*** كيف اهتدى ابراهيم علية السلام الى وجود الله عز وجل ***

ملتقى الإيمان





ابراهيم عليه السلام


كيف اهتدي خليل الرحمن ‮ ‬إلي وجود الله ونبذ عبادة الأصنام؟



ولد ابراهيم الخليل في أرض بابل،‮ ‬وتفتحت عيناه ليري قومه يعكفون علي عبادة الأصنام،‮ ‬وأن والده يعمل في صناعة هذه الأوثان،‮ ‬وهدته فطرته السليمة إلي الإيمان بخالق الوجود كله،‮ ‬ونبذ عبادة الأصنام‮.‬


لقد فكر ابراهيم كثيرا عندما رأي قومه يعكفون علي عبادة أصنام لاتنفع ولاتضر،‮ ‬وهاله أن يجد أن والده يعمل في صناعة هذه الأوثان التي يعبدها قومه،‮ ‬ومن هنا تساءل ابراهيم عن الإله الذي ينبغي أن يعيده‮..‬


لم ترقه أن بعضا من قومه يعبد الكواكب والنجوم‮.‬



وتساءل‮: ‬هل يمكن أن تكون هذه النجوم التي تتألق في كيد السماء وتختفي عندما يظهر نور الصباح إلها‮.‬


وهل يمكن أن يكون القمر إلها وهو الذي لا يلبث هو الآخر أن يختفي عند شروق الشمس؟


وهل يمكن أن تكون الشمس إلها وهي التي يعذبها الأفول؟


واستقر في هيمنته أن يعبد خالق كل هذه الظواهر‮.. ‬أن يعبد خالق الكون‮. ‬وخالق الانسان‮.. ‬وهدته فطرته السليمة إلي هذا اليقين‮..‬


وقد صور القرآن الكريم هذا بقوله المعجز‮:‬


‮: ‬وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين،‮ ‬فلما جن عليه الليل رأي كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الأفلين،‮ ‬فلما رأي القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين،‮ ‬فلما رأي الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال ياقوم إني بريء مما تشركون،‮ ‬إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين‮«‬


الأنعام


‮>>>‬


وابراهيم هو ابن آزر،‮ ‬وتقول التوراة أن أباه اسمه تارح،‮ ‬ويقول بعض المفسرين ومنهم ابن جرير ان اسم والده آزر ولعل له اسمان علمان،‮ ‬أو أحدهما لقب والآخر علم‮.‬


وأخذ ابراهيم يدعو والده إلي الإيمان بالله‮.. ‬ويدعو في نفس الوقت قومه لنبذ عبادة الأوثان،‮ ‬ولكن لم يستجيبوا له‮.. ‬وكان يقول لهم‮:‬


‮: ‬ياقوم إني بريء مما تشركون‮«‬


‮: ‬وحاجه قومه،‮ ‬قال أتحاجوني في الله وقد هدان‮«‬


وقال لهم عندما هددوه بالعذاب‮:‬


‮: ‬وكيف أخاف ما أشركتم،‮ ‬ولاتخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا،‮ ‬فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون‮«.‬


وعلم النمروذ حاكم البلاد بدعوة ابراهيم إلي الإيمان بالله واستدعاه إلي قصره‮.. ‬ويدور بينهما حوار طويل حول عقيدة الخليل عليه السلام‮.‬


وسأله الملك عن ربه


قال ابراهيم عليه السلام‮:‬


‮: ‬قال ابراهيم‮: ‬ربي الذي يحيي ويميت‮«‬


قال له الملك


‮- ‬أنا أحيي وأموت‮.. ‬أحكم بالموت،‮ ‬وأحكم بالعفو قال له ابراهيم عليه السلام‮:‬


‮: ‬ان الله يأتي بالشمس من المشرق،‮ ‬فأت بها من الغرب‮«‬


فبهت الذي كفر‮«‬


لقد صمت النمروذ أمام البنيات التي تحدث بها خليل الرحمن


‮: ‬وتلك حجتنا أتيناها ابراهيم علي قومه،‮ ‬نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم‮«.‬


‮>>>‬


وكان من المعارضين لدعوة ابراهيم عليه السلام أبوه وما كان من خليل الرحمن إلا أن قال له كما جاء في القرآن الكريم‮:‬


‮: ‬يا أبت،‮ ‬لم تعبد ما لايسمع ولايبصر ولايغني عنك شيئا‮«.‬


‮: ‬يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك،‮ ‬فاتبعني أهدك صراطا سويا‮«.‬


‮: ‬يا أبت لاتعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا‮«.‬


‮: ‬يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن،‮ ‬فتكون للشيطان وليا‮«.‬


‮: ‬قال أراغب أنت عن آلهتي يا ابراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا،‮ ‬قال سلام عليك سأستغفر لك ربي انه كان بي حفيا‮. ‬واعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعو ربي عسي ألا أكون بدعاء ربي شقيا‮«‬


‮»‬مريم‮«‬


وحاول ابراهيم عليه السلام إقناعهم في عدم جدوي هذه الأصنام التي يعكفون علي عبادتها،‮ ‬ولم يجد منهم إلا التمسك بهذه الخرافات التي يعيشون عليها،‮ ‬ويعبد من ما لاينفع ولايضر‮.. ‬وقرر أن يجابههم‮.. ‬بواقع جديد،‮ ‬وإقناعهم بأن هذه الأصنام لاتنفع ولاتضر،‮ ‬بل ولايستطيع الدفاع عنها،‮ ‬فقرر أن يحطم هذه الأصنام،‮ ‬فانتهز فرصة خروج الناس من بابل للاختفاء بأحد أعيادهم،‮ ‬فقام بالذهاب إلي المعبد الذي يضم هذه الأصنام وحطمها،‮ ‬تاركا أكبر الأصنام وعلق في رقبته المعول الذي هدم به هذه الأصنام‮.‬


‮>>>‬


فوجيء الناس بأن أصنامهم قد حطمت‮..‬


وتناهي إلي سمعهم أن الذي فعل ذلك لابد أن يكون ابراهيم،‮ ‬فهو الذي يذكر هذه الأصنام دائما بسوء،‮ ‬وأنها لاتنفع ولاتضر‮.‬


‮: ‬قالوا أأنت فعلت هذا بألهتنا ياابراهيم،‮ ‬قال بل فعله كبيرهم هذا‮«.‬


الأنبياء ‮٢٦‬


وقال لهم ابراهيم بعد سخريته مما يعبدون‮:‬


‮: ‬أفتعبدون من دون الله ما لاينفعكم شيئا ولايضركم‮.. ‬أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون‮«‬


الأنبياء ‮٦٦‬،‮ ٧٦‬


واجتمع رأيهم علي أن يحفروا له حفرة عميقة،‮ ‬ويشعلوا فيها النيران،‮ ‬ويلقون فيها ابراهيم عليه السلام‮.‬


قيدوه عليه السلام وألقوه في النار وهو يقول‮:‬


‮- ‬لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين‮. ‬لك الحمد ولك الملك لاشريك لك‮«‬


ويروي البخاري أنه قال عندما ألقوه في النار


‮- ‬حسبنا الله ونعم الوكيل‮.‬


وجاء الأمر الإلهي‮:‬


‮: ‬قلنا يانار كوني‮ ‬بردا وسلاما علي ابراهيم‮«‬


الأنبياء ‮٩٦‬


ولم يشعر ابراهيم عليه السلام بأي أذي‮.. ‬ويقول الإمام ابن كثير‮ : ‬قال علي‮ ‬بن ابني‮ ‬طالب مفسراً‮: ‬قلنا‮ ‬يانار كوني‮ ‬براد وسلاما علي‮ ‬إبراهيم أي لاتضر به‮.‬


وقال ابن عباس وأبوالعالية‮: ‬لو أن الله قال‮ (‬وسلاما علي ابراهيم‮) ‬لأذي ابراهيم بردها‮.‬


وقال كعب الأحبار‮: ‬لم ينتفع أهل الأرض يومئذ بنار،‮ ‬ولم تحرق منه سوي وثاقه‮.‬


وقال الضحاك‮:‬


يروي أن جبريل عليه السلام كان معه يمسح العرق عن وجهه لم يصبه منها شيء‮ ‬غيره وقال السري‮:‬


كان معه أيضا ملك الظل،‮ ‬وصار ابراهيم عليه السلام في ميل الحويه حوله نار وهو في روضة خضراء،‮ ‬والناس ينظرون إليه لايقدرون علي الوصول،‮ ‬ولا هو يخرج إليهم‮.‬


فعن أبي هريرة أنه قال‮:‬


‮- ‬أحسن كلمة قالها أبو ابراهيم إذ قال لما رأي ولده علي تلك الحال‮: ‬نعم الرب ربك يا ابراهيم‮.‬


وروي ابن عساكر عن عكرمة،‮ ‬أن أم ابراهيم نظرت إلي ابنها عليه السلام فنادته‮:‬


‮- ‬بابني،‮ ‬اني أريد أن أجيء إليك فادع الله أن ينجيني من حر النار حولك‮.‬


فقال


‮- ‬نعم


فأقبلت إليه لايمسها شيء من حر النار،‮ ‬فلما وصلت اعتنقته وقبلته ثم عادت‮«‬


‮>>>‬


رأي الناس ابراهيم والنار لم تمسه بسوء،‮ ‬بعد الأمر الإلهي‮:‬


‮- ‬يانار كوني بردا وسلاما علي ابراهيم‮«‬


ورأي الناس خروج ابراهيم من هذه النار المشتعلة ولم يمسه أي ضرر أو سوء‮.. ‬ومع ذلك آمن به العدد القليل من الناس،‮ ‬وقرر الخليل عليه السلام أن يترك أرض بابل،‮ ‬وما فيها من ضلالات،‮ ‬فأرض الله واسعة فليهاجر إليها‮«.‬


خرج ومعه زوجته سارة،‮ ‬وابن أخيه لوط وزوجته‮..‬


وتوجه هذا الركب المهيب نحو‮ »‬حراق‮« ‬حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا‮.‬


وكان من أماله أن يؤمن أهل هذه القرية بالله الواحد الأحد،‮ ‬خالق كل شيء ورب كل شيء،‮ ‬ولكن دعوته لم تلق قبولا،‮ ‬إنه لاقي‮ ‬من أهل‮ »‬حران‮« ‬ما لقاه من أهل بابل‮.. ‬لم‮ ‬يجد إلا عقولا تحجرت علي عبادات لاتنفع ولاتضر،‮ ‬انهم يعبدون السيارات‮.. ‬وسرعان ما دب الجفاف علي هذه القرية،‮ ‬فأمسكت السماء عن المطر،‮ ‬وجفت المزارع،‮ ‬وهلك الناس وحيواناتهم،‮ ‬تتوجه البعض إلي بابل،‮ ‬وتوجه البعض الآخر إلي الجنوب،‮ ‬طالبين المأوي بعد أن صعب علي الناس الحياة في‮ (‬حران‮).. ‬وذهب البعض إلي مصر أرض الخصب والثراء،‮ ‬وقرر ابراهيم الخليل أن يتجه هو وزوجته‮ »‬سارة‮« ‬وابن أخيه لوط وزوجته إلي مصر،‮ ‬حيث كان يحكم مصر‮ ‬الرعاة‮.. ‬أو ما أطلق عليهم اسم الهكسوس‮.‬

8
10K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

*هبة
*هبة
نونه اطيب بنوته
رفع الله قدرك على هذه المعلومات الرااااااااائعه........
الامــيــرة01
الامــيــرة01
BARIS
BARIS
طرح رائع ....

بارك الله فيك ....
لولوالهادية
لولوالهادية
ربى يخليكم