منيرة ناصر آل سليمان
الأخت بدورة الحلوة :
تساءلت وأنا أبتسم إعجابا بمداخلتك ترى من تكونين ؟؟ ولم التردد ؟
فمشاركتك جاءت مدهشة وشارحة بإفاضة للجانب التاريخي ( إن جاز التعبير ) لنشأة الحرية ..وهو ما أتفق معك فيه تماما ولم أغفل بعض جوابنه والأهم الجانب الأسوأ دائما ( في تدمير قيم الشعوب ) بتنحية الدين ومعاداته ..على الرغم من عدم صمود دينهم لكثرة مافيه من اختلافات وتحريف !
لكنني لا أتفق معك في روعة الحضارة دائما للدرجة التي لايوجد بينهم جائع ولا مظلوم مثلا ؟! رأينا الكثير منهم ياعزيزتي !
تفضلك بالشرح الوافي لموقف المتلقي ( أيا كان ) من الحرية الغربية وطغيان الجانب المظلم فيها والمؤذي للشعوب المتدينة خصوصا فيه الكثير من المصداقية
والقدرة على التحليل النفسي والزخم المعرفي ..
وحتى لا أطيل في الحديث عن مشاركتك أود فقط أن أقول أن خلاصة قولك جاء في الجملة ماقبل الاخيرة ( بضرورة تنوير الشعوب المسلمة ) جاءت كما أتمنى وكما أهدف له سواء من خلال الكتاب أو بضعة مقالات أدعو الله تعالى أن يعينني ويتقبل مني .. ولايجب أن نستصغر أي جهد في الخير والاصلاح .
الذي أريده يا أخيه وأنا أرى ماتحدثتِ عنه من إنبهار العالم الإسلامي بالحضارة الغربية وحلمهم بأن يستنسخوها ( على علاتها ) في بلدانهم ( وما أكثرهم )
هو الذي يجب أن نسعى بكل مانستطيعه لتوجيهه نحو الإفادة فقط فقط .
تأملي حالنا في البلاد قولي لي بالله عليك الآن مالذي يحدث لنفيد من الحضارة الغربية ؟؟تكاد ( ولا أبالغ ) تنحصر في جانب المرأة ؟؟
تناسوا كل شئ وأي شئ تناسوا الاصلاح ومحاربة الفساد ..تناسوا البطالة ..تناسوا الفقر ..تناسوا أشياء كثيرة وأصبحوا يلتون ويعجنون في قضايا المرأة وكيف تنتزع حقوقها وتختلط بالرجال ( قرأت مقالات كثيرة في هذا الخصوص ) ليتهم تحدثوا عن حقوقها التي أقرها الشرع والتي نعترف بغياب كثير منها لكنهم خصوها بما يتنافى وتعاليم الإسلام .
بالنهاية عندما عدت يا أخيتي بعد غيبة ليست طويلة فيما أظن ليحصل كل ذلك ! وجدت العجب العجاب من حال النساء !!
حديثك الشيق يا أخيه لازال يثير رغبتي في الكثير منك وفقك الله تعالى .
حب الله ورسوله
حياك الله تعالى يا أختي
لقد فصلوا الدين عن الدنيا لدرجة سألت إحداهن طبعا لمشاهدتها الحجاب لماذا لانفعل مثلهم الذين بدهم يتبعون الدين يتجهون لمكان معين مثلما عندما تختار الراهبة طريقها وتتبع الكنيسة لا أن تعيش حياتها ودينها سويا لقد تركوا الدين فقط للكنيسة وفي الخارخ يعيشون حياتهم كما يحلو لهم
وسأل شخص زوجي عندما علم أنني صائمة هل الذي تفعله صحيح وكيف عما تضيع حياتها ويمكن مافي حساب أو آخرة تكون راحت عليها وإن كان في فلقد راحت علينا
وأخرى وهي مسيحية قالت لي أنا لست مقتنعة بالذي يفعلونه يرتكبون المعاصي والخيانة ويدخلون الكنيسة ويتكلمون مع القسيس ليغفر لهم ويرجعوا إلى ماكانوا عليه
والنخوة عندهم ماتت تلبس المرأة الذي بدها إياها المهم لا أحد يلمسها هذا فهمهم للحرية الشخصية وهذا لم يعد يحرك فيهم المشاعر والأحاسيس لأن كل شئ مباح ومكشوف
لقد قال أحدهم للنساء العاريات أنكم تعرضون أجسامكم ولكن رؤوسكم فاضية وخاوية فإنتفضوا عليه وهاجموه ودافعوا عن أنفسهم أن ذلك غير صحيح وإن كانوا يتعروا ولكنهم ذات فكر وثقافة


الحمد لله الذي خلقنا مسلمين اللهم إهدنا إلى صراطك المستقيم ولما تحب وترضاه
منيرة ناصر آل سليمان
نسيت أن اقول يا أخت بدورة أن فهمك لتركيز الأخوات على القصص والمواقف جاء في محله ..
ذلك أن هذا الذي أركز عليه حاليا لعدة أسباب منها أن انتقاد الأخوات لجوانب الحرية السيئة في حياة الغربية متماثل تقريبا ، ولأن القصص والحكايا تأتي أكثر تعبيرا من الوصف والمقال ! كما أنها تجتذب القارئ وتستهويه تدهشه ..
أيضا اتفق رأيي ورأي فضيلة الشيخ سلمان العودة جزاه الله خيرا حول أهمية ذلك كأدلة وبراهين .
منيرة ناصر آل سليمان
أختي حب الله ورسوله:
بارك الله فيك وجزاك خيرا مشاركتك ثرية ورائعة والأجمل فيها الكثير مما يفيدني وأطمح إليه ..وفقك الله تعالى وجعل ذلك في ميزان حسناتك .
بدّورة الحلوة
لكن علينا أن لانتناسى أختي منيرة الجانب المهم في المقارنة (ان احتجنا للمقارنة وانا لاأرى أن المقارنة بيننا)وهي قضية الاختلاف في المبدأ...
الأمر هنا كالذي يقارن بين المراة والرجل...ويوازن بينهما في معطيات واحدة بينهما مختلفان في تناولهما لها...

الغرب غرب والشرق شرق ولن يلتقيا

هذا أولا

وثانيا ان الاحتفاظ بالهوية هو خير مايمكن ان تفعله الأمة الإسلامية لنفسها لأنها عبر هذا الاحتفاظ وعبر تصحيح مساراتها التنموية ستنهض...وليس عبر تبديل نفسها ومسخ حقيقتها

أتمنى لو استطعتِ الاطلاع على مقال مهم للدكتور المهدي المنجرة حول الفرنكفونية وخطر المشاريع الفكرية الغربية لتسويق أفكارها عبر إلغاء الثقافات الأخرى ومن أهمها الإسلامية...

لأنه من خلاله ستعرفين الخيط الدقيق بين ماهو مقبول في عملية التثاقف...وبين ماهو مرفوض...

والخيط الدقيق بين المهم والأهم في العملية التنموية...والخيط الدقيق بين التمسك بالهوية الإسلامية وبين التحجر والتصنم ورفض التطوير...

موقفنا كشعوب وكنساء في عائلاتنا هو التطوير المستمر للشخصية مع الحفاظ على الهوية

وهذا مافعله كثير من الربانيون في المجتمعات الغربية البالغة الترف والانفلات ...

بنت أختي درست معها أخت أمريكية أسلمت وكانت من ولاية مين وكانت من عائلة بروتستانتيه متدينة جدا جدا لدرجة عدم السماح للآولاد بالسهر أكثر من الساعة العاشرة ...ناهيك عن رفض الشرب ورفض لبس الملابس غير المحتشمة والمحافظة على قداس يوم الأحد في الكنيسة والمحافظة الشديدة على قيم العائلة...

تقول هذه الأخت أن عائلتها هي أنموذج متكرر لكثير من العائلات أمكنها المحافظة على قيمها وبمنتهى السهولة بل وكوّنت قوانين ولايتها (لأننا نعرف أن القانون الأمريكي الفيدرالي يسمح لأهل كل ولاية بتحديد قوانين الولاية ضمن منظومة الدستور الأمريكي) وهاهي هذه العائلات تحافظ على قيمها وقوتها بل وتصل إلى الإعلام وتسمع صوتها للكل...

المطلوب من المسلمين أن يثقوا بأنفسهم وقيمهم من جديد وأن يقتنعوا أن بإمكانهم ان يفعلوا مافعله غيرهم بقليل من التركيز والمراجعة وترتيب الأولويات...