التوت الزاكي
التوت الزاكي
السلام عليكم..
عدت لك من جديد اختي منيرة..واسأل الله تعالى ان يبارك في مجهوداتك..وان يرى كتابك النور قريبا..

هي قصة حدثت لصديقة لي مع زميلتها في العمل..
كانت تتحدث معها..ومن ثم حدث موقف بينهما كالذي حدث في لقطة من مسلسل غربي اشتهر بالفحش والعياذ بالله ..- فوالله انني رأيت لقطات منه مطبوعة على خلفية الباصات..لا تخلو من النساء العاريات..والخمر..والاحضان والقبلات..مما يؤكد على محتوى المسلسل الفاسد والمخل..- ..

المهم انها قالت لها نعم هذا كالذي حدث في المسلسل الفلاني..كما حكت لي فلانة ....
وفلانة هذه هي ابنتها..والتي لم تتجاوز بعد التاسعة او العاشرة على اكثر تقدير !!

ذهلت صديقتي..وسألتها..ابنتك فلانة تتفرج على هذا المسلسل؟؟
فاجابتها نعم..وما المشكلة في ذلك؟!

قالت صديقتي..لكنك تعرفين هذا المسلسل مكتوب عليه للكبار فقط لما يتضمنه من لقطات مخلة وعري وفساد وعنف ايضا!!

فقالت لها بلكنة مفرنجة : come on..ابنتي تعرف كل شئ..كل شئ في الجنس وفنونه..بل انها يمكن ان تعلمني ان احتجت اليها في بعض الامور !!

عندما حكت لي صديقتي هذه الحكاية..لم اتعجب كثيرا..
لأنني تذكرت برنامجا كنت قد رأيته..وفيه يتكلم البعض من الغربيين عن طفولتهم..
فتطرقوا الى امور كبيرة في الطفولة ...مما راق لي..
لكنهم وجهوا اسئلة مختلفة للضيوف ..
كان منها..متى كانت اول قبلة..واول ممارسة للجنس؟؟
فاستعجبت ان جاءت الاجابات بين الثامنة و الثانية عشرة على اكثر تقدير!!

اذن..هم يدربون فتياتهم على البغاء والعياذ بالله..
ويعتقدون ان من حقها ان تمارس الزنا والعياذ بالله لانه حرية شخصية..
فهذا جسدها ويحق لها ان تتصرف فيه كما تشاء..
وهذه متعة حرام علينا ان نحرمهن منها!!!!>>
نعم... هكذا عندما تنحرف الفطرة..وتنقلب الموازين..


القصة الثانية هي لزميل زوجي في عمله..
هو تقريبا في الـ 49 من عمره..وغير متزوج..ربما هذا امر عادي عندهم..
لكن الغير عادي هو انه يكره الزوااااج..وينظر للمتزوج على انه ....................مبتلى..وغبي !!!
نعم..فالافضل ان يظل يتنقل من واحدة الى اخرى ويجرب مختلف النكهات والمذاقات على حد تعبيره المقزز !!

وعندما سأله زوجي..طيب انت تعمل..وتملك المال..وتشتري بيتا مع صديقتك الحالية..فاين ستذهب اموالك وممتلكاتك بعد وفاتك؟؟
قال..لا بأس..لربما للكلب..او الهرة التي امتلكها..او لجمعية الرفق بالحيوان..

لا تنسى يا صديقي ..ان الكلب هو افضل صديق للانسان !!
فقلت: لاعجب..
لقد تجرد هذا الشخص..من انسانيته..يوم ان اتخذ الكلب وريثا شرعيا له! !
فالحمد لله على نعمة الاسلام..

واما القصة الثالثة..واعتذر على الاطالة..
لكنني حاولت جاهدة تجميع اكبر قدر من القصص لأفيد بها قدر الاستطاعة..

فهي عن زميل آخر..اسمه " بول" متزوج ولديه ابن وابنة..
هو ريفي..مشهوووور بخفة الدم..ويسمونه المهرج..
جاء ذات يوم..ليمازح زوجي ..وهو يعرف عنه تشدده..
فلان..فلاان..انظر ..انظر الى تلك المرأة..
وما رأيك بتلك؟؟
وطبعا يصف له اجزاء حساسة من اجسادهن..وكيف يتلذذ بالنظر اليها!!

نهره زوجي..وقال لك.. " بول" تعلم انني رجل مسلم ..ولا يحل النظر الا الى زوجتي فقط بموجب اسلامي..
عندها اجابه مازحا..
come on يا فلان..كن متحضرا..
يبدو ان زوجتك غير ديموقراطية..!! واخذ بالضحك ..
لكن هل تصدق انني اذهب مع زوجتي للبحر..للنظر الى النساء العاريات واجزاء معينة تغريني فيهن..وان مرت احداهن و........مكشوف او مغري ..ولم انتبه لمرورها للاسف..تقول لي زوجتي >>

بووووول..انتبه..لقد فاتتك تلك اللقطة ..وفاتتك هذه الفاتنة ؟؟!!!
او هل انتبهت لهذه الفتاة ذات اللباس الاحمر ..او الاسود..هل انتبهت الى كذا وكذا؟؟

وبالمقابل..فانا ارشدها ايضا الى الرجال الجذابين..لتمعن النظر !!!

اي حرية تلك..؟؟
بل اي دياثة تلك؟؟!!

حقيقة اضحكتني الحكاية..بقدر ما صدمتني..!!
لحومهم مكشوفة..كقطعة منتنة من اللحم..يتناوب عليها الذباب!!
يذهبون لترقب عورات بعضهم..
حقيقة هذا ما يسمونه بين الحشرات.." النمل والمن" تبادل منفعة..لكن والله ان الحشرات لتفوقهم نظافة وحياء !!
فهم يتبادلون الاعراض والعياذ بالله..دون غيرة..او حمية تحكم تصرفاتهم..
فهنيئا لنا كوننا مسلمين..
نترفع عن ترقب عورات بعضنا البعض..
نحمي نساءنا ونغطيهن كقطعة ثمينة من الالماس نخشى عليها الخدش..
ونعف رجالنا واعينهم وفروجهم عما حرم الله..
ثبتنا الله على ديننا وحمانا من غزوهم الفكري ..

بالتوفيق غاليتي..وتقبلي ارق تحية..
منيرة ناصر آل سليمان
مرحبا بعودتك يابارعة حفظك الله وبارك فيك
بإذن الله تعالى سأكتب قصة هذه الأخت المسلمة فهي ما أبحث عنه أيضا فقصص المسلمات الغربيات وآرائهن في الحرية لها جزء هام في الكتاب .
جزاك الله عني كل خير وأسعدني اهتمامك .

ومرحبا بك أختي التوت الزاكي :
حفظك الله تعالى وزوجك وثبته على الحق ( ماشاء الله تبارك الله )
القصص كما أتمنى باسلوبك الرائع وتعليقاتك التي تخدم الفكرة وتسعى للهدف .
جزاك الله تعالى عني كل خير وبارك فيك
bint-najd9
bint-najd9
اختي العزيزه ,,منيره يمكن انا وحده من البنات اللي ماعندي اسلوب محبب لجذب القارىء

لكن من اللي فهمته من موضوعك ان المرأه الغربيه ضايعه في عالمها ولن تستطيع ان تلم شتاتها في عالمها المظلم,,
لقد عاشرت امرئتين من الجنسيه البريطانيه من الجنسيه المسيحيه,واحده من هاتين النساء ام ولديها ابن وابنه معلمة لغه انجليزيه وحابه انها تعيش في اي دوله خليجيه كي تربي ابنائها تربيه سليمه بعيده عن اي خمور او انحطاط . كما انها تبحث عن الأمان اللذي لا تجده في بلدها
ومن الأمور التي تعملها انها تذهب مع ابنتها البالغه من العمر 17 سنه الى كل مكان لاتتركها مع اي احد,كما انها يجب ان تعرف اهل الفتاة اصحاب ابنتها , واذا رايتي ابنتها ستقولين في قمة الأدب ولأخلاق,,
المرأه الثانيه صديقه لي شابه في عقدها الثالث لا تشرب الخمر ليس لها صديق مقرب لها ودائما تقول
ان مجتمعكم اجمل ما فيه ان الأختلاط لايسمح به في المناسبات ,,,
وتذكر لي دائما انني سوف اراها مسلمه عن قريب اسأل الله لها الهدايه,,,
هناك فئات كثيره احببنا بلادنا واسلامنا ,,,لكن
ولكن خوفي من ان تهاجر هذه الأم الى بلادنا وترى الذي كانت تبحث عنه لاتجده ,,,
لأن شبابنا تغير وانهار والسبب حكوماتنا ضيعوا الشباب صاروا يسرقون ويغتصبون ويختطفون آآآآآه
آآآآه على شبابنا وبناتنا ,,,كم وكم سمعنا بالأختطاف في دولنا خساره
سامحيني على الإطاله لكن ودي اتكلم بأشياء كثيره تحشرج في صدري عن شبابنا اللي محد مهتم فيه
ولو تكلمت اعتقد بتسكتوني ,,,,خلاص
ماتتصورين يا اخت منيره من شفت موضوعك وانا كنت ودي اطرح بعض الأمور والنظر الى عالمنا العربي اهم من عيشة المرأه الغربيه لأني لاحظت اشياء كثيره بس المشكله الأسلوب مافيه اسلوب في الكتابه او اخاف التعبير يخوني وما تفهموني,,,

ااسف على الإطاله ,,,
منيرة ناصر آل سليمان
حياك الله يابنت نجد والله يحفظك ويبارك فيك وأنت قلبك على الأمة وشبابها
أتفهم ماتريدين قوله وأسلوبك جميل ومعبر ..
بالتأكيد لا أزكي مجتمعاتنا الاسلامية بل يدي على قلبي مما رأيته وأراه وفكرة الكتاب جاءت من خوفي ولهفتي عليهم ،لأنهم ولأنهن يرون الغرب قدوة ومثالا يحتذى لحياة ماتعة ..تذكري أنهم لم يكونوا بهذا السوءإلا بعد إطلاعهم على حياة الغرب ولهوه واستقدام انحطاطه لنا وليس علمه ونفعه إلا ماقل !!
الشر موجود في كل مجتمع وكررت قولي أن الخطأ موجود منذ فجر الإسلام ولكن الهجمة - يا أخيتي - شرسة على شبابنا وشاباتنا جاعلين من الحرية الحلم والهدف والجمال وكل متع الحياة فيها وتصوير الاسلام بالرجعية والتخلف والحرمان من متع الحياة !!
وأنا حين أتحدث عن حياة الغربية أريد كشف هذا الزيف وهذا الخطأ فالحرية في جانبها السيء كارثة ودمار ومخالفة للدين الإسلامي .
لايعني أن اقول أن كل الغربيات سيئات أو كلهن فاشلات في حياتهن على العكس قلت عن نماذج جيدة وناجحة ولكن في أي مرحلة من حياتها ذاقت شقاء الحرية وتألمت بقدر معين منها !!وحتى وهي حريصة لابد من أخطاء مخالفة للدين لديننا نحن وليس هم وهكذا يستوجب منا التحذير !
أعترف بكثرة الأخطاء في بلادنا حد البكاء ولكن لمَ نصمت لتزداد يا أخيتي ؟؟
والزيادة قادمة من الغرب وبقوة لاتتصورينها حتى لو كانت على يد أبناء العرب والمسلمين يغذيها الغرب ويذكي نارها !
وللعلم يا أخية كتبت الكثير عن مساوئ فتياتنا ومجتمعنا وتحدثت في عدة مقالات عما يحدث في المجتمع ولست بصدد تنزيه مجتمعاتنا كما سبق وقلت .
بالنهاية مخجل أن تذهب تلك المرأة التي تعرفينها لتبحث عن حلمها بالطهر والنقاء في الدول العربية فلا تجده !! لكنها قد تجد بعض ماتحلم به على الأقل !
بدّورة الحلوة
ترددت كثير قبل ان اكتب مداخلتي لأني لم أفهم من مداخلات الأخوات إلا أنه ذكر لقصص تبين الجانب المظلم في الثقافة الغربية ...واحب أن أدلي بدلوي هنا وأبين وجهة نظري حول كيف نفهم الثقافة الغربية من أجل أن نستفيد منها من جهة..ونتجنب الجانب المظلم منها من جهة أخرى...

الصورة الغربية اللامعة والماجنة التي تسوّق في إعلامنا العربي كونت لدينا اتجاهين أحداهما يرفض ويخاف من كل ماهو غربي بل ويرفض التعرف عليه ...واتجاه آخر غبي أخذ أسوأ مالدى الثقافة الغربية وترك جوهر هذه الثقافة التي جعلتها الآن بهذه القوة...

أظن أن الثقافات المتخلفة دائما تأخذ أسوأ مالدى الآخر وتغفل أفضل مالديه...

وحين تكتشف أنها فعلت ذلك ...فإنها تبدأ بتشويه الآخر والسخرية بقيمه ...رغم ان الآخر مقتنع بها وسعيد بها...

الأزمة الثقافة الحالية في الثقافة العربية والمسلمة تنبع من كونها ثقافة أمة مغلوبة بعدما كانت غالبة...

أمة الإسلام بعد سقوط الخلافة الإسلاميةعام1918 فقدت هيبتها وهويتها...وصارت بسبب كل ذلك تعيش مخاض الهزيمة والاستعمار الغربي المبرر بدوافع دينية مرة...والمفضوح الأطماع من جهة أخرى...

عندما استعمر الغربيون بلاد الإسلام في القرن الثامن عشر الى العشرين وحولوها إلى مستنقعات من التناحر والخلافات الجزئية والأهلية حولوها (عمدا) إلى مجتمعات متخلفة ...هذه المجتمعات المتخلفة وعت الآن على حضارة متكاملة وقوية هي الحضارة الغربية...
ووعت على واقعها الممزق والمتخلف ولم يكن لديها المقومات الكافية لفهم الحضارة الغربية ...فلم تجد أفضل من استيرادها أو اجترارها...
الحضارة الغربية لم تفهمها هذه المجتمعات المتخلفة ولم تفهم طبيعة تكوّن هذه الحضارة ولا الثمن الذي قدمته هذه الحضارة لتصبح بهذا الشكل اللامع المتماسك والقوي...

لذلك ردد كثيرون من أهل الحضارة المغلوبة ان التمرد على التراث والخلفية الثقافية هو مفتاح القدوم على المستقبل...

هذا القول لم يرد به استبعاد العقول التقليدية المتحجرة ولاالسلطات المركزية التي هي حقيقة مايقف عقبة في طريق التنمية...

ولكنه قيل تبريرا لعملية نزع الهوية والرداء الإسلامي في طريق الاصطباغ الكامل بالهوية الغربية...

بدأ هذا باستبدال اللسان العربي والهوية العربية والحروف القرآنية بالألسنة القوية (بدءا من الفرنسية في بلاد المغرب العربي ومرورا بالألمانية والأنغليزية في بقية دول لعالم الإسلامي )

والهوية الغربية ليست هي مايحتاجه المجتمع المسلم من الحضارة الغربية..

لسنا بحاجة لأن نكون غير مسلمين حتى نكون قادمين على المستقبل...

نحن بحاجة إلى فهم الآلية التي تكوّنت بها الحضارة الغربية بقوتها وتماسكها الحاليين ...ومن ثم نصنع آلية مشابهة ومناسبة لهويتنا التي لاتستطيع أن تكون غير عربية ولا غير إسلامية...

لأنه في اللحظة التي تنتهي فيها علاقتنا بالإسلام ...فإنه قد انتهى تاريخنا كعنصر بشري...وكحضارة... وكبشر ينتمون لمساحة حساسة ومتفجرة في قلب العالم..

نعم ...الحضارة الغربية يهمها أن يتحوّل العالم كله (ليس فقط العالم الإسلامي) إلى منظومتها القيمية والحضارية...ولقد نجحت في ذلك أيما نجاح في مساحات شاسعة من العالم احتلتها وغربنتها بالقوة...

أو سوّقت لها الوجه الغربي الاستهلاكي اللامع دون أن تسمح لهذه الأمم المتخلفة أن تدرك سر الوصفة المعقدة التي تمكنت فيها من الاستيلاء على القوى في العالم كله...

هذا على نطاق الفكر الفاعل في السياسة الغربية...فكر القوة وتمجيد القوة وتسويق فكرة القوي الذي يحارب الأشرار...

وبهذه الطريقة السطحية المفضوحة يستولي الغربيون على قلوب العالم ويدسون الرعب في قلوبهم دون توقف..

بالنسبة للثقافة الشعبية التي يدخل فيها الحديث عن المرأة والجنس ...الإدارة والقانون... والدين والحريات ...

فالأمر يحتاج لاستقراء تاريخ طويل جدا تم خلالها تكوين هذه الثقافة ...

الثقافة الغربية الشعبية التي نعرف منها وجهها المسوّق في الإعلام والمكوّن من ال(babes) وال(pubs) واعلانات الستربتيز وحفلات الجنس الجماعي ...وغيرها من المظاهر التي تفزعنا كمسلمين محافظين وتفزع غيرنا حتى من غير المسلمين ممن يستنكرون الوجه المعلن من الثقافة الشعبية الغربية لم تتكون بين عشية وضحاها...

وعلينا أن نتتبع كيف تكوّنت هذه الثقافة وبأي شيء اتسمت هذه الثقافة..؟؟

وسنجد أن أول سمة من سمات هذه الثقافة هي انها خضعت للسائد بدلا من ان تخضع السائد لها...

أي أن ماكان بالأمس محرما أصبح اليوم مسموحا ...وأصبح القانون الذي يحاربه البارحة يضمن اليوم استمراريته ويكرّسه...

هذا يقود إلى تساؤل بسيط؟؟؟لماذا خضع القانون للسائد بدلا من أن يصبح السائد هو من يخضع للقانون؟؟

لماذا بدلا من أن يحدد القانون ماهو صح وماهو غلط ...أصبحت الثقافة الشعبية هي من يحدد ماهو صح وماهو غلط؟؟

لماذا لم تكن هناك ثوابت يحتكم إليها الاثنان (القانون والشعب) في تحديد الصح والغلط ...؟

لأنه باختصار...لم تعد هناك ثوابت...

الجواب في نظري أن مفهوم القانون الغربي والثقافة الغربية لكلمتي (القيم) و(الفضيلة) وسلّم الأولويات والقيم هو مختلف تماما عما هو في العقل المسلم ...

ففي الوقت الذي تكون فيه كلمة الشرف في العصور العربية القديمة تشير إلى عفة الفتاة (مثلا) فإنها في العقل الإنغليزي في قرون الملكية تعني تنفيذ أوامر الملكة أو الانحناء أمامها أو الاستشهاد في الميدان ...

فيما هي الآن في هذا العصر تشير إلى النظافة القانونية وخلو صفحة الشخص من أي مخالفة للقانون العام السائد ...

مصدر الثقافة الشعبية الغربية متكوّن من كثير من التساؤلات والفوضى على مر تاريخ طويل جدا ....

تلكم الفوضى التي حسمت أخيرا بسيادة القانون الذي صاغه الشعب واحترمه وصار من حقه أن يراجع فيه مايريد أن يراجع...ويستحدث فيها مايمكن استحداثه..

لاتنس تدخل التطور المتسارع في مستوى التكنولوجيا وازدياد عدد البشر بعد الحربين العالميتين بالشكل الذي جعل تقديم تربية موجّهة وملتزمة لهؤلاء البشر أمر صعب جدا ...إن لم يكن مستحيلا...


هذا إضافة إلى الإعلام ودوره في صناعة الثقافة العامة باتجاه الأسوأ...

هذا إضافة إلى الحرب التي شنها رواد عصر النهضة على الكنيسة والدين والإيمان ...بحيث صيغت للمجتمع السائد المتوثب للغد ثقافة جديدة ذات قيم جديدة قد تلتقي وقد تفترق مع الدين والتعاليم الدينية التي كانت تكرسها الكنيسة وتقدمها ...

كل هذا كان يحصل في القرنين السابقين بشكل ملحوظ ...وكانت أقدار الثقافة الغربية تصاغ في صراع بين الكنيسة التي كانت تتراجع وتنكفىء وتتنازل في كل مرة ...وبين رواد عصر النهضة الذين كانوا يحققون نجاحا ملموسا ونموا باركته الشعوب التي لم تكن تطلب إلا (تنمية) ونجاحا...

لذلك تراجعت مستويات الفقر...ارتفعت مستويات التعليم والخدمات العامة ...الشعب صار يتدخل بشكل منظم وقانوني منذ القرن السادس عشر (اتكلم عن بريطانيا ) في تقرير مصير الأمة..

ولكن كل ذلك حصل على حساب تراجع ملحوظ في مستوى الالتزام بالقيم واحترام الدين وهيبته...


حالة الرضى العامة هذه أحدثت استقرارا...والاشياء المستقرة عادة تنتفخ وتسمن...وتريد المزيد ...

وعدد السكان يتزايد ...والسنوات تتلاحق باتجاه المجهول...وقيم الكنيسة والدين والعائلة تتراجع أمام متطلبات العصر الحديثة والتي تتطور بشكل متسارع ...

بالتالي كل ذلك أفرز مجتمعا ماديا مترفا انيقا ومنظما لايظلم فيه أحد ولايموت فيه أحد من الجوع..ولايحس احد فيه بالحرمان...

لأجل ذلك هم يحافظون ماأمكنهم على هذا المجتمع الذي يرونه جميلا..على هذا العالم الذي يرونه متماسكا وجيدا...

لأجل ذلك يخافون من صوت الدين ....ويزعجهم بقوة صوت المبادىء...وربما تجد الكثير منهم يسخر بالعائلة ومبادىء العائلة لأنها من مخلفات العصر القديم...


إن هذا المجتمع المسكين لديه مبادئه التي يحافظ عليها...إنه يعرف الالتزام..والصدق والأمانة والشرف ...ولكنه يفهم هذه الكلمات وهذه الأشياء بطريقة مختلفة عنا نحن المسلمين ...

فالجنس مثلا ليس وسيلة للحفاظ على البشرية وليي تعبيرا ساميا عن الحب والمودة كما ينظر إليه المسلمون والمتدينون من المسيحيين واليهود وكل الأديان التي تعلي من شأن الغريزة الجنسية ...

الجنس في الثقافة الغربية الشعبية هو (حاجة) أكثر منه التزام ...أكثر منه تعبير عن الحب...أي أنه لايختلف عن الأكل والشرب أو قضاء الحاجة ...لأجل ذلك ينصب اهتمام الأطباء والمعنيين بالشأن الجنسي في (ضبط) هذه الحاجة بشكل متحضر بحيث لاتؤدي إلى مزيد من الأمراض أو أجنة غير مرغوبة...

لذلك يتم توجيه الأطفال والمراهقين إلى ضرورة استخدام الواقيات والحرص عليها ونظافة الأيدي والجسد وووووو



وإن كان هناك من التزام في هذه العملية الغريزية فهو في ان لايخون أحد الآخر أثناء العلاقة ....وبمجرد انتهاء العلاقة فإنه ليس عارا أو مخجلا أن يتم تكوين علاقة أخرى غير شرعية وثانية وثالثة ورابعة وعاشرة...

أما الجانب الروحي والأخلاقي في هذه العملية فقد انعدم من اللحظة التي اعتبر فيها بعض المفكرين والمثقفين الزواج ميثاقا سخيفا والتزاما لامعنى له...وتضييعا للحياة في التزام غير مفهوم...
ولامكان له أصلا...لامكان للحديث عن الجانب الروحي وجانب القيم لأنه سيثير سخرية أطفال تكوّنوا في مجتمع وولدين أصلا كانا يسخران بالقيم ويعتبرانها تقييدا مضحكا...


كذلك في قضية معاقرة الخمور والتدخين ..فالتركيز في التوعية المضادة للكحول والتدخين لاينصب على الجانب الأخلاقي في هاتين المخالفتين ...وإنما يتم عرض مشاهد موجعة للحوادث التي تسبب فيها الشرب المفرط أو القيادة تحت تأثير الكحول...

أما معالجة الجانب الروحي في هتين القضيتين فهو عبث..ولامعنى له...

ولايقوم به إلا المتدينون ...

أنا شخصيا قابلت رجلا يهوديا في إحدى المتاجر وفتح معي حوارا دينيا طويلا....

فهمت منه أن المتدينين اليهود في هذه المدينة يقومون بعمل توعية (بلاجدوى)حسب تعبيره في إيقاظ أرواح هذه الحضارة الميتة كما عبر عنها..

وأخبرني أنه شخصيا قد توقف عن الشرب منذ انتمى للجماعة التي أخبرني عنها ...بعدما كان مدمن مخدرات مشردا...

وأصبح الآن ناشط سلام وعاملا في التوعية الدينية الروحية ومتعاونا مع المتاجر الخيرية التي يديرها بعض المواطنين المتدينين..

حين نفهم السبب في اختلاف الآخرين عنا وكيف تكوّنوا يمكننا ان نأخذ العظة والعبرة ونفهم أن ماحصل لهذه الحضارة الغربية الضخمة من تغييب للدين والروح يمكن أن يحصل لشعوبنا بمنتهى السهولة

وربما أفظع لأن شعوبنا المسلمة للأسف لايوجد فيها قانون يمكنه أن يضبط المجتمع ولاثقافة دينية منظمة يمكنها ان تردع مايمكن ردعه من رغبات ونزوات ...


في نظري ان التركيز على توعية الشعوب المسلمة دينيا...والتركيز على تكوين تنمية كافية تكفل تخفيف مستويات الفقر ورفع مستوى الثقافة والمشاركة الفاعلة للشعوب المسلمة في صنع قراراتها وثقافتها....سيؤدي بنا الى مستقبل مشرق...

بإذن الله...

أما استيراد النموذج الغربي أو التنكر للدين والتعاليم القرآنية ...أو بالمقابل رفض الآخر ورفض الاستفادة من التجربة الغربية والنظرة العدائية للشعوب الأخرى فهي لن تزيدنا إلا رهقا..وتفككا وتخلفا...