كيف تحتسبين الأجر
في حياتك اليومية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله...
أما بعد:
فالحمد لله القائل في كتابه: { وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (فاطر:32) و"السابق الذي سبق إلى الأعمال الصالحة... وهو الذي سبق غيره في أمور الدين.. السبق إلى الخيرات هو الفضل الكبير أي الفضل الذي لا يقدر قدره... فتارك الاستكثار من الطاعات قد ظلم نفسه باعتبار ما فوتها من الثواب".
لذلك حرصت في هذا الكتاب على ذكر أجور بعض الأعمال التي قد يـغفل بعض النـاس عن احتسابهـا عند الله، كمـا أني لم أستوعب جميع جوانب الموضوع فـذلك سيحتـاج إلى موسوعة ضخمــــــة!!
ولكنها إشارات لطيفة تضيء بين عمل وآخر وتقول لك:
لا تنسي الاحتساب.
متى تقرئين هذا الكتاب؟
· إذا زهدت في العمل الصالح، أو شعرت ببعض الملل والفتور واحتجت لمن يحثك على العمل.
· إذا كنت تجهلين ثوب الأعمال الصالحة.
· إذا كانت هميمة حريصة على الأعمال الصالحة وترغبين في زيادة همتك.
· عندما ترغبين في إلقاء كلمة أو درس عن احتساب الأجر.
· إذا شعرت بأن الأيام تنفرط بين يديك إنفراط العقد، وأنت عاجزة أن تجمعي حبيبات هذا العقد لأنها أيام عمرك والأيام لا تعود...
· وأخيراً... إذا كنت تحبين أهلك فاقرئي عليهم هذا الكتاب لتعلميهم أهمية الاحتساب كي لا تذهب أيامهم هدرا وهم أعز الناس عليك وأحقهم بالنصح منك... ولا تنسي يا عزيزتي أن تشرحي لأولادك بشكل مبسط أجور احتساب الأعمال التي ستطالعينها في الصفحات القادمة حتى تربيهم على احتساب الأجر منذ الآن...
أنت تحبين الله ولكن
هل تريدين أن يحبك الله؟
جواب جميل...
فقد قال بعض الحكماء العلماء "ليس الشأن أن تُحب إنما الشأن أن تُحب".
تريدين الطريقة؟
تقربي إلى الله يحبك الله...
قال تعالى في الحديث القدسي: (... ولا يزال عبــدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه... )، ومن فازت بمحبة الله فقد سعـدت في الدنيـا والآخرة... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله عبداً نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فـأحبوه فيحبـه أهـل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض".
قال الحافظ ابن حجر: "المراد بالقبول في حديث الباب: قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه، والرضاء عنه، ويؤخذ منه أن محبة قلوب الناس علامة محبة الله".
وإن قلت كيف أتقرب إلى الله
حتى أفوز بمحبته؟
حسنا لقد بدأت إذن...
تعلمي كيف تجمعين الحسنات: أي كيف تحتسبين الأجر والثواب من الله في جميع أعمالك، تعلمي فن التخطيط لمستقبلك في الآخرة كما أتقنت فن التخطيط لحياتك الدنيا...
وتعرفي على أفضل الأعمال.. وأفضل الأيام.. وأفضل الصدقات.
إسألي عن أعظم الأجور، وطرق كسبها...
إبحثي عن أهل الخير وابني معهم علاقات قوية... إستفيدي منهم واستشيريهم تعلمي منهم كيف تتقربين إلى الله حتى يحبك سبحانه...
وشمري عن العمل للآخرة كما شمرت من قبل للدنيا حينما كنت تستشرين أهل الدنيا في أمورها للحصول على أفضل النتائج،عندما كنت تسألين قريباتك وصديقاتك من أين اشتري قماش الفستان؟
وأي المحلات أقل في الأسعار؟
وأي الأقمشة أجود في الأنواع ؟
وأي الألوان يناسب دمجه مع لون آخر؟ و...... ؟
لا حظي أنك هنا سألت.. وبحثت.. وتعلمت.. كل ذلك حرصا منك على إتقان عملك وظهوره في أفضل صورة.
إن امرأة مثلك نبغت في أمر دنياها لا أظنها عاجزة أبدا عن النبوغ والتفوق في أمر أخراها، لأن تفوقك في أمور الدنيا أكبر دليل لك أنت شخصيا على قدرتك على الإنتاج والتفاني حينما ترغبين وفي المجال الذي تحبين... فلا تذهبن أيامك من بين يديك هكذا وأنت تنظرين!
بل جددي وغيري...
فالناس يحبون التجديد والتغيير في الأثاث... في الملابس... في الأواني، ولكن تجديك هنا من نوع آخر، في أمر أرقى من ذلك وأعلى، تجديد من نوع خاص جداً، إنه تجديد في نيتك... أي في حيــاتك كلهـــا...!
نعم... غيري... للأفضل للنية الحسنة... غيري وتعلمي كيف تحتسبين الأجر من الله في كل صغيرة وكبيرة في تبسمك وغضبك... في نومك... في أكلك... وفي ذهابك وإيابك في كل شيء... كل شيء...
((وكذلك تجري النية في المباحات والأمور الدنيوية، فإن من قصد بكسبه وأعماله الدنيوية والعادية الاستعانة بذلك على القيام بحق الله وقيامه بالواجبات والمستحبات، واستصحب هذه النية الصالحة في أكله وشربه ونومه وراحته ومكاسبه انقلبت عاداته عبادات، وبارك الله للعبد في أعماله، وفتح له من أبواب الخير والرزق أموراً لا يحتسبها ولا تخطر له على بال، ومن فاتته هذه النية الصالحة لجهله أو تهاونه فلا يلومن إلا نفسه. وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنك لن تعمل عملاً تبتغي فيه وجه الله إلا أجرت عليه، حتى ما تجعله في فيّ امرأتك")).
هاه... هل بدأت باحتساب الأجر؟
رائع... وأنك ستبدئين بإحتساب الأجر الآن وأنت تقرئين هذا الكتاب!
تُرى ماذا ستحتسبين؟
1. طلب علم شرعي.
2. رفع الجهل عن نفسك وعن المسلمين.
3. قضاء وقتك فيما يعود عليك بالنفع.
4. التقرب إلى الله بجمع أكبر قدر ممكن من الحسنات عن طريق محاولة احتساب أجور الأعمال التي سترد في هذا الكتاب إن شاء الله...
وقد يفتح الله عليك فيوفقك لاحتساب أمور أخرى لم تذكر هنا!
و {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}(الحديد: 21)
عفـــواً
ما معنى الاحتساب؟
يجيبك ابن الأثير قائلاً:
"الاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر، أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلباً للثواب المرجو منها".
فاحتسبي أعمالك اليومية كفعل الطاعات... والصبر على المكروهات... والحركات والسكنات...
ليحسب ذلك من عملك الصالح...
إن الاحتساب عمل قلبي، لا محل له في اللسان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن النية محلها القلب... وأنت عندما تحتسبين الأجر من الله ذلك يعني أنك تطلبينه منه تعالى، والله عز وجل لا يخفى عليه شيء قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} (آل عمران:29).
و العمل لابد فيه من النية... فالتي تحتسب وتنوي بعملها وجه الله فهو لله، والتي تنوي بعملها الدنيا فهو للدنيا فالأمر خطير جداً.. جداً. و"النيات تختلف اختلافاً عظيماً وتتباين تبايناً بعيداً كما بين السماء والأرض، من النساء من نيته في القمة في أعلى شيء، ومن الناس من نيته في القمامة في أخس شيء وأدنى شيء. فإن نويت الله والدار الآخرة في أعمالك الشرعية حصل لك ذلك، وإن نويت الدنيا فقد تحصل وقد لا تحصل.
قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} (الاسراء:18).
ما قال عجلنا له ما يريد!! بل قال ما نشاء ـ أي لا ما يشاء هو ـ لمن نريد ـ لا لكل إنسان ـ فقيد المعجل والمعجل له.
إذا من الناس من يعطى ما يريد من الدنيا ومنه من يعطى شيئا منه ومنهم من لا يعطى شيئا أبدا. وهذا معنى قوله تعالى: {عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} .
أما قوله تعالى:{وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً}
(الاسراء:19).
لابد أن يجني هذا العمل الذي أراد به وجه الله والدار الآخرة". وهذا يعني أن تحرصي على الأحتساب.
ولا تنسي كذلك أجر احتساب النية الصالحة الذي لا يضيعه الله أبدا حتى وإن لم تتمكني من أداء العمل الصالح الذي تنوي القيام به!!
" إن الإنسان إذا نوى العمل الصالح ولكنه حبسه عنه حابس فإنه يكتب له الأجر، أجر ما نوى. أما إذا كان يعمله في حال عدم العذر، أي: لما كان قادرا كان يعمله ثم عجز عنه فيما بعد فإنه يكتب له أجر العمل كاملاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما".
فمثلا إذا كان من عادته أن يصلي تطوعا ولكنه منعه مانع،ولم يتمكن منه فإنه يكتب له أجر كاملا.
أما إذا كان ليس من عادته أن يفعل فإنه يكتب له أجر النية فقط دون أجر العمل.
ولهذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام فيمن أتاه الله مالا فجعل ينفقه في سبيل الخير وكان رجل فقير يقول لو أن لي مال فلان لعملت فيه عمل فلان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فهو بنيته فهما في الأجر ســواء".
أي سواء في أجر النية أما العمل فإنه لا يُكتب له أجره إلا إن كان من عادته أن يعمله".
إن تعويدك نفسك على احتساب الأعمال خير على خير... فمن فضل الله ورحمته بعباده أنه ]من كان من نيته عمل الخير، ولكنه اشتغل بعمل آخر أفضل منه، ولا يمكنه الجمع بين الأمرين: فهو أولى أن يكتب له ذلك العمل الذي منعه منه عمل أفضل منه، بل لو اشتغل بنظيره وفضل الله تعالى عظيم.
لماذا من المهم أن تحتسبي
الأجر في كل شيء؟..
1) حتى تحققي الغاية التي خلقت من أجلها، لأن خروجك إلى الحياة حدث عظيم ترتب عليه أمور كُلفت بها وتحاسبين عليها... لذلك "فإنه ينبغي للمسلم أن يكون همه وقصده في هذه الحياة تحقيق الغاية التي خلق من أجلها، وهي عبادة الله تعالى، والفوز برضى الله ونعيمه، والنجاة من غضبه وعذابه، وأن يحرص، على أن تكون نيته في كل ما يأتي وما يذر خالصة لوجه الله تعالى سواء في ذلك الأمور والعبادات الواجبة أم المندوبة، أم المباحات، أم التروك فحينئذ تتحول المباحات إلى عبادات ويثاب على تركه للمحرمات، وقد دل على ذلك أدلة كثيرة...".
يارقة الندى...
إن حرصك على احتساب الأجر في جميع أمورك سوف يجعلك في عبادة مستمرة لا تنقطع فتكونين ـ بإذن الله ـ قد قمت بما خلقك الله له، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذريات:56) .
2) الاحتساب مهم جداً لأنه سوف يميز عباداتك عن عاداتك... "ولابد أيضا أن يميز العادة عن العبادة، فمثلا الإغتسال يقع نظافة أو تبردا، ويقع عن الحدث الأكبر، وعن غسل الميت، وللجمعة ونحوها، فلا بد أن ينوي فيه رفع الحدث أو ذلك الغسل المستحب... فالعبرة في ذلك كله على النية".
3) أنت بحاجة ماسة كذلك إلى احتساب النية الصالحة لأن جميع الأعمال مربوطة بالنية قبولا وردا وثوابا وعقابا، ويدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".
الآن... ألا يبدو لك الأمر مهما وخطيرا؟... إذن. هيا لنحتسب كلنا...
لماذا الحديث عن الاحتساب؟
يا زهرة البداري...
قد تزهدين في العمل الصالح أحياناً...!
بمعنى أنك لا تجدين حماسة له، ولربما كان السبب في ذلك أنك لا تعلمين أهمية هذا العمل ولا الثواب المترتب عليه، أو أنك تجهلين أن بعض الأعمال البسيطة قد تبلغ بك المنازل العالية فتستهينين بها...!
وفي الغالب يُفسر ذلك كله بعدم وجود الاحتساب في حياتك...
فلربما لا تدرين ما هو الاحتساب؟ ولا ماذا تحتسبين؟.
وقد تشعرين عندما تقومين ببعض الأعمال الصالحة بوجود من ينكر عليك ويقول لك: لا تتبعي نفسك... يكفي ما قمت به سابقاً... لماذا كل هذا المجهود؟ الأمر لا يستدعي ذلك... لا تحرمي نفسك فأنت ما زلت شابة... إلخ.
سبحان الله! وهل العمل إلا في الشباب؟.
لو علم هؤلاء أنهم هم المحرمون، وأنت من يقول لهم: كفى... كفى أريحوا أنفسكم من اللهو والعبث... ولا تتعبوها بالغفلة... وارحموها من حمل أثقال المعاصي المتراكمة...
أما إن كان ما تقومين به من أعمال صالحة فيه منفعة للآخرين كقضاء حاجات المسلمين من أقارب وأخوات في الله والتودد إليهم، فستسمعين من ضعيفات الإيمان عبارات من نوع:
إنهم لا يستحقون ما تفعلينه لأجلهم... في كل مرة تساعدينهم وهم لم يساعدوك مرة واحدة... هل سبق أن قدمت لك فلانة هدية حتى تهديها تلك الهدية القيمة؟... إلخ.
وكأننا خلقنا لنعمل من أجل الناس!
فإن أرضونا تفانينا في الإحسان لهم، وأن أغضبونا تفانينا في الإساءة إليهم!...
إذا ماذا بقي للآخرة؟...
ما الذي ستجدينه في صحيفتك إذا كانت أعمالك كلها منصرفة للبشر حسب علاقتك الشخصية بهم وليست لله وحده!...
إن الأيام لتذهب سريعاً فلا تفاجئي بخلو صحيفتك من الأعمال التي تبتغين بها وجه الله...
أشعرت ـ عزيزتي ـ بأن هناك من يزهد جدا في العمل الصالح، بل ربما يعتبر بعض الأعمال الصالحة ضعفا ومهانة ! كالعفو والحلم مثلا... !
لأجل ذلك كله كان الحديث عن احتساب الأجر أمرا نحتاج إليه...
ما الأمور التي تدفعك
للحرص على احتساب الأجر
في أعمالك كلها؟
1) سرعة مرور الوقت وهذا يعاني منه الجميع فاستغلي الدقائق قبل الساعات وقد قيل: (أمسك الذي مضى عن قربه، يعجز أهل الأرض عن رده).
2) موت الفجأة {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (الجمعة:8)
3) تغير الأحوال من صحة إلى مرض... ومن غنى إلى فقر... ومن أمن إلى خوف... ومن فراغ إلى شغل... ومن شباب إلى شيخوخة... ومن حياة إلى موت... !
4) لأنك محتاجة إلى أعمال كثيرة تثقلين بها ميزانك، فالإنسان سرعان ما يفسد أعماله الصالحة بلسانه من كذب وغيبة ونميمة وسخرية... وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم، فقد تأتين يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فتجدين لسانك قد هدمها عليك... فلا تكوني ممن لهن النصيب الأكبر من ويلات اللسان... فما أحوجنا إلى حسنة واحدة يثقل بها الميزان...
5) استشعري التقصير والتفريط في جنب الله {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر:56).
الخوف من الله.. {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الأنعام:51).
إن الخوف من الله دافع قوي للعمل الصالح عموما.
1) الرغبة في حصول الأجر والثواب... قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (العنكبوت:58).
2) أن فرصة العيش في الحياة الدنيا واحدة لا تتكرر لتعويض ما فات... {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (الزمر:58). ومع أنها فرصة واحدة إلا أنها تنقضي بسرعة أيضا... !، فعندما تجلسين عند جدتك وتقولين لها: احكي لي قصة حياتك خلال الستين سنة الماضية فستحكيها لكي في ساعة أو ساعتين!...
أين ذهبت تلك السنون الطوال؟!...
لا شك أن الحديث عنها سينتهي في يومين على أكثر تقدير...! قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ...} (يونس:45). "أي اذكر يوم نحشرهم {كأن لم يلبثوا} في الدنيا {إلا ساعةً من نهار} أي شيئا قليلا منه، استقلوا المدة الطويلة إما لأنهم ضيعوا أعمارهم في الدنيا فجعلوا وجودها كالعدم، أو استقصروها للدهش والحيرة، أو لطول وقوفهم في المحشر، أو لشدة ما هم فيه من العذاب نسوا لذات الدنيا وكأنها لم تكن.
وجملة {يَتَعَارَفُونَ بَينَهُم} أي يعرف بعضهم بعضا، وذلك عند خروجهم من القبور، ثم تنقطع التعارف بينهم لما بين أيديهم من الأمور المدهشة للعقول المذهلة للأفهام، وقيل إن هذا التعارف هو تعارف التوبيخ والتقريع، يقول بعضهم لبعض: أنت أضللتيني وأغويتني لا تعارف شفقة ورأفة...".
يتبع
ام بودى68 @am_bod68
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ام بودى68 :ما فوائد الاحتساب؟ هل تعلمين أنك عندما تحاولين احتساب الأجر في جميع أعمالك، قد حصلت لك فوائد عظيمة لا تتوفر عند من لا تهتم بالاحتساب! إن لم تمانعي فسأسردها عليك... فوائد الاحتساب: 1. "دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام. 2. الفوز بالجنة والنجاة من النار. 3. حصول السعادة في الدارين. 4. الاحتساب في الطاعات يجعلها خالصة لوجه الله تعالى وليس لها جزاء إلا الجنة. 5. الاحتساب في المكاره يضاعف أجر الصبر عليها. 6. الاحتساب يبعد صاحبه عن شبهة الرياء ويزيد في ثقته بربه. 7. الاحتساب في المكاره يدفع الحزن ويجلب السرور ويحول ما يظنه الإنسان نقمة إلى نعمة. 8. الاحتساب في الطاعات يجعل صاحبه قرير العين مسرور الفؤاد بما يدخره عند ربه فيتضاعف رصيده الإيماني وتقوى روحه المعنوية. 9. الاحتساب دليل الرضا بقضاء الله وقدره ودليل على حسن الظن بالله تعالى. 10. علامة على صلاح العبد واستقامته. 11. إتباع للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم". 12. أراك دائما تحرصين أن تكوني من الناس.. وهذا شيء طيب ولكن.. ليكن طموحك أعلى.. فحب أهل الأرض وحده لا يكفي!.. كما أنه غاية صعبة المنال إلا إذا.. أحبك أهل السماء!!.. تقولين: كيف؟.. أقول لك: عليك بالاحتساب فهو عمل صالح.. والمداومة عليه تجعل حياتك كلها طاعات.. والطاعة طريق موصل إلى محبة الله.. وإذا أحبك الله، أحبك أهل السماء ووضع لك القبول في الأرض.. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه، قال فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض". 1. بالاحتساب تؤدين شكر النعم.. لأن الاحتساب طاعة.. ومن شكر النعم العمل بالطاعات.. والله يجازيك على شكرك للنعم بأن يزيدك من الطاعات.. فيعينك عليها وييسرها لك.. ويحببها إلى قلبك فتجدين الأنس والمتعة في عملها.. فيسهل عليك أمر الاحتساب وغيره... فقد "قال: الحسين ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} قال: أي من طاعتي". 2. إن التي تحتسب الأجر من الله في أعمالها لا تتأذى ولا تتأثر من عدم شكر الناس لجهودها الطيبة معهم وعدم تقديرهم لما تقوم به من أجلهم، لأنها لا ترجو من الناس جزاءا ولا شكورا إنما تبتغي بذلك وجه الله فهي هادئة البال مطمئنة النفس حتى وإن قوبل إحسانها بالإساءة فما دام أن مبتغاها قد تحقق فلا يضيرها ما وراء ذلك لأن لا مطلب لها فيه أصلا. 3. الاحتساب في التروك ـ ترك المعاصي والمحرمات ـ طاعة تثبت قلبك وتقوي عزيمتك لأن ترك المعصية ـ مع قدرتك عليها ـ لوجه الله يجعلك تتلذذين وتسعدين بتركها لأنك ترجين أجر امتثالك لأمر الله ووقوفك عند حدوده تبتغين بذلك ثواب التقوى والخوف من الله {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (الرحمن:46). "والذي خاف ربه وقيامه عليه فترك ما نهى عنه، وفعل ما أمر به، له جنتان من ذهب، آنيتهما وحليتهما وبنيانهما وما فيهما، إحدى الجنتين جزاء على ترك المنهيات والأخرى على فعل الطاعات". 4. إن المحيط الصغير الذي تعيشين فيه سيكتسب منك هذا الخلق الحسن ـ الاحتساب ـ لأنهم سيشعرون به ويعايشونه واقع حيا أمامهم مما يجعل له أثرا عميقا في أنفسهم، وأقصد هنا أهلك وزوجك وأولادك وغيرهم ممن تحتكين بهم إحتكاكا مباشرا ومستمرا كمحيط العمل مثلا... فتكونين بذلك دعوت عمليا إلى هدى، فلك أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة بإذن الله... 1. من فوائد الاحتساب التي تجنينها في الدنيا مع ما يدخر لك من الثواب في الآخرة، أنك إذا جعلت همك رضا الله والتقرب إليه باحتساب العبادات المختلفة فإن الجزاء من جنس العمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ومن كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل الله غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة". وما ظنك بمن تحتسب الأجر من الله في كل شيء أليست ممن كانت الآخرة نيته؟... وإن لم تكن هي فمن؟! إنه قلب عاش وتنفس يستشعر العبادة في جميع سكناته وحركاته يطلب ثوابها من الله فسره وشرحه من خلقه ويسر له أمر دنياه وأخراه.. فاجعلي الآخرة همك.. تصبحين وتمسين تفكرين: كيف أرضي ربي؟ ماذا سأفعل اليوم؟... 2. الاحتساب يزيدك رفعة عند خالقك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص "... إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة... ". 3. عندما تعتادين المداومة على احتساب العمل الصالح فستربحين مثل أجور أعمالك عندما لا يمكنك القيام بها لعذر شرعي... لا تتعجبي!... فإن فضل الله واسع... قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما". هل تحمست لذلك؟... قال عمر بن الخطاب رضي الله عنـه: "أيهـا النـاس، احتسبوا أعمـالكم، فـإن من احتسب عمله، كتب له أجر عمله وأجر حسبته". ماذا تحتسبين في الدعوة إلى الله؟ هل فكرت يوما أن تكوني (دليل خير) للأخريات؟ أعتقد أن هذا العمل سيدخل السرور إلى قلبك، وستشعرين خلال قيامك به بانشراح كبير في صدرك يدفع ذلك الملل والضيق الذي تحسين به أحيانا... (فدليل الخير) وقتها عامر وزاخر وقلبها سعيد، لأنها تشعر بأنها تعمل من أجل أمتها الإسلامية فهي ترشف دفقات من السعادة يعكسها حب الدلالة إلى الخير على قلبها... كيف تصبحين (دليل خير)؟ الأمر سهل جدا، إنك ـ ياعزيزتي ـ ستسارعين في نشر الخير بشتى أنواعه فمثلا: تعلنين بين النساء عن المحاضرات المفيدة، أو الأشرطة والكتب النافعة، وتحاولين توفيرها للأخريات حسب قدرتك، توزعين أو تعلنين عن المجلات الهادفة، تناصرين أهل الخير بأقوالك وأفعالك وتدلين على أماكن الخير كدور تحفيظ القرآن الكريم النسائية والمراكز الصيفية الجيدة وما تقدمه من أنشطة، وتبلغين المعلومة النافعة بقلمك، بلسانك، بـ...إلخ. هنا... ستجدين نفسك (دليل خير) وداعية إلى الله!. ولكن يا إلهي!.. هل تعلمين ماذا يعني أن تكوني داعية إلى الله؟.. هذا يعني أنني لن أستطيع أن أحصي الأعمال التي ستحتسبين ثوابها!! فهي كثيرة جدا ولكن حسبي أن أقول لك: إن ما تقومين به أكثر من رائع فما أجمل أن تحتسبي هذه العبادات: 1) أجر الدلالة على الخير، فعن أبي مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله". فالأشخاص الذين استفادوا من دعوتك لهم سيأتيك ـ بإذن الله ـ مثل أجور أعمـالهم التي كــان لك الفضل ـ بعد الله ـ في دلالتهم عليها... فما أسعدك أيتها الداعية المخلصة بأجور من قد يفوقونك في العمل والإخلاص!! 1) أجر الدعوة إلى الهدى، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا". وهكذا يتضاعف أجرك بعدد الذين يستجيبون لك. 2) ثواب تعليم الناس الخير، ألا تحبين أن يصلي الله وملائكته عليك؟... ليس هذا فحسب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في حجرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير". 3) ثواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تنطق به كلمات الداعية وأفعالها... مع ما يترتب عليه من حصولك على الفلاح وهو جماع الخير... قال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104). 4) ثواب الكلمة الطيبة،" ولعل الكلمة الطيبة هي من أنواع ما عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله فيما رواه البخاري: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات...". ولقد ورد في فتح الباري (11 / 311) [والكلمة التي ترفع بها الدرجات ويكتب الله بها الرضوان هي التي يدفع بها عن مسلم مظلمة أو يفرج عنه كربة، أو ينصر بها مظلوما...] فكيف بالكلمة التي تدفع عن مجموع المسلمين المظالم، وتدفع عنه الكرب بدعوتهم إلى إقامة الشرع وكيف بعبارات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وإذا كانت الدرجات ترفع بما يحقق المصالح الدنيوية، فكيف بما يحقق المصالح الأخروية؟؟ وعلى الأدنى يقاس الأعلى. وكيف بالكلمات التي تقود إلى قيام مجتمع مسلم؟". 5) أجر هداية الناس، فعن سهل بن سعيد ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "... فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم". 6) احتسبي أن العبادة كلما كان نفعها متعديا كان ثوبها أعظم .. فما ظنك بالدعوة إلى الله..! 7) أن يعطيك الله علم ما لم تعلميه، لأن طبيعة العمل الدعوي تستلزم الاستزادة من العلم الشرعي والمطالعة المكثفة للكتب إضافة إلى سماع الأشرطة العلمية المساندة... وتستلزم أيضا الاحتكاك المباشر بالناس وقد ترد عليك منهم الأسئلة والاستفسارات التي تدفعك للبحث عن إجابات لها ومن ثم يزداد علمك ويتسع وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء... 1) زكاة للعلم الشرعي الذي تحملينه، وحفظا له من النسيان لأن بذل العلم يعين على ثباته بإذن الله. 2) أنت بحاجة يومية لانشراح الصدر والرضا عن النفس ونشاطك الدعوي سيحقق لك ذلك الإحساس لأنك تعلمين وتنتجين والنفس تسعد والصدر ينشرح إذا شعر المرء بأنه ينفع المسلمين ويفعل شيئــا. 3) بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: "نضر الله إمرءا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها...". فبلغي واحتسبي. 4) ثواب امتثال أمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: "بلغوا عني ولو آية..." "أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه ولو آية، ودعا لمن بلغ عنه ولو حديثا وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو، لأن تبليغ السهام يفعله الكثير من الناس وأما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم، جعلنا الله منهم بمنه وكرمه". 5) أن تحصل لك التزكية من الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت:33). والنفس يعجبها الثناء من الناس، فكيف إذا أتاك الثناء من رب الناس!. 6) طاعة لله سبحانه .. لأنه أمرنا بالدعوة إلى الدين: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل:125) . وأنت مأجورة على الطاعة. ثواب حمل هم الدعوة إلى الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ـ حتى الشوكة يشاكها ـ إلا كفر الله بها من خطاياه". وهم الدعوة ثقيل... ثقيل، ولكنه رائع! لأنه يدفعك إلى التفكير...ثم العمل، فيكون هذا الهم سببا في استغلالك للحظات عمرك السريعة بأعمال أجرها كبير. بخلاف من لا تحمل هم المسلمين تجدينها متبلدة جامدة تمر عليها السنون ويومهـا مثل أمسها لا جديد تقدمه لنفسها ودينها اللهم إلا جبالاً من ثقافة الملابس... الأثاث... المكياج... إلخ. بالتأكيد ـ عزيزتي ـ لا أقصد هنا الهم الذي يقعد صاحبه عن العمل ويدخله في دوامة الأحزان ويشل حركته ويؤثر على عبادته. 1) بل الذي أريده منك هو "الهم الإيجابي" الذي يدفع إلى العمل...! الهم الذي يجعلك تدعين للمسلمين... تنفقين... تتبنين قضاياهم... تعملين من أجلهم تتفاعلين مع أحداث الساحة... تنتجين... "إن حمـل هـم المسلمين عبـادة تتقربين بها إلى الله فيجب ألا تؤدي العبادة إلى التقصير في العبادات الأخرى". 2) احتسبي نصرة الإسلام وأهله، ونصرة المصلحين في كل مكان لأن الهدف واحد، قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج:40). 3) ثواب قضـاء حاجة المسلمين وتفريج الكربة عنهم وذلك بتعليمهم أمور دينهم ورفع الجهل عنهم، قال صلى الله عليه وسلم: "... ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة..." . وهل هناك أفضل من قضاء حاجة مسلم بتعليمه أمر دينه؟.. وهل هناك أعظم من كشف كربة الجهل عن المسلمين؟ فكوني لها داعية صابرة محتسبة. 4) ثواب مواجهة الفساد والتصدي له، وما يتبع ذلك من جهد ذهني.. ونفسي.. وبدني.. ومالي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا". فأبشري بالخير... والنصر... والفرج... واليسر!. 5) احتسبي إبراء الذمة أمام الله. 6) ابتغاء أن يحفظك الله في الشدة كما حفظته في الرخاء، لذا كان من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة..." . فانشطي أيام العافية والسلامة في الأعمال الدعوية ليحفظك ربك عند حاجتك.. 7) أجر الصبر على مشقة طريق الدعوة وطوله، وما تلاقينه من جهل العامة وأذى المخالفين، قال الله تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} (الانسان:12). يتبعما فوائد الاحتساب؟ هل تعلمين أنك عندما تحاولين احتساب الأجر في جميع أعمالك، قد حصلت لك فوائد...
1) أجر التعاون على البر والتقوى، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (المائدة:2). لأن انخراطك في الدعوة إلى الله يعني أنك تتعاونين مع كل المصلحين على وجه الأرض...!
2) ابتغاء أن يهديك الله إلى الصراط المستقيم، فهو سبحانه يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت:69).
3) ثواب قضاء الأوقات بعبادة عظيمة ـ الدعوة إلى الله ـ تؤجرين عليها، وهذا يعينك بإذن الله على الإجابة الطيبة عندما تسألين يوم القيامة عن عمرك فيما أفنيته؟.. وعن جسمك فيما أبليته؟.. وعن مالك فـيم أنفقتــه؟..
4) احتسبي أنك تسدين ثغرة للمسلمين بارك الله فيك.
5) احتسبي أن تكوني قدوة للآخرين في المسارعة للعمل الدعوي فإن من يحيط بك من أولادك وأقاربك وصديقاتك... إلخ. سيتأثرون بنشاطك الدعوي وسيحاولون السير على نهجك حسب قدراتهم ويبقى لك فضل الدلالة على الخير بالقدوة العملية..
6) احتسبي جميع حركات جوارحك التي تخدمين بها الدعوة إلى الله، ( عينيك .. أذنيك .. لسانك .. يديك .. قدميك ) .
واحتسبي أن تسخير عقلك وجوارحك لخدمة دينك من باب شكر الله على تلك النعم .
7) ثباتاً لك .. واعتباراً بالآخرين، لأن عملك في الدعوة إلى الله سيجعلك تشعرين بعظم نعمة الله عليك ، حيث ستستمعين إلى مشاكل نساء كثيرات، وستطلعين على أحوال أخريات، وكل ذلك يدفعك إلى التأمل في نعم الله التي تتقلبين فيها !..
ويزيد من خضوعك وتذللك لرب السموات .. كما أنك ستحقرين عملك عندما تقابلين بعض النماذج
الرائعة من الصالحات مما يدفعك لمزيد من بذل الجهد قبل الفوات ...
ماذا تحتسبين عند استخدامك
الهاتف؟
جهاز صغير في منزلك تستطيعين من خلاله جمع عدد كبير من الحسنات بإذن الله!! بيد أن النساء بين مُفرِطَة فيه ومُفَرِطة... فكوني أنت وسطاً بينهن تتحكمين فيه ولا يتحكم فيك.
هل عرفته؟ أحسنت...
فهلا احتسبت يافراشة الزهور هذه الأمور عند استخدامك الهاتف:
1. ثواب صلة الرحم عند محادثتك لذوي رحمك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه".
2. ثواب إدخال السرور على من تحادثين، عند اتصالك للسلام والسؤال عن الأحوال..
3. ثواب الكلمة الطيبة، في مكالمات التهنئة أو التعزية وغيرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكلمة الطيبة صدقة".
4. احتسبي نية العبادة والتقرب إلى الله عند استخدامك للهاتف بما يفيد عموماً.
5. احتسبي الحفاظ على وقتك باستعمال الهاتف لعمل أكثر من عبادة في وقت قصير.
مثال: مكالمة هاتفية تجرينها مع والدتك ستحتسبين فيها العبادات التالية:
بر الوالدين.. صلة الرحم.. إدخال السرور على مسلمة... قضاء حاجتها إن كان لها حاجة.. الكلمة الطيبة.. أجر السلام في بداية ونهاية الاتصال... إلخ.
6. أجر قضاء حوائج المسلمين... عندما تتصل بك من تطلب منك بعض الحاجيات أو المساعدة في حل مشكلة تعاني منها... وقد يستدعي الأمر أن تقومي بالاتصال هاتفياً بها عدة مرات من أجل قضاء حاجتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "...من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته".
7. أجر طلب العلم الشرعي، بسؤال أهل العلم عبر الهاتف، مع مراعاة اختيار الوقت المناسب للاتصال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع...".
1. ثواب طلب النصيحة من أهلها، وبذلها لمن يحتاج إليها من خلال المكالمات الهاتفية وما في ذلك من ثواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2. احتسبي عند استخدامك للهاتف أن يساعدك على القرار في البيت فذلك أمر يحبه الله لأنه أمرنا به قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} (الأحزاب:33). فبإمكانك استخدام الهاتف للتقليل من حاجتك إلى الخروج. كالسؤال عن بعض الأقارب، أو التأكد من وجود حاجتك في المكان الذي ستقصدينه قبل الذهاب إليه لئلا تضطري للخروج من منزلك عدة مرات فتضيع عليك الأوقات..!
3. ثواب الدعوة إلى الهدى والدلالة على الخير عندما تقومين ببعض المكالمات الهاتفية التي تعلنين من خلالها عن إقامة محاضرة مفيدة أو سوق خيرية أو تدلين على شريط أو كتاب نافع أو أي عمل صالح..
4. لُطف منك أن تستخدمي الهاتف في الإصلاح بين الناس وهذا لا يكون إلا للنساء الموفقات اللاتي يبحثن عن الأجر حقاً، بالمقابل تجدين هناك فئة من ضعيفات الإيمان ما أن يسمعن عن خلاف بسيط بين اثنتين حتى يتبرعن باستخدام الهاتف لتأجيج نار العداوة، فهذه تفسد زوجة على زوجها وتلك تحرض الأخرى على أم زوجها أو على زوجة ابنها ... إلخ. وما علمت المسكينة أن كلمة تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفاً!!.
ماذا تحتسبين في الإصلاح
بين الناس ؟
فلانة لا تقصد ... إنها تودك كثيراً ... ولكن ربما خانها التعبير فلم تختر اللفظ المناسب ... ولربما كانت في ذلك الوقت تعاني من ضغوط نفسية ... أو أن مزاجها كان متعكراً ... لا أتوقع أبدا أنها تنوي الإساءة إليك ... ولعلها الآن تتألم لما حدث ... كما أني متأكدة من طيبة قلبك وسعة صدرك ...
ثم أن الناس – يا أخيتي – بيئات ..... ومجتمعات ....... وتربيات مختلفة وربما لم يتح لها من التربية ما يكفي لأن يجعلها تتقن فن التعامل مع الآخرين ! فنشأت بهذه الطريقة وهي لا تحسن سواها لأن ذلك عسير عليها ، وقد لا يشعر بما هي عليه من خطأ ! .
فاحمدي الله- عزيزتي – أن عافاك مما ابتلاها به ، وأن سخر لك أسرة صالحة أحسنت تربيتك وعلمتك الأدب وطريقة التعامل مع الناس . ... واعذريها فقد تكون محرومة من الخير الذي عندك فلا تؤاخذيها وسلي الله العافية لك ولأختك المسلمة ، ولا تردي لها الإساءة بل عامليها بالحسنى عسى أن تتأثر من أسلوبك في التعامل معها ، عسى أن تتعلم ويكون لك أجر الإحسان إلى مسلمة...!
يا طيبة القلب ......
تأملي المثال السابق ولتتسع الصدور للإصلاح بين المتنازعين، وإنها والله لمهمة النفوس العظيمة التي تعمل بصمت وتحتسب :
1- الأجر العظيم ....
قال الله تعالى : {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} (النساء:114)
قال الله تعالى{إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} (لأعراف:170).
2- أن يرحمك الله، قال الله تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (الحجرات:10) فإصلاحك بين المتنازعين سبب لأن يرحمك الله ، لأنه سبحانه "رتب على القيام بالتقوى وبحقوق المؤمنين الرحمة فقال: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وإذا حصلت الرحمة حصل خير الدنيا والآخرة، ودل ذلك على أن عدم القيام بحقوق المؤمنين من أعظم حواجب الرحمة ".
1- احتسبي أجر دفع الضرر والأذى عن المسلمين فإن الخصومة بين المتنازعين يضرهما في الدنيا والآخرة .
2- أجر الإحسان إلى المتنازعين بالإصلاح بينهما...
قال الله تعالى : {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ }(الاسراء: 7)
3- أن تحصلي على درجة أفضل من درجة نافلة الصلاة والصيام والصدقة...!
قال صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة " . أي تحلق الدين..
4- أن يكون أجرك على الله .. ولك أن تتخيلي – عفواً – أقصد لن تستطيعي أن تتخيلي عظم هذا الأجر فالأمر مطلق ومفتوح. قال تعالى: { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } (الشورى:40).
قال ابن شهاب :
" ولم اسمع يرخص في شيء مما
يقول الناس كذب إلا في ثلاث:
الحرب، والإصلاح بين الناس،
وحديث الرجل امرأته وحديث
المرأة زوجها " .
ما الذي تحتسبينه
في صبرك؟
لماذا أنت حزينة هكذا ؟ ...
وما هذه الهموم التي تخفينها بين أضلعك ؟...
لقد أتعبك الأرق والسهر، وذوى عودك وذهبت نضرتك...لماذا كل هذه المعاناة...؟ فهذا أمر قد جرى وقدر، ولا تملكين دفعه إلا أن يدفعه الله عنك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها فلا تكلفي نفسك من الأحزان مالا تطيقين !...
استغلي مصيبتك لصالحك لتكسبي أكثر مما تخسرين، كي تتحول أحزانك إلى عبادة الصبر العظيمة – عفواً – إنها عبادات كثيرة وليست واحدة !.. كالتوكل ... والرضا .. والشكر.
فسيبدل الله بعدها أحزانك سروراً في الدنيا قبل الآخرة لأن من ملأ الرضا قلبها فلن تجزع من مصيبتها وهذا والله من السعادة ... ألا ترين أن أهل الإيمان أبش الناس وجوها مع أنهم أكثرهم بلاء !
فكوني فطنة ... فالدنيا لا تصفو لأحد وكلما انتهت مصيبة أتت أختها ....
وقد قيل : إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
أيتها الصابرة
ربما وجدت نفسك فجأة في بحر الأحزان تغالبين أمواج الهموم القاتلة وهي تعصف بزورقك الصغير... بينما تجدفين بحذر يمنة ويسرة... ولكن الأمواج كانت أعلى منك بكثير ولم يبق إلا أن تطيح بك... وفي تلك اللحظات السريعة أيقنت بأن لا مفر لك من الله إلا إليه فذرفت عيناك... وخضع قلبك معها... واتجه كيانك كله إلى الله يدعوه يا رب ... يا رب ... يا فارج الهم فرج لي...
هنا سكن بحر الأحزان... وهدأت أمواج العالية... وسار قاربك فوقه بهدوء واطمئنان... إن شيئاً من الواقع لم يتغير سوى ما بداخلك... قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11). لقد تحول جزعك إلى تسليم، وسخطك إلى رضى ...
فاجعلي هذه الهموم والأحزان أفراحا لك في الآخرة فهي والله أيامك في الدنيا ولياليك فاصبري واحتسبي:
1- أجر الصابرين، فالصابرة يكب عليها الأجر بلا عد ولا حد، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر:10).
1- أن تفوزي بمعية القوي العزيز، قال الله تعالى: { َاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال:46).
2- أن يحبك الله وما أنبلها من غاية، قال الله تعالى: { وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (آل عمران:146).
3- أن تكون لك عقبى الدار، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (الرعد:22-24).
4- احتسبي في صبرك على مصيبتك أن ينصرك الله ويجبر كسرك وأن تكون العاقبة لك قال الله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} (هود:49).
5- أن تكوني من المفلحين الناجين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (آل عمران:200).
6- المغفرة والأجر الكبير، قال الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} (هود:11).
7- أن تنالي صلوات من ربك ورحمة وهداية لما يحبه ويرضاه...
قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة:155-157).
8- انظري إلى الأشجار في فصل الخريف كيف تتساقط أوراقها ما أروع هذا المنظر!.. إن احتسابك للمعصية سيجعل ذنوبك تتساقط كما تحط الشجرة ورقها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله سيئاته كما تحط الشجرة ورقها".
كلمة أخيرة...
الصبر - يا أختي - ليس فقط على أقدار الله المؤلمة… إنما هناك أيضا الصبر على طاعة الله وتنفيذ أوامره كذلك الصبر عن فعل المعاصي… فلا تنسي أن تحتسبي تلك الأجور في جميع أنوع الصبر…
قال بعض السلف:
(لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس).
يتبع
2) ابتغاء أن يهديك الله إلى الصراط المستقيم، فهو سبحانه يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت:69).
3) ثواب قضاء الأوقات بعبادة عظيمة ـ الدعوة إلى الله ـ تؤجرين عليها، وهذا يعينك بإذن الله على الإجابة الطيبة عندما تسألين يوم القيامة عن عمرك فيما أفنيته؟.. وعن جسمك فيما أبليته؟.. وعن مالك فـيم أنفقتــه؟..
4) احتسبي أنك تسدين ثغرة للمسلمين بارك الله فيك.
5) احتسبي أن تكوني قدوة للآخرين في المسارعة للعمل الدعوي فإن من يحيط بك من أولادك وأقاربك وصديقاتك... إلخ. سيتأثرون بنشاطك الدعوي وسيحاولون السير على نهجك حسب قدراتهم ويبقى لك فضل الدلالة على الخير بالقدوة العملية..
6) احتسبي جميع حركات جوارحك التي تخدمين بها الدعوة إلى الله، ( عينيك .. أذنيك .. لسانك .. يديك .. قدميك ) .
واحتسبي أن تسخير عقلك وجوارحك لخدمة دينك من باب شكر الله على تلك النعم .
7) ثباتاً لك .. واعتباراً بالآخرين، لأن عملك في الدعوة إلى الله سيجعلك تشعرين بعظم نعمة الله عليك ، حيث ستستمعين إلى مشاكل نساء كثيرات، وستطلعين على أحوال أخريات، وكل ذلك يدفعك إلى التأمل في نعم الله التي تتقلبين فيها !..
ويزيد من خضوعك وتذللك لرب السموات .. كما أنك ستحقرين عملك عندما تقابلين بعض النماذج
الرائعة من الصالحات مما يدفعك لمزيد من بذل الجهد قبل الفوات ...
ماذا تحتسبين عند استخدامك
الهاتف؟
جهاز صغير في منزلك تستطيعين من خلاله جمع عدد كبير من الحسنات بإذن الله!! بيد أن النساء بين مُفرِطَة فيه ومُفَرِطة... فكوني أنت وسطاً بينهن تتحكمين فيه ولا يتحكم فيك.
هل عرفته؟ أحسنت...
فهلا احتسبت يافراشة الزهور هذه الأمور عند استخدامك الهاتف:
1. ثواب صلة الرحم عند محادثتك لذوي رحمك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه".
2. ثواب إدخال السرور على من تحادثين، عند اتصالك للسلام والسؤال عن الأحوال..
3. ثواب الكلمة الطيبة، في مكالمات التهنئة أو التعزية وغيرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكلمة الطيبة صدقة".
4. احتسبي نية العبادة والتقرب إلى الله عند استخدامك للهاتف بما يفيد عموماً.
5. احتسبي الحفاظ على وقتك باستعمال الهاتف لعمل أكثر من عبادة في وقت قصير.
مثال: مكالمة هاتفية تجرينها مع والدتك ستحتسبين فيها العبادات التالية:
بر الوالدين.. صلة الرحم.. إدخال السرور على مسلمة... قضاء حاجتها إن كان لها حاجة.. الكلمة الطيبة.. أجر السلام في بداية ونهاية الاتصال... إلخ.
6. أجر قضاء حوائج المسلمين... عندما تتصل بك من تطلب منك بعض الحاجيات أو المساعدة في حل مشكلة تعاني منها... وقد يستدعي الأمر أن تقومي بالاتصال هاتفياً بها عدة مرات من أجل قضاء حاجتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "...من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته".
7. أجر طلب العلم الشرعي، بسؤال أهل العلم عبر الهاتف، مع مراعاة اختيار الوقت المناسب للاتصال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع...".
1. ثواب طلب النصيحة من أهلها، وبذلها لمن يحتاج إليها من خلال المكالمات الهاتفية وما في ذلك من ثواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2. احتسبي عند استخدامك للهاتف أن يساعدك على القرار في البيت فذلك أمر يحبه الله لأنه أمرنا به قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} (الأحزاب:33). فبإمكانك استخدام الهاتف للتقليل من حاجتك إلى الخروج. كالسؤال عن بعض الأقارب، أو التأكد من وجود حاجتك في المكان الذي ستقصدينه قبل الذهاب إليه لئلا تضطري للخروج من منزلك عدة مرات فتضيع عليك الأوقات..!
3. ثواب الدعوة إلى الهدى والدلالة على الخير عندما تقومين ببعض المكالمات الهاتفية التي تعلنين من خلالها عن إقامة محاضرة مفيدة أو سوق خيرية أو تدلين على شريط أو كتاب نافع أو أي عمل صالح..
4. لُطف منك أن تستخدمي الهاتف في الإصلاح بين الناس وهذا لا يكون إلا للنساء الموفقات اللاتي يبحثن عن الأجر حقاً، بالمقابل تجدين هناك فئة من ضعيفات الإيمان ما أن يسمعن عن خلاف بسيط بين اثنتين حتى يتبرعن باستخدام الهاتف لتأجيج نار العداوة، فهذه تفسد زوجة على زوجها وتلك تحرض الأخرى على أم زوجها أو على زوجة ابنها ... إلخ. وما علمت المسكينة أن كلمة تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفاً!!.
ماذا تحتسبين في الإصلاح
بين الناس ؟
فلانة لا تقصد ... إنها تودك كثيراً ... ولكن ربما خانها التعبير فلم تختر اللفظ المناسب ... ولربما كانت في ذلك الوقت تعاني من ضغوط نفسية ... أو أن مزاجها كان متعكراً ... لا أتوقع أبدا أنها تنوي الإساءة إليك ... ولعلها الآن تتألم لما حدث ... كما أني متأكدة من طيبة قلبك وسعة صدرك ...
ثم أن الناس – يا أخيتي – بيئات ..... ومجتمعات ....... وتربيات مختلفة وربما لم يتح لها من التربية ما يكفي لأن يجعلها تتقن فن التعامل مع الآخرين ! فنشأت بهذه الطريقة وهي لا تحسن سواها لأن ذلك عسير عليها ، وقد لا يشعر بما هي عليه من خطأ ! .
فاحمدي الله- عزيزتي – أن عافاك مما ابتلاها به ، وأن سخر لك أسرة صالحة أحسنت تربيتك وعلمتك الأدب وطريقة التعامل مع الناس . ... واعذريها فقد تكون محرومة من الخير الذي عندك فلا تؤاخذيها وسلي الله العافية لك ولأختك المسلمة ، ولا تردي لها الإساءة بل عامليها بالحسنى عسى أن تتأثر من أسلوبك في التعامل معها ، عسى أن تتعلم ويكون لك أجر الإحسان إلى مسلمة...!
يا طيبة القلب ......
تأملي المثال السابق ولتتسع الصدور للإصلاح بين المتنازعين، وإنها والله لمهمة النفوس العظيمة التي تعمل بصمت وتحتسب :
1- الأجر العظيم ....
قال الله تعالى : {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} (النساء:114)
قال الله تعالى{إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} (لأعراف:170).
2- أن يرحمك الله، قال الله تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (الحجرات:10) فإصلاحك بين المتنازعين سبب لأن يرحمك الله ، لأنه سبحانه "رتب على القيام بالتقوى وبحقوق المؤمنين الرحمة فقال: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وإذا حصلت الرحمة حصل خير الدنيا والآخرة، ودل ذلك على أن عدم القيام بحقوق المؤمنين من أعظم حواجب الرحمة ".
1- احتسبي أجر دفع الضرر والأذى عن المسلمين فإن الخصومة بين المتنازعين يضرهما في الدنيا والآخرة .
2- أجر الإحسان إلى المتنازعين بالإصلاح بينهما...
قال الله تعالى : {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ }(الاسراء: 7)
3- أن تحصلي على درجة أفضل من درجة نافلة الصلاة والصيام والصدقة...!
قال صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة " . أي تحلق الدين..
4- أن يكون أجرك على الله .. ولك أن تتخيلي – عفواً – أقصد لن تستطيعي أن تتخيلي عظم هذا الأجر فالأمر مطلق ومفتوح. قال تعالى: { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } (الشورى:40).
قال ابن شهاب :
" ولم اسمع يرخص في شيء مما
يقول الناس كذب إلا في ثلاث:
الحرب، والإصلاح بين الناس،
وحديث الرجل امرأته وحديث
المرأة زوجها " .
ما الذي تحتسبينه
في صبرك؟
لماذا أنت حزينة هكذا ؟ ...
وما هذه الهموم التي تخفينها بين أضلعك ؟...
لقد أتعبك الأرق والسهر، وذوى عودك وذهبت نضرتك...لماذا كل هذه المعاناة...؟ فهذا أمر قد جرى وقدر، ولا تملكين دفعه إلا أن يدفعه الله عنك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها فلا تكلفي نفسك من الأحزان مالا تطيقين !...
استغلي مصيبتك لصالحك لتكسبي أكثر مما تخسرين، كي تتحول أحزانك إلى عبادة الصبر العظيمة – عفواً – إنها عبادات كثيرة وليست واحدة !.. كالتوكل ... والرضا .. والشكر.
فسيبدل الله بعدها أحزانك سروراً في الدنيا قبل الآخرة لأن من ملأ الرضا قلبها فلن تجزع من مصيبتها وهذا والله من السعادة ... ألا ترين أن أهل الإيمان أبش الناس وجوها مع أنهم أكثرهم بلاء !
فكوني فطنة ... فالدنيا لا تصفو لأحد وكلما انتهت مصيبة أتت أختها ....
وقد قيل : إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
أيتها الصابرة
ربما وجدت نفسك فجأة في بحر الأحزان تغالبين أمواج الهموم القاتلة وهي تعصف بزورقك الصغير... بينما تجدفين بحذر يمنة ويسرة... ولكن الأمواج كانت أعلى منك بكثير ولم يبق إلا أن تطيح بك... وفي تلك اللحظات السريعة أيقنت بأن لا مفر لك من الله إلا إليه فذرفت عيناك... وخضع قلبك معها... واتجه كيانك كله إلى الله يدعوه يا رب ... يا رب ... يا فارج الهم فرج لي...
هنا سكن بحر الأحزان... وهدأت أمواج العالية... وسار قاربك فوقه بهدوء واطمئنان... إن شيئاً من الواقع لم يتغير سوى ما بداخلك... قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11). لقد تحول جزعك إلى تسليم، وسخطك إلى رضى ...
فاجعلي هذه الهموم والأحزان أفراحا لك في الآخرة فهي والله أيامك في الدنيا ولياليك فاصبري واحتسبي:
1- أجر الصابرين، فالصابرة يكب عليها الأجر بلا عد ولا حد، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر:10).
1- أن تفوزي بمعية القوي العزيز، قال الله تعالى: { َاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال:46).
2- أن يحبك الله وما أنبلها من غاية، قال الله تعالى: { وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (آل عمران:146).
3- أن تكون لك عقبى الدار، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (الرعد:22-24).
4- احتسبي في صبرك على مصيبتك أن ينصرك الله ويجبر كسرك وأن تكون العاقبة لك قال الله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} (هود:49).
5- أن تكوني من المفلحين الناجين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (آل عمران:200).
6- المغفرة والأجر الكبير، قال الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} (هود:11).
7- أن تنالي صلوات من ربك ورحمة وهداية لما يحبه ويرضاه...
قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة:155-157).
8- انظري إلى الأشجار في فصل الخريف كيف تتساقط أوراقها ما أروع هذا المنظر!.. إن احتسابك للمعصية سيجعل ذنوبك تتساقط كما تحط الشجرة ورقها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله سيئاته كما تحط الشجرة ورقها".
كلمة أخيرة...
الصبر - يا أختي - ليس فقط على أقدار الله المؤلمة… إنما هناك أيضا الصبر على طاعة الله وتنفيذ أوامره كذلك الصبر عن فعل المعاصي… فلا تنسي أن تحتسبي تلك الأجور في جميع أنوع الصبر…
قال بعض السلف:
(لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس).
يتبع
ام بودى68 :1) أجر التعاون على البر والتقوى، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (المائدة:2). لأن انخراطك في الدعوة إلى الله يعني أنك تتعاونين مع كل المصلحين على وجه الأرض...! 2) ابتغاء أن يهديك الله إلى الصراط المستقيم، فهو سبحانه يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (العنكبوت:69). 3) ثواب قضاء الأوقات بعبادة عظيمة ـ الدعوة إلى الله ـ تؤجرين عليها، وهذا يعينك بإذن الله على الإجابة الطيبة عندما تسألين يوم القيامة عن عمرك فيما أفنيته؟.. وعن جسمك فيما أبليته؟.. وعن مالك فـيم أنفقتــه؟.. 4) احتسبي أنك تسدين ثغرة للمسلمين بارك الله فيك. 5) احتسبي أن تكوني قدوة للآخرين في المسارعة للعمل الدعوي فإن من يحيط بك من أولادك وأقاربك وصديقاتك... إلخ. سيتأثرون بنشاطك الدعوي وسيحاولون السير على نهجك حسب قدراتهم ويبقى لك فضل الدلالة على الخير بالقدوة العملية.. 6) احتسبي جميع حركات جوارحك التي تخدمين بها الدعوة إلى الله، ( عينيك .. أذنيك .. لسانك .. يديك .. قدميك ) . واحتسبي أن تسخير عقلك وجوارحك لخدمة دينك من باب شكر الله على تلك النعم . 7) ثباتاً لك .. واعتباراً بالآخرين، لأن عملك في الدعوة إلى الله سيجعلك تشعرين بعظم نعمة الله عليك ، حيث ستستمعين إلى مشاكل نساء كثيرات، وستطلعين على أحوال أخريات، وكل ذلك يدفعك إلى التأمل في نعم الله التي تتقلبين فيها !.. ويزيد من خضوعك وتذللك لرب السموات .. كما أنك ستحقرين عملك عندما تقابلين بعض النماذج الرائعة من الصالحات مما يدفعك لمزيد من بذل الجهد قبل الفوات ... ماذا تحتسبين عند استخدامك الهاتف؟ جهاز صغير في منزلك تستطيعين من خلاله جمع عدد كبير من الحسنات بإذن الله!! بيد أن النساء بين مُفرِطَة فيه ومُفَرِطة... فكوني أنت وسطاً بينهن تتحكمين فيه ولا يتحكم فيك. هل عرفته؟ أحسنت... فهلا احتسبت يافراشة الزهور هذه الأمور عند استخدامك الهاتف: 1. ثواب صلة الرحم عند محادثتك لذوي رحمك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه". 2. ثواب إدخال السرور على من تحادثين، عند اتصالك للسلام والسؤال عن الأحوال.. 3. ثواب الكلمة الطيبة، في مكالمات التهنئة أو التعزية وغيرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الكلمة الطيبة صدقة". 4. احتسبي نية العبادة والتقرب إلى الله عند استخدامك للهاتف بما يفيد عموماً. 5. احتسبي الحفاظ على وقتك باستعمال الهاتف لعمل أكثر من عبادة في وقت قصير. مثال: مكالمة هاتفية تجرينها مع والدتك ستحتسبين فيها العبادات التالية: بر الوالدين.. صلة الرحم.. إدخال السرور على مسلمة... قضاء حاجتها إن كان لها حاجة.. الكلمة الطيبة.. أجر السلام في بداية ونهاية الاتصال... إلخ. 6. أجر قضاء حوائج المسلمين... عندما تتصل بك من تطلب منك بعض الحاجيات أو المساعدة في حل مشكلة تعاني منها... وقد يستدعي الأمر أن تقومي بالاتصال هاتفياً بها عدة مرات من أجل قضاء حاجتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "...من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته". 7. أجر طلب العلم الشرعي، بسؤال أهل العلم عبر الهاتف، مع مراعاة اختيار الوقت المناسب للاتصال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع...". 1. ثواب طلب النصيحة من أهلها، وبذلها لمن يحتاج إليها من خلال المكالمات الهاتفية وما في ذلك من ثواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 2. احتسبي عند استخدامك للهاتف أن يساعدك على القرار في البيت فذلك أمر يحبه الله لأنه أمرنا به قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} (الأحزاب:33). فبإمكانك استخدام الهاتف للتقليل من حاجتك إلى الخروج. كالسؤال عن بعض الأقارب، أو التأكد من وجود حاجتك في المكان الذي ستقصدينه قبل الذهاب إليه لئلا تضطري للخروج من منزلك عدة مرات فتضيع عليك الأوقات..! 3. ثواب الدعوة إلى الهدى والدلالة على الخير عندما تقومين ببعض المكالمات الهاتفية التي تعلنين من خلالها عن إقامة محاضرة مفيدة أو سوق خيرية أو تدلين على شريط أو كتاب نافع أو أي عمل صالح.. 4. لُطف منك أن تستخدمي الهاتف في الإصلاح بين الناس وهذا لا يكون إلا للنساء الموفقات اللاتي يبحثن عن الأجر حقاً، بالمقابل تجدين هناك فئة من ضعيفات الإيمان ما أن يسمعن عن خلاف بسيط بين اثنتين حتى يتبرعن باستخدام الهاتف لتأجيج نار العداوة، فهذه تفسد زوجة على زوجها وتلك تحرض الأخرى على أم زوجها أو على زوجة ابنها ... إلخ. وما علمت المسكينة أن كلمة تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفاً!!. ماذا تحتسبين في الإصلاح بين الناس ؟ فلانة لا تقصد ... إنها تودك كثيراً ... ولكن ربما خانها التعبير فلم تختر اللفظ المناسب ... ولربما كانت في ذلك الوقت تعاني من ضغوط نفسية ... أو أن مزاجها كان متعكراً ... لا أتوقع أبدا أنها تنوي الإساءة إليك ... ولعلها الآن تتألم لما حدث ... كما أني متأكدة من طيبة قلبك وسعة صدرك ... ثم أن الناس – يا أخيتي – بيئات ..... ومجتمعات ....... وتربيات مختلفة وربما لم يتح لها من التربية ما يكفي لأن يجعلها تتقن فن التعامل مع الآخرين ! فنشأت بهذه الطريقة وهي لا تحسن سواها لأن ذلك عسير عليها ، وقد لا يشعر بما هي عليه من خطأ ! . فاحمدي الله- عزيزتي – أن عافاك مما ابتلاها به ، وأن سخر لك أسرة صالحة أحسنت تربيتك وعلمتك الأدب وطريقة التعامل مع الناس . ... واعذريها فقد تكون محرومة من الخير الذي عندك فلا تؤاخذيها وسلي الله العافية لك ولأختك المسلمة ، ولا تردي لها الإساءة بل عامليها بالحسنى عسى أن تتأثر من أسلوبك في التعامل معها ، عسى أن تتعلم ويكون لك أجر الإحسان إلى مسلمة...! يا طيبة القلب ...... تأملي المثال السابق ولتتسع الصدور للإصلاح بين المتنازعين، وإنها والله لمهمة النفوس العظيمة التي تعمل بصمت وتحتسب : 1- الأجر العظيم .... قال الله تعالى : {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} (النساء:114) قال الله تعالى{إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} (لأعراف:170). 2- أن يرحمك الله، قال الله تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (الحجرات:10) فإصلاحك بين المتنازعين سبب لأن يرحمك الله ، لأنه سبحانه "رتب على القيام بالتقوى وبحقوق المؤمنين الرحمة فقال: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وإذا حصلت الرحمة حصل خير الدنيا والآخرة، ودل ذلك على أن عدم القيام بحقوق المؤمنين من أعظم حواجب الرحمة ". 1- احتسبي أجر دفع الضرر والأذى عن المسلمين فإن الخصومة بين المتنازعين يضرهما في الدنيا والآخرة . 2- أجر الإحسان إلى المتنازعين بالإصلاح بينهما... قال الله تعالى : {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ }(الاسراء: 7) 3- أن تحصلي على درجة أفضل من درجة نافلة الصلاة والصيام والصدقة...! قال صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة " . أي تحلق الدين.. 4- أن يكون أجرك على الله .. ولك أن تتخيلي – عفواً – أقصد لن تستطيعي أن تتخيلي عظم هذا الأجر فالأمر مطلق ومفتوح. قال تعالى: { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } (الشورى:40). قال ابن شهاب : " ولم اسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها " . ما الذي تحتسبينه في صبرك؟ لماذا أنت حزينة هكذا ؟ ... وما هذه الهموم التي تخفينها بين أضلعك ؟... لقد أتعبك الأرق والسهر، وذوى عودك وذهبت نضرتك...لماذا كل هذه المعاناة...؟ فهذا أمر قد جرى وقدر، ولا تملكين دفعه إلا أن يدفعه الله عنك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها فلا تكلفي نفسك من الأحزان مالا تطيقين !... استغلي مصيبتك لصالحك لتكسبي أكثر مما تخسرين، كي تتحول أحزانك إلى عبادة الصبر العظيمة – عفواً – إنها عبادات كثيرة وليست واحدة !.. كالتوكل ... والرضا .. والشكر. فسيبدل الله بعدها أحزانك سروراً في الدنيا قبل الآخرة لأن من ملأ الرضا قلبها فلن تجزع من مصيبتها وهذا والله من السعادة ... ألا ترين أن أهل الإيمان أبش الناس وجوها مع أنهم أكثرهم بلاء ! فكوني فطنة ... فالدنيا لا تصفو لأحد وكلما انتهت مصيبة أتت أختها .... وقد قيل : إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه أيتها الصابرة ربما وجدت نفسك فجأة في بحر الأحزان تغالبين أمواج الهموم القاتلة وهي تعصف بزورقك الصغير... بينما تجدفين بحذر يمنة ويسرة... ولكن الأمواج كانت أعلى منك بكثير ولم يبق إلا أن تطيح بك... وفي تلك اللحظات السريعة أيقنت بأن لا مفر لك من الله إلا إليه فذرفت عيناك... وخضع قلبك معها... واتجه كيانك كله إلى الله يدعوه يا رب ... يا رب ... يا فارج الهم فرج لي... هنا سكن بحر الأحزان... وهدأت أمواج العالية... وسار قاربك فوقه بهدوء واطمئنان... إن شيئاً من الواقع لم يتغير سوى ما بداخلك... قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: 11). لقد تحول جزعك إلى تسليم، وسخطك إلى رضى ... فاجعلي هذه الهموم والأحزان أفراحا لك في الآخرة فهي والله أيامك في الدنيا ولياليك فاصبري واحتسبي: 1- أجر الصابرين، فالصابرة يكب عليها الأجر بلا عد ولا حد، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر:10). 1- أن تفوزي بمعية القوي العزيز، قال الله تعالى: { َاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (الأنفال:46). 2- أن يحبك الله وما أنبلها من غاية، قال الله تعالى: { وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (آل عمران:146). 3- أن تكون لك عقبى الدار، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (الرعد:22-24). 4- احتسبي في صبرك على مصيبتك أن ينصرك الله ويجبر كسرك وأن تكون العاقبة لك قال الله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} (هود:49). 5- أن تكوني من المفلحين الناجين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (آل عمران:200). 6- المغفرة والأجر الكبير، قال الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} (هود:11). 7- أن تنالي صلوات من ربك ورحمة وهداية لما يحبه ويرضاه... قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة:155-157). 8- انظري إلى الأشجار في فصل الخريف كيف تتساقط أوراقها ما أروع هذا المنظر!.. إن احتسابك للمعصية سيجعل ذنوبك تتساقط كما تحط الشجرة ورقها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله [ به] سيئاته كما تحط الشجرة ورقها". كلمة أخيرة... الصبر - يا أختي - ليس فقط على أقدار الله المؤلمة… إنما هناك أيضا الصبر على طاعة الله وتنفيذ أوامره كذلك الصبر عن فعل المعاصي… فلا تنسي أن تحتسبي تلك الأجور في جميع أنوع الصبر… قال بعض السلف: (لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس). يتبع1) أجر التعاون على البر والتقوى، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}...
عبادات سهلة
عزيزتي ...
كم مرة في اليوم تحتاجين للذهاب إلى دورة المياه ؟!
عفوا ... لا تتعجبي من سؤالي حتى تجيبي على السؤال الآخر !
هل فكرت أن تحتسبي الأجر عند ذهابك إلى دورة المياه؟
قد تقولين باندهاش: أحتسب ماذا ؟.
1- أجر ترديد دعاء دخول الخلاء، وما في ذلك من متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل مرة تريدين أن تدخلي إلى دورة المياه, فقد ثبت في الصحيحين, عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, كان يقول عند دخول الخلاء: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث".
2- أجر ترديد الدعاء في كل مرة تخرجين فيها من بيت الخلاء وما فيه من متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ففي سنن أبي داود والترمذي, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "غفرانك".
3- وعند تنعلك لدخول دورة المياه احتسبي أجر الاقتداء بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم في البدء بالانتعال باليمين, وعند خلع النعلين إبدئي بالشمال, فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين, وإذا انتزع فليبدأ بالشمال لتكن اليمين أولهما تنعل وآخرها تُنْزَع".
4- أجر متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم عند دخولك الخلاء برجلك اليسرى وتقديم اليمنى في الخروج، "فيستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقدم رجله اليسرى في الدخول وتقديم اليمنى في الخروج، فاليسرى تقدم للأذى واليمنى لما سواه، ولقد ذكرى النووي وغيره من العلماء قاعدة وهي: أن ما كان من التكريم بدىء فيه باليمنى وخلافه باليسرى ، ودليل هذه القاعدة أحاديث كثيرة في الصحيح ".
أربع سنن بسيطة تطبقينها عدة مرات في اليوم.
فلو افترضنا أن الإنسان يحتاج لدخول الخلاء خمس مرات يومياً, فإنه سيطبق هذه السنن عشرين مرة في اليوم, وفي خلال أسبوع واحد سيطبقها مائه وأربعين مرة تقريباً..! تُرى كم من الحسنات ضاعت على كثير من الناس ؟!.
رغم أني لا أقول في العمل حسنة واحدة لأن الله يضاعف الحسنات !!.
5- أجر المداومة على الأذكار الواردة والأفعال المسنونة في أوقاتها ومواضعها, كل ذلك يقربك إلى الله أكثر... عسى أن يكتبك الله في الذاكرين الله كثيراً والذاكرات... واحتسبي أيضاً أن يحبك الله, لأن متابعتك للرسول صلى الله عليه وسلم في جميع أحوالك يؤدي إلى حب الله لك...
قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (آل عمران:31).
أخيتي...
لئن ضعفت الهمة عن القيام بالأعمال والعبادات الجليلة كحفظ القرآن الكريم وقيام الليل وصيام النهار...إلخ.
فحاولي تدارك النقص الكبير باحتساب أجور أعمال أخرى تستطيعين القيام بها بسهولة!..
فهناك كثير من العبادات السهلة التي قد يتهاون بها الإنسان بينما يستطيع أن يجني من خلال ممارستها الحسنات العظيمة إذا أخلص العمل وداوم عليه...
مثال: إلقاء تحية الإسلام وردها - تشميت العاطس - الابتسامة - الكلمة الطيبة - التيمن - توزيع الكتب والأشرطة الإسلامية... إلخ.
والمحرومة من حرمت حتى من نعمة القيام بالعبادات السهلة تكاسلاً وغفلة وهذا من الخذلان وقلة التوفيق فلا تكوني من المحرومين .
ماذا تحتسبين في الستر
على المسلمين؟
العجيب أن بعض النساء قد تهتك ستر أقرب الناس إليها!..
فهذه تقول: زوجة ابني تفعل وتفعل...وأخرى تفضح أسرار أقاربها...وثالثة تقول: زوجي كذا وكذا... أما الرابعة فتشهر بزوجة أخيها في كل مجلس...وتلك لم يبق أحد لا يعرف أفعال أم زوجها وأخواته... فضلا عن التشهير بالجيران، وزميلات العمل مرورا بالمديرة إلى المستخدمات...وهناك المعلمة التي تهتك ستر الطالبة...كما نال الخادمات في المنازل الحظ الأوفر من التشهير وهتك الستور!
قد تفعل بعض النساء ذلك كله وتعتبره بكل بساطة من باب الفضفضة ومتعة الحديث!!... وما علمت أن كل هؤلاء مسلمات حرام عرضهن.
يا شذي الخزامى...
قد تطلعين على أسرار بعض البيوت إما مباشرة لإحتكاكك القوي بهم، أو لحاجتهم إلى استشارتك في خصوصياتهم، وربما تطلعين على تلك الأسرار بطريقة غير مباشر كأن تصلك أخبار أكيدة عن "أسباب طلاق فلانة".. وقد تكونين على علم بأمور حساسة تتعلق "بالخصومة التي بين آل فلان وآل فلانة" فاحذري! أن يكون هتك تلك الستور حديثك في المكالمات الهاتفية والمجالس الخاصة حيث حلوى بعض النساء أعرض المسلمين مع الشاي والقهوة!!..
ينبغي يا عزيزتي...
ألا تتهاوني بذكر أسماء الأشخاص عند سردك للمواقف والأحداث التي هي في الغالب أسرار خاصة بأصحابها، ويغنيك عن ذلك إن كنت لابد قائلة أن تقولي: "هناك امرأة فعلت كذا... أو شخص حدث له كذا " ونحوه...
بشرط ألا يتمكن المستمع إلى حديثـك من استنتاج الشخص الذي تقصدينه..
بهذه الطريقة تقولين ما تريدين، وتحفظين لسانك من الغيبة، وتسترين عورات المسلمين من أن تنكشف أمام الناس عن طريقك فتأثمين...فكونك اطلعت على بعض الأمور الخاصة بأصحابها أو كنت قريبة من الأحداث الساخنة فإن ذلك لا يبيح لك أبدا نشرهــا!
لأن المؤمنة تستر وتنصح والمنافقة تهتك وتفضح... وكل المطلوب منك النصيحة لله، والستر على المسلم ما لم يجاهر بمعصية، أو يتمادى فيها...
أظنك الآن قد تعودت على الاحتساب فاستري على المسلمين والمسلمات واحتسبي:
1. أن يسترك الله في أعظم يوم سيمر عليك منذ أن ولدتك أمك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يستر عبد عبدا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة".
2. عرضي نفسك لرحمة الله، قال الله تعالى: {ِإنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف:56).
فلا تزهدي بالإحسان إلى مسلم بالستر عليه، فالمحسنة قريبة من رحمته تعالى...
3. احتسبي أن يتحقق لك الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، فكما أنك لا ترضين أن يهتك سترك أمام الناس فلا ترضيه لغيرك!.
4. احتسبي أن يحسن إسلامك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه"، والحديث عن أسرار الناس وخصوصيتهم أمر لا يعنيك.
5. ثواب ترك الغيبة لوجه الله تعالى، فالغيبة جهد العاجز، والإنسان مأجور على التروك حيث إن من تتكلم فيما لا يعنيها في الغالب أنها ستغتاب والعياذ بالله...
6. أن يحبك الله، لأنه سبحانه يحب الستر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ـ عز وجل ـ حليم حيي ستير يحب الحياء والستر"، فإذا أنت فعلت محاب الله أحبك الله.
7. احتسبي عند سترك على مسلم أو مسلمة أنك تحافظين على المجتمع المسلم من انتشار الرذيلة لأن انتشار أخبارها طريق إليها حيث تألفها النفوس فلا تنكرها!.
ولكن... الستر لا يعني أن تترك الإنكار والنصيحة لمن يحتاجها، بشرط ألا تفضحيه مادام مستترا غير مجاهر إلا إذا كان سترك عليه يجعله يتمادى في غيه ويعينه على الفساد فحينها يجب أن ترفعي أمره إلى من يقوم على إصلاحه وتأديبه وأنت في ذلك كله مأجورة إذا احتسبت إنقاذ مسلم أو مسلمة من عذاب الله... عن علام بن مسقين، قال:
سأل رجل الحسين فقال: يا أبا سعيد:
(رجل علم من رجل شيئــا، أيفشي
عليه؟، قال يا سبحــــان الله! لا).
عندما ترتدين حجابك
ماذا تحتسبين ؟
سـؤال؟ : الفرح والحزن ... تلك المشاعر أين تبدو؟
حـديث العيون وفتنتها ... أين يـكمن؟
الاهتمام أو اللامبالاة ... كيف نحس بهما؟
علامات الجمال والملاحة... مشاعر الحب أو الكراهية... كلها نقرأهــا في صفحات الوجه... فهل توافقينني الرأي؟..
عزيزتي...
لو قدمت لك سبع صور "لأيدي نساء"، وطلب منك أن تحددي المرأة الجميلة من الدميمة من خلال صور أيديهن فقط!
أظنك ستقولين بتعجب: بالتأكيد لن أستطيع تحديد ذلك، فقد تكون اليد جميلة بينما صاحبتها دميمة، فمن الظلم أن أحكم على جمال امرأة من خلال يديها!!
ولكن دعوني أرى وجهها لأصدر لكم الحكم العادل.
أحسنت يا موفقة...
فإنك لو حكمت على جمال امرأة من خلال صورة يدها لخالفك الجميع في ذلك بينما لو قدمت لك سبع صور لوجوه نساء مختلفات، لحددت مباشرة الجميلة من الدميمة دون أن تحتاجي لأن تطلبي رؤية يدها ولا قدمها!.. فالأمر واضح أمامك وسيؤيدك الجميع إلى ما ذهبت إليه...
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ: " ولا يخفى أن وجه المرأة هو أصل جمالها، ورؤيته من أعظم أسباب الافتتان بها ـ كما هو معلوم ـ والجاري على قواعد الشرع الكريم هو تمام المحافظة والابتعاد عن الوقوع فيما لا ينبغي".
أخيتي انتبهي! نعم انتبهي جيدا… !
قفي الآن أمام المرآة وتحسسي وجهك بيدك… وتأملي تلك النضارة… تأمليها بعمق… هل هان عليك أن تلفحه النار ؟ فيسقط الجلد وتبقى العظام !...
احفظي وجهك في الدنيا من تلك النظرات الحارقة ليحفظه الله من حرقة جهنم… واستريه عن غير محارمك فإن الفتنة إن لم تكن في الوجه والعينين فأين تكون ؟!...
ماذا تحتسبين في لبس الحجاب الشرعي الكامل؟
1. ثواب السمع والطاعة... والرضا والتسليم لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أي الفوز بالجنان التي تجري من تحتها الأنهار قال الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (النساء 13).
2. عبادة تتقربين بها إلى الله محتسبة قوله تعالى في الحديث القدسي: (... وإن تقرب مني شبراً, تقربت إليه ذراعاً, وإذا تقرب إلي ذراعاً, تقربت منه باعاً, وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة).
3. الله سبحانه يحب الحجاب فاحتسبي أن يحصل لك حب الله ورضاه لأنك تفعلين محابه... قال تعالى في الحديث القدسي: (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه..).
4. أجر الصبر على:
طاعة الله تعالى... والصبر عن معصية الله... السخرية من حثالة القوم... حرارة الطقس، وما أروع قطرات العرق تنحدر من جبينك لتملأ وجهك النقي عندما تحتسبينها عند الله، ولن يزعجك وجودها أبداً فهي لا تعني لك شيئاً!.. لأن المحب يصبر من أجل رضا محبوبه، ولن تكون شدة حرارة الطقس سبباً في تهاونك بالحجاب أبداً لأنك تدركين جيداً معنى قول الله تعالى: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} (التوبة:81).
5. ثواب نصرة الإسلام عن طريق نصرة الحجاب الشرعي بتكثير سواده في المجتمع، فأبشري بالعز والظفر، قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج:40).
6. ثواب الإقتداء بالصالحات والتشبه بهن، عن عبدالله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب".
7. ثواب العفاف، فأنت مأمورة بصون عرضك وحفظ نفسك، وهي عبادة تؤجرين عليها، والحجاب يعينك على أداء هذه العبادة...
8. أجر صون المجتمع من الإختلاط المؤدي إلى الرذيلة وتفشي الفاحشة، فإنك بالتزامك بالحجاب الشرعي الكامل تقفين مع أخواتك المحجبات سدا منيعا دون تقدم الفساد في بلادك. أما إن كان عدد المحجبات قليلاً في بلدك فالسيل يبدأ بقطرة واحدة... فارتدي الحجاب واحتسبي أن تكوني أنت تلك القطرة..
9. ثواب إحياء الفضيلة ونشرها، فمجتمع نساؤه جميعهن محجبات أحرى بأن تسوده الطهارة والعفة، وحجابك لبنة أساسية في بناء الفضيلة فتمسكي به بقوة لأن العواصف حولك شديدة وإن لم تكوني قوية بإيمانك فسيطير حجابك مع الأوراق والغبار...
10. احتسبي " الحجاب مظهر من مظـاهر تميز الأمة الإسلامية، وفيه مخالفة لليهود والنصارى وغيرهم ".
11. أجر التعاون على البر والتقوى، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ} (المائدة:2).
ذلك أنك بارتدائك الحجاب الإسلامي تتعاونين مع أخواتك المحجبات على معاونة الشاب المسلم على حفظ نفسه حتى لا يفتتن بك وتفسدي عليه دينه وصفاء قلبه، وما يتبع ذلك من فساد أخلاقه فتأثمي لأنك كنت السبب في ضلال شاب مسلم شعرت أم لم تشعري والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
ولا أظنك تحبين أن يفتنك أحد في دينك لتخسري آخرتك فلا ترضيه لغيرك...
الحجاب صمام أمن
للمجتمع، وغيابه
يعني إنفجار
المجتمع!!
يتبع
عزيزتي ...
كم مرة في اليوم تحتاجين للذهاب إلى دورة المياه ؟!
عفوا ... لا تتعجبي من سؤالي حتى تجيبي على السؤال الآخر !
هل فكرت أن تحتسبي الأجر عند ذهابك إلى دورة المياه؟
قد تقولين باندهاش: أحتسب ماذا ؟.
1- أجر ترديد دعاء دخول الخلاء، وما في ذلك من متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل مرة تريدين أن تدخلي إلى دورة المياه, فقد ثبت في الصحيحين, عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, كان يقول عند دخول الخلاء: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث".
2- أجر ترديد الدعاء في كل مرة تخرجين فيها من بيت الخلاء وما فيه من متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ففي سنن أبي داود والترمذي, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "غفرانك".
3- وعند تنعلك لدخول دورة المياه احتسبي أجر الاقتداء بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم في البدء بالانتعال باليمين, وعند خلع النعلين إبدئي بالشمال, فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين, وإذا انتزع فليبدأ بالشمال لتكن اليمين أولهما تنعل وآخرها تُنْزَع".
4- أجر متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم عند دخولك الخلاء برجلك اليسرى وتقديم اليمنى في الخروج، "فيستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقدم رجله اليسرى في الدخول وتقديم اليمنى في الخروج، فاليسرى تقدم للأذى واليمنى لما سواه، ولقد ذكرى النووي وغيره من العلماء قاعدة وهي: أن ما كان من التكريم بدىء فيه باليمنى وخلافه باليسرى ، ودليل هذه القاعدة أحاديث كثيرة في الصحيح ".
أربع سنن بسيطة تطبقينها عدة مرات في اليوم.
فلو افترضنا أن الإنسان يحتاج لدخول الخلاء خمس مرات يومياً, فإنه سيطبق هذه السنن عشرين مرة في اليوم, وفي خلال أسبوع واحد سيطبقها مائه وأربعين مرة تقريباً..! تُرى كم من الحسنات ضاعت على كثير من الناس ؟!.
رغم أني لا أقول في العمل حسنة واحدة لأن الله يضاعف الحسنات !!.
5- أجر المداومة على الأذكار الواردة والأفعال المسنونة في أوقاتها ومواضعها, كل ذلك يقربك إلى الله أكثر... عسى أن يكتبك الله في الذاكرين الله كثيراً والذاكرات... واحتسبي أيضاً أن يحبك الله, لأن متابعتك للرسول صلى الله عليه وسلم في جميع أحوالك يؤدي إلى حب الله لك...
قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (آل عمران:31).
أخيتي...
لئن ضعفت الهمة عن القيام بالأعمال والعبادات الجليلة كحفظ القرآن الكريم وقيام الليل وصيام النهار...إلخ.
فحاولي تدارك النقص الكبير باحتساب أجور أعمال أخرى تستطيعين القيام بها بسهولة!..
فهناك كثير من العبادات السهلة التي قد يتهاون بها الإنسان بينما يستطيع أن يجني من خلال ممارستها الحسنات العظيمة إذا أخلص العمل وداوم عليه...
مثال: إلقاء تحية الإسلام وردها - تشميت العاطس - الابتسامة - الكلمة الطيبة - التيمن - توزيع الكتب والأشرطة الإسلامية... إلخ.
والمحرومة من حرمت حتى من نعمة القيام بالعبادات السهلة تكاسلاً وغفلة وهذا من الخذلان وقلة التوفيق فلا تكوني من المحرومين .
ماذا تحتسبين في الستر
على المسلمين؟
العجيب أن بعض النساء قد تهتك ستر أقرب الناس إليها!..
فهذه تقول: زوجة ابني تفعل وتفعل...وأخرى تفضح أسرار أقاربها...وثالثة تقول: زوجي كذا وكذا... أما الرابعة فتشهر بزوجة أخيها في كل مجلس...وتلك لم يبق أحد لا يعرف أفعال أم زوجها وأخواته... فضلا عن التشهير بالجيران، وزميلات العمل مرورا بالمديرة إلى المستخدمات...وهناك المعلمة التي تهتك ستر الطالبة...كما نال الخادمات في المنازل الحظ الأوفر من التشهير وهتك الستور!
قد تفعل بعض النساء ذلك كله وتعتبره بكل بساطة من باب الفضفضة ومتعة الحديث!!... وما علمت أن كل هؤلاء مسلمات حرام عرضهن.
يا شذي الخزامى...
قد تطلعين على أسرار بعض البيوت إما مباشرة لإحتكاكك القوي بهم، أو لحاجتهم إلى استشارتك في خصوصياتهم، وربما تطلعين على تلك الأسرار بطريقة غير مباشر كأن تصلك أخبار أكيدة عن "أسباب طلاق فلانة".. وقد تكونين على علم بأمور حساسة تتعلق "بالخصومة التي بين آل فلان وآل فلانة" فاحذري! أن يكون هتك تلك الستور حديثك في المكالمات الهاتفية والمجالس الخاصة حيث حلوى بعض النساء أعرض المسلمين مع الشاي والقهوة!!..
ينبغي يا عزيزتي...
ألا تتهاوني بذكر أسماء الأشخاص عند سردك للمواقف والأحداث التي هي في الغالب أسرار خاصة بأصحابها، ويغنيك عن ذلك إن كنت لابد قائلة أن تقولي: "هناك امرأة فعلت كذا... أو شخص حدث له كذا " ونحوه...
بشرط ألا يتمكن المستمع إلى حديثـك من استنتاج الشخص الذي تقصدينه..
بهذه الطريقة تقولين ما تريدين، وتحفظين لسانك من الغيبة، وتسترين عورات المسلمين من أن تنكشف أمام الناس عن طريقك فتأثمين...فكونك اطلعت على بعض الأمور الخاصة بأصحابها أو كنت قريبة من الأحداث الساخنة فإن ذلك لا يبيح لك أبدا نشرهــا!
لأن المؤمنة تستر وتنصح والمنافقة تهتك وتفضح... وكل المطلوب منك النصيحة لله، والستر على المسلم ما لم يجاهر بمعصية، أو يتمادى فيها...
أظنك الآن قد تعودت على الاحتساب فاستري على المسلمين والمسلمات واحتسبي:
1. أن يسترك الله في أعظم يوم سيمر عليك منذ أن ولدتك أمك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يستر عبد عبدا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة".
2. عرضي نفسك لرحمة الله، قال الله تعالى: {ِإنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف:56).
فلا تزهدي بالإحسان إلى مسلم بالستر عليه، فالمحسنة قريبة من رحمته تعالى...
3. احتسبي أن يتحقق لك الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، فكما أنك لا ترضين أن يهتك سترك أمام الناس فلا ترضيه لغيرك!.
4. احتسبي أن يحسن إسلامك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه"، والحديث عن أسرار الناس وخصوصيتهم أمر لا يعنيك.
5. ثواب ترك الغيبة لوجه الله تعالى، فالغيبة جهد العاجز، والإنسان مأجور على التروك حيث إن من تتكلم فيما لا يعنيها في الغالب أنها ستغتاب والعياذ بالله...
6. أن يحبك الله، لأنه سبحانه يحب الستر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ـ عز وجل ـ حليم حيي ستير يحب الحياء والستر"، فإذا أنت فعلت محاب الله أحبك الله.
7. احتسبي عند سترك على مسلم أو مسلمة أنك تحافظين على المجتمع المسلم من انتشار الرذيلة لأن انتشار أخبارها طريق إليها حيث تألفها النفوس فلا تنكرها!.
ولكن... الستر لا يعني أن تترك الإنكار والنصيحة لمن يحتاجها، بشرط ألا تفضحيه مادام مستترا غير مجاهر إلا إذا كان سترك عليه يجعله يتمادى في غيه ويعينه على الفساد فحينها يجب أن ترفعي أمره إلى من يقوم على إصلاحه وتأديبه وأنت في ذلك كله مأجورة إذا احتسبت إنقاذ مسلم أو مسلمة من عذاب الله... عن علام بن مسقين، قال:
سأل رجل الحسين فقال: يا أبا سعيد:
(رجل علم من رجل شيئــا، أيفشي
عليه؟، قال يا سبحــــان الله! لا).
عندما ترتدين حجابك
ماذا تحتسبين ؟
سـؤال؟ : الفرح والحزن ... تلك المشاعر أين تبدو؟
حـديث العيون وفتنتها ... أين يـكمن؟
الاهتمام أو اللامبالاة ... كيف نحس بهما؟
علامات الجمال والملاحة... مشاعر الحب أو الكراهية... كلها نقرأهــا في صفحات الوجه... فهل توافقينني الرأي؟..
عزيزتي...
لو قدمت لك سبع صور "لأيدي نساء"، وطلب منك أن تحددي المرأة الجميلة من الدميمة من خلال صور أيديهن فقط!
أظنك ستقولين بتعجب: بالتأكيد لن أستطيع تحديد ذلك، فقد تكون اليد جميلة بينما صاحبتها دميمة، فمن الظلم أن أحكم على جمال امرأة من خلال يديها!!
ولكن دعوني أرى وجهها لأصدر لكم الحكم العادل.
أحسنت يا موفقة...
فإنك لو حكمت على جمال امرأة من خلال صورة يدها لخالفك الجميع في ذلك بينما لو قدمت لك سبع صور لوجوه نساء مختلفات، لحددت مباشرة الجميلة من الدميمة دون أن تحتاجي لأن تطلبي رؤية يدها ولا قدمها!.. فالأمر واضح أمامك وسيؤيدك الجميع إلى ما ذهبت إليه...
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ: " ولا يخفى أن وجه المرأة هو أصل جمالها، ورؤيته من أعظم أسباب الافتتان بها ـ كما هو معلوم ـ والجاري على قواعد الشرع الكريم هو تمام المحافظة والابتعاد عن الوقوع فيما لا ينبغي".
أخيتي انتبهي! نعم انتبهي جيدا… !
قفي الآن أمام المرآة وتحسسي وجهك بيدك… وتأملي تلك النضارة… تأمليها بعمق… هل هان عليك أن تلفحه النار ؟ فيسقط الجلد وتبقى العظام !...
احفظي وجهك في الدنيا من تلك النظرات الحارقة ليحفظه الله من حرقة جهنم… واستريه عن غير محارمك فإن الفتنة إن لم تكن في الوجه والعينين فأين تكون ؟!...
ماذا تحتسبين في لبس الحجاب الشرعي الكامل؟
1. ثواب السمع والطاعة... والرضا والتسليم لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أي الفوز بالجنان التي تجري من تحتها الأنهار قال الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (النساء 13).
2. عبادة تتقربين بها إلى الله محتسبة قوله تعالى في الحديث القدسي: (... وإن تقرب مني شبراً, تقربت إليه ذراعاً, وإذا تقرب إلي ذراعاً, تقربت منه باعاً, وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة).
3. الله سبحانه يحب الحجاب فاحتسبي أن يحصل لك حب الله ورضاه لأنك تفعلين محابه... قال تعالى في الحديث القدسي: (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه..).
4. أجر الصبر على:
طاعة الله تعالى... والصبر عن معصية الله... السخرية من حثالة القوم... حرارة الطقس، وما أروع قطرات العرق تنحدر من جبينك لتملأ وجهك النقي عندما تحتسبينها عند الله، ولن يزعجك وجودها أبداً فهي لا تعني لك شيئاً!.. لأن المحب يصبر من أجل رضا محبوبه، ولن تكون شدة حرارة الطقس سبباً في تهاونك بالحجاب أبداً لأنك تدركين جيداً معنى قول الله تعالى: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} (التوبة:81).
5. ثواب نصرة الإسلام عن طريق نصرة الحجاب الشرعي بتكثير سواده في المجتمع، فأبشري بالعز والظفر، قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج:40).
6. ثواب الإقتداء بالصالحات والتشبه بهن، عن عبدالله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب".
7. ثواب العفاف، فأنت مأمورة بصون عرضك وحفظ نفسك، وهي عبادة تؤجرين عليها، والحجاب يعينك على أداء هذه العبادة...
8. أجر صون المجتمع من الإختلاط المؤدي إلى الرذيلة وتفشي الفاحشة، فإنك بالتزامك بالحجاب الشرعي الكامل تقفين مع أخواتك المحجبات سدا منيعا دون تقدم الفساد في بلادك. أما إن كان عدد المحجبات قليلاً في بلدك فالسيل يبدأ بقطرة واحدة... فارتدي الحجاب واحتسبي أن تكوني أنت تلك القطرة..
9. ثواب إحياء الفضيلة ونشرها، فمجتمع نساؤه جميعهن محجبات أحرى بأن تسوده الطهارة والعفة، وحجابك لبنة أساسية في بناء الفضيلة فتمسكي به بقوة لأن العواصف حولك شديدة وإن لم تكوني قوية بإيمانك فسيطير حجابك مع الأوراق والغبار...
10. احتسبي " الحجاب مظهر من مظـاهر تميز الأمة الإسلامية، وفيه مخالفة لليهود والنصارى وغيرهم ".
11. أجر التعاون على البر والتقوى، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ} (المائدة:2).
ذلك أنك بارتدائك الحجاب الإسلامي تتعاونين مع أخواتك المحجبات على معاونة الشاب المسلم على حفظ نفسه حتى لا يفتتن بك وتفسدي عليه دينه وصفاء قلبه، وما يتبع ذلك من فساد أخلاقه فتأثمي لأنك كنت السبب في ضلال شاب مسلم شعرت أم لم تشعري والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
ولا أظنك تحبين أن يفتنك أحد في دينك لتخسري آخرتك فلا ترضيه لغيرك...
الحجاب صمام أمن
للمجتمع، وغيابه
يعني إنفجار
المجتمع!!
يتبع
ام بودى68 :عبادات سهلة عزيزتي ... كم مرة في اليوم تحتاجين للذهاب إلى دورة المياه ؟! عفوا ... لا تتعجبي من سؤالي حتى تجيبي على السؤال الآخر ! هل فكرت أن تحتسبي الأجر عند ذهابك إلى دورة المياه؟ قد تقولين باندهاش: أحتسب ماذا ؟. 1- أجر ترديد دعاء دخول الخلاء، وما في ذلك من متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل مرة تريدين أن تدخلي إلى دورة المياه, فقد ثبت في الصحيحين, عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم, كان يقول عند دخول الخلاء: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث". 2- أجر ترديد الدعاء في كل مرة تخرجين فيها من بيت الخلاء وما فيه من متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ففي سنن أبي داود والترمذي, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "غفرانك". 3- وعند تنعلك لدخول دورة المياه احتسبي أجر الاقتداء بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم في البدء بالانتعال باليمين, وعند خلع النعلين إبدئي بالشمال, فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين, وإذا انتزع فليبدأ بالشمال لتكن اليمين أولهما تنعل وآخرها تُنْزَع". 4- أجر متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم عند دخولك الخلاء برجلك اليسرى وتقديم اليمنى في الخروج، "فيستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقدم رجله اليسرى في الدخول وتقديم اليمنى في الخروج، فاليسرى تقدم للأذى واليمنى لما سواه، ولقد ذكرى النووي وغيره من العلماء قاعدة وهي: أن ما كان من التكريم بدىء فيه باليمنى وخلافه باليسرى ، ودليل هذه القاعدة أحاديث كثيرة في الصحيح ". أربع سنن بسيطة تطبقينها عدة مرات في اليوم. فلو افترضنا أن الإنسان يحتاج لدخول الخلاء خمس مرات يومياً, فإنه سيطبق هذه السنن عشرين مرة في اليوم, وفي خلال أسبوع واحد سيطبقها مائه وأربعين مرة تقريباً..! تُرى كم من الحسنات ضاعت على كثير من الناس ؟!. رغم أني لا أقول في العمل حسنة واحدة لأن الله يضاعف الحسنات !!. 5- أجر المداومة على الأذكار الواردة والأفعال المسنونة في أوقاتها ومواضعها, كل ذلك يقربك إلى الله أكثر... عسى أن يكتبك الله في الذاكرين الله كثيراً والذاكرات... واحتسبي أيضاً أن يحبك الله, لأن متابعتك للرسول صلى الله عليه وسلم في جميع أحوالك يؤدي إلى حب الله لك... قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (آل عمران:31). أخيتي... لئن ضعفت الهمة عن القيام بالأعمال والعبادات الجليلة كحفظ القرآن الكريم وقيام الليل وصيام النهار...إلخ. فحاولي تدارك النقص الكبير باحتساب أجور أعمال أخرى تستطيعين القيام بها بسهولة!.. فهناك كثير من العبادات السهلة التي قد يتهاون بها الإنسان بينما يستطيع أن يجني من خلال ممارستها الحسنات العظيمة إذا أخلص العمل وداوم عليه... مثال: إلقاء تحية الإسلام وردها - تشميت العاطس - الابتسامة - الكلمة الطيبة - التيمن - توزيع الكتب والأشرطة الإسلامية... إلخ. والمحرومة من حرمت حتى من نعمة القيام بالعبادات السهلة تكاسلاً وغفلة وهذا من الخذلان وقلة التوفيق فلا تكوني من المحرومين . ماذا تحتسبين في الستر على المسلمين؟ العجيب أن بعض النساء قد تهتك ستر أقرب الناس إليها!.. فهذه تقول: زوجة ابني تفعل وتفعل...وأخرى تفضح أسرار أقاربها...وثالثة تقول: زوجي كذا وكذا... أما الرابعة فتشهر بزوجة أخيها في كل مجلس...وتلك لم يبق أحد لا يعرف أفعال أم زوجها وأخواته... فضلا عن التشهير بالجيران، وزميلات العمل مرورا بالمديرة إلى المستخدمات...وهناك المعلمة التي تهتك ستر الطالبة...كما نال الخادمات في المنازل الحظ الأوفر من التشهير وهتك الستور! قد تفعل بعض النساء ذلك كله وتعتبره بكل بساطة من باب الفضفضة ومتعة الحديث!!... وما علمت أن كل هؤلاء مسلمات حرام عرضهن. يا شذي الخزامى... قد تطلعين على أسرار بعض البيوت إما مباشرة لإحتكاكك القوي بهم، أو لحاجتهم إلى استشارتك في خصوصياتهم، وربما تطلعين على تلك الأسرار بطريقة غير مباشر كأن تصلك أخبار أكيدة عن "أسباب طلاق فلانة".. وقد تكونين على علم بأمور حساسة تتعلق "بالخصومة التي بين آل فلان وآل فلانة" فاحذري! أن يكون هتك تلك الستور حديثك في المكالمات الهاتفية والمجالس الخاصة حيث حلوى بعض النساء أعرض المسلمين مع الشاي والقهوة!!.. ينبغي يا عزيزتي... ألا تتهاوني بذكر أسماء الأشخاص عند سردك للمواقف والأحداث التي هي في الغالب أسرار خاصة بأصحابها، ويغنيك عن ذلك إن كنت لابد قائلة أن تقولي: "هناك امرأة فعلت كذا... أو شخص حدث له كذا " ونحوه... بشرط ألا يتمكن المستمع إلى حديثـك من استنتاج الشخص الذي تقصدينه.. بهذه الطريقة تقولين ما تريدين، وتحفظين لسانك من الغيبة، وتسترين عورات المسلمين من أن تنكشف أمام الناس عن طريقك فتأثمين...فكونك اطلعت على بعض الأمور الخاصة بأصحابها أو كنت قريبة من الأحداث الساخنة فإن ذلك لا يبيح لك أبدا نشرهــا! لأن المؤمنة تستر وتنصح والمنافقة تهتك وتفضح... وكل المطلوب منك النصيحة لله، والستر على المسلم ما لم يجاهر بمعصية، أو يتمادى فيها... أظنك الآن قد تعودت على الاحتساب فاستري على المسلمين والمسلمات واحتسبي: 1. أن يسترك الله في أعظم يوم سيمر عليك منذ أن ولدتك أمك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يستر عبد عبدا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة". 2. عرضي نفسك لرحمة الله، قال الله تعالى: {ِإنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف:56). فلا تزهدي بالإحسان إلى مسلم بالستر عليه، فالمحسنة قريبة من رحمته تعالى... 3. احتسبي أن يتحقق لك الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، فكما أنك لا ترضين أن يهتك سترك أمام الناس فلا ترضيه لغيرك!. 4. احتسبي أن يحسن إسلامك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه"، والحديث عن أسرار الناس وخصوصيتهم أمر لا يعنيك. 5. ثواب ترك الغيبة لوجه الله تعالى، فالغيبة جهد العاجز، والإنسان مأجور على التروك حيث إن من تتكلم فيما لا يعنيها في الغالب أنها ستغتاب والعياذ بالله... 6. أن يحبك الله، لأنه سبحانه يحب الستر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ـ عز وجل ـ حليم حيي ستير يحب الحياء والستر"، فإذا أنت فعلت محاب الله أحبك الله. 7. احتسبي عند سترك على مسلم أو مسلمة أنك تحافظين على المجتمع المسلم من انتشار الرذيلة لأن انتشار أخبارها طريق إليها حيث تألفها النفوس فلا تنكرها!. ولكن... الستر لا يعني أن تترك الإنكار والنصيحة لمن يحتاجها، بشرط ألا تفضحيه مادام مستترا غير مجاهر إلا إذا كان سترك عليه يجعله يتمادى في غيه ويعينه على الفساد فحينها يجب أن ترفعي أمره إلى من يقوم على إصلاحه وتأديبه وأنت في ذلك كله مأجورة إذا احتسبت إنقاذ مسلم أو مسلمة من عذاب الله... عن علام بن مسقين، قال: سأل رجل الحسين فقال: يا أبا سعيد: (رجل علم من رجل شيئــا، أيفشي عليه؟، قال يا سبحــــان الله! لا). عندما ترتدين حجابك ماذا تحتسبين ؟ سـؤال؟ : الفرح والحزن ... تلك المشاعر أين تبدو؟ حـديث العيون وفتنتها ... أين يـكمن؟ الاهتمام أو اللامبالاة ... كيف نحس بهما؟ علامات الجمال والملاحة... مشاعر الحب أو الكراهية... كلها نقرأهــا في صفحات الوجه... فهل توافقينني الرأي؟.. عزيزتي... لو قدمت لك سبع صور "لأيدي نساء"، وطلب منك أن تحددي المرأة الجميلة من الدميمة من خلال صور أيديهن فقط! أظنك ستقولين بتعجب: بالتأكيد لن أستطيع تحديد ذلك، فقد تكون اليد جميلة بينما صاحبتها دميمة، فمن الظلم أن أحكم على جمال امرأة من خلال يديها!! ولكن دعوني أرى وجهها لأصدر لكم الحكم العادل. أحسنت يا موفقة... فإنك لو حكمت على جمال امرأة من خلال صورة يدها لخالفك الجميع في ذلك بينما لو قدمت لك سبع صور لوجوه نساء مختلفات، لحددت مباشرة الجميلة من الدميمة دون أن تحتاجي لأن تطلبي رؤية يدها ولا قدمها!.. فالأمر واضح أمامك وسيؤيدك الجميع إلى ما ذهبت إليه... قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ: " ولا يخفى أن وجه المرأة هو أصل جمالها، ورؤيته من أعظم أسباب الافتتان بها ـ كما هو معلوم ـ والجاري على قواعد الشرع الكريم هو تمام المحافظة والابتعاد عن الوقوع فيما لا ينبغي". أخيتي انتبهي! نعم انتبهي جيدا… ! قفي الآن أمام المرآة وتحسسي وجهك بيدك… وتأملي تلك النضارة… تأمليها بعمق… هل هان عليك أن تلفحه النار ؟ فيسقط الجلد وتبقى العظام !... احفظي وجهك في الدنيا من تلك النظرات الحارقة ليحفظه الله من حرقة جهنم… واستريه عن غير محارمك فإن الفتنة إن لم تكن في الوجه والعينين فأين تكون ؟!... ماذا تحتسبين في لبس الحجاب الشرعي الكامل؟ 1. ثواب السمع والطاعة... والرضا والتسليم لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أي الفوز بالجنان التي تجري من تحتها الأنهار قال الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (النساء 13). 2. عبادة تتقربين بها إلى الله محتسبة قوله تعالى في الحديث القدسي: (... وإن تقرب مني شبراً, تقربت إليه ذراعاً, وإذا تقرب إلي ذراعاً, تقربت منه باعاً, وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة). 3. الله سبحانه يحب الحجاب فاحتسبي أن يحصل لك حب الله ورضاه لأنك تفعلين محابه... قال تعالى في الحديث القدسي: (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه..). 4. أجر الصبر على: طاعة الله تعالى... والصبر عن معصية الله... السخرية من حثالة القوم... حرارة الطقس، وما أروع قطرات العرق تنحدر من جبينك لتملأ وجهك النقي عندما تحتسبينها عند الله، ولن يزعجك وجودها أبداً فهي لا تعني لك شيئاً!.. لأن المحب يصبر من أجل رضا محبوبه، ولن تكون شدة حرارة الطقس سبباً في تهاونك بالحجاب أبداً لأنك تدركين جيداً معنى قول الله تعالى: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} (التوبة:81). 5. ثواب نصرة الإسلام عن طريق نصرة الحجاب الشرعي بتكثير سواده في المجتمع، فأبشري بالعز والظفر، قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج:40). 6. ثواب الإقتداء بالصالحات والتشبه بهن، عن عبدالله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب". 7. ثواب العفاف، فأنت مأمورة بصون عرضك وحفظ نفسك، وهي عبادة تؤجرين عليها، والحجاب يعينك على أداء هذه العبادة... 8. أجر صون المجتمع من الإختلاط المؤدي إلى الرذيلة وتفشي الفاحشة، فإنك بالتزامك بالحجاب الشرعي الكامل تقفين مع أخواتك المحجبات سدا منيعا دون تقدم الفساد في بلادك. أما إن كان عدد المحجبات قليلاً في بلدك فالسيل يبدأ بقطرة واحدة... فارتدي الحجاب واحتسبي أن تكوني أنت تلك القطرة.. 9. ثواب إحياء الفضيلة ونشرها، فمجتمع نساؤه جميعهن محجبات أحرى بأن تسوده الطهارة والعفة، وحجابك لبنة أساسية في بناء الفضيلة فتمسكي به بقوة لأن العواصف حولك شديدة وإن لم تكوني قوية بإيمانك فسيطير حجابك مع الأوراق والغبار... 10. احتسبي " الحجاب مظهر من مظـاهر تميز الأمة الإسلامية، وفيه مخالفة لليهود والنصارى وغيرهم ". 11. أجر التعاون على البر والتقوى، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ} (المائدة:2). ذلك أنك بارتدائك الحجاب الإسلامي تتعاونين مع أخواتك المحجبات على معاونة الشاب المسلم على حفظ نفسه حتى لا يفتتن بك وتفسدي عليه دينه وصفاء قلبه، وما يتبع ذلك من فساد أخلاقه فتأثمي لأنك كنت السبب في ضلال شاب مسلم شعرت أم لم تشعري والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". ولا أظنك تحبين أن يفتنك أحد في دينك لتخسري آخرتك فلا ترضيه لغيرك... الحجاب صمام أمن للمجتمع، وغيابه يعني إنفجار المجتمع!! يتبععبادات سهلة عزيزتي ... كم مرة في اليوم تحتاجين للذهاب إلى دورة المياه ؟! عفوا ... لا تتعجبي...
مالا يعنيك
§ بكم إيجار بيتكم؟
· ................
§ كم غرفة في بيتكم؟
· ...............
§ كم سنة مكثتم في بيتكم الأول؟
· ...............
§ كم سنة سكنت مع أهل زوجك؟
· ...............
§ كيف كان توزيع الطبخ بينكم؟
· ...............
§ عسى معاملة أم زوجك معك زينة؟
· ...............
§ كم راتب زوجك؟
· ...............
§ هل أنت حامل؟
· لا
§ إذن لماذا تلبسين ملابس واسعة؟
· لأنها مريحة
§ عندك خادمة؟
· ...............
§ عندكم هاتف؟
· لا
§ إذن ما هذا الجهاز؟ تقولين ما عندنا هاتف!!
· إنه هاتف داخلي بين الدور العلوي والسفلي.
§ عموما أنا أحب الحديث مع الآخرين، تفضلي في منزلي متى شئت فسوف تستمتعين معي كثيرا فأنا لدي القدرة على حل المشاكل واعتبريني أختا لك وأهلا بك في أي وقت وافتحي قلبك لي ولا تخـــافي...
· !..!..!
كانت هذه الأسئلة جزءا من سيل منهمر من التحقيقات الفضولية التي قامت بها إحدى النساء للجارة الجديدة التي سكنت في حيهم، لقد كانت الزيارة الأولى والأخيرة!
أخيتي...
هناك أشياء لا يضرك الجهل بها، كما أن معرفتها لن تزيد من حسناتك ولن ترفع معدل ثقافتك، فلم يبق إلا أن تكون أموراً لا تعنيك، وانشغالك بما لا يعنيك يبعثر من عمرك الكثير يا عزيزتي... والحوار السابق لفتة بسيطة في ذلك، وإلا فإن هناك أمثلة كثيرة للتدخل في خصوصيات الناس دون حاجة تذكر كتلك الأسئلة السمجة من الناس المتطفلات:
o للأيم: لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟
o للمتزوجة: لماذا لم تحملي بعد؟
o لمن عندها أولاد: لماذا لا تتوقفين عن الإنجاب؟ من عندك فيهم البركة.
o للمطلقة: ما أسباب طلاقك؟ منك أم منه؟...
o لزوجة المعدد: حسبي الله عليه يتزوج وعنده القمر، لماذا تزوج بالله عليك أخبريني؟ ماذا ينقصه؟
والمشكلة في المرأة الفضولية التي تتدخل فيما لا يعنيها أنها عندما تسأل ترى أن لها الحق كل الحق في السؤال وفي معرفة الإجابة كاملة بتفاصيلها، وتلمسين ذلك من خلال جرأتها في السؤال وإصرارها على معرفة الجواب بحيث إنها لا تفهم من خلال التلميح بأنك تفضلين أن تحتفظي بأسرارك لنفسك أو ربما لا تريد أن تفهم، وفي الغالب يحتاج هذا النوع من الناس إلى أن تصارحيه بأن هذه أمور خاصة لا ترغبين في الحديث عنها حتى تغلقي عليه الأبواب وإلا فسينفتح عليك الأبواب والنوافذ أيضا !...
بل ربما انقشع سقف بيتك !...
فإذا كنت تتأذين من تدخل أحدهم في خصوصياتك فالناس كذلك... فدعي مالا يعنيك من شؤونهم حتى لا تفقدي الكثير من علاقاتك فضلاً الكثير من أوقاتك واحتسبي:
1) أن يحسن إسلامك، فليس كل مسلم محسن فهناك المسيء وهناك المحسن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه".
2) احتسبي ثواب ترك الغيبة فإن من تتحدث في أمور لا تعنيها في الغالب ستقع في الغيبة وأنت مأجورة على التروك إذا احتسبتيها..
3) احتسبي ثواب كف الأذى عن المسلمين بعد إحراجهم بالأسئلة الكثيرة والتطفل على أمورهم التي لا تعنيك من قريب ولا بعيد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تؤذوا المؤمنين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم هتك الله ستره...".
4) أن تكوني ممن آمن بالله واليوم الآخر، قال رسول صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت،...".
قال عمر بن عبدالعزيز
رحمه الله:
(من علم أن الكلام من
عمله أمسك عن الكلام
إلا فيما يعنيه).
ماذا تحتسبين في
تحسين أخلاقك؟
لا يكاد يميز الناس أخلاق بعضهم من بعض في لقاءات عابرة، بل يحتاج الإنسان إلى وقت طويل حتى يحُك المعدن ويظهر له بريق الذهب أو صدأ الحديد!..
إذ ليس للإنسان ميزة في تحسين أخلاقه مع من هو أعلى منه أو في مستواه، فهذا شيء يتجمل به الجميع في الغالب.. ولكن الفضل كل الفضل في تحسين أخلاقك مع من هو دونك، ومع من أساء إليك!
إن معنى حسن الخلق "أن يكون سمحاً لحقوقه لا يطالب غيره بها، ويوفي ما يجب لغيره عليه منها، فإن مرض ولم يُعَدْ،أو قدم من سفر فلم يُزر، أو سلم فلم يُرد عليه، أو ضاف فلم يكرم، أو شفع فلم يجب، أو أحسن فلم يشكر، أوتكلم فلم ينصت له،... وما أشبه ذلك، ولم يغضب، ولم يعاقب، ولم يتنكر من حاله حال، وإنه لا يقابل كل ذلك إذا وجد السبيل إليه بمثله، ويقابل كلاً منه بما هو أحسن وافضل وأقرب منه إلى البر والتقوى، فإذا مرض أخوه المسلم عاده، وإن جاء في شفاعة شفعه، وإن احتاج منه إلى معونة أعانه، ولا ينظر إلى أن الذي يعامله كيف كانت معاملته إياه فيما خلا، إنما يتخذ الأحسن إماماً لنفسه".
وإن شئت فقولي بعبارة أوجز حسن الخلق هو: "بذل المعروف قولا وفعلا، وكف الأذى قولا وفعلا".
ولكن بالرغم من حاجتك للوقت الكافي حتى تتعرفي على أخلاق الآخرين، إلا أنك أحياناً تشعرين بذات الخلق الحسن... تحسين بوجودها وتميزينها سريعاً... مثلا في طريقة تحدثها مع المرأة المسنة.. في طريقة تعاملها مع الخدم.. في مواقفها مع من يسيء إليها أو يقصر في حقها عندما تتاح لها فرصة مناسبة جدا للنيل من الآخر دون حسيب أو رقيب بل قد تجد التشجيع كل التشجيع ممن حولها ولكنها تمتنع عن إلحاق الأذى بمسلم أو مسلمة حتى ولو بكلمة عابرة!...
ولسان حالها يقول: إني أعامل الناس بأخلاقي ولن أنقص قدري عند ربي لأتعامل معهم بأخلاقهم أبدا...
لقد ذهبت بكل خير... وسبقت كثيرات بمسافات شاسعة... وتركت القيل والقال، والمكر بالليل والنهار، وحمل الأضغان لأهله الحمقى!... فأراحت قلبها... وحافظت على حسناتها، وفرغت نفسها للعبادة، فهي
مشغولة جدا بطاعة ربها، وليس لديها وقت زائد لتبعثره في مثل هذه التوافه، بل لو كان الوقت يباع لاشترته بأغلى الأثمان!!..
إنها باختصار كما قال صلى الله عليه وسلم: "ذهب حسن الخلق بكل شيء" إنها حقيقة وليس خيال! فلم لا تكونين أنت هي؟
سيكون هذا سهلا عليك... تدرين متى؟ عندما تحتسبين:
1. أن حسن خلقك إحسان منك لنفسك أولا، وللمسلمين ثانياً، فقد كففت الشر عنك وعنهم، وبذلت الخير لنفسك ولهم، فاحتسبي ثواب الإحسان الذي تولد عن تقواك لله والذي يترتب عليه المعصية الخاصة من الله قال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} (النحل:128).
هل تدركين ماذا يعني أن تحصل لك معية خاصة من الله؟
إنها معية تليق بجلال ربنا وعظمته، إنه العون من الله... النصر... التسديد... الثبات... لقــد فزت بشيء عظيم!.
فإذا شعرت به فاحفظيه كي لا تفقديه يوما ما!...
2. ثواب طاعة أمر الله سبحانه وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (المؤمنون:96)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وخالق الناس بخلق حسن".
3. ثواب إصلاح ذات البين بأخلاقك لتنالي الحظ العظيم...
قال الله تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (24) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت:34-35). إنها تلك التي تدفع بالحسنة السيئة، وتصبر على ذلك من أجل صلاح ذات البين، إنها ذات الخلق الحسن... ذات الحظ العظيم...
4. أن يكمل إيمانك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا". إن الصالحين ليتنافسون على كمال الإيمان فتنافسي معهم بأخلاقك...
5. أما زلت تحلمين بأن تملكي بيتا جميلاً؟... اسمعي جيدا... هل تريدين بيتا رائعا لم يخطر ببالك قط؟... في الجنة..! في أعلاها..!
حسني أخلاقك واحتسبي أن يكون لك بإذن الله... قال صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه".
1. لئن ضعفت عن قيام الليل وصيام النهار، فلن تعجزي عن تحسين أخلاقك لتبلغي منزلتهم أليس كذلك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم".
2. أن يحبك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون مجلسك يوم القيامة قريبا منه جدا، قال صلى الله عليه وسلم: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا، ..." .
3. احتسبي أن يكون حسن خلقك سبباً لدخول الجنة بإذن الله...
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال:"تقوى الله وحسن الخلق" وسُئل عن أكثر ما يدخل النار؟ فقال:"الفم والفرج".
4. احتسبي أن يثـقل ميزانك يوم تخف الموازين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُقٍ حسن،وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء".
يا.. كل الصفات الحسنة
لقد أحسنت... وأطعت ربك ورسوله صلى الله عليه وسلم... لقد نلت الحظ العظيـم... وكمـل إيمانك... وبلغت درجة الصائم القائم... وأثـقلت ميزانك يوم وضع الموازين... فماذا أبقيت لنا؟ لقد ذهب كل شيء...!
قال أحد البلغاء: (الحسن الخلق من
نفسه في راحةٍ، والناس منه في
سلامةٍ، والسيء الخلق الناس منه
بلاء، وهو من نفسه في عناء).
ماذا تحتسبين في
العفـو عن الناس ؟
قال الشافعي رحمه الله :
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم *** إن الجـواب لبـاب الشر مفتاح
فالعفو عن جـاهل أو أحمق أدب *** نعم وفيه لصون العرض إصلاح
إن الأسود لتخشى وهي صـامتة *** والكلب يحثى ويرمى وهو نبـاح
في رحلة الحياة ربما تعرضت لإساءات متكررة من بعضهم.. رميت بسهم الكلمة... أحرقت بشرارة تلك النظرة...
أوذيت في أهلك... في عرضك... بل في دينك ! فبعض الناس مبتلي بتصنيف عقائد الناس حسب الأهواء وبأكبر قدر من الجهل المركب !!...
ممن أتاك الأذى ؟ أمن اليهودية ؟ أم من نصرانية ؟ واحسرتاه... إنه من (........) !
ويكون الجرح عميقاً بعمق البحار إذا كانت تلك الرمية ممن تتوسمين فيها الخير ! إن جرحك غائر وينزف بغزارة... فلا بد أن تفعلي شيئاً لتوقفي تلك الدماء... لتبدئي من جديد... أنظري من حولك لتبدئي ... قد تفاجئين بجيوش من البشر تشجعك على الظلم والبطش ورد الصاع صاعين، ستشعرين عندها بالقوة والتمكن فالحق معك... ولكنك... تتذكرين قدرة الله عليك ... فيعظم العفو عندك رجاء عظم الثوب... فترددين: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها" وترفعين يديك بالدعاء للطيف الخبير... للسميع القريب... أن يفرج همك، وأن يعفو عمن ظلمك، وعمن تخلى عنك وهو يملك نصرتك – سامحهم الله – وتشهدين الله على عفوك عن الجميع ابتغاء وجهه الكريم...
يا لطيفة الخصال...
أنت لا تعيشين في الدنيا وحدك، بل هناك أشخاص كثيرون حولك تشكلين معهم مجتمعك الذي تعيشين فيه، ولا شك أن احتكاكك بالناس سيتولد منه بعض التصادمات، في الآراء... في الأخلاق... في الطباع والعادات... أو نتيجة سوء فهم منك أو من الطرف الآخر... أو ربما توضعين رغما عنك في موقف تكرهينه ! وهذه كلها أمور عادية... أكرر عادية ! تفرضها علينا طبيعة التجمع البشري فأنت تعلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم في العروق".
يتبع
§ بكم إيجار بيتكم؟
· ................
§ كم غرفة في بيتكم؟
· ...............
§ كم سنة مكثتم في بيتكم الأول؟
· ...............
§ كم سنة سكنت مع أهل زوجك؟
· ...............
§ كيف كان توزيع الطبخ بينكم؟
· ...............
§ عسى معاملة أم زوجك معك زينة؟
· ...............
§ كم راتب زوجك؟
· ...............
§ هل أنت حامل؟
· لا
§ إذن لماذا تلبسين ملابس واسعة؟
· لأنها مريحة
§ عندك خادمة؟
· ...............
§ عندكم هاتف؟
· لا
§ إذن ما هذا الجهاز؟ تقولين ما عندنا هاتف!!
· إنه هاتف داخلي بين الدور العلوي والسفلي.
§ عموما أنا أحب الحديث مع الآخرين، تفضلي في منزلي متى شئت فسوف تستمتعين معي كثيرا فأنا لدي القدرة على حل المشاكل واعتبريني أختا لك وأهلا بك في أي وقت وافتحي قلبك لي ولا تخـــافي...
· !..!..!
كانت هذه الأسئلة جزءا من سيل منهمر من التحقيقات الفضولية التي قامت بها إحدى النساء للجارة الجديدة التي سكنت في حيهم، لقد كانت الزيارة الأولى والأخيرة!
أخيتي...
هناك أشياء لا يضرك الجهل بها، كما أن معرفتها لن تزيد من حسناتك ولن ترفع معدل ثقافتك، فلم يبق إلا أن تكون أموراً لا تعنيك، وانشغالك بما لا يعنيك يبعثر من عمرك الكثير يا عزيزتي... والحوار السابق لفتة بسيطة في ذلك، وإلا فإن هناك أمثلة كثيرة للتدخل في خصوصيات الناس دون حاجة تذكر كتلك الأسئلة السمجة من الناس المتطفلات:
o للأيم: لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟
o للمتزوجة: لماذا لم تحملي بعد؟
o لمن عندها أولاد: لماذا لا تتوقفين عن الإنجاب؟ من عندك فيهم البركة.
o للمطلقة: ما أسباب طلاقك؟ منك أم منه؟...
o لزوجة المعدد: حسبي الله عليه يتزوج وعنده القمر، لماذا تزوج بالله عليك أخبريني؟ ماذا ينقصه؟
والمشكلة في المرأة الفضولية التي تتدخل فيما لا يعنيها أنها عندما تسأل ترى أن لها الحق كل الحق في السؤال وفي معرفة الإجابة كاملة بتفاصيلها، وتلمسين ذلك من خلال جرأتها في السؤال وإصرارها على معرفة الجواب بحيث إنها لا تفهم من خلال التلميح بأنك تفضلين أن تحتفظي بأسرارك لنفسك أو ربما لا تريد أن تفهم، وفي الغالب يحتاج هذا النوع من الناس إلى أن تصارحيه بأن هذه أمور خاصة لا ترغبين في الحديث عنها حتى تغلقي عليه الأبواب وإلا فسينفتح عليك الأبواب والنوافذ أيضا !...
بل ربما انقشع سقف بيتك !...
فإذا كنت تتأذين من تدخل أحدهم في خصوصياتك فالناس كذلك... فدعي مالا يعنيك من شؤونهم حتى لا تفقدي الكثير من علاقاتك فضلاً الكثير من أوقاتك واحتسبي:
1) أن يحسن إسلامك، فليس كل مسلم محسن فهناك المسيء وهناك المحسن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه".
2) احتسبي ثواب ترك الغيبة فإن من تتحدث في أمور لا تعنيها في الغالب ستقع في الغيبة وأنت مأجورة على التروك إذا احتسبتيها..
3) احتسبي ثواب كف الأذى عن المسلمين بعد إحراجهم بالأسئلة الكثيرة والتطفل على أمورهم التي لا تعنيك من قريب ولا بعيد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تؤذوا المؤمنين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم هتك الله ستره...".
4) أن تكوني ممن آمن بالله واليوم الآخر، قال رسول صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت،...".
قال عمر بن عبدالعزيز
رحمه الله:
(من علم أن الكلام من
عمله أمسك عن الكلام
إلا فيما يعنيه).
ماذا تحتسبين في
تحسين أخلاقك؟
لا يكاد يميز الناس أخلاق بعضهم من بعض في لقاءات عابرة، بل يحتاج الإنسان إلى وقت طويل حتى يحُك المعدن ويظهر له بريق الذهب أو صدأ الحديد!..
إذ ليس للإنسان ميزة في تحسين أخلاقه مع من هو أعلى منه أو في مستواه، فهذا شيء يتجمل به الجميع في الغالب.. ولكن الفضل كل الفضل في تحسين أخلاقك مع من هو دونك، ومع من أساء إليك!
إن معنى حسن الخلق "أن يكون سمحاً لحقوقه لا يطالب غيره بها، ويوفي ما يجب لغيره عليه منها، فإن مرض ولم يُعَدْ،أو قدم من سفر فلم يُزر، أو سلم فلم يُرد عليه، أو ضاف فلم يكرم، أو شفع فلم يجب، أو أحسن فلم يشكر، أوتكلم فلم ينصت له،... وما أشبه ذلك، ولم يغضب، ولم يعاقب، ولم يتنكر من حاله حال، وإنه لا يقابل كل ذلك إذا وجد السبيل إليه بمثله، ويقابل كلاً منه بما هو أحسن وافضل وأقرب منه إلى البر والتقوى، فإذا مرض أخوه المسلم عاده، وإن جاء في شفاعة شفعه، وإن احتاج منه إلى معونة أعانه، ولا ينظر إلى أن الذي يعامله كيف كانت معاملته إياه فيما خلا، إنما يتخذ الأحسن إماماً لنفسه".
وإن شئت فقولي بعبارة أوجز حسن الخلق هو: "بذل المعروف قولا وفعلا، وكف الأذى قولا وفعلا".
ولكن بالرغم من حاجتك للوقت الكافي حتى تتعرفي على أخلاق الآخرين، إلا أنك أحياناً تشعرين بذات الخلق الحسن... تحسين بوجودها وتميزينها سريعاً... مثلا في طريقة تحدثها مع المرأة المسنة.. في طريقة تعاملها مع الخدم.. في مواقفها مع من يسيء إليها أو يقصر في حقها عندما تتاح لها فرصة مناسبة جدا للنيل من الآخر دون حسيب أو رقيب بل قد تجد التشجيع كل التشجيع ممن حولها ولكنها تمتنع عن إلحاق الأذى بمسلم أو مسلمة حتى ولو بكلمة عابرة!...
ولسان حالها يقول: إني أعامل الناس بأخلاقي ولن أنقص قدري عند ربي لأتعامل معهم بأخلاقهم أبدا...
لقد ذهبت بكل خير... وسبقت كثيرات بمسافات شاسعة... وتركت القيل والقال، والمكر بالليل والنهار، وحمل الأضغان لأهله الحمقى!... فأراحت قلبها... وحافظت على حسناتها، وفرغت نفسها للعبادة، فهي
مشغولة جدا بطاعة ربها، وليس لديها وقت زائد لتبعثره في مثل هذه التوافه، بل لو كان الوقت يباع لاشترته بأغلى الأثمان!!..
إنها باختصار كما قال صلى الله عليه وسلم: "ذهب حسن الخلق بكل شيء" إنها حقيقة وليس خيال! فلم لا تكونين أنت هي؟
سيكون هذا سهلا عليك... تدرين متى؟ عندما تحتسبين:
1. أن حسن خلقك إحسان منك لنفسك أولا، وللمسلمين ثانياً، فقد كففت الشر عنك وعنهم، وبذلت الخير لنفسك ولهم، فاحتسبي ثواب الإحسان الذي تولد عن تقواك لله والذي يترتب عليه المعصية الخاصة من الله قال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} (النحل:128).
هل تدركين ماذا يعني أن تحصل لك معية خاصة من الله؟
إنها معية تليق بجلال ربنا وعظمته، إنه العون من الله... النصر... التسديد... الثبات... لقــد فزت بشيء عظيم!.
فإذا شعرت به فاحفظيه كي لا تفقديه يوما ما!...
2. ثواب طاعة أمر الله سبحانه وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (المؤمنون:96)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وخالق الناس بخلق حسن".
3. ثواب إصلاح ذات البين بأخلاقك لتنالي الحظ العظيم...
قال الله تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (24) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت:34-35). إنها تلك التي تدفع بالحسنة السيئة، وتصبر على ذلك من أجل صلاح ذات البين، إنها ذات الخلق الحسن... ذات الحظ العظيم...
4. أن يكمل إيمانك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا". إن الصالحين ليتنافسون على كمال الإيمان فتنافسي معهم بأخلاقك...
5. أما زلت تحلمين بأن تملكي بيتا جميلاً؟... اسمعي جيدا... هل تريدين بيتا رائعا لم يخطر ببالك قط؟... في الجنة..! في أعلاها..!
حسني أخلاقك واحتسبي أن يكون لك بإذن الله... قال صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه".
1. لئن ضعفت عن قيام الليل وصيام النهار، فلن تعجزي عن تحسين أخلاقك لتبلغي منزلتهم أليس كذلك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم".
2. أن يحبك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون مجلسك يوم القيامة قريبا منه جدا، قال صلى الله عليه وسلم: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا، ..." .
3. احتسبي أن يكون حسن خلقك سبباً لدخول الجنة بإذن الله...
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال:"تقوى الله وحسن الخلق" وسُئل عن أكثر ما يدخل النار؟ فقال:"الفم والفرج".
4. احتسبي أن يثـقل ميزانك يوم تخف الموازين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُقٍ حسن،وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء".
يا.. كل الصفات الحسنة
لقد أحسنت... وأطعت ربك ورسوله صلى الله عليه وسلم... لقد نلت الحظ العظيـم... وكمـل إيمانك... وبلغت درجة الصائم القائم... وأثـقلت ميزانك يوم وضع الموازين... فماذا أبقيت لنا؟ لقد ذهب كل شيء...!
قال أحد البلغاء: (الحسن الخلق من
نفسه في راحةٍ، والناس منه في
سلامةٍ، والسيء الخلق الناس منه
بلاء، وهو من نفسه في عناء).
ماذا تحتسبين في
العفـو عن الناس ؟
قال الشافعي رحمه الله :
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم *** إن الجـواب لبـاب الشر مفتاح
فالعفو عن جـاهل أو أحمق أدب *** نعم وفيه لصون العرض إصلاح
إن الأسود لتخشى وهي صـامتة *** والكلب يحثى ويرمى وهو نبـاح
في رحلة الحياة ربما تعرضت لإساءات متكررة من بعضهم.. رميت بسهم الكلمة... أحرقت بشرارة تلك النظرة...
أوذيت في أهلك... في عرضك... بل في دينك ! فبعض الناس مبتلي بتصنيف عقائد الناس حسب الأهواء وبأكبر قدر من الجهل المركب !!...
ممن أتاك الأذى ؟ أمن اليهودية ؟ أم من نصرانية ؟ واحسرتاه... إنه من (........) !
ويكون الجرح عميقاً بعمق البحار إذا كانت تلك الرمية ممن تتوسمين فيها الخير ! إن جرحك غائر وينزف بغزارة... فلا بد أن تفعلي شيئاً لتوقفي تلك الدماء... لتبدئي من جديد... أنظري من حولك لتبدئي ... قد تفاجئين بجيوش من البشر تشجعك على الظلم والبطش ورد الصاع صاعين، ستشعرين عندها بالقوة والتمكن فالحق معك... ولكنك... تتذكرين قدرة الله عليك ... فيعظم العفو عندك رجاء عظم الثوب... فترددين: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها" وترفعين يديك بالدعاء للطيف الخبير... للسميع القريب... أن يفرج همك، وأن يعفو عمن ظلمك، وعمن تخلى عنك وهو يملك نصرتك – سامحهم الله – وتشهدين الله على عفوك عن الجميع ابتغاء وجهه الكريم...
يا لطيفة الخصال...
أنت لا تعيشين في الدنيا وحدك، بل هناك أشخاص كثيرون حولك تشكلين معهم مجتمعك الذي تعيشين فيه، ولا شك أن احتكاكك بالناس سيتولد منه بعض التصادمات، في الآراء... في الأخلاق... في الطباع والعادات... أو نتيجة سوء فهم منك أو من الطرف الآخر... أو ربما توضعين رغما عنك في موقف تكرهينه ! وهذه كلها أمور عادية... أكرر عادية ! تفرضها علينا طبيعة التجمع البشري فأنت تعلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم في العروق".
يتبع
جزاك ربي وإيانا جنان الفردوس الأعلى
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
أستغفر الله. سبحان الله. الحمد لله. لا لإله إلا الله .الله أكبر
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم أجعل الفردوس سكن لي ولوالدي ولمن قال آمين
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
أستغفر الله. سبحان الله. الحمد لله. لا لإله إلا الله .الله أكبر
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم أجعل الفردوس سكن لي ولوالدي ولمن قال آمين
الصفحة الأخيرة
هل تعلمين أنك عندما تحاولين احتساب الأجر في جميع أعمالك، قد حصلت لك فوائد عظيمة لا تتوفر عند من لا تهتم بالاحتساب! إن لم تمانعي فسأسردها عليك...
فوائد الاحتساب:
1. "دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام.
2. الفوز بالجنة والنجاة من النار.
3. حصول السعادة في الدارين.
4. الاحتساب في الطاعات يجعلها خالصة لوجه الله تعالى وليس لها جزاء إلا الجنة.
5. الاحتساب في المكاره يضاعف أجر الصبر عليها.
6. الاحتساب يبعد صاحبه عن شبهة الرياء ويزيد في ثقته بربه.
7. الاحتساب في المكاره يدفع الحزن ويجلب السرور ويحول ما يظنه الإنسان نقمة إلى نعمة.
8. الاحتساب في الطاعات يجعل صاحبه قرير العين مسرور الفؤاد بما يدخره عند ربه فيتضاعف رصيده الإيماني وتقوى روحه المعنوية.
9. الاحتساب دليل الرضا بقضاء الله وقدره ودليل على حسن الظن بالله تعالى.
10. علامة على صلاح العبد واستقامته.
11. إتباع للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم".
12. أراك دائما تحرصين أن تكوني من الناس.. وهذا شيء طيب ولكن.. ليكن طموحك أعلى..
فحب أهل الأرض وحده لا يكفي!.. كما أنه غاية صعبة المنال إلا إذا..
أحبك أهل السماء!!..
تقولين: كيف؟..
أقول لك: عليك بالاحتساب فهو عمل صالح.. والمداومة عليه تجعل حياتك كلها طاعات.. والطاعة طريق موصل إلى محبة الله..
وإذا أحبك الله، أحبك أهل السماء ووضع لك القبول في الأرض.. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه، قال فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض".
1. بالاحتساب تؤدين شكر النعم.. لأن الاحتساب طاعة.. ومن شكر النعم العمل بالطاعات.. والله يجازيك على شكرك للنعم بأن يزيدك من الطاعات.. فيعينك عليها وييسرها لك.. ويحببها إلى قلبك فتجدين الأنس والمتعة في عملها.. فيسهل عليك أمر الاحتساب وغيره... فقد "قال: الحسين ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} قال: أي من طاعتي".
2. إن التي تحتسب الأجر من الله في أعمالها لا تتأذى ولا تتأثر من عدم شكر الناس لجهودها الطيبة معهم وعدم تقديرهم لما تقوم به من أجلهم، لأنها لا ترجو من الناس جزاءا ولا شكورا إنما تبتغي بذلك وجه الله فهي هادئة البال مطمئنة النفس حتى وإن قوبل إحسانها بالإساءة فما دام أن مبتغاها قد تحقق فلا يضيرها ما وراء ذلك لأن لا مطلب لها فيه أصلا.
3. الاحتساب في التروك ـ ترك المعاصي والمحرمات ـ طاعة تثبت قلبك وتقوي عزيمتك لأن ترك المعصية ـ مع قدرتك عليها ـ لوجه الله يجعلك تتلذذين وتسعدين بتركها لأنك ترجين أجر امتثالك لأمر الله ووقوفك عند حدوده تبتغين بذلك ثواب التقوى والخوف من الله {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (الرحمن:46). "والذي خاف ربه وقيامه عليه فترك ما نهى عنه، وفعل ما أمر به، له جنتان من ذهب، آنيتهما وحليتهما وبنيانهما وما فيهما، إحدى الجنتين جزاء على ترك المنهيات والأخرى على فعل الطاعات".
4. إن المحيط الصغير الذي تعيشين فيه سيكتسب منك هذا الخلق الحسن ـ الاحتساب ـ لأنهم سيشعرون به ويعايشونه واقع حيا أمامهم مما يجعل له أثرا عميقا في أنفسهم، وأقصد هنا أهلك وزوجك وأولادك وغيرهم ممن تحتكين بهم إحتكاكا مباشرا ومستمرا كمحيط العمل مثلا... فتكونين بذلك دعوت عمليا إلى هدى، فلك أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة بإذن الله...
1. من فوائد الاحتساب التي تجنينها في الدنيا مع ما يدخر لك من الثواب في الآخرة، أنك إذا جعلت همك رضا الله والتقرب إليه باحتساب العبادات المختلفة فإن الجزاء من جنس العمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ومن كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل الله غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة".
وما ظنك بمن تحتسب الأجر من الله في كل شيء أليست ممن كانت الآخرة نيته؟... وإن لم تكن هي فمن؟!
إنه قلب عاش وتنفس يستشعر العبادة في جميع سكناته وحركاته يطلب ثوابها من الله فسره وشرحه من خلقه ويسر له أمر دنياه وأخراه.. فاجعلي الآخرة همك.. تصبحين وتمسين تفكرين: كيف أرضي ربي؟ ماذا سأفعل اليوم؟...
2. الاحتساب يزيدك رفعة عند خالقك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص "... إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة... ".
3. عندما تعتادين المداومة على احتساب العمل الصالح فستربحين مثل أجور أعمالك عندما لا يمكنك القيام بها لعذر شرعي... لا تتعجبي!... فإن فضل الله واسع... قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما".
هل تحمست لذلك؟...
قال عمر بن الخطاب رضي
الله عنـه: "أيهـا النـاس،
احتسبوا أعمـالكم، فـإن
من احتسب عمله، كتب
له أجر عمله وأجر
حسبته".
ماذا تحتسبين في الدعوة
إلى الله؟
هل فكرت يوما أن تكوني (دليل خير) للأخريات؟
أعتقد أن هذا العمل سيدخل السرور إلى قلبك، وستشعرين خلال قيامك به بانشراح كبير في صدرك يدفع ذلك الملل والضيق الذي تحسين به أحيانا... (فدليل الخير) وقتها عامر وزاخر وقلبها سعيد، لأنها تشعر بأنها تعمل من أجل أمتها الإسلامية فهي ترشف دفقات من السعادة يعكسها حب الدلالة إلى الخير على قلبها...
كيف تصبحين (دليل خير)؟
الأمر سهل جدا، إنك ـ ياعزيزتي ـ ستسارعين في نشر الخير بشتى أنواعه فمثلا: تعلنين بين النساء عن المحاضرات المفيدة، أو الأشرطة والكتب النافعة، وتحاولين توفيرها للأخريات حسب قدرتك، توزعين أو تعلنين عن المجلات الهادفة، تناصرين أهل الخير بأقوالك وأفعالك وتدلين على أماكن الخير كدور تحفيظ القرآن الكريم النسائية والمراكز الصيفية الجيدة وما تقدمه من أنشطة، وتبلغين المعلومة النافعة بقلمك، بلسانك، بـ...إلخ.
هنا... ستجدين نفسك (دليل خير) وداعية إلى الله!.
ولكن يا إلهي!.. هل تعلمين ماذا يعني أن تكوني داعية إلى الله؟.. هذا يعني أنني لن أستطيع أن أحصي الأعمال التي ستحتسبين ثوابها!! فهي كثيرة جدا ولكن حسبي أن أقول لك: إن ما تقومين به أكثر من رائع فما أجمل أن تحتسبي هذه العبادات:
1) أجر الدلالة على الخير، فعن أبي مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله".
فالأشخاص الذين استفادوا من دعوتك لهم سيأتيك ـ بإذن الله ـ مثل أجور أعمـالهم التي كــان لك الفضل ـ بعد الله ـ في دلالتهم عليها...
فما أسعدك أيتها الداعية المخلصة بأجور من قد يفوقونك في العمل والإخلاص!!
1) أجر الدعوة إلى الهدى، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا".
وهكذا يتضاعف أجرك بعدد الذين يستجيبون لك.
2) ثواب تعليم الناس الخير، ألا تحبين أن يصلي الله وملائكته عليك؟...
ليس هذا فحسب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في حجرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير".
3) ثواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تنطق به كلمات الداعية وأفعالها... مع ما يترتب عليه من حصولك على الفلاح وهو جماع الخير...
قال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104).
4) ثواب الكلمة الطيبة،" ولعل الكلمة الطيبة هي من أنواع ما عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله فيما رواه البخاري: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات...".
ولقد ورد في فتح الباري (11 / 311) فكيف بالكلمة التي تدفع عن مجموع المسلمين المظالم، وتدفع عنه الكرب بدعوتهم إلى إقامة الشرع وكيف بعبارات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وإذا كانت الدرجات ترفع بما يحقق المصالح الدنيوية، فكيف بما يحقق المصالح الأخروية؟؟ وعلى الأدنى يقاس الأعلى. وكيف بالكلمات التي تقود إلى قيام مجتمع مسلم؟".
5) أجر هداية الناس، فعن سهل بن سعيد ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "... فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم".
6) احتسبي أن العبادة كلما كان نفعها متعديا كان ثوبها أعظم .. فما ظنك بالدعوة إلى الله..!
7) أن يعطيك الله علم ما لم تعلميه، لأن طبيعة العمل الدعوي تستلزم الاستزادة من العلم الشرعي والمطالعة المكثفة للكتب إضافة إلى سماع الأشرطة العلمية المساندة... وتستلزم أيضا الاحتكاك المباشر بالناس وقد ترد عليك منهم الأسئلة والاستفسارات التي تدفعك للبحث عن إجابات لها ومن ثم
يزداد علمك ويتسع وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء...
1) زكاة للعلم الشرعي الذي تحملينه، وحفظا له من النسيان لأن بذل العلم يعين على ثباته بإذن الله.
2) أنت بحاجة يومية لانشراح الصدر والرضا عن النفس ونشاطك الدعوي سيحقق لك ذلك الإحساس لأنك تعلمين وتنتجين والنفس تسعد والصدر ينشرح إذا شعر المرء بأنه ينفع المسلمين ويفعل شيئــا.
3) بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: "نضر الله إمرءا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها...". فبلغي واحتسبي.
4) ثواب امتثال أمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: "بلغوا عني ولو آية..." "أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه ولو آية، ودعا لمن بلغ عنه ولو حديثا وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو، لأن تبليغ السهام يفعله الكثير من الناس وأما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم، جعلنا الله منهم بمنه وكرمه".
5) أن تحصل لك التزكية من الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت:33). والنفس يعجبها الثناء من الناس، فكيف إذا أتاك الثناء من رب الناس!.
6) طاعة لله سبحانه .. لأنه أمرنا بالدعوة إلى الدين: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل:125) . وأنت مأجورة على الطاعة.
ثواب حمل هم الدعوة إلى الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ـ حتى الشوكة يشاكها ـ إلا كفر الله بها من خطاياه". وهم الدعوة ثقيل... ثقيل، ولكنه رائع!
لأنه يدفعك إلى التفكير...ثم العمل، فيكون هذا الهم سببا في استغلالك للحظات عمرك السريعة بأعمال أجرها كبير.
بخلاف من لا تحمل هم المسلمين تجدينها متبلدة جامدة تمر عليها السنون ويومهـا مثل أمسها لا جديد تقدمه لنفسها ودينها اللهم إلا جبالاً من ثقافة الملابس... الأثاث... المكياج... إلخ.
بالتأكيد ـ عزيزتي ـ لا أقصد هنا الهم الذي يقعد صاحبه عن العمل ويدخله في دوامة الأحزان ويشل حركته ويؤثر على عبادته.
1) بل الذي أريده منك هو "الهم الإيجابي" الذي يدفع إلى العمل...!
الهم الذي يجعلك تدعين للمسلمين... تنفقين... تتبنين قضاياهم... تعملين من أجلهم تتفاعلين مع أحداث الساحة... تنتجين... "إن حمـل هـم المسلمين عبـادة تتقربين بها إلى الله فيجب ألا تؤدي العبادة إلى التقصير في العبادات الأخرى".
2) احتسبي نصرة الإسلام وأهله، ونصرة المصلحين في كل مكان لأن الهدف واحد، قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج:40).
3) ثواب قضـاء حاجة المسلمين وتفريج الكربة عنهم وذلك بتعليمهم أمور دينهم ورفع الجهل عنهم، قال صلى الله عليه وسلم: "... ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة..." .
وهل هناك أفضل من قضاء حاجة مسلم بتعليمه أمر دينه؟..
وهل هناك أعظم من كشف كربة الجهل عن المسلمين؟
فكوني لها داعية صابرة محتسبة.
4) ثواب مواجهة الفساد والتصدي له، وما يتبع ذلك من جهد ذهني.. ونفسي.. وبدني.. ومالي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا".
فأبشري بالخير... والنصر... والفرج... واليسر!.
5) احتسبي إبراء الذمة أمام الله.
6) ابتغاء أن يحفظك الله في الشدة كما حفظته في الرخاء، لذا كان من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة..." .
فانشطي أيام العافية والسلامة في الأعمال الدعوية ليحفظك ربك عند حاجتك..
7) أجر الصبر على مشقة طريق الدعوة وطوله، وما تلاقينه من جهل العامة وأذى المخالفين، قال الله تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} (الانسان:12).
يتبع