~ كيف تكوني محاورة ناجحة ؟ ~

مدخــــــــــــــــــــــل إلى القلــــــــــــــــــــــــــــوب ~
يقال أن الحوار فن ..
ونضيف : الحوار أدب قبل أن يكون فناً ..
ونحن في حاجة ملحة إلى أن تكون حواراتنا ومشاركاتنا ..
نابعة من قلوب محبة .. معطاءة .. تضمر الخير ..
نحن بحاجة إلى أن نفرغ نفوسنا من أي ميل سلبي تجاه من يقابلنا ..
ونتجه إليه بنية صادقة ، وقلب سليم ..
نحن بحاجة إلى أن تكون نظرتنا مع من نشاركه الحوار ،
أو من يطلب منا النصح نظرة صافية شفافة تعبر عنا وتترجم هويتنا..
حتى لو عرضت أمامنا مشكلة نراها تافهة احتاج صاحبها لرأي أو لوجهة نظر ..
علينا أن نحسن في النصح ونتحلى بالشفافية والحكمة ..
خاصة حين تكون المشكلة التي طرحت للتحاور فيها تعرض مسألة حساسة
قد تؤذي الذوق العام .. وتكشف الغطاء عن المستور ..
علينا التزام الأدب إلى أقصى حد ..
لأننا بحروفنا نرسم ملامح شخصياتنا ..
فليس علينا أن نرد بأسلوب ( صريح جارح ) ..
ولنتناول المسألة المطروحة بجد وإن لم يعجبنا ماعرض ..
ونعطي النصح بإخلاص .. ونوجه برفق ..
وندل على مواطن الخطأ بإخلاص وإرشاد ولين ...


💢💢
يقول الله تعالى :
(ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل125
في هذه الآية الكريمة نلمس أسمى معاني الخلق الرفيع...
وموجز بليغ في أدب الحوار :
فهي تدعونا إلى طلب الحق في محاورتنا وإخلاص النية ..
وليس اتباع ميل نفوسنا ..
وأن يكون أسلوب دعوتنا هادئاً مدعوماً بالحجة والمنطق ..
وأن لانعمد إلى المغالطة في كلامنا لنخفي جهلنا ..
كما نقر بجهلنا في حالة عدم علمنا بالشيء ..
فلا يوجد من يعرف كل شيء في كل الأمور
كذلك علينا التروي فلانندفع ..فننفي أو نثبت كلاماً إلا بوجود دليل ..
ولتكن محاورتنا متسمة بالتواضع في الكلام ،
والرفق واللين في العبارة ..
ولتتسع صدورنا للطرف الآخر ..
بأن نكون على قدر كبير من الحلم والإناة ..
ونراعي الحالة النفسية لمن نناقشه ولا نستأثر بالحديث .


💢💢
عزيـــزتـــــــــــــــــــــــي :
🔹هل سبق وانهزمت في مناقشتك مع أحد
رغم أن الحق معك ، ولكنك لاتعرفين كيف توصلين رأيك أو وجهة نظرك؟
**
🔹هل سبق وتحولت مناقشتك الى معركة وجدانية حامية
ربما تطورت الى معركة بالألفاظ ؟
**
🔹هل شعرت يوما أن الطرف الأخر في النقاش معك خرج صامتاً
لأنه فقط يريدك ان تسكتي فقط وليس عن اقتناع ؟
**
إذن كيف تصلــــــي إلى درجة الإقنـــــــــــــــاع ..؟
وتصبحي محاورة قوية جيدة ذات تأثير
دون أن تجرحي أو تسببي إحراجاً للطرف الأخر ؟



الإقنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاع ~
نحن بحاجة إلى أن نعود أنفسنا احترام آراء الآخرين،
ونفسح لهم في قلوبنا مساحة للإصغاء ..
ولن تصلي إلى الإقناع دون أن تحسني الاستماع ..
فالمحاورة والمناقشة تستوجب وجود طرفين ...
ولكل طرف دوره في عرض قضيته ..
لذا أهديك هذه النصائح الجميلة لتأخذيها بالاعتبار مع من يحدثك :
💧 لاتقاطعي متحدثك أثناء كلامه حتى يعرض قضيته كاملة
لأنك اذا قاطعتيه فإنك تحفزيه نفسيا على عدم الاستماع اليك تالياً ..
لأن الشخص الذي يبقى لديه كلام في صدره سيركز تفكيره في كيفية التحدث
وتوصيل مايريده ، ولن يستطيع الانصات لحديثك جيدا ولا فهم ماتقوليه
أعطيه حقه من الحديث .. وسينصت حينها إليك ، لأنه قال ماأراد قوله وأحس باهتمامك
أما إذا فعلت العكس فقد يجعلك هذا غير منصفة
وربما يحرك ذلك شيء من الشعور البغيض تجاهك .
**
💧 توقفي قليلا قبل ان تجيبي عندما يوجه لك سؤالا..!
تطلّعي الى متحدثك وتوقفي لبرهة قبل الرد لأن ذلك يوضح
انك تفكر ين وتهتمين بما قاله ولست متحفزة للهجوم.
**
💧 لاتكوني مصرة على الفوز بنسبة مائة في المائة..
و ان تبرهني على صحة موقفك بالكامل ..
وأن الطرف الآخر مخطئ تماما في كل مايقول..
اذا اردت الاقناع فاقتنعي ببعض النقاط التي يوردها
حتى ولو كانت بسيطة وبيني له انك تتفقين معه فيها..
لأنه سيصبح اكثر ميلا للاقرار بوجهة نظرك ..
وحاولي دائما ان تكرر ي هذه العبارة:
انا اقدر ماتقول واافهمك ..!
**
💧 حين يأتي دورك في الحوار اعرضي قضيتك بطريقة لطيفة ومعتدلة
احيانا عند ( المعارضة ) قد تحاولين فرض وجهة نظرك ،
او نقد وجهة نظر متحدثك بشيء من ( التهويل والانفعال )!!
وهذا خطأ فادح، فالشواهد العلمية أثبتت ان الحقائق التي تعرض بهدوء
اشـــــــــد اثراً في اقناع الاخـــــــــــــــــــــــرين..!
قد تسيطرين بالكلام المنفعل والصراخ والاندفاع وتنتصرين في نقاشك
وتحوزين على استحسان الحاضرين ..
ولكنك لن تستطيعي اقناع الطرف الاخر بوجهة نظرك
قد يصمت ، وقد يقوم ، ولكن ثقي أنه يعمل برأيك ،
وقد تفقدي ثقته وربما يستنكر موقفك،
ولن يلجـــــــــــــأ إليـــــــــــــــك مــــــــــــرة أخـــــــــــرى !
**
💧 تحدثــــــــــي من خلال طرف آخــــــــــــــر ..
كيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــف ؟؟
اذا اردت استحضار دليل على وجهة نظرك فلا تذكري رأيك الخاص
ولكن حاولي ذكر رأي اشخاص آخرين،
لأن الطرف الاخر سيتضايق وسيشكك في مصداقية كلامك
لو كان كله عن رأيك وتجاربك الشخصية ...
وعلى العكس لو ذكرت له اراء وتجارب بعض الاشخاص
فحينها يكون مستعداً للتقبل أكثر .
**
💧 لا تحرجـــــــي من تتحاوريــــــــــــن معــــــــــــه..
إن الاشخاص الماهرين والذين لديهم موهبة النقاش ..
هم الذين يعرفون كيف يجعلون الطرف الآخر يقر بوجهة نظرهم
دون ان يشعر بالحرج أو الإهانة، ويتركون له مخرجا لطيفا من موقفه،
لذا إذا اردتي ان يعترف الطرف الآخر لك بوجهة نظرك ..
فاتركي له مجالا ليهرب من خلاله من موقفه الخظأ ..
كأن تعطيه مبرراً ينفذ من خلاله في الحديث..
اما الهجوم التام على وجهة نظره او السخرية منها ..
فسيدفعه لا إراديا للتمسك بها اكثر ورفض كلامك..
دون استماع له لأن تنازله في هذه الحالة سيظهر وكأنه خوف وضعف
وجهل ..وهو ما لا يريد اظهاره مهما كلّف الامر.


💢💢
ولله المثـــــــــــــــل الأعلــــــــــــــــــــــى ~
ضرب لنا الله عز وجل أروع الأمثلة في الحوار..
عندما شاءت ارادته أن يخلق سيدنا آدم ...
و حاور الملائكة أن آدم هذا سيكون في الأرض خليفة لعبادته :
قال تعالى في سورة البقرة :
(( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ
أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ
قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ))..
**
ذلك هو الحوار الأول .. يعلمنا الله تعالى فيه الكثير من الدروس ..
وكذلك عمل الرسول المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم
فقد اتبع أسلوب الحوار مع الصحابة في كثير من الأمور التي تستوجب ذلك
وكان لا يستصغر ولا يستهين برأي أحد ،
وكذلك فعل جميع الأنبياء والرسل عليهم السلام من قبل .




أكســـــــبي الناس .. تقنعيـــــــهم ~
هنالك أمر هام عليك أن تضعيه دائماً نصب عينيك ..
وهو أن وجهات النظر لدى الناس ليست واحدة بل هي مختلفة ..
فإذن أنت لست مسؤولة عن تغيير قناعات الآخرين ..
قد تقنعين بعض الناس ، ولكن ليس كل الناس ، وليس كل الوقت
وأن الصواب ليس حكراً عليك ، فغيرك قد يكون على صواب..
وبمرونة تعاملك ، وصبرك مع متحدثك ، ولين جانبك
تكسبي الطرف الأخر ، وتجعليه منفتحاً لك ..
متقبلاً لأفكارك ، على استعداد للإقتناع بما تقولين .


💢💢
حـــــــــــــــــــــــــــــاذري ‼
من الأساليب المنفرة في الحوار ..
العنف .. الجدل الفارغ من المضمون ..
السخرية والاستهزاء من الأخر..
سوء الفهم ...
الانتصار للنفس على حساب هزيمة الأخر ..
💢
والزمـــــــــــــــي في حــــــــــــــــــوارك ‼
ضرب المثل ...
والقدوة الحسنة ...
والتذكير والموعظة ...
واللهجة المحببة ، والعبارات اللطيفة..
💢
كلمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة .. أخيـــــــــــــــــــــــــــــــــرة ~

ونحن في عالم حواء الــــــــــــــــوردي ..
يغلب على الأطروحات المعروضـــــــة هنا ..
طابع المعاناة ، والشكوى ، والألم ..
مشكلات تفاقمت وضاق بها صدر الشاكية حتى تفجرت...
ليست أغلب حواراتنا إذن هي نزهة المشـــــــــتاق ..
وليست عرس الأرواح .. وليست أنس القلوب وترف الكلمة ..
وليست الأشعار والأطروحات الأدبية والنقاش الفكري ..
- إلا قليــــــــــــــــــــــل -
إنما هـــــي حاجات قلوب جريحة إلى المشاركة ...
إلى التخفف من أحمالها ..
إلى الفضفضـــــــــــــــــة ..
إلى طرف آخر يحسن الإصغاء .. ويحسن الرد ..
بحاجة إلى أرواح مشاركة تضع الدواء على الجرح ..
بحاجة إلى الكلمات الشافية .. والقلب الحنون .. والنفس الكبيرة
فلتحسني الإصغاء بقلبــــــــــــك ،
ولتــــــــــــــــردي بحروف قلبـــــــــــــــــــــك ..
ومن يدري فربما تنقذين روحاً من معاناتها بكلماتــــــــــك.
💢
وأنت أيتها الأخت صاحبة المشــــــــــكلة ..
وحديثي هذا موجه ( لبعــــــــض ) من كتبن مشكلات اقترفتها أيديهن
مضمونها سقيم ، وعرضها مؤذي ... أقول
كل الأرواح تراك من خلال ماتكتبين وما تعرضين ..
وتلك الصورة ستبصمك ، وتجسمك من خلال تعبيرك واستخدام حرفك
ولن يتغير الانطباع الأول عنك في الأذهان .. فنحن في عالم الروح
فلا تجعلي صورتك تتردى بعرض مشكلة كان الستر أولى بها
وكان من الممكن في عالمك الواقعي حلها ..
وليس نشرها على العلن ...
وبذا عرضت ذاتك للتهجمات والانتهاكات والسخرية ...
ربما كنت لاتدركين عاقبة ماكتبت ..
وأن كل حرف شاهد عليك ..
فلا تجعليـــــــــــــــــــــــه كذلك ..
ورفـــــــــــــقاً بنفســــــــــــــــــك ..
لاتزيـــــــــديها فــــــــــــــــــــوق البلاء وزراً ..
**
ولكل أخت ضاقت بها الحياة أقول صبراً
إن العاقبـــــــــــــــــــــــة للمتقيــــــــــــــــــــــن ..
**
كونــــــــــــــي روحاً شافية ..
لكــــــــــــــــ،ل روح مكلومة ...
بالكلمـــــــــــــــــــــــــة الطيبة ..
بالنصــــــح الجميــــــــــــــــــل ..
بالحوار النافـــــــــــــــع .. بالمشاركة الوجدانية..


****