لاتكن لواما

بعض الناس هوايتهم اللوم والعتاب, اذ تراهم يبالغون فيهما,ويتلذذون بهما , بل ربما يعتبرون ذلك دليلا على الصداقه والمحبه.والحقيقه أن اللوم وأن كان مؤدبا وغير قاسي , أمر غير محبب للنفس البشريه.
أحيانا قد تضطرك الظروف أن تتخلف عن زياره صديق لفتره من الزمن , ثم تلقاه أذا به ينهال عليك بسيل من اللوم مما يجعلك تتردد كثيرا في زيارته والتواصل معه .وأحيانا قد يقصر قريب لك في حق من حقوقك ,وربما من غير قصد, فتلقاه بوابل من العتاب , فتكون النتيجه أنه ينفر منك ويجفو عنك.
أن العتاب لا يحل مشكله ولا يوطد علاقه ولا يرجع فائتا, ومن كان هذا شأنه فالخير في تركه.أن صديقا للزاهد ابن السماك قال له ذات يوم :(الميعاد بيني وبينك غدا نتعاتب, فقال له ابن السماك رحمه الله : بل بيني وبينك غدا نتغافر) انه جواب يأخذ بمجامع القلوب , أذ ما فائدة التعاتب المكفهر بين الأخوه والأحباب ؟ أليس التغافر أولى ويقولاأطهر وأبرد للقلوب؟؟:27: :27:

يقول الشاعر
من اليوم تعارفنا
ونطوي ما جرى منا
فلا كان ولا صار

فلا قلتم ولا قلنا
وان كان ولابد
من العتب فبالحسنى