لحوم العلماء مسمومة
أسباب أكل لحوم العلماء
1- الْغَيْرَة والْغِيرَة:
أما الغيرة -بالفتح- فهي محمودة، وهي أن يغار المرء وينفعل من أجل دين الله، وحرمات الله -جل وعلا- لكنها قد تجر صاحبها -إن لم يتحرز- شيئا فشيئا، حتى يقع في لحوم العلماء من حيث لا يشعر.
وأما الغيرة -بالكسر- فهي مذمومة، وهي قرينة الحسد، والمقصود بها هو: كلام العلماء بعضهم في بعض (الأقران)؛ ولذلك قال الذهبي: "كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به، لا سيما إذا كان لحسد أو مذهب أو هوى".
2- الحسد:
والحسد يعمي ويصم، ومنه التنافس للحصول على جاه أو مال، فقد يطغى بعض الأقران على بعض، ويطعن بعضهم في بعض، من أجل القرب من سلطان، أو الحصول على جاه أو مال.
3- الهوى:
إن بعض الذين يأكلون لحوم العلماء لم يتجردوا لله -تعالى- وإنما دفعهم الهوى، للوقوع في أعراض علماء الأمة، واتباع الهوى لا يؤدي إلى خير، قال -تعالى-: (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) (صّ: من الآية26)، وقال -سبحانه-: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ) (القصص: من الآية50).
قال شيخ الإسلام -ابن تيمية-: "صاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه"، وكان السلف يقولون: "احذروا من الناس صنفين: صاحب هوى قد فتنه هواه، وصاحب دنيا أعمته دنياه ".
4- التقليد:
لقد نعى الله -تعالى- على المشركين تقليدهم آباءهم على الضلال: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ( (الزخرف: من الآية22).
والتقليد ليس كله مذموما، بل فيه تفصيل ذكره العلماء، ولكنني في هذا المقام أحذر من التقليد الذي يؤدي إلى نهش لحوم العلماء، فإنك-أحيانا- تسمع بعض الناس يقع في عرض عالم، فتسأله: هل استمعت إلى هذا العالم؟ فيقول: لا والله، فتقول: إذن كيف علمت من حاله وأقواله كذا وكذا؟! فيقول: قاله لي فلان، (1) هكذا يطعن في العالم تقليدا لفلان، بهذه السهولة، غير مراع حرمة العالم.
قال ابن مسعود: "ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا، إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإنه لا أسوة في الشر". وقال أبو حنيفة: "لا يحل لمن يفتي من كتبي أن يفتي حتى يعلم من أين قلت". وقال الإمام أحمد: "من قلة علم الرجل أن يقلد دينه الرجال ".
5- التعصب:
من خلال سبري لأقوال الذين يتحدثون في العلماء -وبخاصة طلاب العلم والدعاة- تبين لي أن التعصب من أبرز أسباب ذلك، والباعث على التعصب هو الحزبية، الحزبية لمذهب أو جماعة أو قبيلة أو بلد، الحزبية الضيقة التي فرقت المسلمين شيعا، حتى صدق على بعضهم قول الشاعر:
وهـل أنـا إلا مـن غزيـة إن غوت
غـويت وإن ترشـد غزيـة أرشـد
سمعت أن بعض طلاب العلم يتكلمون في بعض العلماء، وفجأة تغير موقفهم، وصاروا يثنون عليه؛ لأنهم سمعوا أن فلانا يثني عليه؛ فأثنوا عليه، وسبحان الله! مغير الأحوال.
إذا ضل من يتعصبون له ضلوا معه، وإذا اهتدى للصواب اهتدوا معه، لقد سلم بعض الطلاب والدعاة عقولهم لغيرهم، وقلدوا في دينهم الرجال.
ولقد رأينا قريبا من ينتصر لعلماء بلده، ويقدح في علماء البلاد الأخرى، سبحان الله! أليست بلاد المسلمين واحدة؟! هذا من التعصب المذموم! أليس من الشطط أن يتعصب أهل الشرق لعلماء الشرق، وأهل الغرب لعلماء الغرب، وأهل الوسط لعلماء الوسط؟!
إن هذا التعصب مخالف للمنهج الصحيح، الذي يدعونا إلى أن نأخذ بالحق مهما كان قائله؛ ولهذا قال أبو حامد الغزالي في ذم التعصب: "وهذه عادة ضعفاء العقول؛ يعرفون الحق بالرجال، لا الرجال بالحق ".
6- التعالم:
لقد كثر المتعالمون في عصرنا، وأصبحت تجد شابا حدثا يتصدر لنقد العلماء، ولتفنيد آرائهم وتقوية قوله، وهذا أمر خطير، فإن من أجهل الناس من يجهل قدر نفسه، ويتعدى حدوده.
7- النفاق وكره الحق:
قال الله -تعالى- عن المنافقين: ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً) (البقرة: من الآية10). ( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) (البقرة:14).
إن المنافقين الكارهين للحق، من العلمانيين، والحداثيين، والقوميين، وأمثالهم، من أشد الناس أكلا للحوم العلماء؛ لما في قلوبهم من المرض والبغض للحق وأهله.
ومن المؤسف الممض أنني استمعت في مجلس من المجالس إلى أحد هؤلاء المنافقين، يستطيل في أعراض العلماء، فقلده بعض الطيبين من حيث لا يشعر، ووافقه على ما يقول، حتى رد عليه في ذلك المجلس.
إن العلمانيين الآن يتحدثون في علمائنا بكلام بذيء، يعف القلم عن تسطيره، مما يدل على ما في قلوبهم من الدغل، ومعاداة ورثة الأنبياء وما يحملونه من الحق.
8- تمرير مخططات الأعداء كالعلمنة ونحوها:
أدرك العلمانيون -أخزاهم الله- أنه لا يمكن أن تقوم لهم قائمة، والعلماء لهم شأن وهيئة وهيبة في البلد، فأخذوا في النيل من العلماء، وشرعوا في تشويه صورة العلماء، وتحطيم قيمتهم، بالدس واللمز، والافتراء والاختلاق، لا أقول هذا جزافا ولا رجما بالغيب، ولكن ذلك هو ما نقله إلينا الثقات عن العلمانيين، من كلام في العلماء لا يقبله عقل العامي، فضلا عن طالب العلم.
منقول
الداعية الى الحق @aldaaay_al_alhk
عضوة توعيه سابقاشعلة المجلس
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
انقل لكم هذه القصة للعضة والعبرة ...
شاب جامعي ملتحق بحلقة تحفيظ القرآن الكريم يعيش كما يعيش الشباب، لكن همّه إصلاح الأمة.
كان متألقاً نشيطاً يحب الخير والطاعة، وفي رمضان من عام 1425هـ اعتكف مع الشباب في المسجد الحرام في المدينة المنورة.
عاش فرحة عيد الفطر مع أقاربه وزملائه، وفي يوم الأحد 22/10/1425هـ صلى الفجر خلف الإمام، وفي العصر من ذلك اليوم عندما كان خارجاً من جامعة الملك سعود وهو يستمع لشريط: "توبة صادقة" للشيخ خالد الراشد.
وفي أحد منعطفات الجامعة كانت الوفاة إثر حادث أليم – رحمه الله-.
والعجيب أنه عندما عُثِر على الوصية كانت مؤرخة بـ14/10/1424هـ أي قبل الحادث بسنة وأسبوع فقط!!
أخي القارئ أَدَع فهد – رحمه الله – يبث شجونه ووصاياه لعلنا نقف وقفة تأمل وعبرة مع من يوصي وهو تحت الثرى ولندعوا له.
وكم في هذه الوصية من عبر دع خاطرك يسجلها..
ويسعدنا مشاركتك وتعليقك على هذه الوصية فكم فيها من الفوائد والعبر لمن اعتبر.. وإليك نص الوصية.
الحمد لله الذي جعل الموت راحة للأبرار لينقلهم من دار الهموم والغموم والأكدار إلى دار الفرح والسرور والاستبشار... وبعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فأشهد الله على أني أحبكم فيه.. وأسأل الله أن تجمعنا بهذه المحبة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله..
هاهي سنّة الحياة أفراح وأحزان، لقد أمضيت معكم أجمل الأوقات وأمتعها واستفدت منكم استفادة كبرى، أسأل الله أن تكون حجة لنا لا علينا.
إخواني.. تشبثوا بالصحبة الصالحة، فوالله إنها لنعمة كبرى، واحذروا من وسواس الشيطان في الإغراء بالتفريق بين الإخوان وبث النزاع والفرقة.
إخواني احرصوا على نشر الدعوة ولا تنتظر تلقي الأوامر فقط، ولتكن لديك ذاتية ومرجعية لأعمالك.
إخواني أوصيكم بالتمسك بكتاب الله وعدم الانقطاع عنه بانقطاع أو توقف التحفيظ ، بل اجعل لك ورداً محدداً أو خصص له وقتاً وستجد الثمرة _بإذن الله_.
إخواني أطلب منكم أن تسامحوا وتعفوا وتصفحوا عن أخيكم المقصر.. فمن آذيته بكلمة أو بلمزٍ أو غيره أو دينٍ فليعفوا وليصفحوا "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ" (النور: من الآية22) خاصة في الدين، من أراد حقه فليرجع للأهل، ومن سامح، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
كم أحذركم من الفتور واتباع الهوى والخوض في الفتن وفي لحوم العلماء.. فإن هذه ظاهرة منتشرة بين شباب الصحوة. وتمثل في قول الرسول _صلى الله عليه وسلم_: "قل خيراً أو اصمت".
إخواني ادعوا لي بالثبات عند السؤال، وأكثروا من الدعاء فإني – والله – بحاجة لدعائكم..
وأنا أخبركم أني قد عفوت عن كل من تكلم في عرضي، أو أساء إليّ أو استدان مني.. طلباً فيما عند الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
أخوكم
فهد
14/10/1424هـ
إذا لم نلتقِ في الأرض يوماً
وفرق بيننا كأس المنون
فموعدنا غداً بدار خلدٍ
بها يحيى الحنين مع الحنون
وفيما يلي صورة من الوصية المكتوبة بخط يد الشاب _رحمه الله_ ....
للاسف لم استطع نقلها
موقع المسلم
شاب جامعي ملتحق بحلقة تحفيظ القرآن الكريم يعيش كما يعيش الشباب، لكن همّه إصلاح الأمة.
كان متألقاً نشيطاً يحب الخير والطاعة، وفي رمضان من عام 1425هـ اعتكف مع الشباب في المسجد الحرام في المدينة المنورة.
عاش فرحة عيد الفطر مع أقاربه وزملائه، وفي يوم الأحد 22/10/1425هـ صلى الفجر خلف الإمام، وفي العصر من ذلك اليوم عندما كان خارجاً من جامعة الملك سعود وهو يستمع لشريط: "توبة صادقة" للشيخ خالد الراشد.
وفي أحد منعطفات الجامعة كانت الوفاة إثر حادث أليم – رحمه الله-.
والعجيب أنه عندما عُثِر على الوصية كانت مؤرخة بـ14/10/1424هـ أي قبل الحادث بسنة وأسبوع فقط!!
أخي القارئ أَدَع فهد – رحمه الله – يبث شجونه ووصاياه لعلنا نقف وقفة تأمل وعبرة مع من يوصي وهو تحت الثرى ولندعوا له.
وكم في هذه الوصية من عبر دع خاطرك يسجلها..
ويسعدنا مشاركتك وتعليقك على هذه الوصية فكم فيها من الفوائد والعبر لمن اعتبر.. وإليك نص الوصية.
الحمد لله الذي جعل الموت راحة للأبرار لينقلهم من دار الهموم والغموم والأكدار إلى دار الفرح والسرور والاستبشار... وبعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فأشهد الله على أني أحبكم فيه.. وأسأل الله أن تجمعنا بهذه المحبة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله..
هاهي سنّة الحياة أفراح وأحزان، لقد أمضيت معكم أجمل الأوقات وأمتعها واستفدت منكم استفادة كبرى، أسأل الله أن تكون حجة لنا لا علينا.
إخواني.. تشبثوا بالصحبة الصالحة، فوالله إنها لنعمة كبرى، واحذروا من وسواس الشيطان في الإغراء بالتفريق بين الإخوان وبث النزاع والفرقة.
إخواني احرصوا على نشر الدعوة ولا تنتظر تلقي الأوامر فقط، ولتكن لديك ذاتية ومرجعية لأعمالك.
إخواني أوصيكم بالتمسك بكتاب الله وعدم الانقطاع عنه بانقطاع أو توقف التحفيظ ، بل اجعل لك ورداً محدداً أو خصص له وقتاً وستجد الثمرة _بإذن الله_.
إخواني أطلب منكم أن تسامحوا وتعفوا وتصفحوا عن أخيكم المقصر.. فمن آذيته بكلمة أو بلمزٍ أو غيره أو دينٍ فليعفوا وليصفحوا "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ" (النور: من الآية22) خاصة في الدين، من أراد حقه فليرجع للأهل، ومن سامح، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
كم أحذركم من الفتور واتباع الهوى والخوض في الفتن وفي لحوم العلماء.. فإن هذه ظاهرة منتشرة بين شباب الصحوة. وتمثل في قول الرسول _صلى الله عليه وسلم_: "قل خيراً أو اصمت".
إخواني ادعوا لي بالثبات عند السؤال، وأكثروا من الدعاء فإني – والله – بحاجة لدعائكم..
وأنا أخبركم أني قد عفوت عن كل من تكلم في عرضي، أو أساء إليّ أو استدان مني.. طلباً فيما عند الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
أخوكم
فهد
14/10/1424هـ
إذا لم نلتقِ في الأرض يوماً
وفرق بيننا كأس المنون
فموعدنا غداً بدار خلدٍ
بها يحيى الحنين مع الحنون
وفيما يلي صورة من الوصية المكتوبة بخط يد الشاب _رحمه الله_ ....
للاسف لم استطع نقلها
موقع المسلم
بنت التوحيد بارك الله فيك واشهد عالم حواء انني احبك في الله
وقد نقلت الموضوع فعلا عن واقع نعيشه فدعواتك الصادقة لي فاانا بامس الدعاء من صديقة مخلصة ...
وقد نقلت الموضوع فعلا عن واقع نعيشه فدعواتك الصادقة لي فاانا بامس الدعاء من صديقة مخلصة ...
زائرة
•
منقول رائع أختي الداعية الي الحق ولم نعهد عليك أقل من ذالك بارك الله فيك أخيتي
وجزاك الله خير الجزاء و زادك الله نوروعلم ويقين وان يثبتك على القول الثابت
أختك المحبه لك شدوو
الصفحة الأخيرة
انصح الكثير مما تمادي وتطاول علي اهل العلم بقراءة هذا الكتاب لشيخ ناصر العمر او فتح الرابط ...
والخوض في مثل هذه الامور يجب ان نترفع عنه فهي اثام تكتب وحسنات تنقص وماسوي ذلك هو الذي يبقي سارعي باالتوبه واتركي الخلق للخالق ..
محبتك في الله ...