرجه مسلم
NUR
NUR

قال القاسمي رحمه الله: "وللأخوة حق في قضاء الحاجات والقيام بها قبل السؤال وتقديمها على الحاجات الخاصة وهذه أيضًا لها درجات فأدناها: القيام بالحاجة عند السؤال والقدرة ولكن مع البشاشة والاستبشار وإظهار الفرح وقبول المنة, قال بعضهم: إذا استقضيت أخاك حاجة فلم يقضها فذكره الثانية فلعله أن يكون قد نسي, فإن لم يقضها فكبر عليه واقرأ هذه الآية: {وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ}, وكان في السلف من يتفقد عيال أخيه وأولاده بعد موته أربعين سنة يقوم بحاجاتهم يتردد كل يوم إليهم ويمونهم من ماله, فكانوا لا يفقدون من أبيهم إلا عينه, بل كانوا يرون منهم ما لم يروا من أبيهم في حياته, وكان أحدهم يتردد إلى باب دار أخيه يقوم بحاجته من حيث لا يعرفه أخوه, وبهذا تظهر الشفقة والأخوة, وإذا لم تثمر الشفقة حتى يشفق على أخيه كما يشفق على نفسه فلا خير فيها, قال ميمون بن مهران: من لم تنتفع بصداقته لم تضرك عداوته, وبالجملة فينبغي أن تكون حاجة أخيك مثل حاجتك أو أهم من حاجتك, وأن تكون متفقدًا لأوقات الحاجة غير غافل عن أحواله كما لا تغفل عن أحوال نفسك, وتغنيه عن السؤال إلى الاستعانة, ولا ترى لنفسك حقًا بسبب قيامك بها, بل تتقلد منه بقبول سعيك في حقه وقيامك بأمره" تهذيب موعظة المؤمنين

و سُئِلَ الإمام مالك : "أي الأعمال تحب ؟" فقال: "إدخال السرور على المسلمين، وأنا نَذَرتُ نفسي أُفرِج كُرُبات المسلمين"
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له, فجعل يصرف بصره يمينًا وشمالاً, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان معه فضلُ ظهر فليعُد به على من لا ظهر له, ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له), فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحدٍ منا في فضل" رواه مسلم

والصالح لن يعدم طريقا لإدخال السرور على أخيه المسلم , في تبشيره بالبشرى تارة أو إخباره بأخبار الخير التي ينتظرها تارة أو بقضاء دينه أو بالهدية أو بإخباره أنه يحبه في الله أو بإكرام أهله وولده وصحبه أوبتعليمه العلم النافع له أو بتوقيره بين الناس أو بالمسارعة في محباته دوما وبأي حالأو بنصحه فيما هو بصدده و غيرها كثير جدًا وهي معلومة معروفة ولكننا فقط نذكر وقد يكون إدخال السرور على المسلم بكلمة خير واحدة أو ببسمة رائقة أو بمصافحة مقبلة فتأمل ذلك