كيف تصنع مستقبلاً مشرقاً؟

هل فعلاً ما يظنه المرء يأتي؟! أدهشني مرة معنى قرأته للإمام أبوالحسن الماوردي في كتابه القيم: "أدب الدنيا والدين"، ينص فيه على أن القدر موكل بالمنطق! ويقصد بذلك أن قوانين القدر مرتبطة بمنطق الشخص نفسه. وقد يبدو الكلام للوهلة الأولى خطير من الناحية العقدية، لكن تعجب إذ تعرف أنه مدعم بالنقل والعقل، أي بنقولات الشريعة وقياس العقل السليم. أما من الشريعة فالآيات الدالة على أن الشخص يجلب لنفسه الشر كما في قوله تعالى: (وما أصابك من مصيبة فمن نفسك)، وقوله: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم)، وإبراهيم الخليل عليه السلام نسب الخير كله لله في قوله (والذي يطعمني ويسقين) وقوله (والذي يميتني ويحين) لكنه نسب الشر لنفسه عندما ذكر المرض فقال: (وإذا مرضت – أي أنا أو بسببي – فهو يشفين). وأما في الحديث فقوله صلى الله عليه وسلم: "الرؤيا على رجل طائر متى فسرت وقعت" (رواه أحمد)، وتعني أن لك أن تفسر الرؤيا كيفما شئت فسوف تأتي كما تفسرها، فسرها شراً وأنت تستحق، وفسرها خيراً ولك الفأل. وقوله في الحديث القدسي الصحيح عن ربه: "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء". وكتب العالم التنوخي أربعة مجلدات من القصص في حسن الظن بعنوان "الفرج بعد الشدة"، ومثله الإمام الجليل ابن أبي الدنيا، ملئا كتابهما في القصص المثبتة والمروية.
هذا من النقل، ومثيله من العقل، فقد صارت الدراسات المتخصصة في الطاقة والباراسيكولوجي وغيرها


وإلى الحلقة الثانية